حِـيـنَ يَـخْـضَـعُ الــشَـيّ...

By k00_ky

95.4K 5.4K 5.8K

عُـقـود مِـن الـعيشِ وَحيـداً بيـنَ طَـياتِ الـظِلال مُكَـبلٌ بـذكـرياتِ حُـبه الأول حَـتى تَـقـتحمَ حَـياته... More

|01|
|02|
|03|
|04|
|05|
|06|
|07|
شخصيات
|08|
|09|
|10|
|12|
|13|
|14|
|15|
|16|
|17|
|18|
|19|
|20|
|21|
|22|

|11|

3.8K 250 489
By k00_ky

---------------------------------------
حـين يـخضـع الـشيطـان لـقلبـه
--------

-قـراءة مـمـتعة أحـبائـي -

الانستا: k10ky_10

-------

" إذن مـتى عـودة جـونغـكوك مـن أوروبـا؟ "

نـبسـت الـسيدة كيـم بـنبرة متـسائلـة لإبنـتها آشـا الـتي كانـت شـاردةً فـي طبـقها
رفـعت آشـا عيـنيها نحـو أمـها ثـم إبتسـمت

" مـن المـفترض أن تكـون غـداً "

" كـنت أفـكر بـدعوتـه علـى العـشاء حيـن يـعود "

" سيـكون هـذا رائـعاً أمـي !! "

" ألا زلـتي ترفـضين الـعودة لـمزاولة عـملكِ؟"

كانـت نبـرة الأم بـها قليـل من الغـيظ فأجاب زوجـها بـدل اِبنتـه

" وأنـتِ ما شـأنكِ حبيبـتي؟ هـذه حيـاتها و القـرار يعـود لـها فـي العـمل أم الـمكوث فـي البـيت و الإكتفـاء فـي التركيـز علـى هوايـتها فـي الرسـم "

حولـت الـسيـدة كيـم نظـرها نحـو زوجـها وهتفـت بـصعوبة بسـبب حديـثها والطـعام لا يـزال بـفمهـا

" ولكـن راتبـها كـان ذا نفـع لنـا "

تجـاهل الأب كلمـات زوجتـه و حدّث آشـا التـي كانـت مسـرورة بمـساندة والـدها لـقرارهـا

" آشـا إفعلـي ما تريـنه صوابـاً ولا تحمـلي عنـاء التفـكير فـي أقسـاط دروس الـرسم فأنـا من سيـتكفل بـها "

وقفـت آشـا و قفـزت نحـو مقعـد والـدها بـحماس لتـقبل وجنـته بـقوة

" أبـي بطـلي!! "

أخـرجت لسـانها فـي وجـه والـدتها حتـى تغـيظها أكثـر

" هـذه الفـتاة لـن تعـقل أبـداً !! "

تنهـدت أمـها بـقلة حيـلة و إسـتأنفـت تنـاولها لـطعام العـشاء كمـا فعـل البقيـة
مـن بيـنهم آشـا الـتي كانـت تلـقم دون شـهية وعقـلها يـغرقهـا بـشتـى الأفـكار و الـهواجـس التـي أثقـلت رأسـها
كـيف لا و حبيبـها يتـجنب الـرد علـى رسـائلهـا و مكـالماتهـا لـه
كـيف لا وهـي لـم تـرح قـلبها بـسماع صـوت الـذي يـبث الـطمأنينـة لـصدرها
هـي علـى هـذه الـحال منـذ ثلاثـة أيـام
قـلقة....متـوترة....تبـالغ فـي التـفكير والأهـم أن قـلبها لا يبـشرهـا خيـراً
لـطالما وثِـقت بـحدس قلـبها
وحـدسها يـؤكِـد لـها وجـود خـطـبٍ مـا بـخصوس هـذه الـرحلـة

حيـن أكملـت جـليها لـلأوانـي جفـفت يـديها ثـم صـعدت نحـو غـرفتها رغـم إصـرار عائـلتها علـى مجالـستهم

" هـي لا تبـدو لي بـخير!! "

كـان هـذا والـدها من نَـبِس بـنبرة قلـقة علـى حال اِبنـته الـغريب وقـد أضافـت زوجتـه مؤكـدةً لـكلماتـه وهـي تُـشيع آشـا بـنظراتهـا الـمتوجـسة

" وحتـى أنـا...يا تـرى ما الـخـطب معـها!! "

----------

حالـما دلـفت آشـا الغـرفة لقفـت هاتفـها و إتـصلت بـجونغكـوك ولـكن نفـس النتـيجة الـتي ظـهرت خـلال الأيـام الـثلاثـة المنصـرمة

" مـا اللعـنة معـك!! لـما لا تجـيب بـحق الجحـيم!! "

زمجـرت بـغيـظ و رمـت هاتفـها علـى الفـراش ثـم أخـذت بخـطواتها نحـو النافـذة لتقـوم بـفتحهـا رغـم بـرودة الجـو القـاسية فـي الخـارج ، فـحرارة الغـضب الـذي تشـعر بـه الآن لـن تُـخمد إلا بـسماعهـا لـصوته و تأنيبـه بـشدة علـى قسـوته معـها

" جونغـكوك أيـها الـوغد...أتمنـى أن تكـون بـخير وألا يـصيبك أي مكـروه "

تمـتمت وسـط ذرفـها للـدموع لتـضع كـف يـدها علـى صـدرها و مسـحت علـيه بـخشونة فـهو يـضيق الخـناق علـيها

و وسـط هـذه الـمعركة الـشرسة بيـنها و بيـن هواجـسها تعالـى صوت طـرق خفـيف علـى البـاب فـسارعت لـتجفيف آثـار بـكائـها ولفـظت الإذن بـصوت متحـشرج

" ادخـل "

فُـتح البـاب ودخلـت أمـها قاطـبة لـحاجبيـها

" آشـا...مـا الخـطب؟ هـل حصـل شـيئ ما؟ "

نفـت الأخـرى بـرأسـها وهـي تـكتف ذراعيـها لـصدرها. إقـتربت منـها الـسيدة كيـم وأخـذت وجـهها بيـن كفـيّ يـديهـا الناعـمتين

" أنـا هـي أمـك وأعـرفك تـمام المـعرفة!! "

رفـعت آشـا عدسـتيها نحـو خاصـة أمـها ثـم إنـدفعت لتـدس نفـسها فـي حضـنها

" أمـي...شعـور سـيئ لا يـكف عـن مخالـجتي!! صـدري يـضيق بـعنف والأسـوء أن جونغـكوك لا يـجيب علـى إتصـالاتـي منـذ ثلاثـة أيـام "

" لابـد أنـه مشـغول فقـط...لا تقـلقي كثـيراً فـستمرضـين بـهذا النحـو "

" أنـا لا أستطـيع التحـكم فـي هواجـسي المخـيفة و حـدسي يُنبِـؤنـي بـأن هنـاك خـطب ما...سـأجـن!! "

حـدسها

حـدسها لـيس بالـشيئ الهـين فهـي هبـة غـريبة لـديها منـذ ولادتـها ولكـنها تمقـتها بـشدة فهـي تثـير التـوتر و الخـوف فـي نفـسها
هـي تتـذكر جـيداً يوم عـيد ميلادهـا العـاشر
لـقد كـان أسـوء عـيد ميلاد علـى الإطـلاق والأخيـر و قد إحتفـلت معهـم الخـالة هيـلين أو لنقل جـدتها فهـي تعـرف حقيقـتها الآن

لـقد شـعرت آشـا حينذاك بنفـس الـطريقة طـوال اليـوم ومن لاحـظت غـرابة الصغـيرة آشـا كانـت جدتـها

" مـاذا هنـاك صغيـرتي؟ هـل أنـتِ بـخير؟ "

" أنـا أشـعر بـضيق فـي صـدري وكـأن شـيئاً غريـباً سيـحدث!! "

لـقد كانـت تلك الإجـابة غـريبة بالنـسبة لـطفلة فـي العاشـر من العـمر
تفـاجئـت جـدتها و طـال صـمتها ممـا أخـاف آشـا لكـنها ضحكـت و مسحـت علـى شعـرها

" مجـرد أفـكار سلـبية يجـب عليـكِ نسيـانها طفلـتي الجميـلة آشـا والآن إذهـبِ و إحتفـلي مع أصـدقائك!! "

أراحت تلـك الكـلمات قلـب تلك الصغـيرة ولكـن ما حـدث فـي نهـاية ذلـك اليـوم كـان صـادماً للجـميع فقـد تعـرضت آشـا لـحادث جعلـها تغـط فـي نوم عمـيق لـستة أشـهر

مـرّ شـريط الـذكريات الـمؤلـم ذاك علـى آشـا و أمـها التـي تزال تحتـضن ابنتـها

" آشـا تمالـكي نفـسكِ...أعلـم أن ما مررتِ بـه ذلك الـيوم لـيس بالهـين ولكـن ليـس بالضـرورة أن يحـدث نفـس الشـيئ هـذه المـرة أيـضاً "

" كلامـك صحـيح ولكـن من سـيقنع قلـبي؟ "

ملـست الأم شـعر اِبنتـها بلـطف وحـب

" مـا رأيـكِ بـالرسـم؟ أنـا متأكـدة أن بـالكِ سيـهدأ حـين ترسـمين "

" فـكـرة جـيدة "

سحـبت آشـا نفـسها للـخلف من أحضـان أمـها و سـارعت نحـو عـدة الـرسم خاصـتها

" سأدعـكِ بمـفردك...طابت ليلـتكِ صـغـيرتي "

غـادرت الـسيدة كيـم غـرفة آشـا التـي علقـت كلمـة -صـغيرتـي- فـي ذهـنها
هـذه الكـلمة مرتـبطة بـجونغـكـوك فقـط وصـورته تقفـز فـي مخيـلتها حالـما تـسمع هـذه الـكلمة

جلـست آشـا أمـام لـوحـة رسـمها الـنظـيفة مفـرقة لـساقيها وفـي يدها لـوحة صغـيرة خاصـة بـدمج الألـوان علـيها وأمـا الـيد الأخـرى فـكانت تحتـضن فـرشاة للـرسم

" إذن...مـا الـذي يجـدر بـي رسـمه علـيك أيـتها اللـوحة؟ "

بـوزت شفتـيها للأعلـى مغـمضة لـعين واحـدة دلالـة علـى التـفكير ثـم تنهـدت بـتعب فـهو الـذي يـسيطر علـى تفـكيرها حاليـاً

" لـكنني لا أمـلك صـورة لـه...كـيف علـي أن أرسـمه الآن؟ "

زفـرت الهـواء ثـم صفـعت جبهـتها

" أيـتها الغـبية ألـم تفـكري يـوماً بإلـتقاط صـورة لـه أو مـعه!! "

" سـأعتمـد علـى ذاكـرتي فقـط...أتـمنى ألا أفـسدها فذلـك سيـكون إهـداراً للـقماشـة و الألـوان!! "

ضحـكت ساخـرة ثـم شـرعت فـي رسـم التخـطيط الأولـي بـالقلـم الرصـاص لـملامـحٍ إفتـقدتهـا بـشدة ثـم أخـذت تعبـث بـفراشات الرسـم علـى القـماشة وبـالفعـل بـدأ التـوتر بـالتلاشـي من قلـبها وإنغـمست فـي فعـل شـيئ يلهـيها عـن التفـكـير

رنّ هـاتفهـا فـرمقتـه بـطرف عـينها فقـط و بـبرود فـهي قـد سـئمت مـن خيـبات الأمـل وحيـنما طـال رنيـنه و أزعـجها خـطت نحـو فـراشها وإنتـشلته بـقليل مـن العـنف

ولـكن الاسـم الـذي ظـهـر علـى شـاشـته جـعل من الفـرشاة تمـسي وقيـعة الأرض

" جـونغـكوك!! "

زفـرت الهـواء بإستـعداد ثـم ضغـطت زرّ الـرد وحاولـت جاهـدة عـدم إبـداء أي حـماس أو غـضب مبـالغ رغـم أن ما تكتـمه فـي قلـبها من مشـاعر فائـضة لـن يقـو لسـانها عـن التلفـظ به

" مـساء الـخير آشـا "

" مسـاء الـنور...إذن هـل تذكـرتني أخيـراً ؟"

بقلـيل من البـرود عاتبـته

" أعـتذر...آشـا لـدي شيئ مهـم لأخبـركِ إيـاه "

نبـرته معـها كانـت غريـبة
بـاردة و جافـية وكـأنه لـيس هـو
خـفق قلـبها بـوتيرة جنـونية بـسبب جمـلتـه تلـك فـهو لا يـتحدث معـها بـكل هـذه الجـدية و دومـاً مـا يتـخلـل حـديثـه بعـض الـمزاح رغـم صـرامتـه

جلـست علـى حـافة سـريرهـا ثـم قـالت

" مـاذا هـناك جونغـكوك...أنـت تخـيفني "

سمـعت آشـا مـن خلال الـهاتف تنـهيدة عمـيقة غـادرت ثـغره وكـأن حمـلاً عـظيماً علـى كـاهلـه

" آشـا مـا بيـننا قـد إنـتهى "

" مـاذا تعـني بـقولـك؟ "

" أعـني الإنـفـصال لا غـير....رحلـتي لأوروبـا جعـلتني أتـأكد مـن مـشاعري نحـوك وقـد إكتـشفت أن مـا بـيننا لـم يكـن سـوى مـشاعر عـابرة ولـيس حـباً "

سـاد صـمت مخـيف بيـنهما
كانـت تحـاول جاهـدة فـكّ كلـماته و فهـم معـناها

" أتـمنى أن تجـدي مـن هـو الأجـدر بـحبـكِ"

" حـسنـاً ولكـن هـل يـمكننـي علـى الأقـل معـرفة سـبب عـدم حـبكَ لـي؟ "

نفـس الـحوار قـد دار بـينها و بـين الـطبيب كـيم ذلـك الـيوم وقـد إنـقلبت الأدوار الآن

كـم أن الـحياة قاسـية فـي لعبهـا بـقلوب الـبشر

" أعتـقد أن قلـبي لا يـزال يـنبض لـها فقـط رغـم خيـانتهـا لـي ، أتـصدقـين قـسوة مـا أنـبس بـه!! "

ضـحك بـخفة نهـاية جمـلته فـضحكت هـي أيـضاً ولـكن كـي تـشمت فـي نفـسها لـيس إلا
غـبائهـا و تـسرعها فـي الـوقوع فـي حـب رجـل لـيس من نـصيبها مـن الـبداية
كـم هـي حمـقاء

" آشـا...هنـاك الكـثير غـيري...الأفـضل والأهـم أنهـم بـشر مثـلك...أنـا فـ "

قـطعت المـكالمة بيـنهما قـبل أن يـتمكن مـن إنـهـاء قـوله لـها فهـي لـم تقـو علـى سـماع الـمزيد
كـلماته كـانت مـثل الـسكين تقـطع أوصـالهـا
تـأكـدت كـم هـو كـاذب
بعـدما تـذكرت كـل ذكـرى لـها معـه

" لا تخـجلي فسـنتزوج قـريباً "
" حيـن ترى أحـفادك ستنـسى أمـر ابنتـك كلياً"
"هـذه فـرحتك بمجـرد معـرفتك أنـكِ ستـصيرين أمـاً إذا ستـنسين أمـري كليـاً حـينما تلـدين "
" سنمـارس الحـب من الـليل وحتـى الفـجر"
"هيا اقـرصيني ولا تعـبسي فهذا يـفطر قلبي "
" إشتـقت إلـيكِ بـضِعـف هـذه المـسافة "
" صغـيرتي "
"أحـبكِ "
" الكـلمات دون فائـدة مـا لـم تتـبع بالأفـعال"

هـي لـم تـقو حتـى ذرف دمـعة واحـدة مـن شـدة قـسوة ما حـدث معـها للـتو
لـقد إرتـفعت عالـياً بـأجنحة أحلامـها ممـا جعـل سـقوطها يـصبح أعنـف و أقـوى
لـقد هـشـم قلـبها و أمـسى فتاتـاً

لـبثت مكـانها دون حـراك
تنـاظر الـجدار أمـامها دون حـراك و بـضياع
حـقـاً كـان هـذا الـخبر منـه آخـر توقـعاتهـا
لـقد ظـنت حـقاً أن مـا بيـنهما حـباً قـد أزهـر ولكـنه الآن و بـكل بـساطة دعـس علـى بـصيص الأمـل ذاك دون مـراعاة مـشاعرهـا

" هـل كنـت مجـرد تسـلية بالنـسبة لـه؟ "

"لا لا يمكـن لـقد إسـتشـعرت مـدى حـبه لـي، لا يـمكن أن يـكون مـا بيـننا مجـرد مشـاعر عـابرة "

خـللـت أصـابعها بـين خـصلات مقـدمة شـعرها و شـدته بـعنف للـخلف وهـي تزمجـر

" هـذا مجـرد حـلم آشـا...سنـستيقـظ بعـد قلـيل و سأتـصل بجـونغـكوك لأسـأل عـن مـوعـد عـودته بـالضبط مـن رحلـته...أجـل...مجـرد حـلم بـل كابـوسٍ مـزعـج لـكـثرة الـتفـكير فقـط "

ضحـكت بـخفة و رفعـت رأسـها من بيـن سـاقيهـا ثـم وقفـت وأخـذت تتـجول ذهـاباً و إيـاباً فـي غـرفتهـا وظـفر سـبابـتها بـين قـواطعـها...تعـضه بـتوتـر
لـقد بـدت كـالمجنانـين تمـاماً

" لـقد إنـفصـل عنـي لـتوه...هـذا لـيس بـحلم آشـا "

" أيـتها المـغفلـة!! "

صفـعت وجنتـها بـقوة فاحتـقن الـدم بـها و طبـعت أصـابعهـا علـى سـطحها

" لـما لا أسـتطيع التـنفس جـيداً "

دلـكت صـدرها وهـي تحـاول إستـنشاق الـهواء ولـكن دون فـائدة فـهرعـت نحـو البـاب و خـرجت من غـرفتـها مهـرولـة نحـو الـدور الـسفلـي ثـم نحـو بـاب الـمنزل
مـروراً بـوالـديها الـلذان كـانا لا يـزالان قعـيدان غـرفة الـمعيشة

" آشـا...إلـى أيـن!! "

سـألت والـدها بـقلق ثـم أمـها

" آشـا...إلـى أيـن توقفـي!! "

وهـل سـمعت مـا قالاه لـها حتـى؟
بـل أخـذت تـركض خـارج الـمنزل بـملابس نـومها الـرفيعة
حـافية الـقدمين وهـي تـركض فـوق بـساط الـثلج ذاك دون وجـهة معـينة

كـانت خـطواتهـا بـطيئة رغـم أنـها تركـض بسبـب الألـم الـذي حـل بقـدميها الـتي إحتـقن الـدم بـهما بـسبب إنغـرساهما بعمـق الـثلج بـكل خـطوة تخـطوها ممـا سـهل الأمـر لـوالدهـا الـذي لحـق بهـا هلـعاً

أمـسك كتـفيها و أدارهـا نحـوه

" آشـا....هـل جننـتي أم مـاذا!! "

" أنـا لا أسـتطيع الـتنفـس أبـي "

وقـعت علـى ركبـتيها وأخـذت تضـرب صـدرها

" لـيس هنـاك هـواء لأتنـفس بـه "

وفـي خضـم هـذا الحـديث الـغير مفـهوم وصـلت الـسيدة كيـم مهـرولة لـهما و أمـارات الـفـزع تعـلو محـياهـا

" آشـا صغـيرتـي "

جـثت بـجانـب ابـنتهـا وأخـذت تتفـقد وجـههـا

" لـديهـا ضـيق تنـفس...أحضـري مفاتـيح الـسيارة حـالاً "

تـهاوى جـسد الـصغيرة بعـدما فقـدت آخـر ذرة وعـي لـديها فـسارع والـدها بإلـتقاطـه وصـرخ بـوجـه زوجتـه

" المـفاتيح....أسـرعي!! "

--------------

كـان جـسدها ممـدداً علـى سـرير الـمستشـفى دون حـراك فـهي لـم تسـتيقـظ

" إنـها نوبـة هلـع لـيس إلا "

" أمتـأكد؟ "

" طـبعـاً ، لا تقـلقا فهـي لا تعـاني مـن عـلة "

حـالما غـادر الـطبيب إلـتفت الـسيد كيـم نحـو زوجـته والـعـقدة مـا بيـن حاجـبيه لا تنـفك البـتة

" ألا تعلـمين مـا الـذي حـدث معـها؟ "

دلـكت الأخـرى يـديهـا بـتوتـر ثـم تنهـدت

" هـي لـيست بـخير منـذ الصـباح و الـذي فاقـم قلـقها هـو خـطيبهـا "

" مـاذا فـعل لـها؟ أذاهـا؟ قـام بـخيانتـها؟ "

إنفـعل الـسيد كيـم بـطريقة غـير طبيـعية فآشـا هـي قـرة عيـنهما وقـد دقـت باب الـموت مـرة و عـادت بـأعجـوبة منـه لـذا فـقلقـهما علـيها لـيس بـعـادي...هـما بـمبالـغان
و زوجـته تخـفي أمـر هـبتـها عـنه ولا تنـوي الـبوح بـها

" لا...ولـكنه لا يـجيب عـن أي إتـصال مـن طـرفها وهـذا ما أثـار القـلق بـداخلـها "

" أمـي...أبـي!! "

غـادر صـوت ضعـيف ثغـرها مناديـة علـيـهما وهـما فـي وسـط حـديثهما فـسارع كلاهـما نحـوها

" مـاذا هـناك طفـلتي؟ أيؤلـمكِ شـيئ مـا؟ "

" أود الـذهاب للـمنزل "

كـان هـذا أول مـا خـطر ببـالهـا حالـما إسـتردت إدراكـها للـواقـع فـهي تكـره أن تمـكث فـي المـشفى كـمريضـة بسـبب مـاضيـها معـه

" طـبعاً سنـذهب...سـيمضي والدك ورقـة خـروجـك و نـذهب بعـدها "

----------

ظـل نـظرها مـوجهـاً طـوال الـطريق نحـو زجـاج الـسيارة وهـي تسـند رأسـها علـى كتـف أمـها التـي جلـست فـي المقـاعد الـخلفيـة بـجانبـها

كـانت تـراقب الـطريق بـشرود
بـأفـكار مبـعثـرة وغيـر ثابـتة ولـيس بـه حتـى
تـارة تضـحك و تشـمت بـنفسـها
و تـارة تعاتـب قـلبها
و تـارة أخـرى تتـذكـره هـو فـينقبـض قلـبها
لـقد تـذكرت حتـى اشـياء عشـوائية مضـى علـيها دهـر و خـبئت فـي درج الـنـسيان

------------

جلـست فـوق سـريـرها الـمريح و سـارعت فـي تـدثير نفـسها تحـت اللـحاف هـروبـاً مـن نـظرات أمـها التـي تحمـل الكـثير مـن الأسـئلة ولـكنها لـيست بـقادرة الآن علـى الـنبـس بـبنت شـفة وحـيدة
ستـخبـرهم كـل شـيئ فـي الوقـت الـمناسب
حـين تـكون مسـتعـدة
ولكـن لـيس الآن
فأعتـقتوهـا رجـاءاً و غـادروا

"تصـبحين علـى خـير "

" إذا شـعرتِ بـأي وعـكة نـادي علـي "

غـادر والـديها رفقـة شـقيقـها الـذي كـان مفـزوعاً بعـدما وجـد الـمنزل فجـأة فـارغاً مـن الجمـيع ولـم يعـلم بـما حَدث إلا بـعدما أجـرى إتـصالاً بـأمـه مسـتفسـراً
رغـم إسـتفزازه المسـتمر لـشقيقـته إلا أن حالـها الآن قـد نغـز قلـبه كـحال والـديه

وحالـما إنـطفئ مصـباح غـرفتـها بـعد رحـيل ثلاثتـهم أجـهشـت آشـا بـالبـكاء
بـصوت خـفيـض متـحشـرج
لـقد كتـمت هـذا بـصعوبـة أمـام عائلـتها

" لـما فعـلت بـي هـذا!! لـقد جعـلتني أغـرق فـي حـبك عمـيقاً ثـم رحلـت و تركـتني لأواجـه مصـيري بـمفردي "

" مـا هـذه الـقسـوة منـكَ "

" أنـا أكـره نفـسي لأننـي أحـببتـك "

و غـفت بـدموع لـم تجـف حتـى مـن علـى وجهـها . لـيس بإرادة منـها فالمـخدر الـذي حـقن بـها قـبل مغـادرتهـا للـمشفى قـد أعـطى مفـعوله الآن فـقط

------------

يـوم يـطويـه يـوم ثـانـي و مـن ثـم الثـالث للثانـي لـتمـرّ الأيـام بـسيرورة فـي شـدة الوئـد علـى آشـا الـتي لـم تقـو علـى مـغادرة حجـرتها حتـى.

هـالة مـن الكـآبة كـانت تحـيط بـتلك الهـيئة الـصغيـرة الـتي لـم تبـارح كرسيـها الـموجـه نحـو الـنـافذة
تحتـضن ساقـيها الـمكسوتان بـلحاف رفـيع حمـاية مـن الـبرد بـوجه خـالٍ مـن التـعابير وكـأنها جـثة مـن دون روح
لـيقطـع هـدوء خـلوتـها دخـول شقـيقهـا بـعد طَـرقٍ مـطول علـى باب غـرفتها لـكن دون رد مـنها

"آشـا إن الغـداء جـاهز...تعـالي لـتأكلـي معـنا رجـاءاً فقـد إفتـقدنا وجـودك "

أمسـك يـدها سـاحبـاً لـها بـخفـة لكـنها وكالـحجـر لـم تتـزعزع

" لـيست لـدي شـهية، رجـاءاً غـادر أود الإختلاء بـنفـسي "

"سأحـضر لـكِ الأكـل هنـا إذن...لا تبـقي دون أكـل "

وحالـما غـادر الـغرفـة هـرعت هـي نحـو الـباب و أقفـلته بـواسطة الـمفتاح فهـي لا تـريد أي إزعـاج ثـم جلـست فـي مكانـها المعـتاد أمـام الـنـافذة

دقائـق فقـط و سـمعت صـوت مقـبض الـباب يـكاد ينكـسر بـسبب سـوهو

"لـقد خـدعتني!! افتحـي البـاب آشـا "

"دعنـي و شأنـي ولا تقـلق فـلن أؤذيَ نـفسي "

تنـهد سـوهـو من خلـف الـباب ثـم إسـترسـل

"آشـا هـو لا يـستحق حـزنكِ ولا حتـى دمـعة مـن عيـنكِ "

"أتـظنين أنـك الحـزينة الـوحيدة هنـا؟ حتـى أنـا حـزين لأنـه إنـفصل عنـكِ فقـد طـمعت بـوظيفـة مـرموقـة فـي شـركته لـكن يبـدو أننـا غـير محـظوظـين!!!
جميـعـنا تعـرضنا للإنـفصـال عـنه "

كـانت آشـا تكتـم إبـتسامتهـا بـصعوبة خلال حـديثه ذاك الـذي يجـدر بـه أن يـكون مـوثراً ولكـنه شقـيقها سـوهو و الـجدية لـيست مـن سـماتـه
جمـلته للأخـيرة جعلـتها تحـرر ضـحكة قـوية

تـبسم سـوهو بـخفة لانـه نجـح فـي رسـم الـضحكـة علـى وجـه شقـيقـته ولكـن هـذا لـم يـدم طـويلاً فـضحكتها تـلك تحـولت فـجأة لـبكاء حـاد

طـرق سـوهو الـباب بـقوة

" آشـا افـتحي الـباب!! "

رمـت هـي ذلـك اللحـاف من علـيها و خـطت نحـو الـباب لتـقوم بـفحتـه فـظهر لـها شـقيقـها بـتـعابير وجهـه الـقلقـة وقـد وضـع صـينيـة الأكـل أرضـاً

" سـوهو لـقد خُـدعت...كـم أنـا حمـقاء "

كـانت دمـوعهـا تـلألأ بـداخـل عـينيهـا ثـم تنهـمر علـى وجـهها كـلما ترمـش ليـتقدم منـها الآخـر و أخـذها فـي عنـاق طـويل كـانت تـكابر لأخـذه منـذ مـدة

"لـست حمـقاء آشـا بـل هـو الحـقير "

أخـذ يمـسح علـى شـعرها الـديجوري بـراحة يـده و يربـت علـى ظـهرهـا بـيده الأخـرى بيـنما هـي كـان جـسدها يـهتز إثـر بكـائـها الـمرير

" أتـريدين الإنتـقام منـه؟ "

دفـع رأسـها عـن صـدره الـذي تـبلـل إثـر بـكايـها علـيه و حـادثهـا بـابـتسامة شـيطانـية علـى وجـهه

"كـيف؟ "

" أتـريدين أن نـدمـر منـزله؟ أم تريـدين أن أضـربه و ألقـنه درسـاً مـع رفـاقـي؟ "

ضحـكت آشـا دون روح بـشفتيها الـجافتـين كـصحراء هـجرها الـماء لـسنوات

" منـزله فـي منـطقة معـزولة و أنـت و أصـدقائك ستـكسر عـظامـكم إذا حـاولتـم ضـربه "

" إذن...كـيف سننـتقم مـنه؟ مهـلاً تـذكرت...سـيارتـه لا تـزال مـركونة بـالقرب مـن منـزلنا "

حـرك حـاجبيـه مبـتسـماً بـجانبية

" هـيا ارتـدي معـطفـكِ و تعـالي معـي "

قـطبت آشـا حاجـبيها بـعدم فـهم لكـنها فـعلت مـا أمـرهـا بـه سـوهو و إكتـست معـطفـها ثـم خـرجت مـن المنـزل بـرفقتـه نحـو سـيارة جـونغـكوك الـتي كانـت مركـونة مقـابل منـزلهم

" مـا الـذي تنـوي فعـله؟ "

" سـنفـسدها لـه بـالـطبع "

أخـرج مـن جـيب سـترته سـكيناً وإقـترب مـن الـسيارة لـيقوم بـطعـن الـعجلات الأربـع عـدة طـعنات تحـت نـظرات الأخـرى الغـير مهـتمة ثـم بـدأ بـالـرسم علـى إطـارهـا مـصدراً لأصـواتاً مزعـجة يقـشعر لـها الـبدن

" هـيا....افـعلي معـي هـذا أيـضاً...تخـيلي أن هـذه الـسيارة هـو و إنتـقمي "

مـشطـت الـمكان ببـصرها وكأنـها تبـحث عن شـيئ مـا لتـبتسـم وخـطت نحـو عـمود الكـهرباء

" مـاذا تفـعلين؟ "

" سـأنتقـم "

إنـحت نحـو الارض و أخـذت بـيدها صـخرة لا بـأس بـحجمـها ثـم مشـت نحـو الـسيارة لـتقوم بـتسديـد ضـربة قـوية لـزجاجـها الأمـامي متـسببـة لـها بـتشقـقات
لكـنها لـم تكتـفي و إسـتمرت بـضربه حتـى إنكـسر وهـي تـردد

" أنـا أحـبكِ آشـا "

" سـنتزوج قـريباً "

" أيـهـ ـا الـ ـكــ ـذاب!! مـ ـخـ ـادع!! "

صـرخـت بـصعـوبة بـسبـب لـهاثـها وهـي تـكسـر كـل شـبر من زجـاج الـسيـارة لـيقوم سـوهو بـتقديـم الـعـون لـها و كـسر الـمرايـات الـجانبيـة لهـا

سـكنـت حـركة آشـا وصـدرها يـعلو و يـهبـط إثـر تنـفسـها الـثقـيل ، مشـكلـةً أمـام وجـههـا سـحابة مـن الضـباب ثـم رمـت الـصخـرة مـن يـدها وإسـترسـلت بـالبـكاء

" لـقد أحـبـبته مـن كـل أعمـاق قلـبي!!
أهـذا جـزائـي؟ "

أجـاب سـوهو بـشفقة علـى حال أخـته

"لـقد وجـد جـوهرة ثـمينـة ولـكنه فـقدهـا لأنـه غـبي ولـم يـدرك قـيمـتها، هـو الـخاسر!! "

"أتعـلمين كـم هـو صـعب أن أجـدَ فـتاة تـحبني بـهذا الـقدر؟ "

إدارت وجـهـها نحـوه و ضـحـكت

" أتـمزح مـعي يا هـذا؟ كـل هـذه الـوسامة ولـن تجـد فـتاة تحـبك؟ "

ضـحك كلاهـمـا و إقـترب مـنها محـاوطـاً عنـقها بـذراعـه

" لـيس مـن الـسهل أن نـجـد الـحـب الـحقيقـي حتـى بـوسـامتي هـذه "

" معَـكَ حـق!! سـنبقـى عـزبـاً لـلأبـد "

" تـحـيا الـعزوبـية!! "

ضـحك كلاهـما بـنهـكٍ ثـم عـادا للـمنزل وهـما لا يـزالان علـى نـفـس الـوضعيـة
بـخطوات غـير متـزنة بـسبب بـساط الـثلج الـذي كـسى الـمكـان بـجلِّــه

----------

فـي مـكـان آخـر
و وسـط تـلك الـغابـة الـمخـيفة و الـمظـلمـة

كـان جـونغـكوك يـطـوق عـنق تاي يـونغ بـيد واحـدة مـثبـتاً لـه علـى أحـد الأشـجار بـعد قـتال شـرس بيـنهما كـان جـونغـكوك الـمـسيطر بـه
قـام بـالعبث معـه و إخـافـته كـما تفـعل الـحيوانات مـع فـرائـسـها والآن حـان وقـت الـحسـاب

" إذن أصـبحت تتـطاول؟ ألـم أحـذرك تلـك اللـيلة ألا تقـترب منـها؟ "

"ألـم أحـذرك!! "

صـرخ بـغضب عـارم و خنـقه أكثـر

"لا و بـل حـاولت قـتل قـريني أيـضاً !! "

كـان يـدا تاي يـونغ تحـاول جـاهدة فـك حـصار يـد جونغـكوك لـعنقه ولكـنه يـفوقه قـوة أضـعافاً

"أرجـ ـوك إعـ ـف عـ ـني!!! "

بـحروف متـقطعـة نـبس تاي يـونـغ لـيطلـق جونغـكوك قهـقهة سـاخـرة

"أعـفو عـنك؟ و بـسببـك إنـفـصلت عـن حبـيبتـي؟ أعلـم أنـك مـن أخبـرت يـانغـسو عـن أمـرها "

"أرجـ ـوك "

كـانت هـذه آخـر كـلمة لـه قـبل أن يـقوم جـونغـكوك بـفـصل رأسـه عـن جـسده .
أخـرج ولاعـته الـباهضـة من جـيب سـترتـه و أحـرق بـقايـا الـجـثة فهـذه هـي الـطريقَة الـوحيـدة لإنـهاء أمـر مـصاص دمـاء

وحيـنما فـرغ مـن أمـر ذلك الوغـد إتـجه للـصيـد حتـى يـطفـئ عـطـشه وقـد إصـطـاد غـزالاً فـهو يـتجنـب إراقـة دمـاء الـبشـر رغـم رغـبته الممـيتة

كـانـت الـساعة تـشير نحـو منتـصف الـليل حـينما خـطى بـداخـل منـزلـه لـيتـفاجـئ بـتلك الأنـثى وهـي تلاعـب وايـت

"وأخـيراً قـد إلـتقـينا إذاً "

تنـهد جونـغكـوك و رفـع رأسـه مواجـهاً الـسقف فـبرزت تفـاحة آدم الـخاصة بـه

" ماذا تـفعلـين هنـا؟ "

"أهـكذا تـرحب بـشـقيقـتك أيـها الـوغد!! "

" لـيس وكـأننـي أشـتاق إلـيكِ بـإسـتماتة "

"عـديم الـذوق و لـئـيم معـي فقـط...كـنت تـبدو كالجـرو المـطيع حـين تـكون بـرفقـتها "

"آهـيون توقـفي عـن إسـتـفزازي فأعـصابي علـى الـهاويـة و سـأفقـدهـا فـي أي لحـظة "

جلـس فـي إحـدى الأرائـك بـمقابـل آهـيون الـتي كـانت تـناظـره بـإسـتنـكار

"مـتى عـدت مـن أمـستردام إذاً ؟"

طـال وجـوده فـي أوروبـا لـشهـر كامـل وذلـك كـي يبـعد الـشبهات عـن آشـا
حمـاية لـها مـن بـطش يـانغـسو الـذي كـان يـترصـد بجونغكـوك و يـراقب كـل تحـركاتـه عـن طريـق تاي يـونغ

"منـذ ثلاث سـاعات فـقـط "

"كـيف حالـكَ ؟ "

كـانت نـظرات آهـيون تحمـل ألـماً عـلى حال شـقيقـهـا لـتسـترجـع شـريـط ذكـرياتـها وذلـك بـعد سـفر جونغـكـوك بـيوميـن
قـبل أن تلتـقي بـآشـا فـي ذلـك الـيوم الـذي كادت تلـقى حتفـها بـه

حـينما وقـعت فـي قـبضة يانغـسو الـذي كـاد ينـهي أمـر قريـنتها الـتي دعـس علـى رأسـها

"أريـدكِ أن تـوصلـي هـذه الرسـالة لـشقيقـكِ...أريـد حـبيبـته فهـذا إتـفاقـنا و إلا سـترون مـالا يـرضيـكم "

دعـس علـى رأس أفـعتها الديجوريـة أكـثر حتـى أقسـمت أنـه كـاد يهـشم رأسـها فأومـأت لـه وسـط بـكائـها متـوسلـة لـه

"سأخـبره فقـط إتـرك قـرينتي و شأنـها "

" جـيد!! "

إرتفـع جانـب شـفته فـي إبـتسامة مخـيفة ثم رفـع قـدمه عـن قـرينة آهـيون التـي حالـما تحـررت زحفـت بـسرعة نحـو مالـكتها و إلتفـت حولـها بـخوف
لـلحظـة فـكرت آهـيون بـسعادة شـقيقهـا وصـرخت بـه

" فقـط إقـتلني أنـا و دع شـقيقـي و شأنـه فلـقد تعـذب كفايـة!! "

"ولكـنك لـستِ أحـب شـخص لـقلبـه "

"و مـا الـمميز بأحـب شخـص لـقلبه؟ "

"كـان هـذا شـرطي لتـحويله ، ثمـن القـوة الـتي إكتسـبها فلا شـيئ يأتـي مجانـاً "

جـفلت آهـيون بـخفة إثـر شقـيقها الـتي أجـاب عـن سـؤالـها لـحالـه وهو يـريح رأسـه علـى حافة الأريـكة مغمـضاً لـعينيه

"أمـوت كـل يـوم "

"أنـا الـسبب فـي كـل شـيئ...أظن أنه من الأفـضل أن أبقـى بعـيدة عن حيـاتك كما كـنت دومـاً "

"لا تلـقي باللـوم علـى نفـسكِ آهـيون فـهذا خـطئي بمـفردي و يجـب علي تحـمل نتائـج أفـعالي "

"ولكـن لا أظـن إنـفصالك عنـها كان حـلاً صـائـباً...قـلت ولا أزال أقـول يجـدر بـك تحـويلهـا "

"لأحـرمها من أن تـكون أمـاً ؟ آهـيون يجـب عليـكِ أن تفـهمي أن يانغـسو لـيس غـرضه دم الـمرأة الـتي الـحب ولـكنه يـعشق اللـعب بـفرائسـه و يـتلذذ بألـمهم...أي أن غـرضـه من شـرطـه ذاك هـو أن يـراني أتـعذب بـفقـداني لـحبـي ولـيس شـرب دمـها ، يـريد قـتل آشـا فـي الحالـتين سواء كانـت مـصاصة دمـاء أو بـشرية "

"ولكـن إذا كانـت آشـا مثلـنا فستـستـطيع أن تـدافع عـن نفـسها ، سـنتكاتـف و نقـضي علـى يانغـسو "

"لا أريـد تعـريض آشـا لأي أذى...من الأفـضل أن تبـقى بـشرية و تتابـع حيـاتهـا بـدونـي كأي فـتاة طـبيعـية "

"أنـت تقـوم بـإيذائـها بـقرارك هـذا "

" أنـا الأدرى بـمصلحـتهـا "

" أنـتَ أنـانـي "

وقفـت بـغضب ثـم أضـافت قـبل أن تـرحل

" بـما أنـك أبـعدتها عـن حيـاتك فـلا تقـترب من حيـاتهـا ولـو بـنظرة ، أتـمنى أن تـبقى وحـيداً هكـذا لـما تـبقى من حـياتـك فأنـت لا تـستحـق آشـا ولا حـبها لـك "

خـطت نحـو الـباب وهـي تضـرب الأرض بـقدميهـا وحالـما وصـلت إلـيه إلـتفت نحـو جونغـكوك و هـي تبـكي دون دمـوع

" لـو بـقي الـرجل الـذي أحـب حـياً لـم أكـن لأفـرط بـه مهمـا كان الـثمن...لـيس مثلـك أيـها الـجبان "

" آهـيـون "

" مـاذا؟ "

صـرخـت بـغضب وهـي علـى وشـك أن تـغادر

" لا تنـسي إغلاق الـباب خلـفك!! "

رفـعت إصـبعها الأوسـط ثـم غـادرت وطـبعاً تـركت البـاب مفـتوحـاً حتـى تغـيظ الآخـر أكثـر

تنـهد جـونغـكوك ثـم إسـتقام متـجهاً صـوب ذلك الـباب الـذي كان مفـتوحاً علـى مصـرعـه لـيقوم بـإغلاقـه بـكل هـدوء

"هـذه الـفتاة لـن تتغــير أبـداً مــن عنادهـا هـذا "

صـعد نحـو غـرفتـه ليـغير من ثيـابـه ثـم خـرج لـلـشرفـة حتـى يـدخن وهـو يـراقب الأجـواء الهادئـة من حـوله بـصمت
وبـداخله ضـجيـج عارم سيـقوده للـجنـون

لـقد تخلـى عنـها
تخلـى عـن الـفتاة الـتي جعـلته يـشعر بـالحياة مجـدداً
تخلـى عـن من أعـطته قلـبها و خـذلها
حيـاته عـادت لـسابق عـهدهـا
دون روح

يـريد أن يـشعر بـالألـم الـجسدي حتـى يخفف علـيه من ألـم قلـبه و روحـه المسـتنزفـة ولكـنه لا يسـتطيع
يـريد البـكاء ولكـنه لا يستطيع حتـى
ألـمه لا نـهائـي وحتـى الـموت رفـض أن يـعانقـه

لـطالما طـلب من شـقيقتـه أن تقـتـله لكـنها رفـضت
طلـب الـموت حتـى من يانغـسو نفـسه لـكنه رفـض هو الآخـر مـا لـم يـعطه مـا إتفـقا بـشأنـه

حـياتـه عـبارة عـن ألـم و وحـدة فقـط وحـينما وجـد ملـجـأه أخـيـراً و تـرياق عـذابـه إضـطر للـتخلي عـنها حتـى يحـميها

جثـى علـى ركـبتيـه وأخـذ يـصرخ وهـو يـضرب صـدره

" إبكـي هـيا إبـكي ولو دمـعة واحـدة "

" يا إلـهي ألـن أتخـلص مـن هـذا العـذاب "

صـرخ بـألـم وهـو يبـكي بـكاءاً جافـاً من دون دمـوع
يـريد الـموت فقـط و لـن يـحصل علـيه
يـريد دمـعة واحـدة ولـن يـحـصل علـيـها
يـريد حبـيبـته ولـن يـحـصل علـيها هـي الأخـرى
لـن تعـطه الحـياة سـوى جـرعات متـزايدة مـن الوجـع

----------

22/01/2024

" إنـه الـيوم الثانـي و الـستون ولـم أره "

تمـتمت بـخفوت وهـي تناظـر الـتاريخ علـى هاتفـها
مضـى شهـران علـى إنفـصالهما وإشـتياقـها لـه يـتفاقـم يـوماً بـعد يـوم لـدرجة أن غـرفـتها قـد إمتـلأت بـلوحات زيـتيـة لـوجهه فقـط
هـي غالـباً ما تـفكـر بـه بـل أصـبـحت تـرى خيـالات لـه و يـظهر لـها حتـى فـي الأحـلام
فـي الأسـبوع الـماضي أمـسكت يـد رجـل بعـدما ركـضت خلـفه ظـناً منـها أنـه جونغـكوك
وكـم كانَت خـيبـتها عـظيمـة

هـي لا تـعلم كـم عـذابه بـفراقـها يـفوق عـذابها أضـعافاً
لا تعـلم كـيف طعـن قلـبه إلا لـحمايـتهـا
هـي لن تعلـم أبـداً بـأنه لا يـكتفي بـالنظر إلـيها من بعـيد وشـوقه لـها يـحرق فـؤاده
يـريد إحتـضانها و يسـتميت لـسماع صـوتهـا و صـوت ضحـكتهـا

-------------

-بـعد مـرور سـنة علـى الإنـفصـال-

14/12/2024

صـمت رهـيب طـغـى علـى الـمـكـان
إنهـا أهـم لـحظة
لحـظـة إعـلان الـفائـز

"والـفائز بـجائـرة لـوحة الـسنة هـي...."

أي أنها إمـرأة...أيـعقـل أن تكـون هـي!!
قبـضت آشـا علـى سـروالهـا بـحماس وقـلـبها يـنبـض بـشـدة

" هـي الـسيدة بـارك جيسو "

إنـهار كتـفيّ آشـا بـخيبة لتقـوم يـونهي بـالتربيـت علـى فخـذها كنوع مـن الـمواسـاة

"لا تحـزني...أظـن أن أن لـوحتـك أجـمل!! "

عضـت آشـا علـى شفتـها الـسفلية بـغضب ثم تنهـدت طـويلاً

" اللـعنة...ظـننت لـوهلة أننـي من فـزت "

" مـا رأيـك ان نحـتفل!!! لا اريـد رؤيـتكِ تعـيسة بـهذا الـشكل آشـا "

"نحتـفل بـفشلـي؟ "

عـبست يونهـي بـخفة فقـد ظـنت أن كلامـها قـد أزعـج صـديقتهـا لـكنها ضـربت كتفـها و ضـحكت قائـلة

" طـبعاً سنحتـفل فالفـشل جـزء من النـجاح ولكـن يجـب عليـنا الإنـتظار أكثـر فالمـزاد سيـقام بـعد مـدة قصـيرة!! "

"مـزاد؟ أي مـزاد؟ "

" سيـقام مـزاد لـجميع اللـوحات التـي شـاركت فـي الـمسـابقـة "

" اتمنـى أن تبـاع لـوحتـكِ بـسعر جـيد حتـى تـدفعـي لـنا ثمـن عـشاء راقٍ اللـيـلة "

ضحكـت آشـا

" أتمنـى هـذا أيـضاً "

ربـع سـاعـة و بـدأ الـمزاد فـي بيـع أول لـوحة والـتي تعـود للـفائـزة بـالمـسابقة وقـد بيـعت بـسعر مـرتفـع رغـم تـفاهـتها

" لـن أشـتري هـذه اللـوحة ولـو عرضت علـي بـدولار واحـد "

أردفـت يـونهـي بـسخرية ثـم ضحـكت ومعـها آشـا

"لـقد حان دور لـوحتـي!! "

ضربـت آشـا كتـف يـونهـي عـدة مرات من فرط الحمـاس فتأوهـت الأخـرى

"سأغادر اليـوم بـكتف مشـلول!! "

"لا تـبالغـي يونـهي!! "

عـضت يونهـي شفتـها بـغيظ وكـادت أن تـسدد لـكمة لكـتف آشـا أيـضاً لولا الـمزايدة الـتي بـدأت علـى لـوحة صـديقتهـا

" سنـبدأ بـسعر 100 دولار "

رفـع رقـم 4 يـده دليـل علـى رغـبته فـي شـراءهـا يـليه رقـم 10

" سنـرتفع لـسعـر 200 دولار "

إسـتمرت الـمزايـدة لـوقت طـويل فهنالـك. الـكثير ممـن رغـب بأخـذ لوحـة آشـا وقـد كان الـسعر يـرتفع شـيئاً فـشيـئاً حتـى ضـرب قـمة الـعشرة آلاف دولار
رقـم أذهـل آشـا بـشدة

" 30 ألـف دولار!! هـل هنـاك آخـر؟ "

نـبس الـرجل الـمسـؤول عن المـزايدة وهو يـناظر الـجميـع ولـم يكـن سـوى رقـم 4 مـن يـرفع يـده

" بيـعت اللـوحة بـ 30 ألـف دولار!! "

ضـرب مـطرقتـه دلـيل علـى إنتـهاء الـمزايدة لـيبدأ الجمـيع فـي التـصفيق عـدا آشـا و يـونهـي الـلتان كـانتا تتـعانقان و تـقفزان كالأطـفال فـرحاً

و قـبل أن تـغادر آشـا أتـى من إشـترى اللـوحة وقـد كان رجـلاً ثلاثـينياً

" تشـرفت بـلقائـك آنـسة كيم!! "

تصـافح كلاهـما

"الـشرف لـي "

" أنا حـقاً معـجب بـلوحاتك وقـد ذهلـت تمـاماً حـين حـضرت معـرضك منـذ شـهر "

" شـكراً لـكَ "

إبـتسمت بـخجـل

" مـا رأيـكِ بـوجبة عـشاء معـي فأنا أود التعـرف علـيكِ بـشدة "

قـرصت يونهـي ذراع آشـا حتـى توافـق لكـن كالعـادة خـيبت ظـنها بـرفضـها المنـمق لـه وحالـما غـادر الـرجل ضـربت يونهـي ذراع آشـا بـقوة

"أيـتها الغـبية!! يبـدو ثرياً كما أنه وسيـم لما قمتي بـرفضـه؟ "

" لـست مـستعدة فأنا لـم أتخـطى بعـد حـبي الأول!! "

" آشـا أنتِ تـدفعيـنني للـجنون !!! إلـى متـى ستـبقين بانتـظاره؟؟ لـقد إنفـصلتما ويجـب علـيك الـمضي لـلأمـام "

تـجاهلـت آشـا صـديقتها الـتي كانت تملي علـيها محاضـرتها المـعتادة بـإنفـعال وأخـذت تمشـي مـغادرة الـمكان

فـي نهـايـة الـيوم دخـلت آشـا منزلـها وقـد كانت الـساعة تـشير نحـو الـتاسـعة لـيلاً

" إذاً كـيف كان يـومكِ؟"

لـم تكـد آشـا تخلـع جـزمتها الـجلدية إلا و والدتـها تـقذف بـسؤال مبـاغت فـي وجـهها.

"جـيد "

بـنـبرة باهـتة أجابـت فهـي قـد فقـدت بهـجتها منـذ رحـيله وحينمـا تضـحك فهـي تـزيف الأمـر

" إذن؟ لا يـبدو لـي أنـك فـزتي!! "

" لـم أفـز ولـكن لـوحتي قـد بيـعت بـسعر خيـالي "

"500 دولار؟ "

قهـقهت آشـا بـخفة

" بـل ثلاثـون ألفـاً "

وقـعت يـدا الـسيدة كيـم بتفاجـئ كما فـعل فـكها وأمـا الأخـرى فـقد إتجهـت نحـو غـرفـتها و تـركت أمـها تركـض فـي الأرجـاء تبـحث عن أي شـخص لتـذيع لـه الـخبر فهـي تكـاد تنـفجر

دخلـت آشـا لـترمي ستـرتها الكلاسـيكية باهـمال و ثم جـسدها علـى الفراش فهـي منهكـة من التـجوال بـرفقة يـونهـي

وبعـدما لـبثت لـمدة فـي مكانـها وقـفت وأخـذت تمـدد جـسدها لتـلاحـظ شـيئاً غـريبـاً
تمـثال راقـصة الـباليه لـقد كـان علـى يميـن طـاولة مكـتبها فـلِما هـو الآن علـى يسـاره؟
خـطت نحـوه وهـي تمـرر لـسانها علـى بـاطـن خـدها بـتفكـير

" أهـي أمـي؟ أم أنـا؟ لا أظـن فأمـي لم تغـير مكانـه منـذ 10 سـنوات....هـل يـعقل؟؟ لا لا مـستحـيل!!! "

تنـهدت وهـي تضـحك بـغير تصـديق لـما يـتفـوه بـه ثـغـرها

" هـذا مسـتحيل!! آشـا توقـفـي عــن الـتـخيل!! "

سحـبت شـعرها نحـو الخلـف متنـهدة ثـم غادرت نحـو الحـمام و بعـد أخـذها لـحمام دافـئ إسـتلقت علـى فِـراشـها وأخـذت تناظـر الـسقف وهـي تسـبح فـي بحـر أفـكارهـا الـعشـوائيـة حتـى غـفت بعـدما تناولـت حـبة منـوم.

الـحبوب الـمنومة أصـبحت صـديقتـها منـذ سـنة تقـريباً فهـي تعانـي من الأرق لـشدة التـفكير و الكوابـيس تلاحـقها دون رحمـة حتـى إسـتيقـظت مـن أحـدهم فـي ساعـة متأخـرة من اللـيل وهـي تحاول إلـتقاط أنـفاسـها بـشراهـة

أيـقظـت الـمصباح و أخـذت قـارورة الـماء الـواقفـة بالقـرب من سـريـرها لـتسقـي جفاف حلـقها ولا تزال وتـيرة تنفـسها متـسارعة
ولکـن رغـم نوبـة الهـلع تـلك لاحـظت شـيئـاً غريـباً
الـمكان الـذي يجاورهـا فـي الفـراش يبـدو منخـفضاً وكأن أحـداً جلـس علـيه لـمدة

ولـقد تأكـدت أكثـر من شـكوكـها حيـنما رأت آثـاراً مـن ورق شـجر الـصـنوبر فـي نفـس الـمكان

" إنـه جـونغـكوك لا محـالة!! "

لـما هو يـفعل هـذا بـها ؟ لـما كـان معـها فـي حيـن أنه هـو من إنـفصل عـنها؟ أيـظنها لـعبة ماريـونيت بـين يـديه ؟ يلعـب بها دون وضـع أي إعتـبار لـمشاعـرهـا!!

كـل هذه الـتساؤلات كانـت تتـزاحم فـي خلـدها تـدفعـها نحـو حافـة الـجنون
وضعـت قـدميها خارج مضـجعها و هرولـت نحـو مكتـبها.
أخـذت ورقـة ملاحـظة صغـيرة بـلون وردي وكتـبت علـيها وهـي تغلـي غضـباً

" لـقد كشـف أمـرك...لذلك تـوقف عن الإختـباء و واجهـني وجهـاً لـوجـه!! "

ألـصقت تلـك الـرسالة علـى زجـاج الـنافـذة و عادت لـتتوسط فراشـها متـظاهـرة بـالنوم

دقـيقة...إثنتـان لتـصبح عشـر ثـم خمـسة عـشر إلـى أن دقـت الـساعة الـرابعة فـجراً و آشـا لا تزال تتـظاهر بـالنـوم ولكـن بدأ النوم يسـتحوذ علـيها مجـدداً فأصـبحت بـين النوم و الـيقظـة إلـى أن شـعرت بـحركـة نحـوها فصـرخت بنـصر و رمـت اللـحاف من علـيها

" لـقد أمسـكـت بك !! "

صـرخ سـوهو بـفزع وهو يـناظر شقيقتـه بـعدم فهـم بـعيون تكـاد تـغادر محـجريـها

" سـوهو؟ "

" أأنتِ مجـنونة؟؟ لقـد كـدت تتـسبـبين لـي بـسكتة قلـبية!! "

صـرخ بـها ولكـن بصوت غـير عالـي ويده تتمـوضع علـى صـدره

" لـما أنت بـغرفـة نومـي أسـاسـاً ؟"

" أتيت لآخـذ شاحنـك وحينما لاحـظت أنكِ تدثـرين كلـكِ شـككت أنـك هربتي و ما تحت اللحاف مجـرد وسـادة فأتيت لأتـأكد!! "

سـددت آشـا لرأس سوهـو صفعـة ثم تنهـدت

" يجـب عـليـك أن تسـتـغل خـيـالك هـذا فـي شــيئ مفـيـد عـوض حـشر أنفـك فـي حيـاتي!!"

"من كـنتِ علـى وشك إمسـاكه؟ فقد صـرختي لقـد أمسـكتك!! "

" هـذا لا يـعنيك...خـذ الشاحـن و إنقـلع من وجهـي!! "

"غبيـة و مجنـونة!! "

تبادل كلاهمـا نظرات حادة و مكـهربة ليـغادر سـوهو الغـرفة فأخـذت آشـا تلـكم وسادتـها بـكل غيـظ لـفشل خـطتها فـي صـيد حبـيبها الـسابق.
ولكـن فجـأة جذب تركـيزها صـوت وصـول رسـالة علـى هاتفـها فزحفـت علـى ركبـتيها نحـو المنـضدة المجاورة لـسريرهـا و أخـذت هاتـفها

" تـريدين أن نلتقـي وجهـاً لـوجه؟ إذن تعـالي أنـا بـانتـظاركِ أسـفل منـزلك!! "

تجمـد الـدم بـعروق آشـا وهـي تبـصر تلـك الرسـالة الغـريبة علـى هاتفـها.
دعكـت عيـنيها لـتتأكـد من أنها لا تحـلم وبالفـعل لـم تكـن.
ركـضت صـوب النافـذة و أبعـدت السـتار قلـيلاً لتتـمكن من إلقـاء نـظرة لـيقع بـصرها علـى سيـارة مرسيـدس سـوداء تركـن فـي مكان لـيس ببـعيد

إزدردت ريقـها بـصعوبة وصـدرها يـعلو و ينخـفض إثر توتـرها و إرتباكـها

" أيـجدر بـي الـذهاب أم لا؟ "

عضـت ظـفر سبابـتهـا لتـقرر أخيـرا بـعد تفـكير عـدم الـذهاب فهـو من تخلـى عنهـا وكـل شـيئ بينهـما قـد إنتهـى

" أجـل لا يـجب علـي الـذهاب!! آشـا عودي للـنوم فقـط!! "

ضحكـت بـخفة و جلـست علـى مضجعـها لمدة لا تتـجاوز الدقيقـة إلا وهـي تركـض نحـو معـطفهـا و غـادرت المنـزل بخطـوات صامتـة متـلصصـةً

رغـم كل شـيئ هـي تريد تفـسيراً معـقولاً
تـريد معـرفة مشاعـره الحـقيقة
لمـا تركـها و الآن قـد عاد لـعادتـه فـي مجاورتهـا حين تكـون نائـمة
لـديها العـديد من الأسـئلة بحاجـة ماسة لـجواب شـافـيٍ

وضعـت قبعـتها الصـوفية وخـطت خارج منـزلها بمنـظرها المـضحك
منامـة رفقـة معـطف ثقـيل و جـزمة قطـنية منتفـخة تفـوق كعـبيها
أخـذت تمـشي بعـصوبة وهـي تـطبع خلـفها آثاراً لـخطواتـها علـى الـثلج نحـو تلك المرسيـدس التـي أضاءت ضـوئها لـها حتـى تتأكـد من هويـة صاحـبـها.

وضعـت يـدها علـى مقبـض الـباب لتـزفر الهواء بـاسـتعداد ثم قامت بـفتحـه و جلـست بـجوف الـسيارة

ناظـرت جونغـكوك طـويلاً دون كلـمة واحـدة وقـد كانت عـينيهما تـقول كـل شـيئ عن ألـمهما الـذي تعايـشا معـه طوال هـذه السـنة الـمنصـرمة

عـضّ جونغـكوك باطـن وجنته بـخـفة و عاد لمواجهـة الأمـام

" لـما عـدت بعـد كل هـذه الـمدة؟ والأهم لما تسـللت لـغرفتـي؟ "

" سأعـطيك جوابـاً علـى كـل سـؤال تطـرحينه فـي حال وافقـتي علـى تحمل مـسؤولية علـى كـل ما ستسـمعينه أو يـمكنكِ العودة لـمنزلك فقـط و الإسـتمرار فـي كرهـي "

" أريـد أن أعـرف ولا تـهمني النتـيجة "

" بلا...تهـم...و كـثيـراً !!"

أجاب بـنبرة جـدية ولسانـه لا يـتوقف عن العـبث بـداخـل فمـه ليـقوم بـمبـاغتـها بـقبـلـة قويـة سـلبتـها وعـيهـا
أخـذ يقـبلها بـنهـم و شراسـة وهو يدفعـها ضـد باب السيـارة لكنـها لـم تبادلـه قـط
وحـالما فـصل شفتـيهما دفعتـه عنـها وصفـعته بـقوة لكـنها من تألـمت فأخـذت تلـوح بـيدها وهـي تتأوه
أخـذ جونغـكوك يـدها لـيقوم بالضـغط عليـها بـخفة ثم قـبلهـا لكـن آشـا سحـبت يـدها قـبل أن يقوم بـذلك وصـرخت بـه مفـرغة لكـل ما كتمتـه بـداخلها لـسنة كامـلة

" مـن تـظن نفـسك؟ تـغادر و تتـركني وبعـد سنة تعـود و تقـبلني وكأن لا شـيئ حدث؟

لا تنبس بـحرف قـبل أن أفـرغ ما بـجعبتي!

سنـة وأنا ألـوم نفـسي و ثقـتي بنفـسي أضحت بـالحضـيض...لما لا يحبنـي؟ ما الـذي ينقصـني؟ هل هـي أجمل منـي؟ "

دفعـت صـدره مع كل كلـمة

" سنتزوج...سنؤسس عـائلـة...سنـة وأنا أركـض وراء كـل رجـل ظنـاً مني أنـك هـو...سـنة و أنا أعـاني والآن تـعود بـكل بـساطة وأنت غاضـب وكأننـي الـسبب وفـوق هـذا تقـبلني؟ مـن أعـطى لـك الحـق بـذلك؟ "

وحيـنما حاول مـد يـده نحـوها تراجعـت للـخلف و ضـربـتها

" لا تلـمسني!! "

" هل إنتـهت نوبـة غـضبـكِ الآن؟ أيـمكننـي الحـديـث؟ "

بـرودة أعـصابه حيـن تحـدث معـها جعلـتها تفـقـد صـوابهـا و تبـدأ بالصـراخ و ضـرب الـسيارة من كـل إتجـاه
رمقـته بعـينين تبـثان لـهبـاً وهـي تلهـث

" أنـا أكـرهك!! "

" وأنـا أحـبكِ أيـضاً "

" توقـف عـن التـفوه بـالكـذب و الـهراء فـقد سـئمت الأمـر فـعلاً !!"

كـادت علـى وشكِ الـصراخ به مجـدداً لولا أنـه مـن إنهـار هـذه الـمرة و لم ترمـش حتـى إلا و وجـدته بـالقرب من وجـهها
يناظرها بـعيون جاحـظة و بـفك مشـدود

" أتـظنين أن الأمـر كان بـيدي؟؟ أتـظنين أننـي كنت سـعيداً بإتخـاذ قـرار الإنـفصال عنـكِ !! مـا عـشته أنـا يـفوق عـذابكِ أضـعاف الـمرات"

وبـهمس نبـس أمـام وجـهها ، عاقـفاً لحاجـبيه

" تمنيـت الـموت بـكل خـطوة أخـطيها!! تمنـيت البـكاء ولـم أقـو!! تمنـيتـكِ ولـكن إكتـفيت بـمناظـرتِك من بـعيد كـالغـريب!! "

" لا تـقارنـي بيـننا فـلست أنـتِ من إضـطر لإتخـاذ قرار مـؤلـم كالإنـفصـال...لـستِ أنـتِ مـن أصـبح الـموت أقـصى أمنيـاته...لقـد تابـعتي حيـاتكِ بـصفة طـبيعيـة بعـد رحيـلي ولـكن حيـاتي قـد توقفـت تمـاما بـبعـدي عـنكِ !!"

أصـبحت الـدموع تنـهار من مقـلتيه الواحـدة تلـو الأخـرى ولكـنه أدرك متـأخراً لـها فأخـذ يتلمـس وجـهه بـنوع من التـفاجـئ

" أنـا أبـكي أخيـراً !!"

سحـب نفـسه للـخلف مبتعـداً عن وجـه آشـا و وضـع جـبينه علـى مقـود الـسيارة وهـو يبـكي كـطفل فـي الحـضانة
كـانت آشـا فـي حالة من الـذهول وهـي تتأملـه ظـهره الـذي كان يـهتز إثـر عـويله
هـو لـم يبـكي إلا عنـدما أخـبرها عن ماضـيه

حـينما يبـكي رجـلاً فأعلـموا أن مـا يـحمله علـى كـاهلـه لـيس بـالـهين
مـا الـذي يـدفع رجـلاً ذو هـيبة للـبكاء مثـل طـفل صغـير

أدركـت آشـا أنـها ظـلمته ويـجب علـيها سـماع الحـقيقة مـن طـرفه هـو أيـضاً كـي تتـوضح الأمـور
لاحـت بـيدها نحـوه لتـحطها علـى ظـهره وأخـذت تربـت علـيه بـخفة و دون قـول بـنت شـفة واحـدة

" لـقد فعلـتُ هـذا لـحمايتـكِ آشـا ، لـم يـكن لـدي خيـار آخـر سـواه "

رفـع رأسـه موجـهاً لبـصره نحـوهـا

" سـأخبـركِ ويجـب علـيك الإختـيار بـين الإسـتمرار مـعي أو هـجركِ لـي!! فهـذا سيـضع حـياتكِ علـى الـمحك "

" وأنـا مسـتعدة لـلإنصـات لـكَ "

---------

5419 كـلـمة 😳✔️

- شـو رأيكم فـذا الفـصل؟

-أكثـر مقطـع مضحك فـذا البارت؟

-أكـثر مقطع محـزن؟

-مـقطع رفرف بـه قلـبك؟

مـا رح طـول بالفـصل الـجاي بإذن الـله

فعالـية : كـم عمـرك؟

-------------------------------------

سـوهو شقـيق آشـا الـمز

آهـيون شقيقـة جونغـكوك

يـونهـي صـديقة آشـا

يـانغـسو :

عـلاوي حـبيب قلـبي (تعـقيم بصـري)

لـوحة آشـا

الأجـواء فـذا البـارت

Continue Reading

You'll Also Like

761K 37.3K 38
- قال بصوتِه الأجش بعد أن إرتشف من كأس الدماء : لقد سئمتُ العمل هنا ، أود القيام بزيارةٍ إلى عالم البشر .. خاصةً الاسكا ! - قالت و دموعها تتساقط من ف...
16.5K 863 29
يقرر الألفا جيون جونغكوك الزواج من ابنة ألد أعدائه للأنتقام منه! ° القصة خيالية ولا تمت للواقع أو للفنان المذكور بأي صلة! ° جميع ما في الرواية من كتا...
169K 10.8K 61
. . هيَ أوقعتني كيف؟ لا أدري أنا... يا آخرَ الملكات، كيفَ أخذتِني مني بلا إذنٍ ولا استئذان.. حبٌ كبير في دواخلنا نما..فإلى متى نخشى من الإعلان..
551K 26.8K 31
إميلي فتاة سعيدة محاطة بأصدقاء وعائلة محبة. لكن كل هذا سيتغير عندما يتم اختطافها من قبل مصاص دماء وبيعها لأكثر الأشخاص رعبا ، جيمس بلاك. ماذا سيحدث ع...