فى وقت سابق
كاد فهد ان يصفعها ولكن كان يد محمود أسرع منه لتمنعه من صفعها ثم يلكمه هو بقوة فيقع على آثرها فاقدا للوعى
لم تبالى بما يحدث لتركض صوبه و تجثو على الأرض ملتقطه رأسه بين يديها وهى تنطق بأسمه ببكاء على أمل أن يُلبى ندائها كما اعتادت ولكن هيهات لم يرد النداء تعالت صرختها و نحيبها فاقتربت منها همس ببكاء لتواسيها و لكن فشلت فى مواستها لتبكى هى الآخرى على ما أصابه
سماح بصراخ... قوم يا ياسين بالله عليك انت نسيت الوعد قوم يا حبيبي انا هموت من غيرك ياسين رد عليا انا سماح مش هبعد عنك تانى يا ياسين رد بقى انا خايفة اوى
همس بحزن.. ياسين قوم حبيبتك جنبك اهى و انا كمان فهمت كلامك و فهمت انك تقصد أدهم قوم بقى بالله عليك
كان محمود مشغول فى صراعه مع رجال فهد و من ثم وجد هذا المنظر فاقترب منهم
محمود بصدمة... ايه اللى حوصل بعدى يا سماح اشوف الجدع لسه فى الروح و لا...
سماح بصراخ... عايش يا محمود اوعك تنطقها انت سامع عايش هو وعدنى و ياسين عمره ما يخلف وعده صح يا حبيبى رد عليه و قوله
محمود بوجع داخلى... خلاص يا سماح فهمت بس بعدى عشان نلحقه الله يرضى عليكى يا بت عمى عايز اشوف الجدع
اقترب محمود منه بعد أن انصاعت إليه سماح مع همس بدأ يتحسس موضع النبض و التنفس
محمود بسعادة... لساه فى الروح بس نبضه ضعيف لازم نلحقه بسرعة
سماح... الحمدلله يارب
همس... انا هتصل بالاسعاف على طول
محمود... مفيش وقت الانتظار بينا يارجاله على العربية
ثم حمله بمساعدة رجالة ولم ينتظر قدوم الإسعاف وأخذه إلى المستشفى و سماح و همس معه
و لكن قبل أن يرحل امر رجاله بحبس الفهد فى مكانا ما و تقييده
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
فى مكتب هيثم الزيات
هيثم... عشان كده بيقول ابنه قصاد أميرة
فضل.. الحمد لله انك اتواصلت مع محمود ولد أخوى
هيثم... انا عارف ان محمود جدع عشان كده قلت يبقى ورقة رابحة معانا مخفية عن أنظار الجميع
عابد... الصراحة فكرة ممتازة و محدش كان فى دماغه خالص
أعلن هاتف هيثم مكالمة من مختار
هيثم... لحظة يا جماعة ارد على الواطى ده
مختار... فكرت يا هيثم و لا لسه
هيثم.... انا موافق يا مختار بس ودينى لو أميرة و لا ابنى حصلهم حاجة ما هتعرف حتى تدفن ابنك و انت كمان هيبقى الموت ارحم لك و مش هطوله
مختار... من غير تهديد يا هيثم انا مفيش بينى و بينك عداوة انت اللى دخلت العداوة لوحدك انا مفيش بينى و بينك من البداية خلاف
هيثم.... كان زمان بس انت خلقت العداوة و هيثم الزيات عداوته مش سهلة يامختار و انا مش هقولك بعد التسليم هنسى بالعكس هتفضل عينى عليك و احذر
مختار... مش هيبقى عندك فرصة يا هيثم و المهم دلوقتى التسليم
هيثم... ابنك هيكون عندك فى الوقت و المكان اللى اتفقنا عليه و زى ما قلت لك اوعى تلعب من ورايا لعبة قذرة مش فى مصلحتك
ثم أنهى مكالمته تحت أنظار فضول من عابد و فضل و دهشة
عابد باستغراب ... و بعدين يا هيثم انت بجد هتسلمه ابنه بالساهل كده و باقى اللى عنده أختى و ابنها و مراته
هيثم... متقلقش انا اه هسلمه ابنه بس اوعدك هجيبه هو و ابنه تانى و على طول كمان بس فى الاول...
فضل بشك ... مخبى حاجة علينا اى يا هيثم ، من الصبح و انت مش على بعضك
هيثم بأسف...الصراحة ياسين فى المستشفى بين الحياة و الموت حالته حرجة
عابد بصدمة.... ياسين ! ابنى ! مستحيل انا لازم اروح لابنى
هيثم... اهدى ياعمى انا عارف ان الأوضاع كلها صعبة محمود و سماح و همس مع ياسين و فى حراسة هناك غير رجالة محمود و طقم كامل من الدكاترة بتباشر حالته
فضل... يعنى محمود هناك معاهم و البنات
هيثم... طبعا محمود هو اللى نقل ياسين للمستشفى و الحمد لله انه ما تأخر و إلا الوضع كان هيبقى صعب
عابد بحرقة قلب... مين اللى عمل كده
هيثم... للأسف فهد و محمود لما وصل كان كل الرجالة فى الأرض و ياسين معاهم و كان لسه هيخطف البنات
فضل... ربنا يجيب العواقب سليمه شد حيلك يا عابد ان شاء الله ياسين هيبقى زين ولدك شجاع و يستاهل كل خير
عابد... يارب يا فضل بس انا مستحيل اسكت وجعوا قلبى على عيالى الأول أدهم و دلوقتى ياسين انا لازم انتقم فين فهد يا هيثم انطق
هيثم... الغضب مش هيحل حاجة دلوقتى يا عمى لازم تهدى عشان نحلها صح من غير خسائر
فضل... انا من رأى هيثم يا عابد و متنساش احنا لسه مأحذناش كل اللي يخصنا
هيثم... كلامك صح يا حج فضل انا عندى خطة ان شاء الله هتبقى ناجحة جدا
عابد... و اى هى الخطة يا هيثم
قص عليهم خططته فى الإمساك بمختار و ابنه
ثم استرد قائلا... بس انا هحتاج مساعدتك ياحج فضل فى حاجة مهمة
فضل بلا تردد.... اكيد يا ولدى قول و انا معاك
هيثم.... تمام يا حج فضل و انت ياعمى انا عارف انك قلقان على ياسين بس أدهم كمان مش لازم يعرف وضعه صعب و لو عرف اللى حصل مع ياسين مش هيستحمل ، انا شايف انك تفضل مع أدهم و كل حاجة هتحصل هبقى اقولك و ياسين هطمنك عليه اول بأول
عابد... بس
هيثم... مفيش بس الوقت مش فى صالحنا عايزين نخلص من اللعبة القذرة دى
فضل بهدوء... اصبر يا عابد و اتحمل معلشي
☆☆☆☆☆☆☆☆☆
لحظات الانتظار كانت مثل النيران التى تتأجج فى فؤادها فقدت جميع الحواس و تكاد تفقد حياتها من آلامها تنظر إليه برجاء عاشقة على وشك الانهيار ، لم تعتاد ان تراه هكذا ضعيف و الوهن يعتلى ملامحه بل اعتادت ان تراه شامخا فى هيبته المعتادة و صوته يملئ الأرجاء و من حوله هم الصامتون ماذا حدث اليوم ؟! هو الصامت و من حوله يتحدثون كرهت أصوات الجميع تشتاق لصوته لييقظ روحها المُطفئة معه تشتاق إلى أمانه حتى تشعر بالأمان لأن الخوف أصابها و يأكل فؤادها الضعيف يا الله كم هذا اختبار صعب و قلب هذه الفتاة البريئة اشك ان يحتمل كل هذا العذاب والانتظار ، كان الجميع ينظر إليها بنظرة حزن على ما أصابها لا يعلمون كيف السبيل إلى مواستها و جعل قلبها يطمئن قصص العشاق كانت تُروى أمامهم و اليوم يشاهدونها و الصمت سبيل الجميع
قاطع هذا الانتظار ما إن ظهر الطبيب ركضت صوبه لعله يداوى قلبها وتسمع ما تتمناه ركضت و كلها رجاء لمن أعطى الروح ان يتركها
سماح بخوف... ارجوك يا دكتور طمنا ياسين هيبقى كويس صح مش كده
الدكتور بأسف ... إحنا عملنا اللى علينا والباقى على ربنا ، بس ياسين بيه لما وصل كان فى حالة حرجة الرصاصة كانت قريبة من القلب و نزف كتير طبيا إحنا عملنا أقصى ما عندنا لكن...
سماح بانهيار... قصدك اى يادكتور يعنى ياسين ممكن يروح منى ابوس ايدك اعمل اى حاجة انا مستعدة اتبرعله بدمى كله بس يعيش بالله عليك يا دكتور اى حاجة هو عايزها عشان يبقى كويس نجيبها بس المهم يفضل معايا ارجوك يا دكتور
الدكتور بحزن... اهدى يا آنسة و ادعيله مفيش حاجة ممكن تتعمل اكتر من كده ياسين بيه محتاج دعواتكم فقط
سماح لم تقوى على سماع المزيد ليكون السقوط مغشي عليها هو السبيل حملها محمود و عاونه الطبيب إلى غرفة آخرى للكشف عن حالتها و تم عمل اللازم و بعد مرور ساعات بدأت بالاستيقاظ و هى تنادى بأسمه
أقتربت منها همس و ضمتها وهى تبكى وقالت بأسف... اهدى يا سماح و ادعيله و كفاية عليكى نفسك يا بنتى
سماح ببكاء.... يارب يا همس يارب ، آآآآآآه يا وجع قلبى اختبارك صعب يارب بس انا راضية ، يارب تقوم بالسلامة يا حبيبي و انا مستحيل ابعد عنك آآآآآآه
الممرضة و هى تدلف بسرعة... الحق يا دكتور نبض المريض بيضعف و حالته حرجة
الدكتور... بسرعة حضروا الصاعق و حقنة إدرينالين
الموت كان يطرق بابها لم تستوعب ما يحدث فهى تعلم أن المقصود بهذا حبيبها أزالت المحاليل المعلقة و لم تبالى بالدماء المتناثرة او محاولاتهم فى ايقافها و ركضت خلف الدكتور ليكون هذا الزجاج اللعين حائل بينها و بينه و فى مشهد تقشعر له الأبدان كانت تصرخ و الأطباء من حوله مجتمعين يحاولون إنعاش قلبه مره آخرى قبل فوات الأوان و بعد عدة محاولات تم إنقاذ الوضع و خرج الطبيب و علامات الجهد تعتلى ملامحه
سماح... عايش صح
الدكتور... الحمد لله رجع من الموت بأعجوبة
سماح برجاء... ادخل اشوفه ثوانى يا دكتور
الدكتور من حالتها سمح لها بعد أن طلب منها ان تضمد جرحها و ارتدائها ملابس مُعقمة قبل الدخول
فى الداخل كانت تقترب بخطوات مترددة و دموعها تأبى أن تتركها اقتربت منه بحب و التقطت يده قائلة... انا فى انتظارك يا حبيبي اوعك تسبنى شوف حالتى عاملة ازاى و انت مش معايا يا ياسين خليك قوى يا حبيبي و قاوم عشان ترجعلى تانى و نتجوز و نعيش مع بعض على طول انت وعدتني يا ياسين فاكر لما جيت فرح فارس و قلت لى سماح ملك ياسين بس و ده وعد و انا صدقت وعدك انا هفضل جنبك لحد ما تقوم مش هسيبك تانى ابدا
كان يراقب مايحدث من بعيد مع وجعه فهى عشقه منذ الصغر و لكن شاء القدر بما لا يريده القلب و علم أن فى هذه اللحظة رفع ستار عشقه و أصبحت ملك أحدهم و لا يملك الآن سوى أن يتمنى لها السعادة وقرر الرحيل بعد أن وصله هاتف من عمه يفيد ببعض التعليمات ترك بعض الحراسة المشددة و غادر إلى مهمته لعله ينسى وجع قلبه
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
بعد مرور الوقت
فى مكان اللقاء المتفق عليه من قبل هيثم و مختار
مختار بحده.... فين فهد يا هيثم انت رجعت فى كلامك ولا اى
هيثم وهو يشير إلى أحد رجاله... ابنك اهو يا مختار انا مستحيل ارجع فى كلمتى ، انت بقى فين مراتى
أشار مختار أيضا إلى أحد رجاله ليجلب كرسي متحرك تتوسطه أميرة فى حالة يُرثى لها و التعب يغلب عليها
ما إن رأها حتى أسرع نحوها وجثى بركبتيه امامها و هو يلتقط رأسها يطمئن عليها
هيثم بعشق... انتى كويسة يا اميرة فيكى حاجة
أميرة بضعف... ابنى ياهيثم انا خايفة على ابننا ثم فقدت الوعى
حملها هيثم على عجل و ركض بها صوب سيارته ثم وضعها بحذر وقبل أن يصعد هو الآخر قال له.... انت اللى بدأت يا مختار و مش بس كده انت أذيت اهم شخص فى حياتى لو كنت أذتنى انا كنت ممكن أرحمك بس دلوقتى خلاص نار هيثم الزيات هتحرق الجميع و صعد وهو يرمقهم بنظرة وعيد ثم رحل مسرعا
اما مختار فكانت كلماته كفيلة ببث الخوف فى قلبه ولكن الآن فضل أن يطمئن على حال ابنه
مختار... انت كويس يا حبيبي فيك حاجة
فهد بألم... كسرونى يا بابا انا تعبان اوى حاسس ان مفيش حته سليمة
مختار بغل... هنتقم منهم كلهم يا ابنى وعد منى
فهد بضيق... بس ازاى تفرط فى أميرة يا بابا انت عارف ان انا بعمل كل ده عشانها
مختار بغضب... آمال كنت أعمل يا ناصح عشان ترجع
فهد... كنت سلمتهم الست الكبيرة اللى عندك
مختار بحقد... و انتقامى يعنى انت عشان بنت لا راحت و لا جت عايز تضيع كل اللى بعمله و بعدين البنت دى هتبقى من نصيبك متقلقش
فهد.... ازاى بقى
مختار... لما اللى بيربطها بهيثم يموت ساعتها هتكره اسمه و انت وقتها و شطرتك عرفت تسيطر و
تخليها ملكك تماك
فهد... أما نشوف بكرة اى إللى هيحصل بس عشان
تبقى عارف انا مش هسكت
مختار بسخرية... لأ واضح تعالى عشان نطيب جروحك
الأول و بعد كده نشوف الموضوع ده يا فهد اصل
الحكاية ناقصة غبائك
يتبع....
الكاتبة علياء عادل أبوالعزم
فى إنتظار رأيكم و توقعاتكم