مأساة روز ✓

By ArwaSoliman4

57.4K 3.9K 817

لا نختار حياتنا بأيدينا ولا نختار قدرنا.. بل نُولد لنرى أنفسنا في مكانٍ لا نتخيله، لا نريده، نتمنى لو نختفي... More

اقتباس
مُقدمـة
1 - تمّ الإمساك به!
2 - الجارة الجديدة
3 - مسألةٍ مُعقدة
4 - يعيش اللحظة
5 - مسافة الطريق
6 - لماذا قتلت!
7 - أمام وجهها
8 - تمّ الاعتداء!
9 - انفجار مدويّ
10 - رمىٰ القنبلة في وجهها
11 - ثمن الحساب
12 - تمّ خطفها
13 - خبرٌ صادم وعاجل
14 - فاقدًا للوعي
15 - ليست الحياة وردية
16 - من دمه!
17 - من جاء؟
18 - ما الخطوة القادمة!
19 - تزداد النيران
21 - من أنتِ؟
22 - الحياة ليست عادلة
23 - اتشاهدي على روحك
24 - بوليس الآداب
25 - سيُقتل!
26 - تتمنى الموت!
27 - آكلة لكلّ شيء
28 - على أي نحوٍ!
29 - بصدرٍ رحب
30 - صرخة فزِعة باسمه
31 - أريد خَبرُها
32 - ثمانية وأربعونَ ساعةٍ
33 - صورة بِـ عيون من تُحبين
34 - وَقعت بَين يَديه
35 - الأخير
الخاتمة
هـام "روايتي الجديدة"
حَلقة خاصّة

20 - هل ستكون النهاية؟

1.4K 99 13
By ArwaSoliman4

.

متنسوش الڤوت
قراءة ممتعة ♡

20 - هل ستكون النهاية؟

...

دوى الانفجار والحريق الهائل أمام أعينِ الجميع رغم سكونِ الليل وتواجد الشركة في منطقةٍ منعزلة بعض الشيء إلا أن هناك كثيرٌ شاهد، كان غيْث يقف مستندًا بظهره على مقدمة السيارة ويعقد يده أمام صدره وبجانبه رزان التي تتقدم خطوة عنه وتضع يدها في جيبها، تنعكس النيران على مقلتيها تشعر أنها ترى إخماد بضعًا من نيرانها ولكن الذكريات هي الشيء المؤلم في حياتها وتعلم أنه بعد أن تنتقم منهم جميعًا سينتهي ذلك الكابوس، كانت تشاهد بأعينٍ تملؤها السعادة والتشفي ولكن بضعٌ من الألم بعد تذكرها لذكرى تجمعها بذلك الحقير الآخر.

كانت معقودة الأيدِ والأقدام في مقعدٍ خشبي، وعلى وجهها جروح كثيرة أثر الضرب الذي تلقته، جسدها هزيل، صغيرة هي على كل ما يحدث لها، فتاة عمرها السادسة عشر يحدث بها كل ذلك، لا يفت يومًا هادئًا في حياتها، أين الطفولة اللطيفة البسيطة؟ أين المراهقة المليئة بالعشوائية؟ ولكن تلقت طفولةٍ مأساويةٍ ومراهقة شنيعة، صرخت من جديد بقوةٍ بهم دون خوفٍ رغم ارتجاف قلبها ورهبته، ليدخل حارس ذلك الخاطف وهدر بغلظةٍ:
"عايزة إيه يا بت؟"

"عايزة أمشي من هنا!"

قالتها بغضبٍ، لتستمع لصوت كم تكرهه بشدةٍ وخطاه تجعلها تتمنى الموت قبل أن يصل لها، ولكن قد وصل للمقعد التي تجلس فوقه ناطقًا بخبثٍ شديد:
"ليه يا رُوز؟ عايزة تمشي ليه؟ مش عاجبك القعدة مع عمو جمال، ولا عمو أنيس بس هو اللي حلو"

كانت عبراتها تملأ وجهها ولكن بصقت في وجهه بقرفٍ واشمئزاز، يتلوها تأوه عالٍ مع صرخةٍ قوية بعد أن هوى على وجهها بصفعةٍ قوية، تشعر أن وجهها قد شلّ من ضربته، نزلت دموعها أكثر وبكت بشدة تبصق الدماء في الأرضية، لينظر لها جمال بشفقةٍ مصطنعة:

"ليه؟ ليه تخليني أعمل حاجات مش عايز أعملها يا رُوز!! بقالك كتير مجربتيش الصاعق، تجربيه مرة!"

وقبل رفضها أو توسلها الشديد كان الصاعق يلمس جسدها مما جعلها تنتفض بقوةٍ تمتم بكلماتٍ غير مفهومة وجسدها بأكمله يرتعش، أبعده عنها ليخمد جسدها وما زالت تبكي، ناول الصاعق للحارس وهو ينظر لها مردفًا:
"حبيتيه!"

لم ترد ولم تقو على الردّ، ليتلمس وجنتها وخصلاتها بطريقةٍ غير جيّدة تجعلها تشمئز وتنكمش رغم انهيار قواها بسبب تلك الصدمة الكهربائية التي تلقتها، ابتعد عنها مبتسمًا بجانبيةٍ:
"أسيبك شوية وهرجعلك تاني بحاجة أقوى، هو شكلك مطولة معايا يا روز"

توجه للرحيل من المكان وكذلك الحارس الذي ناظرها بتشفٍ ليرحل هو أيضًا من المكان، لتظل رزان في ذلك المكانِ المظلم وحيدةً، لا تقدر حتى على ضمّ جسدها بسبب البرودةِ من ذلك المقعد التي تستقر عليه ويديها معقودة بحكمةٍ وكذلك قدمها، بكت بشدةٍ وبصوتٍ مكتوم، لا تقدر على الصراخ، تشعر بالألم الشديد يسري بجميع أنحاء جسدها، تتمنى الموت ولكن لا تطوله.

وضعت يدها على قلبها مع هبوط العبرات الخائنة من مقلتيها لتذكرها تلك الذكرى الشنيعة، اعتدل غيْث وتقدم منها بعد شعوره بأنها ليست بخير ليقترب منها وجدها تضع يدها على قلبها، تغمض عينيها بقوةٍ وتتواجد دموع على وجهها، ليهتف بقلقٍ بالغ:
"روز أنتِ.."

أبعدته بقوةٍ تصرخ به بشدةٍ ودون وعيٍ:
"ابعد عني قولتلك اسمي زفتة رزان متقولش الاسم الزبالة ده، بكرهه"

حاول تهدئتها ليقترب منها من جديد هاتفًا بهدوءٍ وقلق:
"طب اهدي اهدي بس، أنتِ كويسة!"

هزت رأسها نافيةً وهي ترفع إحدى أيديها تضعها على وجهها تخفيه به وتمسح عبراتها ولكن تريد الانفجار لن تقدر، فلقد فُتح الجرح العميق ولن تقدر على مداوته الآن، لن يتم تضميده، ليقترب منها غيْث مرةً أخرىٰ وقام بجذبها لأحضانه يربت على خصلاتها بحنانٍ ليهمس لها:
"عيطي يا رزان، عيطي"

وكانت مفتاح لها لتنفجر بشدةٍ باكيةً، والألم والوجع يقطر من نبرة بكائها، بُكائها يمزق نيّاط القلب، لتهبط دمعةٍ من غيْث الذي ما زال يربت على خصلاتها بصمتٍ تاركًا لها المجال لتفرغ قليلًا مما في جعبتها، ولكن فرت دمعة من عينيه على الألم والمأساةِ التي تعانيها إلى الآن، نقطة ضعفها هي ماضيها، كان يهمس لها بكلماتٍ حنونةٍ هي قوية وبشدة ولكن بالآخر فتاة تحتاج إلى الحنان والدفء والأمان، تحتاج إلى الاحتواء والعناق الذي يطمئنها بوجودِ الشخص حولها، ولكن لم تتلقى ذلك من والدها الذي يعتقد أنها كبرت ونضجت ولا تحتاجه، تشعر أنها ارتاحت ولو قليلًا من ذلك البكاء والانفجار، ابتعدت عنه تمسح وجهها وعبراتها، ليهتف هو بحنانٍ:
"بقيتِ أحسن شوية؟"

أومأت بهدوءٍ شديد، ليبتسم لها بحنانٍ بالغ ثم نظر لسترته هاتفًا بحنقٍ زائف:
"شوفي بليتيها إزاي!! أنا لسة شاريها جديدة!"

ربتت على كتفه دون كلمةٍ ثم توجهت نحو السيارة لتجلس في المقعد المجاور لمقعد السائق، فابتسم هو بجانبيةٍ وتوجه للمقعد أمام المقودِ وبدأ بالقيادة ونظرت رزان للحريق الذي لم يخمد بعد وابتسمت بجانبيةٍ بسمةٍ متشفيةٍ ثم عادت برأسها للخلف تفكر في الخطوة القادمة.

♡♡♡♡♡

على نحوٍ آخر.
في سيارة أدهم.

كان يتحرك بالسيارة وهي بجانبه صامتةً لم تنبس ببنتِ شفةٍ بعد أن لحقها قبل أن تفعل شيء، فهي كانت ذاهبة لداخل الشركة لتفعل شيئًا ما وتأخذ أوراقًا قد تساعدها في أن تمسك ذلة على ذلك المدعو سالم وجمال، ولكن قبل دخولها وهي متخفية شعرت بمن يسحبها بعيدًا عن المكان ثم شهدت الانفجار الهائل للشركة وللحق انبهرت وانصدمت مما حدث، قررت أن تكسر الصمت السائد وهتفت:

"مين اللي فجر الشركة؟"

أجابها بسؤالٍ موازي وهو ما زال ناظرًا للطريق:
"كنتِ بتعملي إيه عن الشركة؟"

لم تعرف بما تجيبه لتبتلع ريقها ليقاطع شرودها من جديد قائلًا بنبرةٍ هادئة ينبعث فيها الحنان:
"اتكلمي ومتخفيش يا إيناس!"

شددت على خصلاتها تزفر بقوةٍ ثم هدرت بسأمٍ:
"أنت مش فاهم حاجة بجد"

أوقف السيارة جانبًا ثم نظر لها مردفًا:
"إيه بقى اللي مش فاهمه!! أنتِ فكراني أهبل وعبيط؟؟ أنتِ عارفة حاجات مينفعش تعرفيها ومتهددة وعشان كدا مش عايزة تتكلمي، حد بعتلك تهديد!!"

سألها في نهاية حديثه بنصفِ عينٍ، لتهدر هي:
"آه، متهددة ولو اتكلمت أنت وأهلي هتموتوا، عايزني أعمل إيه بقى!!"

أومأ بهدوءٍ شديد ثم بعدها نطق من جديد:
"قولي اللي تعرفيه! وده أحسن لك وأحسن لعيلتك يا إيناس!"

صمتت لثوانٍ قبل أن تخبره بما تعرفه وما يحدث يحدث، انتهت من الحديث ولم يبدي ردة فعلٍ بل تحرك بالسيارة من جديد في نيةٍ لتوصيلها لمنزلها، صمت ساد من جديد لدقائق ليردف بهدوءٍ:
"رزان هي اللي فجرت الشركة! هتعرفي رزان قريب وشكل الموضوع مش هينتهي هنا، متقوليش لحد أنك اتكلمتي خالص؛ واقعدي في البيت الجبس لسة مفكش وجاية تحارب"

أنهاها بسخريةٍ لتناظره بحدةٍ فضحك يهز رأسه وهو يكمل النظر للطريق، فزفرت تستند برأسها على النافذة ناظرةً للطريق شاردة.

♡♡♡♡♡

في سيارة يُونس.

انبهرت چيهان بحقّ من الانفجار الهائل والحريق الذي تزايد أكثر وأكثر حتى ابتعد يُونس عنه، لتنظر له هاتفةً:
"أنتوا بتعملوا كدا ليه؟"

"عشان يستاهلوا أكتر من كدا!"

قالها بجمودٍ وهو ما زال ناظرًا للطريق، أعادت چيهان خصلاتها للخلف ثم بعدها سألته من جديد:
"طب ممكن سؤال!"

همهم منتظرًا ما تودّ أن تسأله لتردف هي بتعجبٍ وضيقٍ:
"هي ليه رزان كدا؟ يعني بتتكلم بطريقة غريبة معانا كأننا مش طايقانا، أنا قولت أنت قريبها يبقى أكيد عارفها يعني بص.."

سردت له ما حدث في المول وهو يستمع بهدوءٍ شديد، مكملةً هي:
"ليه بتتعامل معانا كدا!"

زفر يونس بقوةٍ ثم تحدث بنبرةٍ هادئة:
"رزان شخصية انطوائية جدًّا مش بتحب تتكلم ومش بتحب تتعرف على حد ولا تتعامل مع الناس أصلًا، وفيه سبب قويّ جدًّا زود شخصيتها دي بس مقدرش أتكلم فيه، بس هي هتاخد وقت عشان تتعود عليكم وحتى لو اتعودت رزان قليلة الكلام وبتكره الإزعاج والصوت العالي"

تذكرت تلك المرة التي ثرثرت فيها چُمانة أمامها بقدرٍ كبير لتغضب عليها ففهمت هنا لما تتعامل هكذا!، أومأت بتفهمٍ شديد ستتعامل معها بطريقةٍ أخرى فهي تحبها وترى فيها شخصًا طيّبًا وجيّدًا ولطيفًا، لتهتف چيهان بصدقٍ:
"بصراحة أنا كنت هبدأ أكرهها بسبب تعاملها معانا بالطريقة دي بس أنا حاسة أنها شخص كويس فعشان كدا حابة أتقرب منها"

ابتسم ابتسامةٍ صغيرة وهو ما زال ينظر للطريق ليهتف:
"رزان مش هتلاقي أطيب ولا أحن منها في الدنيا بجد وأكتر شخص تقدري تعتمدي عليه، بس مترغيش قدامها"

ضحكت بشدةٍ وهي تفرك خصلاتها قائلةً:
"بصراحة إحنا عيلة رغاية ومزعجة فهي كتر خيرها أنها مستحملانا لغاية دلوقتي" 

ابتسم بجانبيةٍ ولم يعقب ليكمل طريقه نحو منزلها ثم منزله.

♡♡♡♡♡

في صباحِ يومٍ جديد.

كانوا يقفون أمام المبنى الذي أصبح رمادًا بعد احتراقه كاملًا، الغضب يشع من عينيه بشدةٍ وهو يصرخ في الحارس:
"إزاي ماس كهربي أنت بتهبل يبني!! ده باين عليه بفعل فاعل وأنا هعرف الفاعل ويبقى كتب موته بإيده"

اقترب أنيس من جمال يهتف محاولًا تهدئته:
"اهدى يا جمال، لازم نهدى عشان نعرف نفكر كويس"

نطق إبراهيم أيضًا موافقًا حديث أنيس:
"المستشار بيتكلم صح يا باشا! لازم نهدى"

شدد على خصلاته بغضبٍ شديد ليأتي سمير أيضًا قائلًا:
"ماس كهربي مفيش أي دليل غير أنه كان ماس كهربي"

ابتسم أنيس بخبثٍ شديد:
"اللعبة شكلها هتبتدي يا جمال!"

أطبق جمال على يده بغضبٍ شديد وخبثٍ أكبر ثم تحرك نحو سيارته وقادها بسرعةٍ هائلة، ليتحرك الباقي في سيارتهم تاركين العمال ليتعاملوا مع الوضع.

♡♡♡♡♡

في منزل رزان.

خرج غيْث من الغرفة يتمطأ بتكاسلٍ ويتثاءب بنومٍ، متوجهًا نحو المطبخ ليجد رزان تقف تعد شيئًا وهي تتحدث في الهاتف غير منتبهة له، ليتحرك نحو الثلاجة مخرجًا زجاجة مياهٍ هاتفًا:
"صباح الخير!"

"صباح النور"

قالتها بهدوءٍ ثم أردفت عبر الهاتف:
"تمام، سلام!"

أنهت المكالمة وهي تضع الهاتف على الطاولة وتكمل إعداد الشطائر التي تفعلها ليهتف غيْث بعدما ارتشف من المياهِ قائلًا:
"تيشرتي ومهمتي كمان!!"

قطبت حاجبيها بتعجبٍ ليشير على الشطائر وقد جذب منها السكين قائلًا:
"دي مهمتي أنا وبحب أعملها، ابقي اعملي أنتِ القهوة والشاي بلبن، شكلك مش نازلة النهاردة!"

جذبت شطيرة تقضم منها متوجهة نحو المقعد أمام الطاولة الصغيرة التي تتوسط المطبخ ناطقةً:
"مين قال كدا! هنزل طبعًا"

جذب الشطائر يضعها على الطاولة وجلس متسائلًا:
"ينفع أفهم بقى أكتر، دلوقتي أنتِ بتنتقمي من جوز أمك عشان هو واحد حيوان وده يتشاف من أول نظرة، جمال بقى برضه شكله حيوان ووحش، بصي هفهم كل ده بس عايز أعرف افتكرتي إيه امبارح بعد ما الشركة ولعت!"

قضمت قضمةٍ أخرى من الشطيرة ثم زفرت بقوةٍ بعدما ابتلعت ما في جوفها ثم أخبرته بتلك الذكرى والكابوس الذي جاءها البارحة، طالعها بصدمةٍ شديدة وشعر أنه لا يقدر على الحديث، فذلك موقف واحد وشعر بكمّ الألم، فماذا في باقي المواقف والذكريات! ، رفعت يدها إبهامها وسبابتها تشير له بمدى ضآلة ما سردته ناطقةً بابتسامةٍ:
"ده ولا شيء والله، حاجة قد كدا"

ثم نهضت لتعد القهوة والشاي بالحليب ثم نطقت بابتسامة هادئة:
"هنجت وأنا محكتش حاجة، أمال الباقي!"

استدار برأسه لها قائلًا بعدم تصديق:
"أنا مهنجتش أنا بس مصدوم! ليه يعملوا كدا ومصلحته إيه جمال يخطفك!"

هزت كتفيها وهي ما زالت تعطيه ظهرها مردفةً ببساطةٍ:
"بيلعب، شاف صاحبه بيعلب ليل نهار قال لما يستمتع هو كمان شوية"

تأوه بعدم تصديق وابتلع ريقه ناظرًا للشطيرة التي بيده فقد شعر بفقدان الشهية حقًّا، انتهت من صنع المشروبات ووضعتها لتشير له على الطعام بتعجبٍ:
"مش بتاكل ليه؟"

"إيه البساطة دي يا رزان!"

قالها غيْث، لتضحك هي بشدةٍ ثم هتفت من بين ضحكاتها:
"من أول ما عرفتك وأنت عايش بيها يا غيْث! ويوم ما جيت أتكلم بيها بقت إيه البساطة دي!"

شدد على خصلاته بقوةٍ ثم تنهد بقوةٍ وبعدها حمل كوب مشروبه قائلًا:
"ماشي!"

ارتشفت من مشروبها رشفةٍ ثم بعدها هتفت بهدوءٍ:
"اللعبة لسة بادئة، فصبرًا!"

"لا ما أنا داخل اللعبة دي ودايس فيها من أولها لآخرها"

قالها غيْث بإصرارٍ ونبرةٍ جادة بعدما ارتشفت رشفةٍ مشروبه؛ لتهتف رزان بعدم فهمٍ:
"لعبة إيه اللي أنت دايس فيها! هو لعب عيال!!"

"أنا ثيرابيست ودكتور نفسي آه!! لكن خطر متخفيش وأعلم على أي حد"

قالها يعدل من ياقة سترته القطنية غامزًا لها بعبثٍ، لتبتسم بخفةٍ ثم بعدها ارتشفت من مشروبها قائلةً بهدوءٍ:
"علفـ... "

قاطعها غيْث بإصرارٍ وعنادٍ ونبرةٍ لا تحتمل النقاش:
"دايس يعني دايس، مش هسيبك لوحدك يا روز"

أنهى جملته بنبرةٍ هادئة يحملها الحنان، ثم تابع ببسمةٍ لطيفة:
"قولتلك قبل كدا هداويلك جراحك وهضمدهولك وأنا لحد دلوقتي قد كلمتي وهفضل جنبك وهديكِ القوة، وقت ما تفكري تضعفي مش هتلاقي أحسن مني تضعفي عنده، حلاوتي وحضني بيجيبوا للواحد الهبوط والسكر!"

أنهى جملته بعبثٍ شديد غامزًا لها، فما كادت أن تتأثر ليتبدل تأثرها الشديد لضحكةٍ وهي تهز رأسها بيأسٍ فهو مهما فعل لن يتغير من عبثه ومرحه اللطيف.

"غمازتك حلوة!"

قالها بغمزةٍ عابثة، لتبتسم باتساعٍ أكثر منهيةً قهوتها ثم بعدها هتفت:
"مش عندك عيادة النهاردة مش كدا!!"

كاد أن يردّ ولكن استمعوا لرنين جرس الباب، لينهض غيْث ليفتح الباب ليجد في وجهه كريم وكارمن ويونس، فهتف كريم يصافح غيْث بودّ وحرارةٍ ومرحٍ:
"جوز أختي الثيرابيست التوب اللي هيعالجني ببلاش"

ضحك غيْث وبادله المصافحة قائلًا:
"ده أنا عنيا ليك يا كيمو!"

"أنتوا إيه اللي جابكم؟"

قالتها رزان التي تقدمت من موضعهم، ليهتف كريم بعدما تحرك بحريةٍ في المنزل قائلًا:
"كدا دي مقابلة تقابلي بيها أخوكِ العسل! وأختك العسل ويونس البصل عشان مبحبوش"

قالها وهو يرتمي على المقعد، ليمسك يونس ما طالته يده يرميه فوقه فوضع يده حمايةً ضاحكًا، ابتسم غيْث ناطقًا:
"منورين والله يا شباب!"

كانت كارمن تقف متوترة وتفرك في يدها بشدةٍ لا تعرف ماذا تفعل، فقد أحضرها كريم معه رغم رفضها، لتهتف رزان بابتسامةٍ هادئة:
"اقعدي يا كارمن؛ لو چُمانة وچيهان في البيت هخلي غيْث يجبهم يقعدوا معاكِ!"

أخرج غيْث هاتفه قائلًا بابتسامةٍ:
"معرفش نزلوا الشغل النهاردة ولا لأ الصراحة"

هتف يونس موجهًا حديثه لرزان:
"أنتِ كويسة؟"

أومأت بابتسامةٍ تطمئنه فابتسم لها بحنانٍ ورغم ضيق غيْث بشدةٍ وحنقه إلا أنه ترك لها مجالًا فيعلم أن يُونس شخصًا جيّدًا بشدة في حياة رزان، ليهتف كريم بعدما مدد على الأريكة:
"رزان اعمليلها بقى أكلة حلوة وغدينا"

"كريم قوم اطلع برة"

قالتها رزان بهدوءٍ شديد وعدم اهتمامٍ وهي تجلس على المقعد، ليغمز لها غيْث قائلًا:
"عـاش!"

"طبل يخويا طبل!"

قالها كريم بغيظٍ، ليهتف غيْث بعبثٍ:
"ما أطبلها مش مراتي!"

غمز له كريم هاتفًا:
"أيوة بقى اوعدنا، نلاقي اللي نطبله!"

"كريم أقسم بالله أسمع صوتك تاني هزعلك، أنت مفصلتش من ساعة ما جيت وأنا بكره كدا! هترغي روح عند أمك!"

قالتها رزان بانزعاجٍ شديد من تلك الثرثرة والتي ستزداد بمجيء شقيقات غيْث، ليهتف كريم بحزنٍ مصطنع:
"مكانش العشم يا أختي!"

"أختك إيه!! لا أنت بتطيقني لا أنا بطيقك منحورش على بعض"

قالتها رزان بحنقٍ بالغ ثم نهضت تتوجه نحو المطبخ لتحضر لهم شيء وتبتعد عنهم قليلًا، فتح كريم التلفاز وأحضر الأذرع ورمى واحدًا ليونس قائلًا:
"يلا دور ونشوف مين اللي هيفوز!"

أمسك يونس وأردف بابتسامةٍ:
"مترجعش تزعل لو خسرت"

توجه غيْث خلف رزان يهتف بابتسامةٍ حنونة:
"حاولي تهدي وتتعودي شوية على الجو عارف أنه صعب بس حاولي تهدي، أوكيه!"

ثم تابع بنبرةٍ عابثة غامزًا لها:
"وعنيا ليكِ أراضيكِ بعد ما يمشوا"

ابتسمت تلقائيًّا بخفوتٍ، لِيغمز لها قائلًا بذات جملته كعادته:
"غمازتك حلوة!"

اتسعت بسمتها بعد جملته التي اعتادت عليها وتحبها بشدة، ليخرج هو هاتفه قائلًا بمرحٍ:
"أكلم چو بقى يجي يتعرف على الشباب وچُمانة وچيهان اليوم، هيبقى جامد!"

توقفت عن ما تفعله تناظره بعدم تصديق متسمرةً مكانها، تتخيل مظهر المنزل بعد أقل من ساعةٍ وكمّ الضوضاء والإزعاج الذي يجعلها تكره حياتها.

♡♡♡♡♡

في منزل نبيل مدبولي.

مجتمعون في صالونِ المنزل من يشاهد التلفاز ومن يتفحص هاتفه بعدمِ اهتمامٍ، ليهتف نبيل بتساؤلٍ لإياد:
"عندك محاكمة بكرة يا إياد!"

هز رأسه إيجابًا دون حديثٍ وهو ما زال ينظر لهاتفه، فهتفت زُهرة بابتسامةٍ:
"هتفوزها أكيد يا حبيبي!"

تشدق بغرور ناطقًا:
"أكيد، القضية سهلة ومفهاش خِصم، بس نتفرج على قضية أنيس الباهر الأول"

أنهاها بخبثٍ واضح، ارتفع رنين هاتف نادين فنهضت لكي ترد بعيدًا عنهم، رمق إياد أثرها ثم عاود النظر للهاتف بعدم اهتمامٍ، نهضت زُهرة قائلةً بابتسامةٍ:
"هقوم أشوف سناء حضرت الغدا ولا لأ!"

وتوجهت بالفعل نحو الداخل تاركة إياد ونبيل الذي اعتدل في جلسته هاتفًا:
"تعرف اللي حصل في شركة الهلالي الفرعية!"

ابتسم إياد بجانبيةٍ ناطقًا:
"أكيد، ده مفيش خبر إلا لو بيتكلم عنها"

"بس مين اللي له مصلحة يولع في الشركة!!"

قالها نبيل بتفكيرٍ، ليعتدل إياد في جلسته قائلًا بخبثٍ:
"وليه متكونش ماس كهربي زي ما بيقولوا"

ابتسم نبيل قائلًا:
"أنا مش شغال على عربية جوافة يا إياد!! أنا مترقتش للواء من فراغ، مش هتيجي تقولي ماس كهربي بسهولة وفيه مليون خيط!"

حك إياد ذقنه بابتسامةٍ ثم نهض بعدها يهتف:
"برافوا يا سيادة اللواء، عن إذنك عشان عندي شغل"

وتركه ورحل ليظل نبيل ناظرًا لأثره بغموضٍ شديد، هناك أشياء تذهب عن باله وتحدث من خلفه!.

♡♡♡♡♡

في منزل الهلالي.

شدد على خصلاته بغضبٍ شديد ثم هدر بغضبٍ:
"أقسم بالله لو رزان مدبولي لتكون كتبت موتها بإيدها"

نطق أنيس بخبثٍ شديد وهدوءٍ:
"اهدى يا جمال قولتلك، لو حتى رزان زي ما بتقول أنت! رزان مبقتش سهلة زي زمان ولا تتقتل بسهولة، أبوها اللواء نبيل مدبولي وابن خالتها المقدم يونس الشريف، فاهدى شوية عشان نعرف نفكر في الخطوة الجاية ونحسبها كويس.. ولو يا سيدي كانت رزان؛ ليه نقتل رزان نفسها ما نقتل شخص من حواليها"

أنهاها بخبثٍ أكبر، ليصمت جمال وتلتمع الفكرة بأعينه بخبثٍ وشرّ يتضح من عينيه، ليعتدل إبراهيم هاتفًا بخبثٍ:
"المستشار بيتكلم صح؛ نقتل شخص من حواليها بيبقى فيها متعة أكتر يا باشا والله"

التمعت الفكرة في أعين جمال أكثر، هو كان يفكر بها ولكن الغضب أعماه بسبب ما حدث، جلس على المقعد ليهتف بخبثٍ يفوقهم:
"يبقى على بركة الله.." 

♡♡♡♡♡

وقت غروب الشمس.
في منزل رزان.

كان المنزل يعمه الضجّة والضوضاء والفوضى الشديدة بسبب جمع هؤلاء الناس مع بعضهم، ليهتف كريم صائحًا ليُوسف:
"هات كيس الشيبسي بقولك، أنت واكل اتنين قبلهم يا طفس"

وضع يوسف رقائق البطاطس المقرمشة في فمه غير مباليًا لكريم موجه حديثه لچُمانة:
"قوليلي يا حلو! عايزة ميكس من بتاع غيْث ولا تفاح من بتاع كريم!!"

تلقى صفعة على عنقه من الخلف يعقبها صوت غيْث الحانق:
"اتلم يبني بقى! والميكس بتاعي اللي هيمد إيده عليه هقطعهاله"

"وأنا كذلك، اللي هيمد إيده على عصير التفاح هقطعهاله، دي روزّا حبيبتي وأختي كدا الروح بالروح هي اللي جايباهولي"

كان يُنهى جملته ناظرًا لرزان التي تجلس على المقعد صامتة، وتشاهد هذا الهراء والفوضى بصمتٍ شديد، ليهتف يُونس بضحكٍ:
"رُوزّا لو عليها هتجيب سلاحها تفرغه في دماغ كل اللي قاعدين"

"دي حقيقة!"

قالتها رزان بنفس الهدوء الشديد، لتهتف چيهان بابتسامةٍ:
"الجو لطيف أهو!"

هتفت چُمانة أيضًا بنبرةٍ حماسية عفويةٍ:
"أحكلكم مرة اتقابلنا فيها أنا ورزان تحت البيت وهزقت يوسف وقتها" 

ليضحك الجميع ونظر لها يوسف يرمش بأهدابه قائلًا:
"ينفع تقولي كدا على خطيبك، وبعدين مهزقتنيش أنا مردتش ولا اتكلمت وقتها عشان مبحبش أتكلم مع بنات"

"يولا، مبتحبش تكلم بنات!! علينا إحنا دي"

قالها كريم غامزًا له، لتنطق كارمن بعفويةٍ فهي اعتادت بعض الشيء هاتفةً:
"لا، رزان يتخاف منها أصلًا متتحججش بدي"

رفعت رزان إحدى حاجبيها ناظرةً لها لتجلس كارمن بجانب كريم وهزت كتفها قائلةً:
"بقول الحقيقة!"

ضحك كريم هاتفًا بسخريةٍ:
"جاية تقعدي جنبي عشان تقولي الجملة دي، لو في آخر المجرة رزان لو عايزاكِ هتجيبك، منا مبطقهاش برضه"

ضحك الجميع بشدة على تلك البلاهة، لينظر لهم غيْث بضجرٍ:
"بس بقى، قاعدين تتكلموا على البومة بتاعتي، قوموا روحوا بقى"

غمز له يُوسف قائلًا:
"من لقى أحبابه بقى يا عم الجامد!"

انتهى اليوم بعد أجواءٍ لطيفة ومرحة، وقد قضوه جميعًا بسعادةٍ واستمتاعٍ، ورحلوا جميعًا لتنظر رزان للمنزل وللفوضى التي تعمه، أعادت خصلاتها للخلف بضيقٍ شديد وحنقٍ، ليهتف غيْث بابتسامةٍ:
"هيتعمل متتقمصيش كدا، وبعدين قولتلك هراضيكِ"

"أنا صدعت حرفيًّا، ومش هعرف أنام إلا لما البيت يبقى كويس!" 

قالتها رزان وهي تعيد خصلاتها للخلف، ليبتسم غيْث بحنانٍ:
"لو مش قادرة، ارتاحي وأنا هعمله"

تأتأت وهي تستعد لتبدأ مهمة قويّة فابتسم غيْث وبدأ بمساعدتها ومرت ساعةٍ قد انتهوا من المنزل بأكمله، لتناظر رزان المنزل برضا وارتياحٍ شديد ثم ارتمت على الأريكة بعدها بإهمالٍ، ليصيح غيْث بتعبٍ:
"لا أنا موت بجد"

هدرت رزان بحنقٍ قائلةً:
"مش أنت اللي جبت الباقي، لو عليا كنت أرمي كريم برة بأخته ويونس كدا كدا كان هيمشي، لكن أنت بقى تجيب يوسف وأخواتك وأهي كملت"

أنهت الجملة ترفع خصلاتها للأعلى تربطهم بربطةِ شعرٍ، ليعتدل غيْث ونهض ليتوجه لغرفته قائلًا:
"خلاص يا ستي هدخل أنام"

نهضت هي الأخرى لكي تدخل لتنام، لتشعر بمن يجذبها لأحضانه هاتفًا بابتسامةٍ عابثة:
"قولتلك هراضيكِ وأنا بحب أكون قد كلمتي، تصبحي على خير!"

قال جملته الأخيرة بعدما ابتعد عنها ومال مقبلًا وجنتها وتوجه نحو غرفته، لتقف هي مكانها متسمرةً من ما حدث، شعرت باضطرابٍ شديد ودقات قلبها تعلو بشدةٍ، لتنظر لباب غرفته المغلق بحنقٍ شديد ثم توجهت نحو غرفتها لتنام هي الأخرى.

♡♡♡♡♡

"تَاهَت عُيُونِي في بُحُورِ عُيُونِهَا
‏واخْتَارَ قَلْبِي أَنْ يَغُوصَ فَيَغْرَقَ

‏أوَّاهُ مِن رِمشٍ أ‌حَاطَ بِعَيْنِهَا
‏سَهْمٌ تَوَغَّلَ فِي الوَرِيدِ فَمَزَّقَ"

جملةٌ دوّنها بخطّ منمق في دفتره، ثم وضع القلم وتنهد بقوةٍ يستند بمرفقيه على سطح الطاولة واضعًا وجهه بين كفيّهِ، يمرر أنامله على وجهه ثم ابتسم ناظرًا من جديد لما دوّنه، يبدو أنه بالفعل قد غرِق في عُمق عينيها رافضًا النجاة، لا يفهم شعوره العميق ولكن يفهم أنه قد وقع، هل أحبّها!! ابتسم بخفةٍ لذاته وهو يضع رأسه على سطح الطاولة يفكر من جديد، يبدو أنه أحبّها ووقع في غرامها، تذكر عندما أخبرها أنه يريد أن يُعلمها الحياة كان لأجلها ولأجله، هي تريد الموت وأنا سأجعلها راغبةً في الحياة لأجل أن تعرف أنها ليست بعمقها سيئة ولأجلي أيضًا، سيسعى لأجل أن تكمل الباقي من حياتها برفقته هو.

انتهى من موجة شروده مع ذاته ونهض وارتمى على فراشه لينام بعد يومٍ مرهق كهذا.

♡♡♡♡♡

في يومٍ جديد.
في المحكمة.

"لا يوجد أدلة سيدي القاضي تثبت أن موكلي صادق الشامي قد قتل المجني عليه حامد مرزوق، وأكاد أجزم أنه لم يقتله لأنه لم يكن في موقع الجريمة حينها، وقد خرج الطب الشرعي وأثبت أن الطعنات بسكين مطبخ صغير ولكن البصمات التي على السكين لا تعد لموكلي، فأريد أن يتم إخلاء سبيله لبراءته ولعدم وجود الأدلة التي تثبت إدانته"

انتهى أنيس من حديثه دفاعًا عن الجاني، ينتظر حكم القاضي ليطرق القاضي ثلاث طرقاتٍ بالمطرقة ..

"هيخرج!! إزاي؟؟"

قالتها فتاة كانت جالسةً تبكي بشدةٍ على والدها الذي قُتل ظُلمًا والآن سيتم إخلاء سبيل المجرم لعدم وجود الأدلة الكافية ولأنه لا يوجد ما يثبت أنه الذي قام بفعل ذلك، كان إياد جالسًا بجانبه ماجد، همس ماجد لإياد:
"هيفوز بيها وشّ، عقبالك!"

لم يعقب إياد بل ينتظر قول القاضي الذي يعلم جيدًا أنه سيفرج عن ذلك القاتل.

"حكمت المحكمة حضوريًّا..."

"استنى يا سيادة القاضي!"

قالتها فتاة قد دخلت من البوابة للتوّ والتف جميع الحاضرين ليروا من تلك الدخيلة التي قد جاءت وتقاطع القاضي والحكم الذي سيُصدر، ليهتف القاضي بحدةٍ:
"أنتِ مين وإزاي تقاطعي المحاكمة بالمنظر ده!"

"أنا المحامية أروى صابر شاهين، وده توكيل معمول كمان أني المحامية لعيلة حامد مرزوق"

قالتها وهي تخرج بطاقتها وأيضًا الورقة التي تثبت حديثها وتقدمت من موضع القاضي وقامت بوضعهم، ثم عادت للمكان الذي ستقف فيه لترافع، ليتحدث القاضي بعد تأكده من حديثها:
"وإيه اللي معاكِ يا أستاذة!"

أخرجت من حقيبتها عدة أوراقًا وفلاشة صغيرة وأردفت بنبرةٍ قوية:
"دلائل تثبت حتمًا أن المتهم صادق الشامي هو القاتل الحقيقي لحامد مرزوق وليس أي قتل بل قتل من سبق الإصرار والترصد يعني عقوبته الإعدام، وده سلاح الجريمة الحقيقي اللي تم قتل بيه المرحوم حامد مرزوق وتم تلفيق السلاح الموضوع أمامك سيدي القاضي لكي يتم براءة المتهم والقاتل صادق الشامي، وكل حاجة قدامك أهي سيدي القاضي تقدر تطلع عليها"

قالتها وهي تحمل كل شيء وتناوله للقاضي الذي بدأ يطالع زملائه وتصاعدت الهمسات والهمهمات في المحكمة بأكملها، وأنيس الذي أصبح في حالة ذهول وصدمة كبيرة مما يحدث، وإياد وماجد الذين شاهدوا ما حدث بذهولٍ وصدمةٍ أيضًا، بدأ الاطلاع على الأدلة جميعها ورؤية الفيديو المتواجد على الفلاشة الصغيرة وبها حديث "صادق" مع شخص يخطط لقتل "حامد مرزوق"، طرق القاضي بمطرقته هادرًا:
"سكوت!"

صمت جميع الحاضرين ليهدر بعدها بنبرةٍ عالية:
"بعد الاطلاع على الأدلة ورؤيتها كاملةً، حكمت المحكمة حضوريًّا على المتهم صادق الشامي بالإعدام شنقًا حتى الموت بسبب قتله لحامد مرزوق مع سبق الإصرار والترصد، وتحذير قاطع من المحكمة للمحامي أنيس الباهر بما فعله اليوم، رُفعت الجلسة"

صاح جميع من في المحكمة ومنهم من نهض يصفق بحرارةٍ للمحامية التي جاءت اليوم خاصةً أهل حامد، لتنظر أروى نحو أنيس تغمز له بخبثٍ ثم تحركت لتخرج من المحكمة، نهض إياد وماجد أيضًا وساروا ليخرجوا أما أنيس أقبض على يده بغضبٍ شديد مما حدث اليوم وتوعد لتلك الفتاة، لملم أشياءه وتحرك بخطى سريعة غاضبة نحو الخارج، ليجد تلك المدعوة أروى تقف تبتسم مع أحدِ الأشخاص وتتحدث معهم، فتوجه نحوها هادرًا بغضبٍ شديد:
"أنتِ مين يا بت أنتِ!"

رفعت أروى عينيها تتأوه بسخريةٍ:
"بت؟؟ أنت المفروض دلوقتي يا سيادة المستشار تقفلي تعظيم سلام بعد اللي عملته فيك جوة! أصل الزور والرشاوي مش بتدوم يا متر"

أنهتها بخبثٍ شديد، يتمنى أن يضربها الآن ولكن هو في منتصف المحكمة ويوجد أناسٍ كثيرة تشاهد، لن يخسر مرتين اليوم، ليقترب منها وهمس لها بشيءٍ ثم ابتعد ليجد الثبات ما زال مرتسمًا على وجهها ورحل من أمامها، لتخلع روب المحاماة تناوله لمساعدتها قائلةً:
"خدي يا رُودينا نستريح شوية عشان بجد لسة في محاكمة بعد نص ساعة، اجهز يا متر عشان هتخسر النهاردة أنت كمان!"

أنهتها ناظرةً لإياد الذي كاد يمر بجانبها واستمع لجُملتها التي قالتها، فنظر لها من أعلاها لإخمص قدميها ثم غادر، لتبتسم رُودينا بحماسٍ:
"برافوا بجد عليكِ يا أروى، أنتِ دخلتي ولعتي الدنيا وخرجتي"

أخرجت هاتفها تغمز لها ثم وضعت الهاتف على أذنها بعدما ضغطت على شخصٍ تنتظر الرد وما أن جاءها حتى هتفت بخبثٍ شديد:
"الأول ضن يا باشا والتاني نص ساعة وهيحصله"

جاءها الرد من الناحية الأخرى قائلًا:
"عـاش، مستنية خبر التاني وبعدين نتقابل!"

ابتسمت أروى هاتفةً:
"اشطا يا باشا، سلام"

أنهت أروى المكالمة ووضعت الهاتف في چيبها ونظرت لاثنين الذان أمامها ناطقةً بمرحٍ:
"هاتلنا حاجة ناكلها يا زياد عشان ندخل التانية وإحنا نشيطين"

"عنيا يا متر"

ورحل من أمامها لتذهب هي ورُودينا لكي تتجهز للمحاكمة القادمة، مرت نصف ساعةٍ، بدأ الجميع بالحضور من جديد ودخول إياد وكذلك أروى التي ظهرت من جديد، فلا يعلم إياد لما شعر بالخطر فهو حتى لا يعلم من هيّ وما معها ولكن يجب أن يظل ثابتًا للنهاية، دخل القاضي ليهدر الرجل الذي كان واقفًا عند الباب:

"محكمة"

نهض الجميع احترامًا للقاضي ثم بعدها جلس القاضي مشيرًا لهم بالجلوس بعدما طرق بمطرقته، مرت نصف ساعةٍ أخرى وبدأ الجميع بالخروج بعد فوز تلك المحامية أروى شاهين وخسارة للمحامِ إياد مدبولي والجميع لا يصدق تلك المحامية التي أتت اليوم لتنافس وتفوز على أفضل المستشارين والمحاميين، خرجت من المحكمة وناولت روب المحاماة لرُودينا والحقيبة أيضًا قائلةً:
"اليوم خلص، يلا روحوا المكتب قفلوه وروحوا وأنا هشوف الباشا وهروح بيتي"

وافقوها ورحل الاثنين بالفعل، أخرجت هاتفها وكادت أن ترحل ليوقفها شخص بقوةٍ فاستدارت لتجده إياد فابتسمت بخبثٍ:
"خير يا متر! مش قولتلك جهز نفسك عشان هتخسر شكلك مجهزتش أوي"

"مين اللي رماكِ هنا؟ لا تفكري الشويتين دخلوا عليا مين اللي باعتك!!"

قالها إياد بحدةٍ، لتبتسم أروى من جديد ثم تقدمت منه محافظة على مسافةٍ بينهم قائلةً:
"حتى لو فيه حد باعتني متنكرش أني علّمت عليك وعلى المستشار، علامة تخليكم تعيطوا شهر قدام"

ابتسم بسخريةٍ هاتفًا بحدةٍ:
"لا مبعيطش يختي أنا بردّ، واعرفي أنك اتحطيتي في دماغي ومش بعيد تكوني اتحطيتي في دماغ أنيس، يعني نهايتك اتكتبت وعداد عمرك بدأ العد التنازلي بتاعه، سلام يا متر"

أنهاها بسخريةٍ لاذعة ثم رحل من أمامها لتنظر لأثره، ثم هزت كتفيها وسارت لترحل هي الأخرى، وصلت لمقهى ودخلت إليه لتجلس على طاولةٍ أمام شخصٍ هاتفةً بابتسامةٍ:
"الباشا رزان"

أنزلت رزان هاتفها تنظر لأروى بابتسامةٍ خبيثةٍ:
"عجبتيني يا أروى!"

وضعت أروى حقيبتها قائلةً بابتسامةٍ:
"البركة فيكِ كلها يا رزان"

نادت رزان النادل وطلبت قهوة لها وعصير طازج لأروى ثم نظرت لها من جديد قائلةً بهدوءٍ:
"الاتنين طبعًا هيحطوكِ في دماغهم واللي عليه إقبال يقتلك هو أنيس بس متخفيش في حمايتي، والقضية الجاية ورقها كله هيبقى في مكتبك بكرة"

ابتسمت أروى تعيد خصلاتها للخلف، ثم هتفت من جديد:
"كله هيبقى تحت السيطرة ومتقلقيش من حاجة هدرسها وهجيب باقي القضية!"

أومأت رزان وقد جاءت المشروبات وبدأت رزان في ارتشاف قهوتها وكذلك أروى، لتنطق أروى متسائلةً:
"مش ناوية تعملي فرحك بقى عايزة أحضره!"

ابتسمت رزان ابتسامةٍ صغيرة وتحدثت بنبرتها الهادئة:
"اتكتب كتابي وخلصنا لا في أفراح ولا هطل من ده، وكتب الكتاب نفسه كان هطل"

ضحكت أروى ترتشف من مشروبها ثم هتفت بمرحٍ:
"إزاي يعني ده الجواز حاجة سكر، الرجالة آه عايزين الحرق والجواز كمان حاجة زفت بس لازم أديكِ بوزيتف"

"أنتِ كدا مش بتديني بوزيتف أنتِ كدا بتصدعيني وأنتِ عارفة أني مش بحب الرغي والإزعاج"

قالتها رزان بهدوءٍ شديد، لتنطق أروى من جديد:
"ماشي يا باشا سكتنا أهو"

ارتفع رنين هاتف رزان لتنظر للاسم الذي ينير الشاشة وفي كل مرةٍ يجعلها ترغب في الابتسام "غيْث القمر أبو عيون عسليّة" فهو قد غيّر اسمه ليكتب هذا وفي كل مرةٍ كان يتصل بها كانت ترى الاسم ومرةٍ تعجبت بشدةٍ ولكن ابتسمت وقتها، رفعت نظرها لأروى التي تردف بمكرٍ:
"أيوة بقى شكله المز بتاعك!"

نهضت رزان تلملم أشياءها بعدما وضعت ما المشروبات قائلةً بهدوءٍ:
"اتلمي يا أروى، واستني الملفات!"

رحلت رزان تاركةً أروى تضحك بشدةٍ وقد نهضت هي الأخرى لترحل، وانتهى اليوم فلم يحدث فيه أي جديد أو شيء مختلف، وقد مرت عدة أيامٍ أخرى وجاء اليوم الموعود وهو يومِ خِطبة يُوسف وچُمانة.

♡♡♡♡♡

النشاط يحوم حول المنزل ويتم تجهيزه على أتم الاستعدادات ويتم تعليق البالونات والزينة والأشياء التي ستجعل المنزل مبهجًا، وقد أحضر غيْث السماعات الكبيرة ويجلس أمامها بيده الهاتف لكي يكون هو الموزع اليوم، فأمامهم ساعةٍ ينتهوا فيها من المنزل وسيذهبون لتجهيز أنفسهم، نطقت سُندس صديقة چُمانة:
"لا هاتي البلونة اللي فيها حرف الـ J يمين والـ Y شمال، انجزي يا بسملة"

وبدأوا بالفعل لتنطق چيهان موجهة حديثها لسندس:
"أيوة عايزين نعمل الديزاين ده، والبلالين والزينة من هنا، يلا ننجز بقى"

وبدأوا بالفعل لتقترب فتاة أخرى تُدعى ملك من غيْث قائلةً:
"حط تامر حسني كتير يا دكتور"

"ستوب يا دكترة الأغاني دي عليّا أنا ومحدش يتدخل فيها، روحي علقي البلالين وشوفي صحبتك"

قالها غيْث ناظرًا لهاتفه يقوم بفعل شيءٍ فيه لتنطق ملك بحنقٍ:
"أختك هي اللي بتحب تامر أنا مالي أنا، وفعلًا همشي من هنا!"

رحلت نحو الفتيات لتكمل البالونات والزينة، جاءت جميلة من الداخل تبتسم للجميع وتوجهت نحو غيْث هاتفةً:
"أمال مراتك فين؟"

"نايمة، ودي مش هتشوفيها غير بليل ملهاش هي في الحاجات دي، ده أنا هجيبها الخطوبة بالعافية"

قالهل غيْث، فابتسمت جميلة تربت على كتفه بحنانٍ قائلةً بلطفٍ:
"أنا عارفة أنها مش بتحب الأجواء دي وباين من شخصيتها أنها انطوائية فسيبها وتبقى تيجي بليل"

ابتسم غيْث لوالدته بحنانٍ ثم رحلت نحو الداخل ليشعل هو السماعة، وصدح صوت المغنى ..

"يا ليل يا عيني، يا يا عين يا ليل
يا يا يا عين، يا ليل يا عين يا ليل

آه رايق لو مين عليا لو حرب جايه والله ما أتضايق
هتعايق مزاجي حلو وشكلي الحلو عليا كده لايق
مترستق والانبساط لازقلي لازقه ده ما صدق
ليه مزمزء جايين نحلي لو حتى كل الدنيا بتحدق"

ليصيح الجميع في صوتٍ واحد:
"إيه اليوم الحلو ده
إيه الناس الحلوة دي
إيه اليوم الحلو ده
وإيه الناس الحلوة دي"

كانوا يعملون بشدةٍ ومرت الساعة وبدأوا يتجهزون لأن الحاضرين اقتربوا من الوصول، صاحت چُمانة بتوترٍ:
"بجد متوترة أوي!"

ابتسمت سُندس وهي تضبط لها خصلاتها قائلةً:
"اهدي خالص اليوم لسة في أوله"

انتهت بسملة من وضع لها مساحيق التجميل ببساطةٍ وضبطت لها چيهان الفستان، دخلت جميلة لتنبهر من ابنتها قائلةً بحنانٍ:
"بسم الله ما شاء الله، اللهم بارك يا حبيبتي زي القمر"

ابتسمت ملك لها قائلةً:
"أنتِ اللي زي القمر يا طنط!"

ابتسمت لها جميلة هاتفةً:
"حبيبتي يا ملك، يلا عشان نخرج يوسف قرب يوصل"

خرجوا بالفعل لينظر أحمد لابنته بحبّ وحنانٍ وقبّل مقدمة رأسها قائلًا:
"عسولة يا حبيبتي ربنا يحفظك"

ابتسمت چُمانة لوالدها بحنانٍ، واقترب غيْث أيضًا:
"الله إيه الحلاوة دي! خسارة في چو والله!"

ضحك الجميع وغمزت چيهان له قائلةً:
"ما أنت حلو برضه، إيه الطقم الجامد ده يا غيْث!!"

هندم غيْث سترته قائلًا بابتسامةٍ:
"عارف طبعًا أني حلو، اختيار رزان"

نطقت چيهان بتساؤلٍ:
"هي فين صحيح!"

"جاية جاية"

قالها غيْث ثم هتف يغمز لشقيقته قائلًا:
"بس إيه الجمال ده يا چيچي!! أخواتي الاتنين عساسيل أوي كدا ليه!"

ضحك الجميع واقترب يعانقهم بحبّ وحنانٍ بالغ، ثم ابتعد واشتعلت الموسيقى وبدأ الجميع بالحضور وقد جاء يُوسف وعائلته، وهتف بغناءٍ مع الموسيقى:
"وسع وسع.. وسع وسع
وسع وسع.. وسع وسع

مين اللي جاي استنى دوره جاي
أهلا باللي عايز.. سيبوه أنا عايزه حي"

شاركه غيْث بغناءٍ وصوتٍ عالٍ:
"شوف أنت جاي منين وأنا جاي منين
شوف أنت روحت فين وأنا روحت فين
شوف أنت تبقى مين وأنا أبقى مين
اللي عملته في حياتك عملته أنا في يومين"

والجميع بدأ يندمج معهم بشدةٍ ويرقصون بمرحٍ وسعادةٍ وحماسٍ جليّ، انتهت الأغنية واقترب يوسف من چُمانة قائلًا بابتسامةٍ:
"أقسم بالله قمر يا حلو! إيه العسل ده كله!!"

ابتسمت چُمانة بخجلٍ وحاولت الحديث قائلةً:
"الطقم بتاعك حلو برضه"

ابتسم غامزًا لها ثم نطق:
"النهاردة مفيش كسوف افردي وشك كدا وهيصي يلا"

أخذها من يدها يراقصها مع الأغنية الصادحة، أما غيْث تحرك نحو الباب لكي يرى رزان ولكن وجدها قد جاءت ووجهها ممتعض بشدةٍ وحانق ويعلم ما السبب، ولكن استوقفه شيء ناظرًا لثيابها قائلًا:
"إيه ده!"

نظرت لثيابها هي الأخرى ثم عاودت نظرها له قائلةً:
"إيه!!"

طالعها بعبوسٍ وضجرٍ:
"فين الفستان كان هيبقى حلو بجد!"

ربتت على كتفه بعدم اهتمامٍ:
"هراضيك هراضيك"

هز كتفيه بعبثٍ وغمز لها قائلًا:
"إذا كان كدا ماشي! وحلو الماتشنج برضه بس ليه أسود!"

"اللي لقيته في هدومك قدامي علطول لسة هقعد أدور!"

قالتها بهدوءٍ، ليطالعها بعدم تصديق ولكن ابتسم جاذبًا إياها نحو الداخل وهو يغني مع الموسيقى، ذهبت نحو چمانة وصافحتها بابتسامةٍ:
"مبروك يا چُمانة ربنا يتمملك على خير!"

عانقتها چُمانة قائلةً:
"حبيبتي يا روزّا بجد، وعلفكرة طقمك حلو وماتشنج مع غيْث"

ابتسمت لها رزان وصافحت يوسف من بعيد تبارك له، ثم توجهت لتسلم على جميلة وأحمد احترامًا لهم، توجه غيْث عندهم قائلًا:
"هتقفي مع العواجيز!!"

طالعه أحمد بحنقٍ قائلًا:
"عواجيز إيه يا أهبل! امشي من وشي"

ضحك غيْث وقبل رأس والده هاتفًا:
"اهدى يا حج!"

ابتسمت رزان بخفوتٍ، ليهتف هو بعبثٍ كعادته غامزًا لها:
"غمازتك حلوة!"

رفعت عينيها له فغمز لها من جديد ثم توجه لكي يبدل الموسيقى لأخرى، فصدح صوت أغنية أخرى وبدأ الجميع بالغناء معها ..

بدأت الأجواء بالاشتعال أكثر، وقد جاء يونس وكريم الذي رحب بهم غيْث كثيرًا وكذلك يُوسف الذي قال لكريم:
"أكيد هتسبلي عصير التفاح!"

ضحك كريم وصافحه يربت على كتفه قائلًا:
"اقعد يا چو، اقعد دي خطوبتك!"

ضحك يوسف وبدأ الجميع بالاندماج من جديد وكذلك چُمانة ويتراقصون مع بعضهم، فاقترب غيْث من رزان التي تأخذ جانبًا بعيدًا عن كل ذلك، وقام بجذب يدها لترفض قائلةً:
"لأ، أنا كويسة كدا"

"بومة والله، بومة عسل"

أنهاها غامزًا لها، ليغني بعدها مع الموسيقى يناغشها:
"وفيها إيه لو مش عايزة تحلو
الدنيا دي لو محلوتش إحنا نحليها
وفيها إيه لو.. لو يخلالنا الجو
ونسيب الدنيا تضرب تقلب طظ فيها
مهي كدا كدا بايظة بايظة بايظة
كدا كدا بايظة بايظة بايظة
كدا خربانة"

اقترب يهمس بجانب أذنها لتسمعه:
"والله لتراضيني مليون مرة على اللي أنتِ عملاه ده"

همست له هي الأخرى بهدوءٍ:
"وديني البلكونة بقى عشان أقسم بالله جالي صداع"

نظر لها بضيقٍ وضجرٍ هاتفًا:
"شوية طيب!"

أومأت دون حديثٍ، ليبتسم لها وهو يغني من جديد  ويحاول جعلها تنسجم ولكن هي تكره تلك الضجة والضوضاء العالية بشدة، لا تريد أن تحزنه فقد فعل لها الكثير ولكن أيضًا لا تقدر على الانسجام، ليذهب هو من جديد نحو أصدقائه ويبدأون في الغناء والصياح، فابتسمت بخفةٍ تصفق فقط بهدوءٍ ..

اقتربت چيهان بيدها مشروب غازيّ وكادت أن تتعرقل ولكن وجدت من يمسك يدها وبنفس الوقت يمسك الكوب قبل أن يقع فوق ملابسه ولم يكن سوى يونس الذي قال:
"بقيتِ تقعي كتير!"

اعتدلت تعدل فستانها بتوترٍ ثم هتفت:
"الهيلز بيضايق شوية" 

ارتشف من الكوب الذي أخذه منها قائلًا:
"معلش"

نظرت له بحنقٍ قائلةً:
"دي كوبايتي علفكرة"

"كانت هتلبس في هدومي علفكرة"

قالها مقلدًا نبرتها بسخريةٍ، لترحل من أمامه بغيظٍ فضحك هو يكمل ارتشافه من الكوب، انتهوا من تلبيس خواتم الخِطبة في وسط الزغاريد والفرحة العارمة على الوجوه، قاموا بالتقاط عدة صورٍ، مال يوسف قليلًا هامسًا:
"بحبك!"

رفعت عينيها بذهولٍ من كلمته ليعود لمكانه مبتسمًا لها غامزًا وهو يقول:
"مالك يا حلو!"

ارتفعت دقات قلبها بشدةٍ، وازداد وجهها احمرارًا بخجلٍ من كلمته التي استوعبتها من جديد لتنطق بتعلثمٍ:
"مفيش"

ضحك بشدةٍ ثم صدحت أغنية فنهض جاذبًا يدها ويبدأ بالغناء معها قائلًا:
"ولينا رقصة ولينا رقصة.. أنا وأنت مفيش حاجة ناقصة"

ثوانٍ واندمجت هي الأخرى وقد اشتعلت أغنيةٍ بعدها ..

"يا أنا يا مفيش أصل معنديش في الحب هزار
يا أنا يا بلاش ومتحسبهاش مفيهاش أعذار
أنا اللي أقول فين وإمتى وأنا اللي أختار

طب يا أنا يا مفيش أصل معنديش في الحب هزار
يا أنا يا بلاش ومتحسبهاش مفيهاش أعذار
أنا اللي أقول فين وإمتى وأنا اللي أختار

لو حد ناداك اعمل مش سامع برضاك
انا قولت نظامي وده كلامي ومش كلام
أنا مش مضمون أنا ممكن أقلب مجنون
لو شوفتك مع غيري يا ويلك مش هبقى تمام"

كانت چُمانة تغني مع الموسيقى بعفويةٍ وهو معها وتعلوا فرحتهم وحماسهم الشديد، كان غيْث يغني مع عمار وشادي والباقي وكريم الذي اندمج معهم.

أما رزان قد ذهبت للشرفة لتشمّ الهواء وترتاح قليلًا من الصوت والازدحام، عدلت السترة بسبب نسمة الهواء الشديدة التي جاءت وجعلتها تشعر ببرودة الجوّ، كانت شاردة في الخطوة القادمة التي ستقدم على فعلها وتفكر متى ستفعلها؛ وما هي!

دخل غيْث للشرفة بيده كوب قهوة ومشروبه المفضل ناولها القهوة لتبتسم له شاكرةً إياه ثم نظرت للشارع تتأمله من جديد، فنطق غيْث بابتسامةٍ:
"أول حاجة لازم تتعمليها في الحياة أنك تتأقلمي على المكان اللي أنتِ فيه بسرعة وتندمجي أيًّا كان إيه هو المكان"

ارتشفت رزان من كوبها هاتفةً:
"بس أنا حتى لو اتعلمت منك الحياة هفضل مبحبش الدوشة والصوت العالي، بيضايقني ويصدعني بجد!"

جلس على المقعد أمامها قائلًا بابتسامةٍ لطيفة:
"دي معاكِ حقّ فيها مش هقولك غيريها، بس أنا أقصد الأجواء والناس اللي حواليكِ وكدا، اتعاملي ببساطة، الحياة بتتعاش مرة واحدة"

ابتسمت بهدوءٍ ونظرت للشارع تتأمله بشرودٍ وهي ترتشف من كوبها، لينطق من جديد متسائلًا:
"عملتي حاجة جديدة!!"

أومأت وهي تفرك خصلاتها معيدة إياها للخلف ثم هتفت بهدوءٍ:
"هقولك بس لما اليوم يخلص بس"

أومأ ثم استمع لمناداة صديقه فأردف:
"خلصي القهوة واخرجي"

أومأت له بابتسامةٍ فمال مقبلًا رأسها ثم غمز لها ورحل للداخل، لتبتسم رغم تفاجأها، ولا تعلم لما دائمًا تتفاجأ هكذا! لحقّ تشعر بدقات قلبها تعلو، تشعر باضطرابٍ لم تشعر به في أي وقتٍ آخر، ابتسمت بخفةٍ تهز رأسها وهي تكمل مشروبها.

انتهت الخِطبة على خير وبدأ الجميع بالانصراف ولكن قد استأذن يوسف من والد چُمانة أن يأخذها معه للعشاء وكذلك أخبر غيْث وقد وافقوا، وانتهى اليوم بالفعل.

♡♡♡♡♡

في منزل رزان.

ارتمت على الأريكة بتعبٍ وإرهاقٍ تشعر بصداعٍ يداهمها بسبب الموسيقى والضوضاء الصاخبة، توجه غيْث نحو المطبخ يُخرج عبواتٍ من الثلاجة ليقوم بفعل شطائر شهيّة للعشاء، ليبدأ في فعلهم قائلًا بعبثٍ:
"قولتي هتراضيني علفكرة، أنا مبنساش"

لم يأتيه ردها ليرفع عيناه ناظرًا لموضعها ليجدها قد غفت في نومٍ عميق، ضحك بخفةٍ وبدأ بإعداد الشطائر له ليأكل، ثم توجه نحوها وجذب غطاءً وقام بوضعه فوقها إلى أن ينتهي من شطائره ويُدخلها غرفتها، وبالفعل انتهى وقام بحملها ووضعها في غرفتها وجذب عليها الغطاء، ابتسم ناظرًا لملامحها يتأملهم بشرودٍ، ثوانٍ واستفاق من شروده، انحنى مقبلًا رأسها ثم خرج وأغلق الباب خلفه، أغلق الأضواء وتوجه لغرفته لينام أيضًا.

♡♡♡♡♡

في منزل الهلالي.

كان أنيس يجلس غاضبًا بشدةٍ فالقضية القادمة يعرف تمامًا أنه سيفوز بها ولكن لا يعرف تلك الفتاة، ليهتف جمال مقاطعًا شروده:
"نفكر في الشحنة الجديدة وبعدين نشوف البت اللي علمت عليك"

هدر أنيس بغضبٍ:
"حسن ملافظك يا جمال إيه علمت عليا دي!! أقسم بالله لو لمحتها في القضية الجاية يبقى هي فعلًا كتبت على نفسها الموت"

هتف سمير بخبثٍ:
"علفكرة! النهاردة كانت خطوبة چُمانة أخت دكتور المجانين"

ابتسم جمال بجانبيةٍ خبيثة، ثم هتف إبراهيم:
"نشوف الشحنة!"

بالفعل بدأوا يتحدثون حول العمل ويخططون لأفعالٍ أخرى.

♡♡♡♡♡

فعلٌ يحدث بسرعةٍ رهيبة، تدور الأحداث وتتحرك في أقل من الثوانِ، لا تفهم كيف حدث ذلك، ومتى! من سرعته الزمنية الرهيبة.

دارت السيارة بعدما صدمتها شاحنة كبيرة من الخلف، حاول غيْث أن يتحكم بها ولكن لم يقدر حيث دارت عدة مراتٍ ثم توقفت بعدها اصطدمت بأحدِ الأعمدة الإنارية، آخر ما سمعه كان صراخ الناس وهتافهم، وذلك السائل السميك يسيل بغذارة على عينيه ووجهه، قد تشوشت الرؤية وأغمض عينيه فاقدًا للوعي، شبه حيّ يكاد يفقد معالم الحياة من قوة الصدمة، لا نعلم هل ستكون النهاية أم سيكتب الله له عمرًا جديدًا!

#يُتبع

ــــــــــــــــــــــ

عيب تشتموا صحبتكم أوكيه 😔✨
الفصل خفيف وسكاكر أهو 😚

مستنية رأيكم في البارت ♡

إلى اللقاء في الفصل القادم ♡

دُمتم سالمين

#مأساة_روز
#أروى_سُليمان

Continue Reading

You'll Also Like

247K 12.5K 92
Being flat broke is hard. To overcome these hardships sometimes take extreme measures, such as choosing to become a manager for the worst team in Blu...
1.2M 58.8K 83
"The only person that can change Mr. Oberois is their wives Mrs. Oberois". Oberois are very rich and famous, their business is well known, The Oberoi...
222K 1.1K 199
Mature content
2K 59 6
Yeonjun is a werewolf and Beomgyu is a vampire. The two of them were never meant to to be. Will they be able to change their fate?