٥٠

714 20 2
                                    

ميّلت راسها لجهته تناظره: كلها يومين ترى، عندك سنيني كلها توصلني إتركني أغير هالمرتين
ما ردّ بالأكثر يسكت فقط يتبع الحيّ أمامه، يغادر حيّ عمه إلى حي بيته يفتح البوابة الخارجية يدخّل السيارة تنزل لدن بإرهاق طاغي تتحامل بالقوة تتجّه للداخل، ترمي عبايتها وطرحتها بجنب شنطتها على أول كنبة بإهمال تختلف وجهتها للأعلى تبدل بسرعة فائقة لأي شيء مريح أمامها ترجع خطوتها لدورة المياة تغسّل، تنزّل إكسسواراتها وتنهدت ترفع شعرها للأعلى تخرج تشوف ربطه لأسود بنطلونه فقط يبقى عاري الصدر، يسكّر الأنوار بطريقه يتجّه للشباك الواسع يسكّر ستائره وإتبعته هي للسرير ترتخي مباشرة، تغمّض عيونها ترفع اللحاف على جسدها تُشد غصب من جاء خلفها يحاوطها كلّها، يقبّل خلف عنقها، جانبه إلى أن ترك راسه بين كتافها وعنقها يُستراح بينها ويركّد رغباته بتعبها يثبّت كفه أعلى كفها على بطنها بحركة معتمدة ولثواني فقط حسّ إنتظامها دلالة نومها تخلف عن رغبتها بالسوالف قبل النوم ..

بيـت تركـي .. بجهة أخرى يقف عمر يتكّي على طاولة المدخل الخلفي يتبع بعينه تقدمها، يتأمل زهوها بكحلي الفستان تعدّل شعرها بإبتسامة يُفتن كلّه، تتقدم بحلم عمره تضحك من إنه سهى فيها تقترب أكثر ورغم إنه ما يروق لأي حركة هو دوّرها يضحّكها غصب يرجّعها لحضنه، يحاوط ظهرها ترفع أيديها هي لأكتافه تسمع تنهيدته: تدرين وش ودي الحين؟ معجزة وأدخلك بين ضلوعي، أضمنك عندي ما تغيبين عني
ميّلت راسها على كتفه ما ينتهي عناقهم: ما تصبر إنت .. ما أبا نستعجل بشيء، فخاطري نعيش كل شيء، أبسط شيء ما يمرّ بدون شعوره ويومه
أخذ نفس يرجي تقييد عطرها بأركانه ما تغادره كلّها، ما تغيب عنه كلها: عليـاء
حسّت رجفة ضلوعها تُجبر عدم الإبتعاد تثبت بمكانها، بحضنه فقط تسمعه يتنهّد للمرة الألف: ما نتزوج؟ الزواج اللي بشرعك تكفـين
شدّت على ذراعه تبتعد لمسافة قليلة تفهم إن بشرعها إقامة الزفاف وإن ما قبل الزفاف ما يساعد وما يُعتبر، ولإنها من ثواني قليلة فقط حاولت شرح إنها تودّ كل المشاعر، تستعد لكل شعور وحتى أبسطه هي تطلبه وتحرص على إعطاءه حقّه ما يستعجلون بشيء إنما يعيشون اللحظة والشعور بالشكل المناسب والمطلوب: بوقته عمر .. بنسير القصر نجهز
هز راسه بالإيجاب بهدوء: بوديك أنا، قبلهم يلا
ناظرته لثواني ترق نظرتها، ترق كل روحها ترفع كفها لدقنه، تقبّله هي تُلجم ذهنه يشدّها له أكثر، ياخذها من نفسها لإنها ما ترفق، لإنها كايدة وتجي بالكايد تلعب فيه وتطلبه التصبّر، تطلبه يصبرها وصبره يطلبها ..
لفّت عبايتها على جسدها تحكم إغلاقها تاخذ شنطتها منه تخرج بجنبه للخارج تشوف تجمّع الرجال بجهتهم تضحك بذهول من رذاذ المطر تناظر عمر الليّ إبتسم فقط يسبق خطواتها للساحة يغمّض عيونه يرفع راسه للأعلى يرجي السعة وتصله بشعور المطر، برائحته وبتردد ضحكاتها: يـلا عمـر
أخذ بكفها ينزّلها تحت المطر تصدّ بوجهها لصدره تحتمي من قطراته تضحك: عمـر!

أخذت نفس تفلت شدتها، تريّح نفسها وترتاح كلّها بسعة المطر تخف أسفل قطراته اللي تزداد بشكل تدريجي حد الكثافة تغرّق المكان، تغرق الأرض أسفلها وتغرق هي كلّها لكنها ما تهتم لإن سعتها هالمكان، سعتها هالجوّ تتغير نفسيتها رغم إنها من فترة طويلة تعيش الإستقرار، تقرّ الإرتياح والفرح بين أهلها تعرف صواب قرارها بالبقاء، بإنها تفتح صفحة جديدة تنسى الماضي وتجاهد بالحاضر اللي تعيشه بأتم تمنياتها، بأحلامها وخيالاتها تحسّه حقيقة الآن بيسر معاملة أبوها، بصلح أُسيد اللي كان إستحالي بالنسبة لشخصه، لمبادئها ولكونها السديم ما تسمح ولا تسامح بإتهام يُرمى عليها ببشاعة لكنها لآخر لحظة هي تناست تسامح، تمشّي الأمور ترجي الإستقرار فقط .. بميّ ولدن اللي علاقتها معاهم حسنة من السابق وترتبط بالأشد بعد وثاق الرابطة بينهم، هدأت حركتها تسكن بعد ما كانت تخطي بهدوء بالساحة الخلفية لفكرة إنها تمحي الوليد من كامل الصفحة، لإنها لأول مرة تخاف الشخص تمحيه بشكل كامل من دنياها وعلاقاتها رغم إنه كان ويكون غصب، لإنه فرد بعائلتها يُثبت بحياتها غصب مو إختيار وتعرف إنه بالواجهة يبيها، بكلّ الطرق يبيها يستاء داخلها من ثباته فيها، من رجاءه ما يطلب ولا يشوف الغير رغم إنها ما تهتم، ما تبالي لأي شعور إلا بذكر بسيط الشعور اللي كان أكيد بالسابق وقبل معرفتها بهويتها الأصلية وتعرف إن حاليًا ما تملك بسيط الشعور له، مرّت فترة سابقة كان الشعور بغض شديد وإستحالي لكنه الآن لا شيء .. رجّعت خصلاتها المبلولة للخلف تجهل عن عينه المتبعة لها من جهة الرجال الجانبية، يتأملها من أول خروجها يهدأ كونه، ترتخي أكتافه ينسى كيفية التنفس، ينسى العَقل وينسى كيف يرمش وما يعرف إلا إنها تصرخ بالجاذبية، تصرخ بالهدوء وتصرخ بالتناقض تبتسم ترجّف صدره من بياض طلتها، من إنها ملاك أمامه تبتل كلها أسفل المطر وتفرح، تبتسم بسعة تتأمل السماء حين وبحين آخر تسهى بمعصم إيدها تعدّل ساعتها تبحر فِكر وترجع للسماء مرة أخرى، ما ينتهي تأمله برفعها لشعرها للخلف تصفى ملامحها تلصق خصلاتها بظهرها تسكن ملامحها الهدوء، تغمّض عيونها تاخذ نفس ويعرف نفسه لأول مرة، يعرف صفاته وإنه رشيد يحكم نفسه، يقوى نفسه يثبتها بالعقل الوحيد الباقي له يثبّت خطوته إلى أن غادرت بنفسها للداخل يشد نفسه يرفع راسه للأعلى يلوم عينه: يا قبح ذنبك يا وليـد
رفع كفه للأعلى يمسح على ملامحه، على راسه بأكمله ينزّل غترته وعقاله يتركهم بين إيدينه يرجع بخطاه للمشب يشوف إتكاء أُسيد على ظهر أبوه يتفحص جواله بينما أفراد الجلسة قلوا بشكل ملحوظ، يبقون عيال عمّه، أُسيد وتميم وحميد فقط .. ترك غترته على المركى بعد إدخاله بعقاله يجلس بجنب خالد وقريب أُسيد ياخذ الكاسة من تركي بينما عينه لتميم يسأل: مناف مشى؟
هز تميم راسه بالإيجاب: ما عاد يتحمّل الجلسة .. مشى من ساعة
ضحك أُسيد يناظر الوليد لإنه يسأل لإجابة شكه من مغادرة لدن: أول مرة تجرب شعور الغدرة؟ يلا تتعود
سحب خالد ذراعه يعيق راحة جلوس أُسيد: قم عني، رجّال شكبرك متكي علي
تعدّل أُسيد يتكي على المركى بجنب تركي اللي رفع الإبريق: أصب؟
هز راسه بالنفي فقط يتعدل: عمي تخاويني دبي؟ شغل وسفرة على كيف كيفك
ضحك تركي يهز راسه بالنفي: الحين رافض عمر وبتروّح إنت؟ وش لك فيها إتركها له
مسح أُسيد على حاجبه ينفي بتفكير: المشروع جدي يتطلب حضوري معهم، عمر دبسته بمشروع هنا أبيه عليه .. سيف رافض ووليد رافض وتميم رافض وما أدري ليه للحين ساكت عنهم ما وصلت الموضوع للدن
ضحك تميم بعدم تصديق: الحين تارك هاللي عندك لا شغل ولا مشغلة وحاط عينك على تميم اللي ما يحصل فرصة يتنفس فيها! خاف ربك يا رجل
ميّل الوليد شفافيه بإستخفاف: المفروض نخاف من التهديد؟ يوصل للدن ويكبر يعني؟
ضحك خالد يضرب كتفه: حدّك عاد .. ما شفت عين الشغل منها
هز أُسيد راسه بالإيجاب: لا يغركم إنها ضحكت أول يوم وجلست معكم وحبتكم ترى لها شخصية ترجّفني وأنا أُسيد
رجع زيد لنقطة بداية الموضوع يسأل: وما تروح لحالك؟
رفع أُسيد أكتافه بعدم معرفة: يصير الموضوع ملل وأشتغل بفوق طاقتي
ناظره خالد بطرف عينه: يقالك الحين تشتغل بحد طاقتك .. الله يستر عليك بس
إتكى تركي على ذات المركى يفكر لثواني: تبي شوري وأنا عمك؟ خذ معك تسنيم .. لا سيف ولا عمر ولا أنا تكفي وتسد مكانك إنت بعد
ضاعت نظرة أُسيد يمسح على وجنته بتفكير لإنه بالفترة الأخيرة كان يركز عليها بشكل مجنون، يتبع كل نقطة تُكتب وتُرفع منها يدقق عليها بشكل ما سبق له فعله لإنه يُدهش غصب من مثالية أعمالها، من دقة عملها ما تعرف إلا الصحة وما تأكد إلا الأكيد، مثالية حد الإعجاز يندم نفسه كيف ضاعت عليه سنينه يعمل بجهد ويوظف بجهد ويفصل بجهد ما يعرفها، تضيع من يده فرص المستحيلات للشركة لكنها تعوضها بالأشد، بالأقوى وبالثابت بفترة قصيرة لا تذكر بالعادة لكنها تذكر وتسطّر تاريخ للشركة ورغم بدايات ربكة موضوعها وقبولها إلا إنه الآن يقدرها، يحترمها ويرفع منزلتها للمستحق لإن هذا شخصه، هذا عمله ومكان جدي ما يخلط فيه بين نظرته الشخصية والأولى المحتمة عليها وبين إنها إنسانه تستحق العُلا لجهدها .. حل الصمت لثواني يُضرب زجاج الشباك بقوة المطر يبتسم تركي رضا: ما شاء الله .. ندخل عندهم؟
هز فهد راسه بالنفي: هم ما ودهم يشوفونه؟ يمكن إنهم ما حسّوا فيه عطهم خبر يا أُسيد
ترك أُسيد جواله على المركى يتصل على السديم الليّ أجابت بعد مدة ترتجف نبرتها: أبوي عندك؟ نمشي الآن أُسيد
عقّد حواجبه يتعدل بجلسته: بسم الله علينا وش صار
شدّت نبرتها تُجيب: أنا وميّ جاهزين يلا أُسيد
ولإنها سكّرت فقط هو رفع نظره لأبوه المهتم جدًا والمتساءل يرفع أكتافه بعدم معرفة: راجعين معك، يتحرونا يلا
وقّف خالد بلا أي سؤال يتأكد من إكتمال أغراضه بجيوبه: ما قصرت أبو عمر .. ماشيين حنا
وقف تركي مباشرة يسأل بدهشة: عسى ما شر! وين توّ الناس
هز خالد راسه بالنفي يتجّه بجنب أُسيد والوليد للخارج: توّ الناس عندك مو عند بنتي .. فمان الله
يغادر من بعدها فقط تشهد عينه خروج السديم بجنب ميّ وفيّ اللي أرسلت للوليد إنها جاهزة هي الأخرى يغادرون سوا .. ضحك أُسيد بذهول من مظهر السديم المبتل بشكل كامل، من ضحكاتها رغم أعصاب ميّ المشدودة والغاضبة من عدم مبالاتها بدرجة الحرارة النازلة بشكل ما يترك المجنون يعتب حدود البيت لكنها تعتبه، تنزل تحت المطر تهلك نفسها .. إبتسم خالد من إتجاهها لحضن أُسيد يحاوطها كلها، من شنطتها وكعبها اللي بإيدها واللي بمجرد إدراك أُسيد لهم هو أنزل جزمته يهز راسه بعدم تصديق: لا هذي مو صاحية! ودك بالطيحة إنتي قوليها
ضحكت السديم تهز راسها بالنفي فقط تلبس جزمته اللي كانت بالطابع الشرقي لإنها تتجمد لكن الكعب يألمها ما تتحمله، خطت بجنبه للخارج تلمح طيف إبتسامة الوليد يمسح على حاجبه يخفيها ورفعت حاجبها ما تكفّ إبتسامتها من أُسيد اللي شد ذراعها يوجّهها ناحية سيارة أبوه اللي كان وقوفها يعاكس وقوف سيارة الوليد تتعاكس طرقهم ..

بالجهة الأخرى، سطح بيت تركي .. إستلقت بجنبه على الأرضية تترك راسها بين كتفه وصدره، كفها على صدره تحسّ قطرات المطر الليّ قل بنسبة كبيرة يتبقى منه الرذاذ فقط وبعد كثير اللعب، كثير الضحكات والإستهبال تحت المطر هو إستلقى تتبعه هي تتنفس بهدوء، تبتسم بشدة تحب هالجو بجنبه، تحب إنه يتركها تصارع هالمشاعر رغم بساطة الحدث إلا إنه منه وكفيل بتركه عظيم يُخلد فيها ما يُنسى، رفعت نظرها للأعلى بتوجّه عينه يتأمل السماء وغيومها، يتأمل واسع المدى بشغف، بأمنية وحلم يسرد بهدوء: أمنيتي هالمدى، هالوسع ما يلزمني ولا يحكمني شيء .. أطير بالمدى ما لي بهالأرض شيء، الحمد لله ما أعرف للضيق دروب لكنها أمنية
إبتسمت ترجّع راسها لذراعها تستلقي بشكل كامل: أمنية أبوي عبدالإله لمناف .. ماهي فطنة مني بس علمتني ميس، نعرف الصقر ونعرف السبب وراء هاللقب لكن عند أبوي عبدالإله نظرة خاصة ورأي ما يقوله يكتمه، يبيه صقر يجول السماء يحكّم العالم ما تمسكه الأرض وضيقها .. ما أذكر متى علمتني بس حزنت مرة، يعني ضيقه يوصل لهالمرحلة؟ لإن أبوي عبدالإله يتمنى السعة الخيالية هذي له، صدر السماء كلّها له ويشك لو كانت تسعه
ما تغير هدوءه يناظرها لثواني: حزنتي على مناف؟
ضحكت بعدم تصديق تناظره: شلون تركز إنت .. أخاف منه بس
ضحك بخفة يرفع نظره للأعلى مرة أخرى: الله يفرجها عليه، يالله السعة لقلبه
تعدلت بجلستها تلتفت عليه: مو على كيفك تعطيني هالشعور بهالدعوة .. قوم ندخل ما أتحمل أكثر
مدّ كفه لها يطلبها المعاونة تُرسم البسمة على ملامحها غصب تضحك: يعني بعاونك صدق
وقف على حيله تضيق ملامحه من بلل ثوبه المستحيل: هذا وين أطلع فيه
إتجهت بجنبه لإتجاه الباب الداخلي: بجيب لك من عند عمر بس إنتظر أبدل أول
إتجه خلفها لإتجاه غرفتها تمر خطاهم بجانب واسع المرايا المُثبتة على الجدار تبيّن كامل حركتهم، تبللهم، ثوبه المعدوم، فستانها وخصلاتها الملتصقة على ظهرها يضحك من الفوضوية بمظاهرهم يسكّر باب غرفتها خلفه: أنا وين طعت هالطفلة
قُطعت خطوتها اللي كانت بإتجاه غرفة الملابس تناظره تخرج منها نبرة التهديد: نيّاف
أنزل عينه بتمثيل الرضوخ: حبيبتي .. ما أقصد الله يعزك
أكملت خطوتها فقط ما تردّ تخرج بعد ثواني لإتجاه دورة المياة يتخذ نيّاف جلد الكرسي مجلس يتبع بعينه أركان غرفتها، طابعها العادي بأبيض اللون لكن تُميز بهالة الغيد، بطاقتها الواضحة رغم إن أغلب المستلزمات ناقصة ويفهم إنها تتركهم بغرفة الملابس، مرر عينه على سريرها الفوضوي، الآيباد واللابتوب بجانب أوراق عشوائية، على الطاولة بجانب رأسها أكواب قهوة لا نهائية، ذات الفساتين الليّ صورتها له، عدد من كعوبها يميز إنها تحب الكعب العالي، تحب المبالغة والتكلف بكل شيء ما تحب العادي، الهادي والبسيط يُحسب هالإختلاف عليه لإنه ما يحب هالحياة، ما يميل للرفاهية رغم إنها حياة أجداده ومحتومة عليه لكنه جاء يخالفهم جميع، يغير ما بنفسه والميل الوحيد اللي يربطه برفاهية أجداده وتشييد خيامهم اللي تسطّر العظمة، الفخامة والرفاه هو ألغاه تُبدل لطبيعية الخيام، إبل يُحكى فيها تاريخ لكن تحوطها بسيط الخيام المناسبة للمكان .. رجّع راسه للخلف لدقايق إلى أن فُتح باب دورة المياة تخرج بينما تجفف شعرها: إدخل وأنا بشوف ثياب عمر
هز راسه بالإيجاب فقط يتجّه لدورة المياة بينما هي إتجهت للخارج، تغادر غرفتها لغرفة عمر تسحب من دولابه بشكل عشوائي ترجع بخطاها للطاولة الأساسية للطابق العلوي تاخذ أغراضه اللي تركهم قبل صعودهم للسطح، عقاله وشماغه، جوالاته، بكت الدخان، ولاعة ومفتاح سيارته ترجّعهم معاها للغرفة تتركهم على الطاولة بجنب سريرها وتتجه لباب دورة المياة تطرقه ومن فُتح هي مدت له الثوب تعلّمه: باقي أغراضك بالطاولة عندي
هز راسه بالإيجاب فقط يسكّر الباب مرة أخرى بينما هي إتجهت لمفاتيح الضوء تخفض من قوتهم للقليل، تتمدد على سريرها تغرق أسفل لحافها وما تدرك من الدنيا شيء بعدها تغفى على صوت المطر ضد شباك غرفتها وخرج هو بعد دقايق يسكّر أزارير الثوب اللي جاء بتناسق مع بنيته، وقف لثواني ينتبه لغفوتها، لهدوء ملامحها تُنعم عينه ينتبه لإنها تتمسك بأطراف اللحاف اللي شُبك مع طرف شماغه يشتد نبضه حب يفيض من عيونه: يـا رب الصبر، يا رب هونها من مدة
لإنه ما يطيق الصبر، لإن داخله ينافي قوله لها وتأكيده لإنه يصبر، إن لها كل الوقت لأجل تجهز من كل النواحي وحقيقته ما يقوى، ما يتصبّر لكنه يشيد أقوى التصبر لأجلها .. إتجه لجنبها ياخذ أغراضه بإستثناء عقاله وغترته يتركهم بجنبها يغادر الغرفة بعد فتحه للمدفأة بغرفتها ويجزم إن لو هالمنظر جاء على عينه للمرة الرابعة هو ما بيصبر لذلك هو أقر بإنه ما بيسمح لهالشيء يتكرر لإنها ترفض بشكل قاسي ما يلين .. نزل للأسفل من الدرج الخلفي يتجّه للمدخل يتنحنح ينبهم بوجوده وتُجيب هدى: تعال يا نيّاف
دخل يشوف وقوف ميهاف على حد الصالة تلبس عبايتها بينما تتحاور مع نهى وأكمل هو خطاه يقف بجنبها ويُجيب سؤال المياسة عن الغيد: علمي فيها تصعد تذاكر
تركت هدى كاستها تهز راسها بقلة حيلة: بغرفتها؟ أقص يدي لا ذاكرت
ضحكت المياسة تهز راسها بالأكيد: نامت، بصحيها بدري تكمل
رفعت ميهاف طرحتها تتنهد: إرفقوا فيها إنتوا .. كافي هم المذاكرة لا تزيدون عليها
دخّلها نيّاف تحت جناحه: وإنتي وش مسوية؟
ميّلت راسها على كتفه تغمّض عيونها: همّ ما ينوصف
وجّهت هدى سؤالها لنهى بإستغراب: ما تاخذينها عندك؟ وش يضمن لك إنها ملتزمة
ضحكت نهى تهز راسها بالنفي: وأنا أجبر؟
هزت نيّاف راسه بتأييد: وش لها من إجبارها، مذاكرتها لها وهي تدري
ضحكت المياسة من ملامح أمها اللي تيأس: نهى ما قلت تربين عيالي؟ يا رب الخلف
إتجه نيّاف بجنب ميهاف للخارج يضحك من إنتبه لوقوف فراس بين أعمامه بينما هم خطوتهم كانت بإتجاه البوابة: شوفيه
ناظرته بإستغراب يأشر على جهة محددة تضحك بعدم توقع: قال مستعجل ما أقدر أدخل
توجّهت خطوتهم ناحية وقوفهم يهز نيّاف راسه: ما تعرفين تركي شلون يصيد .. أبوي شفيه بيموت عليه
ضحكت ميهاف تشوف فيض عيون أبوها بالفعل وتعرف من سابق حب أبوها لفراس، من صغرهم كان الفارق بين عيال خالاتها يميزه، يعزّه وتتضاعف المعزة بعد القرب، بعد الدم بينهم .. شعّت إبتسامتها من إنتبه لوجودها يترك لها المساحة بجنبه بينما يصافح نيّاف يرد على سؤاله: الحمد لله، متعني للنيابة اليوم قاصدك وأثاريك هاج
ضحك نيّاف يهز راسه بالإيجاب: خلصت أوراقي والسلام عليكم ما أصبر الجلسة بالمكتب
شد فراس على كتفه بخفة: أوراقي لا تتعطل
أشر نيّاف على خشمه: خالصة لا تشيل هم
يغادر من بعدها نيّاف وودع فراس تركي وفهد الليّ إتجهوا للداخل من إشتدت كثافة المطر مرة أخرى، أخذ نفس يناظرها ما تكفّ إبتسامتها: دخلت ..
هز راسه بالإيجاب يخطي بجنبها للبوابة الخارجية: عمي تركي لزّم، كيف الجمعة؟
رفعت طرحتها مرة أخرى تعدلها: إنبسطت مرة، دامك وصلت لهنا إدخل لخالتي هدى
هز راسه بالنفي يرفض: ما لي داعي بعد هالوقت، أصادفها عند جدتي عايشة
ركبت للسيارة بعد فتحه للباب وبعد ركوبه هي أكملت: من تزوجنا ولا مرة رحنا سوا ولا تصادفنا هناك
هز راسه بالإيجاب يحرّك: ضروري يعني؟ دامنا وصلناها ما يضرّ سوا ولا لوحدنا
ما ردّت ترجع راسها للخلف فقط تغمّض عيونها بأمنية إنطواء الطريق بمعجزة توصلها لبيتهم مباشرة بلا أي عنا للطريق وبفترة تعمقها بهالنقطة كان لصوت فتح بوابة بيتهم أثر عليها تفتح عيونها، تدخّل جوالها بشنطتها وتحكم رفع حجابها تحجب المطر من الوصول لشعرها تنزل بخطوات متزنة من نزل هو يتجهون على خطى واحدة للداخل، تركت شنطتها بجنب عبايتها على طاولة المدخل تتبع فراس اللي إتجه للصالة: أعطيك عقلي يومين تذاكر عني؟ الجلسة اليوم براعية صوت الدكتور
ضحك يعدل جلسته يوجّها ناحيتها: مو قلت إعتذري ولاحقة على هالجمعات؟ ريحي الحين وأصحيك الصباح
هزت راسها بالأكيد تتجه للغرفة بينما ترد: بنام أكيد، متى دوامك؟
رفع أكتافه بعدم معرفة: لا إتصلوا رحت
إتجه بعد دقايق للغرفة يفتح أوائل أزرار ثوبه يشوف وقوفها أمام المرايا تجمّع خصلاتها للأعلى: تخيّل بس إن أمي تبيني بكره .. مناف ما سمح لي أعترض يقول تبي لمتنا وتتم
إتجه لغرفة الملابس يرمي ثوبه بينما يُجيبها: ما تنرد خالتي ولا ينرد مناف، ما تضر ساعتين وترجعين تكملين
هزت راسها بيأس تقفّل الأنوار وتتجه للسرير: الموضوع بياخذ أربع ساعات يعطل مذاكرتي، إذا صحيت بدري بروح معاك تنزلني عندها أذاكر لين يوصلون أخواني
هز راسه بالإيجاب فقط يخرج بعد تبدليه يتجه للسرير، يستلقي بجنبها يسأل من قربته تترك راسها على صدره: ما سولفتي لي
رفعت أنظارها للأعلى بتفكير لأحداث جمعتهم: جمعة عادية، إنبسطنا بس خربوها على النص كل وحدة أخذت زوجها وطلعوا
ريّح راسها على الوسادة يُجيب بهادي نبرته: ما كلمتيني أجي
هزت راسها بالأكيد: الحين أنا ناقدة عليهم وأقوم أتصل على زوجي يجيني نفسهم! وش له الجمعة إذا بنصها كل وحدة بتطلع .. المصيبة إن كلهم منا، يلاقون بعض هناك وهيا نطلع
ما رد يعدل تمدده ناحيتها، يفتح جمّع شعرها يتركه على راحته ينتثر حولها، يفوح عبيقه بمُناه من عدلت جهتها تتمدد بالشكل المريح تغمّض عيونها فقط ..

كل الغرام اسمك، كل الصور في ناظري رسمكWhere stories live. Discover now