بارت ١١

6.3K 342 23
                                    

شوق ١١
خرجت إلى الحديقة بشوق وحماس كبير... فتحت ذراعيها جانبا... وتنفست بعمق لملأ رئتيها بالهواء النقي أغمضت أعينها لتنعم بتلك اللحظة التي ربما لن تتكرر، ومن ثم فتحتهما وهي تبتسم وتدور حول نفسها في سعادة.

تركتها الدادة تتجول في الحديقة كيفما تشاء لبعض الوقت وجلست هي إلى إحدى المقاعد تحرسها بأعينها وتتحسر على حالها، تراها زهرة في مقتبل العمر لم تتفتح بالكامل بعض، وقُدِر لها أن تظل حبيسة لا ترى النور، ربما لسبب لم يكن لها أي دخل فيه.

وقفت ميار نحو  الشجرة التي تتوسط الحديقة وحولها الأزهار ويحيط بها المقاعد البيضاء.. رمقتها باشتياق شديد ومن ثم توجهت لتلك الارجوحة التي لم يمسسها أحد منذ مدة طويلة... وجلست عليها وبدأت تحركها بقدمها باستمتاع عجيب ومن ثم عادت بها الذاكرة إلى ما حدث في طفولتها
___
هبط عساف الدرج ليجد أخيه أمير يشرع في هبوط الدرج هو الآخر،
فقال عساف
_صباح الخير يا أمير.. مفيش عندك محاضرات النهاردة ولا ايه
_صباح النور.. لا مظبط جدولي والنهاردة بريك
_طب حلو .. ناوي على ايه النهاردة
_ ممم مش عارف حاسس بملل فظيع، ممكن اقضي اليوم هنا وخلاص
_ عايز تقضيه مع حنفي اللي عندنا دي ده انت ممكن يجيلك صرع يا بني.

كاد أمير أن يرد ليسمعا شوق تتجه نحوهم وهي تقول
_لاه لاه لاه... النهاردة أني هعمل حفلة يا ولاد... معقول معقول اللي بيحصل ديه.. ديه ولا في الأحلام... يا حلاوة يا ولاد
فرغ كل من أمير وعساف فاهما من الصدمة وعدم فهم ما ترمي إليه

فضحكت قائلة
_مالكم مبلمين ليه

ليهتف أمير باستفهام
_انتي بتقولي ايه... حفلة ايه دي وليه؟

_حفلة يا أمير الامرا.. علشان اولاد غريب بيه لاول مرة يصحوا بدري يعني مش بدري اوي، بس اهو فيه أمل... داي هتتكتب في التاريخ يا ولاد

زفر عساف بضيق واشار نحوها ونظر لأخيه
_شايف عمايلها... انا لسه مخلصتش كلامي وشوف بتعمل ايه.. لا كدا كتير

_في ايه يا عساف ما تهدي أعضاءك يا خويا مش كدا اومال

_شش انتي متتكلميش معايا وايه اخويا دي ... انتي مين انتي علشان تتكلمي معايا بالشكل ده... اوعي تنسي حدودك يا شوق فاهمة.

لم ترد عليه شوق وانما اكتفت برمقه بنظرة مطولة تحمل معاني كثيرة لكنها لم تظهر اي تعابير منها على وجهها

ليهتف أمير
_مش كدا يا عساف براحة هي مش قصدها اي اساءه.. شوق دي طيبة خالص والله

اشار له عساف بيده وتركهم وعمد إلى احدى الارائك وهو يقول بصوت جاد
_اطلبي من سيد يعملي الفطار

نظرت اليه شوق بصمت ومن ثم أعادت بصرها تجاة أمير الذي قال مشفقا
_معلش يا شوق متزعليش.. انتي اكيد عرفتي عساف وطبيعته.

شـــوق.... حصري على الواتباد فقطWhere stories live. Discover now