مأساة روز ✓

By ArwaSoliman4

56.6K 3.8K 816

لا نختار حياتنا بأيدينا ولا نختار قدرنا.. بل نُولد لنرى أنفسنا في مكانٍ لا نتخيله، لا نريده، نتمنى لو نختفي... More

اقتباس
مُقدمـة
1 - تمّ الإمساك به!
2 - الجارة الجديدة
3 - مسألةٍ مُعقدة
4 - يعيش اللحظة
5 - مسافة الطريق
6 - لماذا قتلت!
7 - أمام وجهها
8 - تمّ الاعتداء!
9 - انفجار مدويّ
10 - رمىٰ القنبلة في وجهها
11 - ثمن الحساب
12 - تمّ خطفها
13 - خبرٌ صادم وعاجل
14 - فاقدًا للوعي
15 - ليست الحياة وردية
16 - من دمه!
17 - من جاء؟
18 - ما الخطوة القادمة!
19 - تزداد النيران
20 - هل ستكون النهاية؟
21 - من أنتِ؟
22 - الحياة ليست عادلة
23 - اتشاهدي على روحك
24 - بوليس الآداب
25 - سيُقتل!
26 - تتمنى الموت!
27 - آكلة لكلّ شيء
28 - على أي نحوٍ!
29 - بصدرٍ رحب
30 - صرخة فزِعة باسمه
31 - أريد خَبرُها
32 - ثمانية وأربعونَ ساعةٍ
33 - صورة بِـ عيون من تُحبين
34 - وَقعت بَين يَديه
الخاتمة
هـام "روايتي الجديدة"
حَلقة خاصّة

35 - الأخير

1.3K 97 13
By ArwaSoliman4

.

متنسوش الڤوت
وأتمنى لكم قراءة ممتعة ♡

35 - الأخير

♡♡

بدأت بالاستيقاظِ تشعر بتجدد حيويتها بعد جُرعةِ الصُراخ وتفريغ طاقتها السلبية، كانت تحتاجها منذ زمنٍ وها هيَ قد عادت، أغمضت عينيها ثم فتحتها مجددًا تنظر حولها لتجد غيْث جالسًا على مقعدٍ يضع وجهه بين يديه لتهتف هي من بين ضحكاتها بمرحٍ رغم خفوت نبرتها بعض الشيء:
"زودتلك الهموم وأنتَ كنت وردة مفتحة لا تبالي لشيء!"

رفع وجهه سريعًا يطالعها بلهفةٍ ولكن قد وجد ضحكتها وابتسامتها ليعرف تمامًا أنا أصبحت بخيرٍ، فهتف يسألها لكي يتأكد:
"أنتِ كويسة؟"

استندت بيدها لكي تعتدل وهتفت تأخذ نفسًا عميقًا وتزفره ثم ابتسمت تطالعه:
"في أحسن حال الحمدلله!"

حمد ربه هو الآخر، واتسعت بسمته لتهتف هي بعدما غلغلت يدها في خصلاتها تعيدها للخلفِ قائلةً:
"بقالي كتير نايمة؟"

هز رأسه نافيًا وتأتأ ينفي ذلك، وقبل أن يتكلم ارتفع رنين هاتفها لتلتقطه وجدتها ناريمان فأجابت بابتسامةٍ:
"ليكِ وحشة يا ناري؟"

"غايبة كل ده ليه ومش بتيجي طالما أنا وحشتك، ولا من لقى أحبابه بقى!"

قالتها ناريمان بتذمرٍ ليصدح صوت يونس بارتفاعٍ:
"هو فعلا من لقى أحبابه نسي صحابه يا ناري!"

ضحكت رزان ثم أردفت بخبثٍ:
"ما أنت لقيت أحبابك ونسيت صحابك برضه يا يونس ولا إيه!"

حمحم يونس ونقل بصره للتلفاز وكأنه لم يستمع لذلك وقد ضحكت ناريمان وأخبرتها لتضحك هي الأخرى وفقط غيْث يتابعها بابتسامةٍ تملأ وجهه وعينيه وهو فقط يراها تضحك، كان تفريغ طاقتها له تأثير كبير لتعود من جديد فهذا مِثل أعراض كتمانٍ مزمن ويستعملون أشياءٍ ليعالجوه ولكن هي لم تصل لمرحةٍ متأخرة ومُتعصّبة، وهذا ما جعله يرتاح بشدةٍ، أنهت المكالمة ترمي الهاتف بجانبها ثم رفعت يدها تغلغلها في خصلاتها ثم نظرت له تقول بابتسامةٍ:
"كل مرة أنتَ بتقولي لكن هبدأها أنا المرة دي!! أنا زعلتك كتير امبارح تعالى أراضيك"

أنهت جملتها تفرّق ذراعيها تحثه على القدوم ليضحك بشدةٍ قائلًا بعبثٍ:
"عِلينا جامد جامد يعني!"

توجه نحوها لتحتضنه بحنانٍ وقد بادلها العناقِ دونَ قيودٍ وهمس لها:
"مزعلتش منك عشان عارف شعورك وعارف فيكِ إيه يا رزان!"

تنهدت بقوةٍ وقد تأثرت تحمد ربها على وجوده في حياتها فهو الغيْث لها كما المطرِ الذي يهبط ليُغيثَ الناس من الجفافِ، ابتعد عنها بلطفٍ ثم هتفَ بحماسٍ:
"النهاردة For You، تيجي نعمل أكلة سوا بقى!"

أومأت بحماسٍ لم تستطع إخفاؤه، واستعدوا ليقوموا بفعلِ الأكلة الذين سيفعلوها سويًّا، ارتدى المريول وساعدها على ارتداء خاصتها، ثم هتف بابتسامةٍ:
"هنعمل سوا هقولك تعملي إيه وتساعديني!"

أومأت وهي ترفع يدها لتعصق خصلاتها على هيئةِ كعكةٍ برابطة شعرٍ كانت في مِعصم يدها، ثم توجهت تغسل يدها هاتفةً:
"يلا نبدأ!"

وبالفعلِ بدأوا في فعلِ أكلةٍ سويًّا وسعادتهم تملأ المنزل بأكمله، ضحكت رزان على ما تقوم بفعله وشاركها غيْث في الضحك وأكملَ معها الأكلة لتصبح أفضل.

♡♡♡♡♡

في منزل ناريمان.

كان الأربعة جالسونَ حول الطاولة يتناولون الطعامِ، لتهتف ناريمان ناظرةً ليونس:
"فرحك إمتى بقى سواء أنتَ ولا هو؟"

فقالت الأخيرة وحولت بصرها لكريم الذي هز كتفيه قائلًا بهدوءٍ:
"أنا لقيت شقة بس لسة مشوفتهاش هاخد ضحى ونروح نشوفها لو عجبتنا إحنا الاتنين هنبدأ نجهز فيها ولما تخلص هنبقى نشوف الفرح!"

ابتسمت ناريمان تومأ ليهتف يونس وهو يلوك الطعامِ في فمه بتلذذٍ ناطقًا:
"لسة هشوف يا ناري لما أتكلم مع چيهان!"

ابتسمت تربت على كتفه لتهتف كارمن وهي تميل برأسها على كتف ناريمان بمزاحٍ:
"هنفضل أنا وأنتِ بقى جنب بعضنا كدا!"

ابتسمَ يونس بخبثٍ وهتفَ:
"مش هتطولي متخافيش!"

طالعته بعدم فهمٍ وكذلك كريم الذي طالعه بتعجبٍ:
"مش هتطول فين؟ عندك عريس ولا إيه!!"

ضحكَ يونس بشدةٍ ونطقَ بخبثٍ:
"العريس واقف من بدري ومستني إشارة رزان عشان يجي يتقدم!! مهو تبعها!"

ابتسمت ناريمان تسأله بسعادةٍ:
"مين يا يونس؟ مين؟؟"

"مينفعش أتكلم في حاجة ماليش فيها!"

قالها يونس بهدوءٍ ليترك كريم ما في يده ناطقًا بجمودٍ:
"بس إحنا ليها فيها! دي أختي، ليه رزان يعني!!"

ربت يونس على كتفه يُنبهه لشيءٍ ثم نطقَ بجمودٍ أكبر:
"اهدى ومتتهورش، رزان عارفة هي بتعمل إيه؟ واشمعنا رزان لأنه تبعها فعشان كدا هيكلم اللي هو عارفه"

كانت كارمن لا تفهم شيء ولكن شعرت بالخجل بسبب أن محور الحديث يدور حولها، وهتفت بخفوتٍ:
"عادي يا كريم ما هي أختي برضه!"

زفر كريم بقوةٍ وحنقٍ وهو يطالع طبقه بغيظٍ، لتهتف نريمان بهدوءٍ:
"اهدى يا حبيبي أنت وأختك واحد، يكلم رزان يكلمك مفيهاش مشكلة، وفعلا هو هيكلم اللي عارفُه وطالما معرفة لرزان يبقى لازم تثق فيها"

أيّد يونس حديث والدته بقولُه:
"رزان تثق فيها وفي اللي بتعمله وأنتَ مغمض عينيك، مش متهورة زي دماغك!"

طالعه كريم بضجرٍ لتضحك ناريمان بشدةٍ وكذلك كارمن يحاولون تخفيف الأجواء ولأنه ليس هناكَ داعٍ للشجار أو لتوتر الأجواء، بدأوا بإكمال تناول طعامهم.

♡♡♡♡♡

في منزل مدبولي.
في مكتب نبيل.

كان يجلس ناظرًا لصورةٍ تجمعه بـ نيّرة ورزان عندما كانت طفلة ذُو عامٍ واحد، ويتذكر كيفَ انتهى زواجهم بطلاقٍ بسبب خيانتها هيَ الأخرىٰ له ولأنها كانت تعرف ذلك المدعو أنيس وهي زوجته، وتذكر أنه تزوجها بسبب رغبةِ والدُه فلم يكُن اختياره، فوالدها أيضًا قد رتّب مع والده تِلكَ الزيجة ونظرًا أنّ والدها كان رجلًا ذو حزمٍ وصرامةٍ استمعت لحديثُه دون اعتراضٍ، أما هوَ استمع لوالده ولأنه يحبه فقد كان في بادئ الأمرِ مُعجبًا بها، سبحَ مع ذاته في ذكرياتٍ بعيدة عندما كانَ عُمر رزان خمْس سنواتٍ وقتَ اكتشافُه خيانتها…..

دخل المنزل بسرعةِ البرقِ ليجدها جالسةً تضع قدمًا أعلى الأخرىٰ وتشاهد التلفازِ تاركةً ابنتها تلعب بعيدًا عنها ولأنها مُزعجة بالنسبة لها، توجه نحوها وسحبها من مرفقها لتنهض أمامه ضاغطًا عليه بقوةٍ قائلًا بغضبٍ شديد غير واعٍ أنّ هناك طفلة تستمع لذلك الحديث:
"أنتِ إيه يا شيخة؟؟ هفضل ألم وراكِ قرفك ووساختك؟؟ فاكراني هفضل معمِي!!! أنا عارف إنك مبتحبنيش يا نيرة بس مش لدرجة تخونيني عيني عينك كدا"

سحبت يدها بقوةٍ من يده تهدُر بغضبٍ شديد:
"أيوة بخونك يا نبيل، لأني بكرهك وبكره العيشة معاك!"

هوىٰ على وجهها بصفعةٍ قويّةٍ ليلتف وجهها الناحية الأخرىٰ وقد صرخَت تضع يدها على وجهها بصدمةٍ ثم حوّلت نظرها له هاتفةً بدهشةٍ:
"أنتَ بتضربني يا نبيل؟"

هدَر بغضبٍ شديد:
"وأقتلك كمان يا نيرة، أنتِ طالق بالتلاتة ومشوفش وشك هنا تاني… وروحي للو** اللي شبهك"

ثم دفعها بقوةٍ وتركها يدخل نحو الداخل، غافلين عن تلك التي تهبط دموعها بصمتٍ تشاهد ذلك الذي يحدث لا تفقه شيئًا ولكن تكوّنَ داخل قلبها ذِكرى سيئة كتلك، وقد كانَ ذلك بدايةً لذكرياتها السيئة، لتهدر نيرة بغضبٍ بعدما نهضت:
"ماشي يا نبيل، ماشي!!! هتندم يا نبيل وهاخد بنتي وأمشي"

"خديها وخدي نفسك وغوري من هنا يا نيرة"

قالها نبيل من الداخل صارخًا بغضبٍ شديد، لتتوّعد له نيرة وقد صعدت لتلّم أشياءها وأشياء ابنتها وهبطت وخلفها الحارس بالحقائب وتوجهت تسحب رزان بقوةٍ وكانت تبكي بشدةٍ تتوسلها أن تأخذ لعبتها قبلَ الرحيل ولكن قد دهستها نيرة بحذائها وهي تسحب خلفها رزان بقسوةٍ وقد تجسّد داخلها أن تنتقم من نبيل في رزان، تلك الطفلة التي كانَ كلّ همها أن تأخُذ لُعبتها معها ولكن قد اختفت طفولتها بعد تلك الذِكرىٰ….

استفاقَ نبيل من ذِكراه على دمعةٍ فَرّت من عيناهُ ألمًا لما فعله في ابنته الكُبرىٰ فلم يُفكر بعدها أن يأخذها من والدتها، لحبه الشديد لعمله ولأنه كان يريد الزواج ممّن أحب وكانت زُهرة وأنجبَ منها إياد ونادين، وعندما أتَمت رزان الثامنة عشر أخبرته أنها تريده فأحضرها للعيْشِ معه مثلما كانت رغبتها، لم يكن يعلم أن زُهرة كانت تعاملها بقسوةٍ هنا أيضًا وقد تغيّر شخص رزان بعد عامين من جلوسها هنا، أصبحت لا تُبالي لأي شخصٍ تُعامله وتعامل الجميع باحترامٍ ولكن لا تسمح لشخصٍ أن يتكلم عليها نصفَ كلمةٍ، استفاق من شروده على طرقٍ على الباب، ليرفع يده ومسح دموعه ووضع الصورة داخل أدراجُه، ثم هتف يأذَن للطارق بالدخول:
"اتفضل"

دَخلَ من خلف البابِ ولم يكن سِوى إياد ليجلس أمامَ والده ناطقًا بحماسٍ:
"بص يا بابا…."

لم يُكمل جملته حينَ رفع عيناه لوجهِ والده فقد ظهرَ وجهه الحزين وعينيه التي تدل على أنه بكَىٰ ليردف إياد بقلقٍ:
"مالك يا بابا؟؟ أنتَ كويس؟؟ مين زعلك بس؟؟"

ابتسمَ نبيل بحنانٍ ثم هتف بلُطفٍ:
"أنا كويس ومحدش زعلني، هو حد يقدر يبني؟؟ أنا بس كنت سرحان شوية مع نفسي!"

طالعه بنظراته القلقة ليومأ له نبيل بابتسامةٍ يطمئنه، فابتسمَ إياد ينطِق بحماسٍ لم يقدر على إخفاؤه:
"في قضية جديدة هتخليني أروح لمكان تاني لو كسبتها، استلمتها النهاردة بس لسة معرفتش مين الخِصم!"

ابتسمَ نبِيل يَدعمُه بِقولُه ونطقَ بِحماسٍ يُماثلُه:
"برافوا، أنا واثق فيك وواثق أنك قدها وهتقدر تفوز على أخصامك كمان!"

ابتسم إياد وظلّ الاثنانِ يتسامرانِ في أمورٍ عديدَة.

♡♡♡♡♡

-لتمُـرّ الأيامِ والليالي وقد جاء موعد عقدِ قران إياد وأروىٰ.
-في قرية أهل أروىٰ.

كانَت تحضيرات المنزل على أكملِ وجهٍ والسعادة تعمّ المنزل، فسوف يتم عقدِ قران فتاة من العائلة، كان هُناك من يشعر بالغضبِ والحقدِ لأجل تلكَ الزيجة، كانت أروى تجلس بتوترٍ بالغ، لا يُوجد أحدٍ معها فالجميع بالأسفلِ وهي في الشقة تتجهز وقد ارتدت فستانها، استمعت لطرقاتٍ على البابِ فتقدمت لكي تفتحهُ، لتجد في وجهها سيف، فهتفت بجمودٍ:
"خير!!"

سحبها من مِرفقها بقوةٍ نحوُه يهدُر بغضبٍ مكتومٍ وفحيحٍ يخفيها وقد بثّ الرُعب في قلبها بقوةٍ:
"لا تفكري يا بت إنك هتكوني لحد غيري؟؟ لا ده أنا أقتله وأولع فيه وهتكوني ليا برضه!! أنا محدش يتحداني يا أروىٰ"

ارتعدت أوصالها برعبٍ واهتزّ ثباتها وقد تبيّن الذعر على ملامحها، ابتسمَ بعدما أوصلها تلك الحالة ودفعها بقوةٍ ولم تقع بسبب الحائط الذي خلفها لتُعيد توازنها عليه، نزل إلى الأسفل وكأنه لم يفعل شيئًا لتغلق هي البابِ تضع يدها على قلبه الذي يدقّ رعبًا وكفيّها الذانِ يرتجفان بسبب ما حدث للتوّ، ازدردت لُعابها بصعوبةٍ تحاول العودة لثباتها كابحةً الدموعِ داخل مُقلتيها لكي تقدر على إكمال اليوم، توعدت له بداخلها ولكن لتنتهي تلك الليلةِ أولًا فهي ليست بالشخصِ الضعيف أبدًا ولكن من فِعلته المفاجأة ولقوة بدنُه عن بدنها جعلها تشعر بالذعر من داخلها.

قد انتهت التجهيزات ووصَلت جميع السيارات التي بها الشباب والسعادة تغمُر الجميع، هبطوا من السيارات لتضبط رزان مِعطفها الرماديّ، فهي اختارت أن تماثل غيْث في ثيابه أفضل لها من ارتداء فستانٍ يعيق حركتها وهي لا تحبهم، ترجل الباقي من سيارته وهندم إياد حِلتُه الرماديّة ممسكًا باقة زهورٍ بألوانٍ مختلفة، تحرك الجميع نحو الداخل وقد رحّبَ بهم أهل المنزل وخاصةً صابر والد أروىٰ، وقد كانت أروىٰ تبتسم وهي تصافح أهلها ثم رفعت عيناها نحوهم وابتسمت تشبّك أناملها ببعضهم تتلاعب بأصابعها بسببِ توترها الطفيف والتي تحاول إخفاؤه، اقتربَ إياد منها يناولها باقة الزهورِ هاتفًا بابتسامةٍ:
"طـلّ الرمادي عليّا يا روري!"

ابتسمت بخجلٍ تحاول مدارته وهي تتناول منه باقة الزهور هاتفةً:
"حلوة بدلتك! عاملين ماتشنج"

ابتسمَ إياد بعبثٍ يغمز لها:
"وأحلى ماتشنج!"

ابتسمت وصافحت الجميع ثم جلسوا، وقد اختفت بسمتها بعد أن تقابلت عيناها بعين سيف ابن عمها وأخفضت بصرها تحاول إخفاء توترها، ليهتف إياد بعدما لاحظ تبدل حالها:
"مالك؟"

ازدردت لعابها ثم أشارت له ليقترب، فمال برأسه لتهمس له في أذنه بشيء جعله يبتسم بخبثٍ ثم اعتدل يجلس بأريحيةٍ هاتفًا:
"حلوة الليلة اللي هتنتهي بضرب حد دي!"

طالعته بعدم فهمٍ ولكن اندمجت بعدها مع الأجواءِ وكذلك الجميع سعداءٍ بشدةٍ، وجاء موعد عقد القران وانتهى بجملة…
"بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير!"

ارتفعت الزغاريد تهلل بسعادةٍ فلقد تمّ عقد قِران أروىٰ تلك الفتاة التي لم يكن أحدٍ في المنزل يصدّق أنّ أحدًا سيحبها، احتضنت والدها وكذلك هو عانق والده بحبورٍ وسعادةٍ، وقد اقتربت رزان فعانقها بحبّ أخويّ وقبّل قمة رأسها هاتفًا:
"ربنا يديمك ليا"

ابتسمت رزان تربت على كتفه هاتفةً:
"خلي بالك منها"

"دي في عنيا بس…"

همس لها بشيءٍ في أذنها جعلها تومأ بابتسامةٍ خبيثة ليغمز لها ثم توجهت لتقف مرة أحرى بجانب غيْث الذي ابتسمَ لها وحاوط كتفها يعانقهَا ناظرًا للآخرين، أما اقتربَ إياد من أروىٰ مبتسمًا وأردفَ:
"ملكيش حِجة نحضن براحتنا بقى!"

طالعته بعدم فهمٍ قائلةً:
"وأنتَ كنت عايز تحضن قبل كتب الكتاب ولا إيه؟"

"من أول ما قولتِ موافقة وحياتك، بس لأن الحلال أجمل سأنتظر، وانتظرت"

قالها إياد ثم اقتربَ يعانقها فابتسمت بخجلٍ ولكن بادلته العناقِ، والجميع ترتفع زغاريدهم وتصفيقهم الحارّ الممتزج بسعادتهم، ابتعد عنها ونطقَ بابتسامةٍ:
"بقيتِ ليا يا روري"

ابتسمت بخجلٍ وقبل أن ينطق أخذه كريم وأدهم وماجد ليحتفلوا بشدةٍ، وبدأ الغناء والرقص بعشوائيةٍ وسعادةٍ، توجهت أروىٰ نحو المطبخ وحدها بعدما أخبرت رزان أنها ستأتي مرة أخرىٰ وقبل دخولها وجدت من يسحبها من مرفقها مرة أخرىٰ يهدُر بغضبٍ شديد مستغلًّا أنهم لا يسمعون من الموسيقى:
"فاكرة يعني إنك كدا هتبقي ليه برضه؟؟ ده أنا هوريكي أنتِ وهو، هقتله وأتجوزك يا أرو…. آه"

تأوّه عاليًا عندما شعرَ بضربةٍ بظهرِ السلاح على عنقه من الخلف ولم يكن سِوى سلاح رزان، ليقع أرضًا فاقدًا للوعي، جاء غيْث وقت وضعها للسلاحِ خلف ظهرها ومعه يونس ليقول:
"بقى ده اللي إياد هيرزعه علقة!! الواد مستحملش ضربة"

طالعتهم أروىٰ بصدمةٍ قائلةً:
"أنتوا لحقتوا تعرفوا منين!"

هتف غيْث تلك المرة بهدوءٍ:
"روحي أنتِ لجوزك وسيبلنا ده ولما اليوم يخلص هتتفرجي!"

أشارت لها رزان بالفعلِ أن ترحل وخرجت تاركة الثلاثة وجسد سيف مسطح أرضًا لتهتف رزان وهي تغلغل يدها في خصلاتها:
"نروح بيه ورا البيت ونجيب إياد وأروى والباقي"

وافقها الاثنين وحملوه سويًّا خلف المنزل، وأخرجت رزان هاتفها لتهاتف إياد وقد مرت دقائق وجاء ومعه أروى وكذلك كريم، وبقيَ أدهم ويوسف ليروا الوضع في الداخل ولكي لا يلاحظ أحد غياب العروسان، أمسك إياد زجاجة مياهٍ وسكبها بأكملها فوقَهُ لينهض بفزعٍ، ليجد من يحاوطه من كل جانبٍ، فنطقت أروى بسخريةٍ:
"فاكرني هعيط وهخاف منك يا سيف؟ وهخاف على إياد كمان!!! ده إياد يخوّف بلد"

"الله يخليكِ يا حبيبتي، اكتمي بقى"

ربت على فؤاده في بادئ الأمرِ بابتسامةٍ سَمجة، وأنهاها بجديةٍ زائفة، ثم حوّل بصره نحو سيف وأخبره أن ينهض لينهض سيف محاولًا التحلي بالشجاعة قائلًا:
"وأنتوا فاكرني هخاف منكم ولا إيه؟ ده أنا سيف حامد شاهين"

شعر بلكمةٍ في وجهه جعلته يترنح للخلف ولم تكن سوى أروى التي هتفت:
"وأنا أروى صابر شاهين"

أبعدها إياد قائلًا:
"أنا شوية بقى!"

نطقَ غيْث بابتسامةٍ:
"اضربوه براحة لحسن يموت ولا حاجة!!"

لكمه إياد بقوةٍ ولكن لم يقع بسبب يد إياد التي أمسكته من تلابيب ثيابه ونطقَ بهدوءٍ مريب:
"يعني كنت ههدى عليك في ضربي عشان عملتها مرة واحدة لكن تكررها وفي مراتي وعايزني أهدى عليك"

لكمه إياد مرةٍ أخرى ثم ركله بقوةٍ في معدته ليقع أرضًا يتأوه عاليًا، هتفَ كريم بأسفٍ مصطنع:
"لا براحة يا إياد لحسن هيعيط"

ضحكَ الجميع وبعدها ارتفع رنين هاتف رزان ولم يكن سوى أدهم، ليضربهُ إياد مرة أخرى ودخل الجميع مجددًا لكي لا ينبس أحدًا بشيء، وانتهى اليوم بين سعادةِ الجميع وفرحتهم وبهجتهم.

♡♡♡♡♡

في يومٍ ما.
في منزل ناريمان.

كانَ الجميع جالسًا في بهو المنزل وضحكاتهم تملأ المكان، وكان غيْث ورزان متواجدين أيضًا، ليقطعهم صوت رن الجرس وطرق البابِ، لينهض كريم لكي يفتحهُ، وجدَ في وجهه وليد الممسك بباقة الزهورِ بيدٍ وعُلبة حلوىٰ باليد الأخرىٰ ومرتديًّا ملابس شبابية وعلى وجهه ابتسامةٍ عريضة، ليهتف كريم بعدم فهمٍ:
"بتعمل إيه هنا؟"

تجاهله كريم وفرّقَ ذراعيه وهو بيده الأشياءٍ ناطقًا بابتسامةٍ ما أن رأى رزان:
"روزيتا القلب أخيرًا حنيتِ عليا وعلى قلبِي"

قالها ممثلًا بدراميةٍ، ليسحب غيْث رزان ناطقًا بغضبٍ:
"متتلم يعم أنتَ واتكلم عدل"

ابتسم وليد بخبثٍ ناطقًا:
"Calm down, doctor, calm down
«اهدئ يا دكتور اهدئ»"

ثم بعدها هتف بابتسامةٍ مُشاغبة:
"روزيتا بليز أنا جاي أتقدم فين كرم الضيافة!!!"

"أهو"

قالها غيْث ثم لكمه بعنفٍ وغضبٍ قد أشعل فتيلة غيرتُه ويستمر في إغاظته بشدةٍ، ليترنح وليد للخلفِ بدراميةٍ وهتفَ بتمثيلٍ:
"ما أحلاه!"

نطقَ كريم بصدمةٍ ناظرًا ليونس ورزان مشيرًا على وليد متشدقًا:
"ده اللي هيتقدم لكارمن؟"

هنا تحدثت رزان ناظرةً لوليد بحدةٍ تهتف بهدوءٍ مريب:
"في حد يجي يتقدم الساعة تلاتة العصر من غير كِلمة يا زفت أنتَ؟" 

وضعَ باقة الزهورِ وابتسمَ لكارمن يناولها عُلبة الحلوىٰ هاتفًا بعبثٍ متجاهلًا كل من حولُه:
"لفيت كتير وخدت ضرب قد كدا عشان أوصلك يا عسل أنتَ"

"لا وهتاخد ضرب تاني متخفش"

قالها كريم الذي سحبه ولكمه بقوةٍ ليمسك وليد فكّه ونطقت ناريمان بحدةٍ:
"اهدوا كلكم قاعدين تضربوا في الناس الضِيفة اللي جاية البيت!!!"

تشدقت رزان بسخريةٍ قائلةً:
"وليد ناس وضيف؟؟؟ ده لولا أنه بيتضرب كان زمانه دخل على التلاجة جوة!"

أرسَل لها وليد قبلة طائرة في الهواء بخبثٍ، ليغضب غيْث أكثر وكاد أن يتحرك ليضربه بغضبٍ أمسكته رزان تهتف بابتسامةٍ:
"اهدى ده عيّل أهبل!"

زفر غيْث بضيقٍ وغيرةٍ تُشع من عيناه العسليتانِ، وطالعها بضيقٍ لتربت على كتفه تهدئه وهمست له بشيءٍ ليتأفف بضجرٍ وضيقٍ وأومأ على مضضٍ، ثم هتفَ يونس:
"افرض أننا وافقنا على كرم الضيافة فِكرك هنوافق على إنك تتقدم بالمنظر ده!"

طالع ذاته ناطقًا بتعجبٍ:
"ماله منظري!! طقم جديد لسة قاطع التيكيت بتاعه، شوكولاتة غالية ماركة علفكرة عشان تعجب القلب، ورد للورد واللي هتبقى مراتي برضه"

قالها بعبثٍ وأخرجَ علبة سجائره لتسعل رزان تحذره بعينيها ألا يخرجها هُنا، فخالتها لديها حساسيةٍ من رائحة السجائر، ابتسمَ وليد ووضعها في جيبه مجددًا فهو لا يسمع لأحدٍ ولكن تلك المرة بها محبوبته التي يراقبها منذ زمنٍ، حاوط غيْث عنقها يهمس لها بجوار أذنها:
"أقسم بالله لهوريكِ أنتِ وهو بس اصبري!"

نطقت ناريمان بابتسامةٍ تشعر بالحرجِ بسبب ما حدث لضيفها ولو لم يكن يستحق الضيافة بسبب أفعاله ولكن هي تكرم من يأتي لمنزلها، قائلةً بودّ:
"اتفضل اقعد يبني أجبلك حاجة تشربها!"

"راسك أبوسها بسبب طيبتك دي يا خالتو"

قالها وليد بعبثٍ، لتضحك ناريمان بخفوتٍ وجلس وليد بأريحيةٍ قائلًا:
"إزيك يا يونس!"

تشدّق يونس بنزقٍ وهو يجلس هو الآخر:
"منور يا أخويا!"

جلسَ الجميع وكريم ما زال غاضبًا بشدةٍ ولكن هدأته ناريمان ليجلس بهداوةٍ، ابتسمَ وليد وبدأ بالحديثِ بعذوبةٍ:
"أنا اسمي وليد مُحسن عندي 29 سنة، أصغر من رزان بشهر واحد، فعشان كدا هي عاملة عليا بوص، أنا بشتغل في القيادات العليا للمخابرات الخاصّة المصريّة…."

انصدمَ الجميع عدا رزان، ابتسم بخبثٍ مردفًا:
"مفاجأة مش كدا!"

"وتعرف رزان من تمن سنين و…"

قالها كريم بضيقٍ، ليُقاطعه وليد بابتسامةٍ واسعة:
"هو أنا وهي صحاب من أولى إعدادي، احسب أنتَ بقى يا كيموتش"

انصدمَ الجميع مجددًا وخاصةً يونس فلم يتوقع أن يكونَا صديقين طيلة هذه المُدّة، لتومأ رزان هاتفةً بحنقٍ:
"صُحبة هباب يا وليد! الساعة تلاتة العصر؟؟"

ضحكَ وليد وهتفت ناريمان بهدوءٍ:
"وأنتَ جاي تتقدم لكارمن؟"

تأتأ نافيًا ونطقَ مصححًا:
"جاي أتجوزها، المأذون تحت في العربية جبته في إيدي وأنا جاي قولت مش هاجي بالورد والشوكولا والطقم الجديد بس"

أنهاها بخبثٍ شديد ناظرًا لهم، ليطالعه الجميع بصدمةٍ، لهذا الشخص غريب الأطوارِ ولكن تجاهل الجميع ناظرًا لكارمن التي لا تفهم شيء وهتفَ بابتسامةٍ:
"رأيك يا كراميلا؟ أخلي المأذون يطلع ولا يسيح في التلج تحت" 

هدر كريم بحدةٍ وهو ينهض قائلًا:
"غور يالا من هنا مفيش بنات للجواز، أختي محجوزة!"

سحبه يونس ليجلس مجددًا عنوةً وهتف لوليد بحدةٍ:
"اعقِل الكلام كدا واتظبط، أنا حايشه عنك بالعافية… ما تتكلمي يا رزان!"

كانت رزان تجلس بأريحيةٍ شديدة بجانبها غيْث لا يفهم تعبرات وجهها الغامضة، هتفت رزان بهدوءٍ مريب:
"لو اتكلمت هزعله، فخليني ساكتة أحسن!"

نظر وليد لناريمان سريعًا لتنجدهُ من ذلك هاتفًا:
"بيتكاتروا عليا في بيتك يا نارمينا، ينفع كدا يعني؟!"

"اهدى يا وليد كدا عشان قربت أتعصب، اتكلم عِدل بدل ما هخليك متلمحش حتى طيفها، مش كفاية جاي تتقدملي الساعة تلاتة العصر من غير ما أقول اتهبب تعالى"

قالتها رزان بحدةٍ موجهة حديثها لوليد الذي يتزايد عن حدّه، ليعتدل وليد في جلستهُ مبتسمًا بخبثٍ ناظرًا لكريم:
"أنا عرفت عن نفسي مسبقًا، أهلي متوفيين وعايش لوحدي من زمان، معنديش خال ولا عم عشان متقولولش جاي لوحدك ليه مجبتش حد فيهم، جاي أتقدم لأختك يا كريم وكل طلباتك مجابة، اتقدمت قبل كدا عشر مرات ورزان رفضتني"

توجه كريم نحوَ رزان وعانقها هاتفًا:
"أختي حبيبتي، ارفضيه المرة الـ11 بقى يلا"

ضحكَ الجميع وعاد كريم للجلوسِ مكانه، فنطقت ناريمان بابتسامةٍ:
"نتكلم بالعقل يبني ده جواز مش لعب عيال وإحنا مش بنرمي بنتنا، رفضتك عشر مرات ليه؟"

"عشان هي خايفة على أختها، بحُكم يعني أني كنت جاسوس فمكانتش عايزة أي حاجة خطر تطولها من أي ناحية، ولما الخطر مشي حنت عليا"

قالها وليد بنبرةٍ مرِحة وحماسيةٍ، ليهتف غيْث بضجرٍ دفين هامسًا لرزان:
"نفسي أقوم أقتله!"

لم تكد ترد حتى هتف كريم بجديةٍ وجمودٍ:
"وأنا بقى برفضك المرة الحداشر"

ابتسمَ وليد ولم ييأس أو تتغير تعابير وجهه للإحباطِ وهتف:
"وأنا جاي عشان خالتو نارمينا ويونس حبيب قلبي وروزيتا my best friend"

كان غيْث يزفر بقوةٍ وضيقٍ شديد ورزان فقط تهدئه وهي تحاول أن تتحكم في أعصابها هي الأخرىٰ منه، ليهتف كريم بحنقٍ:
"وهي أختي وأنا مش موافق"

"مش عايز موافقتك أنا مش هتجوزك أنتَ، أنا هتجوز القلب!"

قالها وليد ثم نقلَ بصره لكارمن ونطقَ:
"رأيك يا كارميلا! وافتكري إنك لو رفضتيني هتبقي رفضتي ليدو العسول اللي عنده أي حلول، وقناص محترف كمان"

أنهاها غامزًا لها بخبثٍ لتخجل ناظرةً للجميع بحيرةٍ من أمرها في هذا الشيء، ليهتف كريم بحنقٍ:
"ولو وافقت أو كارمن وافقت مفيش كتب كتاب ولا جواز إلا بعد سنة"

ابتسمَ وليد بخبثٍ:
"وأنا موافق، قولتلك يا كيموتش كل طلباتكم مجاب من الألف للياء"

همهم كريم بحنقٍ بالغ من ذلك الشاب الذي لا ييأس مهما أخبره بأشياءٍ مُحبطة، تلقّى ضربًا وتم رفضُهُ عشرَ مراتٍ والحادية عشر اقتربت ولم ييأس، هل يُحبّها لتلك الدرجة! فالحُب يَصنع المُعجزات، حوّل وليد بصره لرزان وابتسمَ ناطقًا:
"روزيتا بليـ…."

"مبدئيًّا اتلم واسمها رزان ثانيًا اتكلم بعيد عني!"

قالها غيْث بضيقٍ وحنقٍ بالغ، ليبتسم وليد بخبثٍ:
"رزُّونَة بليز عايز أولع سيجارة!"

طالعه غيْث بغضبٍ شديد ليرفع وليد يده ببراءةٍ ناطقًا:
"طالما روزيتا بتضايقك أوي كدا!"

أقبَض غيْث على يده بقوةٍ يحاول التحكم في غضبه وألا يتهور ويضرب ذلك الشخص المستفز بشدةٍ، لتهتف كارمن باندفاعٍ أبله:
"أنتَ بتدخن؟؟"

"ولو عايزانا نبطلها لأجل عيونك نعملها يا كراميلا!"

قالها وليد بعدما حوّل بصره سريعًا نحوها، حوّل بصره فيما بعد لرزان ليجد زجاجة مياهٍ تحتضن وجهه، وصوت غيْث يصدح بعدما بضيقٍ بالغ:
"يلا يا رزان نمشي!"

زفرت رزان بقوةٍ تمسح على وجهها بأناملها، ليتحدث وليد بابتسامةٍ:
"هسامحك بس عشان روزيـ…."

"ما خلصنا قلة أدب بقى يا وليد وقوم غور من هنا!"

قالتها تلك المرة رزان بغضبٍ شديد ونهضت تلتقط معطفها وكذلك غيْث ثم حولت بصرها لكريم قائلةً:
"أختَك وأنت حر فيها، وأنتَ يا وليد ليك عَلقة عندي بس صَبرك عليا"

قالتها رزان بوعيدٍ بعدما نقلت بصرها له، ثم تحرك الاثنين من المنزل وهبطا، ترجلا إلى السيارة ليتحرك غيْث دونَ كلمةٍ واحدةٍ، فهو ما زال يشعر بالغضبِ الشديد والغيرة التي تحرِق قلبهُ، أغمضت رزان عينيها تتنهد بقوةٍ ثم هتفت بابتسامةٍ محاولة تلطيف الأجواءِ رغم أنها لم تبدأ هي الصُلحِ في حياتها:
"ممكن تهدى، أنا عارفة أن وليد اتمادى في كلامه بس هو عشان إحنا صحاب من زمان فهو بيحب يتكلم بالطريقة دي مع أي حد وخصوصًا لو حد متعود عليه، وكمان ده لأنه معندوش صحاب في حياته أساسًا، أنا مبقولكش كدا عشان تقول وأنا مالي بوليد وبتاع، أنا بقولك كدا عشان تعرف وليد وتعرف أنا بالنسبة له إيه!! وهدّي نفسك بقى معلش، عندي دي المرة دي!"

زفرَ غيْث بقوةٍ وضيقٍ ما زال يشعر به هاتفًا:
"أنا مستحمل يونس المحترم بالعافية، هيجي ده كمان وقليل الأدب طب قوليلي أستحملها إزاي دي!!"

وقد غَفِل الاثنين عن تلك السيارة التي تأتي مُسرعةً، ولكن قد رأتها رزان وقبلَ أن تتفوه بكلمةٍ، تشدقت بسرعةٍ:
"حاسب حاسب"

ولكن لم يكُن في محله فقد ضغط على المكابح بقوةٍ ولكن اصطدمت السيارتين من الأمامِ وارتدت الأجسادِ للأمامِ، لينظر غيْث لرزان بقلقٍ ولهفةٍ:
"أنتِ كويسة؟"

فكّت حزامها تومأ إيجابًا، ثم نظرت له تتفحصه بعينيها لتراه سليمًا، ثم فكّ الحزامِ هو الآخر وهبط من السيارةِ، ليجد سيارته التي تمّ تدميرها من الأمامِ وكذلك سيارة الرجل، ليهبط الرجل وهدَر بغضبٍ شديد:
"مش شايف اللي هببته؟؟ العربية باظت!!"

"اتكلم كويس، عربيتي باظت زي عربيتك، ده غير أن حضرتك اللي جاي عكسي وماشِي غلط!"

قالها غيْث بحدةٍ، ليهدُر الرجل بغضبٍ وتبجحٍ:
"لا أنا عايز تعويض وهتدفع يإما هتتضرب ونروح القسم"

"ولا وعلى إيه قِسم بقى؟؟ جه لغاية عندك! رزان مدبولي شرطة مصرية!"

أنهت جملتها ترفع في وجهه بطاقة هويتها التعريفية، ليهتف الرجل بتراجعٍ:
"خلاص يا بشوات حقكم عليا!"

رفَع غيْث حاجبه بمعنى حقًّا، وهتفَ بحنقٍ:
"لا بقى وريني آخرك وتعالى اضربني"

اقتربت رزان تربت على كتفه هاتفةً بهدوءٍ تحاول تهدئته:
"اهدى يا غيْث بقى ويلا، الطريق اتزحم والناس اتلمت"

زفَر بتروٍ ثم أردف الرجل:
"حقك عليا يا باشا! اتفضلوا اطلعوا!"

ترجل الاثنين إلى السيارة مجددًا وانطلقَ غيْث بها بسرعةٍ قياسية لكي يوصل رزان ثم يذهب للميكانيكي ليُصلحها، هتفت رزان تسأله بحنانٍ:
"أنت كويس؟" 

"آه كويس، بس زعلان"

قالها غيْث وهو ما زال ناظرًا للطريقِ بلمحةٍ من ضيقه وضجره، لتبتسم رزان ونطقَت بابتسامةٍ:
"طب متزعلش، نوصَل وهراضيك، فُك بقى"

قالت الأخيرة وهي تُداعب خصلاته بمراوغةٍ ليست من طبعها، ليبتسم تلقائيًّا يطالعها بحبّ، لتهتف هي بعبثٍ:
"عيونك حلوة!"

ضحكت تُكمل بابتسامةٍ:
"بما أن معندكش غمازة زيي بقى!"  

ضحك هو بشدةٍ مغلغلًا يده في خصلاته ينظر للطريق ثم عاود بنظرُه لها يغمز لها بعبثٍ:
"عِلينا جامد يا حظابط!"

ضحكت رزان والتفت وجهها نحوَ النافذة تقول بابتسامةٍ من بين ضحكاتها:
"بسببك يا دَكترة!"

ابتسمَ لها ثم عاود بنظره للطريقِ لكي لا يشرُد من جديد وتكون المرة القادمة أسوأ من تلك.

♡♡♡♡♡

-بعد مرورِ عامٍ.
-موعِد زِفاف يُونس ويُوسف وكذلك كَريم وأدهم الذانِ أصرّا أن يفعلاهِ معهما.
-في فُندقٍ راقٍ مُطلّ على أجواءٍ رائعة

في غرفةٍ للفتياتِ ومعهم فتيات التجميل، كانت رزان تجلِس في الشُرفةِ تحتسي قهوتها وتنتظر أن ينتهي الجميع من وضع مستحضراتهنّ التجميلية فهي لا تحب أن تضَع شيءٍ في وجهها أبدًا، لن تتغير في هذا لا تحب الفساتين ولكن سترتديه لأجلِ زفاف يونس وأخيها وصديقها، ولكن لن تضع شيءٍ في وجهها فهي تكرَه ذلك، ستظلّ تكره الازدحامِ والأصواتِ العالية رغمَ أنها أصبحت تقدِر التعامل أكثَر من ذي قَبل، أنهت قهوتها ونهضت تدخل لترى الفتياتِ، فابتسمَت وهي تراهم أميرَاتٍ في ردائُهم الأبيض، ابتسمت چيهان تنطق بنبرةٍ حماسيةٍ:
"بجد أنا مبسوطة جدًّا، بس متوترة"

فرَكت إيناس يدها تضحك من بينِ توترها:
"كلنا كدا!"

ابتسمت رزان تجلِس على أحدِ المقاعدِ ناطقةً بعقلانيةٍ:
"طبيعي التوتر أنتوا داخلين على مرحلة جديدة في حياتكم!"

تحدّثت فتاة صالون التجميل بابتسامةٍ تُمني إعجابها بـ رزان هاتفةً بمرحٍ:
"بجد أنتِ شخص عسل، حبّة صغيرة من ثباتِك"

ضحكت الفتيات وكذلك رزان التي ضحكت بخفوتٍ، واستمعوا للبابِ لتنهَض هي لتفتحُه وجدت سيدة تقف أمامها وبيدها عُلبةٍ صغيرة فمدتها لـ رزان قائلةً:
"دكتور غيْث باعتها لحضرتك، مش حضرتك مدام رزان؟"

سؤالٍ سألته في نهايةِ جملتها لتومأ رزان بإيجابٍ وأخذت منها العُلبةِ وأغلقت الباب، توجهت نحوَهُم لتدلف للشرفةِ تاركة إياهم يتهامسونَ فهي على أيةِ حالٍ لا يهمها أحدٍ، فتحت العُلبةِ لتجِد علبة صغيرة وجوابٍ، فتحت العُلبة لتجِد سلسلةٍ صغيرة تحوي على شكلِ بومةٍ صغيرة لطيفة في نهايتها، لتبتسم تلقائيًّا وقامت بفتحِ الجوابِ لتجد….

"دائمًا ما يشتري أحدهم سلسلةٍ ويقول فراشةِ للفراشة
ولكن أختلفُ تلك المرةِ أنا وأقول…
بومةٍ لطيفة لبومةِ قلبِي
البومة ليست كائنًا سيئًا بل هي ألطف كائن قد قابلته في حياتي…
يكفي بسْمتها التي تُضيء الكونَ من حَولي..
وغمازتها التي تجدد طاقتي…
وعينيها التِي تُدمر قَلبِي، فهي قناصةٌ ومتاهةٌ في ذاتِ الوقتِ….
لكِ السلسلة يا رُوز…
أتمنى أن ترتديها اليومِ….
فأنا قد عانيت كثيرًا لأجد ذلكَ الشكلِ اللطيف… الذي يُشبهك…

مِن غيْث حبيبك العسول يا روزي"

اتسعت بسمتها مع آخر جملةٍ دونها، فقد كانت بسمتها تنير وجهها مع كل كلمةٍ تقرأها، ارتفَع رنين هاتفها لتضع الأشياءِ داخل العُلبةِ ثم أخرجَت هاتفها لتستمع لصوت ضحى تقول:
"رزان يلا عشان تلبسي قربنا نخلص"

"حاضر"

قالتها بهدوءٍ، ثم أجابت تضع هاتفها على أذنها قائلةً:
"برضه بومة يا غيْث؟؟"

"بس بومة عسل وسكر يا عيون غيْث"

قالها غيْث بعبثٍ، لتضحك بخفوتٍ ثم هتفت بابتسامةٍ صغيرة:
"هروح ألبس بقى وأبقى أقولك رأيي لما نتقابل!"

"مستنيكِ يا عيوني!"

أنهت المكالمة ودخلت لتستمع لهم يثرثرونَ بسعادةٍ بالغة، حماسهم منتشر في المكانِ وبهجتهم وتلقائيًّا اتسعت بسمتها وأخذت أشياءها لترتدي هي الأخرىٰ.

♡♡♡♡♡

في غرفةِ الشباب.

كانوا يشعلونَ الموسيقى ويغنونَ معها بمرحٍ وسعادةٍ وهو يرتدونَ ثيابهم لأجلِ الزفاف المُجمّع اليوم.

"إيه اليوم الحلو ده!!!!!
إيه الناس الحلوة دي!!!!"

كانوا يغنونَ بصياحٍ كبير تغمر نبرتهم السعادة البالغة، ليقول كريم بابتسامةٍ:
"يـاه، الواحد حاسس بسعادة محسهاش في حياته"

أيده يونس بقولُه:
"حرفيًّا!"

مدد إياد على الفراش متأففًا بضجرٍ:
"الله يسامحك يا أروى!"

ضحكَ الجميع عليه اعترضت أن يكون بتلك السرعة ولينتظروا وقتًا آخر، ليهتف وليد الذي أشعلَ سيجارةٍ يدخنها بخبثٍ:
"سوا يا إيدو، ما إحنا قاعدين سوا!"

ضحكَ أدهم قائلًا:
"أنت أصلا قاعد مجبور مش عشان مراتك!!"

"لأجل روزيتا بقى!" 

قالها وليد بخبثٍ، ليهدُر غيْث بحنقٍ:
"متخلنيش أتعصب بقى، هتزعل مني!"

ضحك الجميع بشدةٍ وخاصة وليد الذي قال:
"بقولك من أولى إعدادي وإحنا دلوقتي 30، شوف صحاب من قبل ما تعرف يونس أصلًا"

همهم غيْث بحنقٍ وهو يضبط قميصه الأبيض فضحك الباقيين وأردف يونس بابتسامةٍ:
"طب يلا عشان إحنا هننزل الأول وبعدين هما!"

قد انتهى الجميع من التجهيزات والتقطوا صورة سويًّا لتكون ذكرى لهم، ثم بدأوا يهبطون إلى الأسفلِ في قاعة الفندق المفتوحة ويوجد طاولات كثيرة وحمام سباحةٍ، والجميع ينتظرونَ الشباب الذينَ هبطوا يسيرونَ بخطى مرحةٍ ويغنون مع الموسيقى الصاخبة، والجميع يصفّق لهم بسعادةٍ ثم توقفوا بانتظار الفتيات وما لبث أن رأوهم يهبطونَ على الدرج كالأميرات بإطلالتهنّ المُختلفة، كان كل واحدٍ عيناه مُعلقة بزوجته إلى أن وصلت له، ليهتف يونس فورَ إمساك يد چيهان ناطقًا بحبّ ناظرًا لعينيها:

"ما كُنتُ أؤمِنُ بِالعُيونِ وسِحْرِهَا
‏حتى دهتّني في الهَوى عيّناكِ"

ابتسمت بخجلٍ ثم عانقها بحبّ وسعادة تغمُر قلبُه، لتبادله العناق أيضًا، وصلَ يوسف لچُمانة والتقط كفها يُقبله بحبّ ثم ناولها باقة الزهور ونطقَ بمشاعرٍ تُكنّ لها وحدها:
"أهيّمُ بكِ عِشقًا يا چُمانة"

ابتسمت چُمانة بسعادةٍ وخجلٍ ثم عانقها يوسف أيضًا والجميع يُصفق حولهم، اقتربَ كريم من ضُحى وهتف بابتسامةٍ ساحرة:
"طلتك عليّا بالأبيض خيال!
وعيونك خيال يا ضحىٰ مش عايز أبطل أبصلهم لأني بعشق الخيال!"

ابتسمت بتأثرٍ وقد خجلت أيضًا وتضرجت الحمرة لوجنتها ليعانقها هو الآخر بحبّ، وتبقى أدهم الذي اقتربَ من إيناس، وقبّل جبينها هامسًا لها بأبياتِ غزلٍ تغرم بها هي، فهي تُغرم بهم وأنا مغرمٌ بها:

"إِنَّ المَفَاتِنَ فِي عَيْنَيْكِ مُخْمَرَةٌ
مِنْ نَظرَةٍ مِنكِ يَغْدُو المَرْءُ سَكرَانَا
عَيْنَاكِ مَنْظُوْمَةٌ تَحْوِيْ قَصَائِدَهَا
كَيْ تَبْعَثُ السِّحْرَ نَتْلُوْ مِنْهُ دِيوَانَا
قُلْ لِلقَوَافِيْ إِذَا مَالَتْ بِأَحْرُفِهَا
الشَّوْقُ بَحْرٌ وَفَيْ عَيْنَيْكِ مَرسَانَا"

تأثرت بشدةٍ وهي تهتف من بين خجلها وتأثرها:
"بحب الأبيات دي أوي يا أدهم!"

عانقها أدهم بحبّ ونطقَ بنبرةٍ تأسرها:
"وأنا بحبك أنتِ يا عيون أدهم"

اقترب وليد من كارمن في حركةٍ راقيةٍ يقبل يدها ثم هتفَ بابتسامةٍ ساحرة:
"Bella Caramella, che bellezza sbalorditiva"
«الجميلة كراميلا، ما هذا الجمال المطلّ؟»

ابتسمت كارمِن بخجلٍ وهتفت تعيد خصلاتها لخلف أذنها:
"بجد شكلي حلو!"

همس لها بجانب أذنها بتخدرٍ:
"فاتنة!"

خجلت أكثر وهي تبتعد عنه ليمسك يدها، وقد أردفَت أروى ناظرةً لإياد:
"حبيبي يا نور العين يا ساكن قصادي…
عاشق بقالي…."

قاطعها إياد بحنقٍ شديد ناطقًا:
"اهدي اهدي صوتك يقرف الكلب، متغنيش تاني"

ضحكت تتمسك بذراعُه ترمش بأهدابها بحركةٍ راقية ولكن بدت كحركةٍ مُعاقة تنطق:
"بغنيلك يا عيوني!"

مال قليلًا ليصل لمستواها وهمس لها بخبثٍ:
"ما طالما أنا عيونك ما تجيبي بوسة وأنتِ عسلية كدا!"

ابتعدت عنه وشهقت بخجلٍ تضربه في ذراعه قائلَةً:
"بس يا قليل الأدب إحنا في الشارع"

"خلاص لما نبقى لوحدنا"

طالعته بحنقٍ بالغ وقد قلب الوضع فوقها، أما هي تضرجت الحمرة لوجنتها بخجلٍ من ذلك الخبيث الماكر، ضحك هو بشدةٍ يحاوط عنقها بيدهُ مقبلًا أعلى خصلاتها، أما غيْث اقتربَ من رزان متلقطًا كفها وجعلها تدور حول ذاتها ناطقًا بحبٍّ:
"حلويات يا سكر!"

ابتسمت ثم هتف هو بعدما لمح السلسة المعلقة برقبتها قائلًا بعبثٍ:
"بومة ترتدي بومة!"

اختفت بسمتها تطالعه بحنقٍ زائف، ليُكمل هو بذاتِ العبث:
"بس بومة عسل يا عسل!"

ضحكت بخفوتٍ وهتفَت بابتسامةٍ تضبط له سترة حُلته الرماديةِ قائلةً:
"حلوة البدلة يا غيْث!"

غمز لها بمرواغةٍ مُعتادة هاتفًا:
"دي عيونك اللي حلوة يا حبيب غيْث!"

ثم تابع ناظرًا لفستانها الذي يليق بها ونفس لون حُلته ناطقًا:
"بس شو هاد الحلويات يا روز!"

ابتسمت من جديد ابتسامة واسعة تنظر لذاتها وهي تعيد خصلاتها خلفَ أذنها، ليمسك يدها وتحرك الجميع ليبدأ الاحتفال بالزفاف والجميع في سعادةٍ رائعةٍ يحتفلونَ ويرقصونَ بكل بهجةٍ تغمُر قلوبهم، مالَ غيْث على رزان قائلًا:
"هنسافِر بُكرة، مش معاهم طبعًا… هنسافر أنا وأنتِ وحُبنَا"

ضحكت بخفوتٍ وسألته:
"هنسافر فين بقى!"

"لأرض الأحلام، نَدُور حول العالم سوا"

قالها غيْث بطريقةٍ درامية وصوتٍ هامس، جعلتها تبتسِم هامسةً له هي الأخرىٰ:
"هنرُوح فين يعني!"

"هنبدأ بإندونيسيا وبعدين إسبانيا ثمَ… آخر حاجة دي خليها مفاجأة، أنا مرتبها يومين تلاتة هنا ويومين تلاتة هنا ويومين تلاتة هنا"

قالها غيْث بابتسامةٍ، لتومأ تتنهد بقوةٍ لتستعد لمغامرةٍ معُه وتبدأ حياة جديدة سويًّا، لينهض بعدها بعدما ناداهُ صديقه، لينظر لها يخبرها أنه لن يتأخر فأومأت له وعلى وجهها ابتسامةٍ مُحبة، وقد جاءت ناريمان تجلس بجانبها لتبتسم رزان تميل عليها هاتفةً:
"ربنا يديمك لينا يا ناري!"

ابتسمت لها ناريمان بحنوٍ تُقبّلها ناطقةً:
"ربنا يسعدكم كلكم دايمًا يا حبيبتي"

ابتسمت رزان وهي تعتدل تشاهد چنونه مع أصدقائه وجميع الشبابِ غير مباليين لمن حولهم، اقتربت منها چمانة تأخذها معها ورغم رفض رزان ولكن نهضت تصفق فقط وعلى ثغرها ابتسامةٍ تُبين مقدار سعادتها، وانتهى اليوم بين سعادةِ الجميع وبهجتهم يدعونَ أن تدوم صداقتهم وبسمتهم وضحكاتهم الصافية التي تخلوا من الشوائب.

♡♡♡♡♡

بعد مرور ثلاثة أشهرٍ.
يومَ زِفاف إياد ووليد سويًّا.

في فندقٍ راقٍ.

كانت أروىٰ وكارمن ومعهم إيناس التي تجلس وتمّ طرقِ الباب لتفتحه إيناس فوجدت ضحى وچمانة وچيهان قد أتوا، دخلوا لتسألهم أروى:
"فين رزان!"

"قالت مش هتيجي دلوقتي بس هتيجي بدري متخافوش!"

قالتها چيهان بهدوءٍ، وجلست إيناس من جديد تقول:
"مش هعمل أي حاجة أنا حامل في الشهر الأول وأدهومي قالي لازم ترتاحي"

توجهت ضحى لتجلس بجانبها وقالت تقلدها:
"ما أنا برضه حامل في الشهر الأول وكيمو قالي لازم ترتاحي هو مقالهاش بس أنا حسيتها"

ضحك الجميع بشدةٍ، وهتفت چيهان بحماسٍ:
"أنا عايزة أقولكم حاجة!"

ابتسمت چُمانة مردفةً:
"وأنا كمان عايزة أقولكم نفس الحاجة"

طالعهم الجميع بصدمةٍ في ذات الوقت قائلين:
"أنتوا الاتنين حامل؟"

أومأت الفتاتين بسعادةٍ وحماسٍ شديد، وجلست چُمانة تقول بابتسامةٍ:
"بس لسة چو ميعرفش!"

"ولا يونس ولا أي حد أنتوا أول ناس!"

قالتها چيهان، لتقول كارمن:
"كنتوا تستنوا رزان"

ابتسمت چيهان تفرك خصلاتها بإحراجٍ:
"مش أول ناس أوي يعني"

ضحك الجميع وقد نطقت أروى بحنقٍ:
"رزان هي التوب بقى"

"ده أكيد، أختنا الكبيرة يا بنتي"

قالها الجميع في صوتٍ واحد، وقد قالت إيناس الجملة الأخيرة، لتقول أروىٰ:
"دي أحسن شخص اتعرفت عليه بجد!"

وافقها الجميع في ذلك فهي تعامل الجميع بحنانٍ لا تبخل على أي أحدٍ منهم بشيءٍ معنوي أو حسيّ، لتمرّ الساعات وقد تجهزوا ثم استمعوا لطرقِ الباب فنهضت أروىٰ بغضبٍ ثم فتحت لتقول باندفاعٍ:
"كل ده مستنينك علفكرة!"

"هشششش خالص، خُلقِي هنا"

قالتها رزان التي دخلت، وقد تعجب الجميع من حالتها، جلست على الأريكةِ لتسألها چيهان بقلقٍ:
"مالك؟"

زفرت رزان بقوةٍ ونطقت بجمودٍ:
"ماليش"

ثم مسحت بأناملها على وجهها قائلةً بابتسامةٍ قد رسمتها ببراعةٍ:
"يلا يا أروى خلصي أنتِ وكارمن عايزين نتفرج"

عادوا لسعادتهم رغم قلقهم على صديقتهم ولكن هي تأقلمت معهم وستقوم بحلّ ذلك الأمر عندما تقابل يُونس، انتهوا من التجهيزات وكذلك الشباب والجميع في سعادةٍ آخر أصدقائهم سيتزوجونَ وسيسعدونَ بشدةٍ مثلهم، سيتزوج كل واحدٍ ممن أحبّ واختارها قلبُه.

قد هبطت رزان والباقي أولًا وفيما بعد باقي الشباب وسيهبِط العروستانِ بعد هبوطِ الجميع، ابتسمَ إياد وكذلك وليد فورَ رؤيتهم يهبطونَ بردائهنّ الأبيض، قد وصلوا لهم ليمسك إياد يدها هاتفًا بحُبّ:
"أُغرمت بكِ وبعينيكِ يا أروىٰ، فأنتِ تشبهينَ السحاب في ردائك الأبيض"

ابتسمت بتأثرٍ وعانقها بحُبٍّ وسعادةٍ بالغة يشعر بها الآن، أما وليد قد ابتسمَ مُطالعًا كارمن بانبهارٍ هاتفًا:
"مُذهلة"

ابتسمَت ليقترب منها يعانقها بحب قائلًا:
"لفيت كتير واتضربت كتير واترفضت كتير بس عمري ما استسلمت لأجل عيونك يا كارمن"

تأثرت بشدةٍ وقد لمعت عيناها بالدموع هاتفةً:
"بحبك يا وليد!"

قبّل جبينها بحب هاتفًا:
"ووليد متيّم بكِ يا كراميلا!"

ابتسمَت بخجلٍ وبدأ الزفاف والموسيقى الصاخبة، هتفت چيهان ليونس:
"عارف يا يونس، بتوحّم على كفتة مشوية بجد"  

نقلَ بصرُه لها يردفها بحنانٍ:
"نفسك فيها، تجيلك لغاية عندك نخلص بس من الفرح ده!"

ضحكت بخفوتٍ وهي تميل على كتفه هاتفةً:
"بقولك بتوحّم يعني مش أنا اللي عايزة وبس!"

طالعها بعدم فهمٍ لثوانٍ سرعان ما اتسعت أعينه بصدمةٍ وعدم تصديقٍ متشدقًا:
"حامل؟"

أومأت له عدة مراتٍ بسعادةٍ وحماسٍ، ليشدد على خصلاته بعدم تصديقٍ وسعادةٍ قد بلغت أثرها ناطقًا:
"يعني بجد حامل وأنا هبقى أب"

وقفت على أطرافِ أصابعها تُقبّل وجنته هامسةً:
"وهتبقى أحسن أب!"

قد ترقرقت عيناه بالدموعِ بتأثرٍ وعانقها بقوةٍ وسعادةٍ بالغة، لا يُصدق أنه سيصبح أبًا بعد تسعة أشهر، قلبُه يكاد يقفز من بينِ أضلعهِ من فرطِ سعادته، أما يوسف كان يجلس وبجانبه چمانة التي التقطت منديلًا تمسح عينيها هاتفةً بدموعٍ:
"مش مصدقة بجد أن أروى وكارمن بيتجوزوا"

طالعها بقلقٍ بالغ هاتفًا:
"طب بتعيطي ليه دلوقتي!! أنتِ كويسة؟"

أومأت من بين دموعها هاتفةً:
"أنا معرفش بقيت حساسة زيادة من ساعة ما عرفت أني حامل"

نطقَ ولم يكن مستوعبًا ما قالته هاتفًا:
"أنتِ طيو…. إيه!!!"

قال الأخيرة ناظرًا بها بصدمةٍ، لتومأ له ناطقَةً:
"عرفت النهاردة الصبح!"

وضع يده على فمه بعدم تصديقٍ وقد شعر بأنه يود القفزُ عاليًا محلقًا في السماء ونبسَ:
"بجد يا چيما!"

أومأت له ليعانقها بحبٍّ وسعادةٍ، يريد أن يطير عاليًا من فرطِ سعادتُه، أما غيْث كان يقف بجانب رزان ونطقَ يسألها:
"مالك؟ حاسك من الصبح مش طايقة نفسك ولا اللي حواليكِ؟؟ اتخانقتي في الشغل؟"

أومأت بحنقٍ بالغ وهتفت بضيقٍ شديد:
"ألمح يونس بس، ثم أن الزفت التاني مش عايز يديني أجازة، كان مالها الإدارة مع أبويا!"

ربت على كتفها يُهدئها ناطقًا:
"اهدي كدا، أنتِ عايزة تاخدي أجازة ليه أصلا؟؟"

ردّت بحنقٍ وحدةٍ لا تعرِف لما تشعُر بها هكذا:
"هروح أحارب وفي عيّل في بطني يا غيْث إزاي؟؟!"

"طب اهدي بس اهـ….. نعم؟!"

كان يهتف بهدوءٍ يحاول تهدئتها، سرعان ما تشدقَ بصدمةٍ وعدم استيعاب هاتفًا:
"أنتِ قولتي إيه؟"

فركت خصلاتها تشعُر بخجلٍ طفيفٍ ناطقةً:
"آه اللي قولته صح، عرفت بقى وقولتلك أنتَ الأول"

"يا أحلى يوم في عمري! أنتِ بتتكلمي بجد يا رزان؟؟"

سألها غيْث مجددًا بعدم تصديقٍ، لتومأ بحنقٍ قائلةً:
"ههزر في حاجة زي دي ليه أنا؟؟!"

ضحك يشدد على خصلاته ناطقًا:
"والله كنت شاكك عشان من أول ما صحينا وأفعالك غريبة!"

تشدقت بهجومٍ واضح على غير عادتها:
"مالها أفعالي بقى؟؟!"

قرصَ وجنتها بعبثٍ قائلًا بتوضيحٍ لها:
"أنتِ مش هجومية يا رزان! ولا بتنفعلي من أقل حاجة ولا بتتعاملي كأنك مش طايقة اللي حواليكِ غير أوقات بتكوني راجعة بيها من الشغل حتى في أوقات بتيجي بتكوني هادية، فـ أكيد هيكون اللي أنتِ فيه أحد أسباب الحمل عادي يعني!"

ضحكت تومأ له ثم اقتربَ منها يعانقها بسعادةٍ بالغ هاتفًا:
"مش مصدق أني هبقى أب، في حتة مني جواكِ"

ابتسمت رزان ثم هتفت بعدها:
"ابقى غير البرفان ده عشان ريحته وحشة!"

ابتعد عنها يضحك بشدةٍ ونطقَ:
"علفكرة أنتِ اللي قايلالي الصبح أحط ده!"

"بقى دلوقتي وحش يا غيْث!"

قالتها بغيظٍ، ليضحك بشدةٍ وقبّل خصلاتها هاتفًا:
"يا ستي اعملي ما بدالك، فـ غَيْث لكِ!"

ابتسمت بسعادةٍ تميل برأسها على كتفه تناظر الزفاف والعروسان، كانت ضحى تجلس بجانب كريم وهتفت:
"ممكن ساندوتش شاورما تالت يا كريم! اطلبه يجي هنا عشان أكل البوفيه مش عاجبني"

طالعها بحنقٍ زائف قائلًا:
"حملك هيفلسني خالص يا ضحى"

"فدايا أنا وابني، ها فدايا يلا اطلبلي ساندوتشين وهديك حتة"

ضحك بشدةٍ رغم نبرته التي على وشك البكاء هاتفًا:
"حاضر يختي هطلبلك وهطلبلي"

أومأت برضا وسعادةٍ، أما أدهم نطقَ لإيناس:
"متتحركيش كتير يا أناناسة عشان الأناناسة الصغيرة تيجي بالسلامة!"

طالعته بحنقٍ قائلةً:
"هفضل كدا يعني!"

عدل حجابها بحنانٍ هاتفًا بنبرةٍ هادئة:
"الحمل يثبت بس يا عيوني عشان ميحصلكيش حاجة ولا يحصل للأناناسة الصغيرة!"

ابتسمت تومأ له وهي تطالعه بحبٍّ بالغ وسعادةٍ أيضًا، وقد انتهى اليوم بين سعادتهم البالغة والأخبار الجيدة، وفرحة ناريمان ونبيل وأحمد وجميلة بأنهم سيصبح لديهم أحفادًا، فرحتهم عارمة وسعادتهم تغمُر قلوبهم، وصفاءِ مشاعرهم لبعضهم، الحُبّ له طعمٌ مختلف.

♡♡♡♡♡

بعد مرور الكثير من السنوات……

#يُتبع.

ــــــــــــــــــــــــــــ

إلى اللقاء في الخاتمة ♡

دُمتم سالمين

#مأساة_روز
#أروى_سليمان

Continue Reading

You'll Also Like

238K 11.9K 91
Being flat broke is hard. To overcome these hardships sometimes take extreme measures, such as choosing to become a manager for the worst team in Blu...
204K 4.6K 68
imagines as taylor swift as your mom and travis kelce as your dad
28.2K 563 8
just a small thread ,already did on my insta ff acc reposting it here,do follow my ff acc @ _mochificx_ on Instagram as well and my main acc @ _preci...
8.9K 77 11
What would happen after Belly & Jeremiah canceled their wedding? Would Belly and Conrad finally find their way to each other? It's always an infinit...