إجـعـلـيـنـي كـمـا كُـنــت"مت...

By salmanasser529

35.5K 2.2K 1.3K

التصنيف: #غموض #كوميدي #واقعي More

الــــشخـــــــصــــيــــــات
الــــفــــصــل الاول
الـــــفــــصـــــل الــــثــــانـــي
كوميكس
الـــــفــــصـــل الـــثــــالــــــث
الـــفــــــصــــل الـــــــرابــــع
الــــفــــصــــــل الــخـــامـــــس
الــــفــــصــــل الــســـادس
الـــفــــصـــــل الــــســـــابــــــع
الــــفـــــصـــــل الـــــثــــامــــن
اقــــتـــــــبــــاس1️⃣، 2️⃣
الـــــفــــصــــل الــتــــاســـــع
اعتذار
الـــــفـــــصــــــل الـــعـــــاشـــــــر
الــــــفــــــصـــــل الــحـــادي عــشــــر
اقـتــبــاس3️⃣
مواعيد ثابتة
الــــفــــصـــــل الـثــــانـي عــــشــــر
الــفــصــل الـثـــالـــث عــــشـــر
الــفـــصــــل الــــرابـــع عــــشـــر
الـفـصــل الــخـــامـــس عـشــر
الـــفـــصــــل الــســـادس عـــشـــر
الــــفـــصــــل الــســـابـــع عـــشــــر
الـــفــــصــــل الــــثــامــن عـــشــر"حفل زفاف وخطبة"
الــفــــصـــــل الــتــاســع عــشــر«حادث انفجار للشخص الخاطئ»
الــــفــــصـــــل الــعــشـــــرون
الـــفــــصــــل الــــحــــــادي والـــعـــــشــــــرون
الــفــــصـــل الــثــانـــي والـــعشــــــرون
الــــفــــصـــــل الــــرابـــع والــعـشـــــرون«بداية حرب ستثتنزف الكثير»
الــفـصـل الخامــس والـعـشـــرون والاخـــيـــر«بِدَايِة مَلْحَمة دَامِية»
الـــفـــصـــل الاول"الـجـزء الـثـانـي"«بعنوان بداية جديدة»
الــفــصــل الــثــانــي"الجزء الثاني"
الــفــصــل الــثــالــث"الـجـزء الـثـانــي"
الــــفــصـــل الـــرابــــع"الــجـزء الـثـانـي"
الــفــصــل الــخـــامــس"ج٢"
الـــفــــصل الــسـادس ج٢
الفائزين في الاقتباس2️⃣
الــــفـــــصـــل الــثــامـــن ج٢
الـــفـــصـــل الـــســــابـــع ج٢
الـــفــــصــــل الـــتـــاســــع ج٢
الـــفـــصــــل الــعـــاشـــر ج٢ "الإفصاح عن المُجرم"
الــفــصــل الــحـــادي عـــشــــر ج٢ "إجعليني كما كُنت"
إعتذار

الـــفــصـــل الـــثــالـــث والــعــشــرون"عُقد قرآنهم ونُشبت الحرب بينهم"

555 46 18
By salmanasser529

صلوا على نبي الرحمه
(صلى الله عليه وسلم)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"الـــفـــصــــل الـــثــــالـــث والـــعــشــــرون"
«عقد قرآنهم، ونُشبت الحرب بينهم»

بعد مرور يومان

في مطار القاهرة هبطت الطائرة منذ دقائق معدودة واخذ الركاب بالهبوط منها، جاء دوره وخرج لينظرحولوا ببسمه فـ هو على بُعد ساعات وسيراها، هبط درجات الدرج وخلفه والده و والدته، فقد تحسنت صحته بعض الشئ واستطاع الوقوف والسير لذلك وافق والده على الرجوع ليرى حبيبته التي لا تعرف حتى الان شئ عنهُ.

اوقفا احدى سيارات الاجرة وصعدا جميعًا اليها، طلب معتز الذهاب لمنزل آسيا رغم رفض والده بأنهم متعبين الا انه أصر على الذهاب لها اولاً، وبالفعل اتجه السائق في طريقة لمنزل آسيا، وبجانبه معتز الذي يتلهف لرؤيتها بشدة.

على الجهة الاخرى

انتهت من تناول طعامها التي تتناوله مرغمة ونظرة لوالدها هاتفه بالهفة:
- مفيش اي اخبار عنه؟

هز والدها رأسه بيأس، فلم يترك مشفى الا وقد بحث عنهُ فيها حتى يأس وابنته مازالت تسأل عليه وحالتها تسوء بسببه، كسا الحزن ملامحها ونهضت متجهة للغرفة متجاهلة نداءهم، دلفت للغرفة واتجهت لفراشها وتسطحت عليه محتضنة وسادتها كما تفعل دائمًا وبدأت تتذكرهُ ودموعها تهبط على وجنتيها حتى غلبها التعب ونامت.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تجلس على فراشها تحاول الاتصال بهِ ولكن مازال هاتفه مغلق، منذ ان تركها فى هذا المقهى دون سبب من وجهة نظرها وهي لا تعرف ما اصابه وطوال هذه الايام تحاول الاتصال بهِ ولكن هاتفه مغلق، حاولت ايضًا الاتصال بـ يونس ولكن الاخر لا يرد عليها، شعرت بالضيق وقد تمكن القلق منها لا تعرف لماذا تفكر بهِ ويهمها امره؟

ولكن كل ما تعرفهُ انها افتقدتهُ وبشدة، كان دائمًا ما يهاتفها ويطمئن عليها، فعل ما لم يفعلوا احد، فعل ما لم يفعلوا سوى والدتها الحبيبة رحمها الله.

زفرت بضيق ولم ترى طريقة سوى مهاتفة يقين لمعرفة مكان منزله، وبالفعل التقطت الهاتف وكادت تهاتفها ولكن اتى رسالة بأن رقمه متاح الان، ابتسمت واسرعت تهاتفه ولكن خيب امالها ولم يرد لذلك اسرعت بفتح احدى مواقع التواصل الاجتماعي«واتساب» ورأته متصل فـ اسرعت بأرسال:
- إيهاب..طمني انتَ كويس؟

ارسلتها وانتظرت رده على احر من الجمر، بينما على الجهة الاخرى انشغل في عملهُ الاونة الاخيرة منذ ان تركها وبدأ بالاستعداد للسفر هو وصديقه واخذا بتجهيز الورق اللازم لهذا السفر، اهمل كل شئ حتى هاتفه نفذ شحنه ولم يهتم لامره، كانت مسيطرة بشكل كبير على تفكيره ولكن كان دائمًا ما يحاول ابعادها عن تفكيره والانشغال بعملهُ، ورغم انشغاله الا انه ما ان تواجد وقت فراغ حتى اسرع بشحن هاتفه وقام بفتحه بفضول هل هاتفته بعدما تركها وحدها في المقهى، ام لم تهتم من الاساس؟

فتح الهاتف وذُهل من كم المكالمات منها لم يتوقع هذا الرقم وما كان ليفعل شئ حتى هاتفته فرفع حاجبه بتعجب وقد زينت وجهه بسمه ولكن لم يرد وعندما انتهت المكالمة، عاد الحزن على وجهه وهو يتذكر كذبها واستغلالها لهُ، قطع تفكيره رسائلها، اسرع برؤيتها ورغم سعادته بإهتمامها ولهفتها بالاطمئنان عليه، الا ان حُزنوا على فعلتها لم يجعل سعادته تكتمل وهنا كان يوجد العائق، قد نجحا عقله بالسيطرة على مشاعره هذه المرة، لن يقع في الخطأ مرتين.

ترك الهاتف ولم يرد عليها وانشغل بعمله، او هكذا وهم نفسه انه ربما ينشغل بشئ سواها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يجلس في اكثر مكان يبغضهُ وبشدة وبالاخص صاحب المكان وما هو الا والده، نفذ ما امره بهِ وترك عملهُ رغم حزن سند الذي رفض وبشدة استقالته ولكن تحت ترجي آدم بعدم الغوض في تفاصيل وافق سند بحزن وآسى فـ هو من اكفئ المحاسبين لديه ورغم صغر سنهُ استطاع اثبات انهُ جدير وجدير للغاية في عملهُ.

دلف والده للمكتب بابتسامته السمجة وهو يهتف بترحاب سمج ايضًا:
- نورت شركة ابوك يا آدم.

رد آدم على قوله بسخرية:
- ما اكيد لازم تنور مش دخلها حد نضيف اخيرًا.

تجاهل والده ما يقولوا وجلس بجانبه على الاريكة الجلدية هاتفًا بجدية:
- خلينا في المهم.

انتبه لهُ آدم، فـ اكمل والده بغموض:
- انتَ مش هتشتغل هنا.

عقب آدم بتساؤل:
- آمال هشتغل فين؟

اجابه والده بغموض:
- تسمع عن شركة «KL» للبرمجيات؟

اجابه آدم باستنكار:
- مش دي الـ ليها ست فروع غير الفرع الرئيسي تقريبًا؟! طب ودي اشتغل فيها ليه؟ انتَ مخليني اسيب شغلي علشان اشتغل بره بردو؟

اجابه والده بمكر:
- اه هي، ومش بره ولا حاجه.

عقب آدم بشك:
- ثواني كده، اصلاً سمعت ان صاحبها محدش يعرفوا وسمعت بردو انه اجنبي احنا اي دخلنا وانتَ عندك شركة اصلاً معروفة.

هتف والده بجدية وهو يلتقط احدى الحلوى:
- وزي ما بيقولوا الابن دهر ابوه وسنده، فـ انا هستأمنك على سري وعارف انك هتحافظ عليه، المهم انا بقى يا سيدي واحد من صحاب الفروع دي كلها.

عقب آدم بدهشة:
- نعم؟ ده ازاي ده؟!

اجابه والده بغموض:
- زي ما بقولك كده، الكلام ده بينا ميطلعش بره، ما فروع زي دي اكيد مش صاحبها واحد بس لا احنا ستة كده شركا بس صاحب فكرة الفروع دي كلها هو الـ دايرها وهو الـ قاعد في الفرع الرئيسي.

هتف آدم بفضول رغم اندهاشة:
- ويطلع مين بقى؟

اجابه والده بمكر:
- لا كفاية كده انا عرفتك الـ عايز انا اعرفهولك، ومسيرك تعرفوا مين هو، مهمتك دلوقت انك هتروح الفرع الرئيسي على طول وهتفهم كل حاجه هناك في واحد موصيه عليك..اكمل بتحذير..الكلام ده ميطلعش يا آدم..اكمل ببسمة صفراء..والا انتَ عارف ممكن يحصل اي.

فهم آدم مقصده فـ بالتأكيد يقصد زوجته بعدما علم انها نقطة ضعفهُ، لذلك ودون تفكير نهض وهتف بغضب:
- اوعى تكون بالـ عملتوا ده لويت دراعي، يبقى متعرفنيش، ولو عقلك صورلك كده فـ سلامته الف سلامة.

هتف اخر كلماته بسخرية لاذعة وتركه وغادر بضيق دائمًا ما ينجح في اغضابه واشعاله، بينما هتف والده ببرود:
- لازم اعمل كده علشان تستلم ده كلوا من بعدي ومش هسيبك غير لما تكون نسخة مني.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- لا لا متكلمنيش تاني خالص ماشي.
هتفتها ترنيم بضيق، ليرد ساهر ضاحكًا:
- يابنتي والله ما عرفت اجي صدقيني.

عقبت ترنيم بسخرية:
- بنتك! وبتضحك عليا ومجتش امبارح، طب اقفل يا ساهر أنا زعلانة.

هتف هذه المرة بجدية:
- طب خلاص بقى متزعليش ده شئ خارج عني والله شغلي كده وانتِ عارفه.

صمتت للحظات تعلم انه دائمًا مشغول بعمله الذي لا ينتهي، لذلك هتفت بمرح حتى لا تكون هي وعملهُ عليه:
- خلاص مش زعلانة بس تعوضها ونخرج مليش دعوة.

رد على قولها ببسمه:
- من عيوني هقفل بقى وابقى اتصل بيكِ لما اخلص.

ودعته واغلقت معهُ وهي مبتسمة بسعادة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

واخيرًا وصلت سيارة الاجرة امام البناية التي تمكث بها شعر وكأن السيارة كانت تمشي ببطئ او ربما شوقه كان في تزايد لذلك توهم ان السيارة بطيئة، اسرع بالهبوط من السيارة ودلف للبناية راكضًا على الدرج، رغم ان ما يفعلوا لا يتناسب مع حالته الصحية الا ان شوقه ضرب بكل شئ عرض الحائط، ولم يفكر سوى بها.

وصل لباب شقتهم واسرع بدق الباب باللهفة وهو يعدل من وضعية الطاقية الواسعة الذي يرتديها لتخفي جبهته التي تشوهت واخفى ايضًا ذراعه المشوهه.

اتى لهُ الرد من الداخل فتوقف عن الدق حتى فتحت والدة آسيا وهي تنظر للطارق بتعجب حتى رفع وجهه قليلاً فظهر ملامحه فـ هتفت بذهول:
- معتز انتَ معتز صح؟

هز رأسه وقد اتسعت بسمته وهو يهتف بتلهف:
- آسيا فين؟

نبرته كانت مليئة بالشوق واللهفة، ابتسمت والدة آسيا بسعادة واسرعت لغرفة ابنتها لتيقظها فـ لم يستطع معتز التحرك وظل يقف بجانب الباب عينيه معلقة بغرفتها المواجهة للباب، تسارع دقات قلبه فور تخيلوا لرؤيتها تقف امامه.

في داخل غرفتها انتفضت بفزع على صوت والدتها وهي تيقظها لتهتف بعدم وعي:
- في اي يا ماما حد يصحي حد كده؟

هتفت والدتها جملة جعلتها تجمدت مكانها، جملة انتظرتها كثيرًا، جملة تتلهف لسماعها:
- قومي بسرعة معتز خطيبك بره.

شعرت بروحها وكأنها تركت جسدها فور سماع اذنيها لاسمه لا تعرف كيف نهضت وركضت للخارج للتوقف مستندة على باب غرفتها تطالعه بصدمة وعدم تصديق، نعم انهُ هو يقف امامها الان يبتسم لها ابتسامته التي لا تفشل في أسرها، سرعان ما تذكرة صوت الانفجار وبكاءها واخذت المشاهد تُعاد في ذهنها وصورته امامها الان ونشبت حرب بداخلها فلم تستطع فعل شئ سوى انها دلفت لغرفتها واغلقت الباب سريعًا، ليترنح جسدها واقعة ارضًا مستندة برأسها على الباب وقد شعرت لوهلة ان البرودة انتشرت بجسدها.

اسرعت والدتها تجاهها بخضة لترى يديها وجسدها الذي اصبح باردًا بشكل مريب لتهتف بخوف وهي تحاول تهدئت ابنتها:
- اهدي يا آسيا مالك اهدي متخافيش اهدي جسمك كله تلج كده ليه؟ اهدي ياقلب امك.

تنفست آسيا بعنف وكأنها تحارب:
- هو بره صح؟

هزت والدتها رأسها بخوف على ابنتها، التي تجمعت الدموع بمقلتيها وارتمت بأحضان والدتها وهي تهتف بقهر يفتك بقلبها:
- قوليلوا اني زعلانه منهُ ومش هكلموا علشان هو سابني.

ارتفع صوت بكاءها واخذت والدتها بتهدئتها هاتفه بحب:
- طب اهدي كفاية عياط، مش هو ده الـ كنتِ عايزه تطمني عليه ما هو بره اهو مالك بقى قلباها نكد ليه؟

اجابتها آسيا بتلقائية وهي مازالت تحتضنها:
- علشان هو وحشني.

لكزتها والدتها بغيظ وابعدتها هاتفه بسخرية:
- ولما هو وحشك اي جو الدراما المعفن ده، قومي امسحي دموعك واطلعي اطمني عليه يلا.

مسحت آسيا دموعها وهتفت بخجل لا تعرف من اين اتى لها في هذا الوقت:
- لا انا مكسوفة مش عايزه اشوفوا.

نهضت والدتها بيأس هاتفه:
- تصدقي انا غلطانة خليكي قاعدة انا طلعالهُ.

وبالفعل تركت ابنتها التي اصابها الخجل المفاجئ من رؤيته والوقوف امامه، وخرجت لتطمئن هي عليه وتعرف اين اختفى.

ولكن ما ان خرجت والدة آسيا حتى رأته يجلس مع والد آسيا وبجانبه والده و والدته فذهبت ورحبت بهم، ومعتز يتحدث باعتذار:
- اولاً آسف على كل حاجه حصلت، ثانيًا انا كنت في ظروف صعبة جدًا ولسه جايين حاليًا من بره مصر انا كنت في غيبوبة واهلي كانوا مشغولين بيا ومعرفوش يتواصلوا بحد منكوا ولما فوقت اول حاجه فكرت فيها آسيا وقعدت يومين لحد ما اتحسنت شوية وجينا..اكمل بحذر وهو ينظر لوالد آسيا..ويعني طالب من حضرتك اننا نكتب الكتاب النهاردة ممكن؟

انهى حديثة بسؤال حذر ينتظر رده بقلق، نظر والد معتز لهُ بغيظ، بينما اجابه والد آسيا بضيق:
- الف سلامة عليك وكل حاجة، بس انا مش هستعجل تاني انا بنتي كانت هتضيع مني في الفترة الاخيرة ويوم ما خفت حصل الـ حصلك ومبقتش بنتي الـ بتقعد تهزر بقت بتنعزل عننا وانا مش حابب اشوف بنتي في الوضع ده.

ردت فعله صدمت الجميع فقد جلس ارضًا وتناول يد والده آسيا وهتف برجاء:
- ابوس ايدك جوزني بنتك، انا تعبت لحد ما خطبتها وكنت هموت يوم كتب كتابنا بالله عليك توافق ومستعد اقسملك اني هحطها في قلبي مش في عيني.

سحب والد آسيا يديه من يد معتز وابتسم على لهفته وحبه الظاهر في اعينه ولكنه هتف بجدية وهو ينظر لوالد معتز:
- وانتَ اي رأيك في كلام ابنك يا ابو معتز؟

ابتسم والد معتز بعدم تصديق على افعال ابنه واجابة ببسمة:
- شهادتي جارحة وده ابني اكيد مش هقولك لأ، بس اقدر اقولك معتز حنين وهيحافظلك عليها، يعني تديهالوا وانتَ مطمن على ضمنتي.

- يسلملي كلامك يا حاج والله.

هتفها معتز وهو يقبل رأس والده، ليبتسم الجميع على لهفته، لينهض والد آسيا وهو ينظر لزوجته:
- طب انا هقوم اشوف رأيها بنفسي والـ هتقولوا هيتنفذ.

نهض ودلف لغرفة ابنته فكانت تجلس على الفراش بسعادة فقد استمعت لحديثهم بالتأكيد، حاولت اخفاء سعادتها ولكنها لم تستطع، ليبتسم والدها بعدما علم من ملامحها انا استمعت لكل شئ لذلك هتف دون تمهيدات:
- ورأيك اي بقى؟

اجابته آسيا بخجل وهي تنظر ارضًا:
- الـ حضرتك تشوفوا.

ابتسم والدها وهتف بمكر:
- انا شايف انه يصبر شوية صح كده.

رفعت آسيا بصرها وهتفت بخضة:
- لا يصبر اي انا موافقة.

قهقه والدها وهتف بحنق:
- الـ حضرتي اشوفوا بردو..صمت لحظات واكمل ببسمه..اهم حاجه اشوفك كويسه وبخير وسعيدة باختيارك ويحافظ عليكِ.

ابتسمت بسعادة واحتضنت والداها ليقبل والدها رأسها ونهض واخبرهم موافقتها، فكاد معتز بالذهاب لجلب المأذون الا ان والده منعه وذهب هو فـ يخاف على ابنه ان يصيبه شئ، بينما جلس معتز بسعادة ولكن راوده القلق وهو يعدل من وضع الطاقية وهو يخمن ردت فعلها بعدما تراه قد تشوهه هل ستحزن ام ماذا ستفعل؟ ابتلع لعابه بقلق هو اخبر والده انها تحبه هو وليس شكله وشئ كهذا لن يؤثر على علاقتهم، ولكنه قال هذه الكلمات وهو بداخله يتآكل خوفًا لذلك اصر ان يخفي هذا التشوه ويقنع والدها بعقد قرآنهم حتى لا تفكر بتركه بعدما ترى ما حدث لهُ، لقد فكر بشكل خاطئ؛ وسيحصد خطأه كما فعله.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

_ بص بقى يا حضرت الرائد لور ا...
هتفتها نيلّي وقاطعها نور بتشنج هاتفًا:
- اي ده؟ انتِ قولتي الرائد اي؟

هتفت نيلّي ببراءة:
- لور.

نظر نور لساهر وهتف بشمئزاز:
- اي لور دي؟ هي مالها؟ 

كبت ساهر ضحكاته وهتف مفسرًا:
- لدغة في حرف النون.

هز نور رأسه ونظر لها وهتف بسخرية:
- لا سلامتك الف سلامة اتفضلي كملي.

رمقته بضيق واكملت مسترسلة:
- حاليًا معاهم في الفرع الرئيسي حاولت ادخل مكتب المدير ده ومعرفتش اللظام«النظام» بيتجدد كل ربع ساعة تقريبًا والموضوع صعب.

هز نور رأسه بتفهم ونظر لساهر وهتف بتساؤل:
- وانتَ بتعمل اي؟

اجابة ساهر بجدية:
- أنا مراقب يونس وحاليًا مش بيعمل اي حاجه غير انه من الشغل للبيت.

هتف نور بشك:
- متأكد.

هز ساهر رأسه بحدية، ليومأ نور برأسه وهتف:
- تقدروا تمشوا واي جديد بلغوني.

ادى ساهر التحية وترك الغرفة وخلفه نيلّي التي ما خرجت حتى تنفست براحه وهي تهتف:
- يا ستار ده مريب اوي.

هتف ساهر صاحكًا:
- لي حق رائد يحذرنا منهُ.

نعم فقد حذره رائد وحذر نيلّي ايضًا بإخباره بكل التفاصيل وقد نجحوا في هذا، لقد اخبروه معلومات سطحية لن تفيدوه بشئ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- نور مين؟

هتفتها زين بتعجب وهي تجلس على الاريكة وفي الاريكة المجاورة لها يجلس رائد الذي اجابها بضيق:
- نور وائل مش فكراه.

تذكرته زين واجابته بضجر:
- مالوا سي زفت ده كمان!

تحمحم رائد وهتف مجيبًا اياها:
- هو الـ مسك القضية الـ اتسحبت منك.

تغيرت ملامح زين وتحولت للغضب والصدمة في آنّ واحد، فعقبت هاتفه:
- ازاي ده حصل؟ يعني تتاخد مني وتروح للحقير ده؟

هتف رائد بضيق مهدئًا اياها:
- المشكلة مش في كده، المشكلة في انه عرف انك كنتِ ماسكة القضية دي..اكمل وهو يجز على اسنانه بتوعد..وطبعًا ده مش بيسيب فرصة غير ويستغلها وانا قولتلك علشان متتفاجأيش واكيد هو مادام عرف مش هيسيبك وانا مش عايزك تتقابلي معاه علشان مخلصش عليه.

انهى كلماته بغضب، بينما هي وضعت رأسها بين يديها وعقبت على قوله بقلق:
- الخوف كله من انه يعرف اني ليا حق من ورا القضية دي، واكيد هيستغلني ما انتَ عارف هو قد اي حقير.

اقترب رائد منها حتى اصبح بجانبها وجذب يديها عن رأسها لتنظر هي لهُ سرعان ما مالت برأسها على كتفه بأرهاق، ليمسح هو على شعرها بحنو هاتفًا بنبرة جعلتها تمطئن:
- متخافيش انا حذرت نيلّي وساهر وهما هيقوموا بالواجب، سيبك انتِ وقومي نشم هوا علشان على الفجر كده ماشي ورايا مهمة وشكلها هطول.

رفعت رأسها عن كتفه وهتفت بضيق:
- وقت مُهمات ده، هتسبني يعني؟

اجابها بحاجب مرفوع مستنكر كلماتها:
- هو بمزاجي..اكمل بسخرية..ثم من امتى بتطلبي وجودي يعني؟

زفرت زين بضيق واجابته بحزن:
- رائد انتَ عارف ظروفي اي من الاول، ورغم رفضي اني ارتبط ومحاولاتك معايا والـ عملته علشان نوصل لنكون مكتوب كتابنا كده شوف حصلك اي، وانا لما وافقت حكاتلك كل حاجه وطلبي كان اني مش بفكر في اي حاجة غير والدتي الله يرحمها..اكملت بإرهاق..متجيش تزيد همي، انا عارفه اني مقصرة معاك ومقصرة جدًا بس أنا مش بنام يا رائد كل الـ شاغلني من وانا 11 سنة هو حق والدتي الـ...اااه.

اطلقت تأوه وهي تتذكر مشهد حُفر في ذاكرتها وصعب ان يُنسى، سيظل معها للابد، سيظل يطاردها طيف والدتها التي دائمًا ما تأتي لها وهي تبكي، لا تعرف أ هي تبكي خوفًا عليها، ام لشئ اخر مجهول؟..شعرت بيد رائد تجذبها فـ تجوابت معهُ ونهضت، ليطالعها بهدوء وهتف بنبرة مطمئنة:
- فاكرة ساعتها قولتلك اي؟

ابتسمت زين واردفت ما قالهُ حينها:
- حق والدتك هو حقي، ولو فضلتي تحاربي طول العمر علشان تجبيه انا هحارب معاكِ وعمري ما هزهق.

عبثت ملامحه مكملاً فلم تقل كل ما قالهُ:
- زودي اني قولت..اكمل ببسمة..علشان بحبك.

ابتسمت بحنق عليه فـ هي لم تنسى ولكنها خجلت ان تقولها، بينما هو نظر لها وهتف بضيق:
- طب ولا هنشم هوا ولا في حضن وداع ده انا حتى جوزك اهون عليكِ اروح كده.

هزت رأسها بنعم وهي تبتسم بتشفي، ليطالعها بغيظ سرعان ما جذبها لاحضانة بقوة وهو يهتف ببسمة صفراء:
- حببتي اشوفك على خير، لولا حيائي لكنت بوستك بس انا مؤدب.

كبتت ضحكاتها وابعدته، لينظر لها وهو يهتف بحاحب مرفوع فقد استطاع رؤية كبتها لضحكاتها:
- هو الضحك حرام ولا اي؟ اضحكي يا حببتي محدش واخد منها حاجه..اكمل بغمزة..بس انتِ اخدتيني يعني اخدتي الحلاوة كلها.

- ياربي.
هتفتها زين بعدما ابتسمت بيأس على مشاكسته، ليبتعد هو مودعًا اياها وعندما وصل للباب شاكسها بحاجبه وارسل لها قبلة مصاحبة بغمزة تبعها قوله المرح:
- حيائي بيسمح بالبوس الهوائي عادي.

انهى حديثة وتركها وذهب، بينما هي ابتسمت على مشاكسته، فـ سيظل دائمًا وابدًا يجعلها تنسى ما يحزنها حتى ولو لدقائق، فـ هذه الدقائق تكفي لجعلها تستعد لما هو آتي، فـ ما هو آتي لن يكن بالسهل ابدًا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- بارك لكما وبارك عليكما، وجمع بينكم في خير.

جملة مكونة من عدة كلمات طالما انتظرها وتشوق لاستماعها، وها هو قد استمعها وهو في كامل سعادته، نهض بالهفة يطلب من والدة آسيا انه يريد رؤيتها، رمقته والدة آسيا بضيق فـ هي ترفض رفضًا تامًا ان يُعقد قرآن ابنتها الوحيدة بهذا الشكل فـ هي كانت تريد الاحتفال والتألق في مناسبة كهذه، ولكن رغم رفضها اقنعها واخبرها بأن كل ما تريده سيفعله ولكن في زفافها، لذلك ابتسمت مرغمة واشارت لهُ لاحدى الغرفة الخاصة بالضيافة هاتفه:
- هي جوه.

ابتسم لها وذهب لهذه الغرفة وقام بفتحها ليراها تقف وتوليه ظهرها ابتسم بسعادة وتقدم منها وترك الباب مفتوحًا، وقف خلفها وهتف بمشاكسه:
- طب اي؟ لفي وريني وشك.

بينما هي كانت تفرك يديها بتوتر وخجل اصابها رغم سعادتها بعودته وعقد قرآنهم الا انها تشعر بالخوف الذي يلازمها دائمًا.

التفت لهُ وهي تنظر ارضًا، بينما هو ما ان رأها حتى انتبه لما ترتديه، اتسعت بسمته بعدم تصديق هاتفًا:
- اي ده؟ لبستيه امتى؟

انتبهت لكلماته بالتأكيد يقصد الحجاب لذلك رفعت بصرها وطالعته بحزن مجيبه اياه:
- يوم كتب كتابنا الـ..الـ اختفيت وسبتني فيه و...

قاطع استكمال كلماتها وهو يمسك كفها يقبلهُ مردفًا بحب:
- انسي اي حاجه فاتت المهم اني رجعت ومش هسيبك..اكمل بمشاكسه..والحجاب زادك جمال ربنا يثبتك.

طالعته ببسمة سرعان ما هتفت بتعجب:
- انتَ لابس كاب ليه؟

توتر معتز وقد ترك كفها ليعدل من وضعية الطاقية هاتفًا:
- كده احلى.

عقبت على قوله بضجر:
- احلى اي يا معتز انا مش شيفاك اخلعها واقعد احكيلي حصل اي وكنت فين بالتفصيل انتَ متعرفش انا حصلي اي في غيابك.

انهت كلماتها بحزن دفين، شعر هو بحزنها فتنهد بقلق وقد نظر خلفه واتجه للباب واغلق اياه وعاد لها مرة اخرى، طالعته بتوتر بينما هو هتف وهو يضع بصره ارضًا ويديه على الطاقية بخوف من ردت فعلها،يتمنى ان تتقبل الامر:
- الحادثة مكنتش بالسهولة دي..صمت للحظات واكمل بحزن..انا اتشوهت في الحادثة دي.

وقبل ان تبدي عدم فهمها نزع الطاقية عن رأسه لتظهر جبهته المشوهة بشكل مريب للغاية، ولم يكتفي بهذا بل اظهر كفه الايسر الذي يخفية ايضًا، لم تكن ردت فعلها بالنسبة لهُ معلومة بل فاجأته عندما استمع لصوت بكاءها، رفع بصره ليراها تضع يديها على فمها تمنع شهقاتها من الخروج والدموع تهبط دون توقف، ظن معتز لوهلة انها تقززت من شكلهُ الذي اصبح قبيح، لذلك هتف بغزلان:
- انا يمكن اصريت نكتب الكتاب واوريكي حصلي اي بعده علشان متسبنيش..اكمل بالهفة..بس والله هعمل عملية التجميل وهرجع زي ما كُنت و..

قاطعته وهي تدفعه للخلف بغضب غير مصدقه ما يهتفه، بينما هو طالعها بتعجب لما فعلته لتهتف هي بعدم تصديق مستنكرة حديثة:
- انتَ مستوعب بتقول اي؟ انا اسيبك علشان شكلك يا معتز أنا..اكملت بحزن..معنى كلامك اني حبيت شكلك مش حبيتك انتَ، انا مش مصدقة انتَ بتقول اي بجد؟!

اقترب منها يرجوها بخفوت:
- وطي صوتك علشان محدش يسمع واهلك لو شافوني كده هيبقى في كلام تاني و...

- اسكت بقى، انتَ ليه مش بتحسب كلامك قبل ما تطلعه هو اي الـ هيبقى في كلام تاني، علشان جبهتك يعني اتشوهت وايدك فيها اي يعني هو الانسان مش ممكن في اي وقت يُصاب وللاصابة دي علاج..صمتت تلتقط انفاسها واكملت بضيق..روح يا معتز انا مش عايزه اشوفك.

شعر معتز بالحزن والخيبة وهتف وهو يطالعها بحسره:
- مش هتسمعي طب الـ حصلي؟

اجابته بسخرية وحزن:
- اسمع اي بقى بعد كلامك ده، بعد انعدام ثقتك في حبي ليك انه متعلق بشكلك، ده مش بعيد تكون مختفي الفترة دي كلها علشان مشوفكش واسيبك زي ما بتقول كده.

اخرج ما بداخله بغضب ولكن حرس ان يكون صوته منخفض:
- لا تفكيرك غلط، انا الوقت ده كلهُ كنت في غيبوبة، واول ما فوقت وعرفت انك متعرفيش عني حاجة طلبت اجيلك وبعديها بـ يومين سافرنا رغم حالتي الـ انا فيها واول ما وصلنا جتلك هنا واول حاجة فكرت فيها اننا نكتب الكتاب، مش هكدب عليكِ انا خوفت تسبيني اه خوفت أنا واثق في حبك ليا بس ده ميمانعش انك تعترضي على شكلي لما يتغير ويبقى بالبشاعة دي، لكي حق الاعتراض يا آسيا.

عقبت على حديثه بحنق:
- لا ملكش حق تحكم بالنيابة عني، وانا بقولهالك اهو اديني شوفت شكلك ومفيش حاجه اتغيرت ولا حبك نقص في قلبي ولا اي زفت من الـ بتفكر فيه، وروح يا معتز علشان مش طايقة اشوفك يلا.

رمقها معتز بضيق وحزن هل تطلب منهُ الرحيل بدلاً من ان تسانده كما ساندها في مرضها ولم يتركها حتى عادت مُعافية، لم يصمت ولن يحتفظ بهذه الاسئلة بداخله لذلك هتفت معلنًا عنها دون تردد:
- لو فعلاً بتحبيني مكنتيش تفكري في اي حاجه غير انك تقفي جنبي اعدي المحنة الـ انا فيها، بس انتِ سبتي كل حاجة وبتعاتبيني على حاجة الطبيعي افكر فيها، واحد في يوم وليلة بقي شكله ميتشفش طبيعي انه يفكر ان حبيبته تسيبوه.

كلماته وحديثه تجعلها تثور كيف لمخيلته اللعينة ان تفكر هكذا؟ كيف لعقله ان يصور لهُ ما يقولوا، لذلك هتفت بغضب غير واعية لما تهتفه فـ هي الان في زروة غضبها وهذا ما تسبب فيه هو بأقواله:
- ولما انتَ فكرت اني ممكن اسيبك اتجوزتني ودبستني فيك ليه بقى؟

استوعبت ما هتفته من ملامحه المندهشة وهو يهتف:
- يعني اي كلامك ده؟

رمقته بتوتر لا تعرف بما تجيب، بينما هو ابتسم بألم مردفًا:
- مش عارفه تردي، مش لازم وانا كده كده ماشي.

انهى حديثه وتوجه للباب واثناء ما هو يفتحه، خرج صوت آسيا بحزن وارتباك:
- مكنتش اقصد الـ فهمته ب...

قاطعها هاتفًا بحزم:
- مطلبتش منك تبرري أنا هروح ومش هاجيلك تاني وزي ما كُنت لوحدي هتعافى لوحدي.

انهى حديثه وتركها في الغرفة دموعها تهبط بقهر سرعان ما استمعت لاصواتهم يهتفون بأسمه، فـ تلبستها حالة من الذعر وهرولت للخارج لترى ما حدث لهُ.

خرج هو بقلب يإن المًا، يعرف حبها لهُ ولكن كلماتها كانت قاسية لم يتحملها وعتابها لهُ جاء في الوقت الخاطئ، كل ما يحتاجه في هذا الوقت هو المساندة والتشجيع ليتخطى هذه المرحلة، ولكن ما سمعه يكفي لإرجاعهُ للخلف وتدهور حالته، وبدأ هذا بشعورة بدوار يداهمه عندما وصل لمجلس ابيه الذي ما ان لاحظ حتى هرول لابنه لاحقًا اياها قبل سقوطه ارضًا، اتبع ذلك صراخ والدة معتز بفزع على ابنها.

اسرع والد معتز بوضع معتز الذي في حالة من الخمول وليس اغماء، هو يشعر بمن حوله ولكن ارتخاء جسده لا يساعده في استيعاب شئ.

اتت هي ورأته بهذه الحالة فـ اسرعت بجلب كوب من العصير واسرعت تجاهه ليفسح لها والد معتز الطريق، بينما هي وضعت الكوب امام فمه تحثه على الارتشاف منهُ، اخذ يرتشف ببطئ وهو مغمض الاعين بتعب، بينما هي تطالعه بحزن وندم لما فعلته، فـ ما يظهر امامها شخص مريض ويحتاج للمراعاة وليس لما فعلته من جدال، شعرت بيديه تبعد الكوب بيد، واليد الاخرى تبعدها هي.

نظرة لهُ فـ رأته ينظر لها بنصف عين طالبًا بتعب وخفوت:
- ابعدي.

المتها الكلمة ولكنها استجابت لهُ وابتعدت، بينما هو حاول النهوض ليقترب والده وساعده في ذلك لينهض مستندًا على والده طالبًا منهُ الرحيل فـ استجاب والده واقترب من الباب واستأذن من الجميع وكاد يخرج من الباب فً اسرعت آسيا بدموع وامسكت يد معتز لا تريد رؤيته بهذه الحالة التي ولاول مرة تراه بها، لذلك هتفت بالهفة:
- انتَ كويس؟

لم يستطع تحريك يديه هذه المرة ليبعدها فـ ارتخاء جسده يزداد، لذلك هتف والد معتز ليجعلها تطمئن:
- هو كويس وهبقى اطمنك عليه يلا يا ام معتز.

انهى حديثه واسند ابنه جيدًا ورحل للاسفل وخلفه زوجته، بينما اغلقت آسيا باب الشقة ودموعها مازالت تهبط بألم لترى كلا من والدها و والدتها يطالعونها، واول من تحدث والدتها التي اردفت بغضب:
- هو بقى استغفلنا وخبى الـ في وشه ده علشان يكتب الكتاب.

اردفت آسيا ببكاء ودهشة:
- انتِ بتقولي اي يا ماما؟

كادت تهتف والدتها ولكن سبقها والد آسيا وهو يهتف بجدية:
- هو اي الـ حصل بينكوا؟

اجابته آسيا بندم:
- شدينا سوا وانا جرحته بكلامي وطلبت من انه يمشي ده بدل ما اقف جنبه في الـ حصله عملت العكس وده يمكن السبب في انه يتعب.

اردفت والدتها بضجر:
- ده يستاهل اكتر من كده هو مفكر انه كده ربطنا بكتب الكتاب ده من بك..

اسكتها زوجها بغضب وطلب من ابنته بهدوء:
- ادخلي اوضتك وكمان شوية ابقي اتصلي بـ ابوه اطمني عليه، والـ يحصل بينك وبين جوزك تحلوه سوى ومش اي حد يسألك تقولي كده يلا.

انهى كلماته بحده لتفر آسيا لغرفتها تبكي بها ما فعلته بهِ، بعدما كانت تتمنى مجيئه جعلته يرحل بإرادتها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في الشركة الخاصة بـ سند

انهى عمله ونهض بإرهاق تاركًا المكتب فـ هذا وقت الرحيل ولكن اثناء سيره رأى نيرة قد انتهت هي الاخرى فـ توجه لها حتى وقف امامها فـ منذ ما حدث ولما يتعاملوا سويًا، هتف بجدية:
- انا مروح تعالي اخدك في طريقي.

وافقت ولما تجادل، هبطا سويًا حتى خرجا الاثنان من الشركة وصعدا السيارة وعم الصمت بينهم.

قاطعتهُ نيرة بسؤالها:
- هو تميم هيرجع امته؟

تعجب من سؤالها ولكن اجابها بهدوء:
- مش عارف والله بس قدامه شوية، بتسألي ليه؟

اجابته بضيق:
- بفكر اسيب الشغل بس لما يرجع يعني.

عقب على قولها بتعجب:
- تسيبي الشغل! ده ليه؟

اجابته موضحه بعدم اهتمام:
- هرجع المنصورة انا وماما ابقى اشوف شغل هناك.

شعر من نبرتها انها بدأت تنفذ حديثه وهو الابتعاد عنهُ ونسيانه، لذلك هتف بهدوء مشجعًا اياها:
- حلو لما يجي تميم ابقى ابعتك تديري الفرع الـ هناك واهو تبقي اكتسبتي خبرة من هنا.

رمقته بدهشة وسعادة في آنّ واحد:
- أنا هدير الشركة كلها.

ابتسم وهو يهز رأسه بنعم، لتصيح هي بسعادة:
- الله بجد انا فرحانة بثقتك دي الـ تخليك تديني منصب زي ده.

هتف بمشاكسه:
- اي خدمة عدي بقى الجمايل.

رمقته بحنق ونظرة للطريق بشرود، نعم بدأت بالابتعاد تتذكر نصيحة آدم هي من جعلتها تفكر بالابتعاد ربما تنجح وربما تفشل، وان فشلت تقسم انها ستظل بجانبه حتى يحبها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في احدى المقاهي

دلفت طَرَب لهذا المقهى مرة اخرى فـ هي دائمًا ما تأتي هُنا لتناول المثلجات المفضلة لها، جلست على احدى الطاولات وطلبت مثلجاتها المفضلة وانتظرتها بالهفة، واثناء جلوسها شعرت بمن ينظر لها سرعان ما نظرة بجانبها لتصدر شهقة عندما رأته هذا الوسيم الذي اخبرها عن اسمه.

شعرت بمدى خطأها من نظراته فما فعلته المرة السابقة من النظر لهُ هو من ادى لنظراته هذه، لذلك نهضت مسرعة وجذبت حقيبتها اليدوية واسرعت بالخروج من المقهى وهي تسب نفسها على خطأها.

وما ان خرجت تأففت بضجر من فعلتها الحمقاء وكادت تتحرك ولكن شعرت بمن يقبض على معصمها فـ جحظت اعينها وهي تستمع لكلماته:
- تيجي شوية نشرب قهوة في حتة بعيدة؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يُحل شئ، ويتعقد شئ آخر ولكن في النهاية سيُحل كل شئ انتظروا الفصل القادم ملئ بالتشويق❤✨

دُمتم سالمين

الرولية بقلمي:
#Salma_Nasser

Continue Reading

You'll Also Like

78.1K 2.6K 46
الرواية فيها احداث كثيرة من ضمنها شاب يخسر اصحابه بيوم واحد! ، وفتاة بسبب تمردها وعنادها حياتها تنقلب رأس على عقب، واخرى تكون ضحية لثراء والدها وطمعه...
481K 23.6K 39
ندخل انا وياكم و نفتح الابواب عن حياة أنفال و المطبات الي مرت فيها بحياتها و هل وقفت عند هاي المطبات ولم تكمل حياتها ام هناك شخص أمسك بيدها لكي يكون...
499K 28.7K 37
قصه حقيقيه لثلاثه ريحانات لكل ريحانه قصه مختلفه تأخذنا لنغوص في عالم مختلف
5.7M 130K 66
سلامْ الله على العزيزٌ قلبيّ ! من الألم ، من الوجع ، من الإنشطار ! أما ذاكَ الذي طعنني غادراً وتسببَ لي بإنشطار روحي ، وجعل كياني مٌشتتً ما بين قل...