الراهبة و رجل المافيا

By Djlovehana

955K 22.5K 5.3K

ماكسيم رجل عصابات تربى بعز اكبر زعيم مافيا بايطاليا لا يعلم عن أهله اي شيء و لا يهتم بذلك حقا .. كل حياته قتل... More

الفصل ١
Note
الفصل ٢
الفصل ٣
الفصل ٤
الفصل ٥
الفصل ٦
الفصل ٧
الفصل ٨
الفصل ٩
الفصل ١٠
الفصل ١١
الفصل ١٢
الفصل ١٣
الفصل ١٤
الفصل ١٥
الفصل ١٦
الفصل ١٧
الفصل ١٨
الفصل ١٩
الفصل ٢٠
الفصل ٢١
الفصل ٢٢
الفصل ٢٣
الفصل ٢٤
الفصل ٢٥
الفصل ٢٦
الفصل ٢٧
الفصل ٢٨
الفصل ٢٩
الفصل ٣٠
الفصل ٣٢
الفصل٣٣
الفصل ٣٤
الفصل ٣٥ و الاخير ....

الفصل ٣١

19.4K 524 112
By Djlovehana

جلس الى جانبها ممسكا بيدها بقوة و هو يحمد الرب على سلامتها بعدما كانت قد اقدمت على محاولة الانتحار انتقاما منه لما فعله بوالدها أمامها...

اخبره الطبيب ان حالتها تدعي ان ترقد بالمستشفى تحت إشراف طاقم طبي و منه نفسي أيضا كونها قد أصيبت بانهيار عصبي حاد و ربما ستحاول إعادة الكرة او حتى أذية الاخرين... غير انه رفض الأمر و جهز الغرفة و كأنها غرفة مشفى وهنالك ممرضتان تتنوابان في العناية بها ...

اخبره كذلك الطبيب ان جرحها غير بالغ الخطورة و ذلك لكونه تدخل بالوقت المناسب قبل أن تقطع اوردتها الدموية .. و طلب منه إجراء اختبار دموي و فحص شامل لاحقا ما ان تصبح حالتها مستقرة ...

راح يحدق من النافذة و يتطلع بالشارع الذى بدأت الحياة تدب فيه تدريجياً فى نور الفجر البارد... بضع ساعات و يمتلىء الشارع الذي أمام بيته بالحرس  و تدب الحياة  ...  لكن السكون و الهدوء يعمان الآن و لديه الوقت ليفكر... فيها وحدها ..

موضوع واحد يشغل باله دائما... شخص واحد لم يستطيع أن يخرجه من تفكيره...شخص واحد لن يتمكن يوماً من فهمه مهما حاول ذلك.

فى الواقع يبدو أنه كلما حاول حشرها كلما تخلصت من قبضته و رفضت أن يتم تحديدها ....فهى تتسلل من بين الأصابع وتختفى كما الرمال... . وكل ما يتبقى له هو سلسلة من الصور الوهمية غير المحددة و غير الملموسة المثيرة للسخط و الجنون.

كاترينا هي أشبه بألماسة متقنة القطع...لامعة مشعة جميلة....إنما ذات أوجه متعددة بحيث أن كل طبع من طباعها يبهر عينيه و يعميه عن النواحى الأخرى من شخصيتها.

وقد عرف الكثير من النساء أيضاً... نساء أردن المتعة نفسها التى سعى إليها ولم يطالبن يوماً بأى ألتزام . وهو الاخر لم يسع أبداً إلى علاقة تدوم إلى الأبد.. بل انه لا يذكر انه دخل بعلاقة مع احداهن .. كان يرى النساء أداة جنسية للجماع فقط و لا اهمية لهن بحياته ....

إلى أن قابلها .. كان يظن أنها سوف تقع فريسة سهلة بين يديه و انه سوف يحركها كيفما يشاء و لكن اتضح له العكس تماما .. أنه هو من وقع فريسة حبها و عشقها الذي يسري بدمه .. أصبح يتنفس الهواء الذي هي تتنفسه و يكره الحياة أن لم يكن لها بها وجود ... أصبح الهوس بها له متعة لا محدودة .. يعشق كل تفاصيلها حتى عندما تعانده يعشقها .. ماعدا أنها ابنة خوليو بيروفان..

و مع كل ما حصل من مشاكل مع والدها الا انه لم يستطع أن يحملها ذنب والدها .. لم يستطع التخلي عنها و الرحيل و الابتعاد ..

لم يستطع ذلك هذا هو الجواب البسيط الصادق . لم يستطع أن يتركها وحتى لو فعل لما كان قادراً أبداً على أقصائها عن ذهنه . أرادها أكثر مما أراد أى امرأة فى العالم و مراوغتها زادت من لهفته و حبه ...

صاح ماكسيم : تباً.... اللعنة على هكذا حب ..

سمعت صوته و هو يلعن بغضب و تمطت ثم فركت عينيها بقوة فى محاولة منها لإيقاظ نفسها وللعودة إلى الحياة.

محاولة فاشلة لا جدوى منها . ما كان بإمكانها أن تشعر بأنها مستيقظة و حية حتى ولو حاولت ...

فتحت عينيها و تطلعت حولها لتجد نفسها لا تزال بنفس الغرفة .. غير أن الغرفة نفسها تحولت إلى مشفى ..
معدات طبية .. محلول معلق .. جهاز تخطيط و مراقبة دقات القلب .. لم تتحرك من مكانها و كانت مستلقية على ظهرها...تحدق إلى السقف المطلى باللون الأبيض محاولة التفكير فى حل ما....

مجرد التفكير فى حياتها يؤرّق جفنيها و يحرمها نعمة النوم مهما بلغ التعب منها و مهما شعرت بالاجهاد ...حاولت جاهدة...أن تظهر اللامبالاة .. البرود .. و لكنها لم تستطع الاستمرار بالادعاء.. ما حصل اثر بها نفسيا اكثر منه جسديا ...

و مع ذلك لم تستطع أن تكرهه كما أحبت ان تفعل.. رغم أن كل عصب فى جسدها صرخ معترضاً بغضب بسبب العذاب الذى أنزلته بنفسها بحبها لقاتل مجرم كماكسيم ..

رفعت رأسها لتراه واقفا أمام النافذة يتطلع بالخارج و حدقت إليه  فى شك و تشوش . ما الذى يجرى بالضبط داخل هذا الرأس ؟ ما هى الأفكار التى تعج فى هذا العقل البارد المحلل الذى لم يسبق لها أن رأت بذكاءه و دهاءه أحدا...

" حمدا لله على سلامتك كاترينا "

تفاجأت لما قاله.. كونها كانت تظن انه لم يشعر بها عندما استيقظت كونه كان يبدو شاردا و هو يتطلع بالخارج ....

استدار ومشى حيث سريرها و كان يبدو عليه الإرهاق.. كما لو أنه لم ينم منذ مدة طويلة...

جلس على حافة السرير واضعا يده على ركبتها..  لتضربه على يده و تسحب رجلها مخافة ان يتجرا بلمسته..

كاترينا قطبت حاجبيها بألم ما ان حاولت ان تتحدث او تتحرك فرقبتها تؤلمها و حلقها جاف ...

كاترينا: توقف عن لعب دور الضحية و المهتم ... و لا تقربني ابدا ..

ماكسيم : لست العب اي دور .. و انا بعيد كل البعد عن أن أكون ضحية ..

كاترينا امسكت رقبتها بألم و قالت:  و....إلى متى سنضطر للعب دورينا؟

و بدا و كأن ماكسيم يفكر فى سؤالها مع أنها كانت واثقة تمام الثقة من أنه يعرف جيداً ما سيقوله...

ماكسيم تنهد بحده و قال:  بقدر ما يتطلب الأمر.

كاترينا:  أى أمر هذا ؟؟؟؟

تحرك فم ماكسيم و كأنه يكاد يبتسم بسخرية لكنه عاد و كبح هذا الدافع بقوة...

ماكسيم " حتى أحصل على ما أريد... و حتى تكفي انت عن عنادك. "

هل عليها أن تسأل ؟ هل ترغب فعلاً فى ذلك؟ شكت  فى أنها ترغب فعلاً فى معرفة ما يريده إلا أنها عجزت عن منع نفسها.

كاترينا : ما الذى تريده من كل هذا؟ انا ؟؟ لقد حصلت علي و استبحت جسدي مرارا و تكرارا ..و لن اسمح لك بذلك مجددا ...  العراب الذي رباك ؟؟ قتلته و تخلصت منه .. فماذا تريد ماكسيم ؟؟؟؟

هذه المرة لم يستطيع أن يكبح الابتسامة فارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة وشيطانية و أظهرت أسنانه البيضاء ...

ماكسيم :  ألم تكتشفى السبب بعد ؟ ظننت أن دافعى واضح...

ردت كاترينا بتوتر :"ليس بالنسبة إلي . عليك ان تنطق بما تريده .. كن واضحا و خلصني ... "

لمسك بخصلة من شعرها يشدها اليه و قال : ما أريده من كل هذا هو أنت.. .أريدك كعشيقة لى... زوجة .. ام اولادي ولطالما رغبت فى ذلك , منذ اللحظة الأولى التى رأيتك فيها....و لم يتغير شعورى . أريدك و أنوى الحصول عليك بطريقة أو بأخرى... و لا تظني أن بعض الليالي الدافئة التي قضيتها بفراشي كانت كافية لي بل العكس جعلتني أشعر بالطمع لاكثر من ذاك ..

صاحت به رغم المها : أن اقتربت مني او حاولت لمسي سوف اقتل نفسي و هاته المرة لن تكون سريعا جدا لتفادي ذلك.. انا اكره الساعة التي رأيتك بها .. و الدقيقة التي ساعدت بها ذلك الرجل و بسببه دخلت انت حياتي .. و الثانية التي ولدت بها .. انا اكره كل ما فيك ماكسيم ...

ماكسيم بصوت اجش حاد قال :"كاذبة . أنت تفضلين حالياً الموت على الاعتراف بما قد يعرّضك للإذلال..  لذا لِمَ لا تبذلين بعض المجهود لمحاولة معرفة الحقيقة ...حقيقة والدك و دوافع قتلي له .. عندئذٍ اذا وجدتني مذنبا فسأدعك تعاقبيننى لاحقاً....كما تريدين.. حتى أن أردت قتلي فلن امنعك حينها "

ابتسمت بسخرية و قالت بتهكم :
ماذا الان ؟؟ هل سوف تخترع قصة ما ؟؟

ماكسيم :
كم كنت أتمنى أن تكون الحقيقة قصة خيالية او كذبة من أحدهم.... لكنها للاسف حقيقة بشعة كما هو حال خوليو بيروفان....

اشاحت بصرها بعيدا عنه متفادية بذلك أن تتشاجر معه و تتناقش و قالت :
هيا .. أنني مصغية ...

امسك بفكها يدير وجهها اليه و قال: تطلعي بي عندما تتحدثين كاتي.. لست شخصا لطيفا فلا تختبريني و توقفي عن التصرف بعجرفة و تكبر معي ..

لم تجبه.. بل اكتفت بالتحديق بعينيه فقط ..
بدا و كأنه يجد صعوبة في الحديث او البدء فيه .. تنهد ثم قال :

بعدما علمنا من الام ماري بهويتك تغيرت الأحوال ثم تغيرت تصرفات العراب .. بعد عملية اختطافك من منزلي يومها من قبل خوليو بيروفان.. استغربت الأمر حقا و اخذت اتسال لماذا كل هذا الاصرار على عدم رغبته بأن تكوني لي... و ما زاد شكي هو قوله أنه لا يريدني زوجا او شريكا لك .. استغربت الأمر كونه كان دائما يقول لي قبل ظهورك في حياتنا.. أنه لو كان له ابنة فإنه سوف يكون الاسعد بتزويجها لي و كذلك انه يتمنى لو أنني كنت ابنا له و الخ ..

عندما رفضني رغم علمه بحبي الكبير لك .. دفعني هذا للشك اكثر في نواياه .. و في دوافعه..
بدات البحث و انا لا اعرف عن ماذا ابحث بالضبط ... لم اعثر على اي شيء يفيدني ... لكنني لم استسلم ابدا كون شكي به صار بالنسبة لي يقينا .. رأيت الخوف بعينيه يوم الاختطاف .. لم يخف عليك مني لانه يعلم علم اليقين أنني لن اؤذيك ابدا .. لكنه كان يخاف أمرا ما .. اكبر مما نتصور..

لم يقنعني ابدا بكلامه عن انه يريد لك حياة بعيدة عن عالمنا و مشاكله.. لانك انت و بدون اختيارك صرت جزءا لا يتجزأ من هذا العالم .. كونك ابنته و حبيبتي كذلك و الكل علم بهذا و لا مجال لإخفاء الأمر.. لذلك مكانك الأصلي حيث يمكننا حمايتك هو أن تكوني وسطنا لا بعيدة عنا و ما كان يفعله هو كان عكس ذلك...

لكن قبل أن يختطفك ليلتها جاءتني اخبار عن أن أحدهم يريد مقابلتي و انه يعرف شيئا مهما يخص اهلي.. رفضت الأمر كوني لا اريد أن افتح صفحة من صفحات الماضي الذي دفنته ..

قاطعته و سألت:
لذلك ليلتها كنت حزينا و غريب الأطوار؟؟؟؟ الهذا السبب أخبرتني عن طفولتك ؟؟؟؟ ( الليلة التي كانت قبل عملية الاختطاف حين طلب منها منحه ليلة سعادة واحدة ) .

هز راسه باجل و اكمل :
بالضبط.. بعدما تحدتث اليك و افضيت لك بكل ما حدث معي بطفولتي .. قررت ان امنح ذلك الرجل فرصة لربما بسببه او بفضله اكتشف من اكون و من هم اهلي و لا اصير مجرد لقيط .. فكرت باحتمالية أن حصل هذا الشيء فإن والدك العزيز لن تكون له حجة أبدا لرفضي .. غير أن الاختطاف حصل باليوم التالي و لم يكن لي فرصة لمقابلة ذلك الشخص ..

بعدما عترث عليك تناسيت امره و قررت المضي بحياتي معك و لكن هذا لم يمنعني من البحث بماضي خوليو بيروفان.. لأنني شككت انه ربما يعرف أمرا عني و يحاول اخفاءه ..

المهم اكتشفت انه بنى امبراطوريته على انقاض نجاحات الاخرين .. كان قاتلا متسلسلا و لصا صغيرا قبل دخوله عالم المافيا..

اكتشفت من خلال تحرياتي أن كل ما يملكه من أملاك و سلطة كانت بالفعل لرجل اخر.. قام خوليو بقتله هو و من يقرب له و حتى أطفاله الصغار قتلوا يومها و استولى بعدها على كل ما يملك ذلك الرجل...

كاترينا كانت تحاول أن تحلل شخصية والدها من حديث ماكسيم و سألت:
كيف استولى على املاكه ؟؟؟؟ و من هو هذا الرجل ؟؟؟؟ 

صمت لبرهة ثم قال بصوت اجش حاد:
أجبره على الامضاء على تنازل عن كل ممتلكاته لصالح  خوليو بيروفان.. كان خوليو قد اختطف أطفال و زوجة ذلك الرجل و هدده بقتلهم أن رفض التنازل .. و بالفعل الرجل ذاك تنازل عن كل ما لديه.. غير أن الوضيع خوليو قتل زوجة الرجل بعدما اغتصبها امامه .. ليلحقه بها بعد ذلك ...

وضعت يدها على فمها تمنع نفسها من الصراخ عندما سمعت ما قاله و بصوت مرتعش غير مصدق ما يحصل همست:

و الأطفال؟؟؟ ماذا حصل لهم ؟؟؟

ابتسم ماكسيم و لكن هاته المرة بحزن و قال :
امر بيروفان رجاله بقتلهم ... كانوا ٣ اولاد ... البكر ثم قتله و بيع أعضاءه.. الأوسط كان مريضا كلى و يحتاج علاجا فقتل بعد ذلك و لم يتم الاستفادة منه  ..

سألت بعدما توقف عن الحديث :
و .. الأصغر؟؟؟

رفع عينيه يتطلع بها بامعان بعينين عاصفتين بمشاعر غامضة ثم قال :
الاصغر .. أمامك و يحدثك الان ...

احتاجت وقتا لكي تستوعب ما قاله ماكسيم ... مالذي يعنيه بكلامه؟؟؟ هل والدها كتن هو المسؤول عن يتمه؟؟؟ و لكن ان كان صحيحا كيف اذن سمح لنفسه بأن يربيه و يعتني به ؟؟؟ و لماذا لم يقتله كباقي أفراد أسرته؟؟؟ لماذا ؟؟؟؟

ابتاعت ريقها بصعوبة و هي تقول بصوت يكاد لا يسمع :

انت .. انت هو ذلك الطفل ؟؟؟ لكن كيف ؟؟

ماكسيم :
كما تسمعين .. ببادىء الأمر عندما اكتشفت هذا السر بحياة العراب لم أهتم حقا كوني لم أكن ادري من يكون ذلك الشخص الاخر و لم أبالي حقا .. هاته ليست المرة الأولى و لا الاخيرة التي ينتصر فيها الشر ... و قد تعودت على أساليب والدك المنحطة مثله ...

لكن ذلك الرجل عاد مرة أخرى للظهور في حياتي مطالبا بمقابلتي ...

تذكرين بالتاكيد الاتصال الذي وردني ليلتها ...؟؟؟

هزت راسها دليلا على أنها تتذكره و كيف تنساه و هو الذي تغيرت معاملته لها بعده ...

ماكسيم اكمل :
تقابلنا و تعجبت الأمر كوني لا اعرف هذا الرجل أبدا و لم اره بحياتي قبلا ...

المهم الرجل عرف نفسه على انه فيكتور نيكولاس.. بعد ذلك أخبرني بالحقيقة كاملة ....

Flash back :

ماكسيم : المعذرة منك و لكنني لا اعرفك قبلا سيد نيكولاس...

فيكتور تنهد و قال : لكنني اعرفك جيدا بني .. او بالاحرى كنت اعرف عائلتك جيدا ...

فتح عينيه على مصرعيها و كأنه يحاول ان يصدق ما يقوله الرجل و تمتم :
عائلتي؟؟؟ كيف ؟؟ من هم ؟؟؟

الرجل جلس على احد الكراسي و قال :
من الأفضل لك أن تجلس كي نتحدث.. الأمر ليس بالسهل شرحه و لا سرده...

جلس ماكسيم على كرسي مقابل للرجل و كله متوتر و متشنج ينتظر ما سوف يخبره به ....

فيكتور :
كما اخبرتك .. انا اسمي فيكتور نيكولاس .. كنت احد شركاء والدك .. فلتغمد روحه بسلام ... تعرفت عليه من خلال احد الاصدقاء او من كنا نظنه صديقا ...

والدك يا عزيزي كان رجل أعمال مرموق و ذو صيت و شأن.. عصامي بنى نفسه بنفسه .. تزوج من والدتك ليزا و انجبا ٣ اولاد ذكور .. انت الأصغر...
الأكبر كان اسمه ماسيمو .. الأوسط ليساندرو و انت الأصغر ماكسيمليان....
المهم والدك تعرض للاغتيال و ثم سرقة كل ممتلكاته وغصبا عنه أيضا..
صديقنا ذاك الذي اخبرتك عنه تحالف مع احد العصابات و أصبح يعمل كرجل مافيا ..
كان يغار و بشدة من نجاح والدك و عائلته المكتملة السعيدة .. اختطف أخوتك و والدتك وهدد ابوك انه سوف يقتل الكل أن لم يتنازل له عن كل املاكه .. والدك لم يتردد بفعل ذلك و تنازل له .. لكنه غدر به و قتله بعدما عذبه بأن جعله يشاهده و هو يغتصب زوجته و يقتلها امام عينيه ....

اخوتك للاسف لم يلقوا مصيرا افضل .. قتلوا و بيعت أعضاءهم.. تمكنت من العثور عليك قبل أن يقتلوك و بمساعدة احد رجالهم ثم تهريبك وادعاء موتك  .. انا من وضعك بذلك الميتم بعدما غيرت لقبك العائلي و اسميتك ماكسيمليان فيديريكو دي فيلوتي.. اي اسميتك باسمي العائلي الخاص حتى لا يعثر عليك قاتل والديك و يقتلك... اسمي بالكامل هو فيكتور نيكولاس دي فيلوتي... بينما انت اسمك الحقيقي هو ماكسيمليان فيسنتي مونت كريستو.

للاسف لم استطع انقاذ اخوتك .. كوني لم ادري بما حصل الا متأخرا.... و من حسن حظك انك لم تقتل ساعتها ...

ماكسيم شعر و كأن العالم يتهدم من حوله و كأن أحدهم ضربه بسيخ حديدي على راسه الذي يكاد ينفجر من الصداع و الذي سببه له ما سمعه الآن...

بصوت يرتعش غضبا و عينين محمرتان و الشرر يتطاير منهما قال ماكسيم :

هل قلت اسمي الحقيقي هو ماكسيمليان فيسنتي مونت كريستو..

هز الرجل راسه دليلا للموافقة و هنا فقط تذكر ماكسيم الملف الذي وصله عن سر العراب و الذي كان يخفيه طوال هاته المدة.. سر مقتل ذلك الرجل و عائلته...

ماكسيم :
هل ابي ... ابي كان اسمه ليوناردو ماتيو مونت كريستو..؟؟؟؟

تنهد الرجل بحزن و قال :
اجل كان ذلك والدك ... تركتك بالميتم ذاك مضطرا حتى لا اثير الشبهات .. خوليو بيروفان كان يراقب كل تحركاتي.. غادرت البلاد بعد تصفية أعمالي و اخذت عائلتي معي .. عدت بعدها بسنوات ابحث عنك و لكنني اعلمت أن الميتم قد أغلق و احرق و كل من فيه هرب او قتل عند الحريق.. يعلم الله أنني لم استسلم و بحتث عنك بكل مكان كي أخبرك حقيقتك و تعرف من انت و من هو ذاك المجرم و الذي دمر و قتل عائلتك ..

مرت السنوات و لم أجدك.. غير أنني بإحدى المرات و انا استقبل ضيفا عزيزا علي تعرفت اليه مؤخرا و يدعى غابريل او غابينو أظنك تعرفه ربما...

(العم غابينو هو نفسه عم مانويل برواية فتاتي ) .

دعاني إلى حفل زفاف ابن اخيه مانويل ... رأيتك هناك و ما ان لمحتك حتى لاحظت الشبه الكبير بينك و بين والدك المرحوم ...
قلت مع نفسي أنه يتهيأ لي ذلك و غير ممكن أن أراك هكذا صدفة .. سألت كل من حولي عن هويتك و الكل أخبرني أن اسمك هو ماكسيمليان فيديريكو دي فيلوتي.. صعقت بالأمر و للحظة تسمرت بمكاني غير مصدق و اخيرا عندما تشجعت للاقتراب منك و التحدث اليك اختفيت مرة اخرى.. لا اعرف ما حدث يومها و لكن اظن أنني سمعت ان العروس هربت و الزفاف قد الغي ...

لم اخبر غابينو بأى شيء و قمت بتحرياتي و عرفت عنوانك و لكنني صدمت أية صدمة عندما اكتشفت انك تعيش و تربيت في كنف قاتل والديك و اخوتك ...

لأول مرة بحياة ماكسيم تمنى لو انه لم يكتشف شيئا.. تمنى لو أنه كابوس و سوف يستيقظ منه ليجد نفسه بين أحضان حبيبته و معشوقته... 

اخذ يتنفس بصعوبة محاولا التحكم برغبته بالصراخ عاليا.... الالم كان جد كبير .. قلبه يعتصر حزنا على أهله و نفسه ..

فيكتور اخرج صورة من جيبه و مدها له و قال : 
هاته آخر صورة عائلية لك مع أسرتك قبل مقتلهم ...

بيد مرتعشة أمسك بالصورة و الدموع تحجب عنه الرؤية بوضوح .. مسح دموع القهر و الحزن و الغضب من عينيه و تطلع بالصورة .. ابوه و أمه مبتسمان و يبدوان سعيدين ... شقيقه الأكبر نسخة من والدته .. اما الأوسط فله شبه خفيف بهما معا .. لكن هو كان يبدو صغيرا جدا لملاحظة اي شبه كونه كان ربما بالثانية او الثالثة من عمره .... لكن الآن كشاب فهو يشبه بالفعل والده ... نفس العينين و الانف الحاد و الفك العريض ...

كيف خوليو بيروفان لم يلاحظ الشبه؟؟؟؟ لماذا لم يقتله ؟؟؟ لا بد انه تعرف عليه و شك بأنه ابن ابيه فلماذا لم يقتله ؟؟؟؟

و كأنه يحدث نفسه بصوت عالي تطلع بذلك المدعو فيكتور و قال :
لماذا ؟؟؟؟ لماذا لم يقتلني؟؟ لا بد انه علم او حتى شك بانني انتمي لهاته العائلة.. لماذا لم يفعل ؟؟؟؟

فيكتور أجاب نيابة عنه مع ان ماكسيم يعرف الجواب جيدا ...

فيكتور : لانه كان يحتاجك بكل بساطة .. لانه لاحظ مدى قوتك و دهاءك رغم حداثة سنك و أراد استغلال ذلك لمصلحته ... لأنه كان يستفيد منك و بنفس الوقت يوهمك انه من انقذك من حياة التشرد .. لم يظن يوما ان الماضي لا يموت مهما فعل المرء .. يعود الماضي لكي يطارده .. و هذا ما حصل معه .. لربما احبك كذلك و قرر اتخاذك كابن له .. لا ندري.. هو الوحيد من يعلم ذلك .

ماكسيم نهض من على كرسيه بغضب و هو يزمجر بكل غل و صرخ بأعلى صوته .. صرخة جمع بها كل قهره و غضبه ... صرخ بكل ما لديه من قوة حتى اخرس صوته .. لينهار بعد ذلك أرضا ممسكا بالصورة .. و لأول مرة اخذ ينتحب باكيا و كأنه طفل صغير ضربته والدته او اخذت منه لعبته ....

اقترب منه فيكتور و انحنى مربتا على كتفيه يحاول أن يخفف عليه و لو قليلا .. احتضنه ببن ذراعيه و ماكسيم هو الاخر احكم قبضته عليه سامحا لنفسه بأن يحتضنه ...

بعد برهة هدا و مسح دموعه و عدل ملابسه ثم وضع الصورة بجيب سترته و قال لذلك الرجل :
ماكسيم :
اشكرك على انقاذك لي بالماضي و على اهتمامك و بحثك عني لاخباري الحقيقة ... اشكرك حقا ..

هز الرجل راسه متفهما و قال:
والدك افضاله كثيرة علي و ان انسى مساعدته لي أبدا كلما احتجت لذلك .. و السؤال الآن هو مالذي تخطط للقيام به ؟؟؟

ماكسيم ابتسم بمرارة و بقسوة قال :
أن أرد اعتبار اهلي و انتقم لموتهم ..لكن بالاول علي أن افكر جيدا في ذلك .. هنالك أحدهم سوف يتألم لما سوف يحدث... يلا سخرية القدر حقا .. تربيت بكنف قاتل عائلتي لاحب بعد ذلك ابنته.. لعنة أليس كذلك ؟؟؟؟

فيكتور : لا اعلم كيف حدث و أحببت ابنة خوليو بيروفان فأنا لم اسمع أن له ابنة الا مؤخرا .. لكن المهم أن تفكر جيدا قبل أن تقدم على امر ما ...

ماكسيم :ابنته بعيدة كل البعد عن حقارة والدها و لن أحملها ذنب والدها الحقير ذلك و لكن... لكن هاته اللعنة سوف تنقلب ضده و سوف يدفع الثمن بكل تأكيد و لن يشفع له انه والد المرأة التي أحبها.. لن يشفع له ذلك ابدا ...

End of Flash Back .

Note : أطول فصل نزلته 🤭🤭🤭











 

Continue Reading

You'll Also Like

16.9K 446 31
احضرها يتيمه خرساء عنداً في اهله بعمر العشرة اعوام فقط ووقتها لم يكن يدرك ما ستؤول اليه الامور وما ستفعله تلك الصغيرة الخرساء بقلبه...... "اوضحي لي...
3.5M 69.6K 27
عاشت ماريانا طوال حياتها تحت رحمة جدها المتسلط وكراهية اختها انا لها علي امل ان يأتي يوما ما تري النور فيه ولكن القدر قرر ان تكون حياتها عبارة عن ن...
8M 508K 53
رجلٌ شرسٌ شُجاع مُتقلبُ المزاج غريبُ الطورِ عديَمُ المُشاعر حيَادي لا ينحاز سَديدُ الرأي رابطُِ الجأَشِ وثابِتُ القلب حتىٰ.. وقعت تلك الجميلةُ بين...
484 123 23
الباب_المتخفي حياة الانسان مليئة بالاحدات التي تحدث معنا في حياتنا اليومية ِ...معظم الوقت تلك الاحداث تكون لصالحنا ...كنجاحنا ...او فعلنا لشيئ لطالم...