شـــوق.... حصري على الواتباد...

Door om_aisha

447K 21.7K 1.6K

رواية هتخليك مش قادر تمسك نفسك من الضحك وبردو مش هتمسك نفسك من النكد رواية كدا ميكس كوميدي رومانسي دراما هت... Meer

قريباااااا شوق
اقتباس
الشخصيات الرئيسية
الشخصيات الرئيسية ٢
البارت الاول
البارت الثاني
البارت ٣
بارت٤
بارت٥
بارت ٦
بارت ٧
بارت ٨
بارت ٩
بارت١٠
بارت ١١
بارت١٢
بارت ١٣
بارت ١٤
بارت ١٥
بارت ١٦
بارت ١٧
بارت١٨
بارت ١٩
بارت٢٠
بارت ٢١
بارت ٢٢
بارت ٢٣
بارت٢٤
٢٥
٢٦
٢٧
٢٨
29
٣٠
٣١
٣٢
٣٣
٣٤
٣٥
٣٦
٣٧
٣٨
٣٩
٤٠
٤٢
٤٣
٤٤
٤٥
٤٦
٤٧
٤٨
٤٩
٥٠
٥١
٥٢
٥٣
٥٤
٥٥
الاخير ٥٦
حلقة خاصة من شوق

٤١

7K 367 21
Door om_aisha

#شوق بارت ٤١
أسماء عبد الهادي
نظرات نارية متبادله بين الاثنين من اول لقاء لهما لتقطعه السيده جلنار وهي تقول بصوت  حازم وهادئ قليلا بسبب انزعاجها من اسلوب ابنها النزف مع شوق
_شوق من فضلك ممكن تطلعي ليوسف دلوقتي
_ تمام هاطلع اشوفه صحي ولا لسه

ليتحدث قاسم بحنق
_ تعالي هنا انتي سمعتي انا قلت لك ايه؟
اغتاظت شوق من نزقه ورمقته بنظرة محتقنة وهمت لترد

لتقول جلنار مسرعة لتمنع ذاك الشرار قبل ان يشتعل
_ قاسم لو سمحت عايزه اتكلم معاك شويه ...اتفضلي اطلعي يا شوق من فضلك.

صعدت الى اعلى حيث غرفه يوسف وهي تقول بحنق
_ ماله ده بيشاكل دبان وشه على الصبح ليه وربنا انا لولا جلنار هانم لاكنت عرفته مقامه وبالبلغة على راسه قصره... انا داخله ليوسف حبيبي وربنا يوسف ده نسمه ونعمة ما هواش مقدرها جاته الهم .

اما بالاسفل قال قاسم بانزعاج 

_ماما ازاي حضرتك تكسري كلامي قدامها
_كلام ايه يا قاسم.... انت اللي ما عملتش اي اعتبار ليا.. ولا كأن ليا كلمه في البيت ده والمفروض بدل ما كنت تكلمها بالوقاحه دي وتقول لها اطلعي بره كنت على الاقل اتكلمت معايا لوحدينا ..قاسم متنساش انا هنا صاحبه البيت ده وانا الوحيده اللي عارفه حاله يوسف كويس وعارفة هو محتاج ايه بالضبط وعلشان كده جبت شوق هنا ...ومش بس هتكون مدرسه يوسف.. لا دي هتعيش معانا هنا وهتكون المرافقه ليه كمان.

حرك قاسم راسه وقال بانزعاج وصوت حانق
_ كمان هتخليها تعيش هنا!!

_ وايه المشكله

_ المشكلة انها قليله الذوق يا ماما وانا مبحبش اللي بتجرأ على اسياده
هتفت جلنار بنبرة عالية غاضبة ومتزنة قليلا

_شوق مش خدامه هنا  يا قاسم لازم تفهم ده ...شوق مدرسة يوسف ولازم تعاملها باحترام

_يا ماما من الاخر كده المدرسه دي انا مش عايزها هنا
_ليه بس طب قولي سبب واحد لرفضك ليها ده انت حتى لسه مشفتش مستواها مع ابنك عامل ازاي

_ هو كده انا مش مرتاح ليها وبعدين حضرتك جايباها منين دي 

_ اتعرفت عليها صدفه وانا في الطريق ولما عرفت مشكله يوسف عرضت عليا انها تساعده وانا وافقت

_يا سلام يا امي بالبساطه دي تجيبي واحده متعرفش عنها حاجه وتدخليها بيتنا وتقربيها من يوسف كمان

_وانا مش صغيره يا قاسم علشان اجيب أي حد وخلاص.... انت عارف اني بعرف احكم على الشخص اللي قدامي كويس قوي.

زفر قاسم بحنق وأدار وجهه وهو يمسح بيده على شعره
ومن ثم أدار وجهه تجاه امه وقال
_تمام يا ماما اللي حضرتك شايفاه .. عن اذنك طالع اوضتي أغير هدومي

تابعته أمه بنظراتها ومن ثم قالت
_طب أبلغ الدادة تطلعلك فطارك في اوضتك
_تمام بس نص ساعة  اكون خلصت شاور
__
دخلت شوق الغرفة لتجد يوسف يتقلب في فراشه  مغمض العينين ويبدو انه يرى كابوس مزعج
فاقتربت منه وامسكت بيده وهي تقول بحنان
_يوسف.. يوسف حبيبي ده حلم اصحى يا يوسف

فتح يوسف عينه وهو ينهج بشدة فقالت شوق بهدوء مع ابتسامة جميلة رسمتها على شفتيها
_ متخافش يا يوسف ده باينه كابوس ..استعيذ بالله من الشيطان الرجيم
كان يوسف مازال متأثرا بذاك الكابوس الذي رآه فاستعاذ بهمس ولم يتكلم وانما ظل حزينا

لتجلس جواره شوق وهي تقول
_ ايه يا يوسف مفيش صباح الخير يا طنط شوق ولا حاجة
تنهد يوسف بحزن وظل صامتا
لتقول هي بحزن من اجله
_ ايه يا حبيبي شوفت ايه في الحلم مضايقك اوي كدا احكيلي يا يوسف

تحدث هو بوجع
_شوفت ماما .. صحيح مش عارف شكلها ايه لكن كنت بتخيلها معايا، لكل كنت كل ما اقرب منها علشان تأخدني في حضنها تبعد بعيد عني مش عارف ليه، حتى في الحلم مش لاقي ماما

قالها وهو يبكي، لتضمه شوق بين ذراعيها
_يا حبيبي يا يوسف، ده مش حقيقي ده كابوس متهتمش بيه، وسيبك من اللي راح وفكر في اللي حواليك كلنا هنا معاك وبنحبك
_لا بابا مش بيحبني ولا بيسأل فيا ولا مهتم
_مين قال كدا، بابا بيحبك جدا، لكنه متأثر باللي انت فيه وعلشان كدا بيحاول يتداري منك علشان متلاحظش حزنه دا

ابتأس يوسف وأخفض رأسه لتقول شوق بنبرة كلها حماس
_طب تحب اقولك على حاجة تشيل الحزن من قلب ابوك!!
رفع يوسف رأسه تجاه شوق بسرعة وقال
_ايه قوليلي يا طنط بسرعة
_الحل ان تصر انك تتحسن يا يوسف
اعاد يوسف رأسه لأسفل مرة أخرى
_الدكتور قال مفيش أمل
_محدش يقدر يقول كدا لان الأمل كله في ربنا ومفيش مخلوق ليه يد ف دا ، وطول ما احنا بندعيه ومتأكدين انه قادر هيحققللنا كل اللي بنتمناه .. لكن بالصبر والعزيمة يا يوسف

_يعني اعمل ايه
_انت مش بتعرف تصلي!
_اه
_حلو في كل صلاة تشكي لربنا همك وتدعيه انه يشفيك ويوقفك على رجليك من تاني.
هتف يوسف بحماس_ ماشي هصلي

_وكمان تبعد الحزن والاكتئاب ده عنك ونحاول تفرح وتسعد نفسك علشان نفسيتك ده جزء أساسي في تحسن حالتك، العب وامرح وعيش طفولتك يا يوسف .. اللي عرفته انك مش عايز تختلط بحد
_بيقلسوا عليا يا طنط، نظراتهم بتكون كلها شماته بحس اني اقل منهم
_ بالعكس انت علشان شايف نفسك أقل منهم فبتحس بده، لو حسيت انك انسان طبيعي زيك زيهم مش هتلاحظ النظرات دي ولا هتفرق معاك، انت بتعيش لنفسك وبس متخليش أي حاجة تضايقك دور ع الحلو اللي حواليك لو عايز تتحسن يا يوسف قاوم اي شعور للحزن جواك
_اللي بتقوليه ده صعب اعمله ازاي
_انا معاك وهساعدك بس توعدني انك متخليش حاجة تكسرك

_ماشي
_ها قولي بتحب الدراسة
_مش بكره حاجة زيها
ضحك شوق
_تعرف اني كنت في يوم من الأيام زيك كدا الدراسة كانت عندي ابغض شىء في الدنيا
وبدأت تقص له حكايتها وهي صغيرة
_كنت صغيرة ومش بفهم حاجة على كلام المدرسين والكل كان بيتنمر عليا وكنت كل يوم بعيط واقول مش رايحة المدرسة تاني وبابا كان بيضربني علشان اروح ، لدرجة انه كان متضايق مني ومش بيحبني علشان مستوايا مش كويس لكن جه مدرس وساعدني وفضل معايا يشجعني كتير لحد ما قدرت اتغلب ع مشكلتي واتحسنت علشان كنت مصرة اني اتحسن علشان كان عندي اصرار وعزيمة

اعتدل يوسف في جلسته وقال بلهفة
_وباباكي حبك لما مستواكي اتحسن!!

ارتبكت شوق
_ها.. اه اه طبعا طبعا كان مبسوط وفخور بيا طبعا
ابتأست شوق فكيف تقول له غير ذلك
لتجد يوسف ينظر أمامه بشرود
فقالت هي بنبرة حماسية
_ها هتحاول ان يكون عندك الاصرار علشان تتحسن انت كمان
_وساعتها بابا هيحبني؟
_اكيد طبعا
_توعديني!!
صمتت شوق قليلا وقالت بقلة حيلة فهي لا تعلم بعد ما الذي ستفعله مع أبيه لذا قالت بتردد
_اوعدك .... ها هنفطر بقا انا جعت اوي انت مجعتش ولا ايه
_انا هموت من الجوع
___
ارتدى غطاء سترته ليداري بها وجهه حتى لا يتعرف عليه أخيها فيتسبب في مشكلة معه، كما أنه لا يريدها لأن تراه في حالتها تلك فتنهار لأنه رآها في أضعف حالاتها، بالاضافة إلى أنه يعرف أنها لا تطيق حتى أن تراه من الأساس.
استقل سيارته وتوجه الى المركز التي تتعالج فيه ميار وسأل عن غرفتها ليعلم أنها في ذلك التوقيت في الحديقة بصحبة أخيها خالد وفداء فلعن حظه
_ اوف على الحظ .. خااد ايه اللي جابه معاها دلوقتي مش هقدر أقرب منها أكتر من كدا

شاهد ميار  تسير بروية بجوار فداء بينما خالد يجلس على الطاولة ويراقبهم بأعينه ....
  وعندما التفتت قليلا ..استطاع أن يراها هو أمام عينه بوضوح، فتراقص قلبه وعلت دقاته، غمرت السعادة قلبه وعقله وسرى الدفء بين شرايينه
وقف لعدة دقائق مستمتعا بتلك السعادة التي تقفز من عينيه وهو يراها بخير حال تتحرك أمامه حتى لو لم يستطيع الاقتراب أكثر
ولكن لحظات السعادة لم تدم طويلا فلقد تحرك خالد من مكانه وسار في اتجاهه، خاف مهند من أن يراه خالد فانطلق فارا لخارج المشفى وكأنه لص يحاول الفرار من رجال الشرطة
وصل إلى سيارته وكشف عن غطاء راسه وهو يزفر بحنق وضرب زجاج سيارة
_ منك لله يا خالد قطعت عليا لحظات الهنا لسه مشبعتش منها انا مش عارف هغيب قد ايه
__
أنهت تناول الطعام معه ومن ثم اقترحت عليه لأن يذاكرا معا في حديقة المنزل فوافق ونزلا معا لتحاول شوق أن تتبع معه كل ما تعلمته وكل ما كان يفعله المعلم حسام لأجلها، رفعت رأسها للسماء تحاول استجماع صورته في مخيلتها وطباعتها على السحب أمامها وهي تقول
_ الله يرحمك يا استاذي ويجعل مثواك الجنة، كنت ومازلت سندي وفخري.

كادت شوق أن تخفض بصرها لتنظر ليوسف ثانية، لتلمح قاسم الذي يرمقها بنظرات محتقنة وما ان تلاقت أعينهم حتى تجهم وجه قاسم ودلف لداخل غرفته مغلقا لباب شرفته.

لم تهتم به شوق وما ان لمحت كرة صغيرة بالجوار حتى أمسكتها وقررت أن تلهو قليلا مع يوسف، وأثناء لعبهم انضمت لهم السيدة جلنار فأشارت لها شوق بعنيها تجاه الكره وهي تقول
_ ايه رأيك تلعبي معانا
وزع يوسف نظراته بين جدته وشوق وبعدها انخرط في الضحك فهو يعرف جدته وطبعها الجاد
فضحكت شوق هي الأخرى وانخفضت بجسدها قليلا تجاة شوق
_يوسف هو انا عكيت ولا إيه
ضحك يوسف أكثر وقال
_اه
لتنظر شوق ثانية لجلنار التي تحاول كبت ضحكاتها هي الأخرى فقالت شوق
_واد يا يوسف ما هي ضحكت اهي يعني فيه امل، اصبر بس كدا انت عايز جدتك تلعب معاك ؟
حرك يوسف رأسه ببسمة متحمسة

لتقول شوق وهي ترفع يدها ببراءة
_اهو يوسف اللي طلب يا هانم مش أني.

ومن ثم تقدمت منها وتحدثت بجدية وبصوت خفيض
_فيها ايه يعني لو لعبتي مع حفيدك حبيبك وانتي في بيتك ومحدش شايفكم فخليكي على طبيعتك ومفيش مانع لو رجعتي طفلة تاني علشان خاطره

بدلت جلنار نظراتها ما بين المرة ويوسف حفيدها ومن ثم رفعتهم تجاه شوق فهزت لها شوق رأسها
فابتسمت جلنار وقالت وهي تقترب من يوسف
_علشان خاطر يوسف هعمل كل اللي هو عايزة، بس يوسف اختار لعبة سهلة انت عارف جدتك عجوزة ها

ابتسم لها يوسف وقال بمرح بين طيات الوجع
_اطمني يا تيتا واحد زيي مش هيأخد الكورة ويجري ولا هيشوطها بعيد كمان
لتضع شوق يدها على كتفه وهيتقول بيقين
_ان شاء الله في يوم من الايام انت بس قول يارب.

عندها رفع يوسف يده عاليا وطالع السماء وقال بقوة
_ياااارب.
__
في آخر اليوم وعندما اطمأنت لنوم يوسف
اوت إلى فراشها وقررت أن تهاتف توبا فهي لم تاحدثها منذ مدة

وبعد عدة محاولات استجابت توبا وردت على الهاتف
كانت تجلس وحيدة في غرفتها بينما أبيها في عمله وأمها ترافق أخيها في المشفى وطلبت منها أن تذهب لإعداد الطعام لوالدها ولتنظيف المنزل
لتقول شوق
_السلام عليكم يا بطيختي يا حبيبتي

تلقائيا ابتسمت توبا وتنهدت بأسى لتخرج ما يعتلي صدرها من وجع
_وعليكم السلام ازيك يا ابلة شوق وحشاني اوي
_انتي أكتر يا غالية معلش غبت عنك فترة اكده حقك على راسي
_ولا يمهمك المهم انك بخير يا أبلة
_صوتك كأنه مهموم يا توبا خير يا قلبي ولا لساتك زعلانة مني
_هو حد يقدر يزعل منك يا أبلة شوق.
_يا روحي ربنا يخليكم ليا .. طب ايه مالك أخوكي بردو منغص عليكي عيشتك لسه

_هو أخويا بس مش للسبب ده
_في ايه كفا الله الشر يا بنتي طمنيني قلقتي قلبي
_بركات أخويا يا ابلة شوق عمل حادثة واديه اتكسرت وتقريبا كدا هيحتاج مسامير وشرايح، لان الدكتور بيقول ان الكوع اتبهدل خالص

انزعجت ملامح شوق وقالت بأسى
_لا حول ولا قوة إلا بالله ربنا يعافيه ويعفوا عنه، معلش يا توبا يا بنتي المؤمن مبتلي، متزعليش نفسك يا حبيبتي، وان شاء الله يقوم منها بالسلامة، خليكي جنبه يا توبا ومتفوتيهوش ومهما عمل فيكي هو أخوكي من لحمك ودمك ان مكانش يلاقي أهله معاه في وقت شدته يلاقي مين، حاولي تخففي عنه وتهوني عليه يا بنتي وربنا يصبره.

ردت توبا
_والله ده اللي كنت هعمله فعلا يا أبلة شوق ،بالرغم من ضيقي ليه الا اني من ساعة اللي حصل وانا اعصابي سايبة وصعبان عليا وزعلانه عليه اوي
_ايوة طبعا الضفر ميطلعش من اللحم، ديه اخوكي ومهما غلط لازمن تسامحيه، ربنا يهديه ويشفيه اعذريني يا بنتي ان كنت اتأخرت عنك فده غصب عني
_يا حبيبتي يا أبلة شوق عارفة ومتأكدة من ده ربنا معاكي، انتي بس وحشاني اوي مش أكتر
_يا حبابة انتي وربنا... هشوف ظروفي وهجيلك في اقرب وقت يا غالية الف سلامة على اخوكي ربنا يحفظكم بحفظه.

__
انهت شوق الاتصال وشعرت بعدها بالعطش فقررت مغادرة غرفتها وملىء دورق المياة التي كانت تضعه على الكومود
وفي أثناء خروجها التقت بقاسم الذي دائما ما ينظر لها بوجه متجهم حاد، تخطاها قاسم وكأنه لم يرها لكي يدلف لغرفته فاستوقفته شوق بكلماتها
_تعرف انك أب غريب أوي يا قاسم بيه

توقف قاسم محله دون أن يلتفت بوجهه لها 
لتكمل شوق
_ انت هنا من الصبح وبتعدي علطول ع اوضة ابنك ومهانش عليك حتى تشقر على الواد وتبتسم بس في وشه، غلبت استنى قلت يمكن مشغول ايده مش فاضية لكن اليوم خلص وانت خيبت ظني تماما، اي أب سوي في العالم لما بيكون مسافر اول حاجة بيعملها بيكون ملهوف على أولاده يشوفهم ويسلم عليهم ويغرقهم هدايا انما انت ولا حياة لمن تنادي للدرجة دي ابنك ميسواش عندك حاجة... للدرجة دي قلبك حجر!!

اكفهر وجه قاسم بانزعاج من كلامتها وبالرغم من أنها مصيبة في كلامها إلا أنه لم يتحمل أن تحدثه بتلك الطريقة

ليلتف نحوها بغضب جم
_الزمي حدودك يا أستاذة ومتنسيش نفسك ان كنت سمحت ليكي انك تفضلي هنا علشان تعلمي يوسف، فده ميدكيش الحق انك تتدخلي في اللي ملكيش فيه انتي فاهمة

لم تتحرك شعرة واحدة في شوق وقالت وهي على وضعها
_ايه كن كلامي غلط يا قاسم بيه، ولا وجعك اوي!! ، ولا أظنك مبتحسش من أصله ...أصل لو بتحس مكنتش هتكون قاسي اكده على ابنك.. ابنك اللي في أمس الحاجة لدعم أبوه ليه، انت ابوه ولا مش أبوه ها قولي!!

اشار لها قاسم محذرا بإصبعه
_اسمعي اول وأخر مرة هحذرك متدخليش في اللي ملكيش فيه.

أجابت شوق حانقة
_بطل انعرة على الفاضي ورد على سؤالي انت ابوه ولا لاه.. ان كنت معترف انك ابوه بجد، فاعمل باللي أمرك بيه ربنا، واتقي الله في ابنك الغلبان هتيجي عليه ليه ذنبه ايه هو في اختياراتك الغلط قولي.

حاول قاسم كظم غيظه واحكم غلقه على أسنانه بقوة وتركها ورحل متوجها لغرفته

لتغمض شوق أعينها بغضب
وهي تمتم بأسى
_ حسرة عليك يا ولدي ابوك طلع نسخة أمر من أبوي ..شالوا قلوبهم وحطوا بداله صفيحة حديد ومصدية كماني.
__
في صباح اليوم التالي
اتجه عساف للمشفى الحكومي كي يطمأن على ذاك الرجل الطيب الذي أرسله إليه خالد سابقا والذي رفض ان ينقل إلى مستشفى آخر كما طلب خالد وفضل البقاء هنا حتى لا يكون عبئا على أحد.... وبالرغم من أن خالد لم يطلب من عساف المجىء  إلا أنه أحب أن يذهب ويطمأن عليه بنفسه، كمان أنه ود لو رآها هناك ، فالرغم من أنه لم يفكر فيها مطلقا إلا أنه فجأة تذكرها وشعر برغبة ملحة في رؤيتها
صعد الدرج وتوقف عند ذلك المكان الذي رآها فيه أول مرة بينما كان يزجرها أخيها لتقول بذلك التحليل ، لكنه وجد المكان به أناس آخرون فتنهد بقلة حيلة وتابع صعوده وهو يسأل نفسه
_انت بتعمل ايه يا عساف بتدور عليها ليه ؟!
لكنه سرعان ما اجاب على نفسه
_مجرد اشفاق  عليها بس مش أكتر انت ناسي انك كنت في يوم من الايام زيها وفي نفس الحجم تقريبا وياما عانيت كتير من تنمر الكل حواليك حتى من مامتك اللي كانت بتمنعك انك تخرج من اوضتك علشان مش هينفع أصحابها يشوفوك بالحجم دا، انت ناسي انك كنت تعبان وقتها قد ايه ومش لاقي حد جنبك يساندك ويأخد بإيدك انت ناسي كم ليلة كنت بيغمى عليك من كتر التعب والبكا ليل ونهار، انت ناسي محاولاتك الكتير في انك تأذي نفسك وتخرج بطنك على اساس انها زي الكورة ويمكن لو عملت كدا هتخس وان حياتك كانت قاب قوسين او ادنى من الموت لولا ربنا ستر!!
حرك رأسه يمنة ويسرة عله ينفض تلك الذكرى اللعينة عن رأسه ومن ثم تابع سيره ليتفاجىء بها أمامه تهبط درجات السلم ببطء ويعتلي وجهها هم شديد
فاستوقفها قائلا بينما هي لم تنتبه له
_ااا.. هاي ازيك
رفعت بصرها لتنظر لمن يحدثها
فما ان رأته حتى ارتبكت مكانها وتغيرت أصوات نبضات قلبها لتصبح أكثر قوة وسرعة وكأنها ستقفز من مكانها
_ااه ازي حضرتك
ابتسم قائلا
_انتي فاكراني!!
هتفت باسمة
_طبعا وانا أقدر أنسى اللي حضرتك عملته علشاني
بادلها الابتسامه
_على فكرة انا معملتش حاجة يعني
_لا بس ده من تواضع حضرتك.. ربنا يكرمك
_انتي جاية تعملي ايه هنا تاني، اوعي تقولي انك تعبانة

تراقص قلبها طربا لكلماته فهو على ما يبدو قلقا بشأنها فقالت
_لا الحمد لله انا كويسة

عادت له البسمة ثانية
_الحمد لله طمنتيني .. طب جاية ليه هنا
_اخويا عمل حادثة وانا هنا معاه

هتف بلا مبالاة
_أحسن يستاهل ادي جزاة اللي عمله فيكي واللي انا متأكد انه ياما أذاكي بكلامه

هتفت بخوف على أخيها
_لا حرام مهما كان عمري أبدا ما أتمنى لاخويا كدا حتى لو قتلني بإيديه.. ممكن اكون كنت زعلانة منه صحيح لكن اللي حصله ده متمناهوش لعدو علشان اتمناه لأخويا

كان يستمع لكلامتها بإعجاب شديد وظل يطالعها ببسمة واسعة ولا يحيد ببصره عنها
الأمر الذي جعلها تثاب بالحرج وتخفض نظراتها وهي تهبط لأسفل مرة أخرى وهي تقول بأدب
_عن أذن حضرتك نازلة أشوف الدكتور   يطمنا على التحاليل بتاعته

أفسح لها المجال واستند هو بجسده على الترابزين وقال
_اتفضلي
وعندما هبطت بضع خطوات وجدته يقول بلا وعي منه
_حد قالك انك جميلة أوي😍

وقفت محلها ورمشت بأعينها عدة مرات وبعدها لفت وجهها له في نظرة سريعة لترى بسمته الساحرة ومن ثم ركضت سريعا  لأسفل وهي تتوراى ببسمتها منه بعد أن تخضبت وجنتاها بحمرة الخجل وفرط السعادة التي هي بها تحت تأثير كلماته.

__
في اليوم التالي وجدت شوق السيدة جلنار تنظرها في الحديقة
_خير يا جلنار هانم انتي بعتيلي!
_اه يا شوق اتقضلي اقعدي عايزاكي في موضوع مهم
هتفت شوق مازحة
_استر يا رب ايه لو فيها طرد فأني متعودة لكن من غير شتيمة الله يكرمك
فهي متأكدة ان قاسم بعد ما قالته له بالأمس فلم يتركها في الفيلا يوما واحدا بعد

ضحكت جلنار بوقار
_طرد ايه بس يا شوق.. تفتكري بعد اللي بتعمليه مع يوسف وبالسرعة دي ممكن أفكر ف حاجة زي دي حتى لو العالم كله أثر عليا بدا

_ايوة يبقى أبو غضب طلب منك ديه فعلا
_ابو غضب مين
_قصدي قاسم بيه .. متحطيش في بالك انتي
ابتسمت جلنار
_ده صحيح مش عارفة ليه قاسم مصر على  انك تمشي بس انا طبعا رفضت ده رفضا قاطع، فمعلش يا شوق اتجاهلي أي حاجة يقولها ليكي قاسم

_يا جلنار هانم أني مش جاية اهنه اتطفل عليكم انتي عارفة اني جاية علشان يوسف وبس ووقت ما تخلص مهمتى اني من نفسي همشي، لكن طبعا مش همشي أبدا قبل ما احقق اللي جاية علشانه بعون الله يعني لا قاسم ولا اللي ألعن منه هيقدروا يمشوني... ما اني حكيالك اني تخصص طرد بس أني جبلة

رغما عنها ضحكت جلنار على كلمتها تلك
فتبسمت شوق
_اضحكي يا هانم محدش واخد منها حاجة .. ولو هو ديه الموضوع اللي كنتي عايزة تكلميني فيه فاطمني أني مش ههتم بكلامه
_لا في الحقيقة انا كنت عايزة أقولك اني لقيت دكتور كويس وحددت معاه معاد كمان ومهمتك تقنعي يوسف انه يوافق على المتابعة معاه لان أخر مرة زي ما كنتي شايفة يوسف كان منهار ورفض انه يتعالج تاني

_لاه اطمني قوليلي المعاد امتا وأحنا هنكون مستعدين

_دلوقتي لو ينفع وأنا هكلم الدكتور تاني واقوله اننا جايين

ابتسمت شوق
_سعيدة انك مهتمة بعلاج يوسف
_ده حفيدي يا شوق وزي ما المثل بيقول عندكم أعز الولد ولد الولد
_صح ربنا يخليه ليكي يارب.
__
صعدت اليه غرفته فشاهدته يأكل قطعة من الشوكولاتة فقالت مازحة
_ايوة ايوة ايوة .. بقا اني انزل من هنا الاقيك تأكل الشوكولاته لوحدك وفي الخباثة ماشي ماشي

ضحك يوسف
_انتي مش بتحبي الشوكولاته

كشرت بوجهها
_مين ضحك عليك وقال اكده
_تيتا مش بتحبها ولا كمان بابا.. كم مرة عرضت عليه بس هو رفض وتيتا قالت انها مش بتحبها

اقتربت منه شوق واقتلعتها من يده وقالت بمرح
_بس أني بحبها يعني من هنا ورايح النص بالنص يا چو
أخذت منها قطعة صغيرة واعادتها له ثانية
_اخدت منها حتة صغيرة علشان متقولش عليا طفسة

ضحك يوسف
_لا لا خديها معايا غيرها.. وفي ليكي كمان اتفضلي

جلست جواره وقالت بطفولية
_ايوا اكده احبك أوي يا يوسف
_وانا كمان بحبك يا طنط شوق

لتهتف شووق بسعادة
_يااااه يا ناااس ايه ديه أني مش عايزة حاجة من الدنيا تاني غير كدا، يوسف حبيبي بيحبني يا ناس

_بتحبيني بجد يا طنط شوق

_وديه سؤال.. انت ربنا طرح حبك في قلبي من اول ما عيني وقعت عليك ربنا يبارك فيك يا حبيبي .. تعرف  أني بعتبرك أخوي الصغير.. وعلشان أكده يا يوسف مفيش طنط من النهاردة قولي يا شوق ،في اخ بيقول لأخته يا طنط!

هز يوسف رأسه
_موافق
ومن ثم أمسك بقطعة شيكولاته قام باختيارها خصيصا لها وقال
_اتفضلي دي هتعجبك اوي بالبندق

_تسلم ايدك يا قلبي من يد ما أعدمها أبدا.
قالت  هي تأكلها
_بقولك يا سيفو
_نعم
_تيتة جلنار اخدت معاد مع دكتور كويس وعايزانا نجهز علشان نروحله

انزعج يوسف وقال بضيق وهو يضع الشوكولاته جانبا
_لا مش هروح لدكاترة تاني

لتهتف شوق بانزعاج هي الأخرى
_ااه هو ده الاصرار والعزيمة اللي اتفقنا عليهم يا يوسف
_الدكتور قال مفيش فايدة هنتعب نفسنا ونتعشم ليه
_الدكتور  ده يعرف الغيب يا يوسف!
_يعني ايه
_يعني في حد غير ربنا يعرف بكرا فيه ايه
_لا طبعا
_طب ليه مصدق كلام الدكتور دا
_هو قال كدا
_يقول اللي يقوله ومها قال مش هيتحقق الا لو ربنا قال كن فيكون، ربنا وحده اللي قادر على كل شىء حتى لو كنت شايفه مستحيل اوعى تفقد الأمل آمن بالمعجزات .. ابني جسر من الأمل على نهر اليأس اللي انت غرقان فيه.
ليقول يوسف
_وعلشان بابا صح
ابتسمت محاولة مداراة الألم
_وعلشان بابا يا يوسف
_موافق
__
شاهدهم يسيرون معا متوجهون تجاة السيارة فسأل والدته
_ماما رايحين فين
وقبل أن ترد أمه هتف يوسف الذي التفت بكامل جسده ليرى أبيه بوضوح وقال بلهفة
_بابا حضرتك رجعت من السفر حمدا لله على السلامة وحشتنى اوي انا علطول بسأل تيتا عنك

رد قاسم بجمود شديد فلا عاكفة لديه لابنه
_الله يسلمك .. رايحين فين يا يوسف!
_رايحين للدكتور يا بابا علشان أخف وتحبني صح يا شوق

ازدرد قاسم ريقه ونظر لشوق بتوعد
لتقابل شوق نظراته بانزعاج ولم تعلق
ليقول قاسم وهو ينظر لأمه
_طيب أنا جاي معاكم اشوف الدكتور دا همشي وراكم بعربيتي

قالها وتقدم تجاه عربيته لتلحق به شوق وتقول بينما هو يفتح باب السيارة
_ملوش داعي وجودك معانا هتيجي بصفتك ايه كنت ابوه لا سمح الله.
وصل قاسم لأعلى درجات غضبه واستقام في وقفته مبتعدا عن السيارة و....
__
استعدت لتغادر المدينة الجامعية لتتوجه لكليتها
لتجد وهي على بوابة المدينة يد قاسية تقبض على شعرها من أسفل حجابها بقوة وكأنما تقبض على روحها ......
يتبع..
أسماء عبد الهادي

Ga verder met lezen

Dit interesseert je vast

1.2M 92.7K 77
‏لَا السَّيفُ يَفعَلُ بِي مَا أَنتِ فَاعِلَةٌ وَلَا لِقَاءُ عَدُوِّيَ مِثلَ لُقيَاكِ لَو بَاتَ سَهمٌ مِنَ الأَعدَاءِ فِي كَبِدِي مَا نَالَ مِنَّيَ م...
69.6K 2.5K 33
ظابط مخابرات يقع في حب فتاه عنيده وبسبب هذا الحب ياخذها معه للمخاطر بقلم: سلمي ضياء اميره اشرف
480K 22K 34
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...
42.9K 1.5K 40
كانت تسير سمر وهي شارده وتفكر :يارب هو انا كان لازم اشتغل الشغلانه المنيله دي اديني راجعه البيت الساعه ١٢ بس اعمل اي مكنش قدامي غيرها مش عارفه هقول ل...