المطارد

By user07883351

394K 9.9K 368

حلمت به، شعرت بألمه، خطت ملامحه في ورقتها من قبل ان تراه ، وكان قلبها تنبأ بمجيئه، وهو المطارد، المنبوذ، الم... More

اقتباس
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
السابع والعشرون
الثامن والعشرون والاخيرة

الفصل الثالث والعشرون

12K 333 8
By user07883351

الفصل ٢٣
فتحت سمر الباب الخلفي للمنزل ليتسلل منه الأربعة في الداخل ؛ يمنى وصالح ، ويونس ، وسالم ، بعد تنبيههم لهم من قبلها سابقًا في الهاتف؛ بوجود الزائرين الجدد في المنزل :
- هي عمتك في البيت بقالها فترة طويلة يابت؟
سأل سالم مخاطبًا سمر والتي أجابته على الفور :
- ايوة يابوي، اصلها جات من العصرية واحنا دلوكت الساعة داخلة على تمانية العشية ، وطول الوقت كانت بتسأل عليكم انتوا التلات واحنا كل شوية نطلعلها بحجة شكل .
- وه دا احنا دي تلاقيها قلقت على كدة .
قال يونس وهو يخلع الشال الصوفي من رقبته، فرد سالم بسأم :
- واحنا كنا نعرف يعني بجيتها،  ماهي اللي طبت فجأة كمان ومدتناش فكرة بتلغراف ولا حتى تلفون  .
اردف يونس بحيرة :
- ايوة بس احنا دلوك هانقولها ايه ، انه حجة دي اللي هانبرر بيها غيابنا احنا التلاتة، طول الوقت ده ؟
- اي حجة ياعمي وخلاص ، عمتي روحية طيبة أساسًَا وما افتكرش انها هاتكدب حد فينا ، المهم دلوقت ؛ احنا لازم نفكر ونشوف مكان لصالح يبات ويقعد فيه ، بعيد عن عمتي .
قال صالح من جهته ، وهو يقوم بخلع الرداء النسائي الأسود
ومعه غطاء الوجه :
- ياجماعة ماتشلوش همي ، انا هاطلع دلوقت ، اتصرفلي في نومة في جمب مداري في البلد ، ولو غلبت يعني هاطلع عالجبل ، ما انا ليا عشة هناك كنت قاعد فيها قبل ما اجيلكم .
هدر عليه سالم بصوت خفيض :
- تطلع الجبل كيف انت كمان ؟ هو انت ناقص لديب ولا حاجة عفشة هناك تهجم عليه في الدنيا الضلمة دلوقت .
تبسم له صالح وهو يتحرك لينزل بجسده جالسًا على حجر كبير وجده أمامه ، في ارض الحديقة :
- ياعم الوحوش والديابة امرها هين ، طلقة في الهوا وهاتخوفهم وتبعدهم عني ، انا خلاص اتعودت عليهم .
- طب والبرد الشديد اتعودت عليه برضوا كمان ؟
سألته يمنى برد فعلِ غاضب  اثار الحنين بقلبه نحوها ، وتابعت :
- انت جسمك ضعيف وراسك لسة جرحها مطابش ، يعني انت مش حمل برد ولا انفعال حتى .
رد سالم أيضًا :
- عندها حق ياولدي ، دا السقعة في الوقت ده تنشف الدم وتجمد الحي في مكانه .
- ايوة انتوا الاتنين يعني هاتبيتوه فين يعني ، بعد الكلام والحديت دا كله .
اردف بها يونس بسأم ، فوجد الإجابة من ناحية أخرى :
- انا عملت حسابي من قبل ما تيجوا يابوي ، فرشت للأستاذ صالح في اؤضة الخزين بتاعة الغلة وحبوب القمح ، دا لو يرضى يعني .
قالتها سمر وهي تنظر صالح بخجل ، اثار ابتسامة داخله لقرب شبهها من طباع شقيقتها يمنى، فقال مشفقًا :
- وانا ليا حق اعترض واكسفك بعد ما قدرتيني وافتكرتِ فيا يااا.
- اسمها سمر ياولدي .
قالها سالم وأكمل له :
- كدة حلو قوي ، يالا انت روح مع سمر دلوك هاتوديك لفرشتك ، واحنا بقى هانلف وندخل من الباب التاني عشان نسلم على اختي ، ياللا يايونس ياللا يا يمنى .
اردف بكلماته الاَخيرة وهو يتحرك للخروج ، فتحرك خلفه شقيقه ، لكن يمنى تثاقلت اقدامها في التحرك ، بعد أن ذكرها برحيله المحتوم ، هتف ابيها بحزم :
- جري رجلك شوية يايمنى ، خلينا نطلع واختك تقفل الباب من جوا ، أومأت هي لأباها ثم خرجت بعد أن تقابلت عيناه بعينه حتى اختفت من أمامه ، تنهد صالح بثقل وكأنه يشعر بما تقوله بأعُينها 
.............................

- عمتي روحية ، حمد الله عالسلامة ياجميل .
هتفت بها ندى بمرح فور أن طلت برأسها لداخل غرفة الجلوس ، التفتت اليها المرأة بصيحة هي الأخرى :
- اهلًا بالسنيورة الحلوة ندى ، تعالي بابت سلمي ، وحشتيني يابت الفرطوس .
دلفت اليها ندى راكضة بمرح ، فتلقفتها عمتها بالعناق وهي تقبلها باشتياق وهي تنكزها بقبضتها قائلة :
- ماتعرفيش تتصلي وتكلميني مع حتى مع امك في التلفون ، صغيرة انتِ على السؤال على عمتك يابت ؟ ها قوليلي صغيرة ؟
قهقهت ندى بضحكة جلجلت في قلب الغرفة ، فهتفت نجية من الناحية الأخرى :
- وطي صوتك يابت وخفي الضحك شوية ، في شباب في الأؤضة هنا قاعدين .
نزعت ندى من أحضان عمتها على الفور ، فقالت روحية مخاطبة لها :
- سيبك منها يابت مافيش حد غريب ، دا واد عمتك عيد مش فاكره؟
التفتت ندى على الجهة التي تشير اليها فتقابلت عيناها بأخرى بنية على وجه أسمر ضاحك حتى ظهرت أسنانه البيضاء ، يقول لها :
- انا مش حد غريب ، انا واد عمتك ، يعني اضحكي وخدي راحتك في الضحك كمان .
انخفصت عيناها من الخجل امامه مع ابتسامة كبيرة حاولت اخفائها ، لتجفل على نكزة أخرى من عمتها وهي تخاطبها :
- ما قالك انه مش غربب ، اتحركي يالا وروحي سلمي عليه .
خطت مضطرة نحوه حتى وصلت اليه لتمد اليه كفها على استيحاء ، قابله هو بمرح وهو يردف لها :
- وه وه وه ، دي بتتكسف صح ياجدعان ، الله يرحم خنقاتها معايا واحنا صغيرين ، فاكرة لما زقتيني في حوض الميا وابوكي بيسقي الأرض زمان ؟
انطلقت الضحكات الصاخبة من الجميع في قلب الغرفة ، وضعت هي كفها على فمها تداري ضحكتها ايضًا وتبتعد بخجل عنه ، قالت روحية بمشاكسة لابنها :
  - ما انت اللي كنت خايب وحيلك مبتوت ، تعملك ايه هي بقى ؟
- لا والله ياما عمري ماكنت خايب ، دا هي اللي كانت عفريتة ودايمًا تاخدني على خوانه ومن ضهري ، صح ولا لاه ياندى ، عيني في عينك كدة وكدبيني لو كنت بتكلم غلط ، ها قولي ان كنت بتكلم غلط .
هزت برأسها اليه ، غير قادرة على الرد من فرط ضحكها أمامه ، هتفت روحية من خلفها :
- اهي اللي كانت عفريتة زمان ياخوي ، كبرت وادورت وبقت عروسة تملى العين والقلب ، ناقصها غير فارس خيال .
اومأ برأسه ضاحكًا يردد بمكر  :
- ايوة ماانا واخد بالي .
واخد بالك من ايه ياناصح ؟
رددها خلفه سالم بمرح وهو يدلف الغرفة وخلفه يونس ويمنى أيضًا ، هتفت على اثره روحية وهي تنهض بتهليل :
- وه يامرحب يامرحب بالناس اللي غايبة من الصبح ومحدش شايفها .
- لساكي برضوا لسانك مسحوب ياروحية يابت ابوي .
قالها سالم قبل ان يعانق شقيقته ويرحب بها بشوق لقاء الأحباب .
.............................
  
بعد قليل كان الجميع مجتمعون على مائدة الطعام ، بتناولون وجبة العشاء في جو اسري افتقده الأشقاء منذ زمن طويل ، قالت روحية بمشاكسة كعادتها مخاطبة نجية  :
- اهو وكلك الحلو ده يانجية ، هو اللي مخلي اخويا ماسك فيكي بيديه واسنانه .
ردت نجية على مشاكستها  :
- يعني من غير الوكل الحلو ، سالم ما هايمسكش فيا بآيديه وسنانه ، طب  انت ايه رأيك في الكلام ده ياابو العيال ؟
- رأيي ان اختي رأيها صح ؟
قالها وصمت يرى رد فعل زوجته التي سهمت بصدمة ، فعاد يردد ضاحكًا سالم :
- وانت كمان صح يام العيال ، هو انا اقدر استغني عنيك حتى لو ما طبختليش واصل حتى .
ضحك الجميع وتفاخرت نجية بزهو امام روحية التي تابعت موجهة خطابها لشقيقها الأصغر :
- واخد بالك انت ياحزين ، مش ناوي بقى تحل عقدتك انت كمان وتمسك في واحدة بيديك وسنانك ، ياواد عديت التلاتين سنة .
تأوه يونس بفكاهة قائلًا :
- يا بوووووي ، عليكِ يابت ابوي ماتفكرنيش ، دا انا لو عليا لكنت اتجوزت  من عشر سنين وعبيت البيت بعيالي ، لكن اعمل ايه بقى في نقص الفلوس، ها قوليلي اعمل ايه ؟
ضحكت روحية بصوت عالي مرددة :
- ههههه كنت عايز تتجوز على عشرين سنة يايونس ، يخرب مطنك ، دا على كدة واد اختك عيد كمان كبر زيك مدام اهو  هايقفل ٢٤ سنة .
- لا كدة بقى اللحق نفسي ياما .
قالها عيد ردًا على والدته واكمل وعيناه تركزت على ندى :
- على العموم انا برضك نفسي اتفتحت وعايز امشي على نصيحتك ياخال ، جوزيني يامااا.
انطلقت الضحكات مرة اخرى حتى اصبحت بقهقهة على دعابة عيد وجرأته، حتى التفتت روحية على يمنى التي كانت تبتسم بمجاملة شعرت بها عمتها فخاطبتها:
- وانت يا يمنى يا حتة بسبوسة انتِ ، بكرة ربنا هايكرمك بواحد حلو زيك كدة  .
سبقت نجية في الرد ابنتها ورددت لروحية :
- والنبي يا حبيبتي ، العريس اللي زي العسل موجود ، بس هي تقول امين وتوافق .
التوى ثغر يمنى وقد علمت بما تلمح اليه والدتها ، ولكن اباها كان قام بالرد عنها :
- عسل ولا بصل حتى ، كل شئ نصيب، وهي نصيبها قاعد بأذن الله .
- والنبي عندك حق يا خوي في كل كلمة ، فعلا كل شى نصيب ، وكل بنت ومسيرها لبيت جوزها، مهما طال الزمن او قصر .
رددت روحية خلف شقيقها ، الجمت بكلماتها نجية على التكملة فيما تود التحدث فيه ، شعرت يمنى ببعض الارتياح ، ولكن مع تذكرها لصالح ونومته اليوم بين اشولة الغلال والحبوب ، شعرت بغصة في قلبها  تحجر اللقيمة التي تمضغها وتجعل من الصعوبة في ابتلاعها ولو حتى بالماء .
................................
بعد انتهاء وجبة العشاء استمرت السمر بين روحية واشقائها ، واولادهم ، بالتحدث عن الذكريات القديمة ومواقف الطفولة بينهم ، وسخريتهم  منها ، اندمجت ندى مع هذا الجو الاسري الجميل المرح ، ودعابات ابن عمتها هذا المدعو عيد وخفة ظله في اطلاق النكات ، بالإضافة الى تلميحاته نحوها بمكر يجعلها تشعر بالسعادة والفرح نحوه ، انتبهت على دوي هاتفها بالرقم الذي باتت تحفظه عن ظهر قلب ، زفرت داخلها ، تنظر للرقم بسأم وملل ، وهي لا تريد ترك الجلسة الجميلة هذه ، ولكن مع الحاحه اضطرت ان تستأذن للذهاب والرد على مكالمته بامتعاض ،  تحركت بخطواتها لتبتعد عن الجمبع حتى دلفت لداخل الحديقة كالعادة ، ثم ردت على مضص :
- الووو....... ايوة ياكرم
وصلها صوته الملتهف بسرعة :
- ايوة ياندى ، توك ما افتكرتي تردي عليا ، برن عليكي فوق المية ، وانتِ ولا سائلة حتى برسالة على الوتس ، تحنى عليا بيها .
لوت ثغرها بضيق وردت ببعض اللطف :
- وانت عايزني ارد ليه يعني ياكرم ؟ ما انا قولتلك على اللي فيها ؛ ابويا مش موافق ياسيدي ، اعمل ايه انا بقى .
صاح بصوت جهوري يوشك على خرق اذنها :
- انتِ بتساليني ياندى ؟ ماتعرفيش توقفي في وشه وتتمسكي بيا ، ماتعرفيش تقوليله انا هاموت لو ماقبلتش بكرم خطيب ليا ، ماتعرفيش تهدديه بعدم جوازك العمر كله بواحد غير كرم .
فغرت فاهاها وهي تنظر للهاتف غير مصدقة لما يطلبه منها ، والحدة التي يتفوه في توجهيها لشئ غير مقتنعة لفعله .
- مابتروديش ليه ؟
قالها اخيرًا حينما استمرت على صمتها ولم ترد عليه ، فقالت هي بهدوء :
- بقولك ايه يا ابن الناس ، ماتسيب كل حاجة بإيد ربنا ، واللي يريد بيه ربنا يصير .
ردًا  على كلماتها سألها بريبة  :
- تقصدي ايه بكلامك ده ياندى .
اجابته بنفس الهدوء غير مبالية بحالته :
- يعني لو لينا نصيب بعض تمام ولو مافيش خلاص بقى ، لأن انا بصراحة مش هاقدر اعصى ابويا ولو على موتي حتى ، ماشي ياواد الناس ، سلام بقى عشان بيندهوني .
اغلقت المكالمة وذهبت عائدة لجلستها ،  غير مكترثة لما قد يحدث منه بعد ذلك ، وغافلة عن من وقف بمحله متسمرًا بنظر في اثرها بدهشة ، بعد ان خرج بالصدفة من مخبأه ، وسمع لجميع ما قد قيل في المكالمة ، فوضعت بقلبه الحيرة ، انسته همه وماكان يشغل عقله من دقائق صغيرة ، قبل ان تدلف ويراها بداخل الحديقة .

..... يتبع

Continue Reading

You'll Also Like

64.8K 3.3K 15
شاعر وخيال بيوم يروح لديرت جده ويلتقي بلصقاره ووحش ال عوضه وتبدأ الأحداث
2.4M 52.2K 149
للكاتبـه ليما @rwizi_ ما احلل اقتباسها او سرقتها او نقلها لمكان اخر ✖️ .. تتكلم عن البطله شفق اللي يموتون جميع اهلها بسبب حريق منزلهم وتتشتت من بعده...
406K 21.7K 57
. . هناك لليل دامس من شدة الظلام ونجمــة مضيئة في وسطة لكن ستظهر عليهم شمس مُحرقة اشد من ضوء النجمـــة تحطم وتشعل نهار محرق وتخفي السواد المنير بضو...
3.8M 353K 35
أهلاً بكُم في بقعتي أهلاً بكُم في حافة الموت والنهاية أهلاً بكُم في عالم الحرمان والخطايا ستشهدون ما لم يكن فالحسبان ستشهدون ما كان بالأمس أسرارًا...