٣٨

3K 65 4
                                    

بالمخيـم، إتكت على كتفه تمرر أنظارها على واسع المدى أمامهم، تتفكر بصلحهم و الحدث الليّ تنازلوا فيه الإثنين، لإن الإثنين يعانون و يموتون ألف مرة بشدة الأحداث بينهم، و بإنها إنهارت تستوعب إتهامه مرة أخرى، جُنت يومها تكرر "أُسيد مستحيل" و يعجز ذهنها عن الإستيعاب، و مات هو لإنه يشهد صدمتها المتكررة، يستوعب قبح فعلته و قبح تهمته الليّ يرميها على أخته بالأول، مات يترجاها بالسماح لإن نبضه إنتهى لصدمتها، و يعجز الحياة بإنها ما تسامحه .. هزّت راسها بالنفي تنهي سوء شعورها ليلتها و بإنها إنتهت بكلّ ما فيها تعاود علاقتهم الدائمة، و تتفكر بتناقض فكرها الأول بإن أُسيد بيومين أنهاها بطغيان حنيته، بإنه فعليًا يختلف كليًا و تستحل إنه ذات شخص التهمة، يرجع لكونه أُسيد المعتاد و الليّ ما يقرب جنون الليلة المذكورة، إعتدلت بجلوسها من بيّن خالد أمامها، ترافقه ميّ الليّ نطقت بعدم رضا: وش يعني تجلسون بدونا!
إتكى أُسيد على المركى خلفه: وش نبي بالشيّاب حنا؟
إتسعت عيون ميّ تمثّل الجدية التامة: شياب مين! أُسيد!
ضحك لإن أمه تهتم، و لإن أبوه يتردد بالجلسة بحضرة السديم: شيّاب قلبي، تعالوا ..
هزّت ميّ راسها بالأكيد: أكيد بنجي!
إتبع أُسيد بأنظاره جلوسهم يتعدّل هو و يمدّ إيده للدلة: لا تصيرين كذا أم أُسيد
قطع خالد كلّ الموضوع يتساءل عن الأبعد: لدن تكلمكم؟
هزّت السديم راسها بالنفي تتشجع بنفّسها: من مدة ما تكلمنا، زوجها ما ودّه
برغم صعوبة الحوار شدّ خالد نفسه يردّ: كيف ما وده؟
رفعت السديم أكتافها بعدم معرفة و أردف أُسيد: غريب مناف
هزت ميّ راسها بالنفيّ: معه حق، هلكوا الإثنين من كل جهة
رفع أُسيد أنظاره لأبوه و سرعان ما ضاقت ملامح خالد ينهي نطق أُسيد قبل بدءه: وافقنا و إنتهى الموضوع من سنين، ما عاد بإيدي شيء
زفّرت ميّ من فهمت بإن أُسيد للآن يحمل العتب بصدره لأبوه، إنه وافق على مناف بلا تردد و بلا مشاورة و نطقت تضيق هيّ أكثر: وش ينفع عتبك أُسيد ولا رفض أبوك! بعد ما زانت دنياهم عاتبت إنت و ندم أبوك!
إستندت السديم على كفوفها تتساءل بتردد: هيّ زانت؟
تنهّدت ميّ بيأس: لا تصيرين معهم إنتي بعد

«بـيـت تميـم»
شدّت على وشاحها تتبع بأنظارها سكونه يركن سيّارته بمواقف العمارة و من ركن هو تنهّد يسند راسه للخلف و يرفع أنظاره لجواله المثبّت على السيارة: تعبتك معي ..
هزّت راسها بالنفي و تقصدها فعلًا لإن إتصاله بعد الأمسية و بخط الدوحة كان فارق و أنهى كلّ سوء ينهيها، طال الإتصال لمدة تفوق الثمان ساعات إلا إنها ما حسّت الوقت رغم إن السكون كان يطغى، يتكّلم بالقليل و بعدم إدراكها تردّ بالمختصر إلا إن كلّ شيء يرضيها لإنه ما يتخذ الصمت بزعله هالمرة، ما يضاعف شعورها و سوء وضعها .. من إنتهى من الأمسية و من خرج هو إتصل مباشرة، فر الرياض كلّها ينهي أموره فيها و من إنتهى هو مسك خط الدوحة و يأس داخلها من إن رجعتهم قريبة و إنه بيكون بالدوحة و حتّى لقاء أبوها ما بيحصل، بطول الخط ما أنتهت كثرة إتصالته و قتّال الفضول أحتلها من كان يكتم صوته و يردّ بجواله الآخر، يوضح لها تعابيره بالإتصال إلا إنه ما يسمح لها السماع .. مررت إيدها على ذراعها تتساءل: متى بترجع؟
رفع أكتافه بعدم معرفة: إذا خلصت أشغالي برجع أشوف عمي
هزت راسها بفهم تشتت أنظاره للبعيد و تبعد فكرة الزعل حاليًا لإنه يخصص رجعته لأبوها فقط و لإنها بتزعل غصب لشعور يحتلها بلحظة، شتت أنظارها بأرجاء الصالة و من طاحت أنظارها على الشباك كان جيب نيّاف يوقّف، تنزل الغيّد بالأول خلفها عمر و نيّاف و تنحنحت تعتدّل بجلستها: أهلي رجعوا، أكلمك بعدين ..
و بإنها تزعل فعلًا أنهت الإتصال قبل سماع ردّه تترك جلوسها و تتجه للبوابة الداخلية تستند عليّها: أهـلًا
قبّل عمر خدّها يستعجل خطاه للداخل و ينطق بعلو صوته: مستعجل
تقدّم نيّاف ينزل لفة الشماغ على معصمه: وش مقومك هالحزة؟
رفعت ألين أكتافها بعدم معرفة: ما نمت ..
ناظرها لثواني ما يستوعب: شلون ما نمتي؟ من أمس؟
هزّت راسها بالإيجاب من كانت أسئلته شديدة اللفظ، تقدّمت الغيد من الخلف تتساءل برجاء: بتروحين المخيم؟ تكفيـن لا
هزت ألين راسها بالنفيّ: ما راح يرجعون هم؟ ما فيني حيل
هزت الغيد راسها بالنفيّ: جدي رجّعنا نتطمن عليك
رفعت ألين حاجبها: إنتي تتطمنين عليّ؟
بعثرت الغيد خصلاتها تمثّل عدم الإهتمام: عاد جدي قال ..

نزل عمر بإيده يدة السوني و سرعان ما أستوقف خطاه نطق نيّاف الناقد: هذا منظر يقابل فيه نسايبه؟ علموه أنصحوه
ألتفت عمر حول نفسه يقتنع بشدة إنه يظهر بعادية: فيه شيء غلط؟ كاب و ثوب ليه الرسمية الزايدة
هزّت الغيد راسها بعدم إقتناع نهائي: و اليده وين رايحه؟
مثّل عمر عدم السماع يتجّه ناحية نيّاف: عطني مفتاح جيبك، نسيت فروتي
ضحكت ألين بعدم تصديق: و يكتمل الستايل
كشّر عمر ينطق بعدم رضا: وش فيكم عليّ إنتوا!

توقفّت سيارته خارج البوابات لإن البيـت فارغ من الجميع بإستثنائها هيّ و أختها، و لإنه يعرف هو جاء بعادية يضيف إنهم يقضون الوقت باللعب المستمر بمجرد ما إنها كانت تحادثه عن ألعاب تودّ تجربتها .. نزل يرسل لها رسالة وحيدة "وصلت" و بدقايق قليلة فُتح الباب يدخل هو بواسع بسمته من كان ترحيبها مختلف: يا أهـلًا
ضحك غصب لإنه يحس الترحيب مختلف و بحقيقته كان هو ذاته ترحيب ألين إلا إنه مختـلف منها .. ساير خطواتها للمشبّ الخارجي يسمع حكيها: وصاف تقول بعقولكم إنتوا .. يعني شو الغريب بالضبط
هزّ راسه بتأييد مباشر: اللي عندي ناقدين عليّ، ليش أجيك كذا
رفعت أنظارها ناحيته تميّل شايفها بتفكير: لا مقبول ..
ضحك بعدم إستيعاب ينفيّ: وش مقبول! المفروض إني ألبس بشت و أرسم يعني؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة: إذا أبويه هني أكيد، بسّ أنا لا أوكي جي مقبول
هزّ راسه بالإيجاب يأشر على السوني: تبين أطلع هالكلمة من عيونك؟
ضحكت لإنه يعصب بجدية: جي ترمس ويا حرمتك؟ بعيد النظر فيك عمر

كل الغرام اسمك، كل الصور في ناظري رسمكWhere stories live. Discover now