-
-
" تايسـو اتصـل بـه مجدداً ارجـوك "
" اتصلت بـه فـوق العشر مرات و لا يرد " نطق تايسـو ببعض الانفعـال من ثرثرة آكـيرا فـوق رأسـه بشـأن جونغكـوك الذي للأن لم يـأتي للمنزل .
" تُرى اين ذهب؟ "
انتحبت آكـيرا بملامحهـا القلقـة .
امسك تايسـو كتفيهـا ليلفهـا كي تجلس امامـه وجهـاً لوجـه
" انصتِ حلـوتي ، جونغكـوك . فتى
إن خفنـا عليـه لتلك الدرجـة اينمـا ذهب و فعـل لن نستطيـع النـوم و هـو لن يصبح رجـلاً ".
" تايسـو انتَ مـاذا تقصد؟
تقصد ان نتركـه يتسكـع في الليـل مـع تايهيونـغ و هيـونجين وحده ليصبح رجـلاً! ".
نفى تايسـو ببطئٍ ثم اعـاد صياغـة حديثـه
" ليس هذا مـا قصدتـه آكـيرا ، كـل قصدي ان الشـارع يُعلم
نحن إن اغلقنـا البـاب على جونغكـوك مثـل زويـا لن يعيش ، لن يرى النـاس و يختبر كـل يـومٍ مـوقفٍ جديد ، سيتعلم كيف ينتقي النـاس الذين يجب ان يكونـوا حولـه و في مَن يثق و في مَن لا يثق من تجاربـه المختلفـة كـل يـوم مـع البشر ، لا يجب ان نُضيِّق عليـه من حيث تسكعـه فبالنهايـة هـو شـاب
و يحتـاج لأن يرى العـالم من حولـه ".
" و لكـن ليس مـع تايهيونـغ و هيـونجين تايسـو! ،
وحده اللـه يعلم مـا الكارثـة التي يفعلهـا معهمـا الان ".
-
-
-" تايهيونـغ احذر يـا غبي! "
-" سيقـع سيقـع! "
صـاح فيـه جونغكـوك و هيـون بـوقتٍ واحد و هم بالاسفـل بينمـا هـو بالاعلى .
المعنى : ان كيم تايهيونـغ قرر فجـأة من بعد ان شرب السجـائر انـه سيـأخذ بنصيحـة صديقـه هيـونجين بشـأن ان يبرر لجويـو موقفـه و ان يراضيهـا عن طريق صعـوده على سلم حديدي طويـل لشقـة جويـو عن طريق الشرفـة .
" إلى اين انتم ذاهبـون؟ "
سـأل تايهيونـغ عندمـا وجد هيـون و جونغكـوك يصعدون خلفـه .
" ذاهبـون معك! " قـال جونغكـوك .
" ذاهبـون معي لأين "
تحدث تايهيونـغ و هـو يصطك بنفـاذ صبر على اسنانـه .
" لعند جويـو ، سنراضيهـا معك "
نبس هيـونجين تلك المره و هـو يبرر حديث جونغكـوك .
مسح تايهيونـغ على وجهـه ثم
" لا اريد عـاهر ابن عـاهر منكمـا بـأن يصعد خلفي ، انتظرا هنـا! ".
اومـأى سريعـاً ليدلف تايهيونـغ غرفتهـا عبر الشرفـة التي كـانت بالطبـع مفتوحـة و تايهيونـغ يعلم هذا .
جويـو لا تغلق شرفتهـا ابداً لا بالليـل و لا حتى بالنهـار .
اقتحم غرفتهـا بهدوء بينمـا هي كـانت تدرس على مكتبهـا و ظهرهـا للشرفـة و هذا مـا جعلهـا لا تنتبـه لتايهيونـغ .
ظـل يسير بأعتياديـة و هـو يتفحص الغرفـة بناظريـه .
لقد كـانت غرفـة متوسطـة الحجم ، هادئـة و ذات رائحـة لطيفـة و اثـاثٍ قليـل و مريح .
الان تايهيونـغ حرفيـاً اصبح خلف ظهر الكـرسي الذي تجلس عليـه اي خلف ظهرهـا .
حنى جسده بنيـة وضـع ذقنـه على كتفهـا و لكنهـا باغتتـه برفـع يدٍ من يديهـا كـانت تحمـل قلم رصـاص مدبب و لـولا انقـاذ تايهيونـغ لنفسـه عن طريق مسك معصمهـا لكـان سن القلم منرشق بمقلتـه الان .
" قطـة شرسـة "
كـانت جويـو ستصرخ و لكنـه كتم فمهـا بيده .
للأن هي تعتقد ان هذا لص لأنهـا لم تلتفت بعد لتقابـل وجـه تايهيونـغ و لكـن بالطبـع هذا لم يدم طويـلاً فهـو لفَّ كرسيهـا ببطئٍ فيصبح وجههـا المصدوم مقابـلاً لوجهـه الهـادئ .
" سأُبعد يدي و لكـن إن صرختي لا تلـوميني على مـا
سأفعلـه " نبههـا بهدوء ثم نزع بالفعـل يده ببطئٍ من امـام فمهـا .
" مـاذا تفعـل هنـا؟
و كيف صعدت اصـلاً! " سألتـه بهمسٍ و الفضـول و الاستغراب يقتلانهـا .
اقترب منهـا اكـثر فتعـود بكرسيهـا المتحرك للخلف فـوراً و هي تـولِّي وجههـا للجهـة الاخرى .
" تايهيونـغ إن لم تبتعد سأصرخ و سأوقظ ابي و امي "
حذرتـه و هي تنظر بحذرٍ لـه من اي خطـوة مباغتـة يمكنـه فعلهـا .
رفـع كتفيـه ثم مد يده بجـانب ذراعهـا اخذاً حبـة عنب من الطبق الموضـوع على الطاولـة ليتناولهـا .
" و انـا اخبرتك إن صرختي لا تلـوميني على مـا سأفعلـه "
كـانت نبرتـه عاديـة للغايـه لا يشوبهـا ذرة خـوف .
ابتعد عنهـا ليتجـه حيث بـاب غرفتهـا مُغلقـاً ايـاه بالمفتـاح .
" لا تغلق البـاب ،
تايهيونـغ افتح البـاب لا تغلقـه " اندفعت نحـوه و لكنـه دفعهـا تلك المره ضد مكتبهـا الذي يتضجـع بجـانب البـاب .
اقترب منهـا ليحملهـا واضعـاً اياهـا فـوق المكتب تحت نظرات المسكينـة المصدومـة .
كـاد يقترب اكـثر منهـا لـولا منعـه بوضـع يدهـا على صدره و هي تكمش مـلامح وجههـا بتقزز .
" تايهيونـغ ابتعد هنـاك رائحـة دمـاء و سجـائر مقززة تنبعث منك " سعلت نهايـة حديثهـا عندمـا اخترق بعضـاً من بقايـا سجـائره العالقـة على ملابسـه لأنفهـا .
" جويـو انظري لي "
نطق بهدوءٍ تلك المرة ممـا جعلهـا تطيعـه و تنظر لـه .
اجـل هي خائفـة منـه ..
ليس لأنـه سيؤذيهـا ، بـل لأنهـا شهدت على الكـثير من عراكاتـه التي يصبح همجيـاً فيهـا بمعنى الكلمـة .
تنهد الاخر عندمـا هدأت ليكمـل :
" جويـو ذلك اليـوم .. "
" تايهيونـغ انـا لا يهمني ابداً و لا اريد الت ... " وضـع سبابتـه امـام فمهـا فتصمت .
" في المره القادمـة سأجعلك تصمتين و لكن بطريقتي لذلك اسمـعي مـا اتيت لقولـه بفمٍ مغلق " اومـأت بتـوتر فيبعد يده عن فمهـا .
" لقد كـان مجرد تحدي لعين بيني و بين اصدقـائي و واحداً منهم طلب من هيـون الذي اتصـل بكِ بـأن يخبرك هذا و لكـن اقسم كـل مـا قالـه كـذب و انـا عندمـا فعلـوا هذا كنت متـوتر و رافض للفكـرة نهائيـاً خوفـاً على مكـانتي الهاشـة عندك و لكـنهم اصروا لأني كنت الخـاسر ".
اردف دفعـة واحدة حتى عَدَمَ فرصـة استنشـاق رئتيـه للهـواء .
تنقلت بين مقلتيـه الحمرواتين ..
لم يكـن يبكي ، تلك الحُمرة من السجـائر التي شربهـا .
ابتلعت مـاء حلقهـا ثم وضعت بعضـاً من خصلاتهـا خلف اذنهـا و هي تنظر للأرض حتى رفعت بصرهـا مجدداً تنظر لمَن كـان يحدق فيهـا .
" حسنـاً تايهيونـغ ،
انـا سـامحتك " نطقت بأرتبـاكٍ للذي اتسعت ابتسامتـه حتى كـاد يقبلهـا لـولا منعهـا لـه مره اخرى .
" هـل جننت؟
لا يكفيك مضـايقتك لي اينمـا ذهبت و الان تـود سرقـة قبلتي الاولى! " نبست لـه بضيقٍ بينمـا هـو فقط يبتسم بعبثٍ مراقبـاً بـ حُبٍ غضبهـا .
" قبلتك الأولى انـا مَن سيأخذهـا على اي حـال ،
الان او بالمستقبـل او حتى بليلـة عرسنـا .. مَن يعلم متى سأخذهـا و لكـن مـا اعلمـه ان لا احداً سـواي لـه الحق بهـا ".
" تحلُم "
نطقت بغضب للذي ابتسم بجانبيـة مربتـاً على شعرهـا .
" سنرى جويـو ...
سنرى "
ابتعد عنهـا و اخيراً جاعـلاً اياهـا تلتقط انفاسهـا براحـة .
نزع تلك الاسـوارة السـوداء التي كـانت تُحيط يده ليضعهـا داخـل كفهـا مُغلقـاً عليـه ..
" مـا هذه ، خذهـا انـا لا اريدهـا "
كـانت ستعطيـه اياهـا و لكنـه امسك قبضتهـا بخفـة مانعـاً اياهـا عن فتحهـا .
ابتسم تلك الابتسامـة الهادئـة التي تحمـل في ثناياهـا الكـثير من المكـر " اعتبريهـا عربونـاً مني لكِ حتى اتي بخـاتم زواجنـا ".
اتسعت حدقتيهـا بصدمـة لتضرب صدره منتحبتـاً بقهر :
" لا اريدك ، اكرهك ، لا احبك تايهيونـغ انـا لا اطيقك مـاذا اقـول ايضـاً لتبتعد عني! ".
" سأبتعد صدقيني
اعدك عندمـا امـوت سأبتعد " .
اشرت على الشرفـة بأصبعهـا و هي تنظر لـه بحدة
" اخرج تايهيونـغ ".
اومـأ و هـو ينظر ارضـاً و يضرب لسانـه ضد وجنتـه إلى ان رفـع بصره بنظراتـه الحـادة تلك نحوهـا ثم اقترب منهـا و لكـن تلك المره هـو حرفيـاً لم يترك سـوى مسافـة محدودة بين شفتيهم .
" إن اكتشفت بالصدفـة او بغير الصدفـة انكِ ترفضين كيم تايهيوتـغ لأجـل فتـاً حقير اخر اقسم بخـالقي اني سأستدرجـه للمتجر و سأفعـل فيـه البدع جويـو ".
ختم حديثـه ليمد يده بجـانب جسدهـا اخذاً عنقـود من العنب ليذهب حيث الشرفـة و هـو يأكـل منـه بينمـا هي تنظر بصدمـة لظهره ، حتى ذهب من حيث اتى .
ركضت خلفـه سريعـاً لتغلق الشرفـة من الداخـل و قد قطعت وعداً بأنهـا لن تترك الشرفـة مفتوحـة من الان فصـاعداً تحت اي ظرف .
-
-
" كيف جرى الامر ،
هـل سـامحتك؟ " انهـال جونغكـوك عليـه بالاسئلـة فيكتفي فقط بالايمـاء لـه .
" حركـا قدميكمـا هيـا ، يجب ان نعيد هذا السلم مكانـه و نذهب لا نستطيـع المكـوث في الشـارع اكـثر من هذا " نطق هيـون بصعوبـة بسبب حملـه لذاك السلم الثقيـل وحده .
" لقد اتصـل تايسـو بي اثنـا عشر مره "
نطق جونغكـوك بفراغ تقريبـاً ناتجـاً عن صدمتـه .
" ابي لم يتصـل بي ، إمـا انـه سئم او يقضي وقتـه رفقـة
امي " نبس تايهيونـغ ثـاني جملـة بخبثٍ .
" اتمنى ان اقضي الـوقت انـا ايضـاً مثلهمـا ..
اعني ، لمـا على الكبـار فقط ان يفعلـوا تلك الاشيـاء! " تذمر جونغكـوك .
" لأن ...
اجـل بجديـة لمـا فقط الكبـار و البالغـون مَن يُسمح لهم بفعـل تلك الاشيـاء؟ " تسـاءل تايهيونـغ بجديـة بينمـا هيـونجين ينظر لكلاهمـا ببرود ، هيـونجين هـو مَن سئم منهمـا .
" ربمـا لأننـا صغـار ..
ثم مـع مَن تريدان فعلهـا! ، انتَ تحب فتـاة في العـاشرة من عمرهـا و انتَ تحب فتـاة تُفضِّـل شرب السُم و المـوت على الزواج بك ".
" معك حق هيـون " نبس جونغكـوك بأستيعـاب ليقلب هيـونجين مقلتيـه ذاهبـاً من امـامهم كي يُدخـل السلم داخـل المتجر كمـا كـان .
" لمـا تقفـان كعـواميد الانـارة ،
سيروا امـامي هيـا " نهرهم هيـونجين ليتحركـوا بالفعـل ذاهبين من ذلك الحي بأكملـه .
السجـائر حرفيـاً غمت عقـولهم لدرجـة انهم كانـوا يسيرون بالشـارع و هم يغنـون و يتشـاجرون و يضحكـون بنفس اللحظـة .
-
-
فتح جونغكـوك بـاب المنزل بهدوءٍ شديد ليدلف بحذر مغلقـاً البـاب ببطئٍ خلفـه حتى لا يصدر اي صـوت .
في الوهلـة الاولى اعتقد ان جميعهم نائمـون لـولا ذلك النـور الخفيف الذي تم فتحـه فجـأه بآخر الصالـون .
لف جونغكـوك رأسـه بحذر ليلمح تايسـو الذي كـان يضـع قدمـاً فـوق الاخرى و ينفض التبـغ المحترق من سجـائره في تلك المنفضـة .
" اقترب "
امره بهدوء فينصـاع جونغكـوك لأمره فيقترب حتى اصبح يقف امامـه .
" اجلس "
جلس على الاريكـة الملتصقـة بخاصتـه بأرتبـاكٍ شديد .
لمـا اصبح تايسـو جديـاً هكذا فجـأه ..
" اسمـع جونغكـوك و انتبـه لحديثي هذا جيداً ،
انـا ليس لدي مانـع ابداً او اعتراض على تسكعك مـع تايهيونـغ و هيـونجين رغم علمي انكم ترتكبـون الفـواحش معـاً
و ليس لدي مانـع بشربك للخمر او السجـائر بسنك هذا
و ليس لدي مانـع بكـونك تهمـل دراستك و لا تفكـر بهـا اصـلاً و لا تضعهـا ضمن حسابـاتك
و لكـني سأحذرك جونغكـوك ، سأحذرك ك اخٍ اكـبر و صديق ..
افعـالك تلك ربمـا لن تـؤثر عليك الان و لكـن عندمـا تكـبر ستعرف قصدي جيداً ، و كمـا اخبرتك انـا لا امنعك و لكـني احذرك كي اكـون ادَّيتُ واجبي لأخر لحظـة ".
نهض تايسـو ليربت على كتف جونغكـوك ثم صعد لغرفتـه تاركـاً جونغكـوك خلفـه يفكـر .
مـا الذي سيندم عليـه و سيـؤثر عليـه عندمـا يكـبر ،
انهـا مجرد خمر و سجـائر على اي حـال .
استقـام من فـوق الاريكـة ليصعد حيث غرفتـه كي يستحم و يبدل ملابسـه .. و ينـام ، فـ ليلتـه طويلـة غداً مـع بـانج تشـان و امـور الخزينـة اللعينـة تلك .
-
-
- الساعـة السادسـة صباحـاً .
دلفت آكـيرا غرفـة زويـا ، و جونغكـوك الذي انهى حمامـه امس و ذهب لينـام بجانبهـا لأنـه .. كمـا قلنـا جونغكـوك لا يستطيـع النـوم بدون معانقـة زويـا و الشعـور بهـا بين اضلعـه .
فتحت آكـيرا الستـائر معطيتـاً الإذن لخيـوط الشمس بأختراق الغرفـة و الانتشـار بأركانهـا .
استيقظت زويـا تبربش بعينيهـا لعدم اعتيادهـا على الضـوء ، بعد ان فتحت عيناهـا بشكـلٍ كامـل نهضت بجزئهـا العلـوي و هي تتثـائب بكسـل .
" هيـا هيـا بسرعـة حـان وقت التجهز للمدرسـة "
اردفت اكـيرا و هي تصفق بيديهـا بخفـة كي تفيقهم .
زويـا نهضت لتذهب للحمـام بينمـا جونغكـوك لايزال غارقـاً في سباتـه ، هـو حرفيـاً لا يشعر لا بضـوء الشمس و لا بصـوت آكـيرا و لا بتصفيقهـا حتى .
اتجهت آكـيرا نحـوه لتجلس بجانبهـا ثم تبدأ بهز جسده
" جونغكـوك استيقظ حـالاً يجب ان تذهب لدوامك ".
جونغكـوك ليس هنـا ..
آكـيرا تتحدث لجدار هـو لا يشعر بيدهـا التي تهز جسده و لا بصوتهـا العـالي .
" يـا إلهي جونغكـوك لمـا اصبح نـومك ثقيـل هكذا! "
اردفت آكـيرا و لم تستسلم بهز جسده لعلـه يستيقظ .
" اتركيـه آكـيرا ، ربمـا لازال يشعر بالتعب "
نبس تايسـو الذي يقف عند بـاب الغرفـة و يراقب مـا يحدث .
نهضت آكـيرا متوجهتـاً نحـوه بغضب
" لقد اتى المنزل بـوقتٍ متـأخر امس ، هـل هذا يدل على انـه متعب! ".
رفـع كتفـه بخفـة ثم قـال :
" إذاً ربمـا هـو لا يريد الذهـاب للمدرسـة ،
اتركيـه ".
كتفت آكـيرا ذراعيهـا بعدم اعجـاب
" اعتقد انك والده و المسـؤول عنـه و من المفترض انك مَن يحرص على مستـواه الدراسي ".
اشَّر تايسـو بعينيـه على جونغكـوك المقتـول فـوق السرير
" انظرِ لـه ، يأكـل ارز مـع الملائكـة ، لا يشعر بـأي شئٍ يحدث من حولـه و هذا كلـه بسبب استهلاكـه لكـل طاقتـه في العمـل
هـل تتـوقعين انـه إن نهض و ذهب للمدرسـة سيستـوعب عقلـه اي شئ؟ ، مستحيـل ، حضـوره سيكـون مثـل عدمـه ".
" العمـل ليس حُجـه تايسـو ، هـل كـل مره سيتغيب فيهـا سنقـول بسبب العمـل متى سيذهب لمدرستـه إذاً ، ثم هـل العمـل ابدى من التعليم بالنسبـة لك؟! " قـالت آكـيرا بسخريـة .
" بالطبـع العمـل اهم ،
آكـيرا التعليم مجرد مضيعـة للـوقت ليس إلا .. مـاذا فعـل الاطبـاء و المهندسـون مثـلاً ، و لا اي شئ
المهنـة الجيدة هي الاهم بالنسبـة لصاحبهـا و ليس التعليم ، إن اجتهد جونغكـوك في ادارتـه لهذا المتجر فسيكـون هذا النجـاح الحقيقي بالنسبـة لي و لـه ".
نفت آكـيرا بعدم استيعـاب لحديث زوجهـا
" تايسـو هـل تمزح معي؟ ".
" و هـل هذا منظر شخص يمزح؟ " سألهـا بهدوء بينمـا هي سـارت بغضبٍ من امامـه فكلامـه قد حرق دمهـا .
القى تايسـو نظرة اخيرة على جونغكـوك الذي ينـام بفوضويـة عارمـة على الفراش ، ثم ابتسم على منظره هذا ليخرج بعدهـا .
" اسرعي زويـا لقد تـأخرت على عملي "
صـاح تايسـو و هـو يمسك بيد زويـا و يركـض بهـا حيث السيـارة و عندمـا لم تستطـع زويـا مسايرتـه حملهـا على كتفـه تحت صراخهـا الحمـاسي راكضـاً بهـا .
" الى اللقـاء آكـيرا "
لـوحت زويـا و هي على كتف تايسـو لآكـيرا التي تقف عند البـاب و تضحك على منظرهمـا و تلـوح بنفس الـوقت لزويـا .
صعدت زويـا السيـارة و من بعدهـا تايسـو بكـرسي السـائق ليذهب بهـا .
اغلقت آكـيرا البـاب لتدلف للداخـل حيث المطبخ كي تُعد الطعـام .
-
-
استيقظ جونغكـوك بعد مدة و هـو يشعر بصداع يفتك بدماغـه لدرجـة انـه لا يستطيـع النهـوض من على السرير من الم رأسـه .
" اللعنـة مـا هذا الالم فجـأة! "
نطق بغضب و هـو يضـع يداً على رأسـه بينمـا ملامحـه منكمشـة بألم .
" آكـيرا " نده بصـوتٍ عـالٍ على آكـيرا التي مـا إن سمعت صوتـه حتى اتت ركضـاً تلبي نداءه .
جلست امامـه لتحـاوط خدوده ثم نطقت بقلق :
" جونغكـوك مـاذا جرى لك ، مـا الذي يـؤلمك عزيزي؟ ".
" رأسي آكـيرا .. رأسي سينفجر "
نطق بألمٍ شديد و هـو يمرر يده بقـوة على رأسـه .
" انتظر " استقـامت من امامـه لتركـض لأسفـل ثم صعدت مجدداً بكـوب مـاء و قرص مسكـن لتجعلـه يشربهم .
" استرخي الان كي يـأخذ الدواء مفعولـه "
قـالت و هي تمسد على رأسـه فيعـود للتمدد مره اخرى على السرير .
" كَم الساعـة الان آكـيرا؟ "
" إنهـا الثانيـة عشر و نصف " اومـأ جونغكـوك ليمسك بهاتفـه و منـه على سجـل الاتصـالات .
وضـع الهـاتف على اذنـه بعد ان اتصـل بالرقم المراد و حينهـا قد خرجت آكـيرا تعطيـه بعض المساحـة .
" بـانج تشـان "
" اجـل سيد جونغكـوك ، انـه انـا ".
فرك جونغكـوك جبهتـه لينطق :
" تشـان اريدك الان بقصر تايسـو ".
" في الحـال سيدي ، في الاصـل كنت على وشك ارتداء مـلابسي و الذهـاب للمتجر ".
" انتظرك " اردف جونغكـوك ليغلق الخط و يرمي الهـاتف بأهمـال فـوق السرير .
الم رأسـه لازال حـاد رغم المسكـن الذي اخذه و هذا سئ يجب ان يكـون بكامـل تركـيزه مـع تشـان .
" جونغكـوك عزيزي هـل تنتظر احدهم " سـألت آكـيرا التي تقف بجـانب البـاب .
" اجـل آكـيرا ، احد اصدقـائي و عندمـا تضايفيـه نـادي علي من الخـارج لا تدخلي انتِ " اومـأت لـه ثم نزلت للأسفـل كي تكمـل اعداد الطعـام .
و بعد نصف ساعـة كـان تشـان امـام قصر تايسـو الذي وصف جونغكـوك لـه مكانـه مسبقـاً .
فتح لـه جونغكـوك البـاب ليـأخذه و يصعد بـه لغرفتـه من ثم يغلق عليهم البـاب من الداخـل .
" اجلس تشـان "
نبس جونغكـوك بأحترام فيجلس الاخر على اريكـة بأحدى جـوانب الغرفـة و جونغكـوك بجانبـه و امـامهم طاولـة زجاجيـة متوسطـة الحجم .
" اشرح لي فـوراً كـل شئ تعرفـه تشـان ، لا اريد ان تنقص اي تفصيلـة من حديثك " اومـأ تشـان "حـاضر سيدي".
" لستُ سيدك انـا جونغكـوك ، يـا رجـل انت هيـونج بالنسبـة لي هذا يعني انـه انـا مَن عليـه ان يُبدي الاحترام ليس انتَ ".
ابتسم تشـان قائـلاً :
" حسنـاً جونغكـوك ، بمـا اننـا خـارج العمـل فيمكنني ان انـاديك بدون القـاب ، و لكـن في المتجر مستحيـل ".
" هذا مريح اكـثر .. ابدأ من فضلك "
همهم تشـان مخرجـاً الكـثير من الاوراق و المستندات واضعـاً ايـاهم فـوق الطاولـة .
" انظر جونغكـوك ، لقد كنت من اهم محـاسبي الماليـة بالفرع الاسـاسي لشركـات تايسـو و نامجـون اخـاه و تايسـو كـان يعتمد علي بتلك الامـور و انـا بالفعـل كنت اقدِّر اعتمـاده و ثقتـه تلك و كنت ابذل قصـارى جهدي بالعمـل
و لكـن مـع حلـول الايـام و نحن نتفحص الاربـاح التي تـأتي من المتـاجر الموجـودة هنـا بكوريـا اكتشفنـا ان هنـاك واحداً فقط من بينهم جميعـاً ارباحـه تقـل كـل شهر عن الشهر الذي يسبقـه ، السيد تايسـو كـان سيُجن فكلمـا حـاول حـل المشكلـة يخرج بدون اي نتـائج
لذلك طلبني بيـومٍ من الايـام و اخبرني ان استلم بشكـلٍ خـاص خزينـة ذاك المتجر و ان اكـرس كـل وقتي و عملي عليـه لأكتشف اين المشكلـة ، لقد تعينت كمـا قلتُ لك قبـل استـلامك الادارة بيومـان
بعد ان درست الاربـاح و نسبـة الزيـادة و النقصـان التي تواجههـا الخزنيـة و وضـع العمـال اكتشفت ان كـل شئ يسير على نحـوٍ جيد و لا تـوجد اي مشكلـة ، المتجر لـه زبائنـه و عمالـه يعملـون بشكـلٍ ممتـاز إذاً اين المشكلـة ..
بعد ان درست الاوراق و الربح اليـومي اكتشفت ان الدخـل اليـومي للمتجر يتم فيـه نقصـان على مدار الشهر كلـه ، و هذا ليس طبيعي ..
بعد ان تحدثت مـع مدير الخزينـة و اخبرتـه ان هنـاك سرقـة تحدث حتمـاً في خزينـة هذا المتجر ، كمـا رأيت لقد تشـاجر معي و اعتقد انـه لـه علاقـة بذلك الامر فـ لـو كـان غير متـورط لكـان ادى واجبـه و تعـاون معي بهدوء ".
همهم جونغكـوك ليـؤشر على الـورق بأصبعـه ثم قـال :
" و مـا تلك الاوراق؟ ".
" تلك اوراق الاربـاح و المكـاسب لخمسـة اشهر متتاليـة ، عندمـا تقرأهـا ستعرف الفرق في كميـة الخسـارة بكـل شهر ".
اومـأ جونغكـوك ممسكـاً بورقـة يقرأ مـا بداخلهـا بتمعن .
" إن واجهتك اي مشكلـة بفهم اي نقطـة من تلك الاوراق يمكنك فـوراً محـادثتي و انـا سـأشرح لك مـا تريد " تحدث تشـان و هـو ينظر لجونغكـوك الذي يقرأ الـورق .
" لا بـأس تشـان ، اعتقد اني فهمت مـا يجري ،
القصـة بأكملهـا قصـة كشف حقيقـة ليس إلا " نطق جونغكـوك بعد ان ترك الورقـة من يده .
عقد تشـان حاجبيـه من كـلام جونغكـوك المبهم
" عفـواً لم افهم ".
ابتسم جونغكـوك بجانبيـة قبـل ان يقـول :
" تشـان هذا واضح للغايـة ، ايـاً يكـن مَن يسرق من الخزينـة فهـو شخص قريب من تايسـو لذلك حتى الان لم يستطـع احد كشفـه .. لـو كـان موظفـاً عاديـاً لكنتم حصلتم عليـه و لكـن الشخص الذي ينهب الخزينـة قريب من تايسـو للدرجـة التي تجعـل جميـع اسهم الشبهـات مبتعدة عنـه و هذا طبعـاً يعطيـه اريحيـة اكـبر للسرقـة بدون مشاكـل
و بالنسبـة لمدير الماليـة فهـو ليس السـارق ، كـل الامر ان كرامتـه لم تهن عليـه عندمـا شم رائحـة اتهـام بحديثك لذلك انقض عليك حينهـا ".
" معك حق انـا كيف لم افكـر بهذا ،
كـل مـا فكـرت بـه ان موظفـو الحسابـات هم مَن ينهبـون الخزينـة .. و لكـن ذلك الشخص القريب من تايسـو مـا مصلحتـه من سرقـة الخزينـة؟ ".
لـوى جونغكـوك فمـه بأعتياديـة قائـلاً :
" تشويـه سمعـة المتجر ، تشويـه سمعـة تايسـو ، تشويـه سمعتهم هم نفسهم ك رجـال اعمـال ، كره ، الاسبـاب كثيرة و كلهـا ليست مهمـة ، المهم هـو ان نعرف مَن هـو ذلك الحقير و بأسرع وقت تشـان ، على اخر هذا الشهر على الاكـثر اود ان يكـون هذا السـارق مكشـوفٌ امره لتايسـو ".
" بالتـأكيد ،
يجب ان اذهب الان فالدوام الخـاص بي قد بدأ " قـال تشـان ثم نهض من مكانـه و جونغكـوك خلفـه .
" و لكـن على الاقـل اشرب شيئـاً قبـل ان تذهب! "
صـافح تشـان جونغكـوك و هـو يبتسم " اعدك عندمـا نحـل هذا اللغز سأشرب معك مـا تـود شربـه ".
بادلـه جونغكـوك الابتسـام مصافحـاً ايـاه ليرافقـه للأسفـل .
بعد ان ذهب تشـان صعد جونغكـوك لغرفتـه بعد ان نبـه آكـيرا بعدم دخـول احد للغرفـة دون اذنـه .
-
-
" يبدو ان اليـوم سيكـون ممـل بدون جونغكـوك "
نبس تايهيونـغ بأستيـاء لهيـونجين الذي يعمـل .
" ابدأ بعملك و كفـاك ثرثرة تايهيونـغ ، لقد حمَّلك جونغكـوك مسؤوليـة الادارة مكانـه ليس من اجـل ان تتكاسـل و تلهـو "
نطق هيـون بصعوبـة و هـو يحمـل ظهر الماشيـة ليضعهـا على طاولتـه كي يبدأ تقطيـع بهـا .
" هيـون يكـفيك تقطيعـاً ، اذهب و اعمـل بتسليم اللحـوم
هيـا " اردف تايهيونـغ عندمـا شعر بضعف كفـة هيـونجين فجـأه بسبب عملـه المتواصـل .
اومـأ لـه الاخر ليترك مـا بيده لشخصٍ اخر نـاداه تايهيونـغ ليكمـل عمـل هيـونجين بينمـا هيـون ذهب كمـا امره تـاي .
" ابتعد انتَ "
ابعد هيـون ذلك الرجـل الذي كـان يقف خلف الزجـاج و امامـه النـاس في طابـور .
بدأ هيـون بلف اللحـوم في طبق على حسب طلب الشخص و تسليمـه ايـاه ، حتى انـه كـان يلف اللحم و يقطعـه اسرع من العـاملين نفسهم بهذا القسم .
" فليحضر لي احدكـم ربـاط يد ، اشعر ان كفي يتمزق "
صـاح هيـونجين بهم فيذهب واحداً منهم ركضـاً و يـأتي بالربـاط .
ربط هيـون كفـه ثم عـاد لعملـه مجدداً .
ذهب ذلك الرجـل مـا إن اخذ طلبـه ثم اتت خلفـه فتـاة ..
عيـون زرقـاء و شعرٍ فحمي ،
بشرة بيضـاء و انفٍ مستقيم ،
شفـاه ممتلئـة ورديـة و جسد ممشـوق ،
طولهـا منـاسب ليس قصير جداً او طويـل جداً ،
ملابسهـا بسيطـة و عمرهـا لا يتعدى الخامسـة عشر ،
و كـانت تبكـي ...
" اريد طبق من اللحم العـادي "
اردفت و هي تمسح دموعهـا و تمد يدهـا بالمـال لهيـونجين الذي كـان يحدق فيهـا بعلامـات استفهـام .
" لحظـة واحدة "
نبس هيـونجين و هـو ينظر لمنحنيـات جسدهـا و تفاصيلـه ،
ك صدرهـا مثـلاً ، انحنـاءة خصرهـا ، فخذيهـا و إلخ .
جهَّز طلبهـا ثم نده على العامـل الذي كـان يقف قبلـه جاعـلاً ايـاه يقف مكانـه ، بينمـا هـو اشَّر للفتـاة بأتباعـه للخـارج .
تبعتـه لتقف امامـه خـارج المتجر و الكيس الذي بـه اللحم لايزال بيده .
" مـا اسمك؟ "
سألهـا بدون مقدمـات بينمـا هي تـوترت فـور ان سألهـا .
رفعت طرف نظرهـا بخـوفٍ لـه ثم انزلتـه لتقـول بتردد :
" د- دَيانـا ، اسمي هـو دَيانـا ".
" و لمـا فتـاة بجمـالك دَيانـا تبكـي؟ "
تحدث و هـو يلتهمهـا بنظراتـه و يضـع اصابعـه اسفـل ذقنهـا .
نفضت يده من عليهـا ثم ابتعدت بضـع خطـواتٍ عنـه
" اعطني الكـيس لـو سمحت ".
ارتفعت ابتسامتـه الماكـرة
" لن تأخذيـه إلا عندمـا تُفصحي لي عن سبب بكـائك ".
رفعت انظارهـا تحدق فيـه بغضبٍ ثم قـالت :
" إذاً احتفظ بـه ".
ذهبت فـوراً تركـض من امامـه بينمـا هـو ضرب لسانـه ضد وجنتـه بأبتسامتـه اللعوبـة تلك و هـو يلُف الكيس حـول اصبعـه .
لقد قرر انـه و بتلك اللحظـة سيلحق بهـا .
هـل لأنـه احبهـا ..
لا .
هـل لأنـه خـائف عليهـا من انهـا تتعرض للأذى ممـا ادى لبكائهـا ..
لا .
هـل لأن جسدهـا و شكلهـا و خوفهـا راقـه ..
بالضبط .
سـار خلفهـا و هـو يفكـر بعدة افكـار بشـأن تلك الفتـاة .
" دَ يا نـا " نطق اسمهـا بخفـوتٍ و هـو يتذكـر تفاصيلهـا التي اخذتـه حرفيـاً .
عقد حاجبيـه مـا إن وصـل لحيٍ يبعد قليـلاً عن الحي الراقي الذي يقبـع فيـه متجرهم ، ذلك الحي الذي دلفت بـه كـان حيـاً من احيـاء كوريـا النائيـة .
طرق بـاب المنزل الذي دخلتـه فيفتح لـه رجـلٌ بأواخر عقده الثـالث .. لقد كـان الرجـل مألوفـاً لـه بشدة .
" السيد الصغير هيـونجين بنفسـه عندي! "
نطق الرجـل بتفاجـؤ و فمـه يكـاد يسقط من صدمتـه .
ضيق هيـونجين عينيـه بشكٍ
" انتَ ذلك الرجـل الذي قدم على استقالـة بسبب اوضـاعٍ صحيـة .. مـاذا كـان اسمك؟ ".
" جـونج سيدي " قـال الرجـل بلهفـة لعلـه يتذكـره .
" اجـل اجـل ، تذكـرتك "
نطق هيـون بعدم اهتمـام و هـو يراقب تلك الصغيرة التي تختبئ خلف والدهـا .
" اعذرني على تطفلي سيدي
و لكـن مـا الذي اتى بك لمكـانٍ كهذا و عندي انـا بالذات؟ ".
ابتسم هيـونجين ابتسامتـه اللعوبـة و هـو يحدق بهدوءٍ في تلك المسكينـة التي ترمقـه بخـوف .
" تلك الفتـاة ، ابنتك؟ "
سألـه فيفهم الرجـل مقصده فـوراً مبتسمـاً ببلاهـة .
امسك يد دَيانـا ليجرهـا من خلفـه لأمامـه فتصبح بينـه هـو و هيـونجين .
" اجـل سيدي ، تلك دَيانـا اصغر ابنـائي ".
رفـع هيـونجين يده الملفوفـة الملغمـة بالدمـاء ناويـاً وضعهـا اسفـل ذقنهـا لـولا ركضهـا لخلف والدهـا مجدداً .
رمقهـا والدهـا بتـوعد ثم نظر بأبتسامـة متـوترة لهيـونجين
" اسف سيدي ، و لكنهـا خائفـة فقط ..
دَيانـا ، تقدمي و اظهري الاحترام للسيد الصغير ".
نفت دَيانـا برعب
" كـلا ابي انـا لا اريد ،
اجعلـه يذهب إنـه يخيفني ".
" اخرسي! "
صرخ عليهـا و هـو يرفـع يده و كـاد حقـاً على وشك صفعهـا لـولا والدتهـا التي اتت ركضـاً لهـا تُبعدهـا عنـه .
" انـا .. انـا اعتذر سيدي الصغير ، لا تـأخذ بكلامهـا إنهـا مجرد طفلـة " تحدث جـونج مرتبكـاً بينمـا هيـونجين يحدق في الفتـاة بشبـه ابتسامـة و مـلامحٍ مائلـة للبرود .
" لا بـأس .. جمـال ابنتك كافيـاً لأن يشفـع لك "
اعطـاه هيـونجين كيس اللحم الذي تركتـه دَيانـا معـه ثم ذهب .
اغلق جـونج البـاب ثم اتجـه بخطـواتٍ غاضبـة نحـو ابنتـه ممسكـاً رسغهـا بقـوة .
" مـا الذي فعلتـه للتـو ايتهـا الغبيـة! "
صرخ عليهـا بغضب بينمـا هي انكمشت بحظن والدتهـا .
" ابي اقسم لقد كـان يريد لمسي امـام متجره لذلك انـا تركتـه و ركضت و لم استطـع ان اسلم عليـه " اردفت ببكـاءٍ تفسر لوالدهـا فعلتهـا لعلـه يتفهم .
شد على رسغهـا اكـثر ثم نطق بحدة :
" و هـل كنتِ تحلمين اصـلاً بـأن يلسمك ابن واحدة من اغنى عائـلات كوريـا ايتهـا العـاهرة ، الان إن كـان يكِـنّ بعض الاعجـاب لكِ و لديكِ فرصـة معـه بفعلتك تلك جعلتي فرصتك معـه معدومـة ".
ابعدت والدتهـا يده عنهـا ناطقتـاً بغضب :
" هـل جننت!
تتحدث مـع فتـاة بالخـامس عشر من عمرهـا عن تلك الاشيـاء ، كيف لهـا ان تفهم تفكـيرك العقيم هذا
ثم هـل تريد اقنـاعي ان هذا الحثالـة كـان معجب بأبنتك ، انت لم ترى كيف كـان ينظر لهـا ".
" كلتاكمـا اغبى من بعضٍ و ستقتـلانني يومـاً بغبائكمـا "
بصق كلامـه عليهم ليذهب بعدهـا لغرفتـه التي تملأهـا رائحـة الدخـان .
النجـاة الـوحيدة لتلك الفتـاة ،
هـو ان يكـون تفكـير هيـونجين ليس جديـاً من ناحيتهـا .
-
-
" آكـيرا لقد اتيت يـا آكـيرا اين انتِ "
صـاحت زويـا مـا إن دلفت المنزل و هي تركـض للمطبخ مناديتـاً على آكـيرا .
" لطيفتي انـا هنـا "
نطقت آكـيرا بأبتسامتهـا الواسعـة و هي تنخفض قليـلاً كي تستطيـع معانقتهـا .
" كيف كـان يـومك لطيفتي؟
هـل قـابلتِ ديـلانسي اليـوم؟ "
انهـالت آكـيرا عليهـا بالاسئلـة .
" بالنسبـة ليـومي فكـان رائعـاً ،
و بالنسبـة لديـلانسي ف بالطبـع قابلتهـا آكـيرا ، نحن نجلس سويـاً على نفس المقعد " تذمرت زويـا في النهايـة ممـا تسبب بضحك آكـيرا .
تلك الفتـاة تزداد لطافتهـا كـل يـوم اكـثر عن السـابق .
" اصعدِ حـالاً و بدلي ثيـابك كي نتنـاول الطعـام "
اومـأت زويـا بطاعـة لتركـض حيث غرفتهـا في الطـابق العلـوي .
قبـل ان تدلف غرفتهـا اتجهت لخاصـة جونغكـوك .
حـاولت فتحهـا و لكنهـا كـانت مغلقـة من الداخـل لذلك اضطرت للطرق عدة مرات عليهـا حتى اتى جونغكـوك و فتح البـاب .
" جونغكـوكي "
نبست تلك الصغيرة بسعـادة لتندفـع ضد جسده بعنـاقٍ لطيف .
حملهـا جونغكـوك ليقبـل خديهـا قُبـلاً سطحيـة بينمـا هي ابتعدت بسرعـة عنـه و هي تكمش ملامحهـا بغضب .
" جونغكـوك لا تقبلني مجدداً ".
عقد الاخر حاجبيـه ثم سألهـا :
" في الحقيقـة طلبك مرفـوض صغيرتي و لكـن لمـا؟ ".
مدت زويـا يدهـا تلعب بياقـة قميصـه بعبـوس
" لاني سمعت الفتيـات في المدرسـة يقُلن ان الفتى إذا قبَّـل فتـاة فهي ستحمـل طفـلاً منـه و انـا لا اريد من هذا ان يحدث جونغكـوك ".
صمت جونغكـوك لثانيـة يستـوعب حديثهـا ثم اخذ يضحك دون تـوقف على مـا قالتـه .
" على مـاذا تضحك؟ ".
" انظري حبيبتي ، الامر ليس بتلك السهولـة ابداً حسنـاً
ثم إن كـانت الاطفـال تـأتي بالقبـل لكنتِ الان حامـلاً بعشرات الاطفـال ببطنك الصغير هذا ".
عبست لتقـول :
" إن كـان هذا الكـلام خاطئـاً لمـا هـؤلاء الفتيـات كن يقلن
هذا؟ ".
" لأنهن صغـار مثلك و لا يعرفـون الصـواب من الخطـأ ، ثم اني لا اريد منكِ ان تعطي بـالاً لتلك الاشيـاء زويـا ، ركـزي فقط بدراستك ".
اومـأت بأبتسامـةٍ لـه ليتركهـا كي تركـض لغرفتهـا .
" تلك الفتـاة .. "
نبس بعد ان تنهد ببسمـةٍ واهنـة .
_
_
_
𝟓 / 𝟖 / 𝟐𝟎𝟐𝟐
- 𝐌𝐘 𝐙𝐎𝐘𝐀 𝐩𝐭𝟔 : 𝐃𝐎𝐍𝐄 .