كيف تصطادين عريسًا!

By hodaelfaki

63.6K 5.4K 1.3K

دليلك الشامل المتكامل لإصطياد عريسك المناسب... لكن هل يا ترى هو الشخص المناسب؟؟؟ سنرى الفتاة الطائشة ابتهال و... More

1_ البداية
2_ اللعنة!!
ملل🙂🙂🙂
3_ ريهام
4_ اهتمام
5_ والدته
6_ كسر
7_ خيانة
مني لله 🙂🙂
8_ كوني قوية
تصبيرة الفصل 😂😂
9_ الفاتحة
المفاجأة 🔥🔥
10_مساعدة!
ذنب 🥺🥺
11_ معاهدة سلام
12_سندس
مناقشة
13_حماقة
14_ خطبة
ماذا لو
15_ ثنائي لطيف
17_ هدية يوم الأم
18_ الثأر
19_ الفرح
20_ النهاية
💃💃💃
pdf

16_ أمر غريب

1.8K 213 43
By hodaelfaki

وافقت!
لقد وافقت على طلب مسعد لخطبتها، و ليس هذا فقط، بل تمت الخطبة بالفعل منذ أسبوع وسط أحتفال عائلي صغير يجمع أهله و أهلها فقط.

و هاهي الأن تجلس بجوار مسعد يحاولا محاولات واهية بإقناع والدها ليتركهم يتنزهوا معًا، لكن صلابة رأس والدها و أستفزاز مسعد له جعلوه يقسم أن لا خروج لهما بدون ابتهال.

و بالفعل أنتظروا ابتهال حتى أتت من عملها لتخرج معهما، لكن كان لوالدتها رأي أخر حينما جذبتها بهدوء و فطنة ناحية المطبخ و هي تهمس لها بأستعجال:
_ نوران قولي لمسعد يقنع خالد يخرج معاكم.

تأفأفت نوران بقوة، لماذا كل هذا؟ فالأمر بسيط للغاية، عصير مانجو بأحد المقاهي القريبة من المنزل و سيرجعون على الفور، قالت لوالدتها بعصبية:

_ ليه يا ماما؟ ما احنا هناخد معانا ابتهال، لزمته ايه خالد بس.

أطرقت عزة رأسها بالأرض لعدة دقائق تفكر، أتكشف خططها هي و ميرفت لهذه التي لا تخفي سرًا عن ابتهال، أم تتحجج بأسباب واهية لن تقتنع بها نوران، لكنها أخذت طريق ثالث أسهل من الأثنين، ألا و هو طريق الابن العاق.

_ هو انا مينفعش أقول كلمة و اسمع بعدها حاضر يا ماما؟! هو كل حاجة معاكوا بمناهدة و طلوع الروح، ما تسمعي الكلام و انتي ساكتة.

مشت عزة من جوار نوران و هي تسبها ببعض السباب الأمومي المعتاد عليه، لتدب نوران قدميها في الأرض بعيظ ثم خرجت لمسعد تحاول إقناعه بحديث والدتها.

كان رد فعل مسعد كالمتوقع، تأفأف بحنق و هو يقول لنوران بصوت حاد:

_ ايه يا نوران دا؟ هو أنا رايح أخطفك؟ و بعدين عايزاني أقول لخالد ايه، تعالى معايا أنا و خطيبتي علشان خايفين نروح لوحدنا!

وجدت والده ينظر لهما بشك من بعيد، لتبتسم له و هي تميل برأسها على مسعد هامسة له:

_ أعمل ايه يعني ماما هي اللي قالتلي كدا!

ضيق مسعد عينيه بغيظ و هو يبدل عينيه بين نوران و والدها، لكنه فكر بشيئًا ما عندما رأى ابتهال تفترس الطعام الذي أمامها على الطاولة إفتراسًا.

ليقترب من نوران بحذر خوفًا من رد فعل والدها الذي ينتظر له خطأ لينقض عليه كالصقر.

_ أقطع دراعي إن ما كنتش أمك بتخطط لحاجة بخصوص ابتهال و خالد.

مشطته بنظراتها من أعلى لأسفل بأحتقار، لتردف:

_ ايه أمك دي يا مسعد ما تنقي ألفاظك يا أخي، و بعدين ماما هتكون بتخطط لأيه يعني، أصلًا خالد بيعتبر ابتهال زي أخته الصغيرة و هو اللي بيساعدها في الشغل.

ابتسم مسعد بخفة ليكمل حديثه الهامس لها و هو ينظر إلى عيني حماه بابتسامة مشعة.

_ ما علشان انتي عبيطة يا روحي، خالد مين دا اللي بيعتبر ابتهال أخته الصغيرة، تصدقي إن هشترك مع والدتك في خطتها علشان نفسي أشوف خالد و ابتهال لما يتجوزوا هيعملوا ايه في بعض.

قاطع حديثه سؤال كُريم الفضولي لمسعد:

_ مين دول يا مسعد بيه؟

حمحم مسعد ببسمة صفراء لكُريم قائلًا:

_ و لا حاجة يا عمي كنت بحكيلها على فيلم.

ثم قام متمطعًا، ليمسك كُريم يدي مُسعد بإلحاح مصطنع:

_ رايح فين بس يا مسعد دا لسة بدري، أستنى هنحط العشا.

أفلت مسعد يديه من بين يدي كُريم قائلًا بسماجة:

_ أنا قاعد يا عمي مستني العشا فعلًا، هطلع بس البلكونة أكلم حالد يطلع يتعشى معانًا و بعدين ننزل نخرج على طول.

لم ينتظر إذن من كُريم، ليدخل إلى البلكون الطويل المطل على الشارع يتحدث مع خالد و يعرض عليه ان يخرج معهم و بالطبع وافق خالد ما إن عرف بخروج ابتهال معهم.

بينما في الخارج كان كُريم يضرب كف على كف و هو ينظر إلى نوران بضيق، بينما تحدثت ابتهال بفم مليء بالطعام:

_ عيل سمج بيتصرف كأنه بيت أبوه.

ليوافقها كُريم الحديث بعينيه، بينما نظراته متسائله لنوران قائلة " بتحبي فيه ايه دا؟!'
__________________

مر العشاء على خير بفضل الله ثم عزة التي سعت جاهدة بإقناع كُريم أن مسعد أقل من أن يدخل بسببه السجن.

خرجوا بسيارة مسعد، و كالعادة جلست أبتهال و نوران بالخلف بينما مسعد و خالد في الأمام، بالطبع لم يخلو الطريق من شجارات ابتهال لكلًا من مسعد و خالد.

وصلوا أخيرًا لمقهى كلاسيكي الطراز، دافيء الألوان، به روح محببة، أستغل مسعد إنشغال ابتهال في مشاهدة المكان _الذي أعجبها وبشدة_ ثم سحب يد نوران و سار أمامهما بسرعة قبل أن تلحق بهما ابتهال.

كانت ابتهال تستشيط من الغيظ بسبب فعلت مسعد تلك، قالت لخالد بغضب:
_ شوفت صاحبك سهاني و خد البت و طار.

ارتسمت ابتسامة صغيرة على فم خالد و هو يشاور لها على طاولة في آخر المكان.

_ بطلي ظن السوء دا.. هما قاعدين هناك أهو، و هيكونوا تحت عنينا متقلقيش انتوا أمانة في رقبتي، اتفضلي أقعدي يلا.

قالت كلماته الأخيرة و هو يسحب لها كرسي لطاولة قريبة من طاولة شقيقتها و يمكنها أن تراها من مكانها، جلس أمامها و هو يشير للنادل.

_ لو سمحت هاتلنا واحد قهوة و واحد عصير برتقال فريش.

أخذ النادل الطلبات، ألتفت خالد برأسه إلى ابتهال ليجدها تنظر له برفعة حاجب، قائلة:

_ و مين قالك إني عايزة اشرب برتقال؟!

رفع خالد كتفيه ببساطة.

_ انتي بتحبيه و على طول بتشربيه، فتوقعت إنك هتطلبيه.

لوت فمها لتقول بضيق:

_متبقاش تتوقع بعد كدا، أنا لما أعوز حاجة هطلبها لنفسي.

مسد خالد مؤخرة رأسه بإحراج قائلًا:

_ حقك عليا يا ستي تحبي أقوله يجيبلك ايه طيب؟

وضعت ابتهال قدم على الأخرى بتعالي مصطنع، لتحرك يديها بعشوائية على حقيبتها.

_ خلاص مش مهم البرتقال مش بطال برضو، المهم انتوا عرفتوا مكان جامد زي كدا منين؟

_ عادي جينا هنا قبل كدا مع الشلة و المكان عجبنا، بس مسعد هو اللي أصر يجيب نوران فيه.

أومأت له بهدوء و كادت أن تسأله على شيء، لكن النادل قطع حديثها، وضع النادل طلباتهما بهدوء، فقالت ابتهال ما إن غادر _ النادل_ :

_ خالد.. هقولك على حاجة بس متفهمنيش غلط، قعدتنا كدا مش عجباني، المفروض نروح نقعد معاهم صح؟!

ابتسم لها خالد بتأنِ يعلم أنها لا تقصد شيء سيء بالطبع، بل معها كل الحق، فجلوسهما هكذا خطأ كبير، و لكنه ابتسم لسبب آخر، فهذه من المرات القليلة التي تتحدث معه ابتهال بهدوء و ليس هذا فقط بل و تقول كلام عقلاني جدًا، سيدون هذا اليوم في باله حتى لا ينساه، حمحم يرد عليها بهدوء بعد أن عاد لوعيه:
_عندك حق طبعًا أشربي عصيرك و نروحلهم على طول.

دار بينهما صمت تام، لكن ابتهال كانت تقطع هذا الصمت بنظراتها المسروقة تجاه، اليوم تكتشف اشياء عجيبه بخالد، مثلًا إنه شخص مُراعي جدًا و مُهتم، و ذلك بسبب علمه بعشقها للبرتقال.
و ليس هذا فقط بل هو صديق شهم فلم يتأخر على طلب مسعد له، و بالطبع لا ننسى كونه ... وسيم.

ليس وسيم مثل فنانيين بوليوود و التي تهيم بهم عشقًا، لكنه مصري وسيم، بلونه الخمري اللطيف، و طوله المميز، و ملابسه الأنيقة على الدوام،كل هذه المواصفات تجعله فتى أحلامها.

مهلًا فتى أحلامها؟! خالد!

من الواضح إن هذا المكان العاطفي أثر على عقلها فجعلها ترى في 'خالد' مواصفات فتى أحلامها.

أو الأسوأ ربما تعاني من صدمة عصبية بسبب خداعها في محمد.

حسنًا السبب الثاني سخيف بعض الشيء، لذلك هي ترجح السبب الأول و بشدة، لذا فرغت سريعًا من مشروبها لتقف، قائلة بتوتر و كأنها خائفة من أن يسمع أفكارها تجاهه:

_ انا خلصت مش يلا نروح لنوران؟!

نظر لها بدهشة من وقفتها المفاجئة، ليقول لها:

_ طب ممكن خمس دقايق أخلص القهوة دي بس!

جلست ابتهال مرة أخرى بتوتر و هي تتهرب من عينيه، و تهز ساقيها.

_ ماشي بس خلص بسرعة الله يرضى عليك.

نظر لها بإستغراب، يرتشف القهوة و هو يقسم في نفسه أن هذه الفتاة أما مجنونة أو "ملبوسة".

________________

كان الوضع عند طاولة نوران مختلف للغاية، مسعد الذي يمثل في العادة قمة الهدوء و السماجة وجهه صار أحمر بلون الدم من الغضب، و نوران متحفزة لأي حرف ينطق به، هتفت نوران بترقب كأنها مصارع روماني ينتظر أي حركة خاطئة من خصمه:

_ شوفت.. كنت متأكدة إنك عايز تلغي شخصيتي و كاريري.

مسح مسعد على وجه يحاول تمالك أعصابه.

_ و مين قال إن عايز ألغي شخصيتك! يعني أصلًا أنا خطبتك علشان شخصيتك أقوم ألغيها أنتي بتفكري ازاي؟!

لانت نبرة صوته عندما رأها تهدأ بعض الشيء، ليكمل:
_ كل الحكاية إني بقولك أننا لازم نقرب لبعض أكتر من كدا، أنا حاسس دايمًا إن فيه حاجة واقفة ما بينا.

تأثرت كثيرًا بحديثه، فهو على حق، دائمًا تشعر إنها تخشى منه.. من فكرة إرتباطها به، تخاف أن يلغيها و تصبح تابعة له و هي التي لم تكن تابعة لشخص يومًا.

وضعت يديها على رأسها، ثم قالت له بحذر:

_ يعني مكنش قصدك بكلام دا ...

قاطعها مسعد و هو يلملم اشيائه من على الطاولة.

_ مكنش قصدي حاجة يا نوران، و يلا نمشي.

شاور إلى خالد الذي لم ينهي قهوته بعد بالذهاب، ثم عاد ينظر إليها قائلًا:
_ لما تبطلي تفسري كلامي على مزاجك، و تبطلي تشوفيني دايمًا الراجل الظالم اللي كابت حريتك و عايزة تكملي معاه أبقي قوليلي، يلا.

لم ينتظر منها رد بل ذهب مباشرةً إلى طاولة خالد يبلغه بأمر عودتهم إلى المنزل، بينما هي حبست دموعها و أخذت حقيبتها ذاهبة خلفه بإنكسار.
__________________

لم يظهر يوسف منذ أخر مرة تحدثت بها معه، حاولت كثيرًا الوصول إليه، لكنها لم تجد طريقة، خصوصًا أنه حظرها من كل المواقع التواصل الاجتماعي، حتى من على الهاتف فلم تستطيع الأتصال به.

جلست على فراشها بتعب، كل شيء ضدها، عز يحاول _مؤخرًا_ الرجوع إليها و إصلاح ما بينهما، و هي تفكر في مستقبل طفلها، لا تريده أن يكون مشتت بين أب و أم منفصلين.

في نفس الوقت لم تستطيع تحديد مشاعرها تجاه يوسف، فبعد اختفاؤه المفاجيء منذ ما يزيد عن أسبوع تقريبًا و هي مشتتة، لا تريد يوسف العاشق لها، بل تريد الصديق الحنون الذي يستطيع إخراجها مما هي فيه.

قررت الهروب من أفكارها بالنوم، ضمت صغيرها إلى أحضانها، و أطفأت الأضواء و هي تُمني نفسها بغدًا أفضل.

__________________

دخل إلى المنزل بهدوء، فالوقت تأخر نسبيًا و بالعادة يكون الجميع نائمًا في هذا الوقت، لكن فاجئه وجود زوج خالته أمام باب المنزل ينتظره.

أغلق الباب بحذر، جلس بجوار زوج خالته يتسأل:

_ خير يا حاج فيه حاجة و لا ايه؟ ايه اللي مسهرك لحد دلوقتي؟

ربت مكرم على كتف خالد، مجيبًا:

_ كنت مستنيك يا غالي، عرفت إنك خرجت مع مسعد و البنات، اتبسطوا؟!
هز خالد رأسه بالإيجاب، ثم رفع كتفيه بحيرة.

_ اه كنا مبسطوين لحد ما مسعد قرر ينكد علينا و يخلينا نروح، شكله اتخانق مع نوران، ما حضرتك عارفة حمقي بس طيب و بيصفى بسرعة.

هز مكرم رأسه متفهمًا، يحاول قول ما في باله لكنه لا يدري كيف.

_ و ايه أخبار ابتهال يا ابني؟ مرتاحة في شغلها؟ عرفت إنك بتساعدها في الشغل صح؟

استغرب خالد من هذه المحادثة، بالعادة هذه الاسئلة تُوجه إلى صاحبة الشأن ما دخله هو!
لكنه رد بدبلوماسية:
_ اه الحمدلله مبسوطة، و أنا بحاول أساعدها على قد ما أقدر.

فرك مكرم كفيه معًا بتوتر، ليقرر أن يصارح خالد بما يجول بخاطره، لقد كان مخطئًا و هو يعلم ذلك، لكن لا ضير أن بعترف بخطأه.
تحمحم قبل أن يتحدث.

_ خالد، عايز أفاتحك في موضوع، قبل كدا أنا كنت بفكر غلط لما موافقتش على إنك تتقدم لابتهال، كنت فاكر إنك ممكن تخرب علاقتي بأخويا، و نسيت إنك ابني حتى لو مكنتش من دمي فأنا اللي مربيك و عارفك كويس، و عارف إنك مستحيل تعمل حاجة تزعلني أو تشتت علاقتي بأخويا، و قبل كل شيء أنت راجل و أنا مش هلاقي أحسن منك لبنت أخويا، علشان كدا عايزك تنسى أي كلام أنا قولته قبل كدا، و لو عايز تتقدم لابتهال أنا أكيد مش همانع، بالعكس هكون أكتر من مُرحب للفكرة.

أنهى مكرم كلامه و هو يأخذ شهيق عميق و يزفره، كان الأمر أصعب مما يتخيل لكنه مرّ بسلام.

أما خالد فكان الأمر عنده أصعب، لقد وُضِع في موقف محرج، فبحديث مكرم صارت فكرة خطبته لابتهال أمر واقع، لكنه لا يريد أن يأخذ هذه الخطوة و التي يتمناها منذ زمن، قبل أن يتأكد من حقيقة مشاعرها، فهو لا يستطيع أن يرتبط بامرأة ربما كانت تكن بعض المشاعر لرجل أخر، و خاصةً أن هذا الرجل أكثر من شقيقه، شعر بأنه بين فكي الرحى و لا مفر من هذه الخطوة، لكنه بالطبع يمكنه تأجيلها بعض الوقت.

قام خالد و قبل رأس مكرم بأحترم، و جلس مرة أخرى بجانبه قائلًا:

_ كلام حضرتك فوق راسي و الله، و موافقتك دي عندي بالدنيا، و بإذن الله في أقرب فرصة هكلم الحاج كُريم في موضوع خطوبتنا، بس بستأذنك نأجلها شوية أنا مش عايز أتقدم غير و أنا مجهز على الأقل فلوس الشبكة، ابتهال بالنسبة لي مش أقل من أي حد علشان يجيلها شبكة أي كلام.

ربت مكرم على كتفي خالد بفخر، و هو يسأل نفسه كيف صور له شيطانه أن خالد قد يخونه يومًا أو يحاول أن يستولى على متجره، فخالد ولده تربية يديه حتى أكثر من محمد.

قال مكرم بعتاب لخالد:

_ انت ازاي تفكر في الماديات، انت زي محمد بالضبط، أطلب من جنية لمليون و يكونوا تحت رجليك دلوقتي.

طأطأ خالد رأسه بخجل، فهذا الرجل يحرجه بكرمه، لقد كانت الماديات حجته ليتهرب بعض الوقت، لكن حديث مكرم هذا لمسه من الداخل، بالطبع هو مقدر كل شيء فعله مكرم له منذ أن كان طفلًا، لكن جملته هذه بالذات أثرت فيه بشكل خاص، و لأول مرة يشعر أن والده لم يمت، و أن لديه سند في هذه الحياة.

بعيدًا عن أخذه الماديات كحجة لتأجيل أمر الخطبة، لكنه لن يأخذ أي قرش من أحد ليتزوج، زواجه سيكون بماله الخاص حتى و إن جلس عمره كله بلا زواج، لكنه لن يكوّن أسرة بمال زوج خالته، رد خالد على مكرم بتهذيب:

_ تسلم يا حاج مستورة و الحمدلله، و أكيد أول ما أعوز حاجة هقولك.

ثم أخذ خالد يتثائب ليستأذن من مكرم.

_ بس أعذرني يا حاج أنا هدخل أنام، علشان بكرا هفتح المحل بدري، و حقيقي مش عارف أشكر حضرتك أزاي على كلامك دا.

ربت مكرم على فخذ خالد، قائلًا بصرامة:

_ أدخل نام يلا و بطل كلامك اللي ملوش لازمة دا، و أنا كمان هدخل أنام تصبح على خير.

ودعه خالد و دخل إلى غرفته بإنهاك، ليرى محمد يقف في البلكون يتحدث مع إنجي كالعادة، بينما رمى خالد نفسه على الفراش بتعب حتى إنه لم يبدل ملابسه، و ظل يتابع محمد و هو يتسائل في نفسه، هل سيأتي عليه اليوم الذي يكون به مكان محمد، و يكون له الحق بالحديث مع ابتهال بحرية، ظل يفكر حتى غلبه النعاس و هو يهيم في أحلامه الوردية.

__________________

وضعت القليل من الكريمات التي وصفها لها الطبيب على بشرتها و هي تدندن بسعادة، فاليوم من أسعد أيام حياتها، لمَا؟! هكذا بلا سبب، بالطبع لن تقول لأنها خرجت مع خالد و تحدثوا سويًا لأول مرة بأسلوب حضاري بعض الشيء، نظرت في المرآة تدقق في هالاتها السوداء التي بدأت تختفى تدريجيًا، لكنها وجدت جسد نوران يتحرك بخفوت، إذًا فالمعقدة تبكي، و بالتأكيد لن يُبكيها أحد سوى ذلك السمج الذي أنهى النزهة مبكرًا.

رفعت الغطاء عن وجه نوران بعنف، لتجدها تبكي و تشهق بخفوت، تحاول كتم صوتها حتى لا تسمعها ابتهال.

قالت ابتهال بمرح:

_ ما كنتي قاعدة سنجل يا منيلة و كنتي مبسوطة، كان لازم يعني تعمل فيها نوران الحبيبة و تتخطبي، أهو منبكيش حاجة غير الدموع و الشحتفة.

أحتضانتها نوران سريعًا و هي تقول بصوت متقطع بسبب بكائها:
_ شكلي هرجع سنجل تاني يا ابتهال، مسعد خلاص هيسيبني و هيبطل يحبني.

أرتبكت ابتهال فالأمر يبدو جديًا و ليس مشكلة تافهة، و هذا أكثر ما تكره ابتهال أن تحل مشكلة جدية.

احتضنت ابتهال نوران متسائله:
_ ليه بس يا نوران، ايه اللي حصل؟

لم تجد ابتهال إجابة سوى المزيد من الشهقات، أخرجت نوران من حضنها لتقول بنفاذ صبر:

_ بطلي بكا بقا قرفتيني، و أحكيلي فيه أيه علشان أعرف اساعدك و نخلص في الليلة دي.

مسحت نوران دموعها و حاولت تنظيم أنفاسها لتتحدث بخفوت:

_ هيسيبني يا ابتهال، مش قادر يفهمني و لا يستوعب خوفي، حتى انتي قولتيلي إنك هتساعديني أتخطى خوفي لكنك طنشتيني، مفيش حد عارف يفهمني و لا يساعدني.

لتتعالى شهقات نوران أكثر، بينما أحست ابتهال بتأنيب الضمير،لكن ما باليد حيلة، الأمر ليس بيدها.

لتربت عليها بحنو قائلة:

_ و الله يا نوران أنا فهماكي و عايزة اساعدك،و فعلًا أنا أعرف شخص يساعدك بس أنا مستنية الوقت المناسب.

قالت نوران بتذمر و هي تضم الغطاء إلى جسدها بعدما شعرت بالبرودة:

_ و أمتى بقا هيجي الوقت المناسب؟!

رفعت ابتهال الغطاء لتجلس أسفله بجوار نوران قائلة:
_ لما يجي هقولك يا أختي، و دلوقتي بطلي أنانية و هاتي الغطا دا علشان الجو تلج.

حاولت نوران إخراجها من فراشها، لتدفعه من ذراعها.

_ لأ قومي يا ابتهال من على سريري و ملكيش دعوة بسريري و لا بالغطا بتاعي.

قامت ابتهال من على الفراش و هي تسحب الغطا كله معها ، لكن نوران قامت بركلها و أخذ الغطاء منها، و سريعًا ما قامت مشاجرة عنيفة بينهما و التي أنتهت باستسلام ابتهال، ليبدأوا بوصلة ضحك على سبب الشجار، لينتهي يومهما بالنوم بلا تفكير.
_____________

كل سنة و كل أم طيبة و بخير و سعادة يارب❤️❤️❤️
اتمنى إن الفصل دا يعجبكم و يكون هدية لطيفة و بإذن الله فيه فصل تاني هينزل النهاردة كاحتفال بسيط ❤️

Continue Reading

You'll Also Like

539K 24.1K 36
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...
603K 19.9K 35
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...
1.6M 32.4K 83
اشد الجروح الما ليست التي تبدو اثارها في ملامح ابطالنا بل التى تترك اثر ا لا يشاهده احدا فى اعماقهم. هي✨ لم تخبره بمخاوفها ...ولكن نقطه نور فى اعم...
403 71 16
"وجود شخص يدعمك نفسيًا ويطمنك طوال الوقت، شيء لا يُقدَّر بثمن". ❤️ من قال ان الحب هو الحب الأول؟، لم تكن حبي الاول ولكن هي أتت لتصبح الأول حقاً والأخ...