كيف تصطادين عريسًا!

By hodaelfaki

63.6K 5.4K 1.3K

دليلك الشامل المتكامل لإصطياد عريسك المناسب... لكن هل يا ترى هو الشخص المناسب؟؟؟ سنرى الفتاة الطائشة ابتهال و... More

1_ البداية
2_ اللعنة!!
ملل🙂🙂🙂
3_ ريهام
4_ اهتمام
5_ والدته
6_ كسر
7_ خيانة
مني لله 🙂🙂
8_ كوني قوية
تصبيرة الفصل 😂😂
9_ الفاتحة
المفاجأة 🔥🔥
10_مساعدة!
ذنب 🥺🥺
11_ معاهدة سلام
مناقشة
13_حماقة
14_ خطبة
ماذا لو
15_ ثنائي لطيف
16_ أمر غريب
17_ هدية يوم الأم
18_ الثأر
19_ الفرح
20_ النهاية
💃💃💃
pdf

12_سندس

2K 201 72
By hodaelfaki

قبل ست سنوات...

الضجيج يمليء الشارع في هذا الوقت من اليوم، اشعة الشمس الحارقة تكاد تفتك برأسك، الأطفال تجري و كأنها صفوف من النمل الزاحف، المشهد بطيء حتى كاد يقتله من الملل، قرر أن يغلق النافذة و يتوجه مرة أخرى إلى عمله قبل أن تنتهي فترة الأستراحة الخاص به، لكن استوقفه مشهد مريب، فتاة ترتدي زي المدرسة الثانوية المقابلة لعمله، و خلفها شابان على دراجة هوائية، تبين له بالطبع إنهم يحاولوا التحر.ش بها، فار دمه من الغضب على هذا المشهد، لذا ترك فنجانه على المكتب و نزل يركض من البناية و هو يسابق الزمن، لن يسامح نفسه إذا حدث لهذه الفتاة أي شيء، قد يبدو لأي شخص تفاهة الأمر لكن بالنسبة له إنقاذ هذه الفتاة حياة أو موت، كان وصل إلى مكانها لكن للأسف وجد الدراجة بالشابان قد أختفت، كانت الفتاة جالسة على أحد الأرصفة تبكي بخوف، قدماها لا تحملها، ذهب لمتجر مجاور للمكان الذي كان تجلس به الفتاة، أبتاع زجاجة مياه، و جلس بجوارها على الرصيف، ناولها زجاجة المياه و هو يحاول تهدئتها.

_ أهدي أمانة عليكي و بطلي عياط، أنا شوفت كل حاجة و حفظت رقم الموتوسيكل اللي كانوا ركبينه و هنروح نبلغ عنهم أنا و انتي دلوقتي بس بطلي عياط.

رفعت عيناها السوداء المليئة بالدموع، لينسحر هو بجمالها، فتاة ذات ملامح شرقية بحتة، بشرة خمرية،  ملامح فتاة ناضجة لكنها بريئة، قالت له بصوت مرتعش من الخوف:

_ انا عايزة بابا.

هز رأسه لها بتفهم، ليسألها و هو يشير على مجموعة فتيات مرتدين نفس زيّها:

_ فيه حد من البنات اللي ماشين هناك دول صحابك، او فيه حد هنا انتي تعرفيه يوصلك للبيت؟

ألتفت حولها عدة ثواني قبل أن تقول بضياع:

_ مش عارفة، أنا عايزة بابا، ممكن تليفونك أكلمه؟

اومأ لها بالإيجاب، ليقول لها و هو يفتش بجيوبه:

_ أكيد ثانية واحدة بس.

ظل يدور في جيوب سرواله لكنه لم يجد هاتفه، ضرب رأسه بيده عندما تذكر إنه على مكتبه، ألتفت لها مرة أخرى.

_ أنا نسيته فوق في الشغل، ممكن تستنيني هنا لحظة واحدة بس هطلع اجيبه بسرعة و أجي.

لم يأخذ الأمر منه سوى خمس دقائق فقط، عندما عاد وجدها منهارة مرة أخرى في البكاء، يعلم إن هذا الموقف صعب للغاية، لكن يجب عليها التصرف، لذا جلس بجانبها مرة أخرى و هو يمد يده بالهاتف.

_ اتفضلي أتصلي بوالدك، بس أرجوكي حاولي متخليهوش قلقان عليكي، و لما يجي هنحكيلوا كل حاجة تمام.

اومأت له بالموافقة بدون تفكير و هي تسحب الهاتف من بين يديه، اتصلت برقم والده و طلبت منه المجيء بسبب حدث طاريء حدث معها، خاف والدها كثيرًا ليبلغها أنه سيكون عندها في أقل وقت ممكن.

أغلقت الهاتف و أعطته له، شربت القليل من الماء و بدأت في غسل وجهها، يبدو إنها أستوعبت ما حدث لها، رسمت ابتسامة بهتانة على وجهها و هي توجه حديثها له:

_ شكرًا لحضرتك جدًا، معلش تعبتك و عطلتك عن شغلك، بابا ربع ساعة و يكون هنا، مش لازم تعطل نفسك أكتر من كدا.

نظر إليها بشفقة، ثم رد بعفوية:

_ انا مش هسيبك غير لما تعملي فيهم بلاغ و أشهد ضدهم كمان، و بعدين أنا أخدت باقي اليوم اجازة.

هزت رأسها و هي تنظر أمامها بدون رد، لم يفت الكثير من الوقت، حتى وقفت أمامهم سيارة فاخرة، نزل منها رجل في منتصف الأربعينات، ملامحه خشنة و هادئة في نفس الوقت، يرتدي قميص و سروال و فوقه عباءة سوداء، جرى بسرعة ناحية سندس و هو يأخذها في حضنه، و انفجرت هي في البكاء على صدر أبيها، حاول والدها تهدئتها و هو يربت على ظهرها.

_ خلاص يا حبيبة بابا، انا هنا، طب ايه اللي حصل بس قوليلي؟

حمحم عز ليلفت أنتباه والد سندس له، رفع والد سندس عينيه ليجد  شاب في أوائل الثلاثينات أمامه، ملامحه وسيمة بعض الشيء، أخذ سندس تحت ذراعه الايسر ليمد يده اليمنى ناحية عز سائلًا:

_ أنا أيمن النجار والد سندس، حضرتك اللي كلمتني صح؟ خير مالها سندس؟

هذا أصعب موقف يُوضع به في حياته، ليس من السهل أبدًا إخبار أي أب بأن شيء كهذا حدث لابنته، خاصةً هذا الرجل فالحدة الموجودة في عينيه تنبأ بشخصية صعبة للغاية، لكن تحت إنهيار الفتاة، و الشكوك التي تنطلق نحوه من أعين والدها، قصّ عليه كل شيء رأه، ليزداد نحيب سندس على صدر والدها، و تزداد حدة ملامح الرجل أكثر فأكثر، لكنه فاجيء عز بقوله:

_ حضرتك قولت إن معاك نمرة الموتوسيكل صح؟

اومأ له عز بالإيجاب، ليشير له أيمن ناحية سيارته.

_ طب ممكن حضرتك تيجي معايا نعمل بلاغ عن اللي حصل، و في ظرف يومين لو الموضوع دا متحلش أنا هتصرف بنفسي.

ركبوا جميعًا السيارة معًا و قد هدأت أخيرًا شهقات سندس، ذهبوا لقسم الشرطة و تم تقديم البلاغ، خرجوا على وعد بأن الموضوع سينتهي في ظرف يومين بالكثير، لكن الذي أثار دهشة عز أن هذا الأيمن جزار، على الرغم من أن شكله لا يوحي بهذا، فهو يختلف تمامًا عن الصورة النمطية للجزارين كما يرى في التلفاز، قاطع الصمت الدائر في السيارة صوت أيمن.

_ طلما حضرتك من وجه قبلي ايه اللي جابك تشتغل هنا؟

أعتدل عز في جلسته، ليقول بتحفظ:

_ الشغل، زي ما حضرتك عارف إن فرص العمل قليلة في وجه قبلي، و بالذات تخصصي قليل الطلب عليه هناك، علشان كدا أنا سيبت بلدي و جيت هنا أشتغل.

حرك أيمن عجلة القيادة و هو يسأله بلامبالاة:

_ و انت عايش لوحدك على كدا؟

هز عز رأسه بالإيجاب، ربت أيمن على ركبتيه بقوة و هو يقول له:

_ بعيد عن إنك ساعدت بنتي الوحيدة، فانت ضيف عندنا، الغدا بكرا عندي في البيت إن شاء الله، هستناك بعد ما تخلص شغل.

حاول عز الأعتراض، و لكن أيمن أوقف السيارة أمام عنوان منزله، ليقول بابتسامة متكلفة:

_ هستناك بكرا، مع السلامة.

نزل عز من السيارة، و هو يزفر بأرتياح فالسيد أيمن كان يجب أن يعمل كمحقق فشخصيته و كاريزماته طاغين للغاية، و يبدو التعامل معه سيكون صعب، دخل منزله و جلس على أقرب أريكه، يغمض عينيه بإرهاق، لتأتي على باله صورة عيناها الباكيتان، فتح عيناه بإنزعاج ينهر نفسه " و يكون حماك أيمن، دا ايه العذاب دا"، استغرب من تفكيره لكنه لم يعطي له بالًا، بدل ملابسه و خلد للنوم؛ فقط ليوقف أفكاره.

________________________

في اليوم التالي.....

إنتهى أخيرًا من عمله، دخل حمام الشركة ليهندم شكله و يستعيد حيويته بعد يوم عمل مرهق، رش من عطره الخاص ببذخ، فكر في الذهاب لمنزله و النوم بعمق، و الإعتذار لأيمن بأي حجة، لكنه وصف نفسه بالوقاحة، نزل من الشركة ذاهبًا تجاه منزل أيمن، وقف أمام محل للحلويات بحيرة، فيجب أن يأخذ شيء معه خصوصًا إنها الزيارة الأولى له، وقع أختياره أخيرًا على علبة شكولاتة من النوع الفاخر، و كمل طريقه إلى منزل أيمن.

وصل أخيرًا إلى منزل أيمن، و كان هو و زوجته في إستقباله، أنبهر بشكل شقتهم التي تدل على ذوق رفيع، ليردد في نفسه إن السينما خداعة، جلس على الأريكة و بجوار أيمن يتحدثون في اشياء شتى، حتى دعتهم زوجة أيمن إلى تناول الطعام.

جلس أيمن على رأس السفرة و بجواره من ناحية اليمين عز ، و على يساره جلست سندس، و على الطرف الأخر من المائدة جلست زوجة أيمن.

لم يكن تركيز عز على الطعام بمقدار تركيزه على سندس، و التي كانت مرتبكة بشكل كبير، وجه لها عز الحديث لأول مرة منذ بداية الجلسة.

_ انتي ايه اخبارك النهاردة يارب تكوني بخير.

ردت عليه سندس بخجل و بدون أن ترفع رأسها من على طعامها.

_ الحمدلله أحسن، شكرًا لحضرتك جدًا.

أعجبه حيائها كثيرًا فسألها مرة أخرى:

_ انتي في سنة كام صحيح؟

لم يرضي أيمن حديث عز الموجه لفتاته الصغيرة، لذا أجاب أيمن نيابة عنها بحدة:

_ في تالتة ثانوي، ادعيلها.

خجل عز من طريقة رد أيمن، لكن تداركت زوجة أيمن (عفاف) الوضع قائلة بابتسامة بشوشة:

_ اه بالله عليك أدعيلها،أحسن هي نفسها تطلع مهندسة زي باباها، مع إني و الله بقولها مش فارقة هندسة من غيرها كدا كدا مكانك بيت جوزك .

زمجر أيمن بحدة، قائلًا:

_ مفيش مشكلة إنها تتجوز و تحقق حلمها في نفس الوقت، و بعدين دلوقتي التعليم بقا مهم زي الأكل و الشرب بالضبط.

أنبهر عز بهذا الرجل الجالس أمامه، ليسأله بحرج:

_ هو حضرتك جزار و لا مهندس علشان أنا مش فاهم حاجة.

رفع أيمن كتفيه بلامبالاة، يرد و هو يلوك الطعام:

_ عادي ابويا و جدي و عيلتي كلها كانوا جزارين، بس أنا قررت أكون مهندس، و ملقتش نفسي في هندسة و لاقيت نفسي في الجزارة أكتر، و الحمدلله دلوقتي مبقيناش محل جزارة واحد بقا لينا أفرع كتير و اسم في السوق.

دعى له عز بالبركة في عمله، بعد قليل أنتهى عز من تناول الطعام و رُفعت المائدة، أصر عز على الذهاب، حتى تحت إصرار أيمن ان يتناول الشاي أولًا، لكنه لم يشعر بالراحة مع أيمن، فحديث أيمن دائمًا مقتضب معه و غير مرحب، و للحقيقة كان أيمن يتعمد ذلك، فهو لم يرتاح بتاتًا لعز، و لم يرغب في دعوته للطعام لولا الأصول فقط، دخل عز شقته و هو يفكر في رقة و نعومة سندس، فتلك الفتاة فاتنة بكل ما للكلمة من معنى، لكنه كأمس فضل النوم على الإنخراط في مشاعر لا فائدة منها.

___________________

بعد مرور ثلاثة أشهر...

لم يرى سندس طوال هذه الفترة، و كان ذلك بسبب أقتراب موعد امتحاناتها النهائية، و أخيرًا اليوم أخر امتحان لها، كان يراقبها طوال فترة أمتحاناتها، تسير وحيدة بعد الأمتحان، أو تغادر في سيارة والدها الذي كان يأخذها تحت جناحه و كأنه صقر يحمي صغاره من اللاشيء، حركت فيه الكثير من المشاعر، ربما لأنها وحيدة مثله تمامًا، او بسبب جمالها الطاغي، لكنه يعلم أن هذه الفتاة ستكون له لا محاله.

رأها تسير بعد الأمتحان، ليأخذ إذن من العمل و يلحق بها سيرًا على الأقدام، هتف باسمها في نصف الطريق، فوقفت تنتظره ، وقف أمامها و هو يحاول أن يلتقط أنفاسه، قال لها بتقطع و صدره يعلو و يهبط:

_ أزيك؟ ايه أخبار أخر امتحان؟

نظرت سندس للأسفل بحياء و هي تلعب في حقيبتها، فعز أول رجل يكون قريب منها لهذا الحد، كانت دائمًا منغلقة على نفسها، فلم يكن لها أحتكاك بأي شخص سوى والدها، و الأن عز ... هذا الرجل الوسيم الشهم، الذي لم يتخلى عنها في أصعب موقف تعرضت له في حياتها، فاقت من سرحانها فيه على صوته الضاحك:

_ دا شكل المادة دي علمت عليكي، للدرجة دي كانت صعبة؟

هزت رأسها بالنفي، لتقول بتوتر:

_ لأ الحمدلله كانت كويسة، أنا بس مرهقه شوية، شكرًا على سؤال حضرتك.

تركته لتكمل طريقها، لكنه أوقفها مرة أخرى قائلًا بضحك:

_ انتي يا بنتي فيه حد بيجري وراكي؟ انتي بتمشي بسرعة كدا ليه؟ و بعدين أنا كدا كدا هوصلك البيت لأني عايز باباكي في موضوع مهم اوي.

قالت له بدهشة:

_ موضوع ايه؟ خير؟!

ابتسم لها بغموض و هو يتقدمها.

_ موضوع كنت بفكر فيه بقالي فترة، و لما شوفتك حسيت إن دا الوقت المناسب ليه.

لم تفهم مقصده لكنها سارت معه بهدوء، وصلوا إلى منزلها، أستعجب أيمن عندما فتح الباب و وجد أمامه سندس و عز معًا، رفع حاجبه بدهشة لسندس التي توترت، حتى إنها تعللت بالإرهاق و دخلت لغرفتها.

أستقبل أيمن عز بترحاب، ليقول أيمن بفظاظة:

_ خير يا عز جاي من غير ميعاد ليه؟

تحمحم عز بخجل، ثم أجلى حلقه ليقول بتوتر:

_ الصراحة كدا أنا جاي إطلب القرب منك في بنتك سندس!

لم يكمل جملته حتى هجم عليه أيمن، يمسكه من ياقة قميصه.

_ انت أتجننت؟ دا أنت الفرق ما بينكم ١٦ سنه، تتجوز مين! ثم انت تعرف بنتي منين علشان تطلب  تتجوزها ؟

فك عز نفسه بصعوبة من بين يدي أيمن، ليقول و هو يلتقط أنفاسه:

_ عادي فرق السن مش عيب، و بعدين أنا حبيتها و هي كويسة و أنتوا محترمين، و حاسس إن المشاعر دي متبادلة بينا.

قبل أن يرد أيمن و يقول أي شيء، كان عز يقف و هو يقول:

_ أنا هعتبر اللي حضرتك عملته دا كأنه محصلش و هستنى منك رد على طلبي.

_________________________

_ يا بت متبقيش هبلة زي أبوكي، قوليلي هتلاقي فين واحد زي عز كدا، طول بعرض و شغلانة مرتاحة، دا كفاية إنك هتكون بعيدة عن حماتك.

قالتها عفاف لسندس، فمنذ أن علمت بطلب عز لابنتها و هي تحاول إقناع ابنتها و زوجها للموافقة على هذا العريس" اللقطة".

ردت عليها سندس بحيرة:

_ بس يا ماما انا لسة صغيرة و فرق السن بينا كبير أوي.

أخذت عفاف ابنتها تحت ذراعها و هي تقول بحنكة:

_ صغيرة ايه يا هبلة، دا انتي بقيتي عروسة، و بعدين كلام بيني و بينك الواد عاجبك؟

هزت سندس رأسها بالموافقة بخجل، لكنها قالت مرة أخرى بخوف:

_ بس أنا خايفة لما نتجوز ميرضاش إني أكمل تعليمي.

لوت عفاف شفتيها بحنق قائلة:

_ يا بنتي و هو التعليم هينفعك في ايه يعني، طب ما عندك أنا أهو مكملتش تعليمي و عايشة معززة مكرمة مع أبوكي، و لو موضوع التعليم دا مهم أوي بالنسبة لك، تبقي تكملي تعليمك في بيت جوزك زي بنت خالتك كدا.

شردت سندس في دوامة من الحيرة، فحديث والدتها ترك داخلها أثر قوي، خصوصًا و مشاعرها المتجهة ناحية عز بقوة.

______________________

بعد مرور شهر ...

في حفل عائلي بسيط، كان جالس أيمن بتأفأف و أمامه عز و بينهما المأذون لعقد القرآن و الزفاف، كان أيمن رافض لكل ما يدور حوله خصوصًا بعد ظهور نتيجة سندس العالية و التي تأهلها لدخول كلية أحلامها، لكنها تنازلت عن حلمها فقط لتتزوج عز، أمام إصرار زوجته و ابنته وافق على الزواج لكن بشرط أن تكمل سندس تعليمها الجامعي، و تم أختيار كلية التجارة لتكمل بها سندس تعليمها.

" بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما في خير"

فاق أيمن على هذه الجملة، شعر بنصل حاد أخترق قلبه، فهو يعلم عواقب هذه الزيجة لكن لا حيلة له أمام وحيدته، أقترب أيمن من سندس و أحتضنها بقوة و هو يهمس لها:

_ ابوكي دايمًا في ظهرك يا بت، خليكي فاكرة دا.

دمعت أعين سندس بعد أن أخرجها من حضنه، لتتوالى على سندس المباركات من العائلة.

بعد مرور بعض الوقت أنتهى الزفاف، و ذهبت سندس مع زوجها إلى منزل عز الذي استأجره ليعيشا به مؤقتًا حتى يجلب شقة أخرى، فهو كان يريد الزواج بها قبل أن تنتهي الأجازة و تبدأ عامها الجامعي الأول.

دخل عز شقتهما و هو يحمل سندس على ذراعيه، وضعها على الأريكة الصغيرة الموجودة في غرفة المعيشة، جلس القرفصاء أمامها على الأرض، أخذ يديها بين كفيه يقبلهما.

_ الف الف مبروك يا حبيبتي.

ردت عليه بخجل شديد:

_ الله يبارك فيك يارب.

رفع وجهها بيديه لتقابل عيناها عينيه، ليقول لها بهمس و هو يعني كل كلمة:

_ النهاردة أسعد يوم في حياتي، أوعدك إني هختصر حياتي فيكي انتي و بس، زي بالضبط ما حياتك هكون أنا محورها، مش هيكون في حد تاني في حياتنا غير إحنا الأتنين و بس.

كانت سندس تطير بكلماته الهامسة لها، كانت تظن إنه تعبيرًا مجازيًا لكن هذا الذي حدث بالفعل، فكان عز يمنعها من كل شيء سواه، كانت حياتها عبارة عنه فقط، حتى إنها لم تستطيع أن تستمتع بسنها بسببه، فهي كانت بالنسبة له طفلة حمقاء، كل طلباتها كانت بالنسبة له طفولية للغاية، و بالتدريج بدأت سندس تكتشف فيما أوقعت نفسها، و حين فاقت لما هي فيه كان قد مر سنتين على زواجها، و لسوء الحظ إنها حامل.

_________________

مرت سنتين على زواجها، و على الرغم من حرصها الدائم على عدم الإنجاب حتى تُنهي دراستها، لكن شاء القدر و أصبحت حامل، سعد عز بشدة عندما علم بالخبر، لكن والدها و كأنه شعر بخيبة الأمل، لكنه أبدى سعادته لها و بارك لها، و قررت والدتها أن تدعوهم للعشاء في منزل والدها بسبب هذا الخبر السعيد.

كانت الجلسة لطيفة حتى قال لها والدها:

_ ايه رأيك يا سندس تيجي تقعدي معانا أول ٣ شهور، حتى تكوني جنب مامتك و نقدر ناخد بالنا منك و إنتي بتدرسي.

لاقت الفكرة استحسان سندس، و لكن قبل أن ترد كان عز يقول بالنيابة عنها:

_ مين قال لحضرتك يا عمي إن سندس هتاخد السنة دي، حبيبتي هتأجل السنة لغاية اما تولد و البيبي يكبر شوية كدا.

نظر له أيمن بذهول، ثم قال بحدة و صراخ:

_ انت هتستعبط، إحنا متفقناش على كدا أتفقنا البنت تكمل دراستها عادي، على كلامك دا فهي هتطلع من التعليم كدا.

رد عليه عز بأستفزاز و هو يضع قدم فوق الأخرى:

_ و الله يا عمي الموضوع دا خاص بيني و بين مراتي، و محبش حد يتدخل فيه.

لم يتحكم أيمن بأعصابه، فركل قدمه و هو يهجم عليه، و يمسكه من ياقة قميصه، قائلًا:

_ انا هوريك يا زبالة يا واطي.

حاولت عفاف و سندس فك عز من بين يدي أيمن، و ما أن نجحوا في ذلك، حتى أمسك عز بيدي سندس قائلًا و هو يخرج من منزل أيمن:

_ أنا أتهانت كرامتي هنا، و أدي دقني لو شفت طرف سندس مرة تانية.

و بالفعل نفذ عز تهديده و قد صار لسندس أكثر من ثلاث سنوات لم ترى والديها، على الرغم من أن عز نقل عمله خارج المدينة بعد ولادتها لطفلهم، متعلالًا بأنه لا يستحمل الوجود مع الطفل أكثر من أسبوع، لكنها لم تجرأ على أن تذهب لوالديها، ليس خوف من عز و لكن خجل من والديها.

و اليوم هي أمام نفس الباب الذي حرمها عز من دخوله قبل ثلاثة سنوات، لكنها لم تكن مثل قبل، فهي الآن أم لطفل لم يراه والديها، جاءت لهم اليوم و هي مقهورة تستنجد بهم من جفاء زوجها، و هي متأكدة إنها لن تُرد.

...... يُتبع

فصل أهو 😂😂

المهم إني هوقف فترة ممكن تكون كبيرة سيكا علشان أمتحاناتي النهائية ... أدعولي♥️

متنسوش تدخولوا الجروب علشان هعمل عليه مسابقة جامدة♥️♥️

Continue Reading

You'll Also Like

404 71 16
"وجود شخص يدعمك نفسيًا ويطمنك طوال الوقت، شيء لا يُقدَّر بثمن". ❤️ من قال ان الحب هو الحب الأول؟، لم تكن حبي الاول ولكن هي أتت لتصبح الأول حقاً والأخ...
343K 27.4K 55
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...
1.8K 52 12
"قدميها جعلتني كاتباً" هكذا كتبَ بطل هذه الروايه في مقدمة روايته عندما وقع بصره على اقدام ابنة اخت رب العمل الذي يعمل به،ومن هنا امسك بقلمه واخذ يكتب...
2.9K 869 94
السلام عليكم جميعا أصدقائى : إن شاء الله سأقوم وبشكل يومي بتنزيل جزء من السيرة النبوية التى تتحدث بإيجاز عن سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام (منذ مول...