المطارد

By user07883351

267K 7K 339

حلمت به، شعرت بألمه، خطت ملامحه في ورقتها من قبل ان تراه ، وكان قلبها تنبأ بمجيئه، وهو المطارد، المنبوذ، الم... More

اقتباس
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
السابع والعشرون

الثامن والعشرون والاخيرة

11.9K 310 66
By user07883351

الفصل الثامن والعشرون والاخيرة

يهرول بأقصى طاقته حتى انه يصعد درجات السلم الدرجتين بدرجة ، لا يريد تكرار التجربة المريرة مرة أخرى ، هذه المرة لو حدث مايخشاه ، لن يتردد ويتأخر في القتل ، وصل الطابق المذكور وأمام الشقة الموصوفة ، التقط انفاسه سريعًا قبل ان يدفعه بكل قوته بقدمه؛ فانفتح مكسورًا ودلف للداخل بعقل مشتت ، يتقدم بخطواته بارتباك لعدم معرفته بوجهته ، حتى وصل الى اسماعه صوت همهمة من احدى الغرف مصحوبة بنحيب ، في ظرف ثانية كان مخترق الغرفة ، صعق لما راَه ،
هذا الفتى يعتليها وبيده النجسة يحاول تجريدها من ملابسها المدرسية بدون رحمة  لضعفها وهي تقاومه بتوسل لتركها ، تغضنت ملامح وجهه واندفعت الدماء برأسه كغلي الحميم وهو يستعيد بذهنه نفس المشهد تقريبًا ، و لكن هذه المرة لن يدع فرصة للتردد او التأخر عما ينتوي:

- حرام عليك يا كرم، ابعد عني مضيعنيش
- اهدي انتي بس، انا مش عايز استخدم معاكي القوة، كل هدوم لابساها؟

لم ينتظر صالح استئذان، اندفع يهجم كالوحش على هذا الفتى ، فدفعه من فوقها ليطير  بوزنه الضعيف حتى سقط على الأرض كالخرقة البالية ، رفع رأسه كرم يستوعب الصدمة فنهض يهجم عليه صارخًا :

- انت مين يا بن ال......؟ تدخل بيتي وتتهجم عليا .
- انا ملك الموت يا روح ........ اللي جاي يقبض روحك .
قالها صالح وانطلق يتلقفه باللكمات والضربات القاسية ، مرة برأسه ومرة بأقدامه ، ومرات عديدة بقبضة يده الحديدية ، لا يراعي الدماء التي تسيل منه ، ولا شكل وجهه الذي اختفت منه الملامح بفضل الضربات ، هو يريد قتله، ولا يريد شيئًا اَخر، وقد تشوشت الرؤيا امامه، ليرى هذا الفتى بصورة الاخر، ذلك الذي استباح ضعف شيققته، ولم يتوانى عن ظلمه وسجنه  كان عنيفا بتوحش اعمى بصره، حتى استفاق على دفعة قوية جعلته يسقط ارضًا وصوت خشن يهدر عليه :
- سامحني  يا باشا الله يخليك  عليها دي، ما هو انا لو معملتش  كدة واوقفك، كنت هتقتله وتضيع نفسك ؟

زفر صالح يلتقط انفاسه الهادرة بصوت عالي، يحاول استيعاب فعل الرجل، ليهدأ من وتيرة غضبه المتصاعد رويدا رويدا، كي لا يعود إلى هذا الفاسد يفتك به، او يزيد عليه بكسر عظامه، فيربح البشرية من الفاسدين امثاله.

ظل يتمتم بالاستغفار حتى انتبه على دلوف يمنى وهي تهرول بجزع، والتي ارتمت بجانب شقيقتها ، لتضمها لأحضانها بقوة والأخرى ترتجف ، باكية بنشيج عالي.
- عمل فيكي ايه ابن الكل..... ده ، اوعي يكون مَسك ولا أذاكي ؟

- ملحقش يعمل حاجة يا هانم ، صالح بيه لحقها .
انتقلت أبصارها اليه فوجدته يغمض عيناه لاهثًا بتعب ، فقال موجهًا خطابه للرجل الواقف امامها ، يشير لكرم المرتمي على الأرض كجثة هامدة :
- تاخد الواد ده تربطه من ايديده ورجليه زي البهيمة تسلمه للبوليس .
انتفضت ندى تنزع نفسها من حضن شقيقتها :
- استنى يا صالح ، خد منه التليفون دا مفبركلي صور فيه .
اومأ برأسه لها :
- ماتقلقيش واطمني ، انا هادبر كل حاجة .
................................
بعد قليل
بداخل السيارة كان صالح متوفف بها في أحد زوايا الشارع وعيناه تتابع الثلاث نساء ، شقيقته التي كانت تنتفض جواره في المقعد الأمامي، وقد عاد الى اذهانها ما كان يحدث سابقًا بكل ما تحمله برأسها من ذكريات بشعة تجاهد لطمسها، علُها تنجح وتعيش الحياة الطبيعية.

وفي المقعد الخلفي يوجد ندى التي كانت ما زالت على صدمتها تبكي بحرقة داخل حضن شقيقتها ، غير انها استفاقت اكثر واستطاعت تحريك جسدها قليلًا عن الأول ، يمنى كانت تربت على ظهرها وتلمس على شعرها بحنان ، لتبث داخلها الأطمئنان :
- خلاص بقى اهدى كدة مدام ربنا ستر . 
- مش قادرة، كل مل افتكر اني كنت هاضيع في لحظة و.......
ازدادت شهقاتها وشقيقتها لا تمل من تهدئتها والربت على ظهرها بحنان، حتى هدأت قليلًا لتنزع نفسها من حضن يمنى وتسألهم :
- لكن انتوا عرفتوا ازاي ؟ مين اللي قالكم ؟
- اسألي صالح هو اللي عنده كل المعلومات ، انا عرفت على اَخر لحظة .
قالت يمنى فرد صالح من جهته :
- انا عيني ماتشالش من على حد فيكم من ساعة ما طلعت من بيتكم ، وخصوصًا انت يا ندى ؛ عشان انا قلقت عليكي من ساعة ماسمعتك وانت بتكلمي الواد ده في الجنينة ، وبعد ما سمعت الكلام اللي قالوا لوالدك ، عرفت إنه فيه شئ مش مظبوط .
تطلعت اليها يمنى، تتمعن بالنظر اليها جيدًا وهي تسألها :
  - هو انتِ كنتِ ماشية مع الواد ده صح ؟
اطرقت برأسها ندى واجأبت بخزي :
- والله ماكانت علاقة بالمعنى المعروف ، انا فتحلته سكة للكلام معايا ، عشان اثبتلي انه عايزني في الحلال ، يعني مش بيتسلى بيا ولا بيضحك عليا ، هو بس تصرفاته كانت غريبة وخلتني اشك فيه في الاَخر  .
اومأ لها صالح وهو ينظر اليهل في المراَة قائلًا :
- مش معنى انه عايزك في الحلال يبقى انسان ملاك ، كرم دا انا سألت عنه وعرفت بمشاكله النفسية مع والده ووالدته التي رمته واتجوزت وسابت البلد ، مش ماتت زي ماهو كان مفهمك ، الواد ده سبق له دخول المصحة برضوا لما اتسبب لخطيبته بعاهة مستديمة لما فسخت خطوبتها معاه .
شهقت ندى بفزع امام يمنى التي وقع قلبها من الخوف  :
- يانهار اسود ، يعني ممكن انا كمان بعملي عاهة مستديمة ، يالهوي عليكي يايمنى ، دا انا الموت عندي اهون .
- اهدي اهدي ،
اردف حازمًا وأكمل :
- انا عملت اتصالاتي وهو خلاص مش هايشوف الشارع تاني ، دا غير اني هابعده عن الصعيد نهائي ، عشان تبقي برضوا مطمنة .
رددت يمنى بارتياح :
- الف شكر ليك ياصالح ، اقسم بالله ماعارفة اوفي جميلك ده ازاي،
ضحك بمرح مرددًا لها في المراَة وهو يدير محرك السيارة :
- هههه تتجوزيني .
تبسمت يمنى بخجل فخاطبته ندى بقلق :
- طب انا كنت عايزة اطلب منك طلب ..
قاطعها مردفًا :
- عارفوا ومش محتاج تنبيه ، ابوكِ ولا والدتك ولا حتى عيد خطيبك أو سمر اختك الصغيرة ، ماحدش هايحس ولا يعرف بشئ ، خلاص دي صفحة وانقفلت ، ماشي يا ندى ؟
اومأت له برأسها ببعض الارتياح فاتجه هو نحو شقيقته يضم كفها الصغيرة بداخل كفه الكبرى ، ليطمئنها ويشاكسها :
- وانتِ ياوردتي ، ايه ياقمر؟ ليكون عقلك سرح من تاني ، لا والنبي دا انا مصدقت .
رفعت بيدها كفهِ  اليها تقبلها وترد :
- لا ياحبيبي اطمن وشيل من على ضهرك حملي ، انا خلاص والحمد لله ، بقاوم ضعفي ومرضي بنفسي ، يعني مش هاسمح لشئ يرجعني للخلف من تاني .
- ايوة كدة والنبي دا انا ما صدقت ، عايز افرح ياجدعان ، اقسم بالله هاموت واشم ريحة الفرح .
قال مهللًا بصوت عالي ، جعل الفتيات يضحكن بمرح ، فقام بتشغيل المذياع على اغنية شعبي لتشع جوا مليئًا بالمرح والفرح .
- النهاردة فرحي ياجدعان ، عايز كله يبقى تمام
...........................
حينما عادوا الى البلدة بالسيارة الفارهة التي جذبت انظار الجميع في البلدة الفقيرة ، تفاجأت الفتيات بتغير وجهة السيارة التي سارت نحو طريق اًخر  .
في البداية تسائلت يمنى بحرج :
- صالح ، مش ده الطريق اللي مودي على بيتنا.
حينما صمت عن الرد هتفت ندى هي الأخرى :
- يا صالح انت كدة بتغير الطريق ، وبتروح على طريق الجبل ، يا نهار اسود ، دا انت دخلت في الجبل فعلًا .
مع ازياد القلق بينهم وصمت صالح المريب ، التفت اليهم وردة بجذعها قائلة بفكاهة :
- اصل احنا ناوين ناخدكم ونتاويكم هنا في قلب الجبل .
مع نبرتها الغريبة صمتن الفتيات بدهشة والتزمن أمكنتهم في انتظار التوضيح ، حتى ظهرت النتيحة حينما توقفت السيارة فجأة في منطقة خضراء امتدت على طول الطريق ، قطبت يمنى متسائلة :
-  ايه الزرع ده ؟هو احنا فين بالظبط ؟.
التف اليها بنظرة سريعة يرى رد فعلها ثم أكمل طريقه ، حتى توقف امام منزل جميل في وسط الخضرة ، تحاوطه الزهور من كل الجهات ، صعقت الفتيات حينما رأين والدبهما ويونس وسمر والصغير محمد ، امام المنزل .
توسعت عيناها يمنى بدهشة وشقيقتها تهتف بمرح :
- انتوا عملتوا ايه يامجانين ؟
توقف بسيارته فجأة فترجلت الفتيات سريعًا نحو والديهم يتسائلن :
- في ايه ؟ ودي ارض مين بالظبط اللي انتوا قاعدين فيها ؟
اجابهم سالم  بفخر :
- احنا في ارضنا يا بت ،يعني مش ارض حد غريب .
- ازاي يعني ؟ وكيف يابوي ؟
- ياختي ازاي دي احنا منعرفهاش ، لو عايزة تعرفي اسأليه هو وراكي .
قالتها نجية وحينما التفت اليه يمنى وجدته يبتسم لها بآشراق فقال مشاكسًا :
- تسألني ازاي بقى ؟ دي نستني اساسًا وسط الجمال ده .
استدركت بذكائها تسأله :
- معقولة انت اللي عامل كل ده ؟ طب ازاي ؟
- تعالي وانا افهمك ازاي .
قال لها وهو يشير بيده اليها ، فنظرت لوالدها باستفسار ، اومأ برأسه لها موافقًا ، فتحركت تضع كفها الصغير داخل كفه ليسحبها ويبتعد عنهم.

وردة التي كانت مندمجة اجفلت فجأة على الصوت الخشن بجوارهم :
-  لكن انت ِ راضعة لبن ولا قشطة طبيعي ،
التفتت اليه قائلة بحزم مصنطع وابتسامة مستترة :
- تاني برضوا بتعاكس .
- لا يابوي انا مش بعاكس ، انا بس بسأل سؤال برئ فيها حاجة دي ؟
اشاحت بوجهها تضحك حتى ظهرت غمازتها ، اردف هو بانبهار :
- يابووووي ، يخرب بيت حلاوتك ياشيخة، لكن برضك مجاوبتيش على سؤالي.

هذه المرة التفت اليه بابتسامة تحاول إخفاءها:
- تاني برضوا؟ انت شكلك مش عاوز تجيبها لبر، اخويا واعر وانت مش كده.

- انا كد عشر زيه
قالها بنبرة عنجهية قاربت الفكاهة ليعود مشاكسًا:.
- بس برضك هو راجل بيفهم وأكيد يعني هيجدر ويراعي واحد غلبان زيي، او ع الأجل ياخدني على كد عجلي، دا لو حسبني مجنون

- اهي دي انت صدجت فيها، اجرب تفسير لحالتك .
قالتها سريعًا لتلتف عنه غارقة في نوبة الضحك ، وهو يردد خلفها:
- طب والله مجنون مجنون انا قابل، كفاية اسمع الضحكة الحلوة دي، يا بووووي
.....................

والى يمنى التي ابتعد بها حتى صعدت معه احدى التلال القريبة ، فتوقف بها على قمتها ، سألته بنفاذ صبر :
- ماكفاية بقى اتكلم وريح بالي .
سألها صالح :
- في الأول ياستي كنت عايز اعرف منك ، عجبك البيت ؟
- قوي ، حلو قوي
قالت فضمها بذراعه يشير لها بيده الحرة نحو المنزل والخضرة حوله :
- اهو البيت ده انا بنيته في اقل من شهر ونص كان مكان عشتي القديمة ،اصريت اني ابنيه واستصلح الأرض اللي حواليه، العمال كانوا بيشتغلوا فيه ليل نهار ، مع عمال الارض اللي جهزوها ونبتوا فيها الزرع والاشجار والورد .
- وليه يعني تتعب نفسك وتصلح في ارض جبلية ؟.
- عشان عايز افتكر دايمًا اللي حصلي وافتكر ازاي اني كنت مجرم مطارد ، ميت من الداخل بحزني ، وفجأة ظهرلي ملاك برئ نجاني ورجعلي روحي من تاني ، واخدة بالك انا بتكلم عن مين يا يمنى ؟
اومأت بابتسامة ساحرة تحرك كتفيها بدلال  :
- يعني انا الملاك ! يمكن !
ضمها من كتفها بذراعيه ليردف بصوت العاشق :
- أنتي ملاكي وطاقة النور اللي ربنا فتحها في وشي لاجل ما تتكتبلي حياة جديدة ، انتي القمر اللي نور عتمة ظلامي ، انتي الشمس اللي دفت برد قلبي من وحشتة ، انتي قلبي يا يمنى، واصلك يا يمنى اللي انا حاسس بيه؟
اومأت بصوت متحشرج من فرط ما تشعر:
- واصلني وبس؟ دا واصلني من قبل ما اشوفك حتى ، انا روحي اتلعقت بروحك، وسبحان من يجمع القلوب بعد شتاتها ،  ربنا ما يحرمني منك يا صالح،
طبع على ظهر يدها قبلة عاشقة، أثارت بجلدها قشعرة لذيذة، ليردف بحب:
- ربنا يقدرني واسعدك يا قلب صالح، يرزقني منك بالخلف اللي يزود رباط المحبة ما بينا ،
تمتمت بتمني :
- اللهم امين

.....................

وفي ناحية قريبة، وقفت ندى تشاهدهم  بابتسامة ارتسمت على شفتيها بغبطة تغمر قلبها، وشعور يالارتياح أصبح يتخللها رويدا رويدا،  بعدما تأكدت من صدق صالح،  خطيب شقيقتها كما اخبرها والدها منذ قليل ، بعد سؤالها عما يحدث وما تراه الاَن، لقد نجاها الله بفضله، لتنزع عنها ثوب الغباء بانتهاء هذه المرحلة، مغشية العينين بها ، ولتبدأ الان مرحلة جديدة، بثوب نظيف، وقد انعم عليها بالنجاة والفوز بحبيبها عيد.

- واجفة سرحانة وبتضحكي زي الهبلة يا ندى
صدرت من سمر لتلتف اليها الأخرى،  ترمقها بغيظ ترد:
- هبلة في عينك يا بعيدة،  انتي مالك يا زفتة ان كنت اضحك ولا اكشر..

تبسمت سمر تقول بتسلية وهي تقترب منها:
- طب اعملك ايه؟ ما اهي القافية هي اللي حكمت بعد ما شوفتك بتضحكي وانتي بتبصي عليهم، اختك وصالح اللي مكنتيش طايجة سيرته،  سبحان مغير الأحوال.

تغضنت ملامح ندا بأسف تجيبها:
- ما انا كنت غلطانة وعرفت غلطي يا سمر، كلنا بنتعلم مع الوقت 

شعرت سمر بلمحة من الشجن تتخلل نبرة شقيقتها، لتقطب بانتباه تسألها:

- لكن انا ليه حساكي مش طبيعية النهاردة؟

شرعت تجيبها بنفس الحجة التي تردد بها من وقت ما وصلت ولكن سمر سبقتها بفراستها:
- بلاش تعيدي نفس الكلام اللي جولتيه لابوكي وامك، انك اغمى عليكي في المدرسة واتصلوا باختك تشوفك، عشان انا مش بلعاها خالص الرواية دي.

على الرغم من حنقها وغيظها منها،  الا ان ندى لم تقبل هذه المرة ان تكذب او تستخف بعقلها بتبرير اخر،  لتتبسم لها برقة تخاطبها:

- ماشي يا سمر ، انا هحكيلك على كل حاجة، ما انتي برضوا لازم تعرفي وتفهمي باللي كان هيحصلي، عشان تستفيدي، مع اني متأكدة انك مش محتاجة بعقلك اللي يوزن بلد ده رغم صغر سنك، بايني انا الوحيدة اللي كنت هبلة ما بينكم.

ضحكت سمر لروح الدعابة الجديدة من شقيقتها ، لتسمع منها بعد ذلك بإنصات عن ما حدث معها طوال الساعات الماضية 

....................

فرد سالم ذراعيه يتلقى عناق صالح بعدما قرأ معه الفاتحة بصوت عالي في حضور الجميع، رغم وجود اتفاق مسبق، لكن الاَن لها وقع اخر، ليتم تبادل المباركات والتهاني بين الجانبين ، ثم هتف صالح بالجميع:

- طب كدة يا اخونا هيتم الفرح الكبير في وسط عيلتي وناسي يعني في بلدنا،  لازم اخليه يسمع هنا وهناك، دا ندر انا كنت نادره، من اول ما ظهرت برائتي وروحي اتردتلي بفضلها......

اتجهت انظاره نحوها:
- بفضل الغالية، وش السعد وسبب كل خير انا في دلوك 

اسبلت يمنى أهدابها بخجل لا تقوى على كبت ابتسامتها ، تتلقى عناق والدتها المحبة بعدما ارضاها الله في عزيزتها، لتطلق بفمها زغروطة عليا اصدرت صداها في الخلاء الصحراوي

- لولولولوي

هلل يونس على اثرها بابتهاج لما يحدث، وابصاره مصوبة نحو من اسرت قلبه بفتنتها،:

- الله عليكي يا مرة اخوي،  زغرطي تاني يا ولية وادعيلي ربنا يكرمني باللي خطفت جلبي انا كمان جولي امين

- امين
تمتمت بها نجية مع البقية بمرح،  حتى صالح هو الاخر، وقد غمر قلبه الارتياح بفرح متعاظم، مع بداية جديدة خالية من الحزن والظلم واليتم،  بداية السعادة له ولشقيقته بعد ان ظن فرصتها مستحيلة، ويأتي الآن فرج الله من حيث لا يحتسب، ليغمغم بتضرع:

- الحمد لله يارب الحمد لله

         ............تمت بحمد الله ...............

Continue Reading

You'll Also Like

143K 4.3K 54
معزوفتي الاولـى : « بكره توقف من اللهفه على بابي » نفسك من الشوق والحرمان منتله روايه تجمع مابين { الغموض ، الكره ، الاكشن ، والعفويه ، والحب } ...
778K 44.3K 63
مراهقه دفعها فضولها للتعرف على الشخص الخطأ وتنقلب حياتها بسبب هذا الفضول.
352K 8.4K 63
كانت نايمة في اوضة نومها لكنها اتحركت على السرير بانزعاج لما حست بحركة علي وشها ‏فاقت على صوت حد بيقولها ‏_ اصحي ياروحي .كل ده نوم ‏فتحت عينها وا...
83K 4.6K 17
قـلبٌ مرتجف عِيـونٌ دامعة صوتاً واهناً لهيذماً قويـاً عسراً ، أين ذلك الذئب الذي طغى ؟ عند رؤيته لها بذالـك الاسى همس بصوتٌ مرتجف : - شريانٌ هي ب...