{ الحكمة هي من تستر جراحنا ، انها تعلمنا كيف ننزف خفية ! }
- ايميل سيوران
❄️❄️❄️❄️❄️❄️❄️❄️❄️❄️❄️❄️❄️❄️❄️❄️
استقامت تلك المتمددة على السرير ترفع شعرها عن وجهها تتأفف من تسطحها الكثير والممل وهي تخرج من الفراش تتحرك بخطوات بطيئة الى الشرفة المفتوحة ، اكثر بقعة تحبها في غرفتها ،
سحبت احدى المقاعد تجلس عليها بينما تحكم اغلاق الشال الاحمر الخفيف الذي يتطاير في كل مكان حول كتفيها بسبب الرياح ،
تنهيدة عميقة خرجت منها رافعة رأسها للسماء مغمضة العينين وهي تسحب نفساً عميقاً محملاً برائحة المطر الخفيفة جداً التي جعلت ابتسامة طفيفة تتشكل على ثغرها ،
فتحت عينيها تطالع السماء الملبدة بالغيوم الرمادية حاجبة اشعة الشمس من التسلل بينها ومنذرة بأقتراب تساقط قطرات الماء المنعشة منها ،
هي حقاً تحب هذا الطقس وهذه الاجواء التي تبداً قبل مجيئ فصلها المفضل الشتاء ،
اتكئت بمؤخرة رأسها على المقعد تراقب الافق بشرود وعقلها قد عاد للتفكير مجدداً بما جعلها ضاعة طوال هذه المدة ،
يومان ،
لقد مر يومان بالفعل على بقائها في غرفتها وعدم الخروج ،
مع ان الحارس لم يعد واقفاً امام باب غرفتها واصبح بأمكانها الخروج الا انها لم تفعل ،لقد كانت بحاجة للتفكير بعيداً عنه ، كانت بحاجة لاتخاذ القرار بدون رؤية احد ، لذا هي لم تنزل لأي من وجبات الطعام كي لاترى احداً وتحديداً ، كي لاتراه هو ،
من الجيد انه كان لديها العديد من الاجازات المتراكمة عليها وقد استفادت منها الان ، فقد اخذت اجازة طويلة منذ يوم ذكرى وفاة والديها ، ومن الجيد انها اخذت هذه العطلة لانها الان ليست بحالة تسمح لها بأجراء اي عملية بتاتاً ،
لقد فكرت بجميع الخيارات الموجودة لديها اثناء حبس نفسها هنا ، الا ان لاشيء قد نفع ،
اول خيار خطر لها كان الهرب ، لكنها استسلمت عن هذه الفكرة بعد ان تأكدت انه لم يعد هناك مكان ليهربوا اليه بعد الان ، سابقاً كان امر هروبهما وعيشهما في الخفاء سهلاً لان العائلة لم تكن تعلم بوجودهما بعد ، لكن الان بعد ان علموا وبعد ان تعرفت على بعض الاشخاص من المافيا خارج العائلة ايضاً ، اصبح من المستحيل هروبهما دون ان يتم ايجادهما ،والخيار الثاني كان ان ترفض هي وتيا هذا الزواج بشدة ، لكنها استسلمت عن هذه الفكرة ايضاً كونها تعلم ان جدها لن يتراجع عن قراره ، حتى لو لم يستطع اجبارها هي سيستطيع بطريقةٍ ما ان يجبر تيا على هذا ،
أنت تقرأ
سيلين.
Romance"هل ترين ذلك القرص الذي يتوسط السماء ؟" رفع ذلك الفتى يده الصغيرة وأشار بأصبعه الى السماء بينما يحادث تلك الجالسة بجانبه . "نـ.نعم اراه ..انه القمر" اردفت تلك الصغيرة من بين شهقاتها وهي تنظر بعينيها الدامعتين ذات اللون الفاتن و الغريب إليه بينما ت...