مأساة روز ✓

By ArwaSoliman4

57.3K 3.9K 817

لا نختار حياتنا بأيدينا ولا نختار قدرنا.. بل نُولد لنرى أنفسنا في مكانٍ لا نتخيله، لا نريده، نتمنى لو نختفي... More

اقتباس
مُقدمـة
1 - تمّ الإمساك به!
2 - الجارة الجديدة
3 - مسألةٍ مُعقدة
4 - يعيش اللحظة
5 - مسافة الطريق
6 - لماذا قتلت!
7 - أمام وجهها
8 - تمّ الاعتداء!
9 - انفجار مدويّ
10 - رمىٰ القنبلة في وجهها
11 - ثمن الحساب
12 - تمّ خطفها
13 - خبرٌ صادم وعاجل
14 - فاقدًا للوعي
15 - ليست الحياة وردية
16 - من دمه!
17 - من جاء؟
18 - ما الخطوة القادمة!
19 - تزداد النيران
20 - هل ستكون النهاية؟
21 - من أنتِ؟
22 - الحياة ليست عادلة
23 - اتشاهدي على روحك
24 - بوليس الآداب
25 - سيُقتل!
26 - تتمنى الموت!
27 - آكلة لكلّ شيء
29 - بصدرٍ رحب
30 - صرخة فزِعة باسمه
31 - أريد خَبرُها
32 - ثمانية وأربعونَ ساعةٍ
33 - صورة بِـ عيون من تُحبين
34 - وَقعت بَين يَديه
35 - الأخير
الخاتمة
هـام "روايتي الجديدة"
حَلقة خاصّة

28 - على أي نحوٍ!

1.3K 94 20
By ArwaSoliman4

.

متنسوش الڤوت
أتمنى لكم قراءة ممتعة ♡

28 - علىٰ أي نحوٍ!

♡♡

قد التمّ الحشد بسبب رؤيتهم للحريق الذي نهب منزل جارتهم، ولكن قد وصل إياد الذي ركل الباب بكل قوةٍ وتمّ فتحه، ليرى في وجهه الدخان الكثيف فوضع يده على وجهه وهو يبحث بعينيه عنها حتى وجدها في ركنٍ فاقدة للوعي لم تصل لها النيران بعد، ليتحرك بخطى حذرةٍ نحوها وقام بالانحناء وحملها بين يديه وهو يخرج من الشقة التي بدأت النيران بالتهام كل شيءٍ بها، قد جاءت المطافئ والإسعاف ونزل على درجات السُلم حاملًا إياها ثم وضعها على الفراش المتنقل ودخلت سيارة الإسعاف، سعل بقوةٍ وهو يتوجه نحو سيارته وقادها بسرعةٍ أمام سيارة الإسعاف مفسحًا لهم الطريق بإشاراته للسيارات المجاورة، يتذكر كيف رزان أيقظته من نومه تخبره بأنه سيحدث حريقًا الآن ويجب أن يصل في الوقت المناسب، قد تأخر بعض الوقت ولكن لو تأخر دقائق أخرى كانت ستطولها النيران وسينتهي الأمر، ضرب على المقود بغضبٍ دفين شعر به من ذلك المدعو أنيس وجمال أكثر بكثير، ما جنس هؤلاء!

وصلوا للمستشفى ونزل من السيارة وتوجه نحو سيارة الإسعاف يراهم يسحبوها على الفراش ويركضون بها نحو الداخل واضعين لها قناع الأكسجين لكي تُعاد لها أنفاسها بشكلٍ طبيعي، توقف أمام غرفة الفحص مشددًا على خصلاته بقوةٍ ليصدح رنين هاتفه فوضعه على أذنه مجيبًا:
"ألو"

"حصل حاجة؟"

قالتها رزان بتساؤلٍ فور سماع صوته، ليردّ:
"هي جوة بيكشفوا عليها… النار مكانتش وصلت لها، هو لو اتأخرت دقيقة كان زمانها ولعت"

ارتاح قلبها بعض الشيء، ثم نطقت بنبرةٍ هادئة:
"لما الدكتور يخرج طمني وأنا ساعة وجاية!"

أنهى المكالمة معها ووضع هاتفه في جيبه ينتظر خروج الطبيب، الذي خرج بعد ربع ساعةٍ فتقدم منه يسأله بتلهفٍ لم ينتبه له، فردّ الطبيب بنبرةٍ هادئة:
"هي كويسة الحمدلله.. اغمى عليها بسبب استنشاقها للدخان اللي في الحريقة، لكن الحمدلله مطالتهاش النار من أي منطقة.. هتفوق كمان نص ساعة" 

زفر بارتياحٍ وكأن أنفاسه كانت محبوسة وعند ذلك القول تمّ إطلاقها، رحل الطبيب وتبقى هو يفكر بعض الشيء ثم اتجه نحو الاستقبال ليدفع حساب المستشفى ثم يعود للغرفة، بعد نصفِ ساعةٍ بدأت هي بالاستيقاظ تنظر حولها بتشوشٍ وتيهٍ استمعت لطرقاتٍ خفيفة على الباب يعقبها فتح الباب ودخول إياد الذي هتف:
"حمدلله على السلامة"

نزعت جهاز الأكسجين عن وجهه بتعبٍ وإرهاقٍ يتضح على تعابير وجهها، ثم نطقت بتيهٍ:
"هو حصل إيه؟ آه البيت ولع!"

قالت جملتها الأخيرة بعدما تذكرت، حاولت الاعتدال وقد ساعدها في ذلك يضع وسادة خلف ظهرها قائلًا:
"آه البيت ولع وكنتِ أنتِ كمان هتولعي بس لحقتك"

"شكرًا لكرم أخلاقك، هي الكلاب طول عمرها وفيّة كدا لأصحابها"

قالتها أروى بحنقٍ غير مُبرر، ليهدر إياد بغضبٍ:
"بت أنتِ!! اتلمي والله ما حد كلب غيرك في الليلة دي، ده أنتِ تستاهلي الحرق بجد مش هزار.. ياه لو الإشارة كانت وقفت دقيقة كمان كان زماني شايفك مولعة كدا والنار ماسكة فيكِ!"

تمتمت بحنقٍ بالغ هادرةً:
"سبني في حالي بقى وغور من هنا! مش كفاية بقى بيتي مولع، وحاجاتي ولعت، وأنا كنت هولع ويلهوي بقى"

أنهت جملتها تولول بنبرةٍ على وشك البكاء، لينطق إياد بعدم اهتمامٍ بعدما جلس على المقد هاتفًا:
"البت بدل ما تحمد ربنا إنها عايشة… قاعدة تولول على شقة ولعت وحاجات اتحرقت"

نظرت له هادرةً بغضبٍ شديد:
"الشقة بفلوسي وحاجاتي بفلوسي وتحويشتي… أنت عارف بعد ما ولعت هيحصل إيه! ينهاري هرجع لأبويا؟"

قالتها تحدث نفسها متجاهلة إياه نهائيًّا، ثم نطقت ناظرةً له بعدها:
"هي رزان فين؟"

"معرفش"

قالها بعدم اكتراثٍ وهو يتفحص هاتفه، لتهتف أروى متسائلةً:
"أنت بتعمل إيه هنا؟"

"بلعب!"

قالها باستفزازٍ قصده ولم يرفع عيناه من على الهاتف، لتردّ بغيظٍ:
"العب برة!"

"وأنتِ مالك؟"

صرخت صرخةٍ مكتومة وهي تعود برأسها للخلف، جعلها ذلك المستفز تفقد أعصابها في أقل من ثانيةٍ، ولكن شردت فيما سيحدث، هل ستعود من جديد لوالدها وأخوتها! هل سترى تصرفات والدها المُحبطة لها من جديد؟ ماذا سيحدث؟

♡♡♡♡♡

في منزل رزان.

كانت جالسة في الصالون بعدما ارتدت ملابسها لكي تذهب وترى أروى وتتحدث في الهاتف بنبرةٍ جادة:
"تمام، ظبّط كل حاجة وكل حاجة تكون جاهزة بكرة!"

أنهت معه المكالمة لتلاحظ غيْث الذي استيقظ وخرج بهيئته المُبعثرة وخصلاته أيضًا وازداد تبعثرها عندما فركهما بتعبٍ وشعوره بصداعٍ يداهمه توجه نحو المطبخ ليرتشف مياه ولم ينتبه لوجود رزان ولكن صدح صوتها قائلةً بتساؤلٍ:
"أنت مصدع ولا إيه؟"

أومأ وهو يضع حبة الدواء في فمه يعقبها ارتشاف مياهٍ، لتنهض رزان مقتربة منه ثم أردفت:
"طب ريح والمسكن هيشتغل!"

تجاهل صداعه وتعبه مردفًا بتساؤلٍ:
"أنتِ راحة فين دلوقتي؟ الساعة اتنين بليل!"

أرجعت رزان خصلاتها للخلف تشدد عليهم ناطقةً:
"أروى شقتها ولعت وهي فيها بس الحمدلله هي كويسة بس في المستشفى فلازم أروحلها! وعندي كدا كدا شغل الصبح بدري" 

"روحيلها الصبح، مش هتفرق كام ساعة يا رزان هتطمن أكتر.. وبعدين بقولك مصدع وجسمي حاسس أنه متدشمل هتسيبيني"

أنهاها بنظراتٍ تمثل الحزن والخزي، لتزفر بقوةٍ هي بالفعل ليس لها أي طاقة الآن ولشجارات إياد وأروى، أخرجت هاتفها ووضعت الهاتف على أذنها بعدما ضغطت على رقمٍ، تنتظر رد إياد الذي جاءها حانقًا:
"اتخمدت إلهي ما تقوم البعيدة دي!" 

زفرت رزان بقوةٍ متسائلةً:
"هتفوق إمتى؟"

"الصبح، أنا مروح وهبقى آجي الصبح… وفري بنزينك أنتِ كمان، يلا سلام!"

أنهت معه المكالمة ونظرت لغيْث الذي كان يستند على الطاولة ينتظر انتهاء حديثها لتقول بهدوءٍ:
"أعملك حاجة دافية!"

سحبها من يدها نحو الأريكة وجلس وأجلسها ثم مدد واضعًا رأسه على فخذها ناطقًا بهدوءٍ:
"اعملي مساچ لشعري وأنا هبقى كويس!"

كانت تجلس مُتصنمةً مكانها ولكن استسلمت وبدأت بتدليك فروة رأسه وملاعبة خصلاته بهداوةٍ وقد لانت ملامحه براحةٍ لما تفعله وبدأ بالذهاب في النوم من جديد، هتفت بمناداته:
"غيْث!"

همهم بنعاسٍ منتظرًا ما تودّ قوله، لتنطق بهدوءٍ ولكن نبرةٍ أعربت عن مدى الحنانِ الذي تقدر على إعطاؤه رغم أنها لم تنله في حياتها:
"نام نام… بكرة نشوف!"

ابتسم وغاص في نومٍ عميق، لتبتسم هي الأخرى معاودةً ظهرها للخلف بشرودٍ تُفكّر في القادم وفيما تريد فِعله.

♡♡♡♡♡

في صبيحةِ يومٍ جديد.
في شركةِ الأدويةِ.

كانت چُمانة تتسامر الحديث مع أصدقائها وينهالون عليها بالمباركات بسبب أنه تمّ عقد قرانها، ولكن ليس الجميع بذات الصفاء حيث اقتربت منها إسراء تنطق بغلّ:
"ويا ترى بقى وقعتيه إزاي؟"

نهضت من على المقعد ثم جعلت إسراء تنهض وابتسمت لها قائلةً:
"كده"

قالتها ثم عرقلتها على الأرضيةِ، ليضحك الجميع بشدةٍ ونظرت لها إسراء بغلّ وحقد وهي تنهض ثم دفعتها بكل غضبٍ هادرةً:
"أنتِ غبيّة يا بنتي بتوقعيني؟ أقسم بالله لهوريكِ مين هي إسراء مُحسن!"

قالتها ثم بدأت بضربها ولم تصمت چُمانة بل كانت تضربها أيضًا واحتد الشجار العنيف بينهم والجميع يشاهد ويضحك بشدةٍ وهناك من يحاول الفكاك بينهم، وقد وصلت أصواتهم لنهاية الشركة بسبب صراخهم العالي واحتداد الشجار بينهم بالأيدِ واللسان، أمسكت إسراء ما طالته يدها ولم يكن سِوى حقيبتها المتواجد بها قطعة حديد لتضربها بها على رأسها جعلتها تترنح للخلف تتأوه بصوتٍ عالٍ وهي تمسك رأسها وقد جاء العاملون بالشركة والأطباء والرؤوساء، واقترب يوسف من چُمانة سريعًا يتفحصها ويتفحص رأسها متشدقًا بقلقٍ بالغ:
"أنتِ كويسة؟"

هزت رأسها بإيجابٍ تكبح بكاءٍ شديد، ليهدر عمّار بغضبٍ شديد:
"كل واحد على مكانه يلا.. واللي يفضل الدكتورة والدكتورة چُمانة!"

في الأولى أشار على إسراء التي تقف بغضبٍ ويحاول أصدقائها تهدئتها، وقد رحل الجميع بالفعل وتبقى إسراء واثنان من أصدقائها وچُمانة ويوسف وعمّار الذي بدأ بالحديث:
"حصل إيه بقى؟ ومين اللي بدأ"

سردت صديقة إسراء ما حدث دون أن تزود حرفًا أو تُنقص، ليهدر يوسف بغضبٍ شديد لإسراء:
"وحتى لو يا دكتورة هي اللي بدأت!! بتضربيها بشنطة حديد على راسها!! أنتِ فاكرة نفسك فين يا بت أنتِ؟"

هدرت إسراء بغضبٍ شديد هي الأخرى:
"آه مهو عشان مراتك هتدافع عنها ومش هتشوفها غلطانة" 

ابتسم يوسف باستفزازٍ ناطقًا:
"أديكِ قولتِ بنفسك مراتي ومش هشوفها غلطانة وأكيد هدافع عنها أمال فكراني هدافع عنك يعني ولا إيه!!"

طالعته بغضبٍ شديد وحقدٍ ناظرته لچُمانة التي تقف صامتة وهي تتوعد لها بالهلاكِ الشديد فلن يمر الأمر مرور الكرام عليها، ثم رحلت هي وأصدقائها من أمام الثلاثة، ليستدير يوسف لچُمانة وأخذها في أحضانه يهدئها بحنانٍ فانفجرت باكيةٍ لألم رأسها والإهانة التي تلقتها اليوم رغم أنها دافعت عن ذاتها ولكن هي لا تحب الشِجار أو تجلب لنفسها مشكلاتٍ كتلك، تركهم عمار وذهب هو ليرى الطلاب ويسيطر عليهم بعض الشيء، أبعدها يوسف عنه بلطفٍ ورفع إبهامه يمسح عبراتها بحنانٍ هاتفًا:
"اهدي محصلش حاجة، أنتِ كويسة ولا حاسة بصداع! يلا عشان أروحك"

وافقته فهي لا تريد أن تُكمل اليوم هكذا رغم أنه لم يبدأ بعد ولكن لتهدئ شتاتها وبكائها.

♡♡♡♡♡

في منزل رزان.

استيقظت من نومها على رنين هاتفها، لتشعر بثقلٍ وألمٍ في جسدها بسبب النومةِ الخاطئة، لتجد نفسها بين ذراعي غيْث والاثنين على الأريكةِ في الصالون لتربت على ذراعه بحدةٍ فبدأ بالاستيقاظ وتركها لتنهض تفرك رقبتها بألمٍ هاتفةً:
"ليه ليه!!"

اعتدل هو الآخر في جلسته يفرك عنقه بألمٍ ونطق بنبرةٍ محشرجة أثر النوم:
"علفكرة أنا نايم قبلك يبقى مين الغلطان!"

نظرت لهاتفها وهي تتمطأ ثم أجابت:
"جاية جاية، هروح المستشفى الأول لأروى وجاية!"

أغلقت الهاتف ورمته على المقعد تتوجه نحو المرحاض دون التفوه بكلمةٍ أخرى، بعد نصفِ ساعةٍ قد تجهزت وكذلك غيْث الذي أردف وهو يحمل أشياءه:
"تعالي أوصلك يلا!"

"أنا راحة المستشفى وبعدين الإدارة فهروح بعربيتي!"

قالتها رزان بهدوءٍ فأومأ دون أن يجيب وتوجه الاثنين للأسفلِ لينظر لها ثم نطق بابتسامةٍ:
"خلي بالك من نفسك يا روز! ومتتأخريش!"

"عندي مهمة يا غيْث! فطبيعي هتأخر"

قالتها رزان بابتسامةٍ هادئة، لينظر لها بقلقٍ ينهش قلبه ولكن حاول مدارته وهو يتقدم منها ولكن عادت خطوة للخلف قائلةً:
"نعم!"

جذبها من ذراعها نحوه بحنقٍ ثم عانقها بحنانٍ قائلًا:
"بحضنك في إيه! خدي بالك من نفسك ولما أكلمك حاولي تردي وابقي طمنيني!"

قالها بحنانٍ وقلقٍ عليها، ولم تبدي أي ردة فعلٍ ابتعد عنها لتومأ له بهدوءٍ ثم توجهت نحو سيارتها وصعدت وانطلقت بسرعةٍ عاليةٍ، ليزفر غيْث بقوةٍ وما كاد أن يتجه لسيارته ليستمع لصوت منعم يقول:
"ليك وَحشة يا دكترة!"

استدار منعم ليبتسم بعذوبةٍ ولطفٍ لذلك الرجل ثم صافحه معانقًا إياه بودّ وحرارةٍ هاتفًا:
"أنت اللي واحشني يا عم منعم! كل دي غيبة في بلدكم موحشتكش العمارة وسكانها!"

ابتسم منعم بلطفٍ وبشاشةٍ ناطقًا:
"والله واحشني أوي بس اللي حصل بقى كان لازم أروح عشان فرح ابني وبنتي الكبيرة كانت بتولد فطولنا بقى!"

"مُبـارك يا عم منعم يتربى في عزك"

وظلوا يتسامرون بضعة دقائق ثم تحرك غيْث لكي يذهب لعيادته.

♡♡♡♡♡

في المستشفى.

دخلت رزان الغرفة لتجدها جالسةً بشرودٍ فنطقت وهي تضع الحقائب على الفراش قائلةً:
"حمدلله على سلامتك يا أروىٰ"

ابتسمت أروى ناظرةً لها ثم هتفت وهي تعيد خصلاتها للخلف:
"الله يسلمك يا رزان، جبتيلي لبس عشان ألحق أمشي وأسافر"

سحبت رزان مقعدًا وجلست فوقه بهدوءٍ ثم نطقت:
"أنتِ مش هتسافري أولًا.. أنتِ هتلبسي وإياد هيجي يوصلك للشقة اللي هتقعدي فيها متنسيش أن كل اللي حصل ده بسبب القضايا اللي بقولك اعمليها فلازم أنا اللي أكون متحملة كل شيء، وشدي حيلك عشان الشغل التقيل جاي"

ابتسمت أروى تصفق باستمتاعٍ وحماسٍ جليّ، ثم بعدها استمعوا لطرقاتٍ على الباب ودخل إياد الذي قال:
"فاقت للأسف!"

طالعته بحنقٍ بالغ هادرةً:
"وأنت مكنتش عايزني أفوق ولا إيه؟ على العموم أنت بتهبب إيه هنا!! حد قالك تيجي"

نهضت رزان وأردف إياد باستفزازٍ:
"وأنتِ مالك؟ المستشفى بتاعت أبوكِ وأنا مش واخد بالي!"

كادت أن ترد بغضبٍ لتوقفها رزان بيدها هادرةً:
"ستوب أنتِ وهو… قدامي يا إياد عشان أنا مش فاضية وابقوا ولعوا في بعض لما أمشي"

دفعته بخفةٍ نحو الخارج وهو ما زال يستفز أروى بحركاته، أغلقت رزان الباب ثم نظرت لإياد ونطقت بهدوءٍ:
"ياريت تبطل قلة أدب يا إياد شوية! أنا سايباها أمانة في رقابتك توصلها لغاية الشقة سليمة وتتطمن عليها كمان!"

"مش عايزاني أديها الببرونة وأنيمها كمان ولا إيه؟!"

قالها إياد بسخريةٍ لاذعة، لم تعير لها رزان أي اهتمامٍ هاتفةً:
"سلام يا إياد!"

أنهتها تضع في يده مفاتيح الشقةِ وعنوانها ثم تركته ورحلت لكي تلحق عملها.

♡♡♡♡♡

مرت بضعةِ ساعاتٍ.
في مطعمِ الشباب.

كان ثلاثتهم جالسين على الطاولة يتسامرون في عدةِ أحاديثٍ أمام كل منهم مشروبه المفضل لديه، تناول غيْث رشفة من مشروبه ثم نطق بابتسامةٍ:
"بس بجد يا شباب الواحد حاسس بأحلى إنجاز وهو شايف المطعم مفتوح قدامه وبدأ يتعرف!"

تهللت أسارير عمار بحماسٍ يوافقه في حديثه هاتفًا:
"أيوة بجد، ربنا يزيد ويبارك!"

أمن الجميع على دعائه ثم نطق يوسف بعدما ارتشف آخر رشفة في مشروبه قائلًا:
"المهم أني عندي الشقة اللي هتجوز فيها لسة بقى تتفرش ونتجوز بقى والله"

صفق في نهاية حديثه بسعادةٍ بالغة، ليضحك عمار ناطقًا:
"ده لسة قدامك مواويل قد كدا!"

ضحك غيْث أيضًا هاتفًا:
"الحمدلله الذي عافانا شقتي مفروشة وجاهزة… خليك أنت بقى يا چو على جنب متأخر كدا!"

ضحك عمار بشدةٍ ليزمجر يوسف بحنقٍ قائلًا:
"ماشي ماشي، هتتردلكم!"

ضحك الاثنين بشدةٍ ثم تساءل غيْث بهدوءٍ:
"مفيش حجز كورة قريب كدا ولا كدا؟"

"يومين، عامر ظبط الدنيا وقال يومين وهننزل!"

قالها يوسف بحماسٍ، لتتسع بسمة غيْث بحماسٍ شديد وسعادةٍ أيضًا متشدقًا:
"الله بقى، من ساعة الحادثة وأنا ملعبتش"

"بس خد بالك يا غيْث ليحصلك حاجة وإحنا مش ناقصين، مراتك تيجي تاكلنا"

قالها عمار بمرحٍ وخوفٍ مصطنع، ليضحك يوسف بشدةٍ في حينِ ضحك غيْث بسخريةٍ هاتفًا:
"خفيف والله يا عمار، اكتم بقى!"

ضحكا بشدةٍ ثم ضحك غيْث معهم وبدأوا بالاندماج في أحاديثٍ كثيرة مرحة وصبيانية معًا.

♡♡♡♡♡

في الليل.
في ملهى ليلي.

تعلوا الأصوات الصاخبة وروائح الخمر تفوح في المكانِ والأفعال الفادحة، والملابس الخادشة للحياء، ويترنح أكثر المتواجدين بسبب كثرة ما شربوه، ولكن كان هناك آخرين بكامل قواهم وخبثهم ودهائهم جالسين على طاولةٍ ما لتسليم حقائب مال ومخدرات، التقط أحدهم كأس الخمر وارتشف رشفةٍ منه قائلًا بخبثٍ:
"وجمال خاف يجي بقى ولا إيه؟"

ضحك سمير بسخريةٍ ونطق:
"لا الباشا مبيخافش، بس هو عنده شغل فجينا نقضي المصلحة بداله.. مش كدا ولا إيه يا هيما!"

زفر إبراهيم دخان سيجارته على مهلٍ هاتفًا:
"كدا يا سمورة!"

ضحك سالم وثابت ضحكةٍ خافتة ثم نطق سالم بعدها بخبثٍ:
"طب طلع الفلوس تشوف البضاعة!"

ابتسم إبراهيم بخبثٍ:
"طلع نطلع.. يا نطلع سوا أحسن!"

كان جالسًا على طاولةٍ مجاورة يستمع للمحادثة في أذنه بعدما وضعوا ميكروفوناتٍ في جميع الطاولات وقد فصلوها وتبقى الأخير الذي يريدوه، كان يونس متواجد على الطاولة.. أدهم واقفًا مكان عامل الحانة وكريم نادلًا ورزان تشاهد من الطابق الثاني جميع التحركات بمنظارها وبأذنها سماعةٍ هي الأخرى، نطقت بهدوءٍ:
"بيطلعوا الشنط، اتحرك يا كريم!"

سار كريم بصينيته الموضوع عليها مشروباتٍ وقام بوضعها مخفيًا وجهها وقد رأى المخدرات المتواجدة في الحقيبة وكذلك النقود، عاد بعدما أماء لهم برأسه وهمس في سماعته:
"المفروض نهجم دلوقتي!"

كادت رزان أن تعطي إشارة ليونس بالهجوم ولكن حدث ما لم يتوقعوه حيث نهض سالم مخرجًا سلاحه وقام بإطلاقِ رصاصةٍ اخترقت صدر سمير ووقع جُثّة هامدةٍ لا حول لها ولا قوة، وصاح من في الملهى بأكملها وقبل أن يقتلوا إبراهيم الذي أخرج سلاحه سريعًا كانت الشرطة تهجم ويظهر يونس وكريم وأدهم ورزان التي تحركت للأسفل وباقي قوات الشرطة التي أمسكتهم جميعًا بقوةٍ، اقتربت رزان من موضع سمير وانحنت ترى نبض رقبته ولكن وجدته قد فارق الحياة وصعدت روحه لخالقها، اعتدلت وأردفت:
"الإسعاف يا أدهم تيجي تاخد الجثة، ويـلا!"

نطق ثابت بخبثٍ شديد:
"ليكِ وَحشة يا باشا! فاكرة عزا ابني؟"

طالعته رزان ببسمةٍ جانبيةٍ ونطقت بثقةٍ:
"ودي حاجة تتنسي يا ثابت؟ على العموم منورنا أنت وابن أخوك…"

اقترب أدهم ناظرًا لسالم بخبثٍ هاتفًا:
"فاكر رانيا توفيق يا سالم!"

تشدق كريم بخبثٍ أكبر:
"طب بلاش دي! فاكر رمزي ابن عمك ثابت اللي فكتلوا الفرامل عشان تقتله… ياه الدنيا ضيقة أوي"

انصدم ثابت بشدةٍ ناظرًا لسالم الذي اتسعت عيناه بصدمة أيضًا، كيف يعلمون ذلك؟ ومن يعلم غيرهم! ولكن مهما بلغ دهائهم وذكائهم سيتم كشفهم وكشف شرهم وخبثهم وحقدهم البالغ.

جاءت الإسعاف وحملت جثة سمير وتمّ أخذ الباقي وتشميع الملهى بأكمله وامتلائه بعناصر الشرطة، كانت رزان تستند بظهرها على السيارة عاقدة يدها أمام صدرها وبجانبها يونس الذي يضع يده في جيب سترته من برودة الجوّ، وقد جاء كريم الذي هتف بهدوءٍ:
"الشركة برضه هتتقفل بس بيت الدعارة معرفناش مكانه!"

"هيعترفوا!"

قالتها رزان بهدوءٍ مُريب، ثم بعدها جاء أدهم أيضًا الذي قال:
"خلصنا منهم! وقضية رانيا تتفتح عشان عرفنا القاتل وكمان قضية رمزي!"

زفرت رزان بقوةٍ ثم نطق يونس بجديةٍ:
"القضايا دي كلها لازم تتقفل وتخلص في أسرع وقت عشان نفضى للراس الكبيرة"

ابتسمت رزان بجانبيةٍ بسمةٍ ليست تنوي الخير أبدًا، ثم هتفت بهدوءٍ مريب:
"والراس الكبيرة مش هتدخل أي قضايا، دول تبعي أنا!"

ثم اعتدلت ناظرة ليونس:
"ضهرك!"

اعتدل في وقفته وتحركت هي تصعد للسيارة وانطلقت بها بعيدًا عنهم بسرعةٍ هائلة، لينظر كريم ليونس بتساؤلٍ:
"قصدها إيه بتبعها؟"

"يعني تقرألهم الفاتحة مقدما يا كيمو!"

قالها يونس بخبثٍ وهو يربت على كتفه ثم انطلق هو الآخر ناحية سيارته تاركًا كريم وأدهم واقفين ليزفر أدهم بقوةٍ صائحًا:
"يارب خير"

توجه كريم هو الآخر نحو سيارته، يفكر بشدةٍ في رزان وما يحدث؛ معها حقّ في كل شيءٍ لن يعترض من جديد، هي الأحقّ ليس له علاقة بشيءٍ وإن احتاجت لمساعدةٍ فسأكون معها ولن أعترض، خيانة والدته لأبيه، أبيه الحقير، ما هذا!! أنهاها وهو يضرب على المقود بضيقٍ وتعبٍ من كل ما يحدث، ليزيد السرعة نحو الإدارة.

♡♡♡♡♡

في منزل الهلالي.

"يعني إيه سمير اتقتل وإبراهيم اتحبس؟؟؟ إزاي أصلا؟؟"

قالها أنيس بصدمةٍ وعدم فهمٍ، ليضحك جمال بسخريةٍ ثم نطق بغضبٍ مكتوم:
"بسبب الغباء، وسالم وثابت كمان اتحبسوا وسالم هو اللي قتل سمير.. ماشي ماشي!"

أنهاها جمال بوعيدٍ ثم بعدها ظهر وليد الذي كان يدخن سيجارته ببرودٍ شديد ثم هتف:
"خير يا چيمي!"

هدر جمال بغضبٍ:
"وهييجي منين الخير وسمير اتقتل والزفت التاني اتحبس، استعجل في موت اللي اسمه يونس ده، وبقناصة.. أنا عايز رصاصة بقناصة!" 

أخرج وليد سيجارته من فمه ثم رماها في الأرضية الناعمة بعدم اكتراثٍ ودعس عليها بحذائه هاتفًا بخبثٍ:
"عنيا ليك يا چيمي، اتقتل وهجبلك خَبره!"

ثم رحل من أمامهم بنفس بروده وثباته، ليلتفت أنيس لجمال ناطقًا بغضبٍ:
"والزفتة التانية اتلحقت!! كانت خلاص هتولع بس لحقوها"

"ومين لحقها؟"

سؤالٍ سأله جمال بترقبٍ، ليهمس أنيس بغضبٍ مكتوم:
"إياد أخو الزفتة اللي اسمها رزان!"

ضرب جمال على سطح الطاولة أمامه وهو ينظر لبقعةٍ فارغة، شاردًا بتفكيرٍ عميق فيما يود فعله، لا يفهم ما الخطوة القادمة ومن أين ستأتي الضربة القادمة.

♡♡♡♡♡

في فچر يومٍ جديد.
في غرفة التحقيقات.

كان يجلس بثباتٍ الأصفاد في يده، وأمامه يونس الذي كان يتلاعب بقلمٍ بيده ثم نطق بهدوءٍ بالغ أعربت عن مدى الثقة التي يتحدث بها:
"قتلته ليه يا سالم؟ وقتلت رانيا ورمزي ليه برضه؟"

ابتسم سالم بخبثٍ شديد ثم تحدث بثقةٍ ليست في محلها وتبجحٍ:
"مين قال أني قتلت رانيا ورمزي!! أنتوا بتلبسولي تُهم وخلاص"

كانت رزان تعقد يدها أمام صدرها في الخارج تشاهد التحقيق بثباتٍ وتركيز، ليبتسم يونس بخبثٍ أكبر قائلًا:
"لا مهو الإنكار مش هيفيدك!! التلت قواضي القتل لابسينك لابسينك غير الباقي يعني… أصل أنت متعرفش!! مش بنت أختك شهدت ضدك وضد اللي بتعمله كله وقالت كل حاجة من طقطق لسلام عليكم!"

ابتلع سالم ريقه بصعوبةٍ ولكن لن يخسر أبدًا، فنطق بحقدٍ:
"لا معنديش بنات أخوات ولا حتى أخوات دي واحدة ***** وبس"

غضب أدهم بشدةٍ وكاد أن يدخل لتمسكه رزان تهز رأسها بنفيٍ وتحذيرٍ، همس بغضبٍ:
"مش شايفة بيتكلم عليها إزاي؟"

"اهدى واتقل!" 

قالتها رزان بهدوءٍ تهدئه وتطمئنه بعينيها، لتهدأ وتيرة أنفاسه الغاضبة معيدًا نظره للتحقيق، في حين أكمل يونس بخبثٍ:
"مين رئيسك بقى؟ أصل عقلك أصغر من أن كل ده يطلع منك أنت لوحدك! مين اللي وراك؟ وآه أنت مش هتقول غيرك هيقول لكن هتنكر مش هيبقى في مصلحتك خالص!"

طالعه سالم بحقدٍ وشر، هل سيخسر أمام ذلك المتعجرف من وجهة نظره، تبجحه وعنفوانه أنسانه أنه المخطئ والسيء نطق بغلّ:
"أنيس الباهر!"

ابتسمت رزان بخبثٍ شديد، كانت تعرف حق المعرفة أن أنيس يخون جمال، فالاثنين أحقر ما رأت عينيها فهذا لن يكون أمرًا يصدمها، انتهت التحقيقات مع صباح اليوم وكان الجميع جالسين في المكتب بإرهاقٍ يودون النوم، وقد سحبت رزان معطفها وتوجهت للباب قائلةً:
"سلام، لو حصل جديد كلموني بس حاليًا عندي صداع"

لم تكن الوحيدة التي نهضت لترحل بل نهض الباقون ليذهبوا لمنازلهم ويريحوا أجسادهم وينامون قليلًا، فلم يناموا منذ وقتٍ طويل، دخلت رزان للشقةِ لتجد الهدوء والسكون يعم المكان، خلعت معطفها ورمته على المقعد ثم رمت بجسدها بإهمالٍ على الأريكة تمدد فوقها بتعبٍ واضح من كثرة العمل والتفكير، أرهق عقلها وجسدها، وضعت ظهر إحدى يديها على وجهها والأخرى تتدلل من الأريكة ولم تكلف نفسها عناء خلع حذائها بل ذهبت في ثباتٍ بعد دقائق عديدة وقت استيقاظ غيْث من نومه وخروجه من غرفته يتمطأ بتثاؤبٍ ثم لفت نظره رزان التي تنام على الأريكة بإهمالٍ، أشفق عليها ناطقًا:
"الجو برد بجد!" 

توجه نحوها ليجد الإرهاق متبينًا من ملامح وجهها، نزع عنها حذائها بهدوءٍ يضعه جانبًا ثم حملها بين يديها وتوجه بها لغرفتها واضعها على الفراش برفقٍ وجذب الغطاء بلطفٍ، ابتسم ناظرًا لها ثم مال مقبلًا جبينها بحنانٍ، ثم اعتدل هامسًا بصوتٍ مسموع:
"أعملها ساندوتشات وأسيبها لها قبل ما أنزل ولا أقعد أخلي بالي منها"

"تخرج برة وتقفل النور والباب في إيدك!"

قالتها رزان وهي على وضعها، لينتفض بخفةٍ قائلًا:
"يخربيتك بتتكلمي وأنتِ نايمة!"

زفرت بقوةٍ وهي تفتح نصف عينيها ثم نطقت بإرهاقٍ:
"هات المنوم اللي قدامك ده عشان أتخمد، جسمي مدشدش"

وضع يده على جبهتها يتفحص حرارتها هاتفًا:
"حرارتك حلوة"

أمسك علبة المنوم يقرأ اسم الدواء، ثم رفع عيناه لها:
"بلاش يا رزان ده! هجبلك نوع أحسن وآثاره الجانبية أقل من ده!"

مسحت على وجهها بقوةٍ ثم هتفت بنعاسٍ:
"بس مفيش منوم بيشتغل معايا أصلًا، هات حباية عشان هموت وأنام بجد ومش هعرف"

استسلم تلك المرة وناولها حبة من الدواء ناظرًا لها بأسفٍ وحزنٍ عليها، لتأخذه ثم أراحت برأسها لكي تنام، جلس على طرف الفراش بجانبها، لتبتعد بعض الشيء ولكن ثبتها بيده قائلًا بحنقٍ:
"اهدي يا حظابط! هلعبلك في شعرك هتنامي أسرع!"

لم تعطي ردة فعلٍ أو تعترض فليس لديها طاقة أبدًا، ليبدأ في التلاعب في خصلاتها بحنانٍ شديد، قلبه متألمٌ لأجلها، سيعلم منها ما حدث في المهمة بعدما تستيقظ ويأتي من عمله، يخبرها دومًا بنظراته، بحنانه وأمانه أنه هنا دومًا، لن يرحل ويتركها، وكيف يرحل وقد وجد بُومته اللطيفة، من دق القلب لأجلها هيَ، من تألم لأجلها وتمنى لو يكون قادرًا على انتشال جروحها ووضعها بجسده لكي فقط ترتاح هي وترى الحياة من جديد، نظر لملامحها وجد الراحة أصبحت تسكنهم بعض الشيء وقد غاصت في نومٍ عميق، ابتسم ونهض ساحبًا الغطاء جيدًا فوقها ثم تركها وخرج مغلقًا الضوء والباب.

♡♡♡♡♡

في شقةِ أروى الجديدة.

توجهت نحو الباب بهيئتها المبعثرة بعد سماعها لرنين جرس الباب الذي أيقظها من نومها، وتوعدت بالتوبيخ لمن يطرق الباب في تلك الساعة، فتحت ودون أي مقدماتٍ:
"في حد يخبـ…"

لم تُكمل جملتها كانت تشعر بحقائبٍ تُلقى في وجهها لترفع يدها بتلقائيةٍ وفزعٍ تمسكهم دون استيعابٍ، ليصدح صوت إياد بعدها حانقًا:
"أكل أهو إن شاء الله تطفحيه! حسبي الله ونعم الوكيل فيكِ يا رزان"

قال الأخيرة رافعًا يده للسماء، لتضع الحقائب في الأرض ثم صرخت في وجهه بغضبٍ:
"أنت حمار يالا!! بتتعامل معايا بالطريقة دي وفاكرني هسكتلك أقسم بالله أبلغ عنك دلوقتي وأرفع عليك قضية تنيمك في بيتكم!"

اقترب بضعةِ خطواتٍ منها تاركًا مسافة بينهم هادرًا:
"تنيمي مين يا بت؟ هي سويقة بروحمك! اتلمي عشان أنا لو جبت آخري معاكِ هزعلك!"

تخصرت تهتف بحنقٍ وغضبٍ:
"لا وريني آخرك!! وريني هتعمل إيه؟"

تجاهلها نهائيًّا ملوحًا بيده بعدم اهتمامٍ، ثم نطق بنبرةٍ جامدة:
"ده طفح وحاجات للبيت عالله يطمر! بقولك أهو قلة أدب أسمعها منك هزعلك مني!"

ثم سار ليخرج من الباب وأغلقه خلفه، لتنظر أروى لأثره بغضبٍ بالغ، ثم ابتسمت بخبثٍ شديد وهي تخرج هاتفها ثم ضغطت عدة أرقامٍ تنتظر أن يأتيها الإجابة وما أن جاءت حتى هتفت:
"البوليس معايا.. كنت عايزة أبلغ عن حِرز مخدرات كوكايين موجود في مكتب ****** وصاحب الحِرز اسمه إياد نبيل مدبولي"

أنهت المكالمة وهي تزفر بقوةٍ وعلى ثغرها ابتسامةٍ خبيثة هامسةً:
"يا أنا يا أنت يا ابن مدبولي!"

ثم بدأت بفحص الحقائب الذي أحضرها لتأكل فهي جائعة وتود الذهاب للعمل، انتهت من تناول طعامها وارتداء ملابسها التي أحضرتها لها رزان، ثم نزلت للأسفل وركبت سيارتها وقادته مسرعةً متجهة لمكتبها.

♡♡♡♡♡

في منزل مدبولي.

كانت زُهرة جالسة في حديقة المنزل، على أذنها هاتفها بعيدًا عن أي شخصٍ تهتف بنبرةٍ خافتة:
"مينفعش نتقابل يا أنيس! إياد مراقبني ومراقب كل اللي بعمله، ولو شم خبر أني لسة بكلمك مش بعيد يسمي عليا"

جاءها ردّه بتحذيرٍ:
"طب بصي يا حِلوة! الورق اللي عند جوزك لو مجاش أنا بنفسي هفضحك يا زُهرة! وأنتِ عارفة ملفات القضية عشان هي عندك في مكتب جوزك في البيت مش في الإدارة!"

"وأنت عرفت منين إنها مش في الإدارة؟"

قالتها زهرة بتعجبٍ، لينطق هو بجمودٍ:
"ملكيش فيه! اللي عليكِ تعمليه وبس، سلام!"

أغلق الهاتف ولم ينتظر ردها، لتنظر هي للهاتف بغضبٍ دفين، ثم استدارت لتدخل غافلةً عن الكاميرا التي صورتها طوال مدة حديثها في الهاتف خِلسة من خلف أحدٍ.

♡♡♡♡♡

بعد عدةِ ساعاتٍ.
في مكتب إياد.

كان يضع الهاتف على أذنه هادرًا بغضبٍ شديد:
"وأقسم بعز جلالة الله يا أروى اللي عملتيه ده وربنا ما هيعدي!! وأنتِ فِكرك هعديه بالساهل… ده أنا هخليكِ تباتي في الحجز، عشان تبقي تتفلسفي من دماغك تاني"

جاءه ردّ أروى المستفز ناطقًا:
"هات آخرك وأنا معاك مش هتقدر تعملي حاجة عارف ليه!! عشان هقول لرزان"

ضحك بقوةٍ ثم نطق بشرّ:
"وأنتِ فاكرة إن رزان هي اللي هتحوشني عنك!! ده أنا ودين الله ما أنا سايبك يا بنت شاهين"

أغلق المكالمة بعدها يتنفس بغضبٍ شديد، يتذكر عندما هجمت الشرطة على المكتب واستفسر ليعرف أن أحدًا أبلغ عنه أنه يدّخر مخدارتٍ في مكتبه وعندما لم يجدوا أي شيءٍ أخذوه لإغلاق المحضر والقضية وتنازل لكي يأخذ هو حقه بنفسه، وسيُرى تلك الكلبة الحمقاء، لملم أشياءه وتحرك لكي يرحل وينفس عن غضبه قليلًا.

♡♡♡♡♡

في منزل رزان.

كانت تمسح الأرضيةِ بنشاطٍ وتُنظف الشقة بأكملها، وسماعتها اللاسلكية في أذنها تستمع لحنق وغضب إياد من أروى ومِن ما فعلته، حيث ردت ببرودٍ:
"أنتوا الاتنين أخركم معايا طلقة في راس كل واحد"

جاءها قوله الحانق بشدةٍ:
"أقسم بالله لهتتفرجي على اللي هعمله فيها، سلام"

أغلقت السماعة بغيظٍ وضيقٍ من تصرفاتهم الصبيانيةِ، وبدأت بإكمال تنظيف الأرضيةِ فهي استغلت إجازتها في أن تنظف تلك الشقة التي يحدث فيها فوضى بسبب غيْث وهذا أكثر ما تكرهه في حياتها، انتهت من مسح الأرضية وتوجهت نحو المطبخ وهي تنظر لهاتفها وللوصفة التي تريد فِعلها على الغداء، شاهدت مقطع الڤيديو بحنقٍ ثم رمت الهاتف وهي تعد لذاتها قهوة، ارتفع رنين هاتفها من جديد لتجدها والدتها ردت ببرودٍ شديد:
"ألو!"

"عايزة أقابلك كمان ساعة في كافيه **** ياريت تيجي"

أغلقت رزان المكالمة وهي تصب القهوة، لتنظر في ساعةِ يدها ثم هزت كتفيها وهي ترتشف من كوبها بهدوءٍ بالغ، لتتحرك رزان نحو غرفتها وتخرج ثيابًا ولكن قد اختارت سترة قطنية من سترات غيْث ثم أنهت القهوة على راحتها وتوجهت نحو الأسفل لكي تذهب لمقابلة نيّرة وترى ما تريده.

♡♡♡♡♡

في منزل ناريمان.

كان كريم جالسًا بجانب خالته واضعًا رأسه على كتفها ثم هتف بحيرةٍ:
"أنا حاسس أني متلغبط يا ريما! وحاسس أني خايف"

ضمته ناريمان لها أكثر هاتفةً بحنانٍ تتساءل:
"أنت بتحبها بجد؟ لو بتحبها متضيعهاش من إيدك يا كريم! مستغرب بقولك كدا ليه بس أنت باين عليك وكمان يونس قالي… فبقولك متضيعهاش من إيدك أحسنلك!"

نظر لها بأعينٍ حائرة متحدثًا:
"أنتِ شايفة كدا؟"

"أنا مش شايفة غير كدا!"

قالتها ناريمان بحنانٍ، ليشعرانِ بمن يقفز على الأريكة بجانبهم هاتفةً بمرحٍ:
"وأنا كمان مش شايفة غير كدا! وعايزة أشوف البنت اللي قدرت تحتل تفكير كيمو أخويا"

اعتدل كريم مغلغلًا يده في خصلاته ثم نطق بحنقٍ:
"أنثى عنكبوت! أنا يوم ما أقع.. أقع مع أنثى عنكبوت!"

ضحكت كارمن بشدةٍ هاتفةً:
"ماشي يا سبايدر مان! يعني سبايدر مان وسبايدر وومن!"

ضحكت ناريمان أيضًا بشدةٍ، ليبتسم هو الآخر بخفةٍ ثم نهض تاركهم، لتجلس كارمن بجانب ناريمان قائلةً:
"هنفضل أنا وأنتِ جنب بعض مونسين بعض!"

ضمتها ناريمان بحنانٍ ونطقت بلطفٍ:
"نجوزهم الاتنين ونرميهم برة وتفضلي معايا وأنا وأنتِ وبس"

ضحكت كارمن وهي تبادلها العناق، وتستشعر الحنانِ التي لم تعطيه لها والدتها، لا تنكر أن والدها كان حانيًا بشدةٍ عليها وكريم أيضًا ولكن تشعر بالأمان في ذلك المنزل مع كريم شقيقها ويونس ابن خالتها ويعاملها كأخته، وناريمان خالتها وتعاملها كأنها ابنتها وأكثر أيضًا، حقًّا لما كانت بعيدة كل البُعد عن ذلك الحبّ الحقيقي والغير مؤذي بالنسبة لها، ولكنها أقدارٍ مكتوبة ومُوثّقة ويجب أن تُنفذّ.

♡♡♡♡♡

في أحدِ المقاهٍ.

كانت جالسة تتأفف بحنقٍ بالغ وحقدٍ في انتظار ابنتها، أخبرتها بعد ساعة والآن ستمر ساعة ونصف ولم تأتي بعد، ولكن وجدت من يسحب المقعد ويجلس فوقه ودون مقدماتٍ أو أي سلامٍ هدرت بهدوءٍ مريب:
"عايزة إيه؟"

غضبت نيرة بشدةٍ هادرةً:
"أنتِ إزاي تتكلمي معايا كدا وكمان متأخرة أنا أمـ…."

"هشششش"

قالتها رزان تقاطع حديثها بعدم اكتراثٍ، وهدرت بنفس الهدوء:
"قولي عايزة إيه عشان أنا مش فاضية!"

طالعتها نيرة بغضبٍ دفين وحقدٍ يتظاهر من مُقلتيها، ثم بعدها نطقت بضيقٍ شديد حاولت مدارته:
"أنا عايزة كارمن بنتي!"

"لأ"

قالتها رزان بجمودٍ وبرودٍ، فلم تتحمل نيرة ونهضت تنفجر في وجهها بصراخٍ غير آبهة لمن حولها:
"وأنتِ مين أنتِ عشان تقوليلي لأ، أنتِ مين أصلًا!! واحدة جاية الدنيا غلط، واحدة بكرهها وبكره اليوم اللي خلفتها فيه، واحدة آخرها كان قلمين على وشها وبتكتم خالص، دلوقتي هتيجي تعملي نفسك واحدة عليا وتقولي لأ، واحدة زبالة وهتفضل طول عمرها كدا، أنتِ ولا حاجة يا رزان، طول عمرك ولا حاجة وأنا اللي كنت بحرك فيكِ زي ما أنا عايزة، واحدة كنت بتسلى تسلية كبيرة جدًّا وهي معايا، حد أفش غلّي فيه، حد ميستاهلش يعيش أصلًا"

ولم تأبه رزان لأي شخصٍ أيضًا وانفجرت في وجهها بغضبٍ أكبر:
"ولما أنا مستاهلش أعيش كنتِ بتنقذيني ليه من محاولات انتحاري!! ده أنا كنت بتمنى الموت وأنتوا جبروت مش عايزين تناولهولي!"

ولم تهتز نيرة بل اقتربت منها أكثر وهدرت بشرّ وغضبٍ شديد:
"عشان مش هتنولي حاجة أنتِ عايزاها يا رزان! طول ما أنتِ بتتمني الموت مش هتطوليه، طول ما أنتِ نفسك في حاجة مش هتاخديها، ولما تموتي مين هيعيش متعذب ويتضرب ويتهان ويتجلد!! الموت كان راحة بالنسبة لك وأنا مش عايزاكِ ترتاحي أبدًا ومش هترتاحي يا رزان، مفيش أي حاجة في حياتك هتاخديها ولا في حاجة في حياتك هتنوليها، واللي معاكِ هيتاخد منك! أنتِ متستاهليش حاجة"

كان الحديث بمثابةِ خناجرٍ تخترق قلبها وتطعنه بلا شفقةٍ، وكان ذلك باطنيًّا، أما ظاهريًّا حاولت رزان الحفاظ على ثباتها بقدر ما أوتيت لكي تقدر العودة على المنزل، لما لا تصرخ في وجهها! ولكن لن يريح قلبها الصراخ الآن! تريد أخذ حقّها منها بطريقةٍ تجعل قلبها يرتاح، لن يهمها شيء، لن يهمها أي شخصٍ، فهم لم يروها ولم يرحموها فلن ترحم أي شخصٍ، لن ترحمها ولكن ليس الآن، لتهتف بثباتٍ ونبرةٍ قويةٍ أعربت عن مدى ثقتها جعلت نيرة تهتز بشدة وتبثّ الرعب بها:
"سكوتي دلوقتي مش عشان ضعيفة يا نيرة زي زمان وتقدر تدوسي عليّا! سكوتي دلوقتي رحمة ليكِ… متفكريش أني أنا هيهمني مخلوق حتى لو كان المخلوق ده أنتِ يا نيرة!"

لم تقدر على التفوه بها في نهايةِ جملتها وأنهت حديثها ورحلت من أمامها، لتظلّ نيرة التي فقدت ثباتها وبُهت وجهها من حديث رزان، وبثّ الرعب في قلبها، لن ترحم أحدًا!، هل أخطأت الآن في الانفجار هكذا! رزان ليست تلك الطفلة.

♡♡♡♡♡

عادت رزان للشقة وأخرجت المفتاح تفتح الباب، نظرت لارتعاش كفيّها والضجيج والألم المتواجد برأسها والطعنات التي تؤلم قلبها، الكلام لم يكن سهلًا تلك المرة عليها، فتحت دفاتر وجروحٍ أكبر من المتواجد، ليس وقتها فكان سيتم فتحهم وقت أخذِ حقّها، ولكن كانت لنيرة رأيٌ آخر في هدمها من جديد، في طعنها بحديثها وكلماتها، دخلت للشقةِ وأغلقت الباب ثم رمت المفتاح ونزعت سترتها باختناقٍ وشعورٍ بالحرارةِ رغم برودة الجوّ، ولم تنتبه لغيْث الذي كان متواجدًا وما أن رآها هكذا اختفت بسمته يقترب منها بسرعةٍ متسائلًا بقلقٍ بالغ:
"أنتِ كويسة؟"

هزت رأسها بنفيٍ ثم رفعت أناملها تشدد على خصلاتها بقوةٍ لشعورها بالصداع يتفاقم داخل رأسها، نزع يدها عن وجهها وهو يحاوطه بين كفيه ناظرًا لها:
"اهدي خالص وتعالي اقعدي واحكيلي حصل إيه خلاكِ كدا!"

أسندها للأريكةِ فجلست وجلس بجانبها ممسكًا كفيها يعطيها الأمانِ والحنانِ قائلًا:
"اهدي أنا هنا، اهدي خالص وخليكِ معايا!"

"عندي صداع مفرتك دماغي هات برشام دلوقتي!"

قالتها بنبرةٍ خافتة لينهض سريعًا وأحضر لها حبة الدواء ومياهٍ وساعدها على ارتشافهم، ليسألها من جديد برعبٍ:
"قوليلي بس حصل إيه خلاكِ تبقي كدا!"

نظرت له بأعينٍ مشوشةِ وتيهٍ، شعورٍ داخلي بالألم الشديد، ترقرق الدمع في مُقلتيها هاتفةً باختناقٍ وثقلٍ:
"نيرة! قابلت نيرة دلوقتي!"

"وقالتلك إيه؟"

سردت له كل ما حدث رغم خفوت نبرتها في بعض الحديث، ليقترب منها دون مقدماتٍ وجذبها داخل أحضانه بقوةٍ يربت على خصلاتها وظهرها يهدهدها بكلماتٍ حانيةٍ رغم ألم قلبه لأجلها، أبعدها عنه بلطفٍ يمسح على عينيها ويحاوط وجهها بين كفيها ناطقًا بحنانٍ بالغ:
"أنتِ تستاهلي كتير يا رزان! تستاهلي كل حاجة حلوة، تستاهلي كل الخير، أنتِ حاجة كبيرة أوي وغالية أوي، هما عندهم نقص فبيطلعوه على اللي حواليهم، أي حاجة أنتِ عايزاها هتاخديها وأي حاجة معاكِ مش هتتاخد ولا حاجة، أنتِ أغلى حاجة عندي من بعد ماما يا روز، الماضي هيمشي وهيخلص، هتاخدي حقك وكل دول هيمشوا"

أعاد خصلاتها خلف أذنها مبتسمًا بحبّ ولطفٍ:
"وبعدين عينيكِ هتوديني فين تاني! بدون سلاح قناصة بترشق في قلبي"

أدارت وجهها للناحيةِ الأخرىٰ، قد تأثرت بحديثه بحقّ وشعرت بفقدان ثباتها مع جملته الأخيرة ودقات قلبها تعلو، يصيبني في مقتلٍ بحديثه العبثي اللطيف، ارتاح قلبها بعض الشيء ولكن رغبةٍ مُلحة في البكاء ولكنها غير قادرة، ليبتسم ساحبًا إياها بين ذراعيه مغلغلًا يده في خصلاتها بمداعبةٍ هاتفًا:
"نامي شوية عقبال ما أعملك أكلة حلوة، ريحي يا رزان وميّلي عليا وميهمكيش!"

وأعلنت استسلامها لسلطان النوم لبعض الوقت لعلّ قلبها يرتاح ولو قليلًا، تعرف تمامًا أنها لن تقدر على النوم بشكلٍ كافٍ ولكن هو هُنا، اطمئن قلبها بشدةٍ له، الحياة تأتي فوقها وتضع كلّ حِملها وثِقلها على قلبها ودون مجهودٍ منها يأتي هو محاولًا إزاحة كل ذلك، يحاول جاهدًا أن يجعلها بخيرٍ، يداوي جروحها دون مللٍ وكللٍ، بجانبها دائمًا، يصلِح ما لم يُفسده هوَ.

تأكد من نومها ليعدلها بهدوءٍ ولطفٍ ثم نهض وقام بحملها نحو الداخل ووضعها على الفراش، توجه نحو الخارج بعدما اطمئن عليها وأخذ مفاتيحه وهاتفه وتوجه نحو الخارج في داخل عزمٌ لشيءٍ ما، لا يعرف هل هذا تهورًا منه أم لا! ولكن لن يرتاح باله إلا بعدما يفعل ذلك.

توقف بسيارته أمام الڤيلا ونزل من السيارة مقتربًا من حارسها وهدر بهدوءٍ:
"قول لمدام نيرة أن في حد برة مستنيها!"

ولم يكد حارس المنزل أن يرد حتى خرجت نيرة التي كانت في طريقها للذهابِ لمكانٍ ما، ليدفع الحارس بيده وتوجه نحو الداخل واقفًا أمامها ودون مقدماتٍ هدر بغضبٍ شديد:
"قولت مرة أني مسالم وأني مبحبش المشاكل، لكن تيجي على أي حد من عيلتي وخصوصًا مراتي وأنتِ فاهمة كويس… يبقى وقتها أنا والمشاكل والخناقات أعز صحاب، اتلمي يا مدام نيرة شوية وكلمة تاني توجهيها لرزان هنسى أنك واحدة ست وحماتي وواحدة كبيرة، نقصك وقرفك متطلعهوش على بنتك عشان وقتها أنا هوريكِ المسالم والطيب بيبقى عامل إزاي لما يقلب وخصوصًا لو قلبت عليكم أنتوا"

غادر من أمامها دون كلمةٍ أخرى ودون أن ينتظر ردها، وصعد لسيارته ينطلق بها بسرعةٍ هائلة، يكره وبشدةٍ أن يتشاجر مع شخصٍ وخصوصًا أن تكون سيدة وأكبر منه ولكن لأجلها فلنكسر قواعدنا بعض الشيء، أما نيرة قد تفاجأت بحقّ وذُهلت منه، فهي تراه دائمًا أبله لن يكون قادرًا على فعلِ شيءٍ ولكن قد أخطأت كثيرًا، ما بالها تُخطئ اليوم هكذا!، توجهت نحو سيارتها لتذهب لجمال وتُفرغ عن ما في جعبتها له وتجعله يقتل ذلك الحقير الذي صرخ في وجهها.

♡♡♡♡♡

كان يونس جالسًا في منزله حتى انتفض على حديث أكرم عبر الهاتف قائلًا:

"سالم درويش هرب من السجن وثابت درويش اتقتل هو وإبراهيم مختار"

♡♡♡♡♡

في شقةٍ ما لجمال الهلالي.

وصل أنيس وفتح الباب فهو معه نسخةً قد أعطاها له جمال سابقًا، دخل ليجد الهدوء ولكن قد تسلل لأذنيه ضحكاتٍ مألوفةٍ له، ليتحرك بخطىٰ سريعة نحو الداخل وقام بفتح الغرفةِ بهجومٍ ليجد زوجته في وضعٍ غير لائق مع جمال الهلالي الذي كان واقفًا مرتديًا روبٍ معطي ظهره متوجهًا نحو المرحاض ولم يرى أنيس أو هذا ما تعمده بخبثٍ شديد، لينصدم بشدةٍ وقد انصدمت نيرة بوجوده وهي تسحب الغطاء عليها هاتفةً برعبٍ:
"أنيس أنت فاهم غلط!"

أخرج أنيس سلاحه ووجهه نحوها هاتفًا بغضبٍ:
"خاينة وزبالة"

وضغط على الزناد مطلقًا ثلاث رصاصاتٍ بغضبٍ أعمى نظره، ولكن لم نرى هل جاءت بها أم كانت رصاصاتٍ طائشة ذهبت على أي نحوٍ!

#يُتبع

ـــــــــــــــــــــــــ

مستنية رأيكم في البارت ♡

إلى اللقاء في الفصل القادم ♡

دُمتم سَالمين

#مأساة_روز
#أروى_سُليمان

Continue Reading

You'll Also Like

28.2K 563 8
just a small thread ,already did on my insta ff acc reposting it here,do follow my ff acc @ _mochificx_ on Instagram as well and my main acc @ _preci...
2.1K 67 7
Kid really didn't expect this, like at all. How was he supposed to respond to this? He didn't know. He doesn't know anything by this point. But what...
1.2M 58.7K 83
"The only person that can change Mr. Oberois is their wives Mrs. Oberois". Oberois are very rich and famous, their business is well known, The Oberoi...
165K 1.7K 28
I have teleported as many characters as I can think of into a theatre to react to some AUs and ships n' such. Cringe warning. Characters ------ All o...