مأساة روز -مُكتمِلة-

By ArwaSoliman4

51.1K 3.4K 798

لا نختار حياتنا بأيدينا ولا نختار قدرنا.. بل نُولد لنرى أنفسنا في مكانٍ لا نتخيله، لا نريده، نتمنى لو نختفي... More

اقتباس
مُقدمـة
1 - تمّ الإمساك به!
2 - الجارة الجديدة
3 - مسألةٍ مُعقدة
4 - يعيش اللحظة
5 - مسافة الطريق
6 - لماذا قتلت!
7 - أمام وجهها
8 - تمّ الاعتداء!
9 - انفجار مدويّ
10 - رمىٰ القنبلة في وجهها
11 - ثمن الحساب
12 - تمّ خطفها
13 - خبرٌ صادم وعاجل
14 - فاقدًا للوعي
15 - ليست الحياة وردية
16 - من دمه!
17 - من جاء؟
18 - ما الخطوة القادمة!
19 - تزداد النيران
20 - هل ستكون النهاية؟
21 - من أنتِ؟
22 - الحياة ليست عادلة
23 - اتشاهدي على روحك
24 - بوليس الآداب
25 - سيُقتل!
26 - تتمنى الموت!
27 - آكلة لكلّ شيء
28 - على أي نحوٍ!
29 - بصدرٍ رحب
31 - أريد خَبرُها
32 - ثمانية وأربعونَ ساعةٍ
33 - صورة بِـ عيون من تُحبين
34 - وَقعت بَين يَديه
35 - الأخير
الخاتمة
هـام "روايتي الجديدة"

30 - صرخة فزِعة باسمه

1.1K 83 20
By ArwaSoliman4

.

متنسوش الڤوت
أتمنى لكم قراءة ممتعة ♡

30 - صرخة فزِعة باسمه

♡♡

ما يحدُث الآن غير ما كُنّا نتمناه ونأمله.
«تهبي يا رياح الحياة
دايمًا بما لا أشتهيه
واللي السنين مقدماه
غير اللي قولت نفسي فيه»
_حَمزة نمِرَة 'رياح الحياة'

♡♡

سحب غيْث سترته برعبٍ حقيقيّ وقد بهت وجهه بشدةٍ بعد مجيئه الخبر من المتصل الذي هاتفه على هاتف زوجته وأخبره بحالتها التي جعلت قلبه يقع أرضًا من كثرة الرعب، لم يفهم أحدٍ ما به ولكن دعوا أن تكون الأمور بخيرٍ، لم يكد يستفسر أحد عن شيءٍ حتى ارتفع رنين هاتف چيهان بِاسم يونس لتقوم بالرد بهدوءٍ:
"ألو"

"حضرتك تقربي للرقم ده؟"

وقع قلبها أرضًا وبدأت تتسارع دقاته بخوفٍ من القادم لِتزدرد ريقها هاتفةً:
"أيوة مراته"

"تمام، هو اتصاب برصاصة وحاليًا إحنا في طريقنا للمستشفى ****"

♡♡♡♡♡

يسحبوها على الفِراش المتنقل بين جروحها واضعين لها جهاز التنفس يركضون سريعًا ليقوموا بإنعاشِ قلبها بسبب ضرباته الضعيفة والتي يمكنها أن تؤدي لموتها، دخلوا سريعًا لغرفة الطوارئ وقت وصول غيْث بسيارته ونزوله ليركض بسرعةٍ عالية نحو الطوارئ متسائلًا بلهفةٍ ورعبٍ:
"رزان مراتي لسة جاية دلوقتي هي فين!"

هزت الممرضة كتفيها بعدم إدراك ولكن نطقت بنبرةٍ آسفة:
"معرفش، بس في واحدة لسة جاية في غرفة الطوارئ بينعشوا قلبها عشان جاي ضرباته ضعيفة وممكن يقف"

وقع الحديث عليه كالصاعقة الكُبرىٰ فلم يعد قادرًا على الوقوف ليستند بيده على الجدار بصدمةٍ وعينانِ مغرورقتانِ بالدموع، أخرجه من صدمته أصوات عائلته وصوت بكاء چيهان بقوةٍ ليرفع عيناه فصدمته مرة أخرى بقولها:
"مقولتليش ليه أن يونس مضروب رصاصة وأنت رايحله"

ضحك بسخريةٍ من بين دموعه هاتفًا:
"رزان جوة بينعشوا قلبها عشان احتمال يقف!"

أنهى جملته وانفجر في بكاءٍ شديد لتقترب منه والدته وتعانقه وهي تبكي أيضًا رغم صدمتها القوية وصدمة الجميع بالحديث، رزان ويونس الاثنين بين الحياة والموت ليستمعوا لصوتٍ جعلت أعينهم تتسع بقوةٍ قائلًا:
"رزان فين!!! وحصل إيه؟"

التفتت چيهان بصدمةٍ لتجد أمامها يونس الذي تمّ إخبارها أنه في غرفة العمليات يصارع الموت وحان موعده، لتشعر بصدمة وعدم فهمٍ وتيهٍ شديد جعل رأسها تدور وقبل أن تقع أسندها يونس هاتفًا بحنانٍ:
"أنا بخير اهدي!"

دفنت وجهها في أحضانه تبكي بقوةٍ لا تصدق ما قد جاءها وأنها كادت أن تفقده ليربت على ظهرها بحنانٍ، ليهتف أحمد بصدمةٍ:
"أنت مش مضروب رصاصة!!"

ابتعدت چيهان عنه تنتظر إجابته ليرد هو بهدوءٍ:
"كنت لابس واقي، فين رزان؟؟"

أنهى جملته بسؤالٍ مرتعب، لينظروا لغيْث الذي نزلت دموعه من جديد هاتفًا باختناقٍ:
"لسة محدش خرج"

كانت رزان بين الأجهزة يقومون بفعلِ عملياتٍ لها كان عقلها الباطن قد ذهب إلى ذكرى عنيفةٍ لها ….

صفعها بقوةٍ لتصرخ متأوهةً بألمٍ ولم تكد تستوعب ذلك كان يصفعها صفعةٍ أخرى أوقعتها أرضًا والدماء تنزف من فمها وهي تبكي بشدةٍ ليسحبها بقوةٍ من خصلاتها لتعود برأسها للخلف تلقائيةٍ تكبح تأوهًا عاليًا تستمع لصوته البغيض التي تكرهه وبشدةٍ بخبثٍ شديد:
"بقى أنتِ يا زبالة كنتِ عايزة تقولي لنيرة على اللي بعمله فيكِ، وفاكرة إنها هتصدقك!! أنتِ أقل من كومة زبالة يا روز وهتشوفي هعمل فيكِ إيه!! عشان تبقي تفكري نفسك حاجة!"

دفعها أرضًا بقوةٍ تبكي بشدةٍ ليسحب حزامًا وقام بالهبوط به أعلى جسدها وهي فقط تبكي بشدةٍ لم تقدر على الحديث فسوف يفعل أشياءٍ أخرى تكرهها، لتسكن أرضًا تستسلم لضرباته… فأخذها عقلها لذِكرى أخرى حيث كانت معقودة الأيدِ والأقدامِ لتهوى يدٍ بصفعة قوية أعلى وجنتها جعل وجهها يلتف للناحيةِ الأخرىٰ تصرخ عاليًا بتأوهٍ لتسعل بقوةٍ فلقد تورم وجهها بشدةٍ من كثرة الصفع، ليبتسم جمال بخبثٍ شديد ثم أمسك الصاعق يلامس جسدها لتنتفض بقوةٍ مطلقة تأوه مكتوم وإخماد جسدها فيما بعد تسري الدموع على وجنتها بقوةٍ، تتمنى الموت ولكن لا يعطيه لها أي أحدٍ.

"النبض بيقل جهاز الإنعاش بسرعة!"

وأحضروا جهاز الإنعاش ليعطوها صدمةٍ كهربية واحدة تلو الأخرى حتى عادت لطبيعتها وبدأوا بإكمال العملية لها…

بعد مرور ساعةٍ، قد جاء كريم معه ضحى وإياد وأروى وأدهم وناريمان التي كانت تبكي رعبًا بين أحضان يُونس وتدعوا من داخل قلبها أن يحفظها لها وتعود سالمة، وأخيرًا خرج الطبيب لينهض غيْث بلهفةٍ متسائلًا برعبٍ:
"أخبارها إيه؟"

"اعتداء بالضرب الشديد في جميع أنحاء جسمها، أدى لكسور ضلوع داخلية مع كدمات في جسمها وكدمة قوية في دراعها هيتم ربطه لكذا يوم، كدمات كتير في وشها وايديها ورجليها بس مع مرور الأيام هيمشوا، حصل صعقات كهربا لجسمها وده اللي أدى لإضعاف ضربات القلب، ممكن تفوق بعد ساعتين يكون الكهربا مشيت من جسمها بس هتنام تاني بسبب البنج والأدوية، عن إذنكم"

رحل من أمامهم تاركهم الحزن يخيم وجوههم بشدةٍ خاصة غيْث الذي جلس على المقعد يضع وجهها بين كفيه يبكي بصمتٍ وألمٍ على ما تتعرض له في حياتها، لما تتلقى كل هذا وهي لا تستحق، هي تستحق الحب والحنان والأمان، تستحق الراحة والعيش بسلامٍ مع شعوره بالحزنِ شعر بغضبٍ شديد رغبةٍ في قتلِ من فعل بها ذلك ولكن بعد استيقاظها، أقنع يونس الجميع أن يرحلوا فهي لن تستيقظ إلا صبَاحًا وتبقى غيْث، أما أدهم كان وصل للأسفل وكاد أن يرحل ليستمع لصوتٍ بكاءٍ مألوفٍ له ليرفع عيناه ولم تكن سوى إيناس ووالدتها ليقترب سريعًا منهم يسألها بقلقٍ:
"مالك يا إيناس حصل إيه أنتِ كويسة؟؟؟"

التفتت فور سماعِ صوته لتهتف بصوتٍ متقطع من بين بكائها:
"أنس يا أدهم! أنس اتضرب بالسكينة وهو دلوقتي في العمليات، ممكن يمشي ويسيبني؟"

اقترب يربت على كتفها بحنانٍ وقلقٍ لمظهرها هاتفًا:
"اهدي هيبقى كويس، اهدي عشان متتعبيش!"

وصلوا أمام غرفةِ العمليات تبكي بشدةٍ في أحضانِ والدتها التي تبكي أيضًا خوفًا على ابنها الأكبر، وأدهم فقط يحاول مواساتهم وتهدئتهم، بعد مرور بعض الوقت قد خرج الطبيب لينهض الثلاثة بلهفةٍ تسأله إيناس من بين دموعها:
"أنس حالته إيه؟"

"الضربة في الفراغ الحمدلله عملنا العملية وخيطناه، هو نزف دم كتير وده هيخليه تحت المحاليل وفي العناية المركزة عشان نتأكد أن ميحصلوش حاجة!"

تحدث أدهم بنبرةٍ هادئة:
"تمام يا دكتور اتفضل!"

رحل الطبيب والتفت هو لإيناس التي لم تتحمل الوقوف أكثر من ذلك لتقع فاقدةً للوعي بين يدي أدهم الذي صرخ باسمها، حملها سريعًا ينادي إحدى الأطباء لتأتي الممرضة سريعًا تشير له على غرفةٍ ليضعها بها، توجه نحو هالة التي تبكي بشدةٍ وهتف محاولًا مواساتها:
"اهدي يا طنط هتبقى كويسة هو أكيد السكر قلّ بسبب زعلها، اهدي واقعدي هجبلك ماية!"

ساعدها على الجلوس وهي تبكي بشدةٍ ووهنٍ أولادها الاثنين في غرفِ المستشفى أحدهم فاقدًا لمعالم الحياة بسبب طعنة سكين حاد، والأخرى مريضة سكر ولم تكن تعلم، ربت أدهم على كتفها هاتفًا بلطفٍ:
"هيبقوا كويسين ينفع تهدي عشان ميحصلكيش حاجة!"

بكت بشدةٍ هاتفةً باختناقٍ:
"عيالي الاتنين بيروحوا مني!"

اغرورقت عيناه بالدموع يواسيها بحنانٍ:
"مش هيروحوا متخفيش، حضرتك اهدي عشان لما إيناس تفوق تكوني جنبها هي محتجالك وأنس كمان محتاجك"

أومأت من بين دموعها ليستأذن أن يذهب ويعود مرة أخرى قبل خروج الطبيب، أحضر لها زجاجة مياهٍ وعلبةِ عصير وأرغمها أن تشربه لكي تقدر على مساندة نفسها، بعد وقتٍ خروج الطبيب لينهض أدهم يسأله بلهفةٍ:
"إيناس أخبارها إيه!"

"هي كويسة علقنالها محلول جلوكوز عشان سكرها يتظبط هتفوق كمان شوية تقدروا تدخلولها بعد ما تفوق بس براحة عليها!"

أومأ أدهم بتفهمٍ ثم رحل الطبيب تاركهم، ليظل أدهم بجانب هالة محاوِلًا مواساتها بلطفٍ، كيف رزان وأنس ويونس في وقتٍ واحد؛ يريدون تدمير الكل ولكن بطرقٍ مختلفة، عندما يستفيق أنس سيعلم من فعل به ذلك لكي يتم فتح قضية جديدة.

♡♡♡♡♡

مرت ساعتين.

كان يجلس أمام الفراش ناظرًا لها وللجروح المتواجدة بوجهها ويدها، وجهها المتورم يدها الموضوع بها رباط ضاغط ويدها الأخرى بها إبرة المحلول المغذية، كان ممسكًا بيدها بخفةٍ لكي لا تتألم وعيناه شفافتين مغرورقتان بالدموعِ، يؤلمه قلبه لرؤيتها هكذا ليشعر بعدها بضغطةٍ خفيفة على كفه فرفع عيناه لها بلهفةٍ، فبدأت رزان بالاستيقاظ لتجد ضوء الغرفة لتغلقهم من جديد بتعبٍ ولم تعتد على الضوء، فتحت عينيها من جديد ترمش بأهدابها حتى اعتادت على ضوء الغرفة، لتستمع لصوتٍ بجانبها يقول:
"أنتِ كويسة؟"

تشعر بألمٍ ساريًا في جميع أنحاء جسدها، أدارت وجهها ببطءٍ لتجده ينظر بها بلهفةٍ ورعبٍ وما زالت آثار البُكاء على عينيه، هتف هو من جديد بتساؤلٍ:
"أنادي الدكتور، هجيبه وجاي!"

قبل أن ينهض ضغطت على كفه تنفي بحركةٍ بسيطة من رأسها، ليعاود الجلوس في مقعده لتهمس هي بخفوتٍ بنبرةٍ بان فيها أثر التعب والألم:
"أنا كويسة خليك هنا متمشيش"

مال قليلًا نحوها يسألها من جديد ليتأكد:
"أنتِ بجد كويسة!! هو مين عمل فيكِ كدا!"

"أنا كويسة، مش لازم دلوقتي!"

قالتها رزان بخفوتٍ شديد، لتزدرد ريقها بتعبٍ بادي على وجهها، فرفع يده الأخرى يمسد على خصلاتها بخفةٍ لتتأثر بخفةٍ بسبب تألم جسدها ولكن لا يؤلمها بالقدر الكافِ بسبب الأدوية المسكنة للآلام، رفع يده هامسًا لها بأسفٍ وألمٍ قد ظهر في نبرته المختنقة:
"آسف"

ضغطت على كفه بخفةٍ بمعنى لا بأس، فلم تقدر على الابتسام كل ما يأتي في ذِكراها كيف عادت لذكرياتها المأساوية عندما كانت تُصعق بالكهرباء، لم تتخطى ولن تتخطى إلا بعد أن تراهم مُعذّبينَ مثلها وتأخذ حقها، قد نزلت دمعةٍ من عيناها ورآها غيْث الذي ضغط على كفها يطمئنها هاتفًا بحنانٍ رغم اختناق نبرته:
"هيمشي كل ده صدقيني، أنا آسف على كل اللي حصلك ده… بكرة هروح أوريهم كلهم بس أشوفك كويسة"

هتفت بخفوتٍ تتمسك بكفه أكثر هامسةً بنبرةٍ بان فيها أثر النعاسِ والتعب:
"أنا هبقى كويسة بس عشان خاطري بلاش، خليك جنبي وبس وجودك بيريحني"

قبّل باطن كفها ناظرًا لها بحنانٍ بالغ، ليستند برأسه على طرف الفراش، فرفعت هي كفها ببطءٍ وبدأت بمداعبة خصلاته بخفةٍ بسبب ألم يدها من تلك الإبرة، راقت له فِعلتها ونزلت دموعه وهو ما زال على وضعه، حُزنًا وألمًا عليها، يتمنى أن ينزع كل جروحها ويضعها به لكي فقط يراها مُرتاحةٍ، يكفي جروحها الداخلية قد جرحوها خارجيًّا أيضًا، لم يكفي ما فعلوه بها، لماذا هيَ؟ لماذا ترى كل ذلك وهي لا تستحق، هي تستحق الحب والحنان، تستحق أن تشعر بالراحةِ والدفء، شعر بسكون يدها على رأسه ليعلم أنها غفت في نومٍ عميق، ليظل في حربٍ وصراعٍ داخلية، ألم قلبه لأجلها.

♡♡♡♡♡

في يومٍ جديد.
في المستشفى، تحديدًا غرفة رزان.

قد استيقظت من نومها بعد ذهاب مفعول المخدر والجميع متواجدًا حولها لكي يطمئنوا على حالتها، مسحت ضحى عبراتها بباطن يدها وهي تقول:
"أنا أول ما عرفت الخبر علطول كنت عايزة أجي امبارح بس كريم قالي أنك مكنتيش لسة فوقتِ"

"بس كريم طالعة من بقك زي السكر!"

قالها كريم بمراوغةٍ الذي كان مستندًا على الجدار عاقدًا يده أمام ذراعه، لتهتف رزان باشمئزازٍ وحنقٍ:
"هتقرفوني امشوا من هنا"

همهم بحنقٍ وهو ما زال على وضعه:
"ملحقناش نستمتع بكتب الكتاب ولا نعاكس ولا نخرج عشان حضرتك خدتيلك علقة"

هبّ غيْث بحنقٍ شديد هاتفًا:
"متتلم يعم أنتَ"

نطق يونس بحنانٍ ناظرًا لرزان بتساؤلٍ:
"أنتِ كويسة؟"

ردته بسؤالٍ موازٍ قائلةً:
"وليد ضربك بالنار؟"

ضحك بسخريةٍ لاذعة على ذلك الشاب غريب الأطوار هاتفًا:
"آه"

نظر الجميع لهم بعدم فهمٍ، ليهتف كريم بتعجبٍ:
"هو ضربك بالنار؟ وعايش كدا عادي!!!" 

طالعته چيهان بحنقٍ وضيقٍ شديد، ليبتسم يونس بجانبيةٍ بعدما لاحظ نظراتها وهتف بهدوءٍ:
"أنت مش فاكر يبني!! وليد قال وعرفنا أنه هيضربني امبارح فلبست واقي الرصاص"

همهم متذكرًا بالفعل ما فعلوه بعدما جاءهم، ليهتف يونس بتساؤلٍ:
"ما كدا وليد هيتقفش وجمال هيعرف!"

ابتسمت رزان ابتسامةٍ جانبية صغيرة هاتفةً:
"وليد صايع يا يونس!"

"ما خلاص عرفنا ياريت نسكت بقى عشان مبطقش الواد ده!"

قالها غيْث بحنقٍ شديد وضجرٍ يعقد يده أمام صدره، لتحاول رزان كبح ضحكاتها بقوةٍ وبسبب تعبها، لتهتف أروى:
"يعني دلوقتي يا رزان هنعمل إيه؟"

رفعت إحدى حاجبيها لتحمحم أروى عائدةً لمكانها هاتفةً:
"آه أنتِ واخدة علقة أني آسف"

ضحك الجميع بشدةٍ واكتفت رزان ببسمةٍ تحاول التحكم في أعصابها من هؤلاء، وقبل أن يحدثها غيْث استمعوا لطرق الباب لتأذن للطارق بالدخول ولم يكن سوى نبيل الذي كان يحمل بيده باقةِ زهورٍ والحزن كسى تعابير وجهه لِيشفق غيْث عليه، فهتف مقتربًا من الفراش مناولًا لها باقة الزهور قائلًا:
"ألف سلامة عليكِ يا رزان!"

نطقت رزان بنبرةٍ هادئة تتناول منه باقة الزهور وناولتها لغيْث تبعدها عن أنفها فلديها حساسية تجاه ذلك النوع من الزهور هاتفةً:
"الله يسلمك يا بابا حضرتك تعبت نفسك وجيت ليه أنا كويسة!"

شبك أنامله ببعضهم وهتف بحزنٍ شديد:
"أنتِ بنتي يا رزان، آسف معرفتش آجي امبارح كنت تعبان شوية"

نظرت رزان لإياد الذي أشاح ببصره بعيدًا يهمهم بضيقٍ شديد، فعاودت النظر لنبيل متسائلةً بقلقٍ:
"حضرتك تعبان مالك؟"

ابتسم نبيل رغم نبرته التي يشوبها الحزن قائلًا:
"ولا حاجة الأهم أني اطمنت عليكِ مضطر أمشي وهجيلك تاني!"

تركهم ورحل وأشفق الجميع على وهنه ليرحل إياد من الغرفة خلفه، أما رزان زفرت بقوةٍ ترفع يدها السليمة تعيد خصلاتها للخلف لتهتف ناريمان بحنانٍ:
"براحة على باباكِ شوية يا رزان باين عليه ندمان"

قبل أن ترد استمعوا لطرق الباب ودخول شخصٍ بباقةِ زهورٍ أخرىٰ تكره نوعها وبشدةٍ، وهتف يناوله لكريم باحترامٍ:
"الطرد ده من شخص لمدام رزان وقالي أوصله!"

قبل أن يسأل من، رحل الشاب لتهتف رزان بهدوءٍ شديد:
"الكارت من بعيد يا كريم وارمي القرف ده في الزبالة"

ناولها البطاقة ونظر غيْث لباقة الزهور التي في يده ثم سألها بتعجبٍ:
"أنتِ عندك حساسية من الورد؟"

شعرت بصداعٍ يداهم رأسها لتهتف بهدوءٍ ولكن قد ظهر التعب في نبرتها:
"أنا عايزة أفضل لوحدي يا جماعة"

بالفعل خرج الجميع تاركين إياها عدا غيْث الذي وضع باقة الزهور بعيدًا عنها، أما هي فتحت البطاقة لتقرأ محتواها …
"ألف سلامة، من كل قلبي بقولك ألف سلامة.. أهم حاجة اتضربتِ بضمير؟ بتأكد بس يا روز مهما كان أنا جوز المرحومة أمك، وآه مبروك ليونس اللي لسة عايش ومبروك لكريم على الجواز قوليله خلي بالك من مراتك كويس عشان عيب تتجوز من غير ما تعرف أبوك! آه الورد جبتهولك عشان عارف أنك بتكرهيه هو وريحته ولونه يا روز!"

كانت غيْث عينيه متعلقة بالبطاقة يقرأ ما تم تدوينه بفضولٍ ولكن أعينه تُطلق شرارًا وغضبًا شديدًا من ذلك المدعو أنيس الباهر، لتمزق البطاقة بغضبٍ شديد رغم ألم يدها نظر لها غيْث وأمسك كفها يحاول تهدئة غضبها قائلًا:
"اهدي، اهدي خالص أنا هنا!"

وضعت يدها أعلى رأسها تعيد خصلاتها للخلف بألمٍ شديد، ألم داخليّ وألم خارجي، لقد تعبت وبشدةٍ قرأ غيْث تعابير وجهها ليجلس على طرف الفراش وأخذها في أحضانه بخفةٍ لكي لا تتألم هاتفًا بحنانٍ رابتًا على ظهرها:
"هيمشي والله العظيم كل ده! كل ده هيمشي حقك عليا"

ربتت على ذارعه هامسَةً:
"هيمشي فعلًا، النهاية قربت!"

♡♡♡♡♡

في الطابق الأسفل بالمستشفى.
في غرفة أنس.

قد استفاق من غيبوبته بجانبه والدته وإيناس يطمئنون عليه وكذلك أدهم الذي يقف واضعًا يده في چيب سترته وهتف بابتسامةٍ ودودة:
"حمدلله على سلامتك يا هندسة! ينفع كدا تتضرب قبل الخطوبة بخمس أيام؟"

سخر منه أنس قائلًا بحنقٍ:
"معلش هبقى أقول للي ضربني أنت مجتش ليه بعد الخطوبة!"

"مين بقى اللي ضربك؟"

قالها أدهم بتساؤلٍ جادّ واضعًا مرحه جانبًا، ليهتف أنس بهدوءٍ كاذب:
"معرفش"

تيقن أدهم من كذبه وعلم السبب، ليهتف أدهم بابتسامةٍ لإيناس:
"إيناس ينفع تخرجي برة أنتِ وماما شوية هتكلم مع أخوكِ في إجراءات الفرح والخطوبة وحوار التأجيل!"

علمت من نظرته أن هناك شيء ولكن أومأت بهدوءٍ رغم عدم موافقتها لترك شقيقها وحده ولكن خرجت مع والدتها التي أقنعها أنس لتخرج، وبعد خروجهم هتف متسائلًا:
"بهدوء والحقيقة عشان نعرف نجيبه، سالم خالك؟"

هز أنس رأسه بإيجابٍ ثم نطق متسائلًا بتعجبٍ:
"بس عرفت منين!!!"

"عشان هو هربان من السجن ومحكوم عليه بالإعدام، وقبل كدا كان مهدد أختك أنها لو اتكلمت هيقتلك أو يقتل الوالدة بس جت فيك الأول!"

قالها أدهم بجديةٍ، ليهتف أنس بقلقٍ:
"بس أنا قلقان عليهم هو أنتوا لسة ملقتهوش؟" 

نطق أدهم بجديةٍ وهدوءٍ:
"لسة القوة طليقة أنها تدور عليه بس متقلقش هيتجاب وخصوصًا أنه ضربك قدام بيتك فده هيسهلنا طريقه، وكمان متقلقش عليهم أنا معاكم وأنتوا بقيتوا في حماية البوليس من بعد اللي حصل، وغير كدا أختك هتبقى مراتي لو عايزاني أديها عنيا مش هتأخر"

ابتسم بخفةٍ على نهايةِ جملته ثم هتف بابتسامةٍ لطيفة:
"الخطوبة في وقتها يا أدهم كدا كدا هبقى في البيت ومش لازم أتحرك كتير، أنا عايز أطمن على أختي وعارف أنك أكتر واحد تقدر تحافظ عليها"

تهللت أسارير أدهم صائحًا بحماسٍ مفرط:
"قول وربنا!!! يعني مش هيتأجل أسبوعين وراه أسبوعين، الله أكبر!!!"

واتجه نحوه يحتضنه بحماسٍ وسعادةٍ ليضحك أنس بشدةٍ ممسكًا معدته بألمٍ هاتفًا بحنقٍ زائف:
"اهدى يبني أنا مضروب"

ابتعد عنه يكاد يقفز مكانه من فرط سعادته وحماسه، ليهتف بعدها ناظرًا له بتوسلٍ:
"طالما رضيت عني أبوس إيدك خليها كتب كتاب، كلهم كتبوا كتابهم وعمالين يغيظوا فيا وأنا أوعدك الفرح وقت ما تحب لما شقتي تخلص، وكمان عشان الخطوبة فيها ضوابط كتير وميبقاش في حاجة حرام!"

ظلّ يتحايل عليه إلى أن وافق أنس على مضضٍ، وقبل صياحه بقوةٍ دخلت إيناس ومعها والدتها لتهتف إيناس بتعجبٍ:
"ليه الصوت كان عالي حصل حاجة؟"

ابتسم أدهم لها متجهًا نحو الباب قائلًا:
"لا يا أناناسة جهزي نفسك عشان الخطوبة وكتب الكتاب في معادهم أسيبكم بقى عشان أروح أشوف رزان المضروبة برضه"

ثم تركهم وغادر ليطالعوا أثره ببلاهةٍ على ما أصابه، عدا أنس الذي كان يضحك بشدةٍ عليه ممسكًا معدته لتنظر إيناس لشقيقه تسأله بعدم فهمٍ:
"هو في ايه؟ وأدهم بيقول كدا ليه أنت وافقت!!"

أومأ أنس بابتسامةٍ هاتفًا:
"آه موافق الواد كنت معذبه معايا عشان خايف عليكِ بس هو شاريكِ وبيحبك بجد ومن أول مرة قابلته فيها وأنا عارف بس كان لازم أتأكد واتأكدت وهو فعلا بيحبك"

ابتسمت إيناس بخجلٍ ودعت لهم هالة بسعادةٍ بالغة وهي تتفحص ابنها بنظراتها الحانية لكي تتأكد أنه بخيرٍ.

♡♡♡♡♡

في منزل جمال الهلالي.

نظر جمال لوليد بغضبٍ هاتفًا:
"يونس عايش إزاي وزي القرد يا وليد! عرف منين أنه هيتضرب رصاصة!"

ابتسم وليد بخبثٍ مخرجًا سيجارته ناطقًا:
"عيب تشك فيا يا چيمي! أنا ضاربها في نص قلبه يعني يموت فيها شوف بقى الدخلاء اللي أنت مشغلهم جديد"

أنهى جملته بخبثٍ شديد واضعًا سيجارته في فمه ناظرًا لطارق الواقف بعيدًا، التفت بعينيه لطارق الذي نفى بسرعةٍ كبيرا هاتفًا:
"عيب يا باشا تشك فيا أنا أصلًا مكنتش أعرف إنك عايز تقتل الليدر بتاعي"

هتف جمال بغضبٍ:
"ماشي اتحرك يا وليد واستني الطلعة الجاية، أنا واثق فيك عشان قناص محترف!"

زفر وليد دخان سيجارته على مهلٍ ورماها في الأرضية كعادته ودعس فوقها هاتفًا:
"see you later gimy"

ورحل تاركًا جمال مع طارق ذلك الظابط المتواجد بفرقة يونس، ولكن قد خانهم لأجل جمال ولأجل لمعة النقود الكثيرة بعينيه، وقابل وليد أنيس في طريقه للخروج لكن تخطاه وكأنه لم يره من الأساسِ في كل مرةٍ يتقابلون بها يعامله بطريقةٍ تهينه فـ أنيس لا يطيقه أو يطيق النظر بوجهه، تقدم من جمال هاتفًا بخبثٍ:
"زهرة وفقّت وطلع الرجالة على رزان ادوها علقة محترمة"

نطق جمال بغلّ وحقدٍ شديد هادرًا:
"مش هيشفي غليلي موتهم كلهم على إيدي بعد ما خلوني على الحديدة ولو متصرفتش هنكون انتهينا"

"بس خليني أحرق قلب كريم عشان نسي أني أبوه!"

قالها أنيس بشرّ ونفسٍ مريضة، ليهتف طارق بابتسامةٍ خبيثة:
"يبقى مراته!"

♡♡♡♡♡

في منزل مدبولي.

قد وصل إياد ودخل كالعاصفة ليجد والدته جالسةً في الصالون وحدها، فهتف هادرًا مما أفزعها:
"سناء، سيادة اللواء فين؟" 

"قاعد في مكتبه زي عادته يا باشا من ساعة ما جه"

قالتها سناء باحترامٍ، ليشمر ساعديه قائلًا:
"تمام، زُهرة هانم ممكن تيجي معايا الجنينة شوية"

بدل نبرته لأخرى هادئة، هدوءً ما قبل العاصفة ناظرًا لها نظراتٍ تُشعلها مكانها، فازدردت ريقها ونهضت لتخرج معه نحو حديقة المنزل وهي لا تفهم شيء ولكن قد فهمت عندما هدر إياد بغضبٍ شديد:
"هتبطلي و**** إمتى؟ مش قولت مرة لأ ولو كلمتيه تاني هزعلك، بتتفقي مع أنيس الـ*** وتطلعي رجالة على رزان يضربوها ويكهربوها!! أنتِ مكفاكيش موت بنتك، متنضفي بقى وتخليني عامل اعتبار أنك لسة أمي"

هدرت بغضبٍ مماثل ناطقةً:
"ومن إمتى أنت عامل اعتبار أن رزان أختك ولا عامل اعتبار أنها موجودة أصلًا، مش فاكر لما كنت بتتفق معانا نعمل فيها كدا ولا مش فاكر، لعبت في دماغك وخلتك تروح لصفها وتنسى أني أمك!"

ضحك بسخريةٍ ونطق بغضبٍ:
"لا، قلب الترابيزة ده مش عليا أنا!! ده أنا أبو الشغلانة، رزان لولاها كان زماني ميت قبل نادين يإما مسجون.. توبت وقلت لأ مش هقرب منها من قبل حتى ما أروحلها، وأنا بحذرك مرة تانية يا زهرة لو ملمتيش نفسك هتشوفي مني وش مش هيعجبك"

وغادر دون انتظار ردّ منها، لتنظر لأثره بخوفٍ شديد ثم انتفضت تفزع على صوت نبيل الذي قال متسائلًا:
"إياد كان بيزعق ليه يا زهرة!"

نطقت زهرة بتلعثمٍ ونبرةٍ مهتزة:
"لا ولا حاجة يا نبيل، مضغوط شوية في شغله وموت نادين الله يرحمها مأثر عليه!"

عاد الحزن لوجهه بعد تذكره لابنته من جديد ليعود نحو الداخل تاركها دون رد، لتهمس لذاتها:
"لازم أشوف أنيس بسرعة إياد هيقتلني"

وظلت تفكر كيف تقابل أنيس دون أن يكشفها إياد أو نبيل.

♡♡♡♡♡

في يومٍ جديد.

قد انتهت رزان من ارتداء ثيابها رغم صعوبةِ الأمرِ بسبب ألم جسدها واستعمالها لذراعٍ واحد بسبب كدمة ذراعها الثاني وأنه ما زال مربوطًا برباطٍ ضاغط، استمعت لطرقِ الباب بعد وضع المعطف فوقها فلم تقدر على ارتدائه، تصببت حبيبات العرق على وجهها بسبب المجهود التي قامت بفعله، أذنت للطارق بالدخول ولم يكن سِوى غيْث الذي اقترب منها مخرجًا منديلًا ورقيًّا متسائلًا بحنانٍ:
"أنتِ كويسة؟"

أومأت له فمسح حبيبات عرقها بلطفٍ ثم هتف بابتسامةٍ يعدل وضعية معطفها لكي لا تبرد نابسًا:
"طب يلا عشان نروح!"

أسندها نحو الأسفلِ وساعدها في ركوب السيارة وصعد هو الآخر بجانبها، وقبل ربط حزامه مال نحوها يسحب حزامها ليربطه لها بإحكامٍ قائلًا بعبثٍ يُذكرها بالمرةِ المسبقة التي كان هو مكانها:
"ملامحك برضه جامدة رغم الجروح اللي في وشك"

عاد ليربط حزامه لذاته أيضًا ثم انطلق بالسيارة بسرعةٍ قياسية، أما هي تجاهلت عبثه ظاهرِيًّا فيكفي قلبها لم يقدر على تجاهله ولكن ألمها كان أكبر لتصمت غير قادرةً على قولِ شيءٍ، هتف هو من جديد متسائلًا:
"أنتِ كويسة؟"

حركت رأسها بحركةٍ بسيطة، ليبتسم لها بحنانٍ هاتفًا:
"طب نامي يا روز وارتاحي ومتخفيش أنا موجود"

أغمضت عينيها بالفعلِ تستسلم لسلطانِ النوم ولو لم يكن بشكلٍ كامل ولكن لتنام قليلًا فمثلما قال أنه موجود، وصدقه قلبها وعقلها.

♡♡♡♡♡

قد مرت الأيامِ والليالي.
ليأتي موعد عقد قران أدهم وإيناس.
في منزل أنس.

قد انطلقت الزغاريد بسعادةٍ بالغة بعدما ألبسها خاتم الخِطبة وكذلك هيَ، كانت رزان تقف حانقةً فقد جاءت رغمًا عنها وما زال ذلك الرباط الضاغط حول يدها، قد خفّت جروحها ولكن ليس بشكلٍ كامل، ليميل غيْث لها هامسًا:
"افردي وشك شوية خلاص ناقص تقولي للناس أنتِ مش طايقاهم كلاكيت تاني مرة!"

كبحت بسمتها تزفر بقوةٍ هامسةً:
"هيموت يعني لو أجله شوية!! تلاقيه قتل أخوها عشان يكتب الكتاب بدري صاحبي وأنا عارفاه!"

همس لها بحنقٍ وضجرٍ:
"ما كفاية بقى، خلاص عرفنا أنهم صحابك وأنك عارفاهم راعي مشاعري بقى أنا واحد غيور"

ضحكت ناطقةً بابتسامةٍ:
"أنا عارفاهم من قبلك بكتير يا غَيْث!"

همهم بحنقٍ وتذمرٍ:
"يا سلام!"

ربتت على كتفه هاتفةً:
"اهدى عشان هيكتبوا الكتاب أهم ونمشي عشان صدعت"

عقد يده أمام صدره بتذمرٍ قائلًا:
"بس أنا عايز أتراضى بقى أنا زعلان!"

ابتسمت بلطفٍ وكأنها تحادث ابنها وليس زوجها هاتفةً:
"هراضيك حاضر لما نروح"

أما يونس كان يقف بجانب چيهان التي كانت تصفق بسعادةٍ وحماسٍ جعلت يونس يهتف بابتسامةٍ يشاغبها:
"برضه هبلة"

طالعته بحنقٍ ناطقةً:
"برضه بتهزقني؟"

"وأنا أقدر برضه، هبلة دي حاجة حلوة مبقولهاش لحد أصلًا"

لم تعرف هل تبتسم أم يحتقن وجهها من تلك الكلمة ولكن اختارت الابتسامِ ليداعب وجنتها بلطفٍ يمازحها:
"كتكوتة عسل يا چِين، مش هبلة ولا حاجة متزعليش"

ابتسمت بخجلٍ ثم هتفت تعيد خصلاتها المتمردة خلف أذنها ناطقةً:
"مزعلتش"

"عشان أنتِ كتكوتة"

قالها يونس مكررًا كلمته السابقَة بابتسامةٍ، لتبتسم هي الأخرىٰ، كان كريم يتناول شطيرة من الشاورما بتلذذٍ بعدما اشتراها في طريقه لينظر لضحى التي تطالعه بحنقٍ هاتفًا بعرضٍ عليها:
"تاخدي حتة؟"

همهمت بضيقٍ شديد وهي تعقد يدها أمام صدرها هاتفةً بحنقٍ:
"بتاكل شاورما في كتب كتاب صاحبك؟؟ أنتَ اتهبلت يا كريم!"

"من بعد ما اتجوزتك والله!"

قالها كريم يقضم قضمة أخرى من شطيرته هاتفًا مرة أخرى:
"والله مفوتة سندوتش جامد هتندمي"

شعرت برغبةٍ في قتله الآن، أو الصراخ حانقةً بوجهه ومن أفعاله ليستمع لصوت أدهم يخبره أن يأتي لأجل الشهود فناولها الشطيرة قائلًا:
"خلي بالك منها!"

ورحل تاركها لتبدأ في تناولها بغيظٍ قائلةً:
"تصدق معاه حق السندوتش طعمه حلو هيجي مش هيلاقيه أصلًا"

ليبدأ المأذون في عقدِ القِرانِ أدهم ممسكًا بيد أنس لينتهي المأذون بجملته الشهيرة…

"بَارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير"

علت الزغاريد مرة أخرى بسعادةٍ تغمرهم جميعًا، ونهض أدهم ناظرًا بابتسامةٍ هاتفًا:
"طلع الحلال أجمل فعلًا"

ضحكت بخجلٍ فاقترب يعانقها بحنانٍ وحبٍّ ليبتعد عنها هامسًا لها بحُبٍ:
"المتنبي كان بيقول
لَا السّيْفُ يَفْعَلُ بِي مَا أَنتِ فَاعِلَةٌ
ولَا لِقَاءُ عَدُوِّي مِثْلَ لُقْيَاكِ
لَوْ بَاتَ سَهْمٌ مِنَ الأَعْدَاءِ فِي كَبِدِي
مَا نَالَ مِنّي مَا نَالَتْهُ عَيْنَاكِ"

تأثرت بشدةٍ وترقرقَ الدمع في عينيها بسعادةٍ، رغم الخجل الذي تضرج لوجنتها ولكن قد جاءت والدتها لتعانقها بسعادةٍ وهي تبارك لها بحنانٍ، وكذلك أنس الذي عانقها بحنانٍ وابتعد مقبلًا قمة رأسها هاتفًا:
"مُبارك يا حبيبي، ربنا يتمملك على خير"

انتهى اليوم بين سعادة الجميع والمباركات التي تأتي لأدهم وإيناس من أصدقائهم والجميع.

♡♡♡♡♡

مَـرّ أسبوعانِ.

نهضت رزان بنشاطٍ كعادتها ولأن اليوم انتهاء إجازتها الرسمية بعد تلقيها الضرب المبرح، انتهت من ارتداء ثيابها وهي ترتدي معطف أسود يصل لركبتها لبرودة الجوّ، خرجت من الغرفة لتجد غيْث قد استيقظ وانتهى من ارتداء ثيابه أيضًا، هتف فور رؤيتها:
"صباح الخير!"

"صباح النور"

قالتها وهي تخرج زجاجةِ مياهٍ ترتشف منها ثم وضعت منها لكي تُعدّ قهوة مردفةً:
"أنا هتأخر النهاردة وده لأن عندي شغل كتير وأنا واخدة إجازة بقالي كتير"

أخرج عُبوة من مشروبه والأشياء التي سيعد بها شطائر لذيذة هاتفًا بابتسامةٍ:
"أنا برضه عندي عيادة والمطعم وعندي حجز كورة مع الشباب، بلاش قهوة قبل ما أعملك سندوتش"

أومأت بإيجابٍ وهي تكمل إعداد القهوة لتنظر في ساعةِ يدها لتجد أنها تأخرت ولكن لا يهم، أخذت منه الشطيرة هاتفةً:
"سلام!"

أشار لها بالوداعِ لترحل وأكمل هو شطائره ليرحل هو الآخر لكي لا يتأخر على موعد الجلسة الأولى.

♡♡♡♡♡

في منزل مدبولي.

كانت زهرة تهمس بغضبٍ ليعلو صوتها تلقائيًّا هادرةً:
"أنتَ هتنساني يا أنيس فاكرني مش هعرف أجيبك، أنتَ ناسي كل اللي بينا ولا إيه!! بقولك لازم نتقابل!"

"مين ده يا زهرة اللي تقابليه؟"

اتسعت أعينها بصدمةٍ وذعرٍ وهي تلتفت لتجد أمامها نبيل وقد وقع الهاتف من يدها من رهبتها هاتفةً:
"لا لا لا يا نبيل أنتَ فاهم غلط؟"

استنكر فِعلتها ناطقًا بعدم تصديق:
"بتخونيني يا زهرة!! آخرتها بتخونيني ومع مين مع الكلب أنيس الباهر!!! أنتِ إيه يا شيخة!! آه"

أنهى جملته واضعًا يده على موضع قلبه مستندًا بيده على الجدار يتأوه عاليًا لتنظر له بذعرٍ ومن ثم صرخت تنادي إياد الذي جاء مسرعًا وفور أن رأى والده كذلك حتى أسنده سريعًا صارخًا بها:
"اطلبي الإسعاف بسرعة!! وأقسم بالله لهوريكِ النجوم في عز الضهر لو جراله حاجة"

جاءت الإسعاف لتحمل نبيل وقد ذهب معه إياد مرتعبًا على والده، أما زهرة دعت ربها أن يمر الأمر لكي لا تُطرد فلو حدث له شيئًا سيقتلها ابنها لا محالة.

♡♡♡♡♡

في المستشفى.

تحركت رزان بخطىٰ سريعة بين ممراتها حتى وصلت لإياد وهتفت بتساؤلٍ:
"حد خرج يطمنك؟" 

هز رأسه نافيًا والرعب يتآكل قلبه على والده، لقد أخطأ ولكن ليس لدرجة أن يرحل والده ويتركه، يعلم أنه كان قاسيًا في بعض الأحيان ولكن كان يحبه من قلبه، ربتت رزان على كتفه تُطمئنه هاتفةً:
"هيبقى كويس متقلقش!"

كانت تُطمئن نفسها قبله، فهي لم ترى شيئًا سيئًا من والدها، السيء الوحيد أنه تركها مع والدتها ظنًّا أنها ستكون بأمانٍ عن ما تكون معه، نظر لها إياد بأعينٍ مغرورقتانِ بالدموع ونطقَ:
"ينفع أحضنك؟"

ابتسمت وفرّقت ذراعيها ليندفع لأحضانها تعانقه بحنانٍ، تتذكر عندما جاءها خبر أنه سيتم قتله بسبب قضيةٍ قد فعلها خطأ وقبل حدوثِ الشيء نبهته بحزمٍ وغضبٍ تذكرت أنه لم يكن سيصدقها لولا بالفعل حدث الشيء وكاد أن يُقتل لتأتي هي وأدهم حينها وتم حبس ذلك الرجل، ليس قلبها قاسيًا لكي تترك أُخوتها يرون العذاب والقتل، فلو كانت تعلم ما سيحدث لنادين كانت لتمنعه بقدر ما أوتيت، فهم ضحايا لـ زُهرة… وحينَ تذكّرها لـ زهرة ظهرت بسمةٍ على ثغرها لا تنوي على الخيرِ أبدًا، ابتعد إياد فور أن استمع لباب الغرفة يُفتح.. ليخرج الطبيب بتعابير وجهٍ آسفة:

"جاله أزمة قلبية بس الحمدلله لحقتوه في الوقت المناسب لكن للأسف دخل في غيبوبة ممكن تقعد يومين على حسب مؤشراته أو فترة أطول… هو بس محتاج حد يكلمه يطمنه وهو بيسمع بس لما يفوق ياريت محدش يزعله خالص عشان اللي حصله بسبب الزعل الشديد وبسبب أنه سمع حاجة تانية فقلبه مقدرش يستحمل، ألف سلامة عن إذنكم"

رحل الطبيب لتلتفت رزان لإياد المصدوم وهتفت بجمودٍ شديد:
"خليك هنا متتحركش ومتسبهوش لوحده وأنا جاية تاني!"

ولم تترك له مجالًا للرد كانت تسير بخطى سريعة ينبعث فيها غضبها ونزلت للأسفل لتصعد للسيارة وقادتها بسرعةٍ هائلة وما أن وصلت حتى هبطت من السيارة وصعدت درجات السلم لتخرج المفتاح وتفتح الباب وما أن دخلت لتجدها في وجهها على وشك الخروج لتهتف:
"راحة فين بس لسة بدري!"

تراجعت زُهرة للخلف برعبٍ شديد وهي تبصر رزان التي لا تنوي على الخير أبدًا، لتنزع رزان مِعطفها ببطءٍ مثير للأعصاب مردفةً:
"تلت حاجات بكرههم في حياتي يا زُهرة الخيانة وأن محدش يسمع كلامي والبامية"

رمت المعطف على الأريكة لتظل بسترةٍ قطنية نصف كم وبنطالٍ رياضيّ تستمع لزهرة التي تقول بذعرٍ:
"والله العظيم… والله!!"

"هششش، هتحلفي على إيه!! أنتِ لاقية كلام أصلًا عشان تحلفي بيه! أنا مش عايزة أسمع صوتك خالص… هو أنا مضطرة أسمعه لما أعمل اللي أنا جاية عشانه"

وقبل أن تستفسر زهرة عن شيءٍ كانت تصفعها رزان بقوةٍ ولم تصمت بل جذبتها من خصلاتها بقوةٍ هادرةً بغضبٍ شديد:
"مش قولتلك مرة لو حصله حاجة محدش هيحلك من إيدي، وأدينا أهو لوحدنا في بيت طول بعرض وحتى لو مش لوحدنا يا زهرة… حق أبويا دلوقتي هاخده أصل أنا ليا حق برضه مش فاكرة الرجالة يا زهرة"

وقبل أن ترد زهرة مرة أخرى كانت تصفعها رزان صفعة أقوى من سابقها وتصرخ زهرة فقط بألمٍ شديد تتوسلها بتركها ولكن لا حياة لمن تنادي، صفعتها رزان مرة أخرى تسحبها من خصلاتها ثم دفعتها بكل قوةٍ على طاولة زجاجية لتقع أرضًا وتتهشم الطاولة فوقها، لتصرخ عاليًا وكانت سناء تشاهد كل ذلك ولكن لم تنطق حرفًا بل تنظر لها بتشفٍ فهي تستحق أكثر من ذلك، توجهت رزان نحوها تتجاهل رنين هاتفها المستمر في معطفها وسحبتها بقوةٍ تدفعها على الأريكة تحكم قبضتها حول عنقها هادرةً بغضبٍ:
"حذرتك كذا مرة يا زهرة بس أنتِ اللي بتحبي تشوفي وشي التاني"

ثم دفعتها بقوةٍ على الأرض أمامها تبكي بشدةٍ وتصرخ متأوهةً، لتنحني رزان القرفصاء أمامها ثم جذبتها بقوةٍ من خصلاتها لتتأوه بصراخٍ مكتوم، هاتفةً بهدوءٍ رغم أنفاسها اللاهثة:
"وأنا قولت مرة وشي التاني مش هيعجبك"

دفعتها رزان على الأرض من جديد ثم اعتدلت تخرج سلاحها من چيبها الخلفيّ وعمّرته مما دبّ الرعب في قلب زهرة التي تراجعت زاحفة للخلف تسيل الدماء من وجهها المتورم ومن يدها بسبب الزجاج وخصلاتها المبعثرة، لتهتف بذعرٍ:
"لا لا مش هتقتليني لأ، أنا آسفة والله!"

أشهرت رزان السلاح في وجهها ببرودٍ شديد ولم يرف لها جفن كان يستقر إصبعها على الزناد ولم تستمع لتوسلات زهرة الصارخة بألا تفعل ذلك كانت تضغط بإصعبها على الزناد لتصرخ زهرة صرخةٍ مدوية ….

♡♡♡♡♡

في النادي الرياضيّ.

كان يمرر الكرة لعمار صائحًا:
"بسرعة يا عمار، يلا"

ركض عمار بالكرة لكي لا يتم أخذها منه وهو يحاول تمريرها ليوسف فمررها ولكن أخذها شخصٌ من الخصم ومررها لحارس المرمى خاصهم، عاد الجميع للخلف لكي يتم تمرير الكرة بقوةٍ ويتم أخذها أحدِ الأشخاص ليقوم بضرب الكرة لنقطةٍ بعيدة عاليةً ثم لحقها غيْث الذي قفز يضربها برأسه ولكن لم تكن ضربةٍ جيدة حيث وقف يمسك رأسه بألمٍ شديد فلقد ضربها بطريقةٍ خاطئة تؤذي رأسه وخاصةً أنه قام بفعلِ عمليةٍ جراحية بها منذ وقتٍ قليل، تأوه واقعًا أرضًا وهو ما زال ممسكًا رأسه ليركض أصدقائه نحو سريعًا ليسأله يوسف بقلقٍ:
"أنت كويس؟ حصلك إيه؟"

هز رأسه نافيًا بمعنى لا يعلم، ليساعده يوسف في النهوض ولكن ترنح في وقفته ولم يعد قادرًا على فتح عينيه ليقع أرضًا بين أحضانِ يُوسف فاقدًا للوعي وآخر ما سمعه كان صرخة يوسف الفزِعة باسمه وصراخ أصدقائه أيضًا برعبٍ…..

#يُتبع

ــــــــــــــــــــــــ

فصلٌ خِفته كـ خِفّة الفراشة أحبّائي ❤

إلى اللقاء في الفصل القادم ♡

دُمتم سَالمين

#مأساة_روز
#أروى_سليمان

Continue Reading

You'll Also Like

16.9K 1.2K 16
تحكي الروايه عن كرم الذي التحق بكليه التجاره بجامعه الزقازيق، كرم يبلغ من العمر 18 عاماً فهو شاب يتحلى بالاخلاق ويعرف الطريق إلى الله جيداً ولكنه إلى...
55.9K 691 41
Just our fav lieutenant getting sum luv or sometimes I make the ghussy getting destroyed I put warnings on the smut chapters don't worry luv
205K 10.4K 89
Being flat broke is hard. To overcome these hardships sometimes take extreme measures, such as choosing to become a manager for the worst team in Blu...
261K 8.1K 186
What if a Pokémon Trainer found herself in the world of One Piece? What if she found herself with the Strawhat Pirates? What if she finds herself get...