وصمة عار (كاملة) لـ خديجه الس...

By vbnjhhgbhhv

57.7K 2.4K 725

نبذة مختصرة:- ولدته مدللة وكانت جميع طلباتها متاحة لها دون جهد حتى توفي والدها بعد إفلاسه لتجد نفسها وحيدة في... More

المقدمة
وصف الشخصيات + صور الابطال
اقتباس رقم (1)
اقتباس رقم (2)
اقتباس رقم (3)
اقتباس رقم (4)
تم تنزيل الفصل الأول علي المدونه
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
صور ابطال الرواية رأيكم
الفصل الثامن
النجاح 😍
الفصل التاسع
ركن المرح 😂
الفصل الحادي عشر
الفصل الثانيه عشر
ينفع الإحباط ده 💔💔
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
ركن المرح 😂
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الواحد والعشرون
الفصل الثانية والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرين
الفصل الخامس والعشرين
الفصل السادس والعشرون
(الأخيرة)
ركن المرح
الخاتمة 😍🔥
روايه بدون ضمان
روايه قابل للكتمان

الفصل العاشر

1.2K 63 23
By vbnjhhgbhhv

فصل بتاريخ : 2022 /12 /30

#روايه #وصمة_عار

⁦✍️⁩ #بقلم_خديجه_السيد

الفصل العاشر
_________________

كان آدم أمام غرفة الطوارئ بالمستشفى، ينتظر والقلق يستوطنة وكان زين يقف جانبه بضيق مكتوم حتي انتبه للطبيب الذي خرج يمسح وجهه بأرهاق فسأله ادم بلهفة وهو يقترب منه

= ماذا حدث لها ؟؟ هل هي بخير؟

هز الطبيب رأسه بهدوء قائلاً بابتسامة صغيره

= كن مطمئنًا سيد آدم هي بخير، تعاني فقط من كسر في يدها اليمنى وبعض الخدوش والكدمات الطفيفة

زفر آدم براحة ليردد يتساءل باهتمام

= هل يمكننا الدخول ورؤيتها والاطمئنان عليها ، ألا تزال جيده؟

هز الطبيب رأسه بهدوء بالايجابي ثم استأذن منهم و غادر بينما هتف الاخر و هو يناظرا بنظرات جليدية مردداً بحدة

= آدم ، هذا يكفي. لقد فعلت أكثر مما كان ضروريًا. لقد أنقذتها من ذلك الشخص الذي كان يضربها بقسوة وأدخلتها إلى المستشفى. و أيضًا لم تغادر وتتركها الى هنا، بل انتظرت خروج الطبيب لتطمئن عليها، لماذا كل هذا؟ هي لا تقرب لك ولا تعينك.. هيا بنا نرحل ليس لنا دخل بها

كز ادم على أسنانه بعنف ليرد آدم بغضب دون تردد

= من ماذا انت مخلوق زين! أليس لديك لا شعور ولا احساس ؟؟ ألا تشعر ببعض الشفقة على تلك المسكينة التي بالداخل؟ هل يجب أن أتعرف عليها لكي أساعدها؟ لقد رأيت بنفسك إذا تركناها وغادرنا لكانت قد ماتت بالتأكيد

انفجر زين صارخًا فيه مستنكرًا

= واصبحت بخير الآن فلماذا ما زلنا هنا؟ هل تعرف آدم هذه الفتاة بالضبط ما هي وظيفتها فتاة ليلة! هي تبيع جسدها للرجال لتحصل على مال ، وهي بالتأكيد امرأة غير لائقة ، لذلك يجب أن نغادر حتى لا ترانا ، وإلا ستجد فرصة للاقتراب منك والوقوع بك في شبكتها. هؤلاء الفتيات ليسوا جيدين والأفضل الابتعاد عنهن.

قال اخر كلماته ببساطة ولكنها محترقة بداخل قلب آدم بقوة بدون قصد منه ليحاول ادم تهدأة نفسه وهو يرد بصوت مخنوق

=هل انتهيت؟ وانا لم اكن اتمنى ذلك ولكن للضرورة احكام سيد زين، بالتأكيد لم اكن اتمنى ان اكون في وضع كذلك !! لكنه حدث

أقترب و ربت زين على كتفه بتوتر قائلاً بنبرة مؤسفه

= آدم ، لم أقصد فتح جروحك القديمة لك، لكن انا مازالت أصر على أن تذهب ولا تقابل فتاة كهذه حتى لا تتألم عندما تراها و تتذكر والدتك وما كانت تفعله في الماضي .. وغير ذلك كان الأمر مختلفًا، والدتك لم تكن لديها اي رغبه لفعل شيء مثل ذلك وكأنت تسير في هذا الطريق مرغمه، لكن تلك الفتاة التي في الداخل من المرجح جدًا أن تكون راضية عن فعل ذلك ، لذلك من الأفضل لك عدم الاختلاط معها ويكفي هنا لمساعدتك معها.. عند رؤيتك لفتاه مثلها سوف يربكك الأمر وسوف تشفق عليها بسبب ماضيك المتعلقة بعمل والدتك

ثم تابع حديثه وهو يقول إليه بجدية

= لقد أخبرك الطبيب انها اصبحت بخير والامر ليس خطير وقد فعلت الواجب وزياده هي لنرحل الآن..

لم يهتز لادم جفن وهو يخبره بجمود

= لم ارحل قبل أن اراها بالاول.. انتظرني هنا قليلا أو ارحل افضل لك زين.

❈-❈-❈

واخيرًا بدأت اليزابيث تستعيد وعيها رويدًا رويدًا و إستيقظت مستشعرة بألم فظيع بكامل جسدها، ضرب ضوء قوي جعلها تغلق عيناها مرة اخرى بانزعاج واضح وعادت لتفتحها مرة اخرى ببطء وبدأت الرؤية المشوشة تتضح امامها شيءً فشيء ولكن حتى الان هناك نقطة مفقودة؟ لتجد شخص لا تعرفه يقف جوار الفراش كما هو منذ أن دخل منتظرًا استيقاظها ولكن تلقائيًا حاولت ان تنهض ببطء متأوهة ثم قالت 

= من انت؟ وماذا تفعل جواري

عقد حاجبيه قليلا شاعراً ان وجهها مألوف وقد راها من قبل لكن لم يتذكر اين؟ فملامح وجهها لم توضح كامله بسبب بعض الكدمات التي تسبب بها ليام، ولم ينطق سوى بكلمة واحدة هادئة

=انتظرك حتي ان تستعيدي وعيك

نظرت إليه بدهشة من حديثه ولم تفهم ماذا يريد؟
ثم قال آدم متسائلا بلهفه لم يستطع اخفاءها

= هل تشعرين بالم؟ تريدين ان اطلب الطبيب لياتي ليفحصك؟

جزت اليزابيث علي أسنانها بعنف و صرخت فيه بانفعال حاد رغم المها

= من انت؟ و ما الذي تريده مني؟ واين انا؟ وكيف اتيت الى هنا؟

ومع كل هذه التساؤلات ظل هو هادئ! ثم ثواني ووجدت اليزابيث ادم يقترب منها هامس برقة

= اهدئي لما غاضبه هكذا؟ انا لن اؤذيكٍ على العكس انا الشخص الذي انقذك من ذلك الرجل الذي كان يضربك دون رحمة و احضرتك الى المشفى.. بالمناسبه لماذا كان يضربك بوحشيه هكذا؟ هل كأن يريد ان يجبرك على شيء دون موافقتك ؟.

وقال هذه الكلمات الاخيره في شك بفضول شديد؟ بينما هي صمتت لحظه ثم رسمت ابتسامة غريبة على شفتها وهي تهمس له بصوت جامد

= قلت من قبل إنك ساعدتني وأحضرتني إلى هنا ، وأشكرك على لطفك ، لكن لماذا ما زلت هنا ولم تغادر ، أو كنت تنتظر المقابل؟

رفـع كتفاه بعدم فهم وهو يرد بتلقائية

= عفوا لم افهم ما تقولين؟ لقد ساعدتك لأن هذا الصحيح، انتٍ كنتي بحاجه الى مساعدة ، وكان يجب أن أساعدك. لم أكن أنوي أن أتوقع منك أي شيء في المقابل.

ابتسمت اليزابيث بسخرية مريرة لتلمع دموعها بين عينها بمرارة وهي تقول له بنبرة تجعل قلبها متحجرًا بأنين مكتوم

= حقا؟ وهل يوجد شخص في هذه الحياه يساعد احد بدون مقابل و بالمجان؟ 

صمت آدم وهو شارد في دموعها الحزينه و وجهها الشاحب و روحها المتالمة.. ليردف بنبرة شاردة

= أنتٍ تتحدثين وكانني قمت بانجاز؟ وهو شيئًا طبيعيًا فعلته بالاصل ، قد رأيتك بالصدفة بحاجة إلى المساعدة وساعدتك.. وانتهي الأمر

هزت راسها بعدم تصديق فأشارت له اليزابيث متسائلة بصلابة و إتهام

= إذن لماذا لم تغادر بعد أن أوصلتني إلى المستشفى؟ ماذا كنت تنتظر بعد أن استيقظ

زفر آدم بصوت مسموع ثم نظر لها بنفاذ صبر قائلا

= يا إلهي .. لا أريد منك شيئاً مقابل مساعدتي. لما تصري على هذا الحديث؟ كنت أنتظر أن تستيقظي حتى أتأكد من أنك بخير وأنكٍ لست بحاجة إلى مساعدة .. لا تقلقي مني ، لن أؤذيك ، ولا أنوي ذلك. هل من شيء آخر.

وفي اللحظة التالية كانت تنظر نحوه بصمت وهي تخبر ادم برأس مرفوعة وكبرياء جعل قناع الكسرة يتصدع ببطء داخلها

= إذن ارحل لأنني بالحقيقه ليس لدي اي شيء أقدمه لك لمساعدتك

تنهد آدم تنهيدة عميقة تحمل في طياته الكثير والكثيـر. ثم هز رأسه وهو يرد باستسلام

= حسنا اذا كانت هذه رغبتكٍ سارحل.. المهم انكٍ اصبحتي بخير، بالاذن

وبالفعل بعد فترة تحرك آدم وغادر... ولم تنطق هي بحرف واحد بل كانت ملتزمة الصمت وما اصعب الصمت عندما يكتم فوران ربما ينهي ذلك الانفجـار الكامل إن تصدع.

أسندت اليزابيث رأسها للخلف بتعب وضعف بينما فتح الباب بعد دقائق و دلفت شويكار لتنظر نحوها بسخرية واستهزاء ثم تقدمت و وضعت قدم فوق الاخرى وهي تبتسم ابتسامة بادرة قائلة بفضول

= ماذا يوجد بينك وبين عمدة الجزيرة المستقبلي حتى يساعدك ويأخذك إلى المستشفى بنفسه؟

نظرت اليزابيث اليها وهي ما زالت على وضعها ولم تتفاجا بمجيها من الاساس، ثم اغمضت عيناها بأرهاق نفسي يفوق كل القدرات وهي تستطرد

= لا اعرف عن من تتحدثين؟ ولا اعرف اي شخص غيركم هنا مع الأسف ..و لا ادري ماذا فعلت ليوقعني قدري مع امرأه مثلك عديمة الرحمة

لتشعـر شويكار بغليان في اوردتها و جنون منها ومن تصرفاتها الوقاحة معها طول الوقت، لتنظر إليها بغضب قائله بنبرة حادة

= تعرفي انتٍ لم تصمتي أبدا حتى اقطع لسانك اللعين هذا.

❈-❈-❈

كأشجار الخريف المرهقة نتخلّص ممّا يُعيقنا وإن تسبب ذلك بألمِنا ، تعصِف بنا الحياة حتى نكاد نزيل طبقة من شخصيتنا كي نواكب قساوتها ، فالجلد اللّيّن تخدشهُ الشوكة الصغيرة ، وحين نكافح زاحفين نحو النجاة نترك خلفنا كل الأثقال التي تردعُنا عن المضي قدماً وإن تطلّب الأمر سلخ جلدنا عن جسدنا ، ليسَ كل ما نتركهُ نكرهه ، لكن تشاء الصدمات أن تجبرنا على الرحيل عنها كي ننقذ ما تبقّى من أرواحنا ، قد يكون تساقط الأوراق استسلاماً للواقع أو أنها حركة تضحية تنجينا من الأذى وربما بداية جديدة لنزهِر من بعدَها ، جزء منّا يموت ويجعلنا عاجزين عن الحراك ، فإمّا أن نرقُد بجانبه أو نتخلص منه كي نستمر مع الحياة ، تسقط الأوراق أرضاً بعد فصول طِوال ويرى المارّة شيبها وألوان مرضها وهي تتطاير على الأرصفة والشوارع الباردة ، وحدها الشجرة تعلم سبب تخلّيها عمّا كان يكسو أغصانها التي تعرّت كي تحيا ، حين نرى مشهد سقوط الأوراق عن أغصانها وكيف يطأها العابرين بأحذيتهم ، نتألم ، نشعر أنّ ما نراه يُحاكي واقعنا ، ولا أحد منّا يعلم سِر تخلي الشجرة عن أوراقها وإطاحتها أرضاً سوى صاحب الصراع ، مع كل صرخة إنكسار وأنين الليل الموجع بمحاولتنا جاهدين كتم أصواتنا كي لا يسمعنا أحد ، مع كل دمعة نذرفها متخبّطين في معاناتنا وقد خارت قوانا نبقى نبحث عن أمل لو ضئيل نتشبث به بالحياة.

بعد مرور أسبوعين خرجت اليزابيث من المستشفى و رجعت إلي نفس الدوامه مره ثانيه نفسها، كانت في غرفتها تحبس نفسها لا تريد ان تري أحد ولا احد يراها هكذا بذلك الضعف.. حيث استيقظت و هي تأن من الالم الذي يغزو جسدها.. بسبب وحشيت ليام في ضربها العنيف كان الأمر مروع دون رحمة ولا عطف نحوها منهم، حتي مازال اثار الضرب ظاهره علي وجهها الرقيق لكن ألم النفس اصعب إليها.. تلألأت عيناها بالدموع، و صرختها عن طلب النجدة من اي شخص علقت في حنجرتها عاجزه عن التعبير، ولسانها يعجز عن البوح... تحول كل ذلك الكتمان إلى غصه مؤلمه.

لم تعد تستطيع أن تقاوم او تدافع عن نفسها حتي لتكمل رحلتها البائسه التي ليس لها نهايه .. ليكمل القدر هو استبياح جسدها الضعيف و المرهق.

بعد فترة وجيزة فتحت هانا باب الغرفة وتقدمت منها بخطوات مترددة فنطقت اخيرًا بصوت مبحوح وعينيها تمتلئ بها القلق مرادفا

= هل أصبحتي بخير الان اليزابيث تحدثي اريد ان اطمن عليكٍ.. هل مازالتٍ تتالمي حبيبتي

أغمضت عينيها بشدة ثم فتحتها بصعوبة بالغة ونظرت لها بنظرة جمعت شتى المشاعر التي
تخالج بصدرها، من خذلان، حزن، خيبه امل إلى قلب محطم.. و أردفت بصوت مبحوح

= لم يعد بداخلي حزن ولا الم ولا رغبه لاي شيء، مجرد نظره فارغه من عين انطفأت ولم تعد تلمع

تقدمت هانا منها فوق الفراش و صعدت جانبها وأرجعت هانا ظهرها للخلف جانبها وأمسكت يدها بحنان تربت فوقها كانها تعطيها جرعه من الأمان و الامل ثم قالت

= لا بأس هي إستراحة قليله ثم نعود أقوى بالتاكيد.. اليزابيث ثقي بي سوف يمر كل ذلك، في لحظة قريبة لا تتوقعيها ستجدي نفسك وسط حلمك الذي طالما أردته وتمنيته فلا تفقدي الأمل أبداً ،ابشري بالفرج القريب ..

ابتسمت ساخره بمرارة بغضب وتحدثت بخيبة أمل بنبرة حادة

= توقفي هانا عن الأمل في ان ياتي شخص ما ينقذك من ذلك العذاب، لا احد يستطيع النجاه دون المقاومه بنفسه.. لان كل شيء يمر وليس كل شيء ينسى!

سحبت يدها منها وحزنت هانا علي صدقتها فالشعور بالأمان هو إحساس نادر جدا عليهم بذلك المكان وما تعرضوا له علي يد ذئاب بشرية بلا رحمه و بلا قلب سرقت براءتهم... نطقت اليزابيث بعد مدة من الصمت محادثها بشرود

= هل بامكاننا ان نعود لتلك الأيام مجدداً، عندما كنت طفله صغيره

التفتت هانا لها بكامل جسدها و نظرت لها بتعجب و عندما نظرت اليزابيث نحوها لتجدها تبتسم لها بين تلك العينين البارقة بحب و أجابت

= ولكن كنا نريد ان نكبر بسرعه وقتها

تنهدت اليزابيث بقلة حيلة حين أحست أن كل الأبواب مغلة و الطريق مسدود تسأءلت نفسها هل هذه هي النهاية ..؟ فقد ضاق الألم الذي استولي عليها بكل جدارة.. و احتل قلبها الصغيرة دون رحمة، هتفت بصوت مرتجف منخفض

= ولكن لم نكن نعرف اننا سنتألم هكذا عندما نكبر ..هذا الجرح لم يختفي من داخلي طول حياتي ..كنت اتمنى ان اعيش فقط بسلام كمراهقه لما سرقوا براءتي مبكراً؟

أحست هانا بالتعب بصوتها أرادت التخفيف عليها لكنها لم تعرف كيف او حتى ما يفترض بها فعله، رفعت رأسها تضعها فوق صدرها فقط تريد الراحة لها بعيداً عن التفكير بأي شيئ ..فقط الراحة الي صدقتها حتي لا تتألم.. أردفت هانا مبتسمه وهي تتحدث ويدها تربت فوق كتفها بحنان

= عندما كنا اطفال كنا نضع الماء بعيوننا لأجل نريهم اننا بكينا وعندما كبرنا صرنا نغسل وجوهنا بالماء من شان نخفي اننا بكينا..

انكمشت نفسها بصدرها و قوست شفتاها بحزن تام وعيناها أصبحت ضبابية من دموعها التي بدأت تنهمر

= ليتنا لم نكبر أبداً أنهكتنا الحياة بما يكفي وضاعت منا البراءة أصبحنا غرباء حتى عن أنفسنا اشتقت لأيام كانت كلها راحة بلا هموم...

ثم تحدثت بصوت مختنق تميل رأسها للجانب الآخر لتضع يدها فوق قلبها لا شيء لا حركة يبديها، ابتسمت بغصة و رمشت بإستسلام لتتسارع الدموع بالهطول من مقلتيها دون إنقطاع.. ثم همست بنبرة موجعة

= أصبحت‏ أخاف من نفسي حين أظل صامده أمام الأشياء القاسية، أخاف حين لا أبكي أمام الأشياء التي تستدعيني للبكاء، وأخاف حين أصمت رغماً عن ضجيج رأسي وكل الكلمات التي في صدري، أخاف على نفسي حين استقبل كل الصدمات بهدوء تام..أخاف من فكرة أن هذا الثبات سينهار فجأة ولن أستطيع النهوض مرة أخرى؟ 

أسوأ ما قد يمر على الإنسان أن يحزن من نفسه وعلى نفسه..

❈-❈-❈

بعد مرور أسبوعين.. .

في منزل أدم بداخل الغرفه كان يجلس فوق الفراش ممتد جسده وهو نائم بعمق حتي بدأ يتحرك فوق الفراش بحركات عشوائيه وهو يضغط على جفه بقوة و بدأ عرقه يتساقط فوق جبهته كانه يصارع احدهم في احلامه! حيث كان يشاهد في أحلامه والدته وهي تبكي وتتألم من عنف الرجال إليها وهو كان يراقبها بقله حيله.. فتح عيناه فجاه ليشهق بانفعال شديد لينظر حوله بتراقب وحذر ليعرف على الفور انه مجرد كابوس! وليس ذلك الواقع الذي إنتهاء منذ سنوات، نهض من على حافة سريره وهو مصدوم وكانت الغرفه مظلما وفارغا.. ظل هكذا فتره مكانة يحاول  استوعب لما عادت هذه الكوابيس إليه مره اخرى؟.

بعد مرور عدة ساعات.. .

بشرفة الغرفة كان آدم واقفًا وهو يتطلع أمامه نحو الأشجار الخضراء والزهور المتنوعة بحديقة منزله والذي اصبح مسكنه منذ سنوات قليلة عندما ترك قصر نيشان زوج والدته ليعيش هنا بمفرده بعيد عنه،وكانت هذه برغبة آدم بسبب معامله نيشان السيئه له في الفترات الاخيره! واوامر التي يطلبها منه باستمرار دون راية لذلك فضل الابتعاد عنه.. رفع فنجان القهوة يرتشف منه وهو لا يشعر بطعم القهوة ولا حتى يرى جمال الزهور كعادته فعقله كان يسبح بعيدًا في أفكاره!.

حيث يقلقه هذه الهيئة الغريبة داخل عقله فهو منذ أيام وهو يفكر في تلك الفتاة التي أنقذها من ذلك الشخص الذي كأن يضربها بقسوة شديدة و اخذها بعدها إلي المستشفي؟
يصدمه فعله والتخطيط الذي قام به معها و مساعده دون أنه يعرفها، ربما زين محق هو ساعدها لأنها ذكرته بوالدته لأنها كانت تعمل نفس هذا العمل لاجل الانفاق على وهو صغير، لكن هذه التضحية لم تكن ابدًا من سمات زهرتة بالأساس، فهو أصبح يكره نوعية هذه الرجال التي تعاشر النساء دون رغبتهم وكان طول الوقت يقول ذلك إلي والدته بأن تترك هذا العمل ولا تبيع نفسها لأجل توفير المال  حتي إذا لم يجدوا لقمه يتناولوها فهو راضي تماما.. لكن غيري راضي ان يراها هكذا مستسلمة بيأس! رغم أنه يعرف انها ضحت لأجله ويشفق عليها ولم يطاوعه قلبه للضغط عليها باستمرار ولا ان يتركها ويرحل مثل ما فعل والده بالماضي، ولكن لا ينسى ان كل هذا اثر على نفسيته والكوابيس التي ظلت تلازمه في احلامه وهو يرى والدته تبكي بحرقه في كل ليله بندم وقله حيلة وهو يقف عاجزا امامها.. ولكن تلك الكوابيس قد عادت اليه مره ثانيه بهذه الايام منذ أن راى تلك الفتاه؟.!

حتى التفت برأسهِ للخلف فوجد زين في وسط الغرفة يقف ينظر إليه،و استدار بجسده ليخطوا نحوه ليتقدم زين منه مضيقًا عيناه بريبة مما يبدوا على ملامح وجهه من أشياء لم تريحه على الإطلاق، اقترب منه يسأله بتوجس

= اشعر انك ليس علي ما يرام منذ فترة وأنت هكذا، هل حدث شيء لم اعرفه

هز آدم برأسه يحركها دون صوت، مما ازدادت حيرته زين ليهتف بشك متسائلا

= هل انت متاكد؟ آدم تكلم انا اعرفك جيد

= لقد عادت إليه، يا زين هذه الكوابيس مرة أخرى ولا أعرف لماذا في هذا الوقت بالذات؟ في الماضي عندما كنت صغيرًا كنت أستيقظ على أمي وهي تبكي ، وأحيانًا كنت أسمع صراخها العالي وهي تتألم ، وتشكلت كل هذه الأشياء بداخلي عقدًا نفسيًا ، ونتيجة لذلك ، هذه الكوابيس لكن مع مرور السنين ، اختفت هذه الكوابيس من ذاكرتي تماماً ، ولا أعرف لماذا عادت مرة أخرى

كان آدم يغمغم بالكلماتة شاعراً بوخزة بقلبه ليهتف هامسًا بصوت مهتز من فرط ارتياعه

= لا أريد أن أتذكر الماضي وكيف كنت أقف أمام أمي وأراقبها وهي تتألم وأنا عاجز

تنهد زين ليتريث قليلًا بسأم ليهدر به يائسًا

= لا تحمل نفسك المسؤولية. كنت صغيرا في ذلك الوقت. اهدأ يا آدم. ربما من خلال التفكير كثيرًا في هذه الأشياء ، عادت هذه الكوابيس إليك مرة أخرى ، لكن مع مرور الوقت ستختفي بالتأكيد مرة أخرى ولن تظهر في أحلامك ، لكن حاول التوقف عن التفكير فيها فقط.

كم الحديث سهل لكن الفعل أصعب! همهم بهذه الكلمات الدلالية داخله بصمت وهو يلتقط أنفاسه جيدًا قبل أن يتحرك للخارج بينما نظر له زين باستغراب وهو يشاهده يرحل!

❈-❈-❈

تجلس اليزابيث كعادتها قبل مغيب الشمس فوق الأريكة فى الغرفه بمنزل شويكار، تجلس بجانب النافذة تتابع الغروب مع ابتسامة ترتسم بضعف على شفتيها، لحظات من يراها بهذا الهدوء يعتقد أنها لا تحمل أي هموم ولكن من يعرفها خير المعرفة يتيقن ان هذا الهدوء يخفى خلفه عاصفة من الأحزان، يبدأ الظلام يخيم على المكان والسكون الذي لا يقطعه سوى انفاسها الدالة على أنها لازالت على قيد الحياة، لتشرد من بعيد وهي تري هانا تجلس علي الارجوحه بالحديقة الخلفية وكان يقف باكر خلفها يضمها من خصرها و يحرك حبال الارجوحه بهدوء ويبتسمون الى بعض كانهم بعالم اخر... ابتسمت اليزابيث بسخرية مريرة وهي تتذكر اليوم الذي أتت في مع نيكولا إلى ذلك المنزل، ذلك اليوم الذي تعده أسوأ يوم بحياتها، قرار خطأ واختيار لشخص الخطأ، وعلى الرغم من ذلك الخطأ إلا أنها كانت مغامرتها الوحيدة فى حياتها وأقسمت انها لم تعيدها مره ثانيه ولا تؤمن بأي رجل ولا تثق باي شخص غير نفسها فقط.

أغمضت عينيها بشدة و كانت سابحه بشرود تام وعيناها تموج بشتى المشاعر بين الألم....و الهدوء... والاضطراب النفسي الذي يعتمل داخلها...!! لا تدري ماذا فعلته ليكن هذا قدرها لتستقبل كل هذا العذاب وتواجه الصعوبات بحياتها بمفردها .. من بدايه موت عائلتها لتكن يتيمه.. الى حبها للشخص الخطا الذي اوصلها الى ذلك الجحيم.

أفاقت من دوامه صراعها النفسي بعد أن سمعت صوت باب الغرفة خلفها يفتح ووجدت هانا تقتحم الغرفه و تقترب منها هامسة برقة

= كفاكٍ حزن لأجلي اشتقت للجلوس والتحدث معك يا اليزابيث

ارتسمت ابتسامة حانية على ثغرها وهي تجيب

= وانا اكثر، ساصبح بخير لا تقلقي علي، اصبحت معتادة على هذه الالام ، ليس شيئا جديد علي!

تنهدت هانا بيأس علي صديقتها لتقترب لتجلس أمامها بينما هتفت اليزابيث متسائلة بصوت بدأ يلونه الجمود

=هل وقعتي في عشق ذلك الرجل يا هانا

لتفهم علي الفور ماذا تقصد؟. عضت هانا على شفتاها بحرج وأخفضت رأسها تفرك أصابعها بتوتر حتي لا تبدأ اليزابيث تتحدث بالهجوم عليها وتحذرها بالابتعاد عنه وهي لا تريد ذلك، بدأت الحمرة تزحف لوجنتاها ببطء فكانت تلك خير علامات لأجابة رفضت السطوع، ثم همست هي بابتسامة حانية

= نعم يا اليزابيث.. لقد فعلت وعشقت باكر ماذا عساي افعل؟, الامر ليس بيدي وانتٍ تعرفي ذلك جيد، ليس بيدي الرفض او القبول .. أشعر بالاستسلام دائما أمام كلامه اللطيف و غزله الحلو

استغرقت اليزابيث دقيقة واحدة وكأنها تقنع نفسها المتقلبة بتلك الحقيقة المرفوضة داخلها، لتومئ تردف بصوت مبحوح

=حسنا لكن انتبهي من هذا الكلام اللطيف فالذي سقاني المُر فكانت كلماته في البدايه ايضا ناعمة ..وكنت أشعر نفس شعورك ذلك؟ تماماً كما وقعت في حب روح غابت عني مع غياب احدهم .. ولكن بسبب هذا الحب دفعت الكثير من حياتي وكرهت كل الرجال بلا استثناء .. حتى أصبحت أكره الحب نفسه، فعندما يقع أحدنا في حب شخص ما ، يصبح القلب خاضعًا رهن اشارة ذلك العشق و القلب... يتحكم فيه ليفرض سيطرته على مناطق ضعف القلب فيغمر الإنسان بهذا الحب.

تنهدت هانا يائسه بضيق شديد ولم تتحدث وقبل أن تنهض لترحل حتى لا تفسد سعادتها تفاجات بأن اليزابيث امسكت بيدها وهي تربت عليها بحنان مرددة بحكمة تفوق عمرها عمرًا

= انا ليس لدي اي نيه لافساد سعادتك يا هانا، ولا اعلم اذا كان باكر صادق في حبه لكٍ ام لا؟ لكن إحتمال كبير انه يكون يحبك بالفعل .. لكن الذي اعرفه جيد ان لو يعشقك حقا فتمسكٍ بحبك يا هانا... فلا يعشق كلا منا احدهم كل يوم ولا يجده بسهولة

اتسعت ابتسامه هانا بسعادة وهي تقترب منها تحضنها بقوة.. بينما صمتت اليزابيث تنظر للجهة الأخري خارج النافذة بجمود ثابتة ولكن كأن كل ثبات اليزابيث وصلابتها تلك تخفي في بواطنها انهيار مُعلن في عيناها اللامعة بدموع القهر.... مسحت دموعها بسرعة ثم ربتت علي كتف صديقتها بحنان وهي تضمها ثم لمحت دخول شخص تعرفه من بوابة المنزل آثار غضبها الشديد ثم ابتسمت بسخرية وهي تتذكر حديثها الذي قالته من قبل؟ ان لا تثق بأحد مهما كان ، حتى لو ساعدها؟ فبالتاكيد يريده شيئا من مساعده لها... !!؟

❈-❈-❈

في منزل شويكار ،وقع نظر ليام على دخول ذلك الشخص الذي ضربه وأخذ اليزابيث منه بالقوة و رحل، ليتفاجئ به هنا، فتقدم ليام ناحيته بسرعه يمسكه ثم يتلمسه من قميصه ثم طالع ليام يصرخ به بأعصاب منفلتة

= ما الذي جاء بك الي هنا أيها الحقير

ازداد احمرار وجه آدم ونفرت عروقه كأعمدة بركان تتدفق حممه سخطًا فأمسك آدم كتف يحثه بهدوء مريب

= الافضل لك ان تبتعد عني فأنا بصعوبة اتمالك نفسي حتي لا ابرحك ضربة قوية مثل المره السابقه

أطبق ليام على أسنانه وهتف بوجه ادم بشراسة

= هيا افعلها ، ولم أتركك هذه المرة إلا عندما اكسر عظامك بعنف. هل تعتقد أنني سأدعك تخرج من هنا سالماً هذه المرة؟، المرة السابقة حدث كل شيء بسرعة ، ولم أستطع إصدار أي رد فعل ، والقنك درس لا تنساه في حياتك، حتى تعرف كيف تضربني وتأخذ الفتاة مني.

دمدم آدم بصلابة وبصوت مثقل

= هل تظن لمجرد أنك رجل فسيكون لك الحق أن تضرب امرأه فأين هي حقوقها؟ فمهما فعلت أو لم تفعل لم يغفر شيئا فعلتك الوقحه هذه

غلت الدماء في عروق ليام عند هذه النقطة فهتف بصوتٍ غاضب بشده وهو يصيح بانفعال أشد

= لا علاقة لك بما لا يعنيك. هذه الفتاة لي تخصني، ولدي الحق في أن أفعل بها ما أريد .. حتى لو رأيتني أقتلها ، فلا علاقة لك بذلك.

اتسعت عينا آدم من استهانة واستهتار حديث ليام فطالع ادم يهتف منفعلا بدون تصديق

= لسانك الطويل المتبجح و أفعالك المخزية هذا ما سيجرك أنت إلى منحدر أسوء.. و تتحدث بتبجح معي أيضا دون أن يرف لك جفن، والأنكى بأنك لا ترى نفسك مخطئا أبدًا.. بؤسا علي حالك ولا يبدوا أي ندم على ما فعلته رغم أن الندم لن يغير شيء

اقتربت شويكار على الاصوات لتتفاجا بي آدم يتشاجر مع ليام الذي يريد ان يضربه هو الأخري، لتركض سريعا حتى تبعد عنه فهي قد ارسلت رجالها حتى تتاكد اذا كان بالفعل هذا العمده المستقبلي ام يدعي كذب؟ وقد اتضح انه بالفعل العمده المستقبلي للجزيره، هتفت هي بتحذير في ليام

= ليام ابتعد من هنا و اصمت ستنحدر الأمور لمنعطف أسوء بسببك.. ولا تفكر مره ثانيه ان تتطاول على العمده المستقبليه لهذه القرية فهو ضفنا العزيز هنا مهما فعل

قست عينا آدم ليقول بعنفه الغير طبيعي

= ابتعدي أنتٍ الأخري واتركني ألقنه درسا لا ينساه.. ابتعدي من هنا فإذا كانت نيتكٍ أن تحميه مني وتدافع عنه فلن اتركة

أبعدت شويكار يده التي كانت تمسك على كتف ليام بهدوء وقالت مبتسمه ببراءة

= أنا فقط أمسك بكتفك ولا أمنعك منه .. لم أأتي إلى هنا لأدافع عنه ، بل لشد ذراعيك .. ابرحه ضربا كما تريد بل اقتله حلال عليك.. لكن دون أن تضغط على أعصابك أكثر، فانت ابن الغالي العمده نيشان 

اهتاجت ملامح آدم فاستقام يتساءل كلامه بصوته الناري وعينيه المحتدمة

= من اين تعرفي والدي انتٍ الاخرى؟

اقتربت شويكار منه بخطوات بسيطة تنظر إليه بابتسامه عريضه خبيثة

= هل يوجد في هذه الجزيرة شخص لا يعرف الرئيس  نيشان ومن هو إبن الرئيس المستقبلي؟ غير ان السيد نيشان غني عن التعريف وكان يتردد كثيرا هنا وما زال بصراحه؟!. وستكون طلبات ابنه أوامر أيضًا

لم يتفاجا آدم من فعل والده فهو بالاساس تعرف على والدته في مكان مثل ذلك بالماضي، نظر إليها مطولاً ثم أردف بصوتٍ عميق أجوف

= أريد أن أرى تلك الفتاة التي كان هذا اللقيط يضربها

= اتقصد لوسي!!.

قالتها شويكار بابتسامةً ماكرة أعلي ثغرها.

❈-❈-❈

بداخل الغرفه التي تجلس بها اليزابيث تعالى فجاه صوت خطوات حذاء فوق الأرضية الخشب يعلن عن دخول شخص ولم يكن غيره آدم! شعرت اليزابيث بدخول ذلك الشخص الذي أنقذها من قبل من ليام و اخذها إلي المستشفي لكنه رحل حينها إذن لماذا هو الآن هنا.. ومن شدة غضبها نهضت تقترب منه وابتسمت له باصفرار قائلة بغضب مكتوم

= آه انت هنا؟ قالوا لي بالاسفل انك طلبتني بالاسم ماذا تريد؟

عقد ادم حاجبيه وهو يشاهد ملامح وجهها أمامه بواضحة عكس المره السابقه لم يراها من كثر ضرب ليام لها قد غطت الكدمات وجهها ، لكن ملامحها تشبه  احد يعرفه جيدا؟ ازداد ريقه وهو يخطو للأمام خطوات مرتجفة.. يشعر بأنه منفصل عن كل ما حوله إلا تلك الفتاه التي أمامه.. أحس بالعاطفة تكاد تخنقه وهو يشرد في تفاصيل وجهها حيث عينها تشبة والدته ونفس نظراتها بقوه؟ لا يعرف أهي حقا تشبه والدته ام يتوهم عقلة! بينما طال الصمت لينظر لها إلي.. وجهها الصغير و عيناها الزرقاء، حيث فقط لون عينيها وشعرها الأسود يذكروا بوالدته.. مشط بعينه ملامح وجهها بلهفة ويدقيق غير مصدق التشابه القوي الذي بينها وبين تلك الفتاه؟ لكن لم تكن والدته هذه المره بل تشبه هذه الصوره التي التقطها وهو علي الشاطئ بداخل السفينه؟ لكن لم يكن مجرد تشابة فقط بل كانت اليزابيث بالفعل هي نفس الفتاه التي كانت بالصوره ولم تكن واضحه؟ عكس الآن أمامه!

شعر آدم بالتوجس و نظراته المصوبة نحوها مختلفة على نحو رهيب وهو يقول بنبرة شاردة

= لم أتعرف عليكٍ في البداية ، لم أري ملامح وجهك بوضوح إلا الآن. في المرة السابقة قد غطت وجهك بعض الكدمات ولم تكن ملامحك واضحة.. لكنك جميلة جدا.

كلماتة تلك اثاره غضبها اكثر حيث اعتقدت أنه قادم إلي هنا لأجل رغبة لا اكثر، ابتسمت له بسخرية واستهزاء هاتفه بحده

= لقد فزت بالرهان الذي كنت أراهن عليه نفسي؟ عندما استيقظت وأنا في المستشفى وفوجئت بك جانبي، أخبرتك أنك بالتأكيد لم تساعدني من أجل لا شيء وأنك بالتأكد تريد مني شيئًا ؟ وأنت أنكرت ذلك و رحلت بهدوء، وصدقتك للأسف ، وأعتقد أنه لا يزال هناك شخص طيب في هذه الحياة يساعد الناس بالمجان .. و بدأت ألوم نفسي على سوء تفكيري بك؟ لكن عندما رأيتك هنا الآن أمامي؟ لم يخيب ظني ولكني فوجئت حقًا

هز ادم رأسه برفض قبل أن تتسع عيناه بدهشة وهتف بخفوت ووجل

= مهلاً لحظه أسأتي فهمي انا لا أريد منكٍ شئ ولن المسك حتي أنا فقط أريد التحدث معك قليلا ..

ظلت اليزابيث ترمقه بنفس ملامحها الجامدة ثم التفتت تمضي قدما للأمام هادرة

= اخرج الي الخارج ولا تعود الى هنا مره ثانيه و اذا كنت راجل حقا لا تاتي اماكن مثل ذلك وتعاشر النساء الذين هنا بالاجبار دون موافقتهم

أخفض ادم عينيه وهو يشعر بضغط عصيب عليه! لا يعرف إذا ما كان أخطأ وبماذا أخطأ! خاص أنه هو قادم إلي هنا حتي يساعدها وليس لحرقة أعصابه

= ما مشكلتك؟ لم أقل شيئًا ، حتى انك تنزعجي دائمًا عندما تراني أمامك ، على الرغم من أنني لم أؤذيكٍ .. اهدئي واستمعي إلي. في البداية جئت إلي هنا لأسألك سؤالاً واحداً .. هل حياتك هنا في ذلك المكان وعملك هنا تفعلي بموافقتك أو رغماً عنك؟

عقدت اليزابيث حاجبيها ناظرة له باستنكار فتطلعت له بوجه مزدر تقول بمرارة لاذعة

= هل تمزح معي؟ جئت الى هنا حتى تسالني هذا السؤال فقط ! انت شخص ليس طبيعي حقا، ولماذا تريد ان تعرف ومهتم الى هذا الحد بي

تنهد آدم للحظات يجد صعوبة حتى في التفكير بهكذا امر لينطقه

= لأنك تستحقي أن تكوني سعيده ولا تستحقي هذه الحياه؟ لكنك لم تجاوبيني على سؤالي؟ ما تفعلي هنا يتم بالإكرة او برضاكٍ

رفعت رأسها تنظر لعيناه وهي تهدر بقهر وكأنها لا تعي ما تقول

= كانوا في البدايه خيروني بين الموت والبقاء.. لكن لما يكون اختيار كما قالوا لي بلا إجبار... لأني اخترت الموت! واصبحت اتمناه في كل ليله حتي أرتاح

شعرت اليزابيث بألمٍ وحشيّ ينخر قلبها لكنها سرعان ما خرجت من دوامة جلد الذات على صوت آدم يخبرها بجفاء

= تبدي هادئه كانك متصالحه مع الجميع وربما كل هذا النوع من السكينه حرباً صامته ضد كل شيء...حتى نفسك؟ استمعي لي، لا أحد يعيش مكانك ، ولا أحد يعرف ما مريتي بي ، لذلك لدي رغبة في مساعدتك ، ويمكنني إخراجك من هنا... هل اذا اتاحت لكٍ فرصه للخروج من هنا للابد ستوافقي؟

عقدت اليزابيث حاجبيها ناظرة له باستنكار وعدم فهم، ليكمل ادم وهو يقول بواضحة أكثر

= اقصد أنني على استعداد ان اساعدك للخروج من هنا ولم تستمري في هذا العمل مجبره بعد الان لكن وافقي بالاول وثقي بي

صمتت لحظه وهي تنظر إليه نظرة شاملة وقد فهمت أنه يريد استغلالها ثم استطردت من بين أسنانها مغمغما باشمئزاز

= ممم ، وماذا سيحدث بعد أن أوافق على طلبك وأرحل معك ، هل ساعمل لحسابك انت ..اخرج من هنا ، لاني لن أصدق أبدًا شخصًا مثلك في حياتي بغض النظر عما فعلته ومساعدتك إليه لكني من البدايه لم ارتاح لك

جحظ عينا آدم ما إن فهم مقصد اليزابيث وسارع بصوت خشن دون سيطرة يصحح

= من فضلك لا تفهمي حديثي بشكل خاطئ أنا لن أؤذيكٍ ولا أريد منك أي شيء سوى مساعدتك ولا تخافي من أي شخص يهددك هنا سأكون قادرًا على مساعدتك وفعل أي شيء حتى اقوم بذلك و تهربي من هنا

نظرت إليه اليزابيث بازدراء وصدرها يعلو ويهبط بقوة و أنفاسها محتدمة.. وكأنها تزأر بالألم وعيناها تكادان تخرجان من محجريهما من شدة انفعالها.. غمغمت اليزابيث بامتعاض وقهر

= أنت تتوهم أنك ستكون قادرًا على البقاء بجانبي فلن تستطيع البقاءَ إلى جانبي لمدّة يومين حتي .. لم يسمح لك أحد بأخذي والمغادرة بسهولة! ولم تنتظر مني المقاومه ، أنا رخو ، أزحفُ على الأرض وكئيبة ومتذمرة .. وصرت وصمة عار لم تنزع عني قط ، فهل ستتحمل هذه الحياة كما أعيشها؟ أقضي معظمها طول الوقت في هذه الغرفه أو الأزقة القابلة للطي وحدي ، فأنا أموت حرفيًا في هذه الغرفة كل ليلة. .. اخرج من هذه الدائرة الملعونة التي سُجنت أنا فيها عندما أعماني الحب في الماضي ... أشعر وكأنني ملعون بالخسارة كلما اقتربت أو أحب شيئًا يتركني ..

تطلع ادم متأهبا نحو اليزابيث فتصلبت ملامحه وتحرك من مكانه ثم اقترب منها بتوجس.. للحظات ظلت نظرات آدم مصوبة نحو اليزابيث بتدقيق كأنه يدرس ملامحها لتتحول أمامه ملامح والدته وهي تتحدث عن حالتها والعذاب الذي تتلقى منهم؟
حتما وجوده هنا هو أمر متعلق بالماضي! يتذكر كل هذه التفاصيل الماساويه في والدته لكنه حينها لم يستطيع ان يساعدها ولا يفعل لها شيء؟ وضميره يؤنب طول الوقت لانها ضحيت بنفسها لاجلة وهو لم يعرف يساعدها لذلك ربما هو هنا لأجل ذلك؟ لعله يتوقف عند لوم نفسه بعد ان يخرج تلك الفتاه من هذا المستنقع؟ ارتجف أنفاسه انفعالا بنبرته المهيبة التي لم يفقدها يوماً قائلا

= لن أؤذيكٍ أبدًا ، ستكوني بأمان معي .. أريد حقًا مساعدتك منذ أن قابلتك بالصدفة وهذا الشخص الذي لا أعرفه كان يضربك و أيضًا عندما عرفت وظيفتك بالضبط ماهي .. وكنت أفكر طول الوقت عن سؤال واحد؟ إذا كانت فُرضت عليها هذه الحياة ، فلا بد لي من مساعدتها

دمدمت بصوتٍ متحشرج لا تعرف سبب تزايد ذلك الشعور الرهيب القاتل داخلها واحست بشعور مريب يتسرب بداخلها وهي تهمس بجفاء لاذعة

= تعلم أفضل جملة سمعتها منذ فترة ، والآن اكررها داخلي؟ ليست كل فكرة يعطيك إياها عقلك ، فأنت تأخذها على محمل الجد وتفكر فيها.

ضيق ادم حاجبيه باستهجان وقال بحيرة مشوبة بالتعجب

= ما الذي يفترض ان يعني؟

شعرت اليزابيث بعذاب لم تعرفه يوما جعل حواسها تتأهب في غضب وضراوة فينطق لسانها بحريق جوفها

= هل تحتاج إلى توضيحها لك بشكل أوضح من ذلك؟ حسنًا ، استمع إلي ، أنا صبور! لم أفعل شيئًا سوى الانتظار .. طوال حياتي رأيت ما لم أرغب في رؤيته ، عشت في صمت بينما كان من المفترض أن أصرخ في مواجهة المواقف التي زعزعت استقرار قلبي ... لم يعد لدي مكان هنا أو هناك ، لم يعد لدي مكان في أي مكان ، حتى في نفسي .. أنا عبء ثقيل علي ، لا أستطيع تحمله ، الألم ينمو بداخلي ، والفضاء في صدري ضيق جدًا ، وأتمنى دائمًا لو لم أكن قد كبرت وتذوقت مرارة الحياة ، فالحياة التي عشتها كانت قد فاقت توقعاتي على الإطلاق. لذلك سواء كان أنت أو أي شخص آخر لن اعطي ثقتي إلي اي شخص مهما كان من مره اخرى؟

شحب وجه آدم لما سمعه منها.. خاصة وهو يرى دموعها تسابق بعضها وهي تهز رأسها نافية ببطءٍ شديد غير قادره على أنه تثق في رغم أنها بحاجة إلى مساعدة! عضت اليزابيث طرف شفتها تمنع نفسها من البكاء بالمزيد وعينيها تنطقان بالألم المبرح.. ثم أردفت هامسة بوجع باح بصميم وجعها

= هناك اشخاص في تلك الحياة قبل أن تموت ، و يحسبون في نهاية الحياه .. يحسبون في الدنيا أولا.. وأنا منهن ، رغم أنها كانت خطيئتي الوحيدة هي أنني أحببت ووثقت بالشخص الخطأ .. ولم أكرر هذه التجربة وأثق بأحد مرة أخرى! حتى لو كانت نيتك جيدة حقًا وتريد مساعدتي ، فأنا لا أريد ذلك ، لأنني لا أفعل ما فعلته في الماضي و أثق في رجل

حاول التحدث مره ثانيه لكنها لم تعطي اليزابيث اهتمام بل التفتت بهدوء ثم كادت تخرج من الغرفة ولكن أوقفها ادم الذي اقترب بسرعة وهو يتجه لها ليمسك معصمها بلهفة قائلاً

= لوسي.. انتظري ارجوكِ

اشتدت اعصابهـا التي كانت وكأنها موضوعة على مرجل فهمست بصوت حاد دون أن تنظر له

= اترك ذراعي ! واسمي ليس لوسي ولا تناديني بهذا الاسم مره ثانيه

تركها علي مضض و أغمض عينيه للحظات قبل أن يفتحها مجدداً ويتمالك اعصابه وبين كبرياء رجولته كانت صرخة ألم يخفيها بعينيه المتحجرة ليقول بترفع دون أن يرف له جفن

= حسنا سوف اتركك الان لكني ساعود إليكِ مره ثانيه فكري في حديثي بشكل جدي لان اتحدث بصدق وحقا اريد ان اخرجك من هذا المكان 

قالها وخرج و بقيت هي مصدومة !.. نعم تريد الرحيل أو الهروب من هنا ولكن غير مستعدة لمفاجأة كهذه !.. او صدمه اخرى تهشم ما باقي منها عندما تثق في احد مره ثانيه وتصدقة.. فقد أخذت بالوعد ولم تتراجع مهما حدث؟

❈-❈-❈

في اليوم التالي دخل آدم للقاعة التي يضخ بها كمية من الاغاني الصاخبة .. بحث بعينه عن شويكار وكانت تجلس مع احد الزبائن .. لوح لها من بعيد لتستأذن منه و تأتي إليه علي الفور وتحدث معها بأنه يريد لقاء أخري مع اليزابيث.

وفي الاعلي فتح آدم الباب ودلف للداخل وأغلقه خلفه بهدوء ،وعند هذه اللحظة صوبت اليزابيث عيناها نحو آدم تطالعه بنظرات ساخطة أثارت القلق في قلبه مِمَّا ينتظره لكنه تجاهل ذلك وتقدم منها ليجلس علي المقعد أمامها وهتف متسائلا باستفسار

= كيف حالك؟

تجاهلت إياه ولم تجيب و اشاحت وجهها عنه و أغمضت عينيها ببرود وهي تجلس فوق الفراش ممده جسدها براحه، تنهد آدم بضيق وهو يراها هكذا تعامله بجفاء ثم تنهد وهو يقول بصوت هادئه

= ماذا تتمنى؟

فتحت اليزابيث عينيها تطلع إلي آدم حيث كان جسدها الضعيف في هذه اللحظة عبارة عن شعلة من المشاعر المتفجرة الغاضبة المكتومة لتقول بحده

= اتمناه؟ ما الذي تقصده؟ 

فازدرد ريقه قبل أن يقول بصوتٍ فيه بحة

= نعم ما بكٍ مصدومه هكذا، اليس لديكٍ احلام تعيشي لاجلها وتنتظري ان تتحقق في يومآ ما؟ جمعنا بالاساس نعيش لاجل تحقيق احلامنا وبانتظار معجزه تحدث في حياتنا لتتغير للافضل 

نظرت إليه بدهشة و تناهت على مسامعها ليجعل صوتها يخونها بالصمت من سؤال؟ لتخنقها العبرات وتهتز روحها كلها داخل جسدها وكأنها تئن! في حين اضطربت عواطفها كالموج البارد تغرق قلبها وكيانها! لتهتف بصوت اجفله

= أتمنى أن أبتعد عن كل شىء أعيشه الآن.. أريد ضحكتي القديمة، وحياتي القديمة، أشعر أني تائهة، هذا ليس عالمي،. وهذه ليست دنيتي.

بدأ آدم يرمقها بلوم وعتاب قائلا

= قلتها لكٍ في المره السابقه أنني أريد أن أساعدك ، لكن أنتٍ لا تريدي أن تثقي فيه

أجابته اليزابيث بنبرةٍ جافة حملت بردًا لاسعًا وهي تنظر إلي آدم

= هل ستظل تاتي في كل مره الى هنا وتتحدث حول نفس الموضوع؟ انا حزينه علي أموالك التي تضيع من أجل لا شيء و تهدر دون فائده هنا، فنصيحه مني وفر اموالك ولا تاتي الى هنا مره ثانيه ولا تامل بأن اصدق شخص مثلك

تنهد بإجهاد قبل أن يقول

= ليس مهم الأموال، الأهم بالنسبه لي في هذه اللحظه ان اساعدك تتخلصي من هذه الحياه

انفرجت به صارخة بغضب مشتعل

= ارحل من هنا لاني لم ارضخ لك ولا اصدقك مهما فعلت أنا بالاساس ليس مرتاحة لك

ثم نهضت من فوق الفراش بغضب وهتفت هي ساخطة

= لماذا أنت مهتم بي لهذا لدرجة ولماذا أنا بالذات تريد مساعدتي؟ البيت كله هنا مليء بالنساء. إذا كانت نيتك جيدة حقًا ، فاذهب إلى فتاة أخرى وساعدها ، على الرغم من أنني أشك في أن شخصًا عديم الفائدة مثلك قادر حتى على مساعدة نفسه .. أليس لديك ما تفعله لإبقاء نفسك مشغولاً، أفضل من الركض وراء النساء وشهوتك

عض ادم على شفته السفلى يتمالك اعصابه من حديثها القاسي والمهين، لتقف هي أمامه بابتسامه استفزاز قائله بقصد

= ماذا هل شعرت بالإهانة؟ انا بالاساس لم اعتبر الأشخاص الذين ياتون الي هنا رجل حقيقي، مجرد اشبال للرجال لا أكثر.. و بتاكيد انت واحد منهن طالما أنك هنا.. شخص متحجرة القلب ومنعدمة المشاعر

تنهد آدم يلفظ الألم ثم تطلع لها ليقول بغيظ

= ليس كل الكسور نهاية حين تسقطي لم يرحمك احد حتى اضعف الضعفاء.. هل فكرتي بأنك ستظلي طول حياتك هكذا في هذا المكان أن لم تحاولي الهروب؟ لما انتٍ ضعيفه ومستسلمة هكذا يجب ان تحربي لاجل حريتك

علا الدم في عروق اليزابيث حتى كادت تنفجر من عينيها المحمرتين وهي تقول بقهر

= مستسلمه! طالما لا تعرف شيء عني لا تتحدث ولا تلومني انا ظليت هنا احارب بمفردي كثيره وفعلت المستحيل حتى اخرج من هذا المكان، لكن مع الاسف لم انجح ولا مرة، حتي عرفت بالآخير تقبل الهزيمه كأن افضل شيءً لي

ثم أغمضت اليزابيث عينيها وهي تتمتم بتلك الكلمات بنفس الألم حتى أخذت تنهت من تعب تكرارها وهتفت بحرقة قلب

= كم هو مؤلم .. أن تعيش حبيسا بين حلمك وواقعك ... لا واقعك يحتمل .. ولا حلمك يكتمل، اصبحت معتاده على الألم، وعندما يكثر الالام يختفي الاحساس وانا لم أعد أشعر بشيء

نكست اليزابيث رأسها وعم الصمت البائس بينهما لدقائق وهما على حالهما.. قبل أن يقاطعها آدم بامتعاض وملامح متجهمة

= في بعض الاحيان يجب ان تعطي لنفسك الحق في الارتياح و تقبل الحزن وليس الهزائم ، صديقيني كنت كذلك لسنوات طويلة الا أن مرضت نفسياً و فهمت انه يجب الخضوع للحرب وعدم تقبل الهزائم

انكمشت ملامح اليزابيث التي كانت تبادل آدم النظر باشمئزاز منه وهي تقول به بغضب ملامحها ونبرتها المشحونة

= أتمني أن أكون مثلك غير حساسية وقوية

ابتسم آدم باستخفاف مريرة و أردف بصوتٍ متهدج لائم

= مزحه سخيفه بالتاكيد اذا اصبحتي مكاني لم تستطيعي تحمل ما انا فيه وانا ايضا المثل، لان لا احد يتحمل عبء الاخر

رشقته بنظرات صارمة وهي تقول له من بين أسنانها ساخراً

= ما الذي احزنك جداً هكذا؟

ترققت ملامح آدم المحتدة لما يقوله وبالكاد تماسك بصلابة ألا ينهار وهو يقول بنبرة حزينه جدا من الفياض القابع بداخله

= الحياة

صمتت اليزابيث للحظات وقد هدأ ارتجافها ثم قالت بصوتٍ ضعيف

= لا افهم ما بك ولا أريد أن أعرف، بالاساس لم أعد أتفاجىء، أصبحت أتوقع أي شيء، من أي أحد، في أي وقت ولا أبالي...

هز رأسه بيأس منها بينما هي رفعت مقلتيها ونظرت إليه وقد لمحت بعينه وجع تنفست بحرارة وهي تقول بصوتها الرقيق المتذبذب

= لماذا تصر ان تساعدني هكذا ومستعد ان تفعل المستحيل لاجل فانت لا تعرفني حتي!

شعوره بالذنب تجاه والدته بأنه لم يعرف يساعدها رغم أنه كان حينها ليس باليد حيله، فابتلع مشاعره وتعابيره وغللها بإجحاف لا يريد فعل أو قول شيء من الماضي لكنه مع ذلك هتف بصوت مخنوق

= تعبيرك تذكرني بشيء! شيء مؤلم.. شيء كنت اهرب منه دائما ..الماضي المؤلم

لا يدري ما يفعله صحيح ام لا ولكن ما يعرفه حاليًا أنه لا يمكنه ان يتركها تعاني من ألم الاجبار علي شئ لا تريده وهو يقف يشاهد كيف حياتها تضيع دون فائدة بسبب ذئاب بشرية لا يملكون رحمة ...!

وفي نفس اللحظه بالخارج اقتربت شويكار من الباب حتى تطرق وتدلف لتخبره ان الوقت قد انتهى، لكن وجدت ان الباب مفتوح قليلا وعندما نظرت الى الداخل فاجئه بأنه الاثنين يقفون امام بعض و يتهامسون في شيء لم تسمعه جيد؟ عقدت حاجبيها بتعجب وعندما لاحظت ان اليزابيث رأتها اعتدلت شويكار بسرعه وفتحت الباب لتدخل وهي تبتسم ابتسامة باردة

= الوقت قد انتهى ارتدوا ثيابكم .. آه انتم مازالتو بملابسكم بالفعل لم أكن اعرف! هل تريد وقت اضافي سيد آدم

تطلع ادم بها ثم نظر الى اليزابيث مطولاً التي بادلته  النظره بجمود ليهز رأسه برفض وتقدم ليرحل للخارج بصمت، بينما تحركت اليزابيث لتفرد جسدها فوق الفراش وهي تبعثر بيدها خصلات شعرها المتمرده بشكل عشوائي فوق الفراش متجاهله شويكار تماما!!.

جزت شويكار على اسنانها بغيظ من تصرفاتها واغلقت الباب خلفها وتقدمت منها بخطوات غاضب لتتساءل بشك

= عن ماذا كنتم تتحدثون انتم الاثنين؟ ما الذي بينك وبينه؟ و لما كل مره ياتي إلي هنا يطلبك انتٍ بالذات ، ورأيت قبل قليل أنه لا يزال مرتدي ملابسه ولم يخلعها وانت ايضا معني ذلك أنه لم يلمسك ، فلماذا إذن يأتي إلى هنا و يطلبك انتٍ بالاخص وبنفس الوقت لم يقترب منك؟

قطبت اليزابيث حاجبيها وغمغمت ببطء وهي تصطنع التفكير

= أتذكر أنك أخبرتني ذات مرة أن الأشياء التي تحدث داخل الغرف مع الزبائن هي سر لا ينبغي لأحد أن يعرفها ، فلا تتدخلي فيما لا يعنيكٍ سيده شويكار

احتقن شويكار وجهها بالغضب وهي تراها مصممه على جعلها مادة لسخريتها فاندفعت نحوها و جذبت اليزابيث بقوة من ذراعها من فوق الفراش، لتشهق الاخرى من المفاجاه لا تستوعب متي تقدمت منها، و جحظت شويكار عيناها ونظرت باستهجان وهي تمتمت بحنق وانفعال.

= لا تلعبي هذه اللعبة معي ، لا أدري إلى متى سيستمر هذا السلوك الوقح والاستياء منك .. لا تتسرعي في موتك يا اليزابيث ، فقد توعد لكٍ السيد أدريان بأنه بعد شفائه سيخرج باحثًا عنك كأول شخص لينتقم منك لما فعلته به، ولن يبلغ الشرطه عنك .. ولا تتوقعي مني أن أدافع عنك أو اساعدك .. لأنك تستحق هذا وأكثر

ختمت شويكار حديثها الأخير بابتسامة شماته بينما صمتت اليزابيث و لا تنكر داخلها بأنها توترت بخوف من ذكر اسم "أدريان" أمامها و انتقامة لها.

❈-❈-❈

نزل آدم الدرج بسرعة قافز كل درجتين معا إلي أن وصل لطاولة الطعام فوجد نيشان هنا بمنزلة يجلس علي رأس الطاولة وعلي يمينه زين يقف فلتفتوا إليه ما أن سمعوا صوت خطواته فتحدث آدم قائلا بتوتر

= صباح الخير، كيف حالك يا ابي لم أكن اعلم انك هنا

رمقة زين بإبتسامة هادئ ورد عليه بمحبة

= صباح النور يا آدم تفضل الفطور جاهز ساذهب لاحضر القهوة لكم .. بالاذن

رحل زين بينما أقترب آدم وجلس أمام الطاوله أعلي المقعد و والده كأن يجلس أمامه بينما يسأله والده باهتمام

= لماذا لا تأتي الايام السابقة لبيتنا لتشاركنا طعام الغداء يا آدم، هل يجب ان اتي انا بنفسي في كل مره حتى تتذكر ان لديك اب

هز ادم رأسه برفض هاتفا باعتذار

= دعها في وقت لاحق يا أبي، هذه الايام سأظل مشغول بالعمل في الشركه

عقد نيشان حاجبيه بحده متسائلا بخشونة

= ولكن أليس اليوم هو عطلتك؟

تردد آدم قبل أن يقول بهدوء

= هذا صحيح، ولكن كنت أتحدث مع زين قبل قليل.. عن المناقصات الجديدة ويجب الاعتناء بها بنفسي، قريبا سآتي اليك لا تقلق بالتاكيد سينتهي هذا العمل

ضغط نيشان على أعصابه بضيق ثم هتف بسخط

= حسنًا ، بالمناسبة ، لا تعطي زين قيمة إضافيًا وتقربه منك كثيرا، حتي لا يعرف أسرارك وكل ما يخصك! قد رايته يتحرك في المنزل برايحيه كأنه منزله.. وهو في النهايه ليس أحد من افراد العائله ومجرد خادم فقير هنا

نظر آدم إليه مطولا فهو لا يعجبه أسلوب والده في العيش وكم يتسلط علي الفقراء فلا يعجبه احد غير أصحاب المراكز العاليه ذوات شأن في المجتمع تنهد آدم وهو يفكر لما لم يتعامل والده مع الشخص لشخصه وليس من اجل كم معه من النقود، او ابن من، فقط يهتم بالمظاهر ، ثم نظر إلي طبقه ليكمل طعامه في هدوء تام غير عابئ بة من حوله فدار نيشان ببصره إليه وراقبه في صمت يحاول أن يقرأ ما بداخله وما يمر به ليقلب حياته في ليله وضحاها رأس علي عقب خلال هذه الأيام، تنهد نيشان وهو يزفر انفاسه قائلا

= سأذهب فلقد تأخرت علي العمل.. أليس تريد ان تاتي معي مثل سابق وتتعلم كيف تدير هذه الاعمال

نظر آدم إليه وقد فهم عن اي عمل يتحدث؟ وهي الاعمال المشبوهه الذي يرفض رفض تام الاختلاط بها،  ليهز آدم رأسه برفض وتبسم بتوتر بينما جز نيشان علي أسنانه بغضب مكتوم منه لينهض بحده فخرج نيشان قاصداً عمله.. ليدعي آدم داخله إلي والده ان يعود إليه سالماً فكم كان يتمني أن يعمل معه ويدير أعماله ليكون بجواره ومطمئن عليه بدل من عمله هذا الغير مشروع والخطر الذي يجول من حوله .

❈-❈-❈

استمرت زيارات ادم الى اليزابيث لاقناعها بمساعدته لكن كانت دائما تقابله بالرفض او تتجاهل وجوده تماماً، لكنه مع كل ذلك لم يياس وحاول مرة اخرى.. تمددت اليزابيث على ظهرها فوق الفراش وكان آدم يقف أمامها بعيد بجانب النافذة ينظر للخارج لتهتف هي متسائلة بنبره فضوليه

= لنقل اني وافقت ان اذهب معك الى اين ستاخذني

التفت لها وهز ادم كتفه مرددا بصراحه وهو يقول بصوت هادئه

= كلها مجرد خطط مبدئية تدور داخل عقلي، لكن أريد أن تضعيه خيارا متاحا أمامنا، أساسا ااتي للمنزل هنا فقط لاقناعك، انا ليس من نوعيه الرجال الذي تقابليهم هنا يأتون لأجل رغبتهم، وكنت لا احب الاماكن التي مثل ذلك، قبل أن اراكٍ بالصدفه تزامنا مع الاحلام الماضي التي عادت لي مره ثانيه.. وفقط حينها عرفت كيف يمكن أن تدفعك الصدفة لمساعده الاخرين دون ان تعرفهم من قبل

ثم أخذ نفسا عميقا وقال بتشتت ممزوج بشجن الماضي

= لدي يقين بأن الله قد رتب تقابلنا مسبقًا، لسبب ما و ترك لنا فقط مهمة إيجاد الترتيبات فحسب و أؤمن تمامًا بأن كل شخص في هذه الحياه قد خُلق من أجل مهمه في ذلك العالم و عليه أن ينتظر حتى يجدها
لتغير حياته

اضطربت ملامح اليزابيث لتنهض وهي تستشيط غضبا هاتفه ساخرة

= هل أصبحت روحاني أيضًا؟ هل ما زلت تائهًا ولا تعرف ما الذي تريده بالضبط

خرج صوت آدم باستغراب وأسره التعجب لدقيقة قبل أن يردد

= وهل هناك من لا يعلم إذا كان يريد شيئاً أم لا ؟!

انكمشت على نفسها وهي تدير ظهرها إليه تشتاط  فهدرت به بملامح جامدة يكتنفها مزيج من.. الألم..

= بالطبع ، هناك أشخاص يعيشون حياتهم كلها دون أن يعرفوا بالضبط ما يريدون. إذا عرف كل شخص في العالم ما يريده وما لا يريده ، فلن تكون هناك حاجة تسمى الندم.

أطلق نفسا بائسًا وهو يرخي ربطة عنقه قائلا بإحباط

= اذن حددي ماذا تريدي في هذه الحياه حتى لا تشعري بالندم بعد فوات الاوان

التفتت له و ازدردت اليزابيث ريقها ثم فهدرت به بصوتٍ مشحون بالحنق والعناد

= جذوري ما زالت محبوسه بداخلي واقع مرير مرت به... ولكني رسمت حياتي كلوحه فنيه معبرة.. لوحه تجذب الانظار.. في منتصفها عيونها التي انبعث منها الاشراق للجميع..

عقد آدم حاجبيه بضيق من كلماتها الغير مسبوقة وأجابها بضجر

= لا أعرف لماذا حتى الآن لا تريدي أن تثقي به. أتيت إلى هنا أكثر من ثلاث مرات ولم أقترب منك أو المسك. أعني ، إذا جئت إلى هنا لأجل شهوتي كما تعتقدي ، لكنت اقتربت منك وأجبرتك على ذلك.

أطلقت اليزابيث ضحكه عالية بقوة و استخفاف لتقول بوجه حازم دون أن ترف لها جفن

= ماذا ؟ وهل حديثك هذا يعني أنك محل ثقة ولا تريد أن تؤذيني؟ بدلاً من ذلك ، أنت تفعل هذا بقصد تجعلني أثق بك وأوافق على مساعدتك والخروج من هنا معك وبعد ذلك ستستولي عليه، كنت اعرف شخص مثلك عرفني وعاملني بكل نبل ولطف واعترف ايضا انه احبني بجنون ولم يقترب مني ولا لمسني تعرف لماذا؟ حتى سعري يرتفع ويرسلني إلى هنا كعذراء .. وهو سبب وجودي هنا!

هز ادم رأسه بضيق شديد بينما حاولت اليزابيث أخذ نفسا من بين لهاثها لتغمغم بوهن

= لا تقلل من شأن الشخص الذي أمامك، ولا تنظر إلى علي إني بريئه و صغيرة و قليله خبره، لقد مررت بالعديد من الأشياء في حياتي التي لا أتوقع وجودها في الحياة ، لذلك لا تتوقع مني أن أصدقك أو أثق بك.

تنّهد آدم ثم هدر بإنهاك و يأس

=حسنا اعتذر، لكن صدقيني انا اقدم لكٍ فرصه لم تعوض جربي و لن تندم

اقتربت منه لتقف امامه ورفعت يدها تلامس خصلات شعره الذهبية لتقول بنبرتها الخاصة الرقيقه، بينما هو ظل مكانه مصدوم من فعلتها الجريئه حين بدأت تهتف كلماتها فأحس ادم فجأة برجفة وخفق أنفاسه بينما يسمعها تقول بدلال

= أسأل نفسي دائمًا لماذا تصر على مساعدتي بشكل خاص نيابة عن جميع النساء هنا؟ ماذا ، هل وقعت في حبي بهذه السرعة من النظرة الأولى .. أشعر أحيانًا أنك تهتم فقط بمظهري ، وأنت هنا من أجل ذلك. هل جذبك جمالي عندما رأيتني في منتصف الطريق لأول مرة ثم بدأت في اتخاذ خطواتك نحوي؟ قبل أن تتأكد من أنني أبدو مثل روحك .. هيا تحدث هل تفعل كل هذا لأنك تحبني ولا تريد أن تتركني هنا وحدي مع تلك الوحوش البرية

كان آدم ينظر بزرقة عينيها اللامعة حدقت اليزابيث  في عمق عينيه المخيفتين ككهفين مظلمين وقد تأججت فيهما النار على حين غرة! أما آدم فتشنج جسده في جوع إلى وصالها.. بل تلوّت روحه توقا لقربها.. وشبَّت النار فيه من كل جانب حين رفعت يدها وأصبحت تلامس صدره بخفوت.. بينما ابتلع ريقه ريقها بتوتر باضطراب من قربها وحاول أن يتحلى بالصبر وهو يتنفس الصعداء ببطء، وكانت هي تراقب ذلك لتجز علي أسنانها بعنف هاتفه باشئمزاز

= اصبحت اعرف النوعيه التي مثلك جيد، لا يهمهم غير انفسهم فقط ولا تمثل دور الرجل الخلوق الذي يحب مساعده الاخرين وهو بالاساس يفعل كل ذلك لاجل مصلحته

تراجع ادم بجسده من المفاجاه بصدمه ونظر آدم إليها بعدم فهم، و احتقن وجه اليزابيث بالامتعاض من آدم ثم ضربت علي صدره لتبعده بيدها بعنف هاتفه بانفعال

= في المره القادمه لم اقابلك لأنك تضيع لي وقتي بلا فائده ،اهتم بشؤونك ولا تتدخل في شؤون الاخرين

امتقع وجه آدم بالحرج والخزي وهو يرى اليزابيث مصممه على عدم تصديقه و ترفض طلبه بهذه الطريقة المهينة.. بلا بالاساس معتقده انه يسير خلفها لأجل غريزته.!

❈-❈-❈

بعد مرور يومين.. .

في منزل آدم، كان هو يجلس فوق المقعد شارد الذهن وبجانبه زين يشاهد مباره كره القدم بتركيز، ثم نظر آدم إلي زين ليهتف متسائلا باهتمام

= زين أريد أن أسألك عن شيء يخص والدي! أنت كنت تعمل معه في الماضي، لا تعرف لماذا لم يغلق شبكة الدعارة الخاصة بي شويكار وغيرها ، حتى تتوقف هذه السيدة عن استغلال الفتيات .. أليس هو رئيس بلدية القرية وله الحق في ذلك؟

اندهش زين من سؤاله ليشعر بالتردد وهو يردف بواقعية

= في الواقع! السيد نيشان قادر حقًا على فعل ذلك ، لكنه لا يريد أن يفعل ذلك لأنه أحيانًا يستفيد أيضًا من هاتين الفتاتين

عقد حاجبيه باستغراب بريب قائلا بشك

= ماذا كيف؟

ابتلع زين ريقه بتوتر وضيق من در فعله قبل أن يقول حقيقة والده البشعة مرددا

= أعني أن والدك أحيانًا يطلب من هذه السيدة أن ترسل له فتيات ليلاً ولكن ليس له !! فعندما كان يريد السيد نيشان شيئًا من أي شخص ويرفض يلجأ إلى تلك السيده ان تحضر له فتيات ،ويتفق معهم على أنهم يمارسون مهنتهم وينامون مع ذلك الرجال .. وكل هذا يحدث و يتم تسجيله بواسطة الكاميرات لأجل ابتزازهم

اتسعت آدم عينا بصدمه ولم يستوعب ما قاله ليصمت شاعراً بالاستحقار من فعلت زوج والدته غير مصدق، بينما لاحظ زين صمته لفتره ليقول باستغراب

= لكن لماذا أنت مهتم بهذا الموضوع؟

صمت آدم ولم يجيب عليه ليشعر بالاختناق من حديث زين عن والده! فهو يعتبر شريك معه لتلك السيده في استغلال الفتيات، هز رأسه بضيق شديد قبل أن ينهض للخارج بينما نظر له زين بقلق وهو يشاهده يرحل!

❈-❈-❈

بعد مرور اسبوع.

في منزل شويكار ، داخل إحدى الغرف ، كانت إليزابيث جالسة على المقعد ، تقلب فنجانًا من القهوة ، وكانت هانا جالسة بجانبها تتحدث معها عن باكر وكيف كانت سعيدة معه الفترات الاخيره و تتمنى بشدة الهروب معه من هنا وتتزوجه ، بينما كانت إليزابيث تستمع إليها بوجه مظلم بدون تعبير، تحاول الضغط على نفسها حتى لا تلفظ بكلمه تفسد سعادتها رغم انها داخلها غير راضية تماماً بأن تثق برجل ..

فتحت جومانة الباب فجاه ودلفت لتنظر إلي اليزابيث و لاحت على شفتيها المكتنزتين ابتسامة ماكرة وهي تردف

= العاشق الولهان قد وصل بالخارج

عقدت هانا حاجبيها بدهشة وهتفت باستغراب متسائلة باستفسار

= من تقصدي؟ 

همهمت جومانة قبل أن تعلمها بصراحة خطيرة

= وهل يوجد غيره، الرجل الوسيم الذي يتردد على ألحانه كثيرًا حتى يقابل إليزابيث، من الواضح أنه وقع في حبك. إنه لا يأتي إلى هنا من أجلك فقط

جحظت عيناها لا تصدق أنه قد عاد مره أخري، تالفت الأعصاب من ذلك الرجل الذي لا يمل لتحث نفسها بقوة على عدم التعليق.. إلا أنها لم تقدر أن تكتم كلماتها طويلا وخرج صوتها عاصفا وزجرتها بغضب

= ليس لدي أي علاقة بي، أخبرته في المرة الأخيرة أنه إذا عاد مرة أخرى ، فلن أقابله مهما فعل. رجل سخيف. لا أفهم لماذا يصر على نفس الموضوع في كل مرة.

نظرت إليها هانا مترددة وتحشرج صوتها وهي تقول باقتراح

= لماذا لا تعطيه فرصة يا إليزابيث؟ ربما كانت نيته سليمة بالفعل ويريد مساعدتك وإخراجك من هنا. لا تفوتي الفرصة وجربي ما سيحدث بعد ذلك، ماذا سنخسر أكثر مما فقدناه؟

عادت جومانة تلح عليها بعبثها المعهود لتثير استفزاز اليزابيث قائله بخبث

= حتى لو لم يساعدك فهل هناك شخص عاقل يرفض رجل مثلة ، إذا منك ، فسأوافق على أي شيء يطلبه مني. و ادع شخصًا واحدًا على الأقل يسيطر عليه. أفضل من المئات هنا .. عدا ذلك ، أنا معجب بمظهره ، فهو وسيم وغني ماذا أريد أكثر من ذلك

تغضَّن وجه اليزابيث بالضيق ولم يمضِ الكثير قبل أن تهتف اليزابيث بفظاظة إلي جومانة الواقفة والتي لا تبدو أنها ستبارح المكان من سعادتها لتقول بصوت جامد

= جومانة ، هل تصنعي لي معروفًا؟ اذهبي إليه وقابلي هذه المرة بدلا مني

__________
يتبع.

Continue Reading

You'll Also Like

191K 4.1K 30
المقدمة رقيقة هى تعيش كما تعيش اى فتاة حتى دخل هو حياتها ،فإصبحت فى حيرة تخاف من ان تقترب من ذلك الغريب الذى اقتحم حياتها حتى قررت فى النهاية ان تساع...
3.7M 89.5K 142
روايتنا بتتكلم عن الفقر والغني والشر والطيبه مليكه بنت فقيره و بسيطه ضحت بنفسها علشان اخواتها بنت وقعت في ايدين ناس لا ترحم طبعا الروايه بتعالج مشا...
120K 3.2K 20
" كادي " بنت ليبية من أصول غربية تملك سحر خاص ، تنقلب حياتها راس علي عقب بعد ان تقابل شخص يغير حياتها 🔥❤️😍 ؟ فما النهاية ؟ للكاتبة : هبوش
533K 18.6K 31
اجبره ان يعيشوا سنة كاملة مع بعضهم و هم لا يعرفون بعضهم ابدا من اجل الميراث و لكن القدر يجمعهم و يبدل القلوب و يكون السبب في حبهم و تبديل حالهم عطارة...