المطارد

By user07883351

268K 7.1K 339

حلمت به، شعرت بألمه، خطت ملامحه في ورقتها من قبل ان تراه ، وكان قلبها تنبأ بمجيئه، وهو المطارد، المنبوذ، الم... More

اقتباس
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
السابع والعشرون
الثامن والعشرون والاخيرة

الفصل السادس والعشرون

8.7K 239 7
By user07883351

الفصل ٢٦
بشرفتها التي كانت تنتظره فيها كل يوم ، بعد ان يقضي سهراته الماجنة ويعود اليها تفوح من فمه رائحة التبغ المختلطة برائحة الخمر ، في عادة اتبعها منذ ان تمكن وضمن كل شئ بيده ، منصب النيابة في المجلس ، مال العائلة الذي اصبح بيده وحده المتصرف فيه ، بعد ان تخلص من صالح الذي كان رقيبًا معه رغم صغر سنه، بإدخاله السجن وموت والدته بحسرتها ثم ذهاب عقل شقيقته التي كان من الممكن ان تكون شاهد الاثبات الوحيد ضده ، فظلت هي الوحيدة المشتركة بظلمه وقلبها ينزف يوميًا من هذا الحمل الثقيل، تنهدت بثقل وهي تناجي الله الخلاص ، انتبهت فجأة على صوت سيارته التي دلفت من البوابة الرئيسية وتقترب الاَن من باب القصر ، راقبته وهو يترجل منها يميل يمينًا ويسارًا بعدم اتزان بفضل الخمر ، لفت شالها كي تدخل وتنتظره بغرفتها ولكنها اجفلت على هذا الغريب الملثم والذي خرج من قلب الأشجار الكثيفة في الحديقة والظلام الدامس وهو يباغت زوجها بضربة بقبضته من الخلف جعلته يلتف مجفلًا ، همت لتصرخ ولكنها توقفت فور ان رأت وجهه بعد ان رفع الشال عن وجهه، تمتمت بصوتها تريد الصراخ او ان تثنيه عن ما ينتوي فعله ، ولكنها خشت ان تنبه بصوتها الخدم والحراس، فتتلبسه  تهمة اخرى كسابقتها ، حسمت امرها بالذهاب اليه للفصل بينهم ، ركضت كطفلة صغيرة من غرفتها حتى نزلت الدرج وقبل ان تصل لباب القصر حدث ما كانت تخشاه فتوقفت قليلًا بصدمة وهي تسمع صوت الطلقات النارية ، وبعدها حدث الهرج والمرج في داخل البيت وخارجه ، كانت هي اول من تلقف زوجها الذي توقف بطلقات صدره ، لا يستطيع النفس ولا الحركة ودمائه اغرقت رخام الدرج أسفله ، هتفت بجزع :
- اتحامل على نفسك شوية ياشعبان على ما اتصل باخويا الدكتور يبعتلك عربية الإسعاف من المستشفى الخاص بتاعته .
حدق بها صامتًا وهو يرتجف من هول ما ينتظره ، وقد غفل عن النهاية ولم يعمل حساب هذه اللحظة ، ولقاء الخالق اطلاقًا . 
اتى صوت الحارس من قريب :
- الحراس بيطاردوا المجرم اللي عملها واكيد ان شاء الله هايوصلوله.
صاحت هي بحزم على الرجل :
- احنا مش هانستنى حد ، روح هات عربيتوا وتعالى معايا بسرعة قبل ماحد من بقية البيت يطلع ، واسمع اللي هاقولك عليه عشان  تنفذه بالحرف الواحد .
- حاضر ياهانم امرك .
ذهب الحارس مهرولًا والتفت هي لزوجها تخاطبه بشدة :
- المرة دي مش هاكرر الظلم يا شعبان ، سوا ربنا خد بإيدك او روحت للي خلقك ، كفياك كدة ، عشان ربنا ياخد بإيدك او يشفعلك فعل واحد في اخر حياتك .
اومأ لها برأسه وسالت من عيناه دامعة ساخنة وقد شعر بقرب النهاية .

فاقت من الذكرة الأليمة  تمسح بطرف اصبعها الدموع العالقة على وجنتيها وهي واقفة امام المراَة ، تنهدت تعيد جمع شتات نفسها ، وعادت لتلف حجابها بعد ان توقف عن لفه ولم تشعر مع شرودها ، ثم تحركت لتترك غرفتها وتفعل ما ودت فعله منذ سنوات .
...........................

بعد قليل كانت ثريا واقفة بجوار ابنها في استقباله في قلب المنزل ، وسط استهجان بقية الأسرة ودهشة العاملين بالقصر ، دلف وخلفه سالم ويونس الذي القى التحية بعفويته :
- السلام عليكم .
ردد الجميع التحية وخاطبت ثريا صالح قائلة :
- ازيك ياصالح ، مش هاتسلم عليا بإيدك .
رمقها بنظرة ممتعضة من اعلى لأسفل فقالت بلطف :
- طب ممكن ندخل اؤضة المكتب عشان نتكلم براحتنا ، لو ترضى يعني .
ربت سالم على كتفه ليحثه على الدلوف خلفهم امام النظرات الممتعضة من سكان القصر .

وبداخل الغرفة اتي انغلقت عليهم خاطبته ثريا :
- اظن دلوقت اتأكدت من صدق نيتي بعد ما دخلت البيت في عز النهار ومحدش جرؤ على انه يكلمك ولا يقرب من منك
اومأ لها بزاوية فمه :
- بس الكل بيحتقرني وشايفني راجل مش تمام وعلى فكرة انتِ كدة بتثيري الشبهات على نفسك وبترجعي الأشاعات عليكي من تاني بعد دخلولي بيتك وانا راجل خربج سجون ، وانتِ جوزك اللي حبسني ميت .
احتد عثمان صائحًا :
- ماتخلي بالك من كلامك ياصالح ، طب خلي حد يجرؤ ينبت لسانه بكلمه ان ماكنت اقطعه مبقاش انا .
- انا بقول الحقيقة .
قال صالح بتصميم ، ردت ثريا من جانبها :
- وانا عارفة ياصالح ، وعشان كدة بقولك ان هاجبلك حقك .
هز رأسه يسألها باستخفاف :
- هاتجيبي ازاي؟  وهاترجعيلي عمري اللي فات ازاي ؟
ردت ثريا :
- ان كان على عمرك اللي فات ، فانت لسة صغير والدنيا قدامك ، وان كان على حقك فانا هاجيبه لما اثبت برائتك قدام مجلس العيلة واجيب معايا الشهود فضل ووردة كمان .
- وردة !
اردف بها بعدم تصديق ، رددت هي بتأكيد :
- ايوة وردة، ما انت ماتعرفش ان العلاقة بيني ومابينها اتطورت لدرجة انها قالتلي عاللي تعبها من سنين طويلة ولجم لسانها ، اختك اتحسنت دلوقت عن الأول بكتير ياصالح .
رد صالح :
- ايوة بس انا اختي شافتني ومعرفتنيش ،
- لا عرفتك بس مابينتش عشان كانت لساها خايفة ، هي حكتلى بعد ماشافتك ، حتى جملة يونس قالتلي عليها .
اجفل يونس واضعًا كفه على فمه ، متمتمًا بحرج وهو يشيح بوجهه عنهم :.
- وه ياوقعة مربربة .
.................................

في المدينة وبعد ان خرجت من حصتها الدراسية تقابله خلف المدرسة ، كالمرة السابقة بناءًا على طلبه ، وقفت أمامه بأعين نارية واضعة كفيها بجيب زيها المدرسة :
- نعم عايز ايه ؟
قالت بحدة  فور ان وصلت اليه دون ان تلقي التحية ، تقرب هو مرددًا :
- عايز ايه ؟ طيب حتى سلمي الاول قبل ماتسأليني .
نظرت لكفه الممدودة نحوها، ورفعت عيناها ترد دون ان تخرج اليه كفها :
- واسلم ليه بعد اللي عملته معايا وانت عايز تفتني مع اهلي ؟
عاد بكفه قائلًا بصدمة :
- انا عايز افتنك مع اهلك ؟ انا اللي روحت لولدك اتذل له وكان هاين عليا ابوس على رجله عشان يقبل بجوازنا يبقى عايز افتنك مع اهلك ؟.
هتفت بحدة :
- ومن امتى الجواز كان ببوس الرجلين ؟ هو انت ليه مش عايز تفهم ان نظرة الاهل  غير نظرتي ونظرتك ، ابويا رافض الجواز من غريب ، قوم انت تروحلوا برجليك وتقولوا ان بنته عايزاك ، في اب في الدنيا هايرضى بكدة ؟
تحدث بلهجة باكية :
- انا عايزوا يقبل بجوازي بيكِ ياندى ، مش عايزه يقف في طريقنا ، هو ليه مش قادر يصدق ان سعادتك هاتبقى معايا انا بس ، ليه رافض راحة بنته وانا بقولوا ، أؤمر بنجوم السما وانا اجيبها لبنتك ، ابوكي ظالم ياندى  .
- ماتقولش على ابويا كدة .
قالت بغضب وتابعت :
- ابويا ليه حق يقبل او يرفضك ، لكن انت ملكش حق تشتمه .
حرك رأسه بعدم تصديق :
- انا مش مصدق ياندى ، انتِ اتغيرتي ودا مش كلامك ، مين اللي لعب في عقلك ونساكي عشق حبيبك .
- عشق حبيبي !
تفوهت بها بدهشة ثم تحركت ترتد باقدامها تنهي الجدال :
- اسمع يا كرم يابن الناس ، انا قولتلك سابق ، انا تحت طوع ابويا ، لو وافق يبقى امين ولو موافقش يبقى كل واحد يروح لحاله ، عن اذنك .
اردفت بالأخيرة وهرولت هاربة فتركته ينظر في اثرها بصدمة ، وكأنها طعنته بخنجر داخل قلبه .
...............................

في المساء
في بيت سالم كانت الجلسة تضم جميع افراد الأسرة وهم  يتبادلون الحديث في هذا الموضوع الجديد والمشوق .
- يعني على كدة الولية شهدت قدام الكبارات صح وما رجعتش في كلامها ؟
سالت نجية بدهشة ، واجاب زوجها :
- قدام عيني انا ويونس ياام محمد اللي حضرنا معاهم، نطقت باالكلام اللي قالوا صالح ، ومكدبتش في كلمة ، ورغم ان الجماعة هناك زعقوا فيها بكلام قاسي وشتموا على جوزها المرحوم ، لكن هي كملت واكنها بتزيح حمل تقيل من على قلبها .
تدخلت سمر :
- يعني على كدة صالح بقى رجع وسط عيلته عشان ياخد حقه وورثه؟
اجابها يونس :.
- الا ورثه داكمان ، دا مال لا يتعد ولا يتحصي ، ناس مالكة البلد ومافيها يابت اخوي ، ناس عايشة يعني مش غلابة زينا .
رد سالم على كلمات شقيقه :
- عايشة ولا ميتة ، ماهو كان محروم من العز دا كله مسكين وعايش في الجبل ، ولولا الولية ما ضميرها صحي في الاَخر كان هايشوف العز تاني ابدًا في حياته ؟ بس كله كوم واخته كوم تاتي 
- مالها اخته يابوي ؟
سألت ندى ، واجاب اباها :
- اتكلمت يابتي اخيرًا بعد ما ضيعت نفسها بخوفها وراح عقلها منها ، دي حاجة كدة ولا في الخيال .
- هي كلها ولا في الخيال اصلًا ياواد ابوي ، ودا جمال دا اللي عليها دي ، دي تفتن بلد ياراجل ، الواحد مايلاقيش واحدة حتى في نص جمالها يابوي .
قال يونس وانطلقت الضحكات من الجميع ، حتى يمنى التي كانت صامتة من بداية الجلسة تستمع فقط ولا ترد ، تبسمت على قول عمها .
قالت نجية :
- حد عارف يا يونس ، يمكن يكون فيهم عرق تركي ، مدام اغنية قوي كدة وصيتهم واصل في البلاد ،
ضربت ندى بكفيها :
- ياسبحان الله ، طب والنعمة انا لحد دلوقت مش مصدقة ، بقى صالح اللي دخل بيتنا قاتل ومجرم ، يطلع منه على قصر جده ويرجع باشا زي بقية عيلته من تاني !
- ايوة يابتي هي كدة الدنيا ،  محدش يعرف بكرة هايحصل فيها ايه ، بس احنا نحمد ربنا ، انه قدرنا نعالجوا وناخدوا وسطينا ، دي ثوابها مع واحد مظوم عند ربنا كبير قوي .
- ايوة يا ابو محمد صح عندك حق ، بس احنا بقى لحد كدة نسكت ونشوف نفسنا ، صالح ايامه عدت معانا وفاتت خلاص ، لا بقي هو منينا ، ولا احنا بقينا نصلح نقعد جمبه حتى ، دا رجع بيه زي ناسه الكبارات ولا ايه رأيك يايمنى ؟
اجفلتها نجية بسؤالها ، تبعث برسالة واضحة لها ، فردت هي بقلب مكسور :
- طبعًا ياما ، عندك حق في كل اللي قولتيه  .

والى ندى التى ما أن دلفت لغرفتها مع شقيقتها وفتحت هاتفها تفاجأت بمجموعة هائلة من الرسائل على تطبيق الوتساب الخاص بها ، فتحت على الرقم الغريب فعلمته من صوره التي التقطها  بعدة أوضاع ومناظر ، كصعوده فوق حصانه وهو يضحك ، او مع جمله وهو يخرج لسانه بفكاهه، او بين اصدقائه وبجوار منزلهم ، ضحكت من قلبها وهي تقرأ الرسائل المشاكسة التي ارسلها لها ، فخاطبت شقيقتها وهي ترفع لها الهاتف لترى ما به هي الأخرى :
- المجنون دا عرف رقمي منين ؟
ردت سمر وهي تنظر معها ضاحكة ايضًا :
-  يخرب مطنك ياعيد ، دمه عسل ابن اللذينة ، لايق عليكي ياندى ،هو مجنون وانت اجن منه .
قطبت ندى تسالها باستغراب :
- لايق عليا كيف يعني ، انتِ بتقولي ايه ياسمر .
تبسمت لها سمر مردفة :
- بقول الصح يا حبيبتي ، هو انتِ بعد دا كله ولسة مافهمتيش ؟ يا ماما دي حاجة باينة زي عين الشمس .
سالتها ندى بمكر ضاحكة :
- هي ايه اللي باينة زي عين الشمس ؟ ماتفسري اكتر .
تنهدت سمر ترد عليها :
- يابوووي على كهنك ياندى ، انت عاجباه وهو عاجبك ، ويكون في علمك احنا كلنا واخدين بالنا ، ولا انت فاكرة عمتك لما بتقول هاجي قريب وتلمح بالكلام كدة عالفاضي من غير ماتكون حاسة ، دي ناقص تكتبها عالحيطان ، ندي لعيد و عيد لندى .
سهمت قليلًا تستوعب الكلمات قبل ان تسأل شقيقتها :
- هو انا لدرجادي باين عليا ؟
- باين ! دا باين وباين وباين ، قال بتسأل قال ، روحي يابت انا مش فاضيالك ، خليني اذاكرلي كلمتين يمكن ينفعوني .
ابتعدت ندى عن شقيقتها وهي تزن الكلام بعقلها ثم تذكرت كرم وادعائه ليل نهار انها تحبه ، مع انها دائمًا ماتشعر بالتوتر والقلق في حضوره، عكس ابن عمتها الذي بمجرد ذكر اسمه ينفرج فمها بالابتسام وتشعر بالفرح والبهجة، اذن هي قلبها لمن يميل ؟

...... يتبع

Continue Reading

You'll Also Like

1.2M 58.9K 68
سنكتشف الحقيقة معآ...🤝
780K 44.4K 63
مراهقه دفعها فضولها للتعرف على الشخص الخطأ وتنقلب حياتها بسبب هذا الفضول.
20M 650K 160
بريئة اوقعها القدر بين براثن شيطان لا يرحم ، حاول ايذائها فتأذي هو
5.6M 429K 95
عائله بسيطة تهب رياح الظروف لتسرق سعادتهم وتختبر صبرهم بأعز ما يملكون فكيف سيكون الصراع بينهم وبين تلك الظروف ؟ يتبع ...