انتهت كاترينا من تلاوة صلواتها الصباحية و باركتها الام ماري .. انتهت من تنظيف الدير و توجهت بعدها إلى غرفتها لتستحم و تدرس قليلا فهي تتعلم لغات اجنبية و تستعد للرحيل للعيش بايطاليا بإحدى الدور كراهبة رسمية اخيرا ..
لطالما كرست حياتها للرهبنة وكانت سعيدة بذلك .. ولدتها وضعتها أمام دير الراهبات بصغرها وهربت .. و بذلك تكلفت الام ماري بتربيتها و تعليمها أصول الرهبنة و درست بالدير و نالت شهادتها هنا .. و منحت فرصة السفر للعيش بإحدى دور الرهبنة الشهيرة بايطاليا و هي جد سعيدة بذلك ..
دخلت غرفتها و احست بحركة فحملت إحدى العصي و هي تفكر بان احد القطط دخل إلى غرفتها و اخذت تبحث بالمكان جيدا ..
امسك بها أحدهم بين ذراعيه محكما قبضته عليها ووضع يده على فمها يخرسها و همس باذنها : لا تخافي لن اؤذيك .. لم أتي هنا بنية اذيتك.. بل احتاج ملجأ لبعض الوقت .. ارجوك أختاه..
ما ان همس و قال أختاه حتى هدات قليلا ..
نزع يده من فوق فمها و ابتعد عنها لتستدير و ترى رجلا بمنتصف العشرينات تقريبا .. و يبدو و كأنه كان يركض هاربا من احدهم و قميصه به دم و يلهث ليستعيد انفاسه ..
ابتلعت ريقها بصعوبة و هي تتطلع به و قالت: مالذي تريده؟؟ و لماذا تختبىء هنا بغرفتي ؟؟
قال الرجل : هل نستطيع الجلوس و التحدث قليلا ..؟؟
هزت راسها دليلا على الموافقة و جلسا يتطلعون ببعضهما البعض و قالت: انا كلي اذان صاغية .
تنهد الرجل و قال: اسمي روبرتو ماليني و انا إيطالي الجنسية .. تعرضت عائلتي للابادة من قبل أحد رجال المافيا الإيطالية .. خسرت ابي و اخوتي و زوجتي و كذلك طفلي الرضيع.. حياتي لم يعد لها معنى و قررت الإنتقام منه و انتظرت الفرصة لفعل ذلك و حصل انه غادر ارض الوطن في مهمة هنا بجورجيا و اغتنمت الفرصة و قررت أن اقوم بما خططت له و تمكنت من إطلاق النار عليه و لكنني لا اعلم أن مات او لا يزال حيا .. المهم اختبات و لكنه ثم العثور علي من قبل ابنه بالتبني و هو أسوأ من ابيه الف مرة .. الشيطان نفسه يخاف منه ..
تنهد و عيناه تشعان بدموع ترفض النزول بغير أمره و قال: هربت و هربت و لكنني كل مرة كنت افشل بالهرب و هم ااان يلاحقونني ..
لايهمني الموت ما دمت قد خسرت كل من أحب و لكنني لا اريد الموت على يدي من قتل كل من أحببته.. افضل أن احترق بالجحيم على ان امنحه هاته السعادة ..
اختبات ببيت الرب متأملا مساعدة و ارجو ان لا تخذليني أختاه..
شعرت كاترينا بالحسرة و الحزن على ما وقع لهذا الرجل و عائلته و مدت يدها تواسيه
كاتي : انا حقا اسفة لما حصل لك سيدي و لا استطيع حتى تخيل انه يوجد أناس بهذا الشر بعالمنا و اتمنى ان يهديهم الرب إلى الطريق الصحيحة .. سوف اساعدك بكل ما تحتاجه لا تقلق ..
اغلقت الباب باحكام و توجهت للتحدث إلى الام ماري و حكت لها ما حصل ما الرجل و انه طلب مساعدتنا ..
تنهدت الام ماري و قالت : بما انه جاء إلينا فهذا يعني ان الرب يريد منا مساعدته مع ان ما قام به إثم عظيم و لكن نسأل الرب أن يغفر له ولا يحاسبه بما اقدمت يداه ..
سوف اتصل بالاب مارسيل و استأذن منه أن يعيش بديره الذي يتواجد بارمينيا و بالتحديد بمدينة Yerevan و ان وافق فسوف يكون باستطاعته الرحيل اليوم مع فوج الراهبات الذاهبات إلى هناك ..
ابتسمت كاترينا ابتسامة مشرقة وواسعة و شكرت الام التي ساعدتها.. و عادت لتخبر روبرتو بكل ما حصل ..
و بالفعل وافق الاب مارسيل على اقتراح الام ماري و تخفى روبرتو بزي الراهبات و استعد للرحيل ..
و قبل رحيله .. امسك يدها مقبلا اياها و تطلع بعينيها و قال بصوت كله امتنان: تعجز الكلمات حتى أن تعبر لك عن مدى امتناني و شكري وتقديري لك و لكل من ساعدني .. حقا الرب لم يخيبني يوم قررت أن ألجأ اليه ..
ابتسمت له و قالت: الرب فعلا رحمته وسعت كل شيء و اشكرك أيضا على وضعك تقثك بي و اتمنى ان يغفر لك الرب ذنوبك جميعها .. حفظتك السلامة ..
ركب السيارة التي كانت تنتظر خارجا و لوح بيده يودعها و ما ان ودعته حتى رأت مجموعة من الرجال الذين يبدون انهم يبحثون عن أحدهم يركضون باتجاه الدير ..
صاح بها أحدهم و كان شكله مخيفا بكل وشومه و أسنانه الذهبية: هاي انتي .. اقصد أختاه.. هل رأيت هذا الرجل بمكان ما ؟؟
فتح شاشة هاتفه ليريها صورة روبرتو و تلعتمث فهي لا تعرف الكذب ابدا و قالت : انا.. لا .. لا اعلم عما تتكلم ...
تطلع بها الرجل المخيف بشك و قال: لم اسالك هل تعلمين اي شيء و لكنني سألتك هل رأيت هذا الرجل ؟؟
ابتلعت ريقها بصعوبة و قالت: اسفة اختلطت علي الامور ..
همهم بشيء لم تسمعه و قال: اذن هل رأيته؟؟
هزت راسها يمينا و يسارا رافضة الأمر و لم تنطق بحرف ..
صرخ الرجل : هيا تفرقوا و ابحثوا عنه بكل مكان ..
قبل أن تستطيع ايقافهم ،دخلوا الدير و بدأوا بالبحث و الراهبات خائفات منهم و هي ترتعش خوفا رغما عنها .. لم يجدوا شيئا فاعتذروا و غادروا المكان و لكن نظرات الشك لم تفارق محياهم..
تنفست بارتياح عندما رحلوا و عادت إلى غرفتها و دخلت تستحم حتى تهدأ اعصابها ..
في تلك الاثناء كان ماكسيم يتصل برجاله و يصرخ بهم مطالبا برأس الخائن روبرتو و لكنهم أخبروه انهم لم يعثروا عليه إلى الآن..
جوي : سيدي .. اشك بأن إحدى الراهيات قد قامت بمساعدته على الهرب..
ماكسيم: و مالذي يجعلك تشك بهذا ؟؟
جوي : طريقتها بالكلام و عدم التطلع بنا كما انها تلعتمث ما ان اريتها صورته و بدا و كأنها تعرفه و عندما فتشنا غرفتها وجدت بعض آثار للدماء على الأرض و ترابا كما لو أن أحدهم مر من أرضية رطبة فعلق التراب بحذاء .. مع ان ارضية الدير جافة و نظيفة ..
همهم ماكسيم و قال : هل استجوبتها ؟؟
جوي : حاولت سيدي و لكنها تتهرب..
ماكسيم : اذن راقب تحركاتها و راقب كل من بالمكان و الهاتف أيضا و اعلمني بما يستجد.. انا الان مشغول هنا بروما و لكنني لن يهدأ لي بال الا عندما امسك يالعاهر و انتقم منه ..
جوي : حسنا سيدي..
ماكسيم: ما اخبار الزعيم؟؟
جوي : انه افضل من ذي قبل و نحن نعتني به جيدا ..
ماكسيم : أحسنت.. ابعث لي صورة تلك الفتاة التي تظن انها ساعدت العاهر اللعين.. و ان تأكدت بأنها من ساعده فوفيني بمعلومات تخصها شخصيا ..
جوي : بالتاكيد سيدي و حالا ..
ماهي إلا دقائق معدودة حتى وصلته رسالة تحتوي على صورة كاترينا ..
انبهر ماكسيم بجمالها .. تبدو نقية و بريئة.. وجهها اصفى و أنقى وجه راه بحياته .. ولكن ما ان تذكر انها من ساعد العاهر اللعين روبرتو على الهرب حتى شعر بالدماء تغلي و راسه يكاد ينفجر من الغيض و الغضب ..
ماكسيم : لنا لقاء قريب يا ... أختاه
اخذ يقهقه ضاحكا ضحكة مخيفة و بشعة و هو يتوعدها بالعذاب ما ان يمسك بها ..