Winter Moon

By uranusjk

1.4M 81.3K 44.8K

-أَنْتِ أَضْيَعَ مِنَ الْبَدْرِ فِي لَيَالِي الشِّتَاءِ. Jeon jungkook (sunshine) Kang Eline (grumpy) Started... More

مقدمة...
١-لستُ بِعاجزة.
٢-فُستانكِ جَميل.
٣-أَنتِ تشرُدين كَثيراً!
٤-بَينَ ذِراعَيهِ.
٥-عَيناكِ أحن منكِ.
٦-هلْ تُحاولُ إغرائِي؟
٧-أَنا مُتعَبة.
٨-your eyes tell
٩-المِزاجية لعنة الجميلات.
١٠-لمسات ملتهبة.
١١-عَلامات حَرب.
١٢-تقاطع الطرق.
١٣-خيط القدر الأحمر.
١٤-تائهة.
١٥-إستعيري كتفي.
١٦-مختلفة بتميز.
١٧-سأسرقكِ فحسب.
١٨-الشخص الذي أحب.
١٩-خطوة متهورة.
٢٠-حِصْني
٢١-وقعتُ سهوا
٢٢-من يهتم للمثالية!
٢٣-هل تجاوزتَ الماضي؟
٢٤-سقوط الراء.
٢٦-قمر الشتاء.
٢٧-ما ذنبي؟
٢٨-شخص من الماضي.
٢٩-أريدكِ معي للأبد.
٣٠-شفقة أم حب!
٣١-هل الحب يكفي؟
٣٢-أنا على قيدكِ
٣٣-لنتوهج معا.
٣٤-لا بأس.
٣٥-عقدٌ مقدس.
٣٦-إلى ما لا نهاية.
S.p1: كنز
S.P2.

٢٥-فراشة.

34.3K 1.6K 944
By uranusjk

لدعمي أضيئوا النجمة، و إتركوا تعاليقكم و توقعاتكم، لا تنسوا

ــــــــــــــــــــــــــــ

خلال سنوات حياتي العشر الماضية لازمني التردد في كل خطوة كنتُ أخطوها كرفيقٍ سام لا يمكنك التخلص منه بالرغم من أنه مؤذي جدا،

و لكن و أنا أسلمُ نفسي لجونغكوك لم تكن داخلي ذرة تلجلج قد تعيدني خطوة للوراء عن قراري، جسدي و قلبي كانا يرغبان به فإستسلم عقلي لهما بدون تدخل، و كم أنا شاكرة له،

فـ ها أنا ذا مستلقيةً حذوه على جانبي أريحُ وجنتي فوقَ يدي أرتدي قميصا أسود من خاصته بدون أكمام و عريض يصل لركبتي، رائحته تغلفني من كل صوب كما إهتمامه بي، فحتى و هو نائم بعمق ذراعه التي تحيطُ خصري لم تفلتني أبدا و كل دقيقة أشعر بيده تطبطبُ بخفة على ظهري بشكلٍ لا إرادي،

رقت عيناي و أنا أتنقل عبر تقاسيم وجهه المسترخية متذكرةً كل لحظة مرت علي معه، و للمفاجآة كلها إن لم أكن أبالغ كنتُ أتصرف بعفوية، كإيلين التي إعتدتُ أن أكونها، و هو معي أجد راحتي و لا أحتاج أن أتصنع شخصية ليست أنا مخافةً من الأذية،

فجأة ذراعه عند خصري إهتزت، تلاها إنعقاد حاجبيه بإنزعاجٍ واضح فلاحظتُ أن أشعة الشمس التي أوليها ظهري تحطُ فوق وجهه بالتحديد تضايقُه، بحركة عفوية وجدتُ نفسي أرفع يدي أحجبُ عنه الضوء، عندها إنبسطت ملامحه تدريجيا حتى هدأت تماما،

بدا كطفلٍ بوجنتيه الطريتين و ثغره المحمر، ناهيك عن خصلات شعره التي باتت أطول قليلا تغطي جبينه، منظره عند الصباح فاقَ الشروق حُسنا،

يدي التي كانت تقيه من الأشعة إنخفضت حتى مستوى وجهه و قبل أن ألمسه أوقفتها، و بسبابتي نقرت أرنبة أنفه عدة مرات فإنكمشت ملامحه بشكلٍ لطيف أرهق خافقي، إنتحبتُ داخليا للطافته أعيدُ الكرة مرة و إثنين،

توقعت أن يفتح عينيه أو يستفيق بسبب عبثي لأنني و اللعنة إشتقتُ لعينيه و لمعتهما التي تآسرني، و لكن ما لم أتوقعه هو أن يباغتني بإمساكه لمعصمي جاعلا مني أرمش عدة مرات لأستوعب ردة فعله السريعة،

-صباح الخير

ببرائة همست أبتسمُ بلطف لعله يسقي شوقي لمجرتيه، و ما إن فعل يفرقُ جفنيه بروية تسارعت أنفاسي و إزداد وسع إبتسامتي أراقبُ كيف عاين محياي قبل أن يبتسمَ هو الآخر يبثُ في خافقي دفئا لطيفا، و لكن كل ذلك الدفئ أضحى حريقا حين همس كذلك ببحة صباحية قلبت دواخلي رأسا على عقب و ما قاله لم يكن أقل منه في التأثير،

-أسفي على كل من لم تكن إبتسامتك أول شيءٍ يراه صباحا

و عند تقبيله لظهر يدي التي كان ممسكا بها أدركتُ أنني عاشقة له و لكل تفاصيله،

سكنتُ لمدة أتأمل كيف دفن أنفه في باطنها يغلقُ عينيه مسبباً لي دغدغة جعلت من قهقهة خافتة من الإنسلال عبر شفتاي، و على صوتها أبعد يدي عن فمه بدون إفلاتها يعيد فتح مجرتيه يرمقني بحنان،

إنحرف بصره لرقبتي قبل أن يعيده لعيناي ثم إبتسم بجانبية، لم أفهم حركته حتى قالَ بمكر،

-عنقك بات ضمن أفضل اللوحات عندي

تصاعدت الحرارة لوجنتاي أجرُ يدي من وسط خاصته بهمجية كي أخفي عنقي بياقة القميص، ثم قلبت عيناي بملل،

-لا تكن قذرا هكذا

رفع حاجبا يعيدُ إحاطة خصري بذراعه يقربني منه أكثر حتى باتَ نفسه يضربُ جسر أنفي،

-أنظروا من تتكلم عن القذارة، ألستِ أنت البارحة من كانت تطالبني بالمزيد و أن لا أتوقف، يا لكِ من جامحة

لشدة صدمتي ظللتُ أحدق به بدون أن أرمش حتى عندما نقر أنفي بأنفه أحاول إستيعاب ما تفوه به، هو لم يتجرأ و قالها! أخبروني أنني أتخيل، يا إلاهي سأقتله،

-أيها العاه...

لم أكمل شتيمتي ولا صراخي لأنه و بكل جرأة أخرسني بشفتيه يتمايل بهما فوق خاصتي بإتقان، تبا كم أكره حقيقة أنه يجيدُ التقبيل، لم أتمالك نفسي فبادلته أغلغل أناملي بين خصلاته الغرابية من الخلف،

فصل القبلة التي لم تكن طويلة و لم تقطع أنفاسنا، و لكنها كانت كافية لتسلبني عقلي و منطقي، لأنه و مع إبتعاده دفعتهُ نحوي مجددا من خلف رأسه أمتصُ شفتيه بنهمٍ وسط خاصتي، شعرتُ به يبتسمُ وسط القبلة فإبتسمتُ أيضا، و قبل أن أبتعد جررتُ شفته السفلى بقواطعي إنتقاما منه،

-عقاب صغير لأنك قذر

أخرجتُ لساني له أعيده بسرعة لداخل فمي قبل أن يمسكه،

-سأمررها لك لأنني أخذتُ حقي منكِ البارحة

و مع إنتهاء حديثه أشار بعينيه لجهة صدري، ثواني لم أفهم مقصده حتى تدفق لعقلي أحداث من الليلة الماضية، هنا إنعقد لساني بل أنا من قضمتُ مقدمته كي لا أبتسم، تبا لي و لإعجابي بما فعل،

-لن نبقى فوقَ السرير طوال النهار أليس كذلك؟

سألتُ مغيرةً مجرى الحديث الذي بدأ في الإنفلات نحو سياق سيتعبنا نحن الإثنين بعدها،

-الأمر يتوقف على إن كنتِ تريدين المزيد أم لا

لم أصدم كيف أصبحَ خبيرا في تحويل كل كلام لآخر قذر، لذلك تجاهلته كليا بدون الرد عليه أبعدُ الغطاء عن كلانا أستقيم بجذعي متكئةً على العارضة خلفي،

تتبعتُ حركاته في صمت حينَ إستقام أيضا يضع قدميه على الأرض من الجهة الأخرى يوليني بظهره، تدحرج نظري فوق عضلات كتفيه من الخلف و هي تنقبضُ مع كل حركة يقومُ بها بذراعيه، كان عاري الجذع يرتدي سروالا رماديا فقط،

شردتُ في التفكير هل أزحف حتى ظهره و أقبله لأنني معجبة به و بشدة، أو أكبتُ رغبتي التي لن تقودني لطريقٍ جيد، بل ممتع، و وسط كل تلك الأفكار فجأة أحسستُ بأنني أرتفعُ للأعلى فـ فرت شهقة مرتعبة من ثغري،

لشدة إندماجي مع أفكاري الغير محترمة لم أشعر به إلا و أنا بين ذراعيه،

-أتفهم أنني وسيم و يصعبُ إبعاد نظرك عني، و لكن عدم سماعك لي و أنا أناديك ذلك شيء آخر

لم أسمع ما قاله أصلا لأنني ركزتُ مع وجهتنا و لم تكن سوى الحمام، و ما إن دفع الباب برجله شهقت أنتفض وسط حضنه مما جعله يتوقف عند المدخل،

-مهلا ماذا تظن نفسك فاعلا؟

رمقته بشك و نواياه تتضح أمامي، و لكن أريد فقط التأكد، و هذا ما حصلتُ عليه حين أجاب بإعتيادية،

-ماذا في رأيك! الإستحمام بطبيعة الحال

ضحكتُ بغير تصديق أتسائل بتعجب،

-معا!

و على سؤالي إبتسم بجانبية يهزُ رأسه ببطئ و الخبث تراقص بين جفنيه بمثالية،

-لن يحدث ذلك، فقط أعدني لمنزلي أفضل الإستحمام هناك، و وحدي

ضغطتُ على حروف الكلمة الأخيرة مركزة عليها، رفعَ حاجبيه معا يمعن النظر لملامحي قبل أن يسأل مستغربا،

-هل تخجلين؟

طرح سؤاله بدون مقدمات يخرسني، تبا كيف علم، لا أصدق أنني أخجل من الإستحمام معا بين البارحة أنا من عبرتُ عن رغبتي به بدون أي ذرة حياء،

لن أسمح له بمعرفة أنني خجلت، سأنفي ذلك حتى الموت،

-لا لم أخجل، من أخبرك بذلك! أنا فقط لا أرتاح لو كان معي أحد عند الإستحمام

تهربتُ من سوداويتيه اللتان كان المكر بهما واضح أنظرُ لكتفه بدلا من ذلك،

-كنتُ سأصدقك لولا إحمرار أذنيك

تحاذق فلم أستطع الرد عليه، إكتفيت بتجاهله أنظرُ بعيدا عنه، و لكنه فاجئني حينَ تقدم داخلا دون الإكثراث لرفضي، كدتُ أصرخ رفضا للأمر و لكنه سبقني يتكلم بهدوء عكس الهمجية التي كنتُ سأتحدثُ بها،

-لقد رأيتُ كل شيء، قبّلتُ كل شبر من جسمك و لمسته، لقد حفضتُ حتى مكان الشامات المنتشرة عليه كما أحفظ إسمي، لذلك لا داعي لأن تخجلي الآن cara mia

داعبَ وجنتي بأنفه يرغم محياي المتهجم على الإرتخاء و عنادي ينزاح، له وجهة نظر منطقية، فلأتخطى خجلي فقط،

-الإستحمام فقط

حذرته أريحُ رأسي فوق كتفه فقط لأخفي خجلي عنه، في المقابل قهقهَ هو يتجه نحو الحوض،

-أعدك فقط الإستحمام

رفعتُ رأسي عن كتفه أنظر له مضيقة عيناي لأتبين هل يكذب أم لا، و عندما لم أجد الخبث بين ثنايا ملامحه هززتُ رأسي برضى أحدقُ في الحوض الفارغ و الكرسي الخشبي بجانبه، هناك حيثُ أجلسني جونغكوك الآن قبل أن يجلس على حافة الحوض يملئه،

-اللافندر أو الكرز

رجّ أمامي علبتان من غسول الجسم كلٌ ذات رائحة مختلفة، أشرتُ للافندر رائحته مميزة جدا،

-إختيار موفق

أعاد العلبة الأخرى فوق الرف الزجاجي من جهتي و سكب القليل من التي إخترت وسط الحوض قبل أن يضعها قرب الأخرى، راقبتُ بإهتمام كيف يتأكد من درجة الحرارة بيده و يعدلها كل دقيقة بملامح مركزة، و عندما إرتخت علمت أن وصل للحرارة المناسبة،

-لا أحبه ساخن جدا

هتفتُ فأجابني دون الإلتفات لي،

-أعلمُ ذلك

كيف تعلم!

و على سؤالي نظر لي بسوداويتيه أم مجرتيه فكلا الوصفين يناسبهما لدرجة مخيفة، إبتسامة إحتلت حوض ثغره قبل أن يرد، كان الحوض قد إمتلئ بالفعل،

-جلدك حساس جدا، أدركتُ ذلك بسبب كل مرة ألمسك يقشعر لحرارة يدي

دقيق الملاحظة! ربما هذا أمر تافه للبعض، و لكن فكرة أن يتذكر تفصيلا كهذا جعلت من خافقي ينبض بعنف، لم يكن لي أحد قد ينتبه لأصغر الأشياء حولي، والدتي نفسها لا تعرف الحرارة المناسبة لي،

الآن إرفعي يديك للأعلى

ضممتُ نفسي أعود للخلف بجذعي و حاجبين منعقدين، عندما تقرفص أمامي ممسكا بحواف القميص،

-إستدر و سأنزعه لوحدي

تنهدَ بضيق يزمّ شفتيه و دون أن يعارض إستقام ثم إستدار يوليني بظهره، حدقتُ به كي أتأكد أنه لا ينظر أرفعُ القميص ببطئٍ عن جسدي و الحرارة تصاعدت لوجهي تخنقني حرفيا، بات التنفس صعبا و أنا أخرج القميص من رأسي ثم يداي و أرميه أرضا، و هكذا أضحيتُ عارية تماما و لأستر القليل ضممتُ نفسي أغطي جزئي العلوي،

-إحملني و لا تفتح عيناك

حاولتُ أن أجعل نبرتي تحذيرية و لكنها خرجت متهدجة تفضحُ توتري، يا إلاهي أشعر بقلبي سيكسر قفصي الصدري من شدة الخجل، هل هذا منطقي بعد كل ما فعلناه أمس!!

-هل أنتِ جادة الآن؟

كاد يستدير نحوي و لكنني صرختُ أمنعه،

-جونغكوك!!

تيبس مكانه يرفع يديه للأعلى كمجرمٍ محاصر مما جعلني أضم شفتاي داخلا كي لا أضحك على منظره،

-حسنا لن أفتح عيناي، أعدك

إستدار ببطئ و أنا راقبت عينيه بترقب، عندما تأكدتُ أنه لا ينظر إرتحتُ، إنحنى بجذعه نحوي يبحثُ عن خصري بيديه كالأعمى،

كتمتُ ضحكتي بسبب تهجم ملامحه الغير راضية لأمسك بيده أضعها على خصري، و الأخرى تحت ركبتي عندها أحطتُ عنقه ثم حملني،

الآن هل أفتح عيناي

بتضايق فاه،

ثم بدون أن أعطيه الإذن فتح عينيه فضممته أستر صدري و لكنني غبية و حمقاء لأن نهداي لامسا صدره بوضوح، أردت إصلاح الأمر و لكنني أفسدته، تبا لي،

تفحم وجهي لا محالة من الحرارة التي إجتاحته أحاول عدم التحرك كي لا يحدث إحتكاك أكثر، كنت أخفي وجهي وسط ميل عنقه فغابت عني ملامحه، و لكن أنفاسه المضطربة التي تضربُ كتفي العاري تشرحُ كل شيء، لقد إتفقنا على الإستحمام فقط، و لكن لا أظن أنه سيفي بوعده،

-ض...ضعني وسط الماء بسرعة

تلعثمتُ بداية كلامي و بصعوبة نطقتُ الباقي بدون توتر، تأكدت أن الخجل يختفي وسط الأوقات المهمة، بينما يحضر بعد الأوقات المهمة و بكثرة، جلدي سيذوب من حرارة وجهي و جسمه الذي يحتك مع خاصتي مباشرة،

لم يعلق عن شيء، إعتنق الصمت ثم أنزلني وسط الماء الذي تطفوا فوقه الرغوة و الفقاعات بسبب الغسول، هذا ما حجب جسدي عن عينيه اللتان إفترستا وجهي، و مع ذلك لم أقطع تواصلنا البصري، ولا أعرف لماذا إبتسمت بعدها كالحمقاء أريحُ ظهري الحوض،

عندها بادلني الإبتسامة بواحدة أكثر إتساعا قبل أن يمسح وجهه بكلتا يديه، ثم غمغم بين كفيه بثقل و نبرة عميقة،

-أنا حقا سأجن

لماذا؟

بسذاجة سألت أفقع الفقاعات التي تطفوا و قد فقدتُ تركيزي معه عندما بات الأمر ممتعا،

فقدتُ تركيزي و كطفلة ألعبِ بالفقاعات لدرجة لم أشعر بجونغكوك و هو يشاركني الحوض حتى شهقتُ بهلع لإحساسي بذراعين تطوقان خصري و ذقن يحطُ فوق كتفي،

-إنه أنا cara mia

عند أذني همسَ بنبرة إقشعر بسببها جسدي، ناهيك عن كيف يتلمسُ بطني بحميمية، و بالرغم من ذلك لم يتشنج جسدي، بل الأمان ما تسلل لدواخلي فأرحتُ ظهري ضد صدره أغمض عيناي بتخدر بينما أتلمسُ ذراعه الموشومة،

تنهدتُ براحة، و تلك الراحة تسللت لأطرافي و لساني الذي نطق بدون تفكير، فقط أول ما خطر في ذهني قاله، يجبُ علي ربطه،

-جونغكوك، عندما تقعُ الفراشات في الحب، هل تشعرُ بوجود بشرٍ فيها؟

جلجلَ ضحكة إهتز بها صدره فرأسي معه لأستوعبَ الغباء الذي تفوهتُ به،

-لا أعلم، أنتِ من يجب أن تجيبيني على هذا السؤال

أدرتُ رأسي نحوه و عدم الفهم يجول محياي،

لكن أنا من سألت!

نقل بصره لكتفي ثم أزاح عنه خصلات شعري يعيدها للوراء، أطراف أنامله لامست كتفي فإرتجف جسدي، أنا حساسة جدا لمجرد لمسات منه خاصةً، فقدت الإحساس بساقاي و بدلا منهما أصبحت حساسية جلدي فائقة،

بعدما أرجع كل الخصلات للخلف أعاد مجرتيه نحوي يآسرني بجمالهما،

-عندما وقعتِ في حبي، هل شعرتِ بوجود بشرٍ فيك؟

رغما عني قهقهتُ على إبتذاله الذي بالفعل زرع فراشات داخلي، و لأخفي تأثري به أعدتُ إلقاء رأسي فوقَ صدره، خافقه للتصحيح أتمتمُ وسط ضحكي،

-مبتذل

.................

مغلفةٌ بروب حمام أكبر مني بعشرة أضعاف، فوقَ رأسي منشفة بطولي تلتفُ حول عنقي كحبل مشنقة، تلك هي حالتي فوقَ سرير جونغكوك الجالس حذوي،

نظرتُ له بحنقٍ أنزع عني المنشفة التي خنقتني كي يعيدها ثانية يلفني بها كشطيرة، ملامحه هادئة عكس خاصتي التي تبدوا و كأنني على وشك خنقه، و أنا كذلك بالفعل،

-ستمرضين cara mia، الشتاء على الأبواب

عدل المنشفة فوق رأسي يلفها أكثر حول عنقي ثم فرك شعري بها كي يجف، أبدو كالمومياء المحنطة،

-أنا أختنق جونغكوك، أختنق

هتفتُ بضيق ثم رميتُ نفسي للوراء على السرير أفرد ذراعي عليه، لقد ساعدني على الإستحمام و لم أرفض، وعدني أننا لن نفعل شيئا غير الإستحمام و لم يفي بوعده، و مع ذلك لم أتكلم، و الآن مصرٌ على لفي هكذا حتى الإختناق، لقد إرتاح لي جدا،

-لا تنزعيها، إن عدت و وجدتها مرمية لا تلومي إلا نفسك

هددني يرفع سبابته بينما يحدجني بحدة ظنا منه أنني سأرتعدُ خوفا، سوداويتيه مخيفتنان عندما ينظرُ لي هكذا للحقيقة، و لكنهما مثيرتان أيضا،

إيلين ركزي!

قلبتُ عيناي ألوي ثغري للجانب بإنزعاج،

-إذهب و أحضر لي شيئا لألبسه بسرعة إن كنتَ لا تريدُ مني أن أمرض

شعرتُ بالسرير يتحرك دليلا على إستقامته، كنتُ أقابل السقف فوقي، لكن ثواني و أصبح وجهه ما يقابلني و إبتسامة عابثة تلوح فوقَ شفتيه، كان يقف على جانب السرير يحني جذعه نحوي،

-ما بال هذه الإبتسامة!

ضيقتُ جفناي بشك، و عندما لم أرتح لنظراته المريبة أردتُ الإستقامة و لكنه باغتني حين إعتلى السرير ممسكا بذراعي يرفعهما فوق رأسي، بيدٍ واحدة قيّد كلا معصماي و بركبتيه حاصر خصري كأسد إنقض على فريسته،

-جونغكوك ماذا تفعل! أفلتني

تحركتُ بعشوائية تحته و لكن قبضته محكمة الإمساك بمعصمي، لاحظتُ كيف إخفض بصره لبطني قبل أن يعيده نصب عيناي و لا زال يبتسم بخبث،

-ما الذي تنوي فعله؟

كان سؤالي يحمل صيغة التحذير أكثر لأنني و بيده التي إقتربت من بطني تشكل لي ما ينوي فعله،

لم يجبني بل إستمر في النظر داخل عيناي بحماس و يده تقترب من معدتي ببطئٍ شديد بسببه إضظرب خافقي،

-جونغكوك لا تفعل، أحذرك

و كم كان صوتي مهزوزا حين إحتجته حادا، لم ينصت لي، بل إتسعت إبتسامته أكثر حتى أضحى كالمختل، إقترب بيده أكثر من بطني و توسعت عيناي ثم تحركت بعنفٍ تحته و لكن ما إن شرع في دغدغتي إنفجرتُ ضحكا أتخبطُ لعله يفلتُ معصمي بقبضته القوية،

-جونغكوك أنا أختنق أرجوك كفى

وسط نوبة الضحك الهستيرية و دغدغته لي صرخت ليطلقَ سراحي، أنفاسي تسلبُ مني،

-هل ستنزعين المنشفة؟

حركتُ رأسي بالنفي أشعرُ بقلبي سيتوقف من شدة الضحك و دموعي رسمت خطا على صدغي حتى أذني، مع ذلك لم يتوقف بل أضاف و بصعوبة إستطعتُ سماعه و أنا أموت ضحكا،

-نعم أم لا، أجيبي

حركتُ رأسي مرة أخرى بأن لا و نطقتها كذلك،

-ل...لا، لن أنزعها أعدك، فقط توقف

أضحك، أبكي و أنتحب، تلك حالتي تحته، ما إن تفلظتُ بوعدي توقف و آخيرا عن دغدغتي و لكنه لم يطلق سراح معصمي و لا خصري،

-أفلت يداي

حالتي و كأنني كنتُ في سباق ماراثون، صدري يرتفع بوثيرة سريعة جراء تنفسي الهائج، و أمري خرج متقطعا بينما أنهجُ،

أغلقتُ عيناي بتعب أفرقُ شفاهي كي أسمح لكمية أكبر من الهواء الذي إنقطع عني بالدخول لرئتاي، شعرتُ بإرتخاء قبضته عند معصمي تلاها نسيج شفاهه فوقَ شفتي السفلى فالعليا يقبلهما على حدى برقة جعلت من أفكاري حولَ خنقه و رمي جثته في نهر الهان تضمحل، تبا لمشاعري نحوه،

-الدغدغة تساعدُ على النمو

عند شفتاي همس أشعر بنفسه يضربهما، لم أفتح عيناي و أجبته بذات النبرة،

القتل يساعد على النوم

قهقهة فشاركته بسببةالحماقة التي تفوهنا بها نحن الإثنين، مع أنه أرخى قبضته حول معصمي و لكن قواي قد خارت لأستطيع إبعاده، بالكاد أتنفس،

-ملابس داخلية سوداء أم حمراء؟

بدون مقدمات أو حتى تمهيد سأل ففتحتُ عيناي، أول ما قابلني كانت إبتسامته اللطيفة و التي لا تمت بصلة لسؤاله المنحرف، سأتجاهله فقط،

-أحضر أي شيء وجدتَ أمامك، و لكن أسرع و أفلت يداي حالا

حالما صرختُ خاتمة حديثي بنفاذ صبر حرّر معصمي آخيرا، أردتُ بشدة نتف شعره حتى يصبح أصلعا، و لكنه كان سريعا فهو قد إستقام بسرعة يتقهقر للخلف مترنحا بإبتسامة جانبية تلطخ محياه بالمكر،

-أفضلها سوداء

لم يعطني فرصة لشمته،لأنه إختفى خلف الباب، أستطيع سماع قهقهاته و هي تبتعدُ شيئا فشيئا حتى إختفت تماما تزامنا مع صدوح صوت الباب و هو يغلق،

أشعر بالتعب يجتاحُ مفاصلي و كل خلية مني، لم أستطع إقامة جذعي فبقيت مستلقية على السرير و ذراعي لا زالتا معلقتين فوقي، حدقت بشرود في السقف لمدةٍ طويلة جدا فقدتُ فيها الشعور بالدقائق، و ما أفاقني صوت جونغكوك و قد عاد من منزلي و مع ملابسي،

-فتاة جيدة، لو كنتِ نزعتيها لعاقبتك

إستندتُ بكوعي على السرير أرفعُ نفسي قليلا فقابلتني هيئته و هو متخصرا في يده الكيس الورقي الذي يحتوي على ملابسي، إبتسامته كانت أكثر من راضية لأنني لم أعارضه، أنا فقط كنتُ متعبة لنزع أي شيء،

-تعلم أن عمري تسعة و عشرين سنة، أليسَ كذلك؟

تتبعتُ خطواته التي أنشأها نحوي ثم جلس على السرير يخرجُ الملابس من الكيس،

-عقابك مختلف عن عقاب الأطفال

أملتُ رأسي جانبا أبتسم بجانبية، من بين تعبي قررتُ مجاراة حديثه القذر،

-لم أفهم، كيف يكونُ مختلفا؟

مررتُ لساني على شفتي السفلى بإستمتاعً حين إبتسم يرفعُ حاجبا واحدا، كان نظره مصوب للملابس التي يخرجها و يضعها قربي، ما لبث أن وجّههُ ناحيتي،

-ستعلمين عاجلا أم آجلا لا داعي لإستباق الأمور cara mia

رمى فوقي الملابس ثم أضاف و هو يتجه للخارج ثانية،

-إرتديها و سأذهب لإحضار الكرسي، أردتُ إلباسك بنفسي و لكن يجبُ أن تذهبي لمنزلك فـ كيرا به و هي لا تبدوا بخير على الإطلاق

أقمتُ ظهري بسرعة حين ذكر كيرا و القلق تسلل لي،

-لماذا هي ليست بخير؟

أراح وجنته على حافة الباب ثم أجابني،

-عندما دخلتُ المنزل كانت نائمة فوق الأريكة، لم أرد إزعاجها فأحضرتُ ملابسك من الغرفة بهدوء، لكنها إستيقظت و سألتني عنك، ربما كانت تبكي فعينيها يوحيان بذلك

-لم تخبركَ بشيء؟

سألت و أفكاري تشتت حرفيا، أسوء الإحتمالات زارت أفكاري و كلها زادت من قلقي،

-سألتها إن كانت بخير، و لكنها تظاهرت أنها إستيقظت للتو، من الأفضل أن تسرعي بالذهاب لها

إرتجف ثغري بينما أشرع في نزع المنشفة الملتفة حولَ رأسي ثم فتح الروب بسرعة و لشدة إضظرابي نسيتُ أن جونغكوك لا يزال معي حتى تحمحمَ جاذبا إنتباهي فتوقفتُ يداي عما تفعله أرفعُ بصري نحوه، كيف وصل عندي لا أعرف حقا خوفي طغى علي،

-لا تبكي

لم أفهم مقصده إلى أن أخذ ذقني بين أنامله و بيده الأخرى مسح الدموع التي لم أشعر بها حتى من على وجنتاي،

-لا تدعي عقلك ينسجُ أفكارا و تخيلات لا صحة لها، أولا إذهبي لها و إفهمي ما الأمر، ربما شيء بسيط و أنت هنا أرهقتِ قلبك قلقا و عينيك دموعا

تنهدتُ فخرج نفسي مهتزا، لا يسعني شيء سوى القلق، فـ كيرا لم تكن الفتاة التي تنام في وقت الظهيرة، و الأسوء أنها كانت تبكي، يعني حصل أمر كبير هذا مؤكد، لطالما عهدتها قوية، و سماع أنها لا تبدوا بخير أصابني بالقلق الشديد،

لم أشأ نشر السلبية في الجو فإبتسمتُ بوهن أراقبُ كيف تنقلت مجرتيه حول ملامحي بإهتمام،

-سأحاول

أسدلتُ جفناي لقبلته التي حطها فوقَ جبيني، تتبعها بعيناي يقبلهما الواحدة تلو الأخرى لثواني عدة قبل أن ينتقل لوجنتاي معا، لحركة بسيطة كتلك هدأت عاصفة أفكاري قليلا، ثم إختفت حين نظرتُ لمجرتيه،

-سأذهب الآن لإحضار الكرسي، لا تقلقي، لو كان الأمر خطيرا لما إنتظرت كل هذا الوقت، الأخبار السيئة سريعة الوصول

مسح على ذقني قبل أن يغادر بخطى حثيثة ليحضر الكرسي حيثُ تركناه في السيارة،

إرتديتُ ملابسي بسرعةٍ فائقة، حتى شعري كان لا يزالُ رطبا قليلا، لم أهتم فـ بمجرد أن جلستُ على الكرسي قصدتُ شقتي و جونغكوك ذهبَ من أجل جلسة تصوير،

أول ما قابلني حين دخلت الشقة منظرُ كيرا على الأريكة تخفي وجهها بين كفيها ساندةً كوعها فوق فخذها، وضعيتها تلك توحي بأنها مهمومة، حتى أنها لم تسمعني و أنا أفتح الباب،

تقدمتُ نحوها و ما إن حططت بيدي على كتفها رفعت رأسها لي، هناك تقوس ثغري للأسفل بحزن، كانت تبكي عينيها متورمة و حمراء جدا، هذا واضح،

-ما الأمر كيرا؟

كأن سؤالي ما إحتاجته لتنفلت دموعها، لأنه و ما إن سألتها إنفجرت بالبكاء تغطي عينيها بكفيها بينما تتمتم بكلمات متقطعة وسط إنهيارها،

-أ...أنا حقا آسفة، ل...لقد أزعجتك، أعت...

لم أدعها تكمل كلامها فقد حضنتها بقوة أجعل من رأسها يستندُ بكتفي بينما أطبطبُ بخفة على ظهرها،

-لا بأس كيرا، فقط إبكي أنا لستُ منزعجة منكِ أقسمُ بذلك

أخذت تهدأ تدريجيا تسترجعُ أنفاسها و ذاتها، جسدها يرتجفُ بين يداي ذلك جعل من قلبي ينقبضُ بآلم على حالها، لم يسبق لي أبدا أن رأيتها هكذا، لطالما بسمتها لا تفارق محياها، تواجه المشاكل بقوة،

سكنت تماما من البكاء و لكن إرتعاش جثمانها لم يتوقف فبقيتُ أحضنها و أمرر كفي على ظهرها، تلك الحركة و لبساطتها تؤنس القلب و تريحه،

رفعت رأسها من على كتفي فأبعدتُ ذراعي حولها، كانت تنظرُ للأرض بوجوم مع تنهيدات خافتة تخرج من ثغرها كل مرة تأخذ نفسا فيها،

-ما الذي يزعجكِ كيرا؟

مسحتُ على عضدها أبتسمُ بخفة كي لا تراني حزينة فأزيدُ من همها، إحتاج منها الأمر دقيقة أو أكثر لتهدأ كليا و ترتب الحروف داخل رأسها، فمن لا يفقدُ الأبجدية بعد حالة بكاء،

حالما رفعت عينيها صوبي هززتُ رأسي لها أشجعها على قولِ ما تريد، و ذلك ما حصل رطبت شفتيها ثم فاهت بنبرةٍ لازمها الشجن،

-هل لا بأس لو أخبرتك بكل شيء، أشعر أنني سأنفجر إذا لم أتكلم و أبوح بما حدث

-بالطبع عزيزتي، أنا هنا سأستمع لكل ما تقولينه بدون أن أقاطعك، لا تقلقي

إحتضتُ يدها بين خاصتي أحثها على قول ما تشاء، هي كأختي الصغرى تماما، ما يحزنها يقلقُ راحتي،

يبدو أن كلامي شجعها للبوح فهي قد أخذت نفسا عميقا تنظرُ للأرض مجددا، فأعطيتها كل إنتباهي لما ستقوله،

-اليوم في الجامعة بعد إنتهاء أول مادة ناداني المعيد لمكتبه، فذهبت ظنا مني أنه يحتاجتي لإمرٍ ما، و لكنه حاول...

شهقة خافتة منعتها من إكمال كلامها الذي بالفعل إستنبطت منه ما حاول فعله، و على تلك الفكرة أخذتُ نفسا عميقا أهدئ به أعصابي، كان إرتجاف يدها وسط خاصتي واضح، مع ذلك إسترسلت كلامها بصوتٍ متهدج،

-حاول التحرش بي كنتُ خائفة جدا تجمدتُ مكاني كالصنم لم أكن ضعيفة هكذا أبدا، و لكن تلك اللحظة بالضبط جسدي تشنج مكانه غير مصدق أنني أتعرض لموقفٍ كهذا، كان يهددني بأنني إن لم أرضخ لمطالبه سيتسببُ في طردي من الجامعة، كنتُ بكماء أمامه لولا دخول إن يوب في الوقت المحدد لا أعرف ما كان سيحصل لي

أجهشت بالبكاء فأحطتها بذاعي أريح رأسها على صدري لعلها تهدأ قليلا، إمتزج صوتُ آنينها الخافت مع دوي قطرات المطر التي بدأت بالهطول خارجا كأن الغيوم تأثرت مما سمعت،

أسوء موقف قد يحصل للفتاة هو التعرض للتحرش، خاصةً لو من شخصٍ كانت تكن له الإحترام كهذا المعيد الوغد مثلا، جرح لا يشفى يخلد في الروح قبل الذاكرة، إن تناساه العقل فالروح لن تنسى،

-ما إسم هذا المعيد؟ سأحرص على أن لا يحصل على وظيفة لما تبقى من حياته و يقضي عدة أعوام في السجن كي لا يجرؤ و يعيد الكرة، سأجعله يندم، لا تنسي يونغي لديه العديد من المعارف القادرين على تدميره، فقط إسمه الكامل و لن تريه مجددا داخل الجامعة أو خارجها

تأجج الغضب داخلي فزاد إصراري على عدم السماح له بالإفلات من فعلته، فأغلب هذا النوع يستغلون خوف الطالبات و قلة حيلتهن ليحصلوا على مرادهم، يظن أن لا أحد يقفُ خلفها،

-لا تقلقي عزيزتي لستِ وحدك

خفّ صوتُ بكائها و أنينها تدريجيا حتى هدأت تماما، ظننتُ أنها قد تريد الإبتعاد لذلك كدتُ أفصل العناق، و لكنني تراجعت حين أحاطت خصري بذراعيها أسمع شهقات خافتة تنسل من ثغرها بينما تحاول كبتها،

دوي المطر خارجا و شهقاتها ما يسمع في غرفة المعيشة حتى غطى عليهما صوتها و هي تقول بنبرة نجحت في جعلها هادئة،

-لا داعي لإزعاج السيد مين بالأمر و هو خارج البلاد، إن يوب تكفل بالأمر و لديه الدليل أيضا، لقد ركب كاميرات صغيرة داخل مكتبه قبل أيام، لن تعتبر دليلا في المحكمة لأنها غير قانونية، و لكن هذا شجع العديد من فتيات الجامعة االواتي تعرضن لنفس الموقف بالشهادة ضده، لقد تدمر بالفعل

تنفستُ الصعداء عند سماعي لما آلت له الأمور، أنا حقا أحيي شجاعة إن يوب، خاطرَ لفضح ذلك المختل، ربما هو ليسَ بشخصٍ سيء كما ظننت منذ آخر مرة، فمن يغامر هكذا لا يمكن أن يكونَ ذو عقلية إنتقامية،

-إن يوب نفسه الفتى من ذلك اليوم؟

لم أسأل لأنني لا أعرف، بل فقط أريد معرفة رأيها بشأنه هذه المرة، ربما هناك شيء حدث لا أعرفه، و هذا ما تأكد لي عندما إبتعدت عن حضني و هناك بالفعل شبح إبتسامة يزينُ ثغرها و هي تنظر للأرض بإحراج،

-نعم هو نفسه، في الواقع أشعر بالإحراج من نفسي عاملته بوقاحة قبلا، فهذا المعيد هو نفسه من يدرس المادة الذي كنتُ أظن أن إن يوب لفق لي تهمة الغش فيها لينتقم مني، بينما العكس تماما، فذلك الوغد كان يهدد الطالبات بأن يلفق لهن تهمة الغش فيرضخن لطلباته خوفا من الفشل، و من لا تقوم بما طلبه تفشل في تلك المادة و لن تنجح فيها أبدا،

حدث ذلك لصديقة إن يوب و لسوء الحظ لم يكن لديه دليل ضده، كما أنه لاحظ نظرات الأستاذ نحوي فإستنتج أنني ضحيته القادمة، لذلك لفق لي التهمة بنفسه و تدخلت الإدارة، ذلك أحبط عزيمة ذلك الحقير، أنا ممتنة له جدا

إبتسامة جانبية إحتلت حوضَ ثغري، و لأغير الجو قليلا تحاذقت بمكر،

-إذن متى سيكون سريره وجهتك القادمة؟

نظرت لي بعدم فهم لثواني قبل أن تستوعب فإنفجرت عينيها و بدأت بالضحك كما لو أنها ليست نفس الفتاة منذُ دقائق مضت، سعيدة لأنني إستطعتُ التخفيف عنها و جعلها تضحك هكذا،

-يا إلاهي إيلين لا لا أصمتي فحسب، أنا لا أفكر به بتلك الطريقة، لا أصدق أنكِ قلتِ هذا!!

رمت ظهرها على الأريكة تغلفُ وجهها بكفيها، أستطيعُ رؤية إحمرار أذنيها هذا ظريف جدا يا إلاهي،

-لستُ من قال هذا، بل أنتِ عندما أخبرتكِ عن جونغكوك، ليسَ لي ذنب

هززتُ كتفاي أُبرزُ شفتي السفلى،

-يبدوا أنكِ أخذتِ بنصيحتي إذن

هذه المرة أنا من نظرتُ لها بعدم فهم أقطب حاجباي، إلى أن أشارت لي بعينيها نحو عنقي، فإستوعبت ما ترمي له، تبا القميص بياقة طويلة كيف إستطاعت رؤية العلامات،

تلمستُ نحري فوجدتُ أن البعض منه ظاهر و بسرعة غطيتُ ما هو مكشوف أهربُ ببصري عن من تجلس أمامي بإبتسامة جانبية، لماذا دائما الأمور تقلبُ علي!

-إنها فقط حساسية، أظنني أكلتُ شيئا فاسدا

يالها من كذبة غبية من فتاة أغبى حتى، لويتُ ثغري للجانب عندما إستغرقت في الضحك على عذري الأحمق،

-كنتُ سأصدقك لو لم أرى جونغكوك قبل قليل لحسن حظه كنت في مزاجٍ لا يسمح لي بالضحك

تغير مزاجها من الأسوء للأحسن جعل من إبتسامة مرتاحة من التسلل لثغري، فتاة مثلها لا يليقُ بها الحزن، تستحقُ أن تكونَ سعيدة،

- الآن هل أنتِ مرتاحة؟

تنهدت بعمق و لا زالت تبتسم أجابتني،

-يمكنني القول بأن قلبي لم يعد يؤلمني كما الأول

أبعدت ظهرها عن الأريكة تميل ناحيتي ثم أمسكت بيدي و بنبرة إمتنان إسترسلت،

-كان ما حدث يخنقني حرفيا، و لكن عندما شاركتهُ معك أحسست بالثقل الجاثم فوق صدري إنزاح منه الكثير، أشكرك إيلين لإنك إستمعتي لي و أقرضتني حضنكِ

عانقتُ يدها التي تحتضنُ خاصتي بيدي اليسرى أطبطبُ عليها بخفة، نبرتها التي تخلصت من التعب أكثر ما أسعدني،

-لا شكرَ بيننا، أعتبركِ كأختي الصغرى تماما، كلما إحتجتِ للمساعدة أنا هنا

إهتز حاجباي عندما باغتتني بعناقٍ قوي تسبب في رجوع الكرسي للخلفِ قليلا،

-رويدكِ يا فتاة

بادلتها العناق أقهقهُ بخفة، و كم كان عناقا دافئا أرغم جفناي على الإنغلاق بإطمئنان،

-يجبُ أن تفكري في أمر إن يوب

وسط العناق همستُ لها لتذكري أمره فجأة، فصلت العناق تنظرُ لي و التساؤل يملئ كل ركنٍ من محياها، كم هي غبية حقا، لا بأس أن ألقنها الخطوة الأولى و لتكمل هي المسار،

-لا تكوني غبية، لا يوجد شخص في هذا العالم سيغامر بمستقبله و يدخلُ نفسه في المشاكل لأجلِ فتاة غير مهتم بها، هو معجبٌ بكِ هذا واضح

أنهيتُ حديثي بإرجاع شعري للوراء بتفاخر لإكتشافي المبهر، تباينَت درجات الأحمر و الوردي على خذيها فأعطاها منظرا طريفا وددتُ لو أقرصها من وجنتيها حقا، بصعوبة أمسكتُ يداي أراقبُ كيف تلعثمت و هي تحاول قولَ شيء،

-هو... أنت كيف علمتِ أصلا، هو قام بهذا لينتقم من ذلك الأستاذ فقط، يحبُ الظهور بمنظر البطل

هززتُ رأسي بتفهم مزيف،

-نعم أنتِ محقة آنسة كيرا، لقد خاطر بمستقبله ليظهر بمنظر البطل الخارق و ليس لأنهُ مهتمٌ بكِ

ربتتُ على فخذها و نفخت خذيها بإنزعاج ترجع غرتها للخلف بعصبية.

إذن كنتُ أبدو هكذا و أنا أنكر مشاعري ناحية جونغكوك!

-سأذهب لأنام رأسي يؤلمني بسبب البكاء

إنتفضت من مكانها مسرعةً نحو غرفتها تتهربُ مني، لا أصدق أنني كنتُ مثلها في يومٍ من الأيام، هذا محرج للغاية.

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

-إنتظري، لم ترتدي المعطف فالجو أصبح باردا

قبل أن أفتح الباب منعني صوتُ كيرا من خلفي، ألفتُ رأسي لها فوجدتها تتقدمُ و بيدها معطف بني يصل للركبتين بإبتسامة مشرقة،

-شكرا

أخذتُ من بين يديها المعطف بعدما شكرتها، إرتديته لأشعر بالدفة قليلا، حيثُ كنتُ أرتدي قميص أسود خفيف و تنورة قصيرة متناسيةً أننا في منتصف شهر أكتوبر،

-جونغكوك قبل سفره أوصاني عليك، يعلمُ أنكِ مهملة بشأن صحتك

إبتسامة لطخت شفتاي لشعوري بإهتمامه حتى و هو بعيدٌ عني بمسافة قارة كاملة، لقد إشتقتُ له جدا، منذ أسبوع سافر لفرنسا من أجل حدث لأحد معارض الموضة، سيعودُ اليوم على الأرجح،

-هو يحبك فعلا، لو تري عدد الإتصالات التي أتلقاها منه عندما لا تجيبي على هاتفك، بدأتُ أشك أنه مهووسٌ بك

ضحكتُ بقوة و أنا أرتبُ المعطف تحت فخذاي ثم أخرجتُ شعري من خلف المعطف، إنه ملك الدراما حقا، رفعتُ بصري نحوها فهي تقف إلى جانبي،

-أنتِ بالذات لا تعلقي عن شيء، فأنا بالكاد أتحمل إن يوب خاصتك، كل مرة ألتقيه في المصعد يزعجني بأسئلة عنك، فقط توقفي عن التهرب منه أيتها الحمقاء

رمت ظهرها على الحائط من خلفها تتنهدُ بعمق،

-أنا لا أتهرب منه، فقط لا أريد خوض نقاش معه، لا أشعر بأنني بخير بعد

أملتُ رأسي للجانب أراقبُ كيف تغيرت ملامحها فورَ ذكر إسمه، الكذب يتراقصُ بين كلماتها،

-بحقك لقد مرّ أكثر من أسبوع على تلك الحادثة، ألا تتهربين لأنكِ معجبة به و لا تريدين الإعتراف

كانت مرتخية و لكن فورَ سماعها لما قلت سرعان ما إستقامت في وقفتها، ضحَكت بغير تصديق ثم سارعت النكران،

-أنا! معجبة به! إيلين إذهبي لعملك لقد تأخرتي فعلا

أخذتُ أضحك حين فتحت الباب بيدين مرتجفتين بينما تكرر جملة " لماذا سأعجب به أصلا" ، منظرها و هي تحاول إخفاء مشاعرها ظريف،

-حسنا أنا ذاهبة، إعتني بنفسك

حركتُ الكرسي للخارج و حالما فعلت أغلقت الباب دون توديعي حتى، حركتُ رأسي يمينا و يسارا أبتسم على ما يحدثُ بين هذان الإثنان،

و على ذكرهما، ها هو إن يوب أمام المصعد يلوحُ لي منتظرا إياي بالفعل، هذه هي حالته منذ أسبوع، لقد تعبتُ من رؤية وجهه أكثر من خاصتي حتى،

صباح الخير إيلين، متجهة للعمل؟

أوقفتُ الكرسي قربه ثم نظرتُ له بإبتسامة خفيفة،

-نعم و أنت!

واضح أنه متجه للجامعة ما بال سؤالي الغبي!

كاد يجيبني و لكن المصعد قد فُتح، دلفنا له ثم ضغط على زر الطابق الأول، حينها أجابني و هو يدس يديه داخل جيوب بنطاله،

-كنتُ متجها للجامعة، لكنني غيرتُ رأيي سأذهب لشراء هدية

حرك جسده لليمين و اليسار بحماسٍ فائق يبتسمُ بإتساع، همهمتُ له بفهم دون أي أسئلة فضولية، فما إن أسأل سيصبح كمذياع لا ينطفئ، لحسن حظي اليوم لم يذكر كيرا،

ثواني و فُتحَ باب المصعد ترجلنا منه و في طريقنا لخارج العمارة إعترض هو طريقي يدفعني لرفع حاجباي بتساءل حول فعلته، لم يجعلني أنتظر أكثر لأنه فورا تطرق لما يريده دون لفٍ و دوران،

-ماذا تحبُ كيرا؟ هل تفضل الجواهر أم فقط الهدايا البسيطة؟

إنبسطت ملامحي أراقبُ لمعان أعينه و هو يتحدث عنها و الحماس الذي يعتريه كلما ذكرها، واضح جدا كم أنه معجبٌ بها، كما أنه لا يخفي ذلك أبدا، يجبُ عليها فقط أن تعطيه فرصة،

عقدتُ ساعداي لصدري و لم أجبه، بل سألته مباشرة أبتسمُ بجانبية،

-هل أنتَ معجبٌ بها؟

توقعتُ أن يتوتر على الأقل، و لكنه فاق توقعاتي حين هزّ رأسه بنعم بدون تردد أو تفكير حتى،

-معجبٌ بها منذُ مدة بالفعل

رفعتُ حاجبا و قد حازت ثقته على إعجابي، قررتُ إسداء له نصيحة و المخاطرة، لستُ جيدة في ذلك، و لكنني فتاة أعلم ما تريدُ الفتيات،

-قبل أن تفكر في شراء هدية، إذهب لها أولا و إعترف بمشاعرك دون مراوغة، فنحنُ الفتيات لا نقبل الهدايا من شخصٍ لا نعرفُ مشاعره نحونا

تبخرت الثقة من ملامحه و حلّ مكانها التردد، أخرج يديه من جيوبه يغلقهما و يعيد فتحهما،

-هل أذهبُ لها الآن؟

سألَ و هو غير متأكد من خطوته التالية، يحتاج دفعة صغيرة و أنا سأقدمها له، يكفيني إزعاجه لي كل صباح،

-لا حتى العام المقبل، ما بالك متردد هيا إذهب و إعترف الآن، كن واثقا من نفسك كما كنتَ و أنت تخبرني بإعجابك بها

تقدم خطوة لأمام ينظرُ لي ما لو يتأكد مرة أخرى من جوابي فهززتُ رأسيه له أحثه على فعلها، لذلك ما إن أنشأ خطواته عائدا لها إبتسمتُ بإتساع و فخر بنفسي، أمل فقط ألا يتعرض للضرب أو الشتم،

-الأمر يقفُ على كيف سيقولها ليس ذنبي إن عاد لي بكدمات

هززتُ كتفاي ثم حركتُ الكرسي لخارج العمارة، الشركة قريبة جدا دقائق و أكونُ هناك يا للراحة،

قبل أن أدخل عبر الباب رتبتُ شعري الذي طال كثيرا حتى بِت أفكرُ في قصه بجدية، تقدمت داخلا متجهة للمصعد و لكن وسط الطريق جسدٌ قصير القامة بملابس غريبة لن يرتديها سواه توقف أمامي يمنعني من العبور فرفعتُ رأسه له، كنتُ سأردُ له التحية و لكن ملامحه الغريبة أثارت إستغرابي،

-ما بالك؟

رفع حاجبا و لم يرد على سؤالي بل إستدار يأمرني بحدة،

-إتبعيني

لم يعطني فرصة للتكلم حتى لأنه سبقني و خطاه تبدو عصبية مما جعل من فضولي نحو ما يريده يولد لذلك حركتُ الكرسي أتبعه، تبا لفضولي الذي لا ينتهي، لولاه لتجاهلته،

كنا نتوجه نحو البهو و حالما أصبحنا وسطه توقف فتوقفتُ خلفه، المكان فارغ نسبيا فقط بعض الموظفين المنتشرين للتدخين،

-ماذا تريد بالضبط!

عقدتُ ساعداي لصدري حالما إلتفت نحوي يرمقني بإنزعاج غريب، ما باله الآن، ألم نكن على وفاق الشهور الآخيرة!

دسّ يديه في جيوب سرواله الضيق ثم أنزل بصره للأرض لثواني قبل أن يعيده نحوي و هذه المرة زال التجهم عن ملامحه،

إنتظرتُ أن يتحدث، و فعل و لكن في المقابل أصابتني سكتة قلبية لا محالة حين قال بهدوءٍ مريب:

-أنتِ تواعدين جونغكوك، أليسَ كذلك؟

ـــــــــــــــــــــــــــ

الفصل الخامس و العشرون تم✔

أولا عنوان الفصل تسليكي بس لأني مش لاقية حاجة مناسبة ليه😭

القفلة🌝 خلاص خبر مواعدة إيلين و جونغكوك رح يتم بثه على المباشر😭

برأيكم شو تتوقعوا يحدث بعدما عرف؟

القراء يلي بدهم تفاصيل الرواية مش جنسية + أنا أصلا مش بعرف اكتب التفاصيل😭

كيرا و إن يوب؟

رح تقبل بيه أو يمكن يتخزوق😭

كيف الفصل؟

الفصل القادم رح تعرفوا معنى عنوان الرواية متحمسة اكتبه لازمني بس الشغف يلي عمال يروح بسبب الامتحانات💀

بحبكم💜

See you in the next part ♡

Continue Reading

You'll Also Like

1.2M 64.4K 29
[ ADULT CONTENT ] تَقْدَمِي اليكِ كَان خطأً وَلَكِن استمراري فِي السِّيَرِ باتجاهك هُوَ أَكْثَرُ صواباً فَعَلَتْه تَرَكَتْك لِلْقَدر حَتَّى أَتَانِي...
17K 1.2K 20
- وهل هناك حرب باردة كليًا ؟؟ - لا اعلم صدقًا ، هناك حرب باردة من الخارج .. لكنها من الداخل هناك الكثير من الصراعات و الكثير منّا داخل تلك الحرب قد ي...
in prison ∆H.L ✔ By ..

Mystery / Thriller

1.2K 154 4
لـطالما آمَنت اني سأقابل نصفي الاخر في مكان رومانسي، بطريقه رومانسيه، وأجواء شاعريه ولم اؤمن للحضه واحده اني سأقابله في السجن .... ∆ الروايه محوله...
1.4K 174 23
انها النهايه لا استطيع تحمل اكثر من ذلك 'توقف لا تفعل' سأجاوبك على كل شئ اسمى هو موون نابى؟!!..