29 - بصدرٍ رحب

1.1K 77 37
                                    

متنسوش الڤوت
أتمنى لكم قراءة ممتعة ♡

29 - بصدرٍ رحب

♡♡

نضع أشياءٍ لنا كـ مُخططًا ولكن يأتي شيئًا واحدًا لم يكن في الحسبان ليفسد كل ذلك، الحقائق صادمة، مخيفة، مُتعبة.

♡♡

يجب أن يحدث الشيء أسرع مما نتخيّل، حيث أشهر جمال سلاحه في رأس أنيس الذي ما زال ممسكًا بسلاحه هو الآخر بعد إطلاقه للثلاث رصاصاتٍ الذين اخترقوا صدر نيرة بصدرٍ رحب ووقعت جثّة هامدة تسيل الدماء منها مُغرقة الفراش وبدأ بالسيل على الأرضيةِ، ليهتف جمال بنبرةٍ باردة:
"نزل سلاحك وبلاش تهور! كدا كدا عارفين أن نيرة خاينة وزبالة وأديك قتلتها… يلا عشان ساعة وهتلاقي حد بلغ البوليس"

أنزل أنيس سلاحه بصدمةٍ بعدما أعماه الغضب هكذا، ولكن قد تخلّص منها ولن يقدر أحدٍ أن يفعل له شيءٍ، ليفعل ما في رأسه لكي تنتهي تلك اللعبة، رحل هو وجمال من العمارةِ بأقصى سرعةٍ قبل انتشار الشرطة والقّوات، أبلغ أحدِ الجيران الشرطة حقًّا بعد سماعهم لأصوات إطلاقِ الأعيرة النارية، جاءت الشرطة وانتشرت في العمارة والحيّ بأكمله، بعد حدوث جريمة القتل تلك، وصلت سيارةِ رزان التي صفّتها جانبًا ونزلت من السيارة، توجهت نحو الداخل لتصعد درجاتِ السّلم، وصلت للأعلى لتجد نظراتِ الحزنِ متوجهة لها والشفقةِ، لتسأل بجمودٍ شديد:
"مين من عيلتي المرة دي اتقتل؟"

اقترب منها يونس ناطقًا بنبرةٍ هادئة:
"والدتك تعيشي أنتِ يا رزان!"

نظرت له بعدم فهمٍ ولم تستوعب، تركته دون ردٍّ منها متوجهة سريعًا داخل الغرفة، سحبت الملاءة البيضاء سريعًا، لتجدها هي، والدتها قد لقت مصيرها وحتفها بطريقةٍ لم تُعجبها بتاتًا، لما تحترق داخليًّا الآن وشعورٍ بتقارب فقدانِ ثباتها! تركت الملاءة وتوجهت خارج الغرفة ليقترب منها يونس من جديد قائلًا بحزنٍ:
"أنا عارفة إنها مهما عملت برضه مامتك ومبلغتش كريم و…"

أوقفته عن استرسال حديثه ناطقةً بابتسامةٍ خالية من أي تعبيرٍ:
"مزعلتش عليها يا يونس!"

واسترسلت حديثها بنبرةٍ جامدة تنافي شعورها باحتراقٍ شديد داخل قلبها:
"وبلغ أنت كريم واقفل القضية والجثة مش هتتشرح"

وتركتهم ورحلت دونَ أن تنتظر ردّ من أحدٍ، فهي من ستقود السيارة للمنزل، صعدت إلى السيارة وقادتها بسرعةٍ قياسيةٍ، تشعر باختناقٍ شديد، لم تأخذ حقها! لم تعاتبها وتصرخ في وجهها متسائلةً، لما فعلت كل ذلك!، كانت طفلة لا تفقه شيئًا، طفلة كل ما تريده في حياتها لُعبة جديدة تماثل إخوتها، حنانٍ لطيف يُربت على قلبها، وصلت للشقةِ بصعوبة لما تشعر بتعبٍ وألمٍ شديد رغم أنها لا تحزن لفراقها، لما تحترق داخليًّا ونيرانها تزداد فقامةً، فتحت الباب ودخلت نحو الداخل وأغلقته جلست على الأريكةِ تنزل سترتها باختناقٍ شديد شعرت به للمرةِ الثانية في اليوم، تريده الآن.. وقبل أن تُكمل تفكيرها في شيءٍ استمعت له يقول برعبٍ حقيقيّ فتلك هي المرة الثانية في اليوم التي تعود بها بتلك الهالة الغريبة التي تتعمد إسقاط قلبه أرضًا:

مأساة روز -مُكتمِلة-Where stories live. Discover now