19_ الفرح

1.7K 201 55
                                    

مر أسبوع سريعًا، كان الكل منشغل بترتيبات زفاف محمد، و توديعه بسبب سفره الذي سيكون بعد الفرح مباشرةً، كان المنزل يغمره حالة فريدة من المشاعر المتضاربة، فالجميع سعيد لزواج محمد، و لكنهم تعساء لسفره و بعده عنهم، و هو الذي كان لمدة ثلاثون عامًا بجانبهم، فيبتعد عنهم فجأة، و لكن هذه سُنة الحياة.

أوصل مسعد نوران و ابتهال للفندق الذي سيُقام به الزفاف، و تتجهز به إنجي، كان هذا الأسبوع عصيب بشكل خاص على ابتهال، ابتداءً بمشكلة سندس و التي تم حلها أخيرًا، ثم تقلبات مشاعرها تجاه خالد و التي ظهرت بوضوح عندما أبتعد خالد عنها، لينتهي الأسبوع بأكتشاف مديرها بالعمل خدعتها بشأن مهاراتها الوهمية، كانت على وشك خسارة عملها و ربما الحبس بسبب كذبتها، لكنه أكتفى بخصم جزء من راتبه و وضعها مرة أخرى تحت التدريب و هذا بالطبع بفضل ريهام.

كانت تتوقع أن يأتي خالد مع مسعد لكنه خالف توقعاتها، فهي لم تراه في الأسبوع المنصرم إلا في أضيق الحدود، نزلت من السيارة بضيق و هي تمسك بفستانها الزيتي، بينما تركت مسعد و نوران بالسيارة يتحدثون حول أمرًا ما لا تعلمه.

أمسك مسعد فستان نوران بفرحة و هو يضع عليه رابطة عنقه قائلًا:

_ طلعوا نفس الدرجة بالضبط يا بنتي، مش قولتلك ثقي فيا الألوان دي لعبتي.

تعالت ضحكات نوران على حديث مسعد عن الألوان، فهي حاولت إقناعه كثيرًا بأن هذه الدرجة تدعى " ليلكي" بينما هو أصر إنه "بمبى مسخسخ" و هي فقط تهول الأمر.

من يراهم الآن لا يراهم منذ أسبوع، على الرغم من كونهما على بداية الطريق لأن يكتشف كلًا منهما الآخر لكنهما صارا أفضل الآن.

نزلت نوران هي الأخرى من السيارة تتبع شقيقتها إلى غرفة إنجي، ظلوا يدقا الباب بشكل هستيري حتى فتحت لهما إنجي الباب، لتبدأ نوران في إطلاق الزغاريد بينما ابتهال بدأت في غناء بعض الأغاني الشعبية.

كانت إنجي ترقص من الفرحة، لقد خافت كثيرًا أن تكون في هذا اليوم وحيدة لكونها بدون أصدقاء، لكن وجود نوران و ابتهال هونا عليها الأمر كثيرًا.

حضنتهما إنجي و هي تبكي تأثرًا بالموقف، رفعت ابتهال رأس إنجي صارخة فيها بمرح:

_ بقا فيه حد يبكي في يوم زي كدا يا بومة! أمسحي دموعك أومال، شكلك هتنكدي على ابن عمي في الغربة.

مسحت إنجي عينيها برقة كعادتها، و رسمت ابتسامة رائعة على شفتيها قائلة:

_ عندك حق يا ابتهال، مفيش وقت للبكا أصلًا، يلا أدخلوا علشان الميكب أرتست جوا مستنيانا.

و بالفعل دخلت الفتيات إلى الغرفة ليبدأوا الدوران في حلقة مفرغة من "الماسكات" و المرطبات ليبدو في أبهى شكل ممكن لليوم.

كيف تصطادين عريسًا!Where stories live. Discover now