" شجن "

By Nadeen_Elf

16.5K 1.2K 904

علّمني حبّك أن أحزن وأنا مُحتاج منذ عصور لأمرأة تجعلني أحزن لامرأة أبكي فوق ذراعيها مثل العصفور لأمرأة تجم... More

" شجن " المقدمة
الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرين والأخير

الفصل الثالث

433 50 63
By Nadeen_Elf

انتصف الليل بالفعل ؛ وفي وقت متأخر من الليل كهذا لا احد من سكان المنزل بدا مستيقظاً عند وصولها
اتجهت مباشرة نحو غرفتها لتخلع معطفها الثقيل ؛ وضعت حقيبتها جانباً واسرعت نحو مكتبه لتضع التقرير عليه كما طلب منها

لم تتوقع ان يكون مستيقظاً في هذا الوقت ؛ لكنها لن تنجو من لسانه اللاذع صباحاً اذا لم تسلمه التقرير لذلك اتخذت قرارها بوضعه على مكتبه
دخلت المكتب بحذر وهي تنظر في جوانبه فلم تجد له أثراً ؛ تنهدت براحة وتقدمت نحو طاولة المكتب تنظر اليها بسكون قبل ان تهرب ابتسامة خافتة على شفتيها

لازال هو دونغهي نفسه كما عهدته ؛ يحب ان يكون كل شيء حوله منظماً ، مهووس بالترتيب والنظافة ولا يترك شيئاً في غير مكانه !
كيف له ان يبقى راسخاً على قواعده ثابتاً دون تغيير كل هذه المدة ؟!
هذا ما فكرت به وهي تضع التقرير بحذر متأكدة انه وضع بشكل مرتب وانيق ومستقيم كي لا تثير غضبه

وما ان اعتدلت بجسدها حتى اتاها صوته الهادئ كنسيم البحر معلقاً : ما الذي تفعلينه ؟

استدارت بفزع تنظر اليه وسرعان ما ابتلعت خوفها وتنهدت براحة عند رؤيته وهمست : لقد أخفتني !!

كرر سؤاله عليها دون اي مبالاة لخوفها ذاك : ما الذي تفعلينه في مكتبي وفي هذا الوقت المتأخر من الليل ؟

نظرت اليه بامتعاض في حين كان هو يلتقط أدق تفاصيلها بحذر ؛ يتقصى ملامحها التي ازدادت جمالاً ونصجاً عما يذكرها
عينيها الواسعتين ذات اللون الرمادي الآسر الذي كان نقيضاً باذخ الجمال للون شعرها الأسود الحريري وخصلاته الليلية وهي تحيط وجهها الصغير بحب
بشرتها البيضاء الناصعة ؛ شفتيها الحمراء كالدم وانفها الصغير ، انوثتها المتقدة ونعومة تفاصيلها ...

تكلمت بارتباك تحاول التهرب من عمق نظراته الفاتنة : لقد احضرت النقرير الذي طلبته بعد ان اصبح جاهزاً .

التقطت التقرير من على مكتبه بنهاية كلماتها ؛ ولغفلتها لم تشعر به وهو يقترب منها حتى أصبح امامها مباشره يحاصرها بين جسده الطويل مقارنة بقصر قامتها الأنثوية البحتة
اخذ التقرير من يديها وألقى عليه نظرة يبحث فيه ليتأكد منه دون ان يلاحظ نظراتها التي تعلقت به ..

بدون ان تشعر كانت غارقة بغياهب رجولته ؛ بداية من خصلات شعره السوداء المبللة والمنشفة التي يمسكها بيديه كأنه كان يحاول تجفيف شعره
بثيابه البيتيه المريحة ؛ بنطال رمادي واسع قليلاً ؛ وقميص قطني أسود يبرز تفاصيل جسده الرياضي .
عينيه الداكنتين بطبعهما الحاد ؛ ملامحه الوسيمة التي اتخذت من الكمال مثالاً ، خط فكه المستقيم وشفتيه المنفرجتين
كل تفاصيله الوسيمة التي وقعت في حبها قبل سنوات ؛ علامات شبابه التي اتسمت بالنضج بعد هذا الغياب كأنما لم يزده تقدمه في العمر سوى هيبة ووقاراً ..!

رائحة عطره الشذية تخللت انفاسها وأيقظتها من غفوة حب كادت تسرقها من يقظتها فتنحنحت بحرج لتلفت انتباهه اليها
ترددت نظراتها بارتباك وهي تحاول الابتعاد عنه بقدر بسيط جعله يدرك مدى قربه الفاحش منها فتراجع خطوتين الى الوراء ومد الأوراق لها متكلماً : احتفظي بنسخة من هذا التقرير مرجعاً لكِ لتصنعي عرضاً تقديمياً مناسباً للاجتماع

أخذت التقرير منه بعدم فهم بينما التفت متجهاً نحو مقعده ثم أضاف مبتسماً بمكر : يجب ان يكون العرض التقديمي جاهزاً قبل اجتماع الغد الذي سنعقده في تمام الحادية عشر ظهراً .

فغرت فمها على وسعه وهي تنظر الى ساعتها متكلمة بغير تصديق : هل تعي ما تقوله ، لقد تأخر الوقت بالفعل ولن اتمكن من اتمامه قبل ظهر الغد !!!

حرك كتفيه بغير اهتمام وبنظرة غشاها الغرور نطق : انها مشكلتك .

اعترضت بغيظ : كان عليك ان تطلب ذلك من مساعدتك مسبقاً !

دونغهي : انتِ ايضاً مساعدتي وعليكِ ان تتكفلي بالمهام التي امنحها لكِ وتنجزيها في الوقت المطلوب

أضاف متبجحاً وهو يشير لها بالمغادرة : لعلكِ لا ترغبين بتضييع المزيد من الوقت .

ضربت كعب قدمها بالأرض غضباً وغادرت وهي تشتمه في دواخلها ؛ لقد تمادى بالفعل وهو يحاول استعبادها منذ يومها الأول بالعمل !
عادت الى غرفتها ورمت التقرير على المكتب بضيق وأخذت تزفر انفاسها بحنق قبل ان تتنهد مستسلمة
التقطت التقرير بيديها من جديد وجلست على مكتبها وخلف جهاز الحاسوب خاصتها لتشرع بالعمل على عجل لعلها تتمكن من انجازه في الوقت المناسب .

اما هو ؛ أرخى جسده على مقعده الجلدي الفاخر متنفساً بعمق بعد مغادرتها ، رغماً عنه ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيه وهو يستذكر ملامحها التي كانت تكتم غضبها عنوة وهي تغادره .
خطته بمنحها وقتاً عصيباً تجري على خير ما يرام ؛ ويعلم انه اذا استمر على هذا الحال فلن يطول الوقت حتى يثور غضبها
ولعلها انذاك تنسحب من العمل وتتركه ، لعله اذا استثار شخصيتها المتمردة والمدللة تتوقف عن ازعاجه وتبتعد عن دائرة حياته الضيقة

هو مهما ادعى التجاهل والبرود ، ومهما حاول الانكار لازال يملك طيفاً من المشاعر بداخله لها
هي المرأة الوحيدة التي عبثت بعدادات نبضه ، والتي تمخترت داخل تفاصيل حياته واستولت على كل خيالات احلامه .
حبه لها كان مقترناً بالأبدية منذ بدايته ، علاقتهما كانت مشبعة بالأمل مغذية بالحب والعهود الموثقة ..

انها تلك الثقة العمياء هي من فتكت بقلبه ؛ ثقته انها ستكون له مهما حدث ، وانها شريكة العمر وزوجة المستقبل .
كل تفاصيل حبهما الذي عايشاه كانت تقود الى حقيقة واحدة مطلقة ، كل الأشخاص من حولهم والذين عايشوا لحظات حبهما كانوا مدركين انهما خلقا لبعضهما وان لا شيء قادر على تفريقهما .

لكنها أخلت بكل الموازين وحطمت ثقته تلك برحيلها ؛ تركته مشدوهاً عاجزاً لا يفهم سبب هجرها وقسوتها .
تركته ينازع حباً كان قد تفشى في كل جوانب قلبه واحتل جميع امور حياته ، تركته غريقاً في بحر مشاعره وابحرت بمركبها بعيداً عنه ..

عليها الان ان تدفع ثمن افعالها ، عليها ان تعتاد هذا الرجل القاسي الذي حطمت دعامات روحه سابقاً
عليها ان لا تتذمر اثر جروحها وهي تحاول جمع شظاياه المكسورة وان تتقبل غضبه وكبرياءه الجامح وهو يحاول الانتقام لرجولته .

مرت ساعات الليل طويلة عليها مرهقة وهي تعمل دون توقف لاعداد العرض التقديمي ولم تعلم كيف سرقها النوم في عز انشغالها وافقدها الشعور بكل ما حولها !
لكن صوت زقزقة العصافير على نافذة غرفتها صباحاً وشعاعات الشمس التي التفت حول اهدابها تداعبها جعلتها ترفع رأسها الثقيل بتعب

دلكت اكتافها المتصلبة من نومها غير المريح وهي جالسة على المكتب وفتحت عينيها الناعستين متثائبة وسرعان ما أطلقت صيحة عالية هزت اركان المنزل جمعت كل افراده عند مدخل غرفتها هلعين اليها

تساءلت خالتها بخوف مرتعدة : ما الأمر يونمي ، هل انتِ بخير ؟؟

قلبت نظراتها الدامعة بينهم بصمت قبل ان تنتحب متذمرة : لقد غفوت وافسدت كل شي ؛ رأسي الأحمق وقع على لوحة المفاتيح ومسحت كل ما كتبته طيلة الليل !!!

تنهد العم لي قبل ان يضحك بخفة : لقد أخفتنا أيتها الشقية !

تقوست شفتيها نحو الأسفل باستياء فماج الغضب بالخالة وهي تنهاها بغيظ : لقد وقع قلبي بسبب صراخك بتلك الطريقة منذ الصباح الباكر ايتها المزعجة ، ألا يمكنك ان تكوني اكثر حذراً بدلاً من التسبب بالقلق للجميع !!

اعتذرت بحزن : اعتذر لم اتعمد اخافتكم جميعاً

ابتسمت ميشا بلطف تواسيها : لا بأس ؛ يمكنك اصلاح ما افسدته فلا حاجة للقلق

اشارت لها موافقة ليغادروا جميعاً غرفتها كلٌ الى عمله عدا ذلك الرجل الذي كان يسند جسده الى اطار الباب مستمتعاً بمظهرها المضحك وما يبدو من يأس على ملامحها المرهقة
شعرها المبعثر بشكل فوضوي ؛ عينيها المنتفخة بسبب قلة النوم ، ملابسها غير المهندمة وبقايا النوم في عينيها

تكلمت بامتعاض من نظراته الساخرة : ما الذي يضحكك ؟!

اشار لها نحو شفتيها حيث بقايا لعابها الجافة وخرج بصمت يحاول كتم ضحكاته بصعوبة
اما هي فأسرعت نحو المرآة لتنظر الى نفسها وسرعان ما ضربت رأسها بالحائط باكية وهي تمسح ما سال من لعابها على شفتيها اثناء نومها ترثي حالها ..

تقلبت اوراق الأيام تباعاً تمكنت في تلك الأيام من توطيد علاقتها بخالتها وزوجها من جديد وتخطي فجوة الغياب التي كانت تفصلها
لكن خططها بسير علاقة دونغهي وميشا لم تكن تتقدم ولو بقدر انشٍ بسيط مما سبب لها الاحباط
صباح يوم جديد بدأته بدخولها الى المطبخ حيث كانت خالتها تعمل على تحضير قهوة دونغهي الصباحية المعتادة

على رؤوس اقدامها تقدمت منها بحذر حتى لا تشعر بوجودها ثم حالما أصبحت خلفها تماماً عانقتها بقوة وأسندت رأسها على ظهرها في حين بانت امارات الدهشة على ملامح خالتها التي سرعان ما ضحكت بخفة : بداية جميلة لصباحي معكِ ايتها الشقية !

همهمت بحب وهي تمرغ رأسها بظهر الخالة : اشتقت لكِ اكثر مما تصورين !

ابعدتها عنها وتكلمت بعتاب : وانا ايضاً اشتقت لكِ لكنك انتِ من اصر على الرحيل بشكل مفاجئ وقلبتِ حياتنا جميعاً رأساً على عقب !!

عبست ملامحها الجميلة متذمرة : ألا يمكنك ان تَكُفي عن تأنيبي ؛ انتِ لم تتوقفي عن ذكر ذلك ولو ليوم واحد منذ سفري !

ضربتها على رأسها بخفة : لن اتوقف أبداً ..

أضافت بمكر وهي تسكب القهوة في كوب دونغهي : أتراني وحدي من تشتاقين لها وتحبين معانقتها ام ان هناك شخصاً اخر تتمنين معانقته بهذا الشكل ؟

نظرت الى كوب القهوة مطولاً قبل ان تبتسم بدهاء ممازحة : ربما عناق وحده لن يكون كافياً ؛ هل امنحه قبلة ؟

تعجبت نظرات خالتها بغير فهم في حين تسرعت هي بتناول كوب القهوة من يدها وأخذت منه رشفة صغيرة ثم اعادته الى يدها فتساءلت خالتها بانفعال : ما الذي تفعلينه ايتها المجنونة ؟

قهقهت ضاحكة من بين كلماتها : انها قبلة غير مباشرة ؛ عندما يشرب من كوب القهوة هذا ...

بترت كلماتها حال دخوله للمطبخ بخطواته المعتدة الهادئة ؛ ألقى التحية على الخالة بلطف وتناول كوب القهوة من يدها في حين لم تقوى الخالة على قول شيء
بفراسة نظراته الحادة التقط شبه ابتسامة مكتومة على ثغر يونمي فرفع احد حاجبيه متسائلاً بحذر : هل انتِ من صنع هذه القهوة يا خالة ؟

اشارت له موافقة ورغم ذلك لم يتمكن من تخطي ارتيابه بشأن نظرات يونمي العابثة ؛ قرب الكوب منه ليشتم رائحته وهو ليس واثقاً ان كانت قد قامت باحدى حيلها العابثة كما في صغرها
لعلها وضعت له شيئاً في القهوة لتعاقبه لما يفعله بها في العمل ؛ او لربما هناك مقلب ما في الكوب
لكن رائحة القهوة المنعشة بدت طبيعية للغاية فتشجع بأخذ رشفة صغيرة يتذوقها فتأكد انها لا تشكو من شيء !

نظر اليها بطرفه ثم حاول نفي تلك الأفكار من رأسه ؛ لا يمكن لها ان تقوم بأي تصرف عابث بينما علاقتهما غدت رسمية جداً منذ عودتهما
ورغم انه لا يفهم سبب ملامحها المريبة الا انه قرر المضي خارج المطبخ وهو يحتسي قهوته متكلماً : لن اشارككم على الفطور اليوم فلدي عمل مهم ويجدر بي المغادرة باكراً .

حال مغادرته انفرطت يونمي ضاحكة بقوة في حين أطلقت الخالة زفيراً عميقاً وهي تمسك قلبها وسرعان ما انقضت على يونمي لتضربها بغيظ : كاد قلبي يسقط من الخوف !!

بعبثية رددت وهي تتجنب ضربات خالتها : لم يكتشف الأمر فلماذا الخوف ؟

ابتعدت عنها الخالة وبدأت بتحضير الفطور وهي تؤنبها : انتِ تعلمين انه مهووس بكل ما يخصه واذا علم انكِ شربتِ من قهوته لن تكون النتائج حميدة .

حركت كتفيها بعدم اكتراث وجلست أعلى طاولة المطبخ بينما ترنح ساقيها في الهواء : لكنه لم يكتشف ذلك ..

أضافت وهي تراقب خالتها منهمكة بالعمل : لكن ؛ ألم تتقدمي في العمر بما يكفي لجلب طاهية تقوم بتحضير الطعام عوضاً عنك ؟!

اجابت الخالة دون الالتفات اليها : انتِ تعلمين ان عمكِ لا يحب تناول الطعام سوى من يدي لذلك لا يسعني سوى تحضيره من اجله

بريق حب دافئ تألق في عينيها وغمر صوتها وهي تهمس : الحب الذي يجمعكما هو أعظم حب شاهدته في حياتي ، كما الأحلام ولكم تمنيت ان احظى بحب مشابه !

لم تسمع خالتها صوت همسها ذاك وهي منشغلة بالعمل فران صمت قصير قبل ان تخطر في بالها فكرة جعلتها تقفز في مكانها بحماس متكلمة : دونغهي ايضاً يحب فطيرة التفاح المعدة في المنزل !

قطبت خالتها حاجبيها متسائلة : ماذا اذاً ؟؟

غمزتها بعفوية وهي تهم بالعمل : سأحضر فطيرة التفاح حالاً ..

نظرت اليها خالتها بتعجب لوهلة قبل ان تبتسم بسعادة ظناً منها انها تحاول اصلاح علاقتها بدونغهي والتقرب منه .

خلال ذلك الوقت ؛ عند دونغهي الذي كان يحتسي قهوته على عجل توقف لوهلة مفكراً بتلك الفتاة في الأسفل وسبب ضحكتها المكبوتة
ألقى نظرة متفحصة على الكوب فلاحظ بقايا احمر الشفاه بشكل باهت بالكاد يرى على حافة الكوب ففهم الأمر
سبب ضحكتها هو انها سبقته وشربت شيئاً من قهوته !!

تنهد بقلة حيلة وهو ينظر الى بقايا احمر الشفاه ثم عاد ليرتشف المزيد من قهوته من ذات المكان الذي شربت منه
ابتسامة صغيرة زينت ثغره وهو يحدث نفسه هامساً : انها لذيذة !

وحالما استوعب ما يفعله ابعد الكوب عنه ووضعه جانباً بنفور ؛ لا يمكن له ان يسمح لها بالتمادي بعبثيتها تلك !
لا يجب ان يستسلم لها من جديد لانه وحده من سيتأذى في النهاية .
لا يعلم سبب فعلتها تلك وان كانت قد تعمدت ترك اثر احمر شفاهها على كوبه لتستثير حواسه
لا يعلم ان كانت تسعى للفوز بقلبه من جديد ام انها تعبث به فحسب ، أليست هي من طلبت منه ان يكونا مجرد صديقين ؟

بالعودة اليها  فما يدور في عقلها كان شيئاً مختلفاً تماماً عما يظنه الجميع بها ، اعتذرت من ميشا ودفعتها للذهاب الى الشركة اولاً متحججة ببعض الاعمال التي ستنجزها اولاً
استغلت مغادرة دونغهي باكراً وانشغاله باجتماع مهم خارج الشركة مما سيمنعه من ملاحظة تأخرها وبذلك انهت تحضير فطيرة التفاح وأخذتها الى الشركة معها .

وخلال نهار عمل ذلك اليوم ؛ عندما حان موعد استراحة الغداء قابلت ميشا التي سألتها مرافقتها لتناول الغداء
لكنها كانت تخطط لأمر اخر جعلها تسحبها معها ناحية مكتب دونغهي ووقفت في الخارج متكلمة : أتعلمين ان دونغهي لن يذهب لتناول الغداء بسبب انشغاله !

تكلمت ميشا بعدم فهم : ذلك لن يكون جيداً لصحته

دفعت اليها يونمي بصندوق الطعام وتكلمت مبتسمة بمكر : انه يحب فطيرة التفاح وهي قد تكون بديلاً مناسباً لوجبة الغداء ، قدميها له .

نظرت اليها ميشا بشك : لكن لماذا لا تقدمينها انتِ له بنفسك ؟

تنهدت يونمي بيأس ووضعت ذراعها على كتف صديقتها متسائلة : ألستِ معجبة به ؟!

اتسعت نظرات ميشا وشهقت بقوة قبل ان تكتم انفاسها بكفيها وتساءلت بصوتها المحبوس : كيف علمتِ بذلك ؟!

بفخر واعتزاز اجابت : وهل هناك فتاة تستطيع مقاومة سحر لي دونغهي ؟!

رمشت ميشا بعينيها عدة مرة متعجبة فأضافت يونمي : اعني ، لقد كنت اراقبكما مؤخراً لكنني لاحظت عدم وجود اي تقدم بينكما !

عبست ملامحها الرقيقة وتكلمت بخفوت : ليس من السهل التقرب منه ؛ وكأنه يبني جداراً عازلاً يمنع اي شخص من العبور الى دواخله ، انه حتى لا يمنحني فرصة لفتح اي حوار معه باجاباته المقتضبة وملامحه المتجهمة طيلة الوقت !!

حركت يونمي رأسها بالإيجاب مهمهمة بدون وعي : هذا صحيح تماماً ؛ بل انه جدار حجري بذات نفسه لا يمكن لاحد لمس قلبه فهو من صوان قاسٍ ، مهما سعيتِ نحوه ستجدين الصد جواباً من صعب المراس ذاك !!

ابتسمت ميشا بلطف معلقة : انتِ تعرفينه جيداً !

استعادت نباهتها وتكلمت تحاول استدراك خطئها : بكل تأكيد فقد عشت معه وقتاً ليس بالقصير بحكم انه ابن زوج خالتي !

اضافت متلبكة تواري مشاعرها : لكنني ادعم مشاعرك بكل قوتي ؛ سأفعل ما بوسعي لمساعدتك واعلم انكِ ستنجحين بالوصول الى قلبه

عضت ميشا شفتيها برفق وهمست : هل سأنجح بذلك ؟

دفعتها يونمي نحو مكتبه متكلمة باصرار : تقدمي منه فحسب وستنجحين بمساعدة جنيتك السحرية ..

طرقت ميشا الباب بتردد ودخلت اليه بعد ان اذن لها بينما بقيت يونمي في الخارج تحدق في الباب الذي اغلق بسكون
اجل ؛ ستكون جنية حبهما السحرية ؛ ستفعل كل ما بوسعها لتجمعهما معاً فهي ان كانت عاجزة عن اسعاده بحبها فستنبش عن سعادته بكل وسيلة ممكنة حتى لو كان ذلك على حساب قلبها المتيم به ..!

تعلم يقيناً ان ميشاً تحمل جميع مواصفات فتاة احلامه التي ذكرها لها ذات يوم ؛ تذكر عندما اخبرها ان نوعه المثالي فتاة مهذبة رقيقة ناعمة الملامح خجول ولبقة ومثقفة
كل تلك الصفات خلقت وتشكلت بميشا ؛ وهذا ما جعلها تبدأ هذا الامر وكلها ثقة انها ستنجح بجمعهما معاً
عدة خطوات أخرى وسيفتح عينيه ليراها بوضوح ؛ دفعات صغيرة منها ستجمع هذين الاثنين تحت مظلة الحب ...



#انتهى
اتمنى يكون عجبكم
اول ما يوصل الفصل 30 فوت رح ينزل الفصل التالي
الى اللقاء في الفصل القادم اصدقائي

Continue Reading

You'll Also Like

4.1M 61.9K 66
تتشابك أقدارنا ... سواء قبلنا بها أم رفضناها .. فهي حق وعلينا التسليم ‏هل أسلمك حصوني وقلاعي وأنت من فرضت عليا الخضوع والإذلال فلتكن حر...
10.3M 252K 55
من بعد تلك المرة الوحيدة التى جمعها القدر به اصبحت من بعدها غارقة بحبه حتى أذنيها..قامت بجمع صوره من المجلات و الجرائد محتفظة بها داخل صندوق كما لو ك...
242K 22.7K 39
"لِما القهوة السوداء تحديداً؟" "لأنها تذكرني بكِ، فمهما كانت مرارتها ما زِلتُ أرتَشِفُ مِنها!" Ooh sehun Kim yerim
2.7M 56.7K 76
نتحدث هنا يا سادة عن ملحمة أمبراطورية المغازي تلك العائلة العريقة" التي يدير اعمالها الحفيد الأكبر «جبران المغازي» المعروف بقساوة القلب وصلابة العقل...