16_ أمر غريب

1.8K 212 43
                                    

وافقت!
لقد وافقت على طلب مسعد لخطبتها، و ليس هذا فقط، بل تمت الخطبة بالفعل منذ أسبوع وسط أحتفال عائلي صغير يجمع أهله و أهلها فقط.

و هاهي الأن تجلس بجوار مسعد يحاولا محاولات واهية بإقناع والدها ليتركهم يتنزهوا معًا، لكن صلابة رأس والدها و أستفزاز مسعد له جعلوه يقسم أن لا خروج لهما بدون ابتهال.

و بالفعل أنتظروا ابتهال حتى أتت من عملها لتخرج معهما، لكن كان لوالدتها رأي أخر حينما جذبتها بهدوء و فطنة ناحية المطبخ و هي تهمس لها بأستعجال:
_ نوران قولي لمسعد يقنع خالد يخرج معاكم.

تأفأفت نوران بقوة، لماذا كل هذا؟ فالأمر بسيط للغاية، عصير مانجو بأحد المقاهي القريبة من المنزل و سيرجعون على الفور، قالت لوالدتها بعصبية:

_ ليه يا ماما؟ ما احنا هناخد معانا ابتهال، لزمته ايه خالد بس.

أطرقت عزة رأسها بالأرض لعدة دقائق تفكر، أتكشف خططها هي و ميرفت لهذه التي لا تخفي سرًا عن ابتهال، أم تتحجج بأسباب واهية لن تقتنع بها نوران، لكنها أخذت طريق ثالث أسهل من الأثنين، ألا و هو طريق الابن العاق.

_ هو انا مينفعش أقول كلمة و اسمع بعدها حاضر يا ماما؟! هو كل حاجة معاكوا بمناهدة و طلوع الروح، ما تسمعي الكلام و انتي ساكتة.

مشت عزة من جوار نوران و هي تسبها ببعض السباب الأمومي المعتاد عليه، لتدب نوران قدميها في الأرض بعيظ ثم خرجت لمسعد تحاول إقناعه بحديث والدتها.

كان رد فعل مسعد كالمتوقع، تأفأف بحنق و هو يقول لنوران بصوت حاد:

_ ايه يا نوران دا؟ هو أنا رايح أخطفك؟ و بعدين عايزاني أقول لخالد ايه، تعالى معايا أنا و خطيبتي علشان خايفين نروح لوحدنا!

وجدت والده ينظر لهما بشك من بعيد، لتبتسم له و هي تميل برأسها على مسعد هامسة له:

_ أعمل ايه يعني ماما هي اللي قالتلي كدا!

ضيق مسعد عينيه بغيظ و هو يبدل عينيه بين نوران و والدها، لكنه فكر بشيئًا ما عندما رأى ابتهال تفترس الطعام الذي أمامها على الطاولة إفتراسًا.

ليقترب من نوران بحذر خوفًا من رد فعل والدها الذي ينتظر له خطأ لينقض عليه كالصقر.

_ أقطع دراعي إن ما كنتش أمك بتخطط لحاجة بخصوص ابتهال و خالد.

مشطته بنظراتها من أعلى لأسفل بأحتقار، لتردف:

_ ايه أمك دي يا مسعد ما تنقي ألفاظك يا أخي، و بعدين ماما هتكون بتخطط لأيه يعني، أصلًا خالد بيعتبر ابتهال زي أخته الصغيرة و هو اللي بيساعدها في الشغل.

ابتسم مسعد بخفة ليكمل حديثه الهامس لها و هو ينظر إلى عيني حماه بابتسامة مشعة.

_ ما علشان انتي عبيطة يا روحي، خالد مين دا اللي بيعتبر ابتهال أخته الصغيرة، تصدقي إن هشترك مع والدتك في خطتها علشان نفسي أشوف خالد و ابتهال لما يتجوزوا هيعملوا ايه في بعض.

كيف تصطادين عريسًا!Onde histórias criam vida. Descubra agora