12_سندس

2K 200 72
                                    

قبل ست سنوات...

الضجيج يمليء الشارع في هذا الوقت من اليوم، اشعة الشمس الحارقة تكاد تفتك برأسك، الأطفال تجري و كأنها صفوف من النمل الزاحف، المشهد بطيء حتى كاد يقتله من الملل، قرر أن يغلق النافذة و يتوجه مرة أخرى إلى عمله قبل أن تنتهي فترة الأستراحة الخاص به، لكن استوقفه مشهد مريب، فتاة ترتدي زي المدرسة الثانوية المقابلة لعمله، و خلفها شابان على دراجة هوائية، تبين له بالطبع إنهم يحاولوا التحر.ش بها، فار دمه من الغضب على هذا المشهد، لذا ترك فنجانه على المكتب و نزل يركض من البناية و هو يسابق الزمن، لن يسامح نفسه إذا حدث لهذه الفتاة أي شيء، قد يبدو لأي شخص تفاهة الأمر لكن بالنسبة له إنقاذ هذه الفتاة حياة أو موت، كان وصل إلى مكانها لكن للأسف وجد الدراجة بالشابان قد أختفت، كانت الفتاة جالسة على أحد الأرصفة تبكي بخوف، قدماها لا تحملها، ذهب لمتجر مجاور للمكان الذي كان تجلس به الفتاة، أبتاع زجاجة مياه، و جلس بجوارها على الرصيف، ناولها زجاجة المياه و هو يحاول تهدئتها.

_ أهدي أمانة عليكي و بطلي عياط، أنا شوفت كل حاجة و حفظت رقم الموتوسيكل اللي كانوا ركبينه و هنروح نبلغ عنهم أنا و انتي دلوقتي بس بطلي عياط.

رفعت عيناها السوداء المليئة بالدموع، لينسحر هو بجمالها، فتاة ذات ملامح شرقية بحتة، بشرة خمرية،  ملامح فتاة ناضجة لكنها بريئة، قالت له بصوت مرتعش من الخوف:

_ انا عايزة بابا.

هز رأسه لها بتفهم، ليسألها و هو يشير على مجموعة فتيات مرتدين نفس زيّها:

_ فيه حد من البنات اللي ماشين هناك دول صحابك، او فيه حد هنا انتي تعرفيه يوصلك للبيت؟

ألتفت حولها عدة ثواني قبل أن تقول بضياع:

_ مش عارفة، أنا عايزة بابا، ممكن تليفونك أكلمه؟

اومأ لها بالإيجاب، ليقول لها و هو يفتش بجيوبه:

_ أكيد ثانية واحدة بس.

ظل يدور في جيوب سرواله لكنه لم يجد هاتفه، ضرب رأسه بيده عندما تذكر إنه على مكتبه، ألتفت لها مرة أخرى.

_ أنا نسيته فوق في الشغل، ممكن تستنيني هنا لحظة واحدة بس هطلع اجيبه بسرعة و أجي.

لم يأخذ الأمر منه سوى خمس دقائق فقط، عندما عاد وجدها منهارة مرة أخرى في البكاء، يعلم إن هذا الموقف صعب للغاية، لكن يجب عليها التصرف، لذا جلس بجانبها مرة أخرى و هو يمد يده بالهاتف.

_ اتفضلي أتصلي بوالدك، بس أرجوكي حاولي متخليهوش قلقان عليكي، و لما يجي هنحكيلوا كل حاجة تمام.

اومأت له بالموافقة بدون تفكير و هي تسحب الهاتف من بين يديه، اتصلت برقم والده و طلبت منه المجيء بسبب حدث طاريء حدث معها، خاف والدها كثيرًا ليبلغها أنه سيكون عندها في أقل وقت ممكن.

كيف تصطادين عريسًا!Where stories live. Discover now