٥٦

720 24 2
                                    

«المـول، بعـد العصـر»
إبتسمت تعدّل شنطتها بكفها: أختار المحل؟
ضحك عبدالإله يهز راسه بالإيجاب: اللي تبينه .. اللي تبونه ناخذه الحين
ناظرته ميهاف بإستغراب: وش الطاري أبوي؟ ما أذكر خرجنا من قبل كذا .. تلبي كل ما نطلبه ونبيه وكل ما يجي بخاطرنا لكن مو بهذي الطريقة
هز راسه بالإيجاب يجاري خطوة الغيد: خرجاتكم سوا وش المانع من وجودي؟
هزت راسها بالنفي مباشرة لإنه ما يفهمها: لا! ما أقصد كذا طبعًا بس مو غريب؟ عبدالإله يتمشى بالمول مع حفيداته
إبتسم لثواني يناظرها: إنتي لو تتركين عقل أخوك شوي
وبمجرد إتيان طاريه شدّت لدن على ذراعه ينقبض قلبها: ما أحد أكلمك؟ ترى الوضع مو طبيعي وبرودكم مو طبيعي
عبدالإله: اللي ماهو طبيعي خوفك .. نقول لك مناف تقولين أخاف عليه
عضّت شفايفها فقط ما تجادل تدخل خطوتهم لأول محلّ إختارته الغيد، جلست على أول كنبة يجلس بجنبها جدها بينما الغيد وميهاف والسديم إتجهت خطواتهم للأرفف يتفحصون البضائع يكون لـ الغيد النصيب الأكبر من المشتريات تبتسم لدن تشوف عينها وقوف جدها للمحاسبة: بكره خبر إعلان إفلاس المستشار عبدالإله بن نافل .. الله يزيدك حبيبي
أجابها عبدالإله بينما يطلّع بطاقته: وش عندي أغلى منكم؟ يفداكم عمري كلّه - خفض صوته بهمس - الله يلحقنا لبكره ..
إقتربت السديم ترفع إحدى الشنط على نظرها: حلوة؟ مو ناوية تشترين شيء إنتي؟
هزت لدن راسها بالإيجاب: خيال .. مالي نفس أدور إذا حصلتي شيء يناسبني أخذيه
رفعت الغيد مجموعة الأكياس تأخذ ميهاف نصيبها وأثناء حركتهم كانت السديم تحاسب ما إختارته تحت إنبهار عين الغيد لإن السعر الفلكي يظهر أمامهم على الشاشة وكل إنبهارها من إنها حاسبت ببطاقتها قبل حركة عبدالإله لردّها والليّ عصب مباشرة تُعقد حجاجه: وش هالتصرفات!
ناظرته السديم لثواني بإستغراب: وش؟
رفع حواجبه تبتسم من ريبته تبرر الغيد بتورط: المفروض يعني إنه هو اللي يدفع .. وش يرضيه الحين
أخذت السديم أكياسها تفهم وتناظر جدها: آسفه وحقّك علي .. الباقي عليك إعذرني ما أعرف قوانينكم
عدّل عكازه أمامه يغادر المحلّ وتتجاوز الغيد وقوفهم تجاريه مباشرة تترك كفها على ذراعه: بتزعل الحين صدق! طيب المفروض تفرح حفيدتك عندها هالمبلغ ببطاقتها وعايشة بعزّ .. لو كان هالمبلغ عندي كان عزمتك أنا
ولإن أساس هالطلعة كانت لأجل يريّح قلبه بفرحتهم، يحقق سرورهم بالوقت الليّ يضمنه وبالصورة الوحيدة اللي أمامه هو أزال عقدته ترتخي أعصابه: فكينا يا غيد
إبتسمت لتحقيق مبتغاها ولإن نبرته إرتخت تأشر على إحدى المحلات الأخرى: منزلين كولكشن جديد نشوفه؟
هز راسه بالإيجاب تتجّه خطوتهم ناحيته وتسبق خطوتها تُبهر عينها من لامع المجوهرات، من التصاميم توجّه أنظارها للدن الليّ جات بجنبها تسبق نطقها: ترى لو وافقتي على الزواج نيّاف بيجيب هالمحل كله، يمكن حتى العامل يشيله معهم من الفرحة
ضحكت الغيد ترجّع نظرها للأمام تنكر مباشرة: مين قال إني أبي المحل كله؟ العقد هذا عجبني بس وباخذه
يجذبها صوت ميهاف من الخلف تأشر لها على عدة سلسال بسيطة بتصميم هادئ والزينة الوحيدة فيها حرف الغين مرصع بألماسات صغيرة تُعكس بلامع جودتها ضد إضاءات المكان وبمجرد تقدّمها، بمجرد رؤيتها لها هي إنهارت تناظر لدن: طيب أبي كل المحلّ .. موافقة لدن كلميه
ضحكت بعدم تصديق تشدّها: يا أم المصالح! إخذي اللي تبينه معاك عبدالإله وعينك على راعي النياق
يأتي عبدالإله على آخر نطقها يستغرب: راعي النياق؟ وش تحكون به؟
إبتسمت الغيد تمدّ كفها: نقول عبدالإله مرة بالعمر .. بطاقتك يا حبيبي
إبتسم بعدم إستيعاب يترك البطاقة بكفها بالفعل يتجّه لفاخر الكنب يتخذه مجلس بينما عينه على وقوف السديم لجهة أخرى تختار أسوار لمعصمها ينده عليها بنبرة تحذيرية: يا سديـم
ضحكت تلفّ نظرها له: والله عليك .. تبت خلاص
يُقضى الوقت بين الملاحات، المشتريات بغالي الأثمان إلى آذان المغرب تعاكست خطوتهم للمصلى وإلى أنتهاء الصلاة خرجوا بخطى وحدة يصادفون عبدالإله يقف أمام ألين وسلطان الليّ جاوا على موعدهم "بعد المغرب" يشوفون الحوار بينهم إلى أن غادروا ألين وسلطان بجنب بعض فقط يتقدّم ناحيتهم عبدالإله يفسّر: باغيٍ لي شيء وأبيكم معي .. أخلص وأرجع لسلطان
رفعت الغيد بطاقته على نظره بعبط: على حسابي .. يلا
ضحك تدخّل كفها بذراعه تتجّه خطوتهم على خطوة إلى قسم محلات الذهب .. القسم الليّ يقصده يدخلون لإحدى المحلات البرّاقة بفعل ذهب بضاعته تبتسم الغيد: هنا لشيختك يعني؟ ترى أذواقنا بالذهب صفر كان ناديت ألين تعرف
هز راسه بالنفي تنتقل عينه بين العقود الفاخرة، حجمًا ومظهرًا يُجيبها: أنا أشوف ذهبها لكن وش اللي يعجبها؟ ما ظنتي إني أميز .. إتصلي عليها كانكم مثلي
هزت لدن راسها بالنفي تتقدّم: البرّاق يعجبها بس ما تلبسه .. زينة تخليه
هز راسه لإنه يعرف هالشيء: إختاري البرّاق ويبقى زينة .. شيءٍ يليق فيها يا لدن
إبتسمت تتقدم تختار شديد البرق، قيمة وصيت يُعرّف بإنه الأغلى يجذب النظر، إضافت إليه إضافةٍ لكامل طقمه عدة بناجر أخرى هادية لكنها تُميز بلمعة منها بمثل خاصة جدّتها الدائمة .. غادروا المحلّ بأكياس هائلة تخص سابق مشترياتهم وحاضر شراء عبدالإله للطقم المُهيب ..
تحلطمت الغيد تمدد ذراعها: يعني شلون بنبقى شايلين هالأكياس لين نطلع؟ أبوي تصرف سوّ شيء
هز عبدالإله راسه بالإيجاب: نوصل لسلطان وأخليه يوديهم للسيارة .. تعرفون وينهم فيه؟
هزت السديم راسها بالإيجاب: ألين راسلة، كوفي قريب من هنا
يقتربون بالفعل، تبيّن لهم جلسة ألين مقابل سلطان والليّ بمجرد ظهور البنات هي وقفت يمدّ لها بطاقته وتاخذها تتركها بشنطتها، تتوجّه لهم تساعدهم بترك الأكياس بجنب سلطان الليّ أخذ مفتاح سيارة السديم اللي جاوا فيها من عبدالإله ..
دخّلت كفها بذراع السديم تسأل: فيكم حيل تتسوقون بعد كل هذا؟ خافوا الله بأنفسكم
كشّرت الغيد ترفض التوقف: مو خافوا الله بفلوس أبوي؟ .. تخيلي تكون معاي بطاقة عـبـدالإلـه ومسموحة بكل ما فيها وأوقف؟ مين المجنونة اللي تسويها
أليـن: أكيد مو غيدنا .. إمشي
تتجّه خطوتهم بالأول لمحل الأثاث الليّ كان من طلب ألين تختار الكنب للصالة الوحيدة الفارغة ببيتها، يساعدونها البنات بالكماليات الأخرى إن أن أنتهت من الصالة كلها بمرة وحدة تدفع من بطاقته وتملي العنوان ورقم الهاتف لأجل التوصيل وبمجرد مغادرتهم للمحلّ هي إبتسمت بإمتنان لإن لولا وجودهم ما كان أنتهت .. وعلى خطى واحدة دخلوا للمحلّ المجانب تبتسم ميهاف من أوائل البضاعة تناظر لدن: لو تهدمت أحاسيس الآباء نتبادل ..
ضحكت لدن تهز راسها بالإيجاب لإنه يخص المواليد، كل ما يخصهم يتفرق بأقسام للذكور والإناث ولإن خطوتها للآن ثابتها تتأمل الفروقات فقط إنتشروا البنات بالمكان يحلّون محلها بالإختيارات - لطفلها - وينتهون بينما هي تتأمل فقط وما طرأ عليها الشراء نهائيًا لإن أمامها الوقت، لإن رغبتها الشديدة بإن أول هالمشاعر معاه، بجنبه تختار ويختار هو لطفلهم الأول، لأول روح وأول أنيس بينهم .. تنهّدت يزعل خاطرها غصب لإن لو صح وصف الجميع له، لو كان حقّ هو إختفى لعمله هي ما بتسامح نهائيًا، ما بترضى على كمّ القلق والخوف الليّ صاحبوها بالأيام السابقة رعبًا من غامض إختفاءه .. زفّرت تتبع خطوة البنات للكوفي تجلس بينما تمدد أضلعها بالنفس الطويل تشوف تحاورهم أمامها لكن ذهنها يغادر للبعيد، حيث ما يكون قلبها ..

كل الغرام اسمك، كل الصور في ناظري رسمكМесто, где живут истории. Откройте их для себя