بينما واصلت حصة اللغة الانجليزية, احباط لوي بدأ يكبر و يكبر. لم يرفع هاري رأسه الى الان من درجه. لوي لم يرى وجه الفتى حتى, كان هذا سخيفا. حالما دق الجرس اسرع لوي في جمع اغراضه للحاق بهاري , لكنه اختفى حالما نظر لوي للاعلى.
ابتسم نايل بتكلف لاحباط لوي الواضح, هازا رأسه في تسلية. كان مسرور بنفسه و باختياره للضحية, أرسل نظرة لصديقه الايرلندي و اسرع نحو الممر, محاولا ايجاد مكان هاري الذي ذهب له, لكنه تنهد بانزعاج عندما لمحه يدخل بين بحر من الطلاب.
باقي اليوم مر ببحث لوي عن هاري بجنون, بدا كأنه خطوة خلف هاري في كل منعطف, لمح تجعيدات شعره الفوضوية في كل مرة دخل كلاهما فصولهما المقررة.
لكن لوي لم يجري اي محادثة معه, يالخيبة الأمل.
ذهب لوي مباشرة نحو طاولته و نايل في الغداء. رفع نايل رأسه من غدائه و ابتسم بتكلف نحو لوي الذي يجلس مقابل له.
"كيف حال هاري؟" سأل نايل, التعجرف واضح على وجهه و نبرة صوته.
اعطاه نظرة قرف قائلا "لا استطيع ايجاده حتى!"
قهقه نايل, "يا فتى, انت تعلم انه في الصف العاشر"
أومأ لوي, "لم هذا مهم؟"
أكمل نايل ببطئ قائلا, "اذا, من الواضح انه لن يكون في هذه الارجاء منذ ان له جدول مختلف! حاول ان تكتشف جدول الصف العاشر" قال بابتسامه عريضة عندما ظهر الادراك في وجه لوي. "هذه كل المساعدة التي اعطيك اياها, بالمناسبة, بعد هذه, انت لوحدك"
تمتم لويس بشكرا على شكل سخرية, بالطبع نايل لن يساعده. كما لو أن الاله حرم ان يتساهل نايل معه, اكمل كل منهما تناول الغداء الفظيع, لوي غارق في افكاره.
كل ما راه من الفتى هو شعره, ياللغباء! شعر هاري كان مجعدا للغاية, رغم انه بدا جميل نوع ما. هز لوي رأسه طاردا كل الافكار عن كون هاري جميل. هذا ليس عن محاولة مواعدته, هو فقط سيجعله يقع له, يضاجعه ثم يخرج بهذه السهولة.
فكر لوي في طرق لاغواء الفتى الاصغر. كونه اصغر منه و على الارجع اكثر هرمونية, لذا يمكنه ربما مغازلته؟ لمسه قليلا و اغاظته قليلا؟ هاري مثلي الجنس, لذا لن يكون غريب عليه على كل حال, يجب ان يطرى عليه كونه سيتلقى ذلك النوع من الاهتمام من لوي توملنسون.
"مرحبا رفاق!" جوش, صدديق مشترك بين نايل و لوي, اعلن.
جلس بالقرب من نايل اثناء القاءه لصينيته على الطاولة بكسل.
أومأ لوي كتحية, الطعام يملأ فمه ولم يرد ان يكون فظا.
"اذا ما الجديد؟" سأل جوش, أخذا قضمه من شطيرة التونة خاصته مسببا انقسامها, قهقه قليلا قبل وضعها في الصينية ودفعها بعيدا.
قهقه نايل معه قائلا "مقرف صحيح؟", أومأ جوش.
أعلن نايل "لقد تم تحدي لوي ان يكسر قلب فتى مجتهد!"
اختنق جوش من التفاحة التي كان يقضمها ثم بصقها, "ماذا؟! ما الخطئ بك بحق اللعنة؟!" نظر نحو لوي في دهشة.
تكلف الابتسام ثم قال بعجرفة "لانني استطيع!"
نظر جوش نحو نايل باهتمام قائلا "نايل, لما فعلت ذلك؟"
ضحك لوي على تعابير نايل المصدومة و المزيفة "لما تفترض انه انا تلقائيا؟" , اعطاه جوش نظرة متأكدة فاستسلم نايل عن تمثيله البريئ, "حسنا,حسنا, كنا نلعب لعبة الصراحة و الجرأة, ثم تصرف لوي بعجرفة قائلا انه يستطيع اغواء اي احد, و اردت فقط تحديه!"
تنهد جوش, ممررا كفه من خلال شعره قبل ان يسأل "من هو؟"
"فتى في الصف العاشر,هاري ستايلز؟" أجاب لوي.
فجأة ظهر القلق في ملامح جوش "أأنت متأكد انها فكرة جيدة؟"
رفع لوي حاجبيه على شكل استفهام قائلا "لما كل هذا الخوف؟ هو فتى وحسب, من يهتم؟"
"لست خائفا,فقط..."
سحب جوش نفسه ملينا ظهره للاسفل , خافضا صوته, "حسنا, اعلم ان هذه مجرد لعبة بينكما يا رفاق لكن...اتظنون انه من العدل حقا جرح قلب فتى؟ هو مثل...ماذا؟ الخامسة عشر, السادسة عشر؟ هو صغير للغاية و ساذج. هذا سيكون قاسيا فحسب".
تجمد لوي للحظة, موجها نظره لنايل كردة فعل. ربما هذا سيكون مقنعا لنايل. أحس لوي بقليل من التردد حالما رأى الفتى, حسنا خلفية رأسه فحسب. شعر بالقلق حيال القسوة على شخص بالكاد يعرفه, ربما سيغير نايل رأيه.
"تستسلم توملنسون؟" ابتسم نايل بتكلف, نفس النظرة التي اعطاه اياها عندما بدأ التحدي.
وضع لوي نظرة ثقة في وجهه, دافعا تردده الى الجانب. من المستحيل ان يفوز اذا واصل التفكير بهذه الطريقة. هو فقط احتاج ان يمتصه ثم ينهيه. "لا للعنة! لا اهتم لمشاعر الفتى! اريد مالي!"
تنهد جوش, مدركا انه لن يستطيع تغير رأيهما قريبا.
حالما انتهى الغداء, اتجه لوي للمكتب الامامي ناظرا للمساعدة الفاتنة جالسة خلف مكتبها. كانت شقراء مع ربما الكثير من مستحضرات التجميل و بالتأكيد ذلك القميص الذي لم يكن ذو القياس الصحيح لأن ثدييها كانا ضخمين. لم يكن لوي متأكدا.
"مرحبا, بما اساعدك؟" سألت بأدب مع لهجة ايرلندية.
ابتسم لها محاولا تملقها للحصول على ما يريد "هل بامكاني رؤية جدول الصف العاشر؟" سأل بنبرة خافتة. اذا كان هناك أي شيء قد تعلمه من كونه لعوب, فهو كيف تحصل على ما تريد باستخدام الجاذبية الجنسية.
ترددت و هي تحدق فينه, مع القليل من الاضطراب. هذا هو سحر لوي توملنسون. "أممم...لا تبدو في السادسة عشر, لما قد تحتاج الجدول؟" سألت, لاحظ لوي تحديقها به.
"ستغير ابنة عمي مدرستها و اردت مساعدتها, ثم ان لديها جدول واحد فقط لذا..." أخذ لوي خطوة اقرب لمكتبها حاملا احدى منحوتات فرس النهر بين اصابعه بغير اهتمام. نظر لها من تحت رموشه , مباشرة نحو عينيها. "تعتقدين انه بامكانك مساعدتي؟"
ابتسمت محدقة به للحظة قبل ان تلتفت لخلفية الغرفة , على الارجح لجلب الجدول, عادت بعد لحظات مع ابتسامة مغرية مسلمة لي الجدول . "ها انت ذا, انت لطيف للغاية لمساعدتك لابنة عمك"
"حسنا, تعلمين.." قال موجها نظره للجدول قبل ان يرجعه لها "انا مهتم بمساعدة الناس, اذا لحقتي بحركتي"
تورد احمر فاتح ظهر على وجنتيها. اوشك لوي على الضحك عندما توجه لخارج المكتب, كانت سهلة للعبث بها.
وقف لوي امام المكتب, يدرس جدول هاري مرة اخرى, يقارن جدوله بجدول هاري عقليا. لم يكونا مختلفين كليا, اسهل طريقة وجدها لوي ليصل لهاري هي في الغداء, ابتسم لوي لنفسه في انتصار.
هو في طريقه, كل ما عليه فعله هو تنفيذ خططته.