18_ الثأر

1.7K 203 52
                                    

كارثة حلت على رأسها، و هي التي تغرق في شبر ماء، كانت سندس تخفي وجهها بين يديها، تبكي بخزي و إنكسار، كانت ستتحمل نظرات الإتهام في عيني أي شخص إلا عيني ابتهال، لا تستطيع أن ترى نفسها صغيرة في عينيها.

على الرغم من خطائها الفادح، لكن قلب ابتهال كان يُعتصر عندما رأت منظرها، فسندس ليست فقط صديقتها، بل هي اختها و ابنتها، على الرغم من كون سندس تكبر ابتهال بعام إلا إن ابتهال كانت دومًا تعتبرها تؤام روحها، جلست بجوار سندس تضمها، حاولت ألا تعاتبها في هذا الوقت، مركزة كل طاقتها على احتواء سندس، لكنها لم تتحمل لتسألها ابتهال في عتاب:

_ ليه يا سندس؟ ليه تعملي حاجة زي كدا؟! مجاش في بالك ابوكي و جوزك و ابنك، ليه تدفني راسهم في الطين!

هزت رأسها بقوة و هي بين أحضان ابتهال، خرج صوتها متحشرج من كثرة البكاء.

_ كذب و الله كذب، الصور دي مش حقيقية، أنا كنت ببعتله صور لنفسي بس، و كمان بكون بلبس البيت، لكن الصور دي و الله معرفش عنها حاجة.

تصاعدت الدماء في رأس ابتهال، لتخرج سندس من بين أحضانها محدثة إياها بجدية مرعبة:

_ لأ كدا الموضوع بقا كبير أكتر مما تتخيلي، أمسحيلي دموعك دي و بطلي عياط و أحكيلي كل حاجة من الأول و بالتفاصيل، بالتفاصيل يا سندس.

و هذا ما تم بالفعل، قصت عليها سندس كل ما حدث بالتفاصيل حتى و إن كانت تافهه، منذ أن تحدثت مع يوسف أول مرة، و حتى عرضه الرخيص هذا.

كانت ابتهال تنصت لها باهتمام بالغ و عقلها يحلل كل كلمة قالتها سندس، سندس .. تلك الحمقاء التي لم تفكر للحظة أن الجامعة كلها بالفعل تعلم بأمر زواجها، أحقًا لا تعلم بأنها كانت حديث الجامعة لمدة 4 سنوات حتى تغير لقب "المتزوجة" بلقب"الراسبة" عندما رسبت في أخر عام لها في الجامعة، جالت في بال ابتهال العديد من الأفكار، تخبر خالد مثلًا أو محمد و يأخذوا بعضًا من شباب الحي يكسرون عظام ذلك الحقير، الفكرة وحدها أشعرت ابتهال بمتعة غير عادية و هي تتخيل ذلك الحقير ككومة عظام ليس لها نفع، لكن في مجتمعنا هذا الذي لا يرحم ستُلام سندس بالمقام الأول، لن ينظر أحد إنه خطأ مشترك بينهما هما الأثنين، تعلم جيدًا أن لا أحد _ من عائلتها_ سيعاتبها لأنها فقط صديقتها، لكنها لا تريد لأحد أن ينظر لها نظرة سيء، لذلك رمت هذه الفكرة من رأسها حتى و إن كانت ستمتعها!!

قطع حوارهما نداء والدة سندس من الداخل، تطالب سندس بالإسرع حتى يعودوا إلى منزلهم، شددت سندس على سترة ابتهال بقوة،و هي تشير برأسها بخوف بأنها لا تريد الذهاب.

خرجت ابتهال لوالدة سندس تحاول إقناعها بأن سندس ستبيت عندها الليلة، لكن جاءها رفض صارم من والدة سندس:
_ معلش يا بيبو يا بنتي، انتي عارفة عمك أيمن صعب، و مبيحبش إنها تبات برا.

كيف تصطادين عريسًا!Where stories live. Discover now