٢٣

7K 102 18
                                    

تنهد بينما يسحب الشماغ من أعلى رأسه يلفه بهدوء على معصم إيده أمام أنظارها، ميلت رأسها بخفة: بعتبرها سبه بما إنك سكّت
رفع أنظاره ناحيتها و مدّ إيده لأسفل فكها يعدل رأسها بينما يهمس للمرة الأخيرة: لأجل ما تنحرجين
قبل تُبدي إستغرابها أبتعد و مباشرة تقدموا البنات من خلفه، أرجعت رأسها للخلف بينما تسمع حكي ألين: بنروح للدبابات، تجين؟
نفت بينما تأشر لالغيد تبقى: بنمشي سوا
همهمت الغيد لإنها تحتاج تأخذ نفس بعيدًا عن الجميع، سكرت جوالها و اللي كان ينور بصورة نيّاف و ألين، جمّر صدرها من كثر التأمل اللي أهلكها، و كأنها كانت تنتظر منه حدث واحد فقط لأجل تقلب شرار على الجميع، تذبحها فكرة إنه خطب بشكل عابر من دون وجود مشاعر إلا إن كل تصرفاته تثبت صحة فكرتها، الغربة تتخللها من جميع النواحي، مكانها و شعورها و روحها، إنهلكت من كونها تفقد ذاتها و تفقد كونها الغيد، خلال الشهر الماضي أستنزفت جميع المشاعر و مرّت بجميع الفصول الخمسة بزيادة فصلها "اللهيب"، فتحت طرف جاكيتها و مدّت إيدها لإيد لدن، ركزت كف لدن على رقبتها و سرعان ما إتسعت عيونها بذهول و غضب: بتتكلّمين معي الحين الغيد! الحين
جلست الغيد على طرف الصخرة الضخمة بينما تتحدث بتشتت: تشوفين حالي إنتي؟ تشوفين إنه حال وحدة فاهمة نفسها و تعرف وش اللي حاصل معها؟
عضّت لدن شفايفها تمنع غضبها، ألتفتت حول نفسها تهدي من عظيم الغضب اللي أجتاحها من تغير الغيد المو عادي و المستحيل، مو أول مرة تنخطب و مو أول مرة ترفض و يمر الموضوع بشكل إعتيادي و طبيعي إلا إن هذي المرة أحرقت نفسها، محد يعرف اللي حاصل إلا لدن ..
ثبتت خطواتها من سمعت صوت عمها تركي ينادي عليها من بيت الشعر، إنحنت لالغيد تسكر جاكيتها و سحبتها بجانبها ناحية بيت الشعر
نزلت جلالها من دخلت و كان الكل يحلّ لها، رفعت إيدها تخرج شعرها من خلف الجلال بينما أنظارها على الغيد اللي متوسطة أحضان أبوها، و كأنه يعرف بمدى حاجتها لهذا الحضن اللي أزاح عنها عمق سوء مشاعرها ولو للحظات بسيطة، أبعدت أنظارها عنهم بينما تتقدم تسلم على أعمامها اللي كان ينادونها بـ "أم عبدالإله" يجبرونها على الخجل رغم سوء المشاعر اللي أجتاحتها من شافت أبوها، تجاوزته بينما تسلم على الوليد و خرجت منها تنهيدة مهزوزة، رقّت نظرتها من شافت مناف اللي وقف لها مباشرة ينبهها بوجوده، تقدمت ناحيته بينما تزفر بقوة و بشكل هزّ ضلوعه لإنه يعرف بعمق و سوء شعورها ناحية أبوها، جلست بجانبه بينما تلف كل جسدها ناحيته تمنع وجود أبوها حول أنظارها و تركز أنظارها عليه لوحده، شابك إيده بإيدها بينما يثبتهم على فخذه بينما شماغه ملتف حول معصم إيده، مدّ إيده الأخرى يحاوط كتفها و همس بخفوت: ما نبكي لدن
خرجت منها همهمة مهزوزة تعاكس حكيه، لإن الشعور القبيح رافض يبتعد عنها، من كون أبوها تغير جذريًا من ظهور السديم المفاجئ و ما عادت تعرفه، مستحيل يكون هو أبوها ذاتها اللي كان قدوتها، تشوفه كل حياتها و بكل أمر تقدم عليه يكون بسببه هو، حتى زواجها كان من ضمن أسباب موافقتها، أرتجفت من وقف و مباشرة أرجعت أنظارها ناحية مناف اللي أشر لها يخرجون، و بالفعل إتجهوا للخارج و لا يزال يحاوطها بإيدينه، ما كان منه النطق نهائيًا إلا إنه إنحنى يقبّلها بكل شعوره، و كأنه يأخذ كل حزنها و غضبها يتركها تعاصر أجمل الأحاسيس و اللي تبعدها أتم البعد عن واقعها، و من أبتعد ركزت رأسها على كتفه مباشرة تخفي عنه توّرد ملامحها إلا إنه أمتنع من رفع إيده ناحية خدها يجبرها تلتفت ناحيته: لا تضيقين يا سِعتي
يجبّرها بتصرفاته المليئة بالحنية و اللي ما تتصدق من شخص مناف، يحمي سوء شعورها و يرقّ قلبها غصبًا عنها من تعامله معها، من نطقه بـ "سِعتي" يجبرها تنسى قبيح شعورها من تدرك إنها سِعتها، لإنها تعرف مقدار تأثيرها عليه و اللي يثبته بذاته من يخبرها بإنها سِعته

خرجت بينما تضبط لثامها و سرعان ما ضحكت من شافت لدن و مناف الواقفين على طرف و بُعد عنهم، كانت على وشك تخرج جوالها تصور إلا إن مناف أشر لها بخفية تبتعد و سرعان ما بهتت ملامحها من كونه إنتبه لها، أسرعت بخطواتها ناحية القار و اللي من بعده متواجدين شباب آل نافل حيث الدبابات
ضحكت مرة أخرى من شافتهم و سمعت ضحكاتهم الصاخبة، تقدمت ناحيتهم و سرعان ما أختفت ضحكتها من شافته وسطهم، ما توقعت إنها ممكن تلاقيه لإنها تعرف إن الدبابات مو جوّه و توقعت إنه بشبك الإبل، وجهت خطواتها ناحية عمر اللي أشر لها تأخذ دبابه بينما هو أبتعد ناحية المياسة اللي جالسة لوحدها تراقبهم، من ركبت الدباب أختفت عن أنظار الجميع بلحظة وحدة و دخلت بعمق المدى البعيد أمامهم، تخرج سوء شعورها بالسرعة حتى توقف الدباب فجأة عليها، نزلت بهدوء و عدم إهتمام ترمي جسدها بجانبه بهدوء ولا كأنها أبتعدت عنهم أتم البُعد، سكرت عيونها بإنزعاج من ضوء الشمس، سرعان ما نبض قلبها بشكل جنوني من سمعت صوت الدباب اللي أقترب منها و من عرفت الشخص اللي يتقدم ناحيتها، أعتدلت بجلستها بينما تسند ظهرها على الدباب و تترقب فعلته القادمة

كل الغرام اسمك، كل الصور في ناظري رسمكOù les histoires vivent. Découvrez maintenant