الفصل السابع عشر

185 12 1
                                    

الفصل السابع عشر ........

(لأنك مسنودة)

بعد مرور شهرين ....

كانت سحاب واقفة مكتفة ذراعيها حول جسدها وتتطلع نحوه وهو جالس على الارض منهمك بشد عجلات جديدة لسيارتها والحيرة تغلف قلبها أكثر من السابق وعلامات استفهام تذيل كل اهتمام بها يبدر منه وكأنها أصبحت محظيته بعيون اهل القرية الذين تملأ قلوبهم الريبة والاتهام!
انهم يتجنبونها مثلها مثله ويخشونها كأن اسمها قرن باسمه وكأنها جزء منه او تابع له!
بمرور الأيام حدثت أمور كثيرة وربما إيجابية على صعيد الاستقرار وترتيب صفحات حياتها في ذلك الدار الذي تغير تماما وربما أفضل شيء حصل لها لحد الان هو اختفاء ميرال
طوال الشهرين لم تتواصل معها ولو باتصال هاتفي وكأن ميرال استسلمت لهروبها ورفضها وهذا ما منح سحاب طاقة جديدة وقوة داخلية
وحتى المدعو خليل لم يقترب لا من قريب ولا من بعيد وكأن الحظ بدأ يحالفها
وكأن القدر أوقف اللعبة الى ذلك الحد وفتح لها افاق جديدة ليختبرها!
وأحيانا تداعبها خيالات ساذجة بأن بارع وراء ابتعادهم عنها!

اما عنه لم يتغير شيء والحال كما هو عليه وبارع هو ذاته البارع بإخفاء تفاصيل حياته عنها وكأنه بئر كلما نزلت لاستكشافه وجدته أكثر عمقا مما تظن ويصعب عليها الخروج منه
كل ما تغير بينهما انه وصل الى قلبها ولامسه برفق دون ان يعلم شيء عما يفعله بمشاعرها انه ساحر بالفعل لكن بطريقة مختلفة عن المتعارف عليه والمألوف وذلك هو الخطر الجديد المحدق بها والذي ربما يحطمها يوما ما ....
من انت؟ انا لا اعرفك مازالت لا اعرفك!
ما كل هذه البساطة والتعقيد بالوقت ذاته؟
ما كل هذه العفوية والعمق معا؟
بدى الاستياء واضحا على تعابيرها وكأنها سئمت مما يحدث ومما تراه بوجوه الناس وسئمت من صمتها وصمته وترغب بالحصول على إجابات شافية من لسانه لأسئلة كثيرة تكدست بداخلها وازدحمت بعد ان فشلت بالبحث عن أجوبة مقنعة لقلبها المتعب
لم تعد قادرة على السكوت والتجاهل والتظاهر بعدم الاكتراث لم تعد قادرة على كبح جماح فضولها بمعرفة المزيد عنه ليتها تستطيع ان تسأله بكل بساطة ويجيبها بعفوية ليتها تقول له الى متى تبقى هكذا كظرف رسالة مغلق لا أحد يجرؤ على فتحه؟
الى متى تبقى صامت وتتركهم يتكلمون عنك بالسوء ويخشونك كأنك وحش كاسر مع انك تبدو لي انسان بكل ما للكلمة من معنى؟
ما معنى صمتك؟ يعجبك ذلك الخوف بأعينهم؟
راض ان تكون منبوذ ومنعزل وملقب بالمشعوذ او الممسوس مستفيد من ذلك؟
لا اظن بذلك متعة او مكسب انت بصمتك تؤكد اتهاماتهم وتفاقم حيرتي وشكوكي اتجاهك
ما زلت لا اثق بك مازالت اكاذيبك تحيرني وعلامات ودلائل مبهمة تجعلني اخافك ربما انا متورطة مع سفاح ذكي وخطير ....

تمنت ان تصرخ به بكل ثقة وقوة الى متى تبقى تهتم بشؤوني وكأنك ولي امري ولم تتوقف عن تقديم المساعدة متى طلبتها وتبدي لي رفق ولطف واصغاء يجعلني اتعلق بك رغما عني مع انني متحرجة جدا مما اشعر به حيالك؟
لماذا اجدك عفوي وبسيط وصادق وبنفس الوقت اشعر انني مخدوعة بك ولا اعرفك وكأنك لغز يصعب علي فك رموزه وشفراته؟
لماذا انت قريب وبنفس الوقت بعيد جدا؟ لقد اتعبت اعصابي أكثر مما هي متعبة وحيرتني اكثر مما انا واقعة بمتاهات الحيرة؟

اغوار جارى لكاتبة هند صابرWhere stories live. Discover now