الملف الأسود | The Black Fold...

By Albshkatib

775 210 16

تبدأ القضية بجريمة قتلٍ جماعية أصابت إحدى العائلات بحيّ القناطر، والتي استهدفت العائلة كاملة. عُرفت القضية إع... More

اقتباس من مُصطفى نزية.
الثاني من أغسطس، 2019.
مكتب مُصطفى نزية - مُديرية أمن القاهرة.
مسرح الجريمة - منطقة القناطر.
أمام عمارة بشندي - مسرح الجريمة.
الثالث من أغسطس، 2019.
شقة رؤوف أبو الفدا.
أحد المطاعم - بجوار مُديرية أمن القاهرة.
سجن القناطر - قسم الزيارات الخاصة.
أمام عمارة الحاج بشندي.
الرابع من أغسطس، 2019.
بعد ثلاثة أشهر. [تمت]

مُديرية أمن القاهرة.

49 16 2
By Albshkatib

الساعة 10:00 مساءً.

أحيانًا، يتهموني بأنني رجلًا بلا قلب، ولٰكن تلڪ الحالة التي كانت أمامي فاقت ما قد يتحمله أي رجل بلا قلب، بالتجاوز عن ذِكر و وصف الحالة التي كانت عليها من الإنهيار العصبي، ومُتلازمة ما بعد الصدمة، اضطررنا لنقلها لمكتبي لاستجوابها بآخر ما رأته.

وحتىٰ الآن، لم تتكلم فيما حدث من نفسها، وإذا أردتُ أن أُخرج منها المعلومات بنفسي، يجب عليَّ التحلّي بالصبر.

- نزية بيه!

صدرت من أحدهم، لتقاطع أفكاري وأنفاس سجائري مُتلفتًا لمصدر الصوت المألوف، فوجدته ذات الوجه المألوف:

- ... هلال!

وصل إليّ، فسلّم عليَّ بحرارة، وقابلته أنا بنفس الحرارة، علىٰ عكس المعتاد مني، قبل أن يردد مُستنتجًا علىٰ وجههي الأمر:

- قطعوا أجازتڪ؟!

- ابتديت تشغل دماغڪ.

- مش محتاجة تشغيل دماغ، إنتَ راجل مُشعر، لمَّ بتهمل دقنڪ يومين بتنبت، بس خُد بالڪ بقى عشان ابتدت تبيضّ يا راجل يا عجوز!

ضحكتُ مُستهزءً ما قاله، مُستنكرًا إياه، فسألته:

- عامل إيه في قضيتڪ؟

- مشاكل عائلية.

- طب شِد حيلڪ!

- حاضر.

تركني ورحل، وأنا لا أزال مُعرضًا وجهي بنفس زاوية مُحادثته، لأرىٰ من الجهة الأخرىٰ هيثم المصري وصل بنهاية الرواق، وعلىٰ وجهه تعابير العجالة في أمره.

- ... خير؟

- ده تقرير تشريح الأربع جُثث.

تأكدتُ أولًا أنه بخط يد عمار عرابي، فرددتُ مُبتسمًا بصوتٍ مسموع، غير مُبالٍ تعليق ذٰلڪ الضابط الخفيف.

- عظيم!

- ربنا يبارڪ في سعادتڪ يا باشا.

ساذج!

التفتُّ بعدها إليه قائلًا:

- هتطلب عشا لفردين وتحصلني علىٰ مكتبي.

- ربنا يبارڪ في سعادتڪ يا باشا، والله ما له لزوم التكليف ده!

رمقته بنظراتٍ مُتعجبة، فعقد هوَ حاجبيه مُستعجبًا تعجبي.

- آء.. هوَ في حد عند سعادتڪ جوة؟

- روْح يا هيثم، إخلص!

- أمر سعادتڪ.

* * *

«مُكتب مُصطفىٰ نزية».

الساعة 10:35 مساءً.

- ... لأ، كُلي يا خلود، مينفعش كدة؛ عشان خاطر نفسِڪ!

لم تكف عن البُكاء مُنذ أن وصلت إلىٰ هُنا، وأنا لسذاجتي اعتقدتُ أنها ستكف عن البكاء إن تركتها لوحدها؛ كُنت أسمع صوت بُكائها من الخارج!

ولٰكنها معذورة، في النهاية لن يتحمل أحدنا هذا، تمايلت بظهري مُنحنيًا للأمام نحوها، فعقدتُ يديَّ قائلًا:

- ... بُصي يا خلود، إللي حصل ده كان غصبٍ عنڪ، وعياطڪ ده عمّال علىٰ بطّال مش هيساعدڪ ولا هيساعدهم، إحنا دلوقتي مطلوب مننا نشتغل، وعلشان نشتغل لازم تآكلي!

لا تزال تنتفض وتشهق، تُحاول السيطرة علىٰ نفسها ولٰكن الأمر كان شبه مُستحيلًا، وأنا بصراحة أريد تدخين سيجارة!

فتحتُ حقائب الطعام البلاستيكية، وبدأتُ في رصّ الطعام أمامها علىٰ المكتب، وعلىٰ غير المُعتاد، كانت علىٰ وجههي ابتسامة شبه عريضة.

- ... بقالِڪ قد إيه مكلتيش من «ماڪ»؟ أكيد كتير.

لا تزال تتجاوز عمّا أقول، وأنا لا أزال مستكملًا في رصّ الطعام، ومُحاولة استثارة مشاعرها لتستجيب، فأكملتُ بعد أن التقطت أحد السندويشات، ومددتُ إليها:

- يلّلا، خُدي.

رمقتني دون رد، فحركت يدي.

- خلود، متكسفيش إيدي!

ولٰكنها لم تستجيب.

- يا خلود أنا عُمري ما عملت كدة، هوَ إنتي خطيبتي؟!

أشاحت ناظريها عني، فاستنتجتُ أنها تتهرب، وأن النُكتة أعجبتها، فأكملت قائلًا:

- طب بذمتڪ، لو مخطوبين هتتقلي عليَّ كدة؟!

ابتسمت رُغمًا عنها، فاقتربتُ منها قائلًا:

- كُلي يا خلود، كُلي عشان خاطري!

أنا أكره نفسي حقًّا!.. عن أي خاطرٍ أتحدث؟ أنا لا أعلم حتىٰ تاريخ ميلادها، مدَّت يدها لتلتقط مني السندويش المُقدم لها بخجل، في حين أخرجتُ أنا بتلهف السندويش الآخر، ليس لجوعي، وإنما لإنهاء هذا بسرعة لأدخن سيجارة؛ أنا أشعر برأسي يكاد يأكله الدود من الألم!

* * *

بعد ثلاث ساعات.

وصل ثاني فنجان قهوة لمكتبي، منذ أن حضرت، بينما كنت أراجع أقوال تلڪ المسكينة، قبل أن أتركها بنفسي بعد توصيلة مجانية بسيارتي حتىٰ منزل جدتها، فعدتُ مرة أخرىٰ إلىٰ هنا، مُتابعًا قراءة ما سمعته ودوَّنته بنفسي بمذكرتي الجلدية، مُشاركًا في أمسيتي بُن القهوة، وتبغ السجائر المستوردة.

قالت لي أنها -علىٰ غير العادة- قضت تلڪ الليلة عند جدتها، إلىٰ أن وصلت للنُقطة المُهمة باعترافاتها، فقالت أنها قد سُئلت وهيَ بطريقها للخروج من شارع العمارة من قِبل مجموعة متكونة من أربعة شباب، يستقلون «ميكروباص» عن عنوان والدها، فأدلّتهم.

تراجعتُ للوراء مُرددًا بصوتٍ مسموع ليصل صوتي لجانب عقلي الباطن:

- أربع شباب بميكروباص!

قُمت بحڪ شعر ذقني قبل أن أُنادي العسكري.

- يا عيسوي!

فُتح الباب ليدلف مُلقيًا التحية العسكرية.

- أوامر يا نزية بيه!

- هيثم برة؟

- لأ يا بيه، روَّح عشان ينام.

فقُلتُ مستهزءً:

- آه، حبيب قلبي تعب قوي النهاردة فعلًا!

ثم التقطتُ هاتفي من علىٰ المكتب مُتصلًا برقمه، فردَّ وأنا ارتدي سترتي التي كانت مُعلقة وراء كُرسيَّ.

- همم.. مين؟!

- هيثم، معاڪ نزية، قوم إغسل وشڪ وحصلني علىٰ مسرح الجريمة!

ثم أنهيتُ المكالمة، فألقيت نظري لأجد عيسوي لا يزال واقفًا يتأمل ما يحدث، فقلتُ بنظرة خبيئة، ماكرة:

- بيني وبينڪ، غلاسة!.. أنا مش محتاجُه.

فضحڪ.

Continue Reading

You'll Also Like

6.7K 459 11
"كانت الطفولة براءة مفقودة، والسعادة تبخرت مع دموع الحزن. في يومٍ مظلم، انقطعت أواصر الأمان بقسوة، حيث اختفت الضحكات وتبددت الأحلام. لم تكن هناك سوى...
5.5K 133 3
قصة قصيرة لثنائي التايكوك " مثلية " مسيطر : جونغكوك حمل الرجال وجود بعض الثنائيات المسيرة للاحداث زواج قصر تحت سن الخامسة عشر ❌‼️ ملاحظة الكاتب ال...
5.5K 380 15
[M y b l o o d r e l a t i vbe] "هــل سأتــزوج جونغــكوك ذلــك الرجــل المخيــف؟" Jeon Jungkook'30 Jeon Katan'25 ...
21.4K 936 10
Bart2