1_ البداية

8.8K 295 79
                                    

استيقظت كالعادة منذ بداية الأجازة الصيفية على صوت بائع الخضروات أسفل منزلهم، حتى إنها توقفت _مؤخرًا_ عن التذمر بشأن صياحه المزعج الذي يوقظها مبكرًا على الرغم من كونها في أجازة، فركت عينيها بتعب ثم مدت يديها أسفل وسادتها تلتقط هاتفها لكي ترى احدث الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعي، وجدت أحد القصص لفتاة مشهورة تصور دائمًا مواقف طريفة لها مع خطيبها لتظهر مقدار حبهما لبعض، ضغطت على الصورة المصغرة ليظهر لها فيديو للفتاة و هي تبكي و منهارة، تحاول التقاط أنفاسها بصعوبة و هي تعلن خبر إنفصالها عن خطيبها، جعدت أنفها بتأثر شديد تحاول ألا تشارك الفتاة التي خلف الهاتف البكاء، مررت أصبعها ليظهر لها فيديو أخر للفتاة و قد بدت أكثر هدوءًا و تأنقًا، تتحدث بثبات مزيف :

_ طبعا يا بنات كلكم عارفين إني و أسامة سبنا بعض، فياريت محدش يخشلي على الخاص و يحاول يقنعني أننا نرجع تاني لبعض طبعا هو ربنا يوفقه في حياته، المهم لو عايزين تعرفوا أنا جبت منين الاوت فيت بتاعي تابعوا الستوري اللي جايه.

أنزلت الشاشة ليختفي الفيديو من أمامها، ضحكت بسخرية من نفسها، فهي بالفعل تأثرت جدًا بما حدث للفتاة، لكن الفتاة نفسها لا يهمها الأن سوى الأعلان عن الماركة الجديدة التي تعاقدت معها!!

قامت بتكاسل من السرير، أصعب لحظات حياتها هي عندما تفارق سريرها كل صباح، تطلعت في المرآة لتجد تلك الحبة على وجهها _ و التي صارت صديقتها الصدوقة_ تحسستها بهدوء ثم حاولت الضغط عليه ، لكن قاطعها صريخ شقيقتها الصغرى.

_ اياكي تفرقعيها يا ابتهال... هتسيب علامة بعد كدا و هتقعدي تعيطلنا .

قلبت عينيها بملل، فهذا الحديث تسمعه للمرة الألف لكنها تفعل ما ببالها دائمًا، ضغطت على الحبة بقوة أكبر حتى هبطت تمامًا، نظرت لنفسها بالمرآة فوجدت شقيقتها خلفها تنظر لها بإحتقار.

_ مالك فيه ايه بتبصيلي كدا ليه يا نوران، عملتلك ايه على الصبح ؟

رفعت نوران كتفيها، لتجيب بلامبالاة:

_ معرفش بس انا صاحية من النوم مش طايقاكي .

تجاهلتها ابتهال تمامًا، فهي تدري أن الحديث يبدأ هكذا ثم ينتهي بإصابة إحداهن، و هي ليست في المزاج المناسب للمشاجرة.

رفعت ابتهال شعرها _ الأسود القصير_ على شكل ذيل حصان، أخذت المنشفة الخاصة بوجهها، فتحت باب الغرفة لتجد والدتها واقفة امام باب الغرفة، شهقت ابتهال بهلع و عادت خطوتين للخلف ، وقفت تلتقط انفاسها و هي تضع يدها على قلبها.

_ ايه يا ماما دا .. خضتيني واقفة على الباب كدا ليه؟؟

دخلت والدتها الغرفة بهدوء، لتنظر إلى منظر الغرفة بقرف.

_ بقا دي أوضة بنات؟؟ هدومكم مرمية في كل مكان كدا ليه؟؟ نفسي تفتحوا نفسي في مرة و الاقيكم موضبين الأوضة بتاعتكم.

كيف تصطادين عريسًا!Where stories live. Discover now