كل الغرام اسمك، كل الصور في ن...

Av rwaiah95_

299K 5.1K 712

🤍 Mer

١
٢
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١٠
١١
١٢
١٣
١٤
١٥
١٦
١٧
١٨
١٩
٢٠
٢١
٢٢
٢٣
٢٤
٢٥
٢٦
٢٧
٢٨
٢٩
٣٠
٣١
٣٢
٣٣
٣٤
٣٥
٣٦
٣٧
٣٨
٣٩
٤٠
٤١
٤٢
٤٣
٤٤
٤٥
٤٦
٤٧
٤٨
٤٩
٥٠
٥١
٥٢
٥٣
٥٤
٥٥
٥٧
٥٨
٥٩

٥٦

791 27 2
Av rwaiah95_

«المـول، بعـد العصـر»
إبتسمت تعدّل شنطتها بكفها: أختار المحل؟
ضحك عبدالإله يهز راسه بالإيجاب: اللي تبينه .. اللي تبونه ناخذه الحين
ناظرته ميهاف بإستغراب: وش الطاري أبوي؟ ما أذكر خرجنا من قبل كذا .. تلبي كل ما نطلبه ونبيه وكل ما يجي بخاطرنا لكن مو بهذي الطريقة
هز راسه بالإيجاب يجاري خطوة الغيد: خرجاتكم سوا وش المانع من وجودي؟
هزت راسها بالنفي مباشرة لإنه ما يفهمها: لا! ما أقصد كذا طبعًا بس مو غريب؟ عبدالإله يتمشى بالمول مع حفيداته
إبتسم لثواني يناظرها: إنتي لو تتركين عقل أخوك شوي
وبمجرد إتيان طاريه شدّت لدن على ذراعه ينقبض قلبها: ما أحد أكلمك؟ ترى الوضع مو طبيعي وبرودكم مو طبيعي
عبدالإله: اللي ماهو طبيعي خوفك .. نقول لك مناف تقولين أخاف عليه
عضّت شفايفها فقط ما تجادل تدخل خطوتهم لأول محلّ إختارته الغيد، جلست على أول كنبة يجلس بجنبها جدها بينما الغيد وميهاف والسديم إتجهت خطواتهم للأرفف يتفحصون البضائع يكون لـ الغيد النصيب الأكبر من المشتريات تبتسم لدن تشوف عينها وقوف جدها للمحاسبة: بكره خبر إعلان إفلاس المستشار عبدالإله بن نافل .. الله يزيدك حبيبي
أجابها عبدالإله بينما يطلّع بطاقته: وش عندي أغلى منكم؟ يفداكم عمري كلّه - خفض صوته بهمس - الله يلحقنا لبكره ..
إقتربت السديم ترفع إحدى الشنط على نظرها: حلوة؟ مو ناوية تشترين شيء إنتي؟
هزت لدن راسها بالإيجاب: خيال .. مالي نفس أدور إذا حصلتي شيء يناسبني أخذيه
رفعت الغيد مجموعة الأكياس تأخذ ميهاف نصيبها وأثناء حركتهم كانت السديم تحاسب ما إختارته تحت إنبهار عين الغيد لإن السعر الفلكي يظهر أمامهم على الشاشة وكل إنبهارها من إنها حاسبت ببطاقتها قبل حركة عبدالإله لردّها والليّ عصب مباشرة تُعقد حجاجه: وش هالتصرفات!
ناظرته السديم لثواني بإستغراب: وش؟
رفع حواجبه تبتسم من ريبته تبرر الغيد بتورط: المفروض يعني إنه هو اللي يدفع .. وش يرضيه الحين
أخذت السديم أكياسها تفهم وتناظر جدها: آسفه وحقّك علي .. الباقي عليك إعذرني ما أعرف قوانينكم
عدّل عكازه أمامه يغادر المحلّ وتتجاوز الغيد وقوفهم تجاريه مباشرة تترك كفها على ذراعه: بتزعل الحين صدق! طيب المفروض تفرح حفيدتك عندها هالمبلغ ببطاقتها وعايشة بعزّ .. لو كان هالمبلغ عندي كان عزمتك أنا
ولإن أساس هالطلعة كانت لأجل يريّح قلبه بفرحتهم، يحقق سرورهم بالوقت الليّ يضمنه وبالصورة الوحيدة اللي أمامه هو أزال عقدته ترتخي أعصابه: فكينا يا غيد
إبتسمت لتحقيق مبتغاها ولإن نبرته إرتخت تأشر على إحدى المحلات الأخرى: منزلين كولكشن جديد نشوفه؟
هز راسه بالإيجاب تتجّه خطوتهم ناحيته وتسبق خطوتها تُبهر عينها من لامع المجوهرات، من التصاميم توجّه أنظارها للدن الليّ جات بجنبها تسبق نطقها: ترى لو وافقتي على الزواج نيّاف بيجيب هالمحل كله، يمكن حتى العامل يشيله معهم من الفرحة
ضحكت الغيد ترجّع نظرها للأمام تنكر مباشرة: مين قال إني أبي المحل كله؟ العقد هذا عجبني بس وباخذه
يجذبها صوت ميهاف من الخلف تأشر لها على عدة سلسال بسيطة بتصميم هادئ والزينة الوحيدة فيها حرف الغين مرصع بألماسات صغيرة تُعكس بلامع جودتها ضد إضاءات المكان وبمجرد تقدّمها، بمجرد رؤيتها لها هي إنهارت تناظر لدن: طيب أبي كل المحلّ .. موافقة لدن كلميه
ضحكت بعدم تصديق تشدّها: يا أم المصالح! إخذي اللي تبينه معاك عبدالإله وعينك على راعي النياق
يأتي عبدالإله على آخر نطقها يستغرب: راعي النياق؟ وش تحكون به؟
إبتسمت الغيد تمدّ كفها: نقول عبدالإله مرة بالعمر .. بطاقتك يا حبيبي
إبتسم بعدم إستيعاب يترك البطاقة بكفها بالفعل يتجّه لفاخر الكنب يتخذه مجلس بينما عينه على وقوف السديم لجهة أخرى تختار أسوار لمعصمها ينده عليها بنبرة تحذيرية: يا سديـم
ضحكت تلفّ نظرها له: والله عليك .. تبت خلاص
يُقضى الوقت بين الملاحات، المشتريات بغالي الأثمان إلى آذان المغرب تعاكست خطوتهم للمصلى وإلى أنتهاء الصلاة خرجوا بخطى وحدة يصادفون عبدالإله يقف أمام ألين وسلطان الليّ جاوا على موعدهم "بعد المغرب" يشوفون الحوار بينهم إلى أن غادروا ألين وسلطان بجنب بعض فقط يتقدّم ناحيتهم عبدالإله يفسّر: باغيٍ لي شيء وأبيكم معي .. أخلص وأرجع لسلطان
رفعت الغيد بطاقته على نظره بعبط: على حسابي .. يلا
ضحك تدخّل كفها بذراعه تتجّه خطوتهم على خطوة إلى قسم محلات الذهب .. القسم الليّ يقصده يدخلون لإحدى المحلات البرّاقة بفعل ذهب بضاعته تبتسم الغيد: هنا لشيختك يعني؟ ترى أذواقنا بالذهب صفر كان ناديت ألين تعرف
هز راسه بالنفي تنتقل عينه بين العقود الفاخرة، حجمًا ومظهرًا يُجيبها: أنا أشوف ذهبها لكن وش اللي يعجبها؟ ما ظنتي إني أميز .. إتصلي عليها كانكم مثلي
هزت لدن راسها بالنفي تتقدّم: البرّاق يعجبها بس ما تلبسه .. زينة تخليه
هز راسه لإنه يعرف هالشيء: إختاري البرّاق ويبقى زينة .. شيءٍ يليق فيها يا لدن
إبتسمت تتقدم تختار شديد البرق، قيمة وصيت يُعرّف بإنه الأغلى يجذب النظر، إضافت إليه إضافةٍ لكامل طقمه عدة بناجر أخرى هادية لكنها تُميز بلمعة منها بمثل خاصة جدّتها الدائمة .. غادروا المحلّ بأكياس هائلة تخص سابق مشترياتهم وحاضر شراء عبدالإله للطقم المُهيب ..
تحلطمت الغيد تمدد ذراعها: يعني شلون بنبقى شايلين هالأكياس لين نطلع؟ أبوي تصرف سوّ شيء
هز عبدالإله راسه بالإيجاب: نوصل لسلطان وأخليه يوديهم للسيارة .. تعرفون وينهم فيه؟
هزت السديم راسها بالإيجاب: ألين راسلة، كوفي قريب من هنا
يقتربون بالفعل، تبيّن لهم جلسة ألين مقابل سلطان والليّ بمجرد ظهور البنات هي وقفت يمدّ لها بطاقته وتاخذها تتركها بشنطتها، تتوجّه لهم تساعدهم بترك الأكياس بجنب سلطان الليّ أخذ مفتاح سيارة السديم اللي جاوا فيها من عبدالإله ..
دخّلت كفها بذراع السديم تسأل: فيكم حيل تتسوقون بعد كل هذا؟ خافوا الله بأنفسكم
كشّرت الغيد ترفض التوقف: مو خافوا الله بفلوس أبوي؟ .. تخيلي تكون معاي بطاقة عـبـدالإلـه ومسموحة بكل ما فيها وأوقف؟ مين المجنونة اللي تسويها
أليـن: أكيد مو غيدنا .. إمشي
تتجّه خطوتهم بالأول لمحل الأثاث الليّ كان من طلب ألين تختار الكنب للصالة الوحيدة الفارغة ببيتها، يساعدونها البنات بالكماليات الأخرى إن أن أنتهت من الصالة كلها بمرة وحدة تدفع من بطاقته وتملي العنوان ورقم الهاتف لأجل التوصيل وبمجرد مغادرتهم للمحلّ هي إبتسمت بإمتنان لإن لولا وجودهم ما كان أنتهت .. وعلى خطى واحدة دخلوا للمحلّ المجانب تبتسم ميهاف من أوائل البضاعة تناظر لدن: لو تهدمت أحاسيس الآباء نتبادل ..
ضحكت لدن تهز راسها بالإيجاب لإنه يخص المواليد، كل ما يخصهم يتفرق بأقسام للذكور والإناث ولإن خطوتها للآن ثابتها تتأمل الفروقات فقط إنتشروا البنات بالمكان يحلّون محلها بالإختيارات - لطفلها - وينتهون بينما هي تتأمل فقط وما طرأ عليها الشراء نهائيًا لإن أمامها الوقت، لإن رغبتها الشديدة بإن أول هالمشاعر معاه، بجنبه تختار ويختار هو لطفلهم الأول، لأول روح وأول أنيس بينهم .. تنهّدت يزعل خاطرها غصب لإن لو صح وصف الجميع له، لو كان حقّ هو إختفى لعمله هي ما بتسامح نهائيًا، ما بترضى على كمّ القلق والخوف الليّ صاحبوها بالأيام السابقة رعبًا من غامض إختفاءه .. زفّرت تتبع خطوة البنات للكوفي تجلس بينما تمدد أضلعها بالنفس الطويل تشوف تحاورهم أمامها لكن ذهنها يغادر للبعيد، حيث ما يكون قلبها ..

«القصـر، الجلسـات الخارجيـة»
تعدّل بجلسته يتنحنح يتفحص حالة أبوه المزاجية: مروّق اليوم أبو فهد .. نطلب وتلبي؟
إبتسم عبدالإله يهز راسه بالإيجاب: تم قبل تقولها
إرتفعت حواجبه بصدمة غير متوقعة لإنه ظنّ إن أبوه بمزاج جيد لكن ما يصل إلى هذه الدرجة، إلى أن يتمم ويلبي قبل النطق والطلب تُذهل نظرته: صادق يبه!
أجاب بالإيجاب فقط بذات البسمة الهادئة ترتفع معنوياته بشكل مستحيل تنتشر لكلّ أوردته يقف بإنفعال نشيط يقبّل جبينه ينطق بإنتصار: الله يخليك لي .. وأنا اللي صار لي أسبوعين أتلوى وأدور الدرب اللي يرضيك لأجل ما تعصف فيني
ضحك عبدالإله يناظره: وأنا أعصف فيك يا سيف؟ ما خبرتك جحود
هز راسه بالنفي مباشرة: أخسي والله .. الله يطول لي بعمرك لكن الطلب السابق اللي إنت خابره، تعرف هوى نفسي يبه لا تردني عنه
هز راسه بسابق معرفة: وش عقب التم؟ قلنا تم ولبينا وش تبي أكثر؟
أشر بالرضا وعدم الطمع بالأكثر: يكفي والله ما أبي أكثر
هدأت نبرة عبدالإله يوصي: إنتبه على نفسك وروحك من هالخطر، إنتبه لأمك وأختك يا سيف .. أخوانك كبروا وكل واحد إنشغل بحياته والتزاماته ما عاد عند أمك إلا إنت، ولو إن أختك بدأت حياتها الجديدة لكن عينك عليها .. وحيدتك يا سيف والله الله في بنت زايد، تراك كبرت ومرّ على العقد ما مرّ إقدم قبل يقدم علينا الزمن
توترت نظرته لإن حديث أبوه جاء بطريقة مرعبة للقلب: وش الطاري؟ بسم الله عليك تسدّ لأمي وأختي ولي .. للعيال كلّهم ما كبروا ولا شيء هذاهم حولك ويدورون رضاك ولا أبتعدوا
هز عبدالإله راسه بالإيجاب يشوف الخوف بعينه: أقول لك أنا وبس .. بدخل أشوف أمك
يغادر من بعدها للداخل يشوف إفتراش مشترياتهم بالصالات، أسئلتهم وسواليفهم يبتسم بهدوء بينما يتجاوزهم لجنب شيخة الليّ للآن تستغرب الخرجة كلّها: ما أعرفك تحب هالطلعات يا عبدالإله؟
هز راسه بالإيجاب يُجيبها بينما عينه للبنات: عشانهم .. عطوك ذهبانك؟
هزت راسها بالإيجاب ترفع كمّ جلابيتها تظهر جديد البناجر: ما تقصر إنت ولا تقصر لدن تعرف ذوقي .. الطقم رفعته لعرس ولد فهد وغيد
ضحك بخفة يرجّع ظهره للخلف: تنتظرين العرس الحين بعد ما كنتي ضده ورافضته .. الله يا الدنيا
شيـخة: لا تلومني وإنت أدرى فيهم .. خفت يتكرر ما صاب مناف ولدن، الحمد لله على التحسن، الحمد لله على التفاهم أشوفهم ويهدأ قلبي، أرتاح بشوفتهم جميع الله يألف على قلوبهم ..

«المستشـفى، اليـوم التالـي»
جلس بحُطام جسده على كراسي الإنتظار مقابل غرفة العمليات يموت قلبه بين أضلعه، يموت كلّه بجنون الفكرة الوحيدة - كيف يعيش حياة ما تضم عبدالإله - كيف يقوى على الوقوف على أرض يُدفن فيها عبدالإله، يُجن ذهنه لإن يقينه الدائم إنه مع جدّه، أيامه وسنينه كلها تُقضى بجنب جدّه كيف يجور الزمن وينأخذ منه؟ كيف هو يقوى على العيش والإكمال بعد نقطة نهاية تُركت بمغادرة روح جده ورغم إنه مناف صاحب العَقل، صاحب الدين والصابر إلا إنه يتوقف حدّ تساؤل يهدّ ذهنه، يطحنه كلّه - كيف يهون عبدالإله تحت الثرى، كيف يقوى ينزّل جسده للحد - يقطّع نفسه تساؤلات وهو من ثلاثة أيام أخذ نصيبه الكافي من الأسئلة الليّ تُترك بلا جواب، من الصداع الليّ نهش ذهنه يوقف على حيله مرة أخرى، يغادر برّ الصحراء ويرجع للرياض يقرّب الشبكة وتصله الرسائل وبطريقة مميتة كانت آخر رسالة تصله من صاحبه الدكتور برسالة وحيدة وبمضمون قتّال بإنه صادف - جدّه - لوحده بين ممرات المستشفى ولمّا تتبعه أكتشف إنه حدد منذ فترة سابقة موعد عملية قلب بعد مواعيد عديدة وبعد تعب قلبه ما يكون أمامه إلا هذي العملية والليّ ما يضمن الدكاترة إنها بتنجح أو بتفشل، الصورة أمامهم محيرة لحالته وهذا كل موته، أسباب ضيق تنفسه يحسّه بثقب الإبرة يعجزه، يصارعه ويجاهد نفسه يثبّتها ويفشل يحسّ الإحتضار من منظر غرفة العمليات أمامه، من إن كلّ ثباته بالداخل يفطر قلبه لإنه عاجز، لإنه يضعف بشكل ما يليق فيه وبشكل ما يعتاده يسبق موعد عملية جدّه لكنه ما يقابله، يقف بمواقف المستشفى إلى أن حان موعد العملية وإلى أن تسكرت بوابة الغرفة هو أوطى أول خطواته بحدود المستشفى بلا قلب، بلا روح وبضياع يدخل بهيئة ما يُعرّف بها، بسواد يحكم ملامحه وبذهول كمن فقد الدنيا وهالفقد يبعد عنه بُعد النفس، قريب للحدّ المميت .. أنزل راسه على كفوفه يشدّ نفسه بالتصبّر ولثواني هو رفع نظره من الظل الليّ عُكس عليه يشوف وقوف السديم بهالة هائدة وبنبرة ثابتة تقول: وصلك الخبر .. علّمت عمي فهد يوصل الخبر للباقين وبدخل أتطمن عليه
ما ردّ من أكملت خطوتها بجنب فيّ للداخل تُفتح لهم البوابة، تُغلق من بعدها وتتوقف خطوتهم يتبعون الخطوات الإلزامية للدخول وتعقيم وهم صارعوا الدنيا أمام المدير لأجل يُسمح لهم بالدخول والليّ منع هالشيء إتباعًا للقوانين المفروضة عليه من المنع القاطع لكلّ دكتور أو ممرض من إمساك أي حالة قريب وبعد محاولات إقناع شديدة إن دخولهم ما بيكون إمساك للعملية وإنهم ما بيتجاوزون حدود الحامي الزجاجي بين مكان إجراء العملية والفاصل الليّ يلقون عليه نظرة الأطباء والمتدربين .. دخلت المصعد بجنب فيّ تختار الطابق العلوي من غرفة العمليات يتبيّن لهم الفاصل مباشرة، جسد جدّها بين أيادي المسؤولين والأجهزة حوله تصدّ فيّ مباشرة لإن منظره قاتل، لإن محلّ العملية خطير وتفهم، تعرف مباشرة إن هالعملية مو سهلة من وقت وجهد والأهم على جسده، على قلبه خطيرة بشكل يُفقد الأمل تعضّ السديم شفايفها لإن مؤشراته الموضحة بالجهاز ما تطمّن، لإن نبضه يقل بشكل تدريجي والتوتر يوضح على الدكتور الليّ يجاهد نفسه لأجل ما يخسر المريض ..

بالخـارج، ضاعت نظرتها تشوف وجوم ملامحه، إستناده على الكرسي ترتعب ملامحها من فراغ عينه، من فقدان روحه يُحمل جسد بلا روح بساكن الجلوس فقط ما يردّ سؤال أعمامه، خوفهم وقلقهم لإن ما يحمله يكفيه ما يملك طاقة الردّ وحَمل هالقلق كلّه .. سكن قلبها من الدنيا كلّها يموّتها خطف لونه، باهت ملامحه يُجن وهادي هيئته يرتعب قلبها للمرة الثالثة على توالي بدايةً من إختفاءه، الرسالة المخيفة من السديم بمحتوى واضح بعملية جدها إلى هيئته وظهوره بعد غياب ثلاثة أيام .. شدّت نفسها تجلس بقرب أمها فقط تخفي رعبها بينما تمسح على ذراعها بمحاولة تهدأت ما تحسّه لإن كمّ المشاعر الليّ ترتمي عليها بلحظة وحدة كثيرة، تفوق قدرتها وإستيعابها من جميع ردّات الأفعال والخوف الليّ ملأ الأفراد جميعهم، خارت كلّ مشاعرها ينبض قلبها بعنفوان من خشن لهجته يحذر: لا يوصل العلم لأحد، سكروا جوالاتكم
أردف فهد بهدوء: علّمنا زيد وألين .. حقّهم
منـاف: نيّاف لا يوصله - يكرر - سكروهم
ولإن نبرته كانت تحذيرية بشكل مخيف وحسّته الغيد يتقصدها هي سكّرت جوالها مباشرة أمامه تتركه بجانب أبوها الضايع بين غرفة العمليات وحالة مناف .. يُضاف إليه الضياع الكامل من مميت صوت ألين وإنهيارها تسأل بكل مكان، خلفها سلطان يردّها عن الجنون وفقدان العقل لإن الخبر وصلها طامة بـ "أبوي تعب قلبه وحنا بالمستشفى" بطريقة جنونية يُجن عقلها بإنها فقدت أبوها فقط، بإن ما أحد كان قادر على توصيل لها صح حالة أبوهم إلا بهذي الطريقة السريعة والليّ أنهت عقلها تشوف الآن أمامها كثير الجموع بين ممرر غرفة العمليات، كراسي الإنتظار ينهار قلبها لإن كلهم وقفوا لها، لإن سيف تقدّم تُخطف ملامحه من واقع طامة الخبر عليّه يُكَلّ جسده، تنطفئ عينه ورغم موته هو يداريها من الصدمة يضمّها كلّها، يشدّها يهوّن عليها الصدمة: طيّب أبو فهد، ما يصيبه شيء يا ألينه
بكت ملء قلبها تتأثر نبرتها لإنه واضح، لإنها تفهم إن أبوها بمرحلة خطرة تغصّ بحروفها: وهذا حالك سيف؟ طيّب وإنت كذا؟
هز راسه بالإيجاب يجاهد على تهدأتها وكتمان رعبه عنها: أنا خوّاف ما تعرفيني!
أخذت نَفس تسأل: وين أمـ
يُقطع سؤالها ويُرهب قلبها من فتح بوابة غرفة العمليات تخرج فيّ بهيئة مُرجّفة ترتعش كلّها تُسلب أنفاس الجميع من إنهارت قواها بجنب أبوها تبكي خوف، تندم عمر على إصرارها ودخولها لإن منظر - عمّها - بين الأجهزة عل حفة الموت يقتلها وبين بكاها، حالها وفائض الرعب اللي يشوفونها يشوفون عمرهم لإنه عبدالإله، لإنه كل الدنيا بالنسبة لهم ما يفرق الشعور وما يقل المقدار وكل صبرهم كان لهادي خروج السديم وبحال مختلف تمامًا عن حال فيّ ترجيها عينهم بالتطمين وهي بدورها رفعت أكتافها بخفة: ما ألعب عليكم حالته صعبة وتعبان وهو يهمل نفسه وقلبه .. رحمة الله أقوى من الطب والحال، أدعوه
ما تعطيهم الأمل الكاذب لإنها دكتورة، لإن عملها يفوق دقة معرفة فيّ بالكثير ولإن أهم دراساتها حالات أهل المريض ولإن هالمرة هي حفيدة المريض كانت هادية للحدّ اللي يتركها تواجه أهلها، تعلّمهم الصحيح وتصبر هي بإنتظار النتائج النهائية، رفعت نظرها لألين المنهارة بين أحضان تركي تنازع روحها من شدة ألمها، من مستحيل ما يحدث بأبوها لإنه بالأمس كان بجنبها، كانت بين أحضانه بكل صحته وعافيته تنكر إنه يتعب، مستحيل إنه يتعب هالتعب وشدّها تركي لصدره لإن بكاها يأثر على الكلّ بالأضعاف، شدّها كلها من مستحيل بكاها يهديها وسط ركام صدره: أذكري ربك، أذكري ربك يا ألين أبوي طيّب لا تسمعين هالهرج الفاضي
مسح سلطان على جبينه يشوف إنكسارها وما يقدر يوصلها لإن أخوانها حولها تموت روحه ألف مرة لإنه يعرف مين أبوها عندها، يعرف إن ما للحياة معنى بدونه عندها ويعرف عن عذاباتها لكنه عاجز، زوبعة أفكاره تهلك ذهنه يضرب من العجز ما يقدر يقدم على فعل .. وجّه نظره لسيف الليّ أخذ نفس يبعّد ألين عن تركي: إمشي معي نشوف أمي، من وصلنا وهي لازمة المصلى ما طلعت
هزت راسها بالإيجاب فقط يسيّرها سيف ما تبقى فيها قوة، ما يبقى فيها حيل وآخر طاقتها بترميها بجنب أمها تتطمّن وهي ما تستوعب بداية الموضوع، من جاها سلطان بشحوب ملامحه يطلبها تلبس عبايتها وتخرج معه ولإن خوفها غلبها هي إنصاعت لأمرة بلا أي سؤال ترهب من إختلافه إلى باب المستشفى رمى خالد عليها طامة الخبر برسالة تفقد عقلها وصحته ..
أخذت نفس تدخل للمصلى تشوف جلوس أمها بهدوء يكسيها سواد العباية، تسمع هامس الذكر منها تتصبّر بالقوة وخارت آخر طاقتها بالفعل تنحني لكتفها تبكي عمرها وتشدّها شيخة تصبّرها وهي روحها توشك الجزع

جلست بسكون جسدها وملامحها يسكن كلّ داخلها لإنها ما عاد تميز شيء تعيش الهدوء فقط، الصمت وسط حامي الحزن، وسط كثير الدموع ومشاعر الفقد هي تقف بلا شعور تُبصر لجسده فقط، لحالته تشوفه يكبر سنين أمامها، يشيّب شباب ويموت حيّ وبقى على هالحال من نطق السديم، يمرّ الوقت ويمضي وهو على نفس حاله تبقى عينها عليّه ما تحسّ بالشيء، ما تحسّ بإنها شيء وبإنها إنسان وبإن لها قلب وروح وما تعرف إلا هو، ما تشوف إلا هو وثبات حالته يضيّع نفسه، يبتعد عن الجنون بمقدار شعرة وما يقربه أحد، ما يكلّمه أحد يخافونه جميعهم لإن ما يحسّونه هم هو يحسّه أضعاف، خوفهم وحبهم وكلّ حزنهم هو يعيشه ضعف يأذن العصر ويغادرون للصلاة جميعهم بإستثناءها ما تبتعد عنه لإنها شافت جلوسه ما يبتعد عن محلّه، عن مقعد الإنتظار أمامها يجلس هو على بدايته بينما هي على المقعد مقابله وعلى آخره وعجزت نفسها الجلوس تقف، تغرق عيونها وتستوعب الدنيا بحركتها تهاجمها جيوش الأحزان من كل صوب ولكلّ حدث ولإنه حالته أقواهم، لإنه أمامها يموت وهي تعجز ردّه عن نفسه هي وقفت مقابله فقط يسقط قناع تماسكه أمام الجميع، تذبل عينه يرفعها لها يسطّر موتها من كانت بحور عينه على مرأها تختنق بقبيح الشعور من مدّ كفها لقلبه تُهزم نبرته من ألمه، من عذاب قلبه يطلبها باللا وعي: ردّيه لدن، ردّيه لا يطلع
تحترق روحها لإنه يتألم بهذا القدر، يتألم لدرجة إنه يشعر بخروج قلبه تضمّه كلّه تبكي نفسها، تبكيه وتبكي جدّها وتبكي كل آلام روحها تنتفض كفيّها بشدتها على ثوبه من طأطأ براسه على كتفها ينكسر كلّه: منـاف
شابت نظرتها من شهق يجرّح حنجرته تضيع حروفها لإن كل شيء مؤلم، كل شعور قبيح بجديده وبقديمه تحسّ دموعه تغرّقها، تحسّ إنفطار قلبه بكفّها اللي لا زال بمحلّه تسمع نحيب عمره بتقطّع أحباله: كان طيّب تصورينه لي .. شلون تتركينه يذبحني لدن
إرتجفت ترتجف نبرتها وتختنق كلّها تجيبه: للصباح وهو معاي، للصباح يضحك ويسولف شلون يقولون إنه هنا؟ شلون وصل هنا .. وين كنت إنت مناف
- : لو كنت يمّه ما كان وصل؟ ما كان سوا اللي براسه؟ ما أعرف شايبي أنا؟
هزت راسها بالنفي تبتعد، تمسح دمع عينها تشوف إحتقان ملامحه: ما كان قلقان يقول يجي مناف .. شلون جاء هو
ما كان منه الإجابة من رُفعت الأقامة يمسح ملامحه، يمسح راسه بينما يحمل معه شماغه تخطي هي خلفه وتفترق خطاهم بإختلاف المصلى تتجّه لدورة المياة تتوضأ، تمسح على ملامحها ثانية وتبكي بالأخرى إلى أن تداركت الصلاة تقوّي نفسها، تدخل للمصلى تلفّ أسود طرحتها تكمّل الصف تكبّر إلى سلامها تخبطت نظرتها بين جدّتها، ألين وأمها بجنب فيّ وما قوت الوقوف تبقى بمحلّها إلى خروج الدكتورات، الممرضات وبقية المرضى والمراجعين يفضى المكان إلا من نساء آل نافل تقترب منها أمها، تجلس مقابلها بينما تمسح على ملامحها تسأل: كلّمتي مناف؟
هزت راسها بالإيجاب تحترق محاجرها ترفع أكتافها بفقدان قدرة: إنهد حيله، ما عاد فيه حيل أمي .. وش أسـوي أنا
ضمّتها ميّ مباشرة لإنها إنهارت تغرّق بأمواج آلامها: والله .. ما أقدر أمي شلون أوقف كل هالوضع، شلون بدون أبوي؟ شلون يقولون كذا وشلون مناف بدونه .. أمي تكفين
أخذت ميّ نفّس لإن ألمها ما يتصبّر وألم بنتها يحرقها، لإن بنتها تتألم ضعف الألم هي شدّتها تمسح على ظهرها: طيّب عمي ما تعرفين إسلوب أختك؟ تعطيك الصعب وهو سهل بإذن الله .. ما على الله صعب
إختنقت بنبرتها تنفي: وفيّ؟ وهي متعودة على هالأشياء شلون تنهار كذا؟
عضّت شفايفها لإن لدن تصعب عليها التهوين، تسأل بالمنطقية وترفض كل ما يهون عليها مُر الحقيقة والكلّ يعرف، الليّ يهوّن يعرف إن حالته صعبة، إن اللي يُقال من الأطباء حقّ وما لهم إلا الدعاء .. إبتعدت تميّل راسها على جانب الجدار تشوف صدود ألين عن السديم، ترفض الكلام لإن مُحطم الخبر كان منها، شافت كلّ الحوار وكل الصدود إلى أن وقّفت السديم بقلة حيله تعدّل حجابها، تتحدث بطريقها مع ميّ إلى أن غادرت لعملها، إختلف إتجاه راسها تسنده للخلف من جات الغيد بجنبها تمسح طرف أنفها المحمر تنزّل طرحتها على أكتافها لثواني، تهدأ حركتها وتحكي: تدرين وش أستوعبت؟ أبوي من يومين معانا، ما خرج من القصر ومعانا بكل لحظة لكن بطريقة ثانية، فاهمتني إنتي؟ شلون كان يبتسم ويناظرنا، يسهر معانا وما ينام يقول أبي فرحتكم قدامي وما تركنا نطلع من القصر إلا ننام عنده، حتى الطلعة طلع معانا وكل شيء نبيه تم ويصير وما يقصركم شيء وأنا جدكم .. وش هذا كله؟ وش إذا مو وداع؟ شلون كان يودعنا وحنّا مبسوطين مو مستوعبين شيء؟
إنهزمت نبرتها تختنق بحروفها: كان يودعنا، كان حاس أو متأكد ما أدري بس يدري ويعورنا .. يموتنا
وكان فاصل سكوتها دخول تميم تُخطف نظرته وبلا أي إهتمام للمكان تركض روحه لجدّته لإنه من وصل شاف أعمامه والعيال وللحظة هو أستوعب عدم وجود جدته هو ركض عمره بين الممرات لإنها الأهم هنا، لإن حزنها عظيم يكسّر دنياه من دخل يشوف تمدد ألين بحضنها، مسحها على خصلاتها ويشوف كمّ الهموم بين طيات الزمن على ملامحها يجلس قبالها: أمـي
رفعت نظرها له تسأل سؤال وحيد فقط: متى يطلع؟
نزّل نظره لألين يُجيب: مطولة العملية لكنها سهالات وبسيطة إن شاء الله .. ارجعوا البيت إنتوا ونعلمكم حنا
أليـن: نرجع ونترك أبوي؟ شلون أتركـه تميم
تميـم: يجيكم هو ما ينترك .. وجودكم وتعبكم ما يحسّن حالته، أمي ما تقوى هالتعب
هزت شيخة راسها بالإيجاب: نرجع، عاوني يا تميم
وقف مباشرة يتمسك بذراعها، يعاونها على الوقوف يكون هو عكازها بدلًا من عكازها المنسي بالقصر بعد إعلامها بمحلّ عبدالإله .. تمسّك بكل حيلها يسوقها للخارج، يصادف أُسيد بطريقه ومباشرة إقترب يساعدهم من الجهة الأخرى: لوين؟ ما تبين البيت أمي؟
هزت شيخة راسها بالإيجاب: بريّح وترجعون لي مع جدّكم
هز راسه بالإيجاب: أوديكم أنا وأرجّعه معي .. بإذن الله
ياخذ هو كل المسؤولية يغادر بجنبها للخارج بينما خطوة تميم عادت لباب المصلى ياخذ نفس من أعماق قلبه ينتظر ألين الليّ ما طال جلوسها تخرج بينما تعدّل نقابها يستوقفها مباشرة: طلع الدكتور يطمّنا، إستقر وضعه الحمد لله
هزت راسها بخفة فقط لإن ما فيه شيء يطمّنها، ما فيه شيء يركّد جيوش آلامها إلا شوفة أبوها أمامها بكامل صحته بمثل ما تركته بالأمس .. إتجهت خطوتها لممرر غرفة العمليات تشوف ذات الجلوس من الجميع تتخذ الوقوف بجنب سيف المُهلك تميّل راسها على كتفه بينما عينها لوقوف سلطان بأقرب محلّ من بوابة الغرفة تشوف عينه لها، تشوف قلقه يتجدد دمعها تصدّ بعينها للبعيد ..
وبذات اللحظة مرّت لدن بجنب الغيد تقف بجنب أمها لإن كراسي الإنتظار أصبحت ممتلئة بأعمامها والنساء بينما الغيد إتجهت لجانب أبوها الليّ يكرر تقبيل رأس المياسة المنهارة بشكل مضاعف لإن لفجر يومهم هو كان يتصل عليها، يسأل عنها ويسولف إلى أن ضاع في تسطير إعتذاراته لكلّ ما تسبب لها أبوه من آلام، لإنه أضعف من قدرة الوقوف بوجه أبوه ولإنها كانت صغيرة، لإنها كانت أصغر من تحمل ذنوبها وكان إنهيارها من أستوعبت طريقة وداعه تنهار بأحضان أبوها ..
أخذت نفس تشوف وقوف أُسيد فوق رأس جدّه يطلبه: يصحى وأجيبك له .. تكفـى أبوي والله ما تقوى هالوقفة
رفض عبدالملك بشكل قاطع: وأترك أخوي بين هالجدران ما يندرى وش حاله؟ قلت لك ماني بطالع إلا ورجله على رجلي
تنهّد أُسيد يمسح على راسه: يصحى ويحصلك بجنبه طريح الفراش .. الله يرضا لي عليك أبوي
هز عبدالملك راسه بالإيجاب: إيه تفاول عليّ لين يصدق فالك
إرتخت أكتافه بيأس: الله يحفظك لكن هالمكان مليان بلاوي ما تدري وش تمسك .. بالله عليك أمي شيخة بالسيارة تنتظر قم معي وأنا والله ما أطلع بدونك
تسكّرت كل الأبواب أمام عبدالملك يعيقه وجود شيخة بالإنتظار وما وقف، ما قام على حيله يغادر المستشفى ويترك أخوه خلف ظهره إلا لإن شيخة تنتظر الراحة لذلك هو ترك إصراره يعاونه أُسيد على الوقوف بالفعل .. أخذت نفّس بصعوبة يتثاقل صدرها، يتثاقل جسدها تسند نفسها على أمها بخفة ترفع نظرها لأمامها مباشرة، لوقوف الوليد ينظر لها بحذر من حسّ إختلافها وتحسّ هي دوران عقلها وعينها لكنها قرّت بمكانها بهدوء إلى أن غُبش نظرها يتضح لها فقدان الوعي ولإن الوليد حسّها هو إقترب مباشرة يصدّ سقوط جسدها يحملها لآخر لحظة على ذراعه تفزّ الأجساد حولهم وتُذهل نظرة ميّ: بسم الله بسم الله
فزّ لها خالد بقارورة الموية ينزع نقابها مباشرة يتدارك نفسه يرشّ على ملامحها بينما الوليد يسند كامل جسدها على ذراعه ترتجف الغيد تناظر هول المنظر من إصفرار ملامحها: الطوارئ .. حامل
عضّ الوليد شفايفه يقاطع قلقهم: بسيطة إن شاء الله .. ما أكلت شيء طبيعي
ما إنتظر مناف للحظة ياخذ مكان الوليد، يرفعها كلّها بين ذراعينه يمشي فيها بين الممرات للطوارئ بآخر قوته، بآخر قدرة ذهنه على الإستيعاب يدخل فيها للقسم وتستقبله الممرضة مباشرة تفتح له إحدى الستائر يترك ثقل جسدها على السرير تخور قوته هو على الكرسي ينحني براسه على السرير ويستمع فقط لتزويد الوليد بمعلوماتها بينما هو ينتهي، يفقد نفسه شيئًا فشيء ويعجز، يعجز عن الوقوف وصدّ جبال المصايب عنه، جبال الهموم وجبال الأحزان ..

«بيـت فـراس، غرفـة الأسلحة»
ميّلت نظرها على السلاح تقرأ ما يُعلّم به بفعل النار «ف» فقط ترمز لصحابه، فراس ولثانية أخرى هي رفعت نظرها له: على وعدك؟ تجيب لي بندقية وتعلّم عليها بحرفي
رفع حاجبه بينما يتفحص الأسلحة الأخرى: متى وعدت؟
أجابت بينما تترك سلاحه بمحلّه: حلمت، فراس الأحلام نفسه فراس الواقع لا تلعب علي
رفع نظره لها بينما حاجبه للآن يُصدم: لا ألعب عليك؟ والله ميهاف؟
إبتسمت تهز راسها بالإيجاب: لو وريف قالت لك وش بتقول غير تم وآمري؟ وأم وريف مالها إلا الأحلام
ضحك بعدم تصديق يقترب منها: وش هالكلام؟ أنا أقوله!
هزت راسها بالنفي تناظره: إنت تفعله .. ترى من تزوجنا أقول لك أبي البندقية ولا جبتها، بكلّم أخواني بيوم وهو صاير
ما فهم نفسه وما فهم الشعور الليّ أعترى قلبه من جوانبها الهادية بلا أي شدة وأعصاب مشتعلة، من سواليفها وشخصيتها وكلّ ما تفعله يجتاحه غير الشعور الغير مفسر، الليّ ماله معنى إلا إنه كل معنى يفيّضه ينحني لها، يحاوط عنقها يقبّلها لوقت طويل لإن بماضي الشهور، بأول زواجهم ما كان يتوقع منها هالشخص، الأقوال والأفعال لكنها جات جنونية يحـبها بالقدر اللا محدود، بلا حدّ وبلا قيود يحبها لكل ما فيها؛ يحب منها الشِدة والرخاء، يحب صخبها وهدوءها ويحب كلّ ما يعود إلى نقطة عوالمها، عوالم ميهاف .. إبتعد تبتعد هي مباشرة تغادر الغرفة كلّها وبينما هو كان ينوي إتباعها بعد ترتيب الأسلحة داهمه إتصال عمر يردّ بإبتسامة: أبو تركي
أتاه ثقيل نبرة عمر: هلا والله، وينك؟
أجابه بإستغراب: بالبيت، عسى ما شر صاير شيء؟
مسح عمر على ملامحه يردّ: جدي تعب ونقلوه للمستشفى، عملية قلب
فُجعت ملامحه لإنه بالأمس فقط كان بمجلسه وما لاحظ أي إختلاف أو تعب فيه: لا حول ولا قوة إلا بالله .. أي مستشفى؟ جايكم
نفى عمر مباشرة: أنا متصل أبلغك لا يوصل الخبر لنيّاف وزوجتك تعرف وضعها .. ما ودهم الخبر يطلع ويكبر وهو بسيط إن شاء الله، الحين بالعمليات وبتمرّ بإذنه
مسح فراس على جبينه يهز راسه بالإيجاب: طمّني لا صار شيء
أجاب عمر بالإيجاب فقط ينهي المكالمة ويغادر من بعدها فراس الغرفة كلّها يقفلها مرة أخرى تَرى عينه تمددها على الكنبة تسأل بإستغراب من تغير ملامحه: وش صار؟ كنت تكلّم عمر؟ .. أسمعك تقول أبو تركي
هز راسه بالنفي يجلس على إحدى الكنبات: من الدوام .. ما ودّك بالشرقية إنتي؟
رفعت حاجبها لثواني تلفّ نظرها ناحيته: الشرقية الشرقية؟ اللي تونا راجعين منها؟ وش صاير فراس!
رفع أكتافه بعدم معرفة يمثّل تام العادية: لازم يكون صاير شيء؟ فاضية إنتي الحين نروح ونرجع كل يومين
هزت راسها لثواني بإستغراب: لا، إذا إنت ودك تروح وأنا بجلس عند أهلي
هز راسه بالنفي مباشرة: وش أهلك! لا نجلس كلنا دامك ما تبينها عايفها أنا

Fortsett å les

You'll Also Like

374K 16.8K 54
(عزيزي القارئ / عزيزتي القارئة ..... انا ليسى كاتب روائي انا مجرد كاتب يشكل صراعه الداخلي على هيئة حروف ان كنت تبحث عن رواية اسطورية ذات احداث عميقة...
56.1K 874 9
كتاب وانشوات كثيرة كل يوم قصة بارت واحد ممارسة جماعية /دخول مزدوج /سادية /عنف/صفع /علاقات /
14.9K 318 10
دكتور بعد وفاة اقرب صديق له تتغير شخصيته للجمود والصلابه يجبره ابوه يتزوج بنت صديقه من الديره وبيوم زواجه يكتشف انها بكماء غير قادره على الكلام