قبل تسليم فهد و أميرة كان هيثم قد علم بمكان فارس ووالدته
فلاش باك
فى مكتب هيثم الزيات
احد الرجال... هيثم بيه إحنا عرفنا المكان اللى فيه الجماعة
هيثم بلهفة... برافو عليكم فين المكان
احد الرجال... فى المخزن القديم اللى فى طريق القاهرة الزراعى
هيثم.. تمام انتظروا برا لحد ما اقولكم هنعمل اى
ثم تحدث مع فضل الدهشورى ليزف له الأخبار السعيدة و الاتفاق على كيفية استغلال الموقف بأنسب طريقة
انتهى الفلاش باك
و فى هذه اللحظات استغل فضل وقت التسليم كما تم الاتفاق من قبل ليداهم المكان مع رجاله بدأ بتمشيط المكان اولا قبل الهجوم حتى لا يفاجئ بأى صعوبات و بالرغم من الحراسة المشددة و لكن استطاع ان يتخللها بعد أن وضع خطته مع هيثم و محمود تسلل إلى الداخل و انفصل هو و محمود إلى فريقين للبحث عن اهدافهم المنشودة كان الشوق يسيطر على فضل كم تمنى ان يمضي به الوقت و يلقى مالكة القلب ظل يبحث كالليث المجروح يبحث و يبحث ليضمد جرحه بنور عينيها المشع ، والآن حانت هذه اللحظة المنشودة للقاء اقدم عاشقين بالرغم من مرور الزمن لم يقل العشق و الشغف بينهما بل ازداد اكثر فأكثر
عائشة بحب و سعادة .... فضل !كنت عارفة انك هتيجى
فضل و هو يقترب منها بلهفة متناسيا شموخه و هيبته فهو الآن عاشق و مع العشق تبا لكل مظاهر القوة... اخيرا وصلتلك يا أغلى من روحى و حته من قلبى اخيرا قلبى ارتاح و عقلى هدأ اخيرا قابلت عيونك من تانى عشان اعرف اعيش
ثم ضمها بعشق لعله يروى عطشه و لوعة حبه
طال اللقاء بين العشاق و الصمت كان الأساس لتحكى فقط العيون لغة لا يعلمها إلا من كان للعشق أسيرا
و لكن قاطع الصمت بكائها ليلتقط دمعتها الغالية بين يديه و كأنها كنز سمين قائلا... البكا عمره ما كان ليكى يا عيشة انتى ملكة و الملوك بتضحك بس و تفرح
عائشة بنبرة ألم... كنت خايفة اموت من غير ما اودعك يا فضل
فضل... ششش بكفياك عاد الحديت الماسخ ده انا اهنا حدك يا غالية و مش هتبعدى عن عيونى تانى
عائشة بحب... الحمدلله ان انت هنا بس.... فارس و جنا و أميرة فين
فضل... ما تخافيش أميرة مع هيثم دلوقت و فارس و مراته الرجالة بيدوروا عليهم
فى الناحية الأخرى
وصل محمود إلى مكان فارس و جنا
جنا بفرحه... محمود يا خوى انت جيت
محمود أقترب منها بسرعة وفك وثقها قائلا... حمدالله على السلامه يا خيتى الحمدلله انك بخير
جنا ببكاء... فك فارس يا محمود الله يرضى عنك
اقترب محمود بحزن من فارس و فك وثاقه و اجلسه و اعطاه القليل من الماء
فارس بوهن... عرفت الطريق فى الآخر يا ابن عمى
محمود بخجل... حقك عليا يا خوى همل الماض انا بقيت واحد تانى
فارس... الحمدلله اهم حاجة انك عرفت الصح فى الاخر
محمود... الحمدلله بس شكلك واكل علقة موت يا فارس
فارس... اهم حاجة دلوقتى امى يا محمود
محمود.. اطمن زمان عمى فضل وصلها
فارس... انا لازم اروح اطمن بنفسي
عند فضل و عائشة
عائشة... طيب يا فضل تعالى نروح ندور عليهم إحنا كمان
فارس من الخلف... انا هنا يا ام فارس متقلقيش
عائشة التفتت إلى مصدر الصوت لتنهار عند رؤية والدها فى حالة يُرثى لها
عائشة و هى تضمه ببكاء ... حبيبي يا ابنى حصلك اى يا قلب امك طمنى عليك
فارس و هو يشدد من احتضان امه... و لا حاجة يا امى اهم حاجة طمنيني عليكى أنتى الحيوان ده عملك حاجة او قرب منك
عائشة... اطمن ياحبيبي انا كويسة
فضل اقترب منه و احتضنه قائلا... حمدالله على السلامه يا ابن عمرى
فارس بحب... الله يسلمك يا بابا وحشتنى اوى
عائشة.... المهم انت طمنى عليك و جنا فين يا ابنى
محمود و هو يدلف إليهم و بجانبه جنا ... اطمنى يا مرت عمى خيتى زينه
عائشة بصدمة.... محمود !
محمود... انا مش عفش يامرت عمى انا صعيدى و الصعيدى دمه حر و مستحيل يخون اهله و ناسه
فضل و هو يرتب على كتفه... اكده انت ولد أخوى اللى افتخر فيه وسط الخلق يا ولدى
فارس... الحمدلله شمل العائلة اجتمع بس سماح فين
عائشة... اه صح فين سماح اوعى يكون حصلها حاجة
محمود بحزن... الحكاية يا مرت عمى ان... ان..
عائشة بشك... فى اى انت مخبى اى يا محمود طيب قول انت يا فضل اى إللى حصل بنتى حصلها حاجة
فارس... فى اى يا جماعة حد يتكلم
فضل بضيق... سماح زينة بس ياسين هو اللى فى خطر اتصاوب بطلقة فى صدره و سماح و صاحبتها همس هناك فى المستشفى معه
عائشة بانهيار... حبيبى يا ابنى يا ترى انت عامل اى دلوقتى و سماح ... سماح ممكن تروح فيها لو ياسين حصله حاجة
محمود... اهدى يا مرت عمي الوضع مش مستحمل حد يقع تانى
جنا... هو فى حد تانى
فضل... أميرة كان وضعها صعب و هيثم اخذها على المستشفى
فارس بصبر... انا لله وانا اليه راجعون، كل دى مصايب ربنا ينتقم من اللى كان السبب
فضل... هينتقم منه يا ولدى و حسابه هيكون عسير بس دلوقت مفيش وقت للحديت ده لازم تبقوا فى مكان آمن انت شكلك تعبان اوى و لازم ترتاح
عائشة ... انا مش هروح يا فضل لازم اطمن على سماح و ياسين مش هقدر
فارس... يا امى افهمى الوضع خطر نخلص من اللى بيحصل و ابقى روحى
عائشة... لأ يا فارس مش هسيب عيالى لوحدهم انا لازم ابقى مع اختك انا متأكدة انها بتموت فى كل لحظة مش هقدر افهمونى يا ناس
فضل... انا خبرك زين يا عيشة وخابر عندك بس لازم تسمعى حديتى زين و تنفذيه بالحرف لو عايزة تروحى فهمانى
☆☆☆☆☆☆☆☆☆
ما إن توقفت السيارة حتى حملها و ركض بها حتى دلف إلى المشفى و هو يصرخ.... دكتووور بسررعة حد يتحرك
اقترب منه الممرضين ليأخذوها و لكنه رفض ان يتركها و وضعها بنفسه على سرير الكشف و أبى ان يتركها
الدكتور... ممكن تطلع بره عشان نشوف شغلنا يا استاذ
هيثم بغضب... مش هطلع غير لما اطمن عليها انت سامع
أحد الدكاترة الذين يعلمون هويته... ارجوك يا هيثم بيه لازم تطلع عشان نعرف نشوف شغلنا و إلا حياة المريضة هتبقى فى خطر لو سمحت إحنا هنعمل اللى نقدر عليه
انصاع هيثم إلى كلامه حتى يطمئن عليها و حتى لا تتأخر حالتها
خرج و هو يزفر و قلق لم يستطع الجلوس ظل واقفا و هو يردد فقط يارب...
بعد قليل خرج إليه الدكتور قائلا... للأسف لازم تدخل عمليات دلوقتى حالا و إلا حياتها هتكون فى خطر
هيثم بعدم فهم.... عمليات ؟! ليه
الدكتور... لازم تعمل إجهاض جسمها ضعيف مش هيستحمل الحمل و كده كده ...
هيثم بشك ... كمل يادكتور سكت ليه
الدكتور... واضح ان حد حقنها بحاجة تموت الجنين يعنى كده كده الجنين ميت و وجوده لسه جوه هيعملها تسمم و تأخر للحالة و ممكن الأم هى اللى تموت
هيثم بصدمة... مات ! ابنى مات
ثم صمت برهه ليستوعب ما يحدث ثم استرسل كلامه قائلا... اللى انت شايفه يا دكتور المهم تنقذ حياتها أهم حاجة عندى أميرة تكون بخير
الدكتور... إحنا هنعمل اللى نقدر عليه و ربنا يعوضكم
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
بعد مدة زمنية ليست قليلة
فى مكتب فهد و مختار
كان غاضبا وثائرا بعد أن علم بفشل مخططه و هروب عائشة من تحت يده و بالتالي الخطر يحوم حولهم الآن و بسرعة غير متوقعة
فهد... والعمل ؟! هتفضل كده لازم نفكر هنعمل اى
مختار... مش محتاجة ذكاء هيثم مشغول بالبت اللى معاه و ياسين و ادهم وضعهم حرج يعنى فى فرصة
فهد.... طب يبقى إحنا فى الأمان نخلع قبل ما يفضوا من مشاكلهم و نلاقيهم قصادنا كلهم
مختار... عندك حق يا فهد بس.....
فهد.... بس اى....فى اى تانى
مختار... مش وقته لازم نتحرك عشان اللى أخطر منهم موجود و مش هيسكت المرة دى هينفذ تهديده بتاع زمان
فضل و هو يقتحم المكان بغل ... عندك حق ياولد العمراوى انا حذرتك بس انت غبى كيف ما كنت قبل سابق مش بس إكده انت كل ما بتكبر غبائك بيكبر معاك
هيثم و هو يدلف .... و ابنك كمان طالع شبهك غبى يعنى هيشتريه الأبن شبه ابوه طبعا
مختار برعشة خوف... فضل ... هيثم انتم هنا و مع بعض
فضل... كان لازم تفهم لحالك ان الماض انتهى و النبش فيه مش من مصلحتك بس اقول اى الطمع و الغرور من زمان و هم سبب خسارتك و هيفضلوا اكده شيطانك طمعك عشان زمان هو انطرد من الجنة بسبب غروره و طمعه و انت سمعت كلامه و دلوقت واقف قصادى زى العيل الصغير اللى عامل عامله و خايف من عقاب ابوه
هيثم.... انت اشتريت عداوتى عشان ابنك الأهبل و دلوقتى لازم تسدد فواتيرك بس قبلها خذ الجاسوس الغبى بتاعك اللى انت بعته
أشار هيثم لرجاله ليحضروا هذه المرأه اللعينه
مختار و هو يبتلع ريقه... لوجينا !
فلاش باك
فى فيلا هيثم الزيات
كانت مقيدة على كرسي رخيص مثلها
لوجينا... انت بتعمل اى انت اتجننت
هيثم... بالعكس انا عاقل جدا بس انتى ازاى كده و ليه
لوجينا فى ادعاء عدم الفهم... قصدك اى
هيثم بصوت متحشرج... بلاش استهبال و انطقى بدل ما تشوفى وش هيثم الزيات على حق
لوجينا بحقد... انت متعرفش حاجة امك السبب من البداية انا اللى عرفتها على ابوك و هى اللى أخذته منى و اتجوزته و كنت بشوف اد اى هى فرحانة معه و لما خلفتكم فرحتها اكتملت و انا كرهى يزيد الحياة دى كانت المفروض تبقى حياتى عشان كده اخذت عهد على نفسى ادمرها و فعلا لما تعبت غيرت الدواء بتاعها عشان حالتها تسوء اكتر و نزلت الدمعتين و الكل فكر انى الصاحبة الوافية لحد ما هى اللى طلبت من ابوك يتجوزنى و اترجتنى اوافق و لما ماتت لقيت دى فرصتى الرجل اللى كنت بحبه من زمان بقى جوزى و عيال على الجاهز بس انت دمرت حلمى زى امك رفضتنى و حاولت تبعدنى بس انا بذكائى قدرت اعمل فجوة بينك و بين ابوك و لما بدأت تظهر تانى و حسيت بالخطر لقيت مختار قصادى قلت فرصة اخلص منك نهائى
ما إن انتهت من كلامها حتى هوت صفعة دامية على وجهها من هيثم قائلا لها بصوت يشبه فحيح الافاعى... والله لتندمى على كل اللى عاملتيه و كل اعترافاتك مسجلة انا هدمرك همحيكى من على وش الأرض
انتهى الفلاش باك
هيثم بسخرية... حتى خططكم فاشلة زيكم خطط زمان تساعدكم وحد يضربها عشان يبين انها معانا والكلام الفاضى ده بس انت نسيت انك اخترت خصم صعب اوى يا مختار و اخترت شركاء أغبياء اوى
فهد بتحدى ... برافو يا هيثم ذكى بس ذكائك اللى انت فرحان بيه هتعرف بكرة انه اكبر غباء و وقتها انا اللى هضحك فى الآخر حتى لو كانت نهايتى السجن انا اللى هكسب و ده وعد منى انا
فضل و هو يشهر سلاحه ... بكفايا حديت ماسخ وقتكم انتهى و دلوقت دورى عشان....
لم يكمل حديثه بعد أن دلف عابد اليه من الخلف مسرعا قائلا... لحظة يا فضل بلاش توسخ ايدك بكلاب زى دول القانون هيأخذ حقنا بلاش تنفذ هدفهم فى الآخر عشان خاطرى
فضل بحده... قانون اى ياعابد انا حقى أخذه بيدى مش هستنى
الضابط و هو يدلف.... حقك هيوصلك عن طريقنا يا حج فضل خليك واثق فينا بلاش تضيع حقك
هيثم ... اهدى يا حج فضل انا نفسي اخلص عليهم اكتر منك بس بلاش على الأقل عشان الناس اللى بيحبونا
فضل بانصياع... عندك حق يا ولدى
تم القبض على مختار و فهد و لوجينا
فى المستشفى
و بالأخص فى العناية المركزة
كانت بجانبه لا تتركه لحظة دبلت وحالها تغير و لكن شاهدت صديقتها و والدتها من خلف الزجاج فركضت صوبها لترتمى فى أحضانها و تبكى بكاء مرير قطع قلبها على فلذة كبدها
عائشة... اصبري يا بنتى ان شاء الله هيكون كويس اصبرى
سماح بوجع... هيضيع منى يا امى كل شوية قلبه يوقف وقلبى يوقف معه انا خايفة اخسره مش هستحمل والله مش هقدر
عائشة... استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم يا بنتى بلاش الكلام ده ربنا يطمنا عليه و يقوم و نفرح بيكم خلى عندك ثقة فى ربنا
سماح.. و نعم بالله يا ماما عندك حق
عائشة... تعالى يا بنتى نصلى و استغفرى ربنا و ادعى انه يقوم بالسلامة
سماح بهدوء... حاضر يا ماما
فضل و هو يقترب منهم... الحمدلله ان اجتمعنا من جديد و الكابوس خلص على خير
عائشة... خلاص يا فضل خلصتم منهم
فضل... الحمدلله يا ام فارس مش فاضل غير نطمن على البطل بتاعنا و نطمن على المسكينة أميرة
سماح بتساؤل... أميرة مالها يا ماما
عائشة... اكيد يا بنتى اللى حصل مش قليل و انت عارفة ان وضعها من البداية خطر
سماح... ربنا يطمنا عليهم يارب
همس من الخلف على استحياء... و أدهم يا عمى عامل اى دلوقتى
فضل... زين يا بنتى هو بعيد و بكرة هيكون معانا الغمة راحت و كل واحد هيجتمع بعائلته اطمنى
عائشة... أحمدك يارب
يتبع ....
الكاتبة علياء عادل أبوالعزم