21 - من أنتِ؟

900 78 10
                                    

.

متنسوش الڤوت
أتمنى لكم قراءة ممتعة ♡
...

21 - من أنتِ؟

...

<نصارع للحياة حتى لو كان آخر أملًا بها من الصعب الإمساك به>

كان ممدد على السرير المتنقل غارق في دمائه، يسحبوه الممرضات والممرضين والطبيب بسرعةٍ عالية لكي يدخلون لغرفة العمليات بسبب حالته الحرجة، صرخ الطبيب في الممرضة هادرًا:

"بسرعة جهزي أدرينالين وجهاز الإنعاش"

دخل للغرفة وبدأوا بمباشرة فحصه وفعل العمليات له، حالته في الحضيض ويبدو أنه على وشك فقدان الحياة، ولكن لا نعلم هل سيكتب الله له عمرًا جديدًا أم لا!

هبّت من مكانها بعد تلك الجملة التي جاءتها عبر الهاتف، لينظروا لها بعدم فهم ولبَهتان وجهها التي رأوه، لملمت أشياءها وركضت سريعًا نحو الخارج، لينظر يونس وكريم وأدهم لبعضهم بعدم فهمٍ، فنطق كريم بتساؤلٍ:
"فيه إيه؟"

تعجب يونس كثيرًا وشعر بالفعل أن الأمر كبيرًا بحقّ، فرزان شخص لا يفقد ثباته مهما حدث شيء ويبدو أن ما حدث شيئًا كبيرًا، نهض هو الآخر ورحل لعله يفهم أي شيءٍ.

نصف ساعةٍ فقط مرت، كانت عائلة غيْث بأكملها أمام غرفة العمليات، يبكون بشدة غير مصدقين ما حدث، ويقف يوسف أيضًا بجانب چُمانة، لا يقدر على. مواساتها هو فقط تمنى أن تكون زوجته ليبكي في أحضانها خوفًا ورعبًا على صديقه الذي يصارع الموت بالداخل، يريد البكاء بشدة حقًّا كيف سيخسر صديق عمره، رزان كانت تجلس على أحدِ المقاعد تستند بمرفقيها على ركبتيها وتضع وجهها بين كفيها، قلبها يدق رعبًا، لتتذكر حديثها معه اليوم قبل ذهاب كل منهم للعمل ..

"هتنصبي عليا بقى!! مش قولتِ هتراضيني؟"

قالها غيْث الذي يعد الشطائر بتذمرٍ واضح، لتبتسم هي بعدما تناولت شطيرتها وترتشف من قهوتها قائلةً:
"لما آجي!"

رمقها بنصفِ عينٍ وشكّ ثم عاد لما يفعله هاتفًا:
"لا أنتِ طلعتي عيّلة وبترجعي في كلامك"

وضعت كوب القهوة ونظرت في ساعةِ يدها ناطقةً:
"أنا فعلًا متأخرة ويومي طويل، قولتلك لما آجي وهتعرف أني مش عيّلة يا قموصة"

أنهتها غامزةً له بعبثٍ ومرحٍ لا يظهر أبدًا، ليضحك هو غامزًا لها قائلًا:
"بدأنا نحلو يا حظابط!"

ابتسمت تسير نحو الباب ليوقفها قوله العابث:
"غمازتك حلوة!"

اتسعت بسمتها أكثر وقبل أن تغلق الباب هدر لتسمعه:
"نتقابل بليل يا روز!"

استفاقت من ذاكرتها على دمعةٍ خائنة قد هبطت على وجنتيها لتمسحها وهي ما زالت جالسةً مكانها بعيدًا عنهم تنتظر خروج الطبيب، شعرت برغبة ملحّة في القتل والانتقام الأكبر، تعرف تمامًا أن الحادث ليس سوى حادث مدبر وتم تدبيره ليتم زيادة نيرانها هيَ، كانت چيهان تبكي بشدةٍ لتشعر بمن يربت على كتفها وصوتٌ يقول:
"هيبقى كويس"

مأساة روز -مُكتمِلة-Where stories live. Discover now