《 لا احد سابقك ، ولا انت بسابق أحد ، كُل يسير لقدره ، وكُل مُيسَر لِرزقه ، اطمئن ♡ 》
مساء الخير ♥
🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃
Celine.Pov
هو جلبنا اليوم الى هنا بعد كل هذه الجلبة التي حدثت فقط لكي يخبرنا ان نرجع للعائلة ، هل سمعت جيدا ام ان هناك خطب بأذناي ؟ ، نقرت لساني داخل فمي احاول امساكه كي لا يطلق اي لعنة الان في هذا الحوار الجدي ، بحق خالق السماء والارض الم يكن يستطيع الالتقاء والتكلم معنا بطبيعية بدل كل هذا الاكشن ؟! ، بالطبع لا ماذا سأتوقع من شخص تربى في عائلة مافيا ويترأسها حاليا ؟! ،
بقيت انظر له بدون اي ملامح تذكر ، احاول ان افهم مالذي يحاول فعله ،لكن على الاغلب هذا مستحيل ، لاني لم استطع تخمين مايفكر به هذا الرجل ابدا ، لا احد يعلم ما يدور في رأسه ولا الدافع من اي مايقوله او يفعله ، حسنا على الاقل أقر انه يرتقي للقبه كرئيس مافيا بهذه التصرفات وهالة الغموض هذه ،
" ابي هل تسمع ماتقوله ؟! ، انت تقول الان ان الفتاتان المدفونتان في مقبرة العائلة ، هما شخصان لانعرفهما ، وان اللتان ضننا انهما مدفونتان تحت الارض بأمتار طوال هذه السنين ، هما في الاصل على قيد الحياة وجالستان امامنا الان ؟ ، "
وجهت نظري للسيدة التي تكلمت والتي اضنها احدى عماتي نظرا للشبه بينها وبين جدتي ، وقد كانت ذات شعر بني قصير يصل لكتفيها وعيون خضراء داكنة مائلة للعسلي ، وضعت يدها على فمها بعدم تصديق بعد ان اومئ جدي لها بالايجاب ، وهي تناظرنا بدهشة ، ودعوني اخبركم ان جميع الرؤوس هنا ما ان فهمت الوضع حتى التفتت تبحلق بنا بصدمة كأننا فضائيون نزلنا من كوكب اخر ،
قلبت عيناي بملل وانا اتنهد من ردة فعلهم ، سيكون هذا نقاشا متعبا ، فيبدو انهم لايعرفون اي شيء حتى ، انتظرتهم عدة ثواني ليبتلعوا الصدمة ، و وجهت نظري للشخص الذي افاق من صدمته اخيرا وبدأ بالتحدث ، عقدت حاجباي بأنزعاج وكم ندمت لحظتها اني استدرت انظر لوجهه البغيض ، فقد كان المتكلم هو اللعين لورينزو والد تيا ،
" اذا هما حيتان الشكر للرب ، لكن كيف حدث هذا وهما على قيد الحياة بعد الحادثين اللذان مرا بهما ؟! "
تكلم بنبرة حنونة ومتأثرة جعلتني ارغب في التقيؤ ، هل هو خائف لهذه الدرجة ان تيا قد ظهرت مجددا ؟ هذا اللعين السافل ، رصصت على اسناني بغيض وانا اناظره كيف يحدق بتيا بحنان وعاطفة مزيفة ، فقط اي موهبة لديه في التمثيل ؟! ، لو كانت النظرات تقتل لكان الان ميتا ، اهدي يا انا ، اهدئي هذا لن ينفع ،
حتى لو كان النهوض الان وامساكه من رقبته وتشبيعه ضربا وركلا او ثقبه بالرصاص هي فكرة مغرية جدا ، لكنها لن تنفع لان لا احد سيصدقنا وسيصبح اللوم علينا ، ليس الان ، فكما يقولون كل شيء في وقته جميل ، نظرت لتيا بقلق وقد وجدتها تنظر اليه ببرود نادرا ما اراها تظهره على وجهها فبعد كل شي هي تعرف بحقيقته ، حسنا اهدئي سيلين خذي نفس عميق وتصرفي بهدوء وبدون غض-..
" اقصد ان تيا قد احترقت غرفتها ونحن اخرجنا منها جثة فتاة صغيرة بالفعل ، وقد احضرنا جثث اميليانو وعائلته ودفناهم بعد ان تعرضوا لحادث مرور ، اذا كيف حدث هذا ؟ "
" ماذا ؟ "
اردفت بشبه صراخ واستنكار وانا اناظره مهلا ، مهلا مالذي يقوله هذا ؟! ، نظرت الى جدي وقد توسعت عيناي بصدمة عندما ضربني الادراك ،
" انت لم تخبرهم ! "
" انت لم تخبرهم من الذي قتلهم "
اطلقت نفس غير مصدق وانا اضع يدي على جبيني احاول ان استوعب مالذي فعله ! ،
" لهذا كان ذاك العاهر الوغد يعيش بكل حرية وراحة بال ! ، لانك لم تخبرهم ، لم تخبرهم من السافل الذي قتل ابي وامي وشقيقتي الصغيرة ! "
تكلمت بنبرة عالية وانا انظر اليه بعدم تصديق وغضب بينما اضرب الطاولة بيدي بعنف ، بحق خالق الجحيم ! ، مالذي يفعله هذا الرجل ؟! ، لماذا ترك قاتل ابنه يعيش بحرية ولم يخبر ابنائه الاخرين عن هذا بل واخبرهم انهم ماتوا في حادث ، لماذا ؟!! ، مسحت على وجهي بغضب وانا اتنفس بحدة ، لكني حاولت بقدر الامكان تهدئة نفسي ما ان سمعت صوت تيا القلق بما ان بخاخي ليس معي ، والعاهر اللعين لورينزو يتظاهر بالجهل وكأنه ليس هو من دبر حادثة احتراق غرفة تيا وموتها حتى يستطيع بيعها للعاهر الاخر ! ،
" اختي اهدئي ، وتنفسي جيدا حاولي ان لاتنفعلي فقط ! "
" لماذا ليس لدينا علم بهذا جدي ؟ "
" هل هذا صحيح ابي ؟! ، ماذا يجري بحق الجحيم اذا لما قلت لنا انهم ماتوا في حادث ، ومن اللعين الذي قتلهم ؟! "
تكلم اليكساندر واحد اعمامي بتساؤل وغضب والبقية بدأو يسألون ايضا، وقد وجهت نظري له مجددا
" لقد حدث ما حدث ، ومعرفتكم لن تغير شيء سوى انها ستعقد الوضع فقط ، اما بالنسبة للشخص الذي قتلهم سنتناقش بموضوعه لاحقا عندما نجتمع ، لن نتكلم عنه الان ونحن في خضم نقاش عائلي اليس كذلك ؟ "
تكلم بكل برود اعصاب ، جعلهم يصمتون ولم يعاودوا السؤال مجددا ، تنهدت بحدة وانا اضع مرفقي على الطاولة واسند رأسي الذي يكاد ينفجر من الالم ، ساعات ، فقط في غضون ساعات قليلة استطاعوا اخراجي عن طوري وجعل الغضب ينبض داخلي ويجري مع دمي ! العيش هنا بكل بساطة سيكون بعنوان التعايش مع الغضب حتى ينفذ صبرك وتنفجر شراينك ،
فقط لماذا واللعنة وجدونا الان ؟ ، لقد كنا مرتاحين ونحن نعيش حياتنا بهدوء كنا نتمناه وفي النهاية لم نستطع عيشه سوى بضع سنوات بعد هروبنا ، والان سينتهي هذا الهدوء الى الابد ، ولن تعود هناك طمأنينة في حياتنا اللعينة بعد هذا اليوم الذي وجدونا فيه ،
" اين كانوا اذا كل هذه السنوات ؟! "
" لا اظن ان اي منكم لديه الحق ليعرف اين كنا "
تمالكت نفسي وانا اشبك يداي معا بينما مرفقي على الطاولة كما يفعل جدي بالظبط ، واتكلم ببرود وسخرية بينما انظر الى عينيه التي احتدت من نبرتي وطريقة كلامي الوقحة ، ما ان سمعت سؤال احدهم ، لايهمني بعد الان اي شيء انا سأتكلم بوضوح و وقاحة بدون ان اهتم وفاليحدث ما يحدث لقد تجاوزوا الحدود كثيرا ،
" والان لقد عرفتهم ماحدث واخيرا ، اعتقد ان النقاش قد انتهى هنا يمكنكم الاستفسار عن بقية التفاصيل من كبير العائلة الموقر ، نحن نستأذنكم لاننا سنذهب ، وذهابنا سيكون بلا عودة بالطبع ، "
لم يستطع احدهم ان يتكلم بما ان الوقاحة كانت تقطر تقطيرا من نبرتي ، فقط يطالعوننا ونحن نستقيم ونستعد للمغادرة ، انا بالطبع لست غبية لارجع الى هذه العائلة الملعونة واغرق نفسي انا وتيا بعالم المافيا مجددا ، هل يضن اننا سنقول نعم جدي كما تأمر ، ام ماذا ، وكأننا سننسى كل شيء ،
" انتما لاتستطيعان الذهاب الى اي مكان بعد الان "
" ولما ذلك ؟ "
سألت جدي الذي بدى واثقا بكلامه بأستغراب وحاجبي الايسر مرفوع في وجهه بأستنكار ،
" الان بعد الذي حدث اليوم لاشك ان بعض عوائل المافيات الاخرى قد علمت بالفعل انكما على قيد الحياة ، وخروجكما من هنا بدون كنية العائلة اي بدون حماية ، يعني انكما ستكونان محط انظار الجميع ولقمة سائغة لهم ، لا اظن انك تستطيعين التعامل مع العديد من العوائل اذا قرروا التعاون عليكم ، وبما انكما تحملان دماء عائلة مارسيلو جميع اعدائنا سيكونون ممتنين بأن يمسكوكم لينتقموا من العائلة بكما "
ماقاله الان جعل الدم يتوقف في جسدي ، ولم اعد استطع التفكير او فعل شيء سوى التحديق به بلا ملامح تذكر ، هل هذا الرجل حقا جاد بما قاله ؟ ، هل حقا ينوي تركنا لنصبح العابا بأيديهم وهو يشاهدنا فقط لاننا لم نرد ان نرجع لعائلته ونحمل كنيته اللعينة ؟! ، توسعت عيناي وقد استطعت القيام برد فعل اخيرا ، ما ان راجعت كل ماحدث بعقلي ،
هو منذ البداية لم يجلبنا ليأخذ رأينا !
لقد احدث كل هذه الضجة منذ البداية فقط ليعلم الاخرين اللذين يتربصون بهم ويراقبونهم اننا على قيد الحياة ! ، منذ البداية اراد فقط حصرنا في الزواية حتى لايكون الرفض خيارا اصلا ، وكم مقت وكرهت ان كل شيء حدث كما اراد هو بالفعل ، بان كلامه كان صحيحا تماما ، اذا خرجنا من هنا الان فستكون النهاية حتما
لاننا اما سنختطف ونعذب كما حدث في صغرنا او سنكون العابا يتسلون بها الى ان نموت جسديا ونفسيا ، او اننا سنموت فورا ، لايوجد خيار رابع والذي هو النجاة اصلا ! لن يمكننا ان نحارب العديد من المافيات بمفردنا ونحن فتاتان وحيدتان بدون حماية وبدون عائلة ، وحتى لو تعاملنا مع البقية بشكل ما ، ما انا خائفة منه هو ان يجدنا ذلك اللعين الذي هربنا منه ، اذا امسكنا الان فمن المستحيل حرفيا الهرب مجددا لوحدنا
هه لقد كنت اتسائل دائما عن ماهية ذاك الشعور ، ذاك الشعور عندما يقولون انك مقطوع من شجرة لقد علمت ماهيته الان ، ربما في البداية كان لدي امل بأنني لست وحيدة وانهم سينقذوننا لهذا لم استطع الشعور به ، لكن الان لقد تحطم كل شيء ، لم يعد هناك امل يسمى عائلة ستحمي ظهرك بعد الان ،
لم يستطع اي احد على هذه الطاولة ان يتكلم او يعترض ، فقط ينضرون اليه بصدمة وتوتر بدون ان يجرأوا على النطق بأعتراض ،
" اخبر جولييت ان ترشدهم لغرفهم "
اردف بكل برود وهو يكلم فالكو ذاك بعد ان نظر الى ملامحنا وتأكد اننا لانستطيع الرفض الان ، اؤمئ فالكو وخرج ، وبينما تيا تناظره بعدم تصديق وغضب انا لازلت انظر له بوجه خالي من الملامح ، لكن ماجعل الجميع ينظرون الينا بتوتر هو صمتنا و عيناي ،
الان بدون رؤيتهما اعلم تماما ان عيناي تناظرانه بنظرة مجردة من المشاعر كليا ، لثاني مرة في حياتي انا انظر لشخص هذه النظرة ، لقد كانت المرة الاولى عند موت عائلتي ، والان المرة الثانية هنا ، لاني حقا قد شعرت بتحطم شيء ما بداخلي بعد ماقاله ، نفس الشعور عندما ماتوا امام عيناي نفس الشعور بالوحدة والتخلي ذاك الشعور المقيت الذي يخبرك انك ستضيع داخل هذا العالم وحيدا دائما ، لو كان هناك ذرة امل وحب تجاهه كانت باقية بداخلي ، تأكدت الان انها لم تعد موجودة ،
" اتعلم لقد تسائلت دائما ان كنت تعتبرنا حقا حفيدتاك ، ولقد وجدت الاجابة اخيرا الان "
هذا كل ما نطقت به بصوت خالي المشاعر كوجهي تماما ، ما ان سمع ماقلته حتى لمحت نظرة غريبة مرت في عيناه ، لم اهتم حتى بما قد تكون تلك النظرة تجاهلته وانا اكمل ،
" بقائنا هنا وقبولنا بالكنية ، لن يغير شيء نحن سنخرج ونذهب اينما نريد ونكمل حياتنا ولن يتجرأ احد منكم ان يتدخل "
اخذت مسدسي الموضوع على الطاولة وانا استدير لاخرج فور ان انهيت جملتي بدون ان اسمع مايردون قوله حتى ، وقد لحقتني تيا فورا بملامح حزينة بينما تتمسك بيدي مما جعلني احكم على يدها امنحها الطمأنينة التي احتاجها الان ،
لكن لا انا سأتماسك كما تماسكت الاف المرات منذ الصغر الان ايضا سأتماسك ، لاني لن انكسر مهما اراد جميع من حولي رؤيتي وانا جاثية على ركبتاي منكسرة الروح فهذا لن يحدث ، فل تلعني السماء الف مرة ان جعلتهم يشعرون بمتعة كسري وانهياري ، انا سأكون صامدة دائما وابدا سأكون صامدة ورأسي مرفوع حتى لحظة نهايتي ، كما فعل والداي بالظبط ! ،
ما ان خرجنا من الغرفة حتى قابلتنا هيئة امرأة تبدو في الخمسينات ، واقفة بجانب الدرج الذي يتوسط الردهة الكبيرة بشعرها الابيض المربوط بكعكة خلف رأسها ، وملامحها التي لم تغزوها التجاعيد كثيرا ، وقد كانت جميلة حقا بعينيها السوداء الجميلة وملامحها التي لم تبهت رغم كبرها في السن ، لابد انها السيدة جولييت التي كان يتحدث عنها ،
" مرحبا ، انا ادعى جولييت كبيرة الخدم هنا ، غرفة السنيورة الصغيرة تاتيانا جاهزة بالفعل ستجدينها بأخر الرواق على اليمين والحارس واقف امامها فور ان تجديها هو سيرحل ، اما غرفتك سنيورة سيلين فرجائا تعالي معي لارشدك اليها "
" فالتذهبي انتي وترتاحي قليلا ، سأتي اليك بعد قليل حسنا "
اومئت تيا بالايجاب وقد تركت يدي وهي تصعد الدرج الى غرفتها ، حولت نظري للسيدة التي امامي وانا عاقدة لحاجباي بعدم رضى ، ما ان سمعتها تتكلم معي بأحترام مبالغ به بينما تحني رأسها وكأنني انا التي هي اكبر منها ،
" لاتناديني بهذا ، فقط ناديني بسيلين وايضا لا داعي لان تخفضي رأسك هكذا فأنت اكبر مني بالفعل سيدتي "
رفعت رأسها بتفاجئ طفيف ما ان سمعت ماقلته ، وقد تحول هذا التفاجئ في اللحظة التالية الى ابتسامة جميلة تربعت على ثغرها بينما تردف بنبرة حانية
" انتي حقا لم تتغيري بعد كل هذه السنوات "
ماقالته جعلني اناظرها بأستغراب وريبة ، لقد بدى كلامها كتأكيد فقط وكأنها تعرفني جيدا حتى تجزم اني لم اتغير لكني لا اتذكر اني اعرفها كيف تعرفني هي اذا ؟ ،
" عفوا سيدتي لكن هل تعرفينني ؟ "
كادت ان تتكلم لكني غيرت رأي في سماعها ما ان لمحت اليكساندر يتجه الينا ،
" لابأس سنتكلم لاحقا ، انا سأسبقك لاعلى "
اردفت بسرعة وانا اصعد الدرج الى فوق بخطوات شبه سريعة بينما اعقد حاجباي بغضب ، انا حقا لا اريد رؤية وجهه الان ، ماذا سأتوقع من حفيد ذاك الرجل ، بالطبع سيكون مثله لابد انهم خططوا لكل هذا وهم يتلاعبون بي كالحمقاء ، والان بعد التفكير لن استغرب ان كان اول لقاء لنا مدبرا حتى ، لان الرصاصات التي اصيب بها انذاك لم تكن في اماكن خطرة ابدا من الممكن انهم خطتوا لهذا الامر وجعلوها صدفة ،
خرجت من افكاري وانا ازفر بتعب فمنذ ان وصلت للاعلى ، وانا ادور حول نفسي في دوائر ، لقد ضعت ، صفت جبيني بأنزعاج اكان يجب ان اشرد بالتفكير وامشي بدون وجهة كالحمقاء ؟ ، ثم ما خطب هذا المكان الا يمكن ان يكون اصغر ، لما كل هذا البثغ في النقود ، هذا القصر ذو طابع ملكي حقا من كبره ، توقفت مكاني على مسافة من باب ذو لون ابيض بينما اضيق عيناي بغرابة ،
هل للتو لمحت شيئا يناظرني من ذاك الباب ؟ ، لم اتحرك او ابعد عيناي وكما توقعت خلال خمس ثواني تحديدا فتح الباب مجددا وعيناي توسعت ما ان رأيت كتلة من الظرافة الصغيرة التي لايتعدى طولها مقبض الباب ، تناظرني من فتحة الباب الصغيرة ، شهقت بصوت مكتوم وانا ارمش بصدمة عندما لمحته جيدا وهو يقترب مني ، لقد كان فتى صغير اظنه بحدود الخامسة او السادسة ، بشعر اسود يتدلى بلطف على جبينه ، وخدود مدورة وردية قليلا وانف صغير لاتكاد تلمحه وشفتان صغيرتان ورديتان كخديه ،
كل هذا لم يكن غريبا ، لكن ما كان غريبا حقا هو عيناه ، عيناه كانت مشابهة لعيناي ! ، فعينه اليسرى كانت مماثلة لعيني اليسرى تماما ذو لون عسلي مثلي ، و عينه الاخرى كانت ذات لون اخضر فاتح مثلي ايضاً ، انها جميلة حقاً خصوصاً مع شعره الاسود وبشرته البيضاء ،
حسنا هذا شعور غريب ولطيف في الوقت نفسه ان تجد شخصا لديه الاعين الغريبة نفسها التي تمتلكها لكن لماذا لديه نفس لون عيناي ؟! ، لم اكن الوحيدة التي تناظره بدهشة فهو ايضا ما ان رأى عيناي حتى انفرجت شفتيه الصغيرة واصبحت مدورة بينما توسعت عيناه بصدمة لطيفة جعلته قابلا للاكل حرفيا ، الهي هذا كثير على قلبي من اين يأتي بكل هذه الظرافة ؟! ،
" وااو نحن حقا نتشابه في الاعين كما توقعت هذا لائع ! "
اردف بصوت لطيف مبتسم وهو يصفق بينما يقفز بسعادة ، عضضت شفتي السفلية وانا اناظره يبدو انه لايستطيع لفظ حرف الراء ، جديا لقد اتتني افكار غريبة تتمحور حول معانقته وعصره كالوسادة والنوم بهناء ، او ان اعض خديه الوردين كي اتأكد فقط انها خدوده وليست حلوى المارشميلو كما اتخيل ، هززت رأسي اخرج هذه الافكار من رأسي الان احاول استيعاب ما قاله ، تبا لقد كنت دائما ضعيفة امام الاطفال وخصوصا الظريفين كهذا الصغير ،
" ماذا تقصد بكلامك ايها الصغير نحن لم نتقابل من قبل كيف عرفت من قبل اننا نتشابه في الاعين ؟ "
اردفت بتساؤل وانا اجثوا على ركبتاي لاصل لطوله ، حسنا لايعقل ان يكون هو ايضا يعرفني صحيح ؟ ، لا بالطبع لا فهو اصغر مني من اين سيعرفني ،
" بلى بلى اعلف لقد اخبلني اليكس انه يوجد فتاة لديها نفس لون عيناي "
اردف بحماس كبير وهو يحكي لي ان اليكساندر والذي لمفاجئتي يناديه بلقب اليكس ، هو من اخبره عني ، جديا ماذا اخبره ذاك الاليكساندر هل كان يثرثر عني لطفل صغير ؟ ، ارجعت نظري له وقد كانت عيناه تناظرني بلمعة جميلة جعلتني ارغب في التأمل بهما ، حسنا لابد ان يكون ابن احد ما من هذه العائلة لهذا نتشابه بالاعين اذ لابد انه اخذ شبه الاعين هذه مني ومن والدي ،
" هل تبحثين عن الفتاة الغليبة التي جلبوها الى هنا ؟ "
" نعم انا ابحث عنها هل تعلم اين هي ؟ "
" نعم لاتقلقي فأنا اعلم جميع الاماكن في هذا المنزل ، تعالي "
اردف بنبرة مليئة بالفخر والثقة وقد امسك يدي يجرني الى مكان تلك الغريبة والتي متأكدة انه يقصد تيا بهذا ،
" اذا ايها الصغير ما اسمك ؟ "
" انا اسمي ماثيو يمكنك مناداتي بثيو كما يفعل الجميع ، وانتي ما اسمك ؟ ، وايضا لاتناديني بالصغيل انا لجل شجاع مثل اليكس ولست صغيلا "
اللعنة هذا الصغير اللطيف يجعلني اضحك بدون اي جهد حتى هل قال انه رجل شجاع ، الهي لطيف جداا واحلى شيء به انه لايستطيع لفظ حرف الراء هذا يجعله لطيفا اضعافا مضاعة ،
" حسنا ، حسنا ايها الرجل الشجاع ثيو انا اسمي سيلين تشرفت بمعرفتك "
اردفت بأبتسامة وانا اربت على شعره ، وقد اؤمئ برضى وهو يهمهم جعلني اقهقه حقا انه يبدو كملاك نزل من السماء ، من الصعب التصديق انه من هذه العائلة حقا ،
" مممم اسمك حقا غليب ياسيلين انه لايبدو اسم ايطالي انا لم اسمع به من قبل مامعناه ؟ "
" صحيح اسمي ليس ايطالي انه يوناني الاصل ولديه معاني كثيرة ومختلفة عند بقية البلدان ، فاليونانيون يقولون ان معناه هو القمر او الهة القمر اعتقد "
" حقا هذا لائع اذا اسمك ملتبط بالقمل "
مرتبط بالقمر هاه ؟ ، صحيح اني كنت اعرف هذا لكن هذه اول مرة اتكلم مع احدهم عن معنى اسمي ، لماذا تبدو جملة ان اسمي مرتبط بالقمر مألوفة لي اذا وكأنني سمعتها من قبل ، خرجت من افكاري على نداء ثيو وهو يكلمني، رفعت كتفاي بعدم اهتمام لابد اني سمعتها في مكان ما لايهم ،
لقد كنا نتكلم طوال الطريق الى هنا لم اشعر اننا وصلنا سوى عندما رأيت السيدة جولييت من بعيد واعتقد انها تبحث عني ، لقد مر وقت طويل منذ استمتعت بمحادثة احدهم لهذه الدرجة ، هذا الطفل حقا قد دخل قلبي انه يشعرك كما لو ان لديه سحر خاص يجذبك نحوه ويجعلك تحبه فورا ،
" حسنا سيلين انا سأذهب قبل ان تلاني جولي لانهم اخبلوني ان الازم غلفتي ولا اخلج الا عندما يخبلوني ، واذا لاتني ستوبخني لذلك الى اللقاء "
" حسنا الى اللقاء ثيو "
لوحت له بأبتسامة وقد بادلني اياها بأبتسامة كبيرة ، التف يركض بقدميه الصغيرتين بسرعة قبل ان تراه السيدة جولييت ، حتى وهو يركض يبدو لطيفا ، التفت وانا اتجه الى جولي وما ان رأتني حتى اتجهت الي ،
" اسفة سيدة جولييت لقد ضللت طريقي فالمكان هنا كبير حقا "
حسنا شعرت بالقليل من الذنب عندما رأيتها تتنفس بأرتياح فقد كانت قلقة وهي تبحث عني ، لكن لماذا شعرت بالخوف ليس وكأنني ضعت في مكان خطير ،
" لابأس ابنتي لم يحدث شيء ، ايضا يمكنك مناداتي بجولي كما يفعل الجميع هنا لاداعي للرسميات "
اومئت لها ونحن نتجه لغرفتي وما ان وصلنا حتى تركتني امام الباب ورحلت وقد اعلمتني ايضا اين هي غرفة تيا ، فتحت الباب وانا ادخل واغلقه خلفي وما ان استدرت حتى توقفت مكاني وانا اناظر الغرفة بعدم تصديق ،
" لابد انكم تمزحون معي "
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
__________________________________
سلام ياحلوين شلونكم ؟ اشتقتلكم فعلا ♥
واخيرا استطعت انشر مرة ثانية
انا اعتذر بكل بكل اسف عالتأخير
فعلا كانت فترة صعبة ماقدرت اتحرك و اروح لاي مكان يعني اتخيلو معي ايد مكسورة ورجل مفطورة ما اقدر لا اكل بشكل طبيعي ولا امشي بشكل طبيعي ، ضهري انكسر من الجلوس والنوم فقط حتى اني اكتسبت 3 كيلو غرامات بهاي الفترة ، ولما شفيت اخيرا وازالوا التجبيرة وظنيت اني راح ارجع انشر ، صدمني الواقع بقسوة لما شفت جبل من الكتب والدروس المتراكمة والامتحانات المؤجلة طول هاي الفترة تنتظرني وتلوح لي بأبتسامة شيطانية ، حرفيا هاي الفترة كانت كالجحيم 💔
بس كل شي خلص واخيرا وراح ارجع انشر مثل السابق والموعد ماتغير لقائنا راح يكون كل سبت ♡
نجي للبارت 3207 كلمة اتمنى يكون عجبكم ♥
اذا رأيكم بالبارت ؟؟
نقاش العائلة في البداية ؟ وحركة جدهم الخبيثة الي سواها حتى يجبرهم يضلوا في العائلة ،
في وحدة لطيفة من البارت السابق توقعت انو راح يجبرهم يضلوا من خلال تهديدهم ، توقعك صح فعلا ♡
برأيكم كان راح ينفذ تهديه فعلا لو رفضوا يضلوا مثل ماتوقعت سيلين ؟
والد تيا الخبيث لورينزو الي فجر النقاش اعطوه كلمة ، او اقول تقدروا تشتموه هنا براحتكم 😂
لقاء سيلين والطف شخصية في الرواية ثيو ؟ ♡
توقعاتكم للبارت القادم ؟
اذا اعجبكم البارت لاتنسوا الفوت و تعليقاتكم الجميلة على الفقرات ♡♥
نلتقي في البارت القادم دمتم بخير ^^