الفصل رقم 2 الذي أنشره.
شروط نزول الفصل التالي:
👈30 صوت (نجمة☆)
👈 40 تعليق غير مكرر.
💠361👈هالة مألوفة.
ذكّرت رؤية أليسيا بقوس وسهم هارفي بأمبر.
لقد كان أحد تلك الأيام التي تمكنت فيها من الهروب من السيدة جريس لتأتي لمواصلة دروسها معه.
كان هارفي وأمبر في الجبال، وتحيط بهما الغابات الخضراء المورقة والقمم الشاهقة. كان يعلمها كيفية إطلاق السهم، وكانت مصممة على أن تتعلم.
قال هارفي وهو يقف خلفها ويعدل موقفها: "خذي نفسًا عميقًا وثبتي يدك".
لم تهتم آمبر بقربه منها أو لمس يدها بطريقة غير مناسبة لرجل وامرأة، تمامًا كما علمتها السيدة جريس. كانت تركز على التعلم.
أبقت عينيها أمامها وسحبت الوتر للخلف، مستهدفة الهدف. تركت السهم، فاقترب قليلاً من نقطة الهدف. أضاءت عيون أمبر، و إلتفتت إلى هارفي. لم تكن أمبر شخصًا معبرًا أو متكلمًا للغاية، لكن هارفي كان من الممكن أن يعلم إنها كانت متحمسة لإنجازها.
ابتسم هارفي و ربت على ظهرها. "سوف تصبحين رامية ممتازة.".
جعلتها تلك الكلمات تبتسم، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها هارفي ابتسامتها منذ أن عرفها.
"كانت والدتي جيدة في هذا"، أخبرته أمبر وهي تجلس على الأرض وتسند ظهرها على شجرة كبيرة.
"قالت إن استخدام الأسلحة أمر سهل بالنسبة لنا. وحاولت أن تعلمني، لكن الأحمق منعها من القيام بذلك".
"الأحمق" يشير إلى والدها.
"هل هذا يجعلك تشعرين أنك مرتبطة بها بطريقة أو بأخرى؟" سألها هارفي هذا بينما جلس أيضًا على الشجرة بجانبها وأراح ظهره أيضًا.
"نعم هو كذلك." أومأت برأسها قبل أن تتمتم: "أشعر أنني مرتبطة بها".
بمجرد أن رأت أليسيا هارفي، بدأت ترى ومضات من الحلم الذي حلمت به، والذي ظهر فيه. لقد اشتبهت في أن لديه مشاعر عميقة تجاه أمبر لفترة طويلة. كانت قد شككت في ذلك لأول مرة منذ أول مرة إلتقيا فيها، وكيف دخل غرفتها من خلال النافذة واحتضنها. وبعد الحلم الذي رأته الليلة الماضية، زادت شكوكها فيه. كان هارفي مع أمبر مختلفًا عن هارفي الذي عرفته. لم يكن بهذا البهجة من حولهم.
التذكر بهذا جعلها تشعر بالذنب. بالطبع، لم يكن ذلك خطأها، ولم يكن لديها أي سيطرة عليه. لكنها كانت لا تزال في جسد أمبر.
قال هارفي وهو ينظر إلى مظهرها: "أنت تبدين... مختلفة".
كان مظهرها غير عادي للغاية. ولكن أكثر من مجرد مظهرها، كان هناك نوع مختلف من الهالة حولها. كانت تشبه تقريبًا حاليا آمبر. ليس الجسد فقط بل الشخصية.
"قال لها لابد أنك غاضبة حقًا بشأن شيء ما."
"كيف عرفت ذلك؟" سألته وهي تضع قوسها.
قال هارفي وهو يلتقط القوس والسهم الذي أسقطته: "أنا أعرف ذلك". قام بسحبه ثم أطلقه، فضرب نقطة الهدف بضربة قوية.
"جيد - جيد!" قالت أليسيا هذا وهي تنظر إليه بذهول. شعرت بالسهولة عندما فعل ذلك، كما لو أنه لم يكن شيئًا كانت تكافح معه لساعات.
وأكد لها هارفي: "سوف تصلين إلى هذا قريبًا"، لكن نظرته كانت على السهم الذي أطلقه.
قالت أليسيا بهدوء وهي تجذب انتباهه: "لا بد أن الأمر صعب عليك".
رفع حاجبه عندما لاحظ الطريقة الغريبة التي كانت تحدق به بها والتعليق الذي أدلت به.
"ماذا تقصدين؟"
"أنت تراني، ولكنك تعلم أنني لست آمبر."
"لا يمكننا التحكم في الأشياء التي تحدث في هذا العالم. أعتقد أنك أتيت إلى هنا لسبب ما."
"لماذا لم تخبرها؟"
"مالذي تشيرين اليه؟" سألها هذا في حيرة.
"أمبر. لماذا لم تخبريها عن مشاعرك تجاهها؟"
ارتفع جبينه المقوس بالفعل إلى أعلى.
"كيف أشعر تجاهها؟"
"ليس عليك إنكار ذلك. لقد رأيت كل شيء. أعني... حلمت به. أول لقاء لك. كيف أنقذت حياتها. كيف عرضت عليها أن تأخذها إلى القرية. كنت سعيدًا معها."
لقد بدا متفاجئًا بعض الشيء، أو ربما مفتونًا بذلك. "انت فعلت."
لم يكن سؤالاً، لكن أليسيا رأت أنه من الضروري الإجابة بـ "نعم". اومأت برأسها.
تنهد هارفي وأسقط القوس في يده.
"لقد شعرت بالسوء تجاه الأميرة آمبر." اعترف، ولفت انتباه أليسيا.
"لم تتمكن من أن تعيش حياة طبيعية. كان لديها الكثير من الحب. ولكن كان لديها أيضًا الكثير من الكراهية. وأحيانًا يأتي حبها على شكل كراهية."
ابتسم بحزن. "آمل أنها لم تمت. أتمنى فقط... أن تستريح روحها في مكان ما. أو ربما تكون داخل جسدك الحقيقي وتعيش حياة أفضل."
امم... شككت أليسيا في ذلك. لسبب ما، شعرت أن التكيف مع هذا العالم أسهل بكثير من التكيف مع العالم الحالي، ناهيك عن نوع الشخص الذي كانت عليه وكيف كانت وسائل الإعلام منشغلة بها.
من أين كانت آمبر ستبدأ؟ رؤية السيارات بدلا من العربات والمباني الشاهقة وناطحات السحاب؟ الطائرات؟ أضواء ساطعة؟ عالم لا يمكن أن يعمل بدون الهواتف المحمولة والتكنولوجيا المتقدمة؟ شجار صغير وينتهي الأمر في مركز الشرطة؟ عالم بالكاد تستطيع فيه فعل أي شيء بدون بطاقة ائتمان؟
آه، ربما كانت آمبر قد أغرقت نفسها.
"لكنك أحببتها..."
"حتى لو. لا يهم." قاطعها هارفي. "لم ترني أبدًا كصديق أو مدرب... أو أيًا كان ما رأتني. أنا أيضًا... لم أكن متأكدًا من رد فعلها إذا عرفت من أنا حقًا."
"لقد وثقت بك. كانت قادرة على قبولك..."
"أو تطعنني في قلبي بالوتد." قاطع مرة أخرى. "إنها ليست أنت يا أليسيا." ذكرها. "كل ما أرادته في حياتها هو الانتقام من والدها ومملكته".
يتذكر هارفي الأيام التي اعتادا فيها التدرب معًا في الجبال. لقد أرادت أن تتعلم كيفية استخدام كل أنواع الأسلحة. وقالت إن والدتها كانت قادرة على استخدام أسلحة مختلفة دون عناء لأنها وعدت شخصًا بأنها قادرة على إنقاذ نفسها وبذلت جهدًا للتدريب. ولحسن الحظ، كل ذلك جاء بسهولة بالنسبة لها.
ومن المؤسف أنها لم تتمكن من إنقاذ نفسها في النهاية.
كلما تدرب هارفي مع أمبر، كان تصميمها على الانتقام من والدها واضحًا في كل حركة تقوم بها.
تذكر هارفي أنه شاهد بذهول كيف كانت أمبر تلوح بالسيف بسهولة، وكانت حركاتها رشيقة. لقد كانت مقاتلة بالفطرة ومحاربة بالفطرة. وتساءل عما إذا كانت هذه حقا هدية انتقلت إلى جيلها. كان يعلم أنه إذا استمر في تعليمها المزيد، فستكون ماهرة للغاية، إلى درجة أنها ستكون قادرة على التنافس مع الآخرين، ولكن لسبب ما، تردد في تعليمها المزيد.
قالت أمبر "هل تريد الزواج؟" سألته هذا فجأة بعد يوم واحد من التدريب، مما فاجأه.
"لماذا تستفسرين؟"
"أنت كبير بما يكفي للزواج."
"حتى أنت...؟"
"أنا لا أهتم بأشياء من هذا القبيل."
"ثم لماذا كنت تسألني؟"
"لأن... أعرف شخصاً يمكنك الزواج منها."
نظر إليها في حيرة. بقدر ما يستطيع أن يتذكر، كانت تعرفه فقط باستثناء الأشخاص الذين تعيش معهم. ولم يكن من الممكن أن تتحدث عن السيدة جريس التي كانت تكرهها بشدة.
رفع حاجبه لينظر إليها، خمنًا عمن كانت تتحدث ولكن لم يرغب في الافتراض.
إقترحت عليه"يمكنك اختطاف بولينا والزواج منها. عندما ترى أماكن أخرى خارج هذا الجبل، ستختار البقاء معك."
لقد ضحك تقريبًا على سخافة ذلك. أراد أن يسأل لماذا لم تعرض نفسها، لكنه لم يفعل.
"اعتقدت أنك لا تحبين بولينا؟"
هزت أمبر رأسها. "أنا أكره أنها معي. أنا لا أكرهها."
"لقد فقدت والديها في سن مبكرة. ولم تتح لها الفرصة لتعيش حياة طبيعية قبل أن يتم إلقاؤها معي هنا. وبدلاً من أن تكرهني، قامت فقط..." تنهدت. "أنا أكره ذلك. وهذا يجعلني أشعر بالغضب عندما أراها."
"إذاً لماذا لا تعاملينها بلطف؟ أنت تجعلينها تبكي كثيراً."
"كيف تعرف ذلك؟" إلتفتت أمبر لتنظر إليه، وأعطته نظرة فضولية.
أجاب هارفي بتردد: "لقد سمعتها تبكي".
"لم تغادر بولينا الكوخ قط، وهي لا تبكي بصوت عالٍ".
"هل تجعلينها تبكي أم لا؟" سألها هذا مرتبكًا ويحاول لفت الانتباه إليها مرة أخرى.
قالت له "ربما. لكن عدم التعامل معها بلطف سيجعلها تكرهني وترغب في الهرب يومًا ما."
"والسيدة جريس؟"
"إنها بحاجة للبقاء معي." قالت أمبر هذا بهدوء قبل أن تضيف: "في إحدى الليالي المصيرية، سأوقظها من سباتها الهادئ وأتأكد من أنها ترى وجهي بوضوح تام وأنا أرسلها بشكل مؤلم خارج هذا العالم".
لن يكذب. لقد كان يرتجف تقريبا.
النظر إلى أليسيا الآن يذكّر هارفي بهذا الجانب من أمبر. الجانب المخيف الذي كانت على استعداد لإرسال الناس خارج هذا العالم.
.
.
.
يتبع... .
لا تنسى متابعتي لكي تصلكم إشعارات بشأن تنزيلي فصول أو أعمال جديدة و أيضا أترك تعليق ليحفزني ، و أيضا صوت على الفصل هذا لكي يساعد الرواية على أن تنتشر أكثر فأكثر.
الترجمة Oussama_Naili97