باندورا في الريف

By autumn_midnights

179K 15K 4.1K

باندورا ذات العينين الناعستين ذات الضفائر البنية الفاتحة، باندورا ذات الضحكة الرنانة والحديث الممتع، باندورا... More

رقصة السقوط
المنبوذة الخاسرة
الإختناق
غد متعب
مشاعر هجينة
الفضوليين و المسكينة!
ملاحظة من الكاتبة
الأمل يأتي مع الخزامى
إنهيار كبرياء
فوضى المشاعر
صانعة الفوضى...
الخاملة
تهديد
شئ من المرح شئ من الحزن
الغراب
الفيلسوف و دمية البورسلين
تحامل
المرأة التي منحت كل شئ
رحلة فراشة
ملاحظة من الكاتبة
كان الربيع
يا صغيري الحياة لها وجهان!
ثرثرة
زوجة إبليس
الشائعة البغيضة
المواجهة
البحث عن مخلص
الظلم و الإنتقام
ملاحظة شديدة الأهمية من الكاتبة
بعضٌ من الأحزان
النجدة
ما بعد...
الحنين المر
ملاحظة من الكاتبة
طفلة لا غير
محاكمة
محكمة الظلم
وصية والديه
سندها
الإنعكاس الشنيع
لعبة خطرة
الخيانة
المهزلة
ملاحظة من الكاتبة
كل شئ من أجل لا شئ
فجر الإبن الظال
البراءة، الشك و الذنب
فوضى عارمة
مخاض المشاعر الغريبة
ملاحظة من الكاتبة
الباكية
الأكذوبة
هروب المخلصة بيري
ربيع ساني
البحث
الإنطباع؟
المسؤولية الحلوة
الملهوفة
الماضي
ذكريات مؤلمة
شئ من الحقيقة
السعادة التي لا تدوم
سندريلا الفقيرة
سارقة البريق المزيف
العودة
تقارب
خيانة متناقضة
أعطها فرصة ثانية
جولات شتوية
الصدف الجميلة
بين اليوم و الأمس
العربة
الفرحة المرتقبة
كونشيرتو السعادة
الفيلسوف الذي عشق دمية البورسلين
الأميرة التي أحبت الغراب
إعلان السعادة
عتاب وحب
لندن مجدداً
في قصر الوحش
خلف الأبواب المغلقة
الإحتراق
مواجهة الأفعى
عقد من الماس
اما الحياة او الحياة
بعد التحية
معركة الورق و الحبر
تلاعب
عرس الشيطان
في المصيدة لغز محير
النعيم
كانت للحكاية بقية
الحب والحرب
الحب والجنون
على أمل
ملاحظة أخيرة من الكتابة

الفتاة الفطر

1.4K 146 70
By autumn_midnights

تأملت نفسها في مرآتها الصغيرة القديمة، كانت تشعر بالتوتر من ذلك الثوب الذي ترتديه! هل هو مبالغ فيه يا ترى؟ ربما يجعلها تبدو كتلك الفتاة المتكبرة و هذا ليس ما تطمح له؟ و لكن ربما ان ظهرت متواضعة جداً هذا سيجعلهم يعتقدون انها ليست جادة ! وسط دوامة التفكير تلك  غاصت في ذكرياتها!
"لا يوجد ثوب يبدوا بشعاً عليكِ يا كاراميلا"
رفعت رأسها بثقة و هي تتباهى في ذلك الثوب الليلكي الخريفي المصنوع من الصوف
"أعلم يا جودي و لكن منذ ان وقعت عيني عليه وقع في قلبي و اردت الحصول عليه" ردت باندورا بتباهي
"و هل هناك شئ ترغبين به و لا تحصلين عليه؟" ردت جودي بإبتسامة جانبية
هنا توقفت باندورا، شعرت ببعض الانزعاج و تلقائياً رفعت حاجباً باستنكار! هل كانت تلك نبرة سخرية يا ترى؟  بالطبع كان يجب ان تعرف تلك البائسة بمكانتها و تريها مكانها الطبيعي و هو المركز الثاني!
"بالتأكيد فأنا باندورا دالتون و لست جودي تاكر" ردت بنبرة شديدة
خرجت من ذكرياتها تلك ! كانت قد ضغطت على ثوبها و شدته بقوة دون ان تشعر لدرجة انها مزقت الثوب ! نظرت بصدمة للثوب! لا تدري كيف فعلت ذلك و لكن ليكن ليذهب بذكرياته البائسة!
ذهبت لتغيره لأنها اساساً لم تقتنع به! بالمقابل أخرجت ثوب بني بلون جذوع الشجر
"هذا مثالي لن يجعلني ابدوا ملفتة" فكرت في نفسها
عدلت شعرها الكاراميلي الذي اختلط بالثوب ليضيف لها رونقاً مريحاً للعين، جدلته لكي لا يضايقها و لكنها لبست معه شريطة حليبية و شال صوفي حليبي.

خرجت من منزلها حاملة نفسها بكل قلقها! ان الجو بارد بالرغم من انها اختبأت تحت شالها الذي جعلها تبدوا كفطر البورسيني،كانت تسير و كلما غطست في تلك الذكريات القديمة حاولت العودة لشاطئ الواقع! و لكنها كانت عبثاً تحاول
"أنتِ أجمل فتاة رأتها عيناي"
رفعت نظرها له بهدوء و بحياء طفولي تناسب مع مراهقتها ابتسمت و قالت بكبرياء:" بالطبع فأنا الفتاة الوحيدة التي يجب ان تراها عيناك يا جورج"
"بالتأكيد و هل أجرأ يا ماركيزة دالتون" قال جورج بتباهي! هل كان يقصد مركزها لا شخصها؟ لا تستطيع ان تتأكد من ذلك و لكن بالطبع غرورها و تعاليها جعلاها ترد على الفور و تقول:" حتى لو كنت ابنة مشرد أنا متأكدة انني سأبقى في عقلك و قلبك"
عادت لواقعها و انتبهت انها ضغطت على يدها لدرجة ان الدم خرج منها! هذا سئ انها انها تتصرف بشكل متوحش الآن و بدأت تؤذي نفسها دون ان تشعر! اخرجت منديلاً و راحت تضغط على يدها لتوقف الدم، أكملت طريقها و هي تصارع ذكرياتها تلك! كانت تريد ان تسامح نفسها، فكلما مدت يدها لنفسها لتصافحها وجدت نفسها تأبى ذلك ؟ كانت لا تستطيع ان ترتاح و روحها تتقلب بتعب لقد آذت الكثيرين و عليها ان تقوم بشئ يريح هذه الروح التائهة!


فجأة غزت انفها تلك الرائحة انها الخزامى؟! و لكن هذا غريب انهم في فصل الخريف و لكنها تشتم الخزامى في كل الفصول هنا؟ وقفت في مكانها تأخذ نفساً لتستنشق تلك الرائحة بأكبر قدر ممكن! كانت مريحة لأنفها و تذكرها بالمرأة الغامضة المدعوة أمها! آه لو تجد ذلك الكتاب! لو تعرف عن سبب تسميتها! ربما عن قصة زواج والديها؟ و عمها جون؟ ما قصته ؟ لماذا جلب العار للعائلة و هرب؟ و اخيها الأكبر آلبرت الذي رحل شاباً؟ ما الذي حصل معه؟ كيف قتلوه و لماذا؟ تذكرت أخيها الأكبر و ابتسامته المشرقة و لطفه الشديد ناحيتها
"كاراميلا لماذا تبكين؟"
رفعت الطفلة الصغيرة عينها و قالت وسط دموعها:" اخبرتني جودي ان الوحش سيسرقني من فراشي ليلاً"
"هذا مستحيل انتِ طفلة لطيفة" قال بلطف و هو يداعب شعرها
" لا سيسرقني لأني كذبت على أمي و أخبرتها انني غسلت وجهي قبل الذهاب للفراش البارحة و انا لم أفعل"
وجدت أخيها الأكبر يغيب في ضحك مرير و بعد فترة من هذا الضحك قال بلطف:" ان الكذب سئ هذا صحيح و يجب ان تنالي عقابكِ على كذبتكِ و لكن الوحوش ليست حقيقية"
"حقاً؟" سألت باندورا
"حقاً" رد آلبرت بثقة
"اذاً جودي كاذبة، سأخبر الوحش ليسرقها"صاحت بإنزعاج و بعدها وضعت يديها على فمها و قالت:" صحيح انه غير حقيقي، و لكنني سأوبخها لكذبها انها دائماً تكذب علي"
"لا توبخيها فقط انصحيها و اخبريها ان الكذب يجعل الإنسان شخص سئ"
"بالتأكيد سأخبرها"
فجأة شعرت بطعم الحديد بفمها! و هذا أعادها لواقعها!! لقد عضت على شفتيها بقوة لدرجة انها اخرجت الدماء! راحت بذات المنديل تمسح دماء شفتها بيأس، فهي لم تكن تدري ان كانت تعاقب نفسها دون شعور؟ و لكنها كانت تفعل كل ذلك بشكل لا إرادي !


كانت ستخور قواها و ستضعف بل و ستبكي و لكنها مسكت تلك الدموع و حملت تلك الروح لتكمل طريقها! كم هو طويل هذا الطريق اللعين! انه بلا نهاية! و يجعلها تتذكر و تفكر! كانت تمشي بلا وعي فجأة شعرت انها صدمت بأحدهم! رفعت نفسها بعدما عاد عقلها لها قليلاً
" إلى أين ذهب عقلكِ؟"
"ويلا هذه أنتِ" ردت باندورا بهدوء
" لا تبدين بخير هل حصل شئ؟" سألت ويلا و هي تساعدها على الوقوف
" لا شئ" قالت بهدوء و بعدها أكملت بإبتسامة زائفة:" أفكر بالحفل"
"اوه صحيح الحفل انه ممتع جداً سنرقص كثيراً و نقفز، هل تعرفين هناك الكثير من الألعاب الممتعة! و لكن محطم المتع كئيب التفكير أخي العزيز يفوت هذا الحفل كل عام و انا أتشاجر معه  و لكن..." راحت تتكلم ويلا بسرعة لكن استوقفتها باندورا
"ان أخيكِ فعلاً يكره الإحتفال"
"انه يكره التواجد بين جمع كبير من الناس! انه يعتبر عقله أكبر من بقية الناس، ذلك الشخص انه شديد الإنتقاد" قالت ويلا بإنزعاج و أضافت؛" في حياته كلها لن يتزوج بهذا التفكير الأعوج"
"من يدري ربما هناك فتاة؟" قالت باندورا و قد انتابت روحها غصة سدت حلقها !
"حقاً ؟ هل كانت هناك فتاة في لندن؟ هل قابلتيها؟" قالت ويلا بحماس
"اهدئي لا يوجد شئ كهذا" قالت باندورا و هي تهدءها
"هذا جيد كنت سأموت غيضاً لو انه يعرف فتاة ما و لم يخبرني اولاً" قال ويلا
" هل تعلمين انهم سيقدمون شراب التفاح ، انه لذيذ السيد بروك يعرف كيف يصنعه بشكل مثالي" أكملت ويلا
"يبدو الأمر ممتعاً" قالت باندورا بشئ من الحماس
"لحظة ما الذي حدث لشفتكِ" سألت ويلا بشك
"يبدوا انني عضضتها بقوة" قالت باندورا و هي تهرب من النظر لويلامينا التي راحت تحقق معها بعينيها
"انتبهي لنفسكِ" قالت ويلا بحدة و بعدها قالت بلطف و مرح:" هل تعرفين عندما أفكر كثيراً أقوم بقضم أظافري لدرجة انني اجرح أصابعي علمني أخي خدعة جيدة"
"و ماهي ؟"سألت باندورا بفضول
"آخذ نفس عميق لأخرج من هذا التفكير العميق و بعدها أحاول ان أفكر ما الذي سآكله في فطور الغد؟"
"و هل هذا يجدي نفعاً؟" قالت باندورا باستغراب
"بشكل غريب نعم"
"اذاً الفكرة ان تحولي تفكيركِ لشئ آخر أبسط؟" قالت باندورا بتفكير
"بالضبط"
"و لكن الأمر ليس بهذه البساطة" قالت باندورا بيأس
"كل شئ بسيط ان بسطتيه" قالت ويلامينا
نظرت لها باندورا بيأس لم تقتنع بكل هذا و لذلك تجاهلت كل شئ للحظة فهي كانت تريد ان تحضر ذلك الحفل و ان تختلط بكل هؤلاء الناس و ان تثبت انها تغيرت

و بعد مشي طويل كانتا قد وصلتا اخيراً لمكان الحفل! كان المكان في حقل واسع جداً، من خلاله كانت تستطيع ان ترى الغابات و الجبال المحيطة، و بالطبع ما زاد بهاء المنظر هو الخريف، الذي أثبت حضوره بكل ألوانه النارية، بينما وقف الناس يتزينون بأنواع الزهور البرية و اوراق الشجر، كان الأمر ممتع تماماً!
أكملت طريقها و هي تنظر لكل هذه المتعة خلف ويلا التي راحت بمرحها و صخبها ترحب بالناس و يرحبون بها، بينما بقيت باندورا تنظر لكل شئ بإنبهار! انتبهت للألعاب الموزعة، نط الحبل، الرماية و لعبة التصويب، كان هناك طعام كثير تنوع ما بين فطيرة تفاح و فطيرة يقطين ، إلى دجاج مشوي و شوربة دافئة.
و داعبت مسامعها موسيقى مرحة لم تعتدها تحركت قليلاً ناحيتها و انتبهت للنار الكبيرة التي أشعلوها للتدفئة و التي راح يرقص حولها الأزواج بمرح، كانت موسيقى غريبة لم تعهدها و مرح غريب لا يشبه أيام مرحها القديمة في المدن المشرقة و القصور المبهرة، شعرت و كأنها انتقلت إلى عالم آخر و كأنها في عالم الجان، كانت تشعر انها خفيفة و كأنها غائبة عن الوعي او ثملة مع انها لم تشرب شئ !
"يجب ان نتزين بالزهور ايضاً"  قالت ويلا بمرح و هي تسحبها و تركض ناحية الغابة
لحقتها باندورا دون اعتراض، و قد غابت مع الأخرى في ضحك و لهو،
"هنا هذه البقعة جيدة فيها الكثير من الزهور لنقطف منها ما يناسبنا" قالت ويلا
"يبدو الأمر ممتع" قالت باندورا بصدق فقد بدأت روحها تطفو بعد زمن الحزن و القلق و الخوف! اخيراً كانت تستطيع ان تنسى قليلاً، راحت تقطف من الزهور و بدأت بعدها تساعد ويلا في وضع تلك الزهور بعشوائية في شعرها و كانت هي التالية! كان ذلك أمر طفولي و لكن ممتع!

"اوه ويلامينا لقد سبقتينا لهنا " قالت احدى الفتيات
لن تعرف باندورا اي من هؤلاء الفتيات ربما تكون رأتهن سابقاً و لكن لا تعرفهن ثلاث فتيات كن قريبات من عمرها!
"أجل لقد جئت مع باندورا لنضع الزهور" قالت بمرح
بينما كن الفتيات ينظرن لها بحذر، غاصت باندورا في مكانها من الخوف كانت قد توقعت الأسوء فسمعتها في المكان سيئة تماماً
"لم اتوقع ان تحب الفتاة النبيلة مثل هذه الاحتفالات" قالت احداهن بابتسامة مرحة و كان واضحاً من ملامحها ان روحها خفيفة! كانت تمتلك أجمل ابتسامة رأتها باندورا في حياتها، بجسد ممتلئ قليلاً، و شعر بني طويل.
"لا أعتقد اننا التقينا سابقاً" قالت باندورا
"هذا صحيح" قالت الفتاة و أكملت و هي تمد يدها بحماس:" أنا جين , و هذه ذات البشرة الحنطية هي سارة "
كانت الفتاة فعلاً تمتلك بشرة حنطية و ملامح حادة جميلة، كان أكثر ما يميزها هي الشامة أسفل عينيها، كان لها شعر أسود متوسط الطول
"مرحباً أنا سارة سررت بمعرفتكِ" قالت بأدب
كان واضح انها هادئة و حكيمة ربما تكون الأكبر سناً بين المجموعة، لم تكن باندورا متأكدة
و أكملت جين:" و هذه القصيرة هي روث"
كانت قصيرة و تحمل ملامح خبيثة و مرحة، كانت ذات شعر أشقر مجعد، كان واضحاً بشكل جلي ان الفتاة مرحة و تحب صنع المقالب، كانت تبدوا و كأنها لم تتخلى بعد عن طفولتها و ربما هي الأصغر بين المجموعة
"سعيدة بمعرفة فتاة قوية مثلكِ" قالت روث بصدق
لم تفهم باندورا عن اي قوة تتكلم الفتاة و لكنها تجاهلت هذا الأمر و ابتسمت بشئ من الثقة للجميع، كانت سعيدة ان هؤلاء الفتيات لم يتأثرن بالشائعات السابقة
"نحن سنسبقكن للساحة" قال ويلا بمرح و راحت تجر باندورا و هي تقول:" علينا ان نتذوق شراب التفاح قبل ان يبرد "


ذهبن ناحية الرجل الذي قالت عنه ويلا انه لا يخطئ في صنع المشروب المذكور،
"كوبان من المشروب سيد بروك"
رفع الرجل رأسه و راح يرمقها بهدوء هنا فقط غاضت باندورا في وشاحها لتتحول لفطر البورسيني، كانت تتوقع ان يوبخها او يطردها و او يرمي عليها كلمة قاسية و لكنه بالمقابل ابتسم و قال بمرح:" كوبان من المشروب للآنستان اللطيفتان"
سلم لهن المشروب راحت باندورا تنظر بالكوب كانت هناك شرائح تفاح و عود قرفة، أخذت رشفة و بشكل غريب شعرت بالإنتعاش، تلقائياً ابتسمت

أخذتها ويلا في جولة حول المكان، تناولت شريحة من فطيرة التفاح و بعض الدجاج، لعبت لعبة الرماية و بعض نط الحبل، انضمت لها بقية الفتيات، كانت تضحك على نكات جين التي اجتمعت بخفة دم ويلامينا، و كما توقعت ان روث صاحبة مقالب، و سارة فتاة رقيقة و مسالمة و تحدثت مع بعض أهل القرية و لصدمتها الجميع عاملها بشكل جيد  و هذا ما لم يكن في حسابها ، كانت ستبكي من سعادتها

"انظري سأجعل هؤلاء الأطفال يرقصون كالحمقى" قالت روث بخفة
نظرت باندورا لها و قد أطلقت ضحكة خفيفة، و قالت:"كيف؟"
"انظري و تعلمي" قالت بثقة و راحت تناديهم:" يا جماعة"
التفت لها مجموعة الصبيان الذين راحوا يرمقونها بشك
"ماذا هناك يا روث؟" سأل أحدهم
"هل سمعتم عن أسطورة احتفال الخريف؟"
نظروا لها بشك و بعدها قال آخر:" لم نسمع و لا نهتم"
"انتظر" قال صاحبه
"لا تستمع لها انها تهوى المزاح"
"انتم أحرار ستفوتون فرصة كبيرة " قالت بهدوء و هي تنصرف عنهم
"ما هي الأسطورة؟"
التفتت لها بحماس و قالت :"اذا درتم عشرون مرة حول نفسكم ستحظر روح جان الخريف لتعطيكم قوة جسدية تعادل قوة عشرون جندي و هذه الروح لا تظهر سوى مرة كل عشر سنوات في هذا الإحتفال و بالطبع تستطيعون التخمين انه سيظهر هذا العام و ان يظهر بعدها الا بعد عشر سنوات"
"أنت كاذبة!، لماذا لا تقومين انتِ بذلك" قال أحدهم
"لأنني لست بحاجة للحصول على قوة كقوة الجنود أنا فتاة رقيقة" قالت بسرعة و هي تخفي ابتسامتها الخبيثة
"ماذا لو قمت بخمسين دورة هل سأحصل على قوة خمسين رجل؟"
"من يدري يجب ان تجرب لتعرف" قالت بخفة
وجدت بعضهم بالفعل بدأ بالدوران، و راحوا يدورن كالحمقى و بعضهم كان قد بدأ يدوخ فعلاً
غرقت في ضحكها و قالت بخفة:" توقفوا لقد كنت امزح"
"اخبرتكم انها كاذبة انكم حمقى لتصدقوها في كل مرة" قال الفتى الذي عارضها منذ البداية
"شكراً لكم يا مجموعة المهرجين لتسليتنا" قالت الفتاة بمرح
"ما كان يجب ان تفعلي هذا يا روث" قالت سارة بهدوء
"دعيهم انهم مجموعة حمقى" قالت روث
"تجاهلي حماقتها يا باندورا، اخبريني هل تحبين الرقص؟" قالت جين
"أجل ان الحفلات الراقصة دائماً ممتعة" قالت بمرح حقيقي
"اذاً لنتسابق لمكان التجمع" قالت جين
"و لكن لا يمكنني الركض" قالت سارة
"انك دائماً تشتكين يا سارة" قالت ويلا

عدت جين للثلاثة و انطلقت الفتيات للركض، بينما هي ركضت بسعادة، كانت روحها تطير، شعرت بلذة الحرية، خفة روحها تلك جعلتها تتذوق سعادة لم تتذوقها في حياتها من قبل، كانت في تلك اللحظات تتصرف على سجيتها، كطفلة، و كأنها تعرض تلك الطفولة التي فقدتها وسط كل التعقيد القديم، بمرح  انسلخت من جلدها السابق الكئيب، استطاعت ان تنسى و تعيش في اللحظة. وصلت و كانت هي ثالث شخص يصل و لصدمتها كان سارة التي اشتكت من الركض الأولى! كان الأمر مضحك فضحكت، كان كل شئ في تلك اللحظات مضحكاً و مرح و سعيد!

"لا زلت لا أستطيع التصديق" قالت ويلا بهدوء
راحت باندورا تنظر بإستغراب ناحية المكان الذي تنظر له باندورا، كان يقف هناك بأنفه المعقوف و تلك الندبة و قد ترك على وجهه ابتسامة خفيفة جانبية، و هذا جعلها تشعر بالغيرة ! لم تكن تريد ان يراها سواها، كان يقف و هو يتكلم مع الطبيب رايدر. لم تتوقع ان تراه هنا فويلامينا أخبرتها انه لا يحب الحفلات و بالذات هذا الإحتفال! وجدته فجأة يلتفت ناحيتهم، حبست أنفاسها و قد تمكن منها الحماس!

———————————————————————
مرحباً يا أصدقاء

اخيراً فصل جديد اتمنى ان يعجبكم الفصل

و اترك لكم مساحة هنا للتعليق



*بالمناسبة هذا هو فطر البورسيني



و دمتم سالمين

Continue Reading

You'll Also Like

59.7K 3.3K 24
فجراً يُشرق بين الحزن والسعادة لـ يضع بين اسطُره "حگاية" by ; Queen305 إيلينآ ..
11.3M 1.1M 144
لبوةٌ وثلاث صغيرات .. هُنَّ لها وطنًا جميل وهيَّ لهنَّ معنى الأمان يعيشنَّ في بئرٍ من الحرمان معَ ذلكَ الذي يُدعى أب ولكنهُ في المكرِ ذئب فَـ متى...
79.6K 5.6K 19
لا يوجد وصفٌ موجز أكثر من العنوان!