Winter Moon

By uranusjk

1.4M 81.3K 44.8K

-أَنْتِ أَضْيَعَ مِنَ الْبَدْرِ فِي لَيَالِي الشِّتَاءِ. Jeon jungkook (sunshine) Kang Eline (grumpy) Started... More

مقدمة...
١-لستُ بِعاجزة.
٢-فُستانكِ جَميل.
٣-أَنتِ تشرُدين كَثيراً!
٤-بَينَ ذِراعَيهِ.
٥-عَيناكِ أحن منكِ.
٦-هلْ تُحاولُ إغرائِي؟
٧-أَنا مُتعَبة.
٨-your eyes tell
٩-المِزاجية لعنة الجميلات.
١٠-لمسات ملتهبة.
١١-عَلامات حَرب.
١٢-تقاطع الطرق.
١٣-خيط القدر الأحمر.
١٤-تائهة.
١٥-إستعيري كتفي.
١٦-مختلفة بتميز.
١٧-سأسرقكِ فحسب.
١٨-الشخص الذي أحب.
١٩-خطوة متهورة.
٢٠-حِصْني
٢١-وقعتُ سهوا
٢٢-من يهتم للمثالية!
٢٣-هل تجاوزتَ الماضي؟
٢٤-سقوط الراء.
٢٥-فراشة.
٢٦-قمر الشتاء.
٢٧-ما ذنبي؟
٢٨-شخص من الماضي.
٢٩-أريدكِ معي للأبد.
٣٠-شفقة أم حب!
٣١-هل الحب يكفي؟
٣٢-أنا على قيدكِ
٣٣-لنتوهج معا.
٣٤-لا بأس.
٣٥-عقدٌ مقدس.
٣٦-إلى ما لا نهاية.
S.p1: كنز

S.P2.

20.8K 1.4K 717
By uranusjk

مش مصدقة ان الرواية مر على بدايتها سنة😭

سنة مرّت و الرواية قربت توصل لمليون مشاهدة🤭 فخورة كثيرة بكل يلي وصلت له عشان ولا مرة تصورت ان الناس رح تحبها،

ممنونة لكل من دعمها بكلمة و تكلم عنها بالمنيح💜

السبيشل بارت ذا هو الأخير و كتبت فيه لقطات عشوائية من حياتهم عشان نسترجع ذكرايتنا مع الكوبل إيليكوك😭

و نشوف كيف صارو ماما و بابا🥺😭

ملاحظة:
في ناس بيظنوا الرواية مكانتش كاملة، هي الرواية كملت في الفصل 35 و السبيشل بارت دول مش فصل من رواية هم فقط إضافات عشان هيك مش رح يكون فيهم احداث و مشاكل، بس مشاهد لطيفة✨

إستمتعوا بحبكم💜

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

و أنا أنظر للقبر أمامي كانت عيناي تلمعان بطبقةٍ من الدمع رفضتُ تركها تحرق وجنتي بينما أبتسمُ بوهنٍ يطغى على كامل محياي، كفي مسحت بخفة على بطني البارزة ينخفضُ بصري لها لثواني قبل أن أعيده للأمام أقول و حروفي تخللها الشوق،

-سأسميها سانا بالمناسبة، أتمنى أن تكونَ مُبدعة مثلكِ، فقط تخيلي أن تصبح رسامة عالمية، أو طبيبة مشهورة، لكنني لا أتمنى أن تكون وقحة مثلك أو ذات لسان سليط، أريدها طفلة و ليس عجوز في جسد طفلة

ضحكة خفيفة فرّت من بين شفتاي حين تذكرت كيف كنت أسميها العجوز فقط لأنها تتفوه بما لا يناسب عمرها مطلقا، كانت ذكية جدا تُبهرني كل مرة بتفكيرها الواعي، كم أشتاق لها حتى لو كانت وقحة، أريدها فقد حذوي و أمام عيناي بصحة جيدة، هل طلبي صعب؟

-إعذري أختكِ سانا الكبيرة، فهي حامل و في شهرها الأخير، هرموناتها غير متزنة، تحمليها قليلا

قبل أن أغرق داخل فوهة من الشجن إجتذبني صوتُ جونغكوك منها و يده تطبطبُ بخفة على كتفي، رفعت رأسي أنظر لإبتسامته المشرقة ثم لإبننا الذي يتوسط حضنه ينظرُ للقبر هو الآخر بنظرات لامعة كالمجرة شابهت والده، كان ينظر بتركيزٍ غير مهتم بما حوله كأنه أحس بوجود عزيز هناك،

-فقط أعطني إبني و أغرب عن وجهي جونغكوك، دعني أنا و أختي نتحدث لوحدنا، بيننا أسرار عدة لا يجب عليك معرفتها

إهتز حاجبيه بغير تصديق قبل أن يهتف بإنزعاج مزيف،

هل هناك أسرار أخرى لا أعرفها!!

جذبتُ ذراعه كي أخذ إيان منه فلم أحتج الكثير من الجهد، إبني العزيز إرتمى في حضني يعانقني و كل حرصه على بطني كي لا يلمسها، عاقلٌ أكثر من والده و هو عمره ثلاث سنوات فقط،

-لن أتحرك من هنا، لم أزر سانا منذُ شهور أنا الآخر

بادلتُ إيان العناق بذراعٍ ثم إحتضنت يد جونغكوك بيسراي مستسلمة أوجه حديثي لسانا الكبيرة،

-كما ترين سانا، إنها عائلتي الصغيرة المزعجة، لهذا لم أزركِ للآن، كما أنني عدتُ لهذا الكرسي الغبي منذ بداية الشهر الخامس، ساقاي ضعيفتان أكثر من خاصة إيان

و كأنها تسمعني كنتُ أسردُ لها سبب تخلفي عن زيارتها منذُ أشهر طويلة، لطالما زرتها قبلا أحكي لها عن الإنجازات التي قمتُ بها في مجال التصميم، كانت أول داعمة لي في هوايتي و لن أنسى إشراكها معي في كل ما حققته،

أنا لم أزركِ لأنني...، حسنا ليس لدي عذر أعتذر لقد كنتُ مشغولا بالإهتمام بأختكِ و العمل، كما تعلمين لقد إستلمت شركة والدتي، عذرُ سخيف لكن إعذريني عندما تلدُ إيلي سأحرص على زيارتك كل أسبوع

إبتسامة ممتنة إحتلت حوض ثغري لما قاله، ممتنة لأنه زوجي و والدُ أطفالي، يهتمُ بعائلتي أكثر مني حتى، فهو من شجعني لأزورَ سانا بعدما كنتُ خجلة من فعلها لسنوات، لولاه لما تشجعتُ و أقدمت على هذه الخطوة،

لولاه لظلت سانا لوحدها تنتظرُ زيارة مني،

-ماما، سانا تضربني

أفقتُ من سهوتي بين أفكاري التي لا تنتهي على صوت إيان المنزعج، أخفضت بصري لحيثُ يشير فرأيتُ بطني تتحرك قليلا بفعل سانا، لقد بدأ بالشجار قبل أن تولد حتى، وجّهت عيناي نحو وجهه الذي يشبه لوالده أكثر مني ثم إحتضنت وجنتيه بين كفاي أقبل أرنبة أنفه و شفاهه الصغيرة،

-هي فقط تريدُ جذب إنتباهك نحوها لتحادثها لأنها تشعر بالملل، لم تقصد ضربك

لمعت عيناه بسعادة يُصدق كل كلمة تفوهت بها دون تفكير، أبعدت يدي عن وجنته عندما أخفض رأسه لحيثُ بطني يقبله قبلات عديدة بعثت دفئا لقلبي و أججت من سرب الفراشات في معدتي،

-أختي جميلة جدا أمي، أنا أحبها

ضممتهُ لصدري أدفن أنفي بين خصلاته الملساء التي تصل لعنقه و أقبل كل إنشٍ من عنقه و وجنتيه فأخذ يضحكُ بطريقة أذابت خافقي و ملأت جوارحي بالسعادة،

نسيتُ والده حذونا حتى أردف يقاطع لحظتي مع إبني مختطفا كتلة المارشميلو من حضني يرميه فوق كتفه كَكيس البطاطس تحت صخب قهقهاته المستمتعة،

-أظن أن سانا تود بعض الإهتمام منكِ الآن، سأخذُ إيان للسيارة لأنه حان وقت إطعامه و أنتِ خذي كل وقتكِ معها

حسنا هو محق،

لم أجادله و هو يتجه نحو الخارج ألوح لإيان فوق كتفه حتى إختفيا عن مرمى نظري، عندها أعدتُ تسليط بصري نحو قبر سانا المزين بالورد، إبتسمتُ بوهنٍ ثم أخذتُ في التحدث معها عن كل شيء مررت به خلال فترة غيابي،

لم أنسى إخبارها بشأن والدتنا التي تحسنت و لم تعد تزور طبيبا نفسيا منذُ فترة بالفعل، رغم أن علاقتنا لم يتغير منها شيئا إلا أن الهدوء قد حلّ بها، حتى يونغي أصبح أكثر سعادة برفقتها، كما أنهما بنيا ميتما بإسم سانا به مركز لتنمية مواهب الأطفال كالرسم التي كانت تهواه هي،

لا زالت بعض المشاكل تواجه حياتنا ككل العائلات، لكننا نتجاوزها و لا نسمح لها بعرقلة سعادة أيامنا،

-بالمناسبة صديقتك من الطفولة تزوجت الشهر الماضي، لقد دعتني لحفل زفافها ، لا أصدق أنها تتذكرني، كنتِ تجيدين إختيار أصدقائك عكسي، أمل أنك محاطة بالكثير من الأصدقاء الرائعين أينما كنتِ

أيامي السعيدة ينقصها وجودُ سانا بها، لكنني أشعر بروحها معي تحتويني في عناق بين ذراعيها الصغيرتين، عندما أتحسس بطني كأنما سانا تتحسسها معي و هي سعيدة بأنني سأسمي إبنتي تيمنا بها،

فلترقدي بسلام حُلوتي.

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

قضمتُ شفتي السفلى و إعتصرت جفناي أكتمُ غضبي الذي تفاقمَ للحد الذي أصبحت أظافري تُغرز في جلد الأريكة، حاولتُ تهدئة أعصابي التالفة لكن أصوات البكاء قد إرتفعت تعبثُ برجاحة عقلي المتعب، بصعوبة تكلمتً أحاول أن لا أصرخ فخرجت حروفي مضغوطة تنم على كبحي لسخطي،

-إيان، من الأفضل أن تصمت الآن و فورا، الأواني و السكاكين ليست للعب عزيزي، ماما مُتعبة أترجاك أن تهدأ

أخذ صوتي في التهدج حتى تفوهت بجملتي الآخيرة كأنني على وشك البكاء، وقد كنتُ كذلك بالفعل،

-أريدُ اللعب، لا أسكت، أريدُ اللعب

لم يهدأ

بكاءه إزداد صخبا لا غير و هو على الأرض يتخبط بعنادٍ كأنما يتأرجح على مفاتيح رصانتي و هدوئي مصِرٌ على إخراجي عن طوعي،

مرّرت كفي أمسدُ أسفل بطني حين شعرتُ بالتقلصاتِ تزداد كلما تفاقم إنزعاجي و صوت بكاءه الحاد الذي لم ينقطع لربع ساعة كاملة،

حاولتُ و أضع مائة خطٍ على كلمة حاولت أن ألا أصرخ لكن و مع إستفحال حدة الآلم أسفل بطني لم أشعر بنفسي إلا و أنا أصرخُ بكل ما أوتيتُ من قوة على طفلي الذي لم يكمل عامه الثالث سوى قبل أشهر،

-أصمت، أغلق فمك، فقط إخرس

و مع خاتمة حديثي أجهشت بالبكاء أنا و طفلي الذي لم يتوقف، بل أرعبته و أصبح يبكي خوفا مني بعد أن إستقام من على الأرض و رمى برأسه فوقَ بطني، أنا أمانهُ ملجئه، بعدما أخفتهُ بدلا من أن يهربُ مني إرتمى في حضني،

منظره و هو يشهقُ بينما يخفي وجهه وسط بطني البارزة و هو يمرر يده الصغيرة عليها جعلني أنهار أكثر و شعور الندم يخنقني أكثر من الغصة التي تكونت وسط حنجرتي، قلبي رقّ لحاله فهممتُ في حمله ليدفن رأسه في عنقي يتوقفُ عن البكاء آخيرا لكن شهقاته الصغيرة و تمسكه بي كانا كالمخلاب التي غِرزت في خافقي وسط قبضةٍ من لوم الذات،

إقترابي من الولادة و مع كل الضغط الذي أعيشه بعدما إنقطعت عن العمل و التصميم الذي كان متنفسي الوحيد أصبحتُ عصبية لا أحتملُ أي حركة سخيفة من حولي، لكن بوجود طفلٍ معي مهمة الحفاظ على ثباتي كانت مستحيلة،

هدأ إيان لكن لم أهدأ أنا، إستمررتُ في البكاء و أنا أحتضنه بقوة أقبل كل إنش منه بينما أعتذرُ على صراخي عليه، كما أنني كنتُ أبكي آلما بسبب الإنقباضات أسفل بطني و التي أصبحت متقاربة و شديدة تدعوني للجزع،

فكرة أنه موعد ولادتي قد حان و أنا لوحدي في المنزل غزت تفكيري رغم أن الطبيبة أخبرتني أنه لا زال هناك أسبوعين على الأقل، فيما القلق ينهشُ كل خلية مني يدفعني للإنهيار أكثر، لا أستطيعُ المشي و جونغكوك في الشركة ناهيك أن معي إيان و أنا في منزلٍ ضخم لا جيران حولنا ليساعدني أحد،

أنا هالكة لا محالة.

-يجبُ أن أهدأ أولا، لا ينقصني دخول نوبة هلع و معي طفلي

تمتمتُ أحاولُ إيقاف دموعي و أخذ نفسٍ عميق، إيان بين ذراعي ساكن يلاعبُ خصلات شعري و أنا أقوم بتمارين التنفس، أثناء ذلك كنتُ أحسبُ فرق التوقيت بين كل إنقباضٍ لأقيس مدى سوء الوضع،

مرت عشر دقائق بدون آلم لكن بعدها شعرتُ بوخزٍ خفيف، و بعدَ سبع دقائق وخز أقوى لدرجة كدتُ أفقدُ هدوئي، بصعوبة إسترجعتُ ثبات أنفاسي أستمدُ طمأنينتي من طفلي الذي عانقني يُقبل وجنتي و يغمغمُ عند أذني ناسيا أنني أخفتهُ منذُ لحظات،

-ماما آسف، لن أقوم بالشغب، لا تبكي

بكفّه الصغيرة مسح خدي المُبتل ثم قبّل عيناي يبتسمُ تلك الإبتسامة التي تُشبه خاصتي، هي الوحيدة التي ورثَ مني أما بقية ملامحه فجينات جونغكوك كانت أقوى،

عيناه هو الآخر كانتا رطبتين و أهدابه الندية تلمع فكففتُ خذه أنا الأخرى أقبل عينيه الواحدة تلو الإخرى ألهي ذاتي عن الإنقبضات التي أخذت في الإشتداد لأدرك أنني فعلا سألدُ اليوم لا محالة،

-لستُ أبكي بسببك حبيبي، أختكَ الصغرى قادمة و هذه دموع السعادة لا غير، هل أنتَ متحمس لرؤيتها؟

أومئ لي بسعادةٍ أرى إنفجار لمعةٍ آسرة بين قزحيتيه و هو يصفقُ بحماس صارخا بإسم سانا،

ربما لأنها ولادتي الثانية لم أكن مرتعبة من فكرة خوض تجربة الولادة مرة أخرى أكثر من فكرة أن يأتيني الطلق و أنا لوحدي لا أستطيع مفارقة الكنبة دون كرسي متحرك، حتى هاتفي تركتهُ في الطابق العلوي عندما نزلتُ صباحا، مرحى!

فرّقتُ بين شفاهي أخذُ نفسا عميقا عبرهما عندما شعرتُ كأنما سكين حاد إخترقت رحمي، تبا هل بدأ الأمر!! دقات قلبي إستفحلت فيما أستمدُ طاقتي كي لا أهلع من إحتضان إيان بينما يتمتمُ بتهويدة أغنيها له كي ينام عند أذني، كان يطمئنني و قد نجح ذلك في تخفيف الآلم الذي يعتصر رحمي،

بعد دقائق لم تكن طويلة لكنني عِشتها كأنها ساعات من الوجع سمعتُ قفل باب المنزل يُفتح فتهللت إساريري و دُثّرتُ بالراحة فورَ رُؤيتي لجونغكوك و هو ينزع حذائه عند مدخل الباب، لكن ما إن رفع مجرتيه نحونا و لمح عيوني المبللة بالإضافة لأمارات الوجل الذي إحتلت كامل محياي بسبب الوجع أسفلي هرع ناحيتي بفزعٍ يسأل في إضطرابٍ كسى حروفه جاثيا أمامي و كفيّه يحتويان وجهي،

-هل حصل شيء!! ما خطبكِ لما تبكين؟

كنتُ على وشك أن أجيبه بأنني سألد و يجبُ علينا الذهاب للمشفى، لكن بدل أن أفتح فمي للتحدث صرختُ أشعرُ بالضغط أسفل بطني تزامن مع إنفجار ماء رحمي على الأريكة و الأرضية، لم أمنح لجونغكوك فرصة إستيعاب الموقف الذي أنا به، حيثُ قد أمسكتهُ من تلابيبه أهتفُ و الخوف سيطر علي ناسيةً إيان الذي عانقني يبكي خائفا من إنتفاظتي...

-أنا ألد، جونغكوك طفلتنا ستأتي الآن أسرع!

و ما إن تلفظتُ بآخر حرفٍ كنتُ بين ذراعيهِ محمولةً يُهرولُ بي ناحية السيارة و إيان خلفَنا يتبعنا و صوت بكاءه يُؤلمُ خافقي قبل آلم مخاضي، أثناءَ ذلك كنتُ أقوم بتمارين التنفس أصارع الضغط الذي يجعلني أدفع رغما عني،

لا أريدُ أن ألد في السيارة!

على تلك الفكرة بدأتُ في البكاء و الأنين معا، كل مشاعر الخوف و الآلم إمتزجت داخلي تضاعفُ حدة الإنقباضات أسفلي،

-10 دقائق و نصل cara mia، فقط إهدئي، كل شيء سيكون بخير، طفلتنا ستكون بخير، أنتِ ستكونين بخير، نحن سنكونُ بخير

بعدما أراحني على مقعد السيارة و تأكد أن إيان في الخلف مربوط بحزام الأمان على كرسيه الخاص قبّل جبيني متمتماً قصدَ تهدأتي، و تهدئة نفسه على ما يبدو، فيديه الممسكتين بكتفاي يرتعشان كحال كامل بدنه، فيما نظراته لي تصرخ بالذعر و الإضطراب،

لم أستطع قول شيءٍ لأطمئنه و الآلم تزداد حدته مع كل ثانيةٍ تمر، إكتفيت بهزّ رأسي أعانق يد إيان التي يمدّها لي من جانب الكرسي من الخلف كي يهدأ،

بسرعةٍ إلتف جونغكوك حول السيارة يركب ثم في ثواني كنا على الطريق يسابقُ الوقت كي نصل قبل أن ألد، فإنفجار ماء رحمي لا يعني شيئا سوى أن الطفلة على وشك الخروج،

طوال الطريق لم يُفلت يدي في حين أنا أقوم بالزفير و الشهيق و العرق يتصبب مني كأمطار الخير، شعري إلتسق بجانبي وجهي و عنقي، كنتُ أضغطُ على نفسي كي لا أصرخ آلما و أخيف إيان بعدما هدأ فأضحت يد جونغكوك كرة الضغط التي كلما شعرتُ بالتقلصات تزداد حدتها أغرزُ أظافري بها أكتمُ أنيني،

-لا بأس يا روحي سنصلُ قريبا، تحملي قليلا

وثب ببصره نحوي يرسمُ بسمة مضمرة على شفتيه قصدَ أن يطمأنني ، لكن حالتي لم تسمح لي بأن أقول شيئا سوى البكاء في صمتٍ بينما أكتم إنيني بقضم شفتي السفلى، لكن رغما عني كنت أتأوه عندما يشتدُ علي المخاض،

-لا تبكي أمي أرجوك، أنا خائف

من الخلف أتاني صوتُ إيان المتهدج و الخائف فنفيتُ له برأسي بأنني لا أبكي لكن صوتي آبى الإنصياع و الخروج، جونغكوك من ردّ عليه بعدما تداركَ خوف صغيرنا و إنتبه له بعدما نسي نفسه حتى ينقل بصره بين الطريق و حيثُ إيان في المقاعد الخلفية،

-لا تقلق أيها البطل، يجبُ أن تكون سعيدا، سانا قادمة و ستراها آخيرا

-هل ستخرجُ أخيرا من بطنِ ماما؟

سألَ بكل برائة و صوته الطفولي كان كالتهويدة بالنسبة لي، رغمَ كل الآلم الذي يعتصرُ رحمي إبتسمتُ و أنا أعتصر جفناي و يد جونغكوك الذي أجابه،

-نعم، هي ستخرجُ من بطن ماما لتؤنسَك، لذلك إبتسم و لا تبكي

شعرتُ بإبتسامته الجميلة حين هتف بحماسٍ بإسم سانا، عندها عيوني تعانقت مع خاصة جونغكوك فإستطعتُ آخيرا الإنتباه لِحالته التي لا تقل عن سوءا حالتي،

ربطة عنقه مفكوكة و أولى أزرار قميصه غير موجودةٍ في مكانها، شعره مبعثرُ و وجهه مصفر لا دماء تجري به، مع ذلك إبتسم لي يقبلُ ظهر يدي هامسا بكلمة أحبك فرددتُ عليه دون صوتٍ بأنني أحبهُ أيضا، بل أعشقه و أهيم بهِ حبا،

لحسن حظي وصلنا للمشفى في الوقت المناسب تماما، فبمجرد ما أن وُضعتُ على النقالة و الممرضات من حولي يدفعنني ناحية غرفة العمليات كحالةٍ طارئة سمحتُ لصراخي بالإنفلات من بين ثنايا صدري لشعوري بتمزقٍ أسفلي يصحابهُ آلم فضيعُ إجتاحَ حوضي،

رغمَ كل ما أعيشهُ من مخاضٍ صوتُ بكاء إيان كان الوحيد الذي يرن داخل أذني يؤججُ من رعبي، هذه المرة بكيتُ بصخبٍ لكن ليسَ بسبب الآلم، بل خوفا من فكرة أنها آخر مرة أرى فيها إبني و أسمع صوته،

و مع دخولي لغرفة العمليات رؤيتي الضبابية لم تلتقط شيئا سوى جونغكوك المنهك و هو يحمل إيان يحاولِ تهدأته بينما يبكي و ذراعاه الصغيراتان ممدودتان نحوي لا يودُ مفارقتي، بعدما أغلق الباب و إختفى عن مرمى نظري دعيتُ في سري أن يحفظني الرب ليسَ لنفسي بل لأبنائي.

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

كل أنثى بعدما تُنجبُ أنثى أخرى لهذا العالم تشعرُ بأنها أنجبت جيلا كاملا لهذا العالم،

لا أعرفُ هل الأمهات شعرن بنفس إحساسي عندما أنجبنَ أول إبنة لهن، لكن ذلك كان شعوري حين رأيتُ طفلتي تخرجُ لهذا العالم من رحمي، دموعي إختلطت بضحكاتي و أنا أحملها بين يداي و أقبل وجهها الصغير،

إنها إبنتي سانا التي سأربيها أحسن تربيةٍ و أكون لها الأم التي لطالما تمنيتُ أن تكون عندي، سأربيها بحبٍ و حنان كما ربيت أخوها الكبير إيان،

ولادتي كانت طبيعية و طفلتي كانت بصحة جيدة، بعدما تأكدوا من صحتي و صحتها ثم غيروا ثيابي و ثيابها أخذونا لغرفةٍ عادية هناكَ حيثُ كان جونغكوك و إيان ينتظرانا بالفعل،

تقدم جونغكوك مني ثم إحتضن يمناي وسط كفه يجلسُ حذوي على السرير فيما إيان يُلسقُ وجهه مع سرير سانا الشفاف منبهرٌ بها،

-كيفَ تشعرين؟ هل كل شيءٍ بخير؟

قلقه كان واضحا في كيف يدثر محياي بنظراته، هززتُ رأسي له أرد ببحةٍ و صوتٍ منهك،

-ليست أول مرة لي لذلك لا تقلق، كل شيءٍ بخير

أسدلتُ جفناي أهمهمُ براحةٍ عندما دنى مني و قبّل جبيني بعمقِ مشاعري نحوه و التي لم تندثر مع مرور السنين، بل تفاقمت،

-حَمدا للرب أنني أتيتُ في الوقت المناسب، لا زلتُ أرتعش من فكرة أنني لو تأخرتُ لدقيقة كنتُ ستكونين في خطرٍ أنتِ و الطفلة

نبرته أوضحت لي مدى الرعب النفسي الذي عاشه خلال تلك اللحظة، قرّبتُ يده من ثغري ثم لثمتُ ظهرها عدة مرات لا أكسرُ الجسر بين أعيننا،

-نحنُ بخير جونغكوك، لا داعي لتُفكر في ذلك و تتعب نفسك، لقد أصبحتَ أبا للمرة الثانية سيد جيون، و لإبنةٍ جميلة، إذهب لرؤيتها و أنفض عنكَ تلك الأفكار حبيبي

نفسٌ عميق صدر من أعماقه بعد كلامي الذي بدا أنه قد إحتاجه للغاية ليهدأ إضطراب كيانه، فهو فورا إستقام ثم توجه نحو سرير سانا و حملها بين يديه برقةٍ كأنها زجاجة يهاب كسرها، لا ألومه فقد كانت صغيرة الحجم عكس إيان الذي كان يزِنُ أربعة كيلوغرامات عندما أنجبته،

-إنها تُشبهكِ كثيرا، نسخةٌ مصغرة عنكِ كما كنتُ أتمنى

كان ينظرُ لها بعينان تفيضان حبا، و بنفس تلك النظرات وجه بصره نحوي و هو يتقدمُ مني بإبتسامة متوهجة نفضت كل الإنهاك عن محياه،

-لديها عيناكَ رغمَ ذلك، تلك العيون اللامعة و اللوزية التي أوقعتني في حبك لا يمكنني عدم تمييزها

صوتي كان يفضح مدى تعبي كما ملامحي المُصفرة، مع ذلك كنتُ أبتسمُ بإتساع الكون و أنا أنظر لجونغكوك و هو يحملُ طفلتنا ينظرُ لها بعاطفة وصلني دَفئها، ثم لإيان الذي لم ينتظر أن يريه أحد إياها، فقد صعد على السرير لوحده و سحب ذراع والده يُطل على الصغيرة بعيونٍ واسعة و شفاه متفرقة كأنه لا يعي أنها إنسان بذلك الحجم الصغير،

-إنها سانا أختك، ألستَ سعيدا برؤيتها؟

نظر لوجه جونغكوك و عقدةٌ لطيفة تكونت بين حاجبيه إنبسطت فورا عندما بدأ أنه قد إستوعب أن ذلك الكائن الصغير بين يدي والده لم تكن سوى أخته الصغرى التي ينتظرُ رؤيتها منذُ أشهر،

-هل يمكنني تقبيلها؟ لا أود أن أؤذيها، هي صغيرة جدا أخاف أن تتألم

كدتُ أبكي لشدة لطافته و هو يسألُ خائف من أذيتها، الإرتياح ما غمرني فعندها أدركتُ أن لإبنتي أخا أكبر يهابُ عليها من نفسه حتى، بالتأكيد لن يسمح لأحد بأن يؤذيها و لو بكلمة،

-بالطبع بطلي، يمكنكَ تقبيلها لكن في جبينها

لمعت عينا إيان بغبطةٍ عندما قرّب جونغكوك رأس سانا لمستوى فمه، راقبتهُ بقلبٍ مرتاح و هو يقبل جبينها بحذرٍ شديد و ما إن فعل إرتمى في حضني يُقهقه بخجلٍ يخفي وجهه وسط عنقي،

-طفلي الخجول لم يأخذ طباع والده السيئة، أمل أن إبنتي ستكونُ خجولة كذلك و لا تشبه والدها

أردتُ أن أغيظه ليضحك،  لكنه لم يكن يستمعُ لي من الأصل، كل إهتمامه إنصب فجأةً على سانا لا ينظرُ لسواها و هو يضحكُ لوحده كالمجنون، رغم تجاهله لي لم أغضب، فقط منظرهُ و هو يحمل إبنتنا بين ذراعيه و هو سعيدٌ للحد الذي غرق وسط عالمه الخاص يجعلني أُسهب النظر فيهما و أنا أعانقُ إبني،

-ماما أنا أحبُ سانا جدا، أنا سعيد

همسُ إيان و هو يلاعب يداه في إستحياءٍ جعلني أنهال عليهِ بالقبلات،

لم أعد أودُ شيئا من هذا العالم، لدي عائلتي الصغيرة فما الذي سأتمناه بعدها!!

بعد ساعتين كانت غرفتي مليئة و الكل لا يوليني أي إهتمام، بل لسانا التي سرقت الأضواء مني منذُ يومها الأول في هذه الحياة، فيونغي منذُ قدومه سأل عن حالي لمرةٍ واحدة و لم ينتظر جوابي لأراه يحملُ سانا يلتهي عني،

أما كريستي،هانا، سونو و كيرا بالإضافة لإنيوب خطيبها لم يقربوا لي من الأصل و لم يكلفوا نفسهم ليسألوا، مباشرةً قصدوا سانا يلاعبونها متجاهلين من أنجبتها،

-ستظلين أنتِ إمرأتي و حبي الأول cara mia

همسَ جونغكوك حذوي عندما لاحظ أنني وحيدة فوق سريري أنظر للجميع و هم ملتفين حول سرير سانا، نقلتُ بصري له و بحركة غير متوقعة جعلتهُ يرمشُ عدة مرات بغير تصديق صفعتُ جبينهُ بخفة حتى إرتد رأسه للخلف،

-لا تكذب في وجهي جونغكوك، سانا سرقت الأضواء مني و ستسرقُ مكانتي في قلبك عما قريب، سأصبحُ في المركزِ الثالث بعدها و بعد إيان، لا بأس لقد تقبلتُ تلك الحقيقة بروحٍ رياضية

إستغرق في الضحك يمسحُ على جبينه،

-لكنني لم أكذب، أنتِ فعلا حبي الأول و إمرأتي، لكنني لم أذكر مركزكِ في قلبي، ربما أنتِ محقة أطفالي أخذوا المركز الأول بجدارةٍ و إستحقاق

ضحكتُ على تفاهة حديثنا فيما أمررُ كفي فوق وجنته و نظري معلق بين سوداويتيه، غرقتُ عميقا بينهما و لم أستطع النجاة كما هو الآخر لم يقدر على النظر لغير بندقيتاي،

و وسط إهتمام الكل بسانا و عدم إنتباههم لنا نهبَ عدة قبلات متفرقة من شفاهي، و بين قبلةٍ و الأخرى يغمغمُ بكلمةِ أحبك بعدة لغات لم أفهم معظمها لكن وقعها على خافقي كان أقوى،

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

-تذكري قنينة الحليب لِسانا بعد ساعتين، و بالنسبة لإيان فهو يأكل كل شيء لن تجدي صعوبة معه، لكنه حركي كثيرا إحذري من أن يذهب للمطبخ، لا تنسي أنه يجب أن يأخذ قيلولة بعد الغداء أو سيفسد مزاجه، و....

-إيلين لقد ربيتُ جونغكوك لوحدي طوال هذه السنين، أنظري لقامته و طوله، أنظري لوسامته، لستُ محتاجة لتعليماتك لمجالسة أحفادي

إبتلعتُ بواقي حديثي عندما أخرستني تانيا و هي تأخذُ من حضني سانا النائمة بعمق، نظري تتبعها بقلقٍ لم أستطع إخفاءه في نبرتي،

-لكنها لا زالت صغيرة،لن تبلغ السنة إلا بعد شهرين، كما أنني لم أتركها لوحدها منذُ ولِدت، ربما سأؤجل الموعد، أقنعي جونغكوك بذلك، لا يمكنني ترك طفلتي

تركتني أكملُ تذمري ترمقني بجفونٍ ضيقة بينما تجلسُ أمامي على الأريكة، و بمجرد أن أنهيتُ كلامي إستقامت بكل هدوء و سانا بين ذراعيها نائمة تقصدُ الطابق العلوي حيثُ غرف النوم تحت نظراتي المستنكرة من تجاهلها لي،

-جونغكوك ينتظركِ منذُ مدة بالفعل بالخارج، لا تتركيه ينتظرُ كثيرا، إستمتعا بأمسيتكما

زفرتُ هوءا كثيفا من ثغري أغلغل أناملي بين خصلاتي أبعثرها بعدما قضيتُ ساعتين في تسريحها، لم يكن ذلك يهمني بقدر فكرة أنني سأتركُ طفلتي و أخرج في موعدٍ مع والدها،

لقد كنتُ متحمسة بشأن الفكرة فمنذُ ولادتها لم تتسنى لنا الفرصة في الخروج، كل وقتي كنتُ أكرسهُ لها و لإيان متناسيةً جونغكوك،

نجح البرود في التسلل لعلاقتنا بعدما تكاثرت علينا المسؤوليات، و ما إن شعرَ هو بذلك أصر على هذا الموعد ليشعل شرارة الحب بيننا مجددا حسب قوله، كان متحمسا لدرجة أنه جهز أمسية في أحد المطاعم الراقية عند البحر، لكن مشاعر الأمومة عندي تؤرقُ تفكيري و أطفالي لا يغادرون ذهني،

إنتفضتُ من مكاني عندما صدح صوتُ بوق السيارة من الخارج فعلمتُ أن صبر جونغكوك في إنتظاري بدأ في النفاد، توجهت ناحية المخرج بخطوات حثيثة لكن قبل خروجي توقفتُ أمام المرآة الضخمة عند الباب أعاين مظهري و جسدي،

فستانٌ ذو لونٍ أزرق ملكي يعانق منحنياتي بمثالية بحمالاتٍ رقيقة، يصلُ بطوله لما فوق ركبتي بقليل مع حذاء رياضي أسود، بالطبع لن أرتدي الكعب و أنا بصعوبة أمشي بلا عكازات، ساقاي لن يتحملا، رتبتُ خصلاتي و تأكدتُ من ثبات تبرجي ثمَ خرجتُ،

-لقد تأخرت آسفة لكنني تركتُ سانا بصعوبة، يجبُ علي التعود على الخروج بدونها

عندما ركبتُ حذوه إعتذرت بينما أعدل حزام الأمان، لكن ما قابلني كان الصمت فعلّيتُ بصري لأجدهُ يريحُ رأسه على المقعد فيما عيناه تتأملني بلمعةٍ آسرة مع إبتسامة رقيقة تزينُ ثغره، بادلتهُ الإبتسامة بواحدة أوسع أمدُ يدي ناحية خصلاته المتمردة على جبينه أسرحها للخلف،

-أظنني وقعتُ في الحب للمرة بعد المليون سيدة جيون

أخفضتُ أناملي لوجنته أتلمسُ عظمتها برقةٍ نافست نبرتي و أنا أسأل،

-تظنُ فقط سيد جيون؟

إنقلبت إبتسامته من الرقيقة للماكرة و هو ينهازُ البعد بيننا إلى أن تعدى على محيطي، يدي إنزلقت لخلف عنقه و بأعيني وثبتُ بين مجرتيه و ثغره المحمر أشعر بالجوع، شعرَ هو بذلك فعدم ما تبقى من المسافات بيننا يقطفُ شفتاي بين خاصته في قبلةٍ ناعمة ما لبثت أن أصبحت جامحة،

عانق وجنتاي بكفيّه يحثني بلسانه على فتح ثغري ليتسنى له إكتشاف خباياه، لم أكن لأعارض الأمر بتاتا، صوت التمطق ملئ أركان السيارة ممزوج بأصوات لهاثنا العالي، و من وسط القبلة دون فصل شفاهنا غمغمَ أشعر بأحد يديه تتسللان من تحت الفستان ثم تعتصر فخذي بخشونة أجبرت تأوها ماجنا من الإنفلات من أعماقي،

-إشتقتُ لكِ بجنون، لو لم أجهز أمسية رائعة لمزقتُ هذا الفستان من على جسدك و أخذتكِ في كل الوضعيات داخل هذه السيارة.

قضمتُ شفته السفلى بخفة ثم رددتُ بهمسٍ ألتقطُ أنفاسي بصعوبة،

-لن أرفضَ ذلك لو أصررت

كنا ننظر لبعض بلهفةٍ عارمة إمتزجت بمشاعر ظنناها إضمحلت بمرور الوقت، لكننا فقط إلتهينا عن بعض فلم نعد نلمح ما تبوح بيه أعيننا،

-إحتفضي بعرضكِ لما بعد الأمسية، اليوم لن نعود للمنزل cara mia

نسيتُ أطفالي و رميتُ كل مسؤولياتي خلف ظهري أومئ له و بركان من الخوالج إنفجر بين أوردتي، ليلة واحدة خارج المنزل لن تضر! كما أنهم يحبون تانيا لا بأس،

-لنتحرك الآن قبل أن نفقد السيطرة

وافقني الرأي يبتعدُ عني بصعوبة، شغّل المحرك ثم إحتضن يدي يرفضُ تركها، أظننا كنا نتوهم أن البرود قد حلّ بعلاقتنا، ربما ظن ذلك لأننا وضعنا جدولا بمتى يجبُ علينا ممارسة الحب و لم نعد جامحين كما قبل،

هذا الرجل لا يصدق!

......................

قضينا أمسية رائعة داخل ذلك المطعم الذي كان يطل على البحر، لم نتوقف عن التحدث عن مختلف الأمور و المواضيع، كلما أنهينا موضوعا نتكلم في آخر حتى مرّت ساعتين و نحن لم نكمل أطباقنا بعد،

كل ما إحتاجته علاقتنا هو وقفة راحة من كل المسؤوليات التي أغرقتنا وسطها فتناسينا أنفسنا،

و ها نحن ذا أمام البحر أسفل السماء المتلحفة بالسواد نتمشى على الرمل و أيادينا متشابكة كما قلوبنا، حبات الرمل لازالت دافئة تدغدغُ باطن قدمي بعدما نزعتُ الحذاء لكن مشاعري يتم دغدغتها من قبل جونغكوك الذي لا يفوت فرصة للتغزل بي، حتى مع مرور كل هذه السنين لا زال لحروفه أثرا على خافقي،

-أفكرُ في العودة للتصميم، يداي إشتاقت للخياطة و إمساك المقص، أشتاق لأجواء عروض الأزياء

عبّرتُ عن رغبتي الدفينة وسط حديثنا أتوقف عن المشي فتريثَ على بعد خطوة مني، ناهز البعد بيننا يقفُ أمامي ثم إحتضن وجنتي بين كفيه يجوب ببصره بين تقاسيمي المسترخية،

-سأكونُ معكِ في كل خطوة تفكرين في أخذها

غزت كلماته روحي بدل سمعي، عانقت كفيه اللذان يحتويان كياني لا وجهي و قُلتُ في تردد،

-لكن أطفالي لا زالوا بحاجتي، أنتَ تعرف هذا المجال يستوجبُ علي السفر في بعض الأحيان خارج البلاد، لا أريدُ أن أكون أنانية، أحرمهم من حناني بسبب رغبتي

تقارب حاجبيه بسبب ما قلت فعاتبتني نظراته قبل لسانه،

-لن تكوني أنانية بسبب هذا إيلين، كما أنني موجود لستِ لوحدك، و تانيا موجودة، يونغي موجود، العائلة كلها موجودة لمساندتكِ فما فائدتنا لو لم نكن سندكِ في هكذا أوقات، لستِ وحيدة و لا أطفالنا

أرخيتُ جفناي عندما طبع قبلة رقيقة أعلى جبيني قبل أن يُضيف و إبهامه يمسح بخفة على خدي،

-إن كنتِ تودين العودة للعمل سأعدل من جدول أعمالي، لم أعد عارض الأزياء جيون جونغكوك، بل أصبحتُ مدير الشركة جيون جونغكوك، سأخصص أوقاتا لزيارة الشركة و جلّ وقتي سأخصصه حينها لأطفالنا عندما لا تكونين في الجوار

كل كلمة تفوه بها كانت تدثرني بالدفئ و الإهتمام، كيف يدعمني في أحلامي و يحثني على تحقيقها، و كيف تكون راحتي هي أولويتهُ دائما،

لم تكن لكلمات الشكر بأني تفي في هكذا لحظة، لذلك بدلا من قولها أحطتُ جذعه بذراعي أخذهُ في عناقٍ قوي مريحةً خدي على صدره حيثُ نبض قلبه كان كالسيمفونية لمسمعي، و ككل مرة هو فهم ما أود قوله دون أن أضطر لقوله ضمني لصدره أقوى من ذي قبل يطبع قبلا عدة على فروة رأسي،

-هل تعلم جونغكوك!

غمغمتُ وسط حضنه أعيد رأسي للخلف كي أقابل محياه دون فصل العناق فردّ علي بتساؤل،

-ما الذي أعلمه؟

إبتسامة مشرقة مدّت شفتاي للجانبين أجيبُ بعدما لثمتُ شفتيه بسطحية،

-منذُ عرفتك و أنت كجني الأمنيات تحقق لي أحلامي، لكن هناك حلمٌ واحد لم تحققه لي

إهتز حاجبيه في إستغراب يبستمُ بخفة منتظرا إجابتي،

-هناك أمنية لم أحققها و نسيتُها تماما، عندما كنتُ مُقعدة كنتُ أتمنى الركض في المدينة حافية دون توقف حتى أتعب

توقفتُ عن التحدث أفصل تشابك أناملي خلف ظهره أتقهقر للخلف و عيناي لا تفارقه، سمح لي بالإبتعاد و لم يمنعني، بمجرد أن أصبحت هناك مسافة مُعتبرة بيننا هتفت،

-أمسكني إن إستطعت أيها العجوز

و مع تلفظي بآخر حرفٍ أخذتُ في الركض بكل ما أملكُ من سرعة على إمتداد الشاطئ و هو خلفي يصيحُ كي أسمعه من وسط قهقهاتي الصاخبة،

-لن أرحمكِ عندما أمسكك، حينها ستعلمين من العجوز بيننا

أدرتُ رأسي فرأيتهُ يجري مُقتربا مني فزِدتُ سرعتي و شعري يتطاير خلفي بحرية كم كنتُ أترجاها، أثناء ذلك صرختُ كي يسمع صوتي من بين ضحكي و أنفاسي المسروقة،

-لستُ أنا من أصبحتُ أربعينية، يا عجوزي الوسيم

ضحكتُ بعلوٍ عندما لعنَ بصوتٍ عالي لكن ضحكتي إنقلبت صرخة متفاجئة لشعوري بذراعه تلتقطُ خصري بخشونة حتى إرتدّ جسدي للخلف و درتُ حوله

-أفلتني!

بمِلئ صوتي صِحتُ إلا أنه لم يهتم و أخذني على حين غرة يرميني فوقَ كتفه كَكيس بطاطس أشعرُ بإنقلاب العالم رأسا على عقب فجأة،

-سأحققُ أمنيتك لكن و أنتِ فوق كتفي

لم يمنحني فرصة لقول شيء حيثُ قد أخذ في الركض و كأنني لستُ سوى دمية لا تزنُ شيئا، كدتُ أعترض و أنا أتخبط و أضربُ ظهره لكنني إنتفضتُ متأوهةً لكفه الذي حطّت على مؤخرتي بغلظةٍ حتى تردد صوت الصفعة حولنا كون الشاطئ فارغ تلاه صوتهُ الشامت،

-هذا العجوز الأربعيني سيُريكِ معنى الشباب cara mia

أسرعَ في ركضه وِجهته الفندق عِندها علمت أن فستاني المفضل سيتمزق الليلة لا محالة، المعضلة أنني توقفتُ عن التخبط مستسلمةً للوضع بإبتسامة واسعة و عيون لامعة، بل و هتفتُ و أنا أصفعُ مؤخرته بخفة أردها له،

-أرني ما لديك عجوزي

إرتفع صدى ضحكاتي عبر الشاطئ لزيادته السرعة.

مرّت أكثر من خمس سنوات على زواجنا و لا زال الحب بيننا يتوهج كأول يومٍ إعترفنا فيه لِبعض، مررنا بعدة مطبات لم تكن سوى لتقوية عقدة الحبل بيننا، و أطفالنا ثمار هذا الحب الذي كان نعمة لكلينا،

كانَ هو هديتي لصبري و كنتُ أنا دوائه، حياتنا بدون بعض منطفئة لكننا معا نتوهج كما لم نفعل من قبل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إنتهى✔

أتمنى يكون السبيشل بارت عجبكم و تذكرتم ذكرياتكم مع روايتنا😭✨

و انا بكتبه بتذكر كل يلي مريت به ذي السنة معاكم من إنجازات ما كنت متوقعة بيوم أني رح أحققها، كل هذا بفضلكم💜

الرواية قربت لمليون و ذا أكثر شي مفرحني كمان الحساب قرب يصير 10k متابع اخخخ يا الفرحة😭

و كمان نزلت روايتي الثانية و قربت ل100k و هي لسا في بدايتها🤭 يلي لسا ما شافها بيضيع الكثير لان قصتها نار و شخصية الابطال تشك تشك😩

أحبكم يا أحلى قراء💜

Continue Reading

You'll Also Like

368K 23.5K 20
وأقسِم أنِّي ما ذُقت سُلافَ ترفٍ كالَّذي أغترِفُه مِن عناقيدِك في مواسِم السِّنة، ومَا راوَدني الكَلفُ حتَّى خصفتُ جسدَكِ عليَّ، ومِن نبضِك نسَجتُ لح...
622K 13.4K 43
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...
1.4M 67.7K 42
[ROMANTIC SECENES ONLY] [NOT GAY] [NOT SEXUAL] ظن أن يومياته تقتصر على العمل وحسب، هو جراح وطبيب قلب معروف في البلاد، في الآن نفسه هو مدير أشهر مشفى...
in prison ∆H.L ✔ By ..

Mystery / Thriller

1.2K 154 4
لـطالما آمَنت اني سأقابل نصفي الاخر في مكان رومانسي، بطريقه رومانسيه، وأجواء شاعريه ولم اؤمن للحضه واحده اني سأقابله في السجن .... ∆ الروايه محوله...