اغوار جارى لكاتبة هند صابر

De AyaMostaffa

6.3K 323 6

اغوار جارى Mais

الفصل الاول
الفصل الثانى
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادى عشر
الفصل الثانى عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادى والعشرون
الفصل الثانى والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون والاخير

الفصل السابع عشر

189 12 1
De AyaMostaffa

الفصل السابع عشر ........

(لأنك مسنودة)

بعد مرور شهرين ....

كانت سحاب واقفة مكتفة ذراعيها حول جسدها وتتطلع نحوه وهو جالس على الارض منهمك بشد عجلات جديدة لسيارتها والحيرة تغلف قلبها أكثر من السابق وعلامات استفهام تذيل كل اهتمام بها يبدر منه وكأنها أصبحت محظيته بعيون اهل القرية الذين تملأ قلوبهم الريبة والاتهام!
انهم يتجنبونها مثلها مثله ويخشونها كأن اسمها قرن باسمه وكأنها جزء منه او تابع له!
بمرور الأيام حدثت أمور كثيرة وربما إيجابية على صعيد الاستقرار وترتيب صفحات حياتها في ذلك الدار الذي تغير تماما وربما أفضل شيء حصل لها لحد الان هو اختفاء ميرال
طوال الشهرين لم تتواصل معها ولو باتصال هاتفي وكأن ميرال استسلمت لهروبها ورفضها وهذا ما منح سحاب طاقة جديدة وقوة داخلية
وحتى المدعو خليل لم يقترب لا من قريب ولا من بعيد وكأن الحظ بدأ يحالفها
وكأن القدر أوقف اللعبة الى ذلك الحد وفتح لها افاق جديدة ليختبرها!
وأحيانا تداعبها خيالات ساذجة بأن بارع وراء ابتعادهم عنها!

اما عنه لم يتغير شيء والحال كما هو عليه وبارع هو ذاته البارع بإخفاء تفاصيل حياته عنها وكأنه بئر كلما نزلت لاستكشافه وجدته أكثر عمقا مما تظن ويصعب عليها الخروج منه
كل ما تغير بينهما انه وصل الى قلبها ولامسه برفق دون ان يعلم شيء عما يفعله بمشاعرها انه ساحر بالفعل لكن بطريقة مختلفة عن المتعارف عليه والمألوف وذلك هو الخطر الجديد المحدق بها والذي ربما يحطمها يوما ما ....
من انت؟ انا لا اعرفك مازالت لا اعرفك!
ما كل هذه البساطة والتعقيد بالوقت ذاته؟
ما كل هذه العفوية والعمق معا؟
بدى الاستياء واضحا على تعابيرها وكأنها سئمت مما يحدث ومما تراه بوجوه الناس وسئمت من صمتها وصمته وترغب بالحصول على إجابات شافية من لسانه لأسئلة كثيرة تكدست بداخلها وازدحمت بعد ان فشلت بالبحث عن أجوبة مقنعة لقلبها المتعب
لم تعد قادرة على السكوت والتجاهل والتظاهر بعدم الاكتراث لم تعد قادرة على كبح جماح فضولها بمعرفة المزيد عنه ليتها تستطيع ان تسأله بكل بساطة ويجيبها بعفوية ليتها تقول له الى متى تبقى هكذا كظرف رسالة مغلق لا أحد يجرؤ على فتحه؟
الى متى تبقى صامت وتتركهم يتكلمون عنك بالسوء ويخشونك كأنك وحش كاسر مع انك تبدو لي انسان بكل ما للكلمة من معنى؟
ما معنى صمتك؟ يعجبك ذلك الخوف بأعينهم؟
راض ان تكون منبوذ ومنعزل وملقب بالمشعوذ او الممسوس مستفيد من ذلك؟
لا اظن بذلك متعة او مكسب انت بصمتك تؤكد اتهاماتهم وتفاقم حيرتي وشكوكي اتجاهك
ما زلت لا اثق بك مازالت اكاذيبك تحيرني وعلامات ودلائل مبهمة تجعلني اخافك ربما انا متورطة مع سفاح ذكي وخطير ....

تمنت ان تصرخ به بكل ثقة وقوة الى متى تبقى تهتم بشؤوني وكأنك ولي امري ولم تتوقف عن تقديم المساعدة متى طلبتها وتبدي لي رفق ولطف واصغاء يجعلني اتعلق بك رغما عني مع انني متحرجة جدا مما اشعر به حيالك؟
لماذا اجدك عفوي وبسيط وصادق وبنفس الوقت اشعر انني مخدوعة بك ولا اعرفك وكأنك لغز يصعب علي فك رموزه وشفراته؟
لماذا انت قريب وبنفس الوقت بعيد جدا؟ لقد اتعبت اعصابي أكثر مما هي متعبة وحيرتني اكثر مما انا واقعة بمتاهات الحيرة؟

أتمنى ان أقول لك كل ذلك وبصوت مرتفع لكن لا أقدر انا متهيبة منك وأخشى من هالة الغموض التي تحيط نفسك بها
اشعر انك انسان معقد وصعب رغم بساطتك التي توحي بها الي او ربما تصطنعها!
أحيانا اشعر انك غدار وتخفي اسرار وتحيط نفسك بأسوار منيعة يصعب اختراقها!

تأملت تموجات الألوان بشعره تحت اشعة الشمس ولاحظت كم لون بشرته جذاب ورجولي اما عن عينيه فهي حكاية لوحدها وذلك الوحش الكامن بهما تبين انه اليف ورقيق لكنه متمسك بلقب الوحش!
انزلت اهدابها بحياء مختلط بندم وتأنيب
الى هذه الدرجة أصبحت ترى كل شيء فيه مثير للانتباه ومؤثر منذ متى يا سحاب ويجذبك رجل!

التفت اليها وهي واقفة خلفه ورفع بصره وتوهجت عينيه بابتسامة خطيرة قائلا: "أطلت الصمت مع انك ثرثارة؟ اقلق كثيرا عندما تصمت المرأة اشعر انها تتدبر امرا"
هي وبنبرة سخيفة وغير مناسبة: "كأنك تعرف الكثير عن المرأة"
خفتت ابتسامته تدريجيا وعاد الى عمله واكتفى بالصمت كعادته
آه من الصمت الذي يخفي الكثير من الحقائق بعتمته ويرميها الى اخر مدى من الأوهام والظنون مرت أيام واسابيع وانت لم تسمح لي ان اعرف شيئا عنك شأني شأن الأهالي هنا عدا انك تدخل بيتي وتمدني بالعون والأمان وكأنك ابي الذي لم اره ولا اعرف ما مصلحتك من كل ذلك وما هدفك؟ انا اعجبك؟ تريد ان تحبني؟ لا .... لا ارجوك .... لست صالحة للحب ....
وتدفقت الدموع من عينيها حتى مسحتهما بسرعة كي لا يشعر بها وبسرعة وجدت نفسها تتركه وتبتعد
دخلت الى بيتها تاركة الباب مفتوح وجلست على الاريكة وشبكت يديها بين فخذيها كالخائفة.... ما غرضك معي؟ ان توقعني في شراكك؟ غرضك العبث؟ العبث بمشاعري والتسلية بي؟ لا ارجوك .... لست صالحة للعبث لست صالحة لأي غرض

ورفعت بصرها نحو الباب عندما وجدته واقف ويديه مصبغتان باللون الأسود والزيوت إثر عمله بسيارتها طوال النهار واسدلت اهدابها بسرعة محاولة إخفاء احمرار عينيها وهواجسها واضطراب افكارها به.
اغلق الباب رغم انه كان يتركه مفتوحا دائما مراعاة لكلام الناس الذي يهمها ولا يهمه بشيء واقلقتها تلك الحركة منه وكأنه ينوي على فعل شيء ليست مستعدة له ولا تود تكرار التجربة المحرجة!
عندما تقدم بخطوات بطيئة ودنا منها خشيت من ذلك الاقتراب وتفاقم اضطرابها عندما جلس بالقرب جدا حتى لامس جسده جسدها وقال دون ان يتطلع بها بل اسند ظهره على الاريكة وبجدية: "لا ليس لدي معرفة بالنساء .... لست متزوج ولست مجرب ولست خبير ان كان هذا ما تريدين معرفته ويشغلك .... و.... وربما انا في طور التجربة بالوقت الحالي مع فتاة كثيرة القلق والتخوف وكثيرة الحياء .... فضولية تريد ان تعرف كل شيء عن أي شيء وتحشر انفها بشؤون الناس وقصصهم وتظن نفسها قادرة على اصلاح الكون بقوامها الناعم وقلبها الكتوم .... متكتمه جدا على حياتها بحيث انني اسألها طوال أيام واسابيع وربما أشهر عن سيدة رأيتها تحاول اختطافها ولم تخبرني وتركت الامر حسرة بقلبي مع انني قادر ان اعرف بمصادري الخاصة لكن أفضل ان اسمع منها"
شهقت من تلميحه وقالت بتردد: "امي .... انها امي" قالت ذلك رغما عنها لانها خشيت ان يبحث ويطقس!
تجنبت التطلع بوجهه وحجبت الغيوم الشمس لتبعث بظلمة خفيفة على الردهة مما جعلها تشعر بقشعريرة باردة
قال باستغراب: "أمك! .... لا تشبهك"
خفضت بصرها وعجزت عن الكلام وليته يسكت
كأنه قرأ افكارها اذ اكتفى بهذا القدر من المعرفة

شعرت بجفاف حلقها وارتعاش يدها عندما وضع يده على كلتا يديها المتشابكة ولونهما بالزيت الغامق ذو الرائحة النفاثة وحرك انامله صعودا الى معصميها
انها خائفة من كل شيء من احساسها به من احساسه بها من الاقتراب من تكرار ما حدث قبل فترة من تلك القبلة النهمة التي اوجدت بداخلها احاسيس لم تألفها من قبل احاسيس ارادت ان تحتقرها لكنها لا تقدر
لا تريد ان تخالط أنفاسها أنفاسه مجددا ان ذلك أكثر ما تهابه وتتجنبه ووجدت نفسها تقول بنبرة غير واثقة: "لا تلمسني"
وسحبت يديها من قبضته مما جعله يضع يده على شعرها ويبعد خصلاتها عن جانب وجهها ويداعب خدها قائلا بتفحص: "افهمك يا سحاب .... انت حائرة بين امرين .... بيني وبين الناس .... خائفة منهم ومني .... تخشين ان تحبينني"
رفعت بصرها بسرعة وتطلعت به بقلق وصدمة وقالت بسرعة وهي تبعد يده بنفور: "احبك! .... ماذا تقول؟"
ابتسم وبدى بارد وكأن مثل هذه الكلمات بينهما لا تثير قلقه او مشاعره وقال بنبرة يشوبها العبث: "قلت تخشين لم اقل انك تحبينني.... لكن لا افهم ما الضير ان تحبيني؟ لست مؤهل؟"
شعرت به مسيطر ومستمتع باضطرابها ونهضت بسرعة لكنه امسكها من معصمها وشدها اليه قليلا وابتسم وهو يراقب الحمرة التي اعتلت وجنتيها وهمس: "خجولة جدا .... أحب ذلك بك"
ربما هذه اسوء عبارة قالها مما جعل دموعها تتساقط وذلك اثار دهشته لينهض ويحيط وجهها قائلا بجدية: "ما بك امزح معك فقط .... اننا أصدقاء .... سبق واعتذرت لك على لحظة ضعف وصدقيني لم انوي تكرارها الا .... الا اذا كان لك رأيي اخر"
وتلاشت تعابير التسلية والعبث ليحل محلها تجهم وانزل يديه من وجهها عندما قالت باستنكار ونفور: "قلت لك لا تلمسني .... لا تقترب .... لا تدخل بيتي .... لست بحاجة الى مساعدتك .... انا لا اثق بك .... ولا اريد ان اثق .... انا مخدوعة وانت تستدرج مشاعري لتكسب ثقتي .... انت كما وصفوك قاتل ومغتصب والدليل تلك الأصوات التي اسمعها بين الحين والأخر .... وعابث أيضا .... انت رجل عابث والدليل المرأة التي كانت معك .... خوف الناس منك ليس من فراغ يا بارع انت مجرم والدليل خوفك ورهبتك كلما ذكرت اسم الشرطة امامك"
لا تعرف ماذا أصابها ولماذا فعلت ذلك؟ لا تعرف ما كمية الغضب التي سيطرت عليها وكيف بصقت تلك الكلمات القاسية بوجهه!
وتمنت ان يرجع بها الزمن دقائق لتسيطر على انفعالها وتلجم لسانها لكن الغريب ان ملامحه بقيت كما هي لم تتغير .... لم تصدمه ولم تثير غضبه وكل ما فعله انه اومأ ببطء ولم ينتظر طويلا اذ خرج من بيتها وانهارت بالبكاء وتمنت ان تجري خلفه وتطلب السماح
تعلم ان كل ما قالته بحقه غير صحيح ونادمة اشد الندم على معاملتها له بهذه الطريقة السيئة الوقحة
فعلت ذلك لحماية نفسها منه ومن الانخراط معه بعلاقة غير مناسبة لوضعها ووضعه وربما ارادت حمايته منها لا تعرف بالضبط وأيضا توجست من محاولة اقترابه أكثر او تقبيلها وارادت ان تمنع ذلك بأي وسيلة ولو كانت غير منطقية.
لم تستطع النوم ليلتها وشعرت بالخسارة .... خسارته .... ولا تظن انه سيغفر لها ويسامحها.

.................................................. .....................
كان الخبر كصاعقة ضربت رأسها وهتفت باستنكار: "كيف؟ تتزوج؟ .... تلك جريمة .... كيف توافقين؟"
عتاب وبتسليم: "ولماذا لا أوافق؟ خالها يريد مصلحتها والعريس ابن عمها اين الجريمة؟"
تناولت كيس الرغيف من البائع وقالت مصدومة: "فوزية قاصر .... والذي اعرفه انها لا تحب ذلك المدعو وسام .... انت متوهمة يا ام فوزية خليل لا يريد مصلحتها .... خليل يريد قهرها وقتل قلبها لانه عديم الإنسانية"
تناولت عتاب كيس الرغيف وابتعدت عنها كأنها غير مقتنعة لكن شعرت ان عتاب مغلوب على امرها وليست راضية بملأ ارادتها وان خليل يمارس عليهم دور الدكتاتور
عضت على شفتها ماذا يتوجب عليها فعله لمساعدة البنت المسكينة خاصة وأنها تعلم من فوزية ان وسام حقير للغاية والبنت تمقته.
سارت والخيبة تغلفها وقبل ان تبتعد لمحة ابنة البقال مقبلة لشراء الرغيف ووجدتها فرصة للتحدث معها فألقت عليها التحية وسألتها عن والدتها وعن احوالهم والبنت بدت غير مرحبة بها وبكلامها بالطبع فالبنت تظنها تخص السفاح شأنها شأن بقية الأهالي .... تخص قاتل ابيها كيف تعاملها اذن؟ الخوف منع البنت من ان تصرخ بوجهها وتشتمها لكن ما قالته عن مرض والدتها جعل سحاب تتعاطف وتفكر بزيارة الارملة المريضة لمواساتها هذا أضعف الايمان.
عادت بهموم فوق همها قصة فوزية ومرض الارملة مما جعلها مكتئبة وتشعر بالتقصير وكأن بيدها ان تساعد لكن لا تجرؤ
وقبل ان تفتح بابها القت نظرة على باب بارع وشعرت بالشوق الى رؤيته والتكلم معه فقدت مر يومين ولا تعرف عنه شيء وكأنه اختفى تماما .... الى متى يبقى مبتعد؟ تبادر بالاعتذار؟ تذهب اليه؟ تخبره عن ندمها؟ لا .... لا تجرؤ .... انها ضعيفة امامه.
.................................................. ..............................
في اليوم التالي
طرقت على باب بيت البقال وبيدها علبة حلويات صغيرة وهذه المرة لم تكن بالحماس ذاته التي قابلت به السيدة سابقا وكأنها لا تريد معرفة شيء عن القاتل او التبليغ عنه وكأنها تريد ان تصمت شأنها شأنهم!
استقبلوها بتحفظ وادخلوها الى الغرفة التي تنام بها والدتهم وفوجئت بالسيدة متدهورة وكأنها على وشك اللحاق بزوجها!
جلست عندها وكانت السيدة تتكلم بوهن وتعب: "كنت .... كنت افكر بك .... ولدي رغبة بداخلي بأن اراك قبل ان ارحل عن هذه الدنيا.... الحمد لله كأن الله استجاب لي وجلبك الي بقدميك"
خفقت اهداب سحاب واومأت ببهوت قائلة: "تحت امرك"
انسابت دموع السيدة وامسكت سحاب يدها قائلة بحزن: "اعلم .... اعرف ما الذي جعلك طريحة الفراش انت مستاءة وحزينة ليس لموت زوجك فقط بل لانك لا تقدرين ان تردي له حقه"
بكت السيدة واغرورقت عيني سحاب بدموع القهر والعطف والشفقة وقالت بنبرة خافتة: "ارجوك كفى .... لا تحملي نفسك فوق طاقتها"
السيدة وبصوت خفيض: "اريد ان ابلغ .... انهم يمنعونني .... بناتي أيضا يمنعني من تخليص رقبتي قبل ان اقابله .... لو ذهبت اليه سيعاتبني"
اضطربت سحاب وواصلت السيدة: "ارجوك ساعديني .... قلت لي مرة انك قادرة على اخبار الشرطة .... ان ما حصل لزوجي شنيع .... زوجي مظلوم ومغدور"
عضت سحاب على شفتها وشعرت انها غير قادرة لان الوضع اختلف انها لا تقدر ان تبلغ.
تساقطت دموعها وقالت بانكسار: "اعتذر لأني سأخذلك .... ارجوك اعفينني من تلك المهمة .... اريد ان أبقى بعيدا"
السيدة وبعيون محتقنه الاوردة: "لا تريدين رحمة الله تنزل علي وعليك ايضا .... كان عشمي بك خيرا"
سحاب وبحرج: "لماذا انا بالذات .... لماذا؟"
السيدة وبتعب شديد: "لانك قوية .... لانك صاحبته .... لانك مسنودة ولا احد سيتقرب منك"
اتسعت عينيها ولا تعرف عمن تتحدث مسنودة! صاحبته!
السيدة وبرجاء كأنه الرجاء الأخير: "بلغي عنهم .... أولاد عمومته من قتلوه من اجل قطعة ارض حقيرة .... من اجل ميراث لا قيمة له هدروا دمه .... اختلفوا على تقسيم الإرث وتشاجروا وزوجي ركب رأسه وعند معهم والشيطان حضر وحصل ما حصل .... يهددونني انا وبناتي والخوف من اقعدني عن نصرة زوجي خشيت ان اقابل ربي وهو غاضب علي اريد ان اؤدي الأمانة"
كانت سحاب فاغرة فاها وبدت عينيها مدورتين من الذهول .... قتلوه! أولاد عمومته قتلوه! .... حقا! .... ليس بارع؟ ليس بارع من قتل البقال .... تمنت ان تركض في القرية وتنادي بأعلى صوتها بكل فرع ومنطقة وتهتف ليس بارع من قتله .... بارع مظلوم .... بارع بريء.
الحمد لله الحمد لله الذي استنقذني من الشك والحيرة انا سعيدة جدا الان سعيدة لدرجة ان قلبي يرفرف بصدري
استغربت السيدة تألق وتوهج عينيها والابتسامة التي ارتسمت على شفتيها واستغربت أكثر عندما هوت الى يدها وقبلتها قائلة: "احبك .... احبك جدا انت انتشلتني من غياهب الشك .... سأساعدك وفورا سأتجه الى المركز وابلغ عنهم فقط أخبريني بالتفاصيل قولي لي كل شيء عن الحادثة وسأخبرهم انني رأيت بعيني"

خرجت سحاب مسرعة والفرحة تملأ قلبها وكمية من الحقائق والدلائل بحوزتها لكن قبل ان تصل الى الباب ظهرن لها بنات السيدة بشكل حاجز بشري وعيونهم متقدة!

.................................................. ..............................

انتهى الفصل

Continue lendo

Você também vai gostar

322 72 17
جَعلَ الإِحسانَ لَهُ شَرعا، لَم يُخلِ الوادِيَ مِن مَرعى فَتَرى زَرعاً يَتلو زَرعا ، وَهُنا يُجنى وَهُنا يُبذَر . جارٍ وَيُرى لَيسَ بِجارِ ، لِأَناةٍ...
45.3K 1.4K 36
الرواية للجميلة بامبولينا.."نيڤين أبو غنيم" وأتشرف بسماحها لي بنشرها هنا على صفحتي بالواتباد.. كلمة لِـ نيڤين .. سُعدت جدااا بتجربتي الأولى بكتابة "ع...
659K 14.4K 44
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...
459K 37.7K 15
في عالمٍ يملأهُ الزيف غيمةً صحراويةً حُبلى تلدُ رويدًا رويدًا و على قلقٍ تحتَ قمرٍ دمويْ ، ذئبا بشريًا ضخم قيلَ أنهُ سَيُحيى ملعونًا يفترسُ كلُ منْ ح...