البارت الخامس عشر

6.1K 373 43
                                    

« أمران فَقط يُمكِن لهما أن يَكشِفا أسرار الحياة العُظمىٰ : المُعاناة و الحُب . »

- باولو كويلو

🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

« صوت لهاث متعب وارجل صغيرة تضرب الارضيات الحجرية الصغيرة المنتشرة هو ما أَخل بتوازن سمفونية النغمات في تلك الحديقة المُخضرة برائحة الربيع ،

فتح ذلك الصبي رماديتاه بأنزعاج بسبب الاصوات الدخيلة التي منعت عنه سماع زقزقة العصافير وهبوب نسمات الرياح التي اطربت اذنيه ، استقام بجذعه العلوي وهو يمدد جسده المتشنج قليلاً اثر نومه واسترخائه فوق الشجرة ،

نقل نظره الى الاسفل ليعلم ماسبب الضجيج الذي كسر الهدوء المحبب حوله ، وقد تفاجئ بوجود فتاة صغيرة لم يستطع رؤية وجهها تجلس تحت الشجرة تضم ركبتيها الى جسدها كمحاولة فاشلة لتصغير جسدها حتى لايلاحظه احد بينما تلهث بتعب نتيجة ركضها المتواصل ،

عقد حاجبيه بأستغراب من وجود هذه الطفلة وهو على يقين بأنه وحيد والديه وليس لديه شقيقات هل لازال نائماً ؟ ، إلا انه امال رأسه للجهة الاخرى وهو يرى امرأة بشعر بني طويل تقف بعيداً قليلاً تنظر حولها وتنادي على شخص علم فوراً ان هذا الشخص هو هذه الفتاة ، وقد اصبحت لديه فكرة عن من يمكن ان تكون فقد تذكر للتو ان هناك ضيوف سيزوروهم اليوم ويبدو انهم هؤلاء ،

تنهد بتعب وهو ينوي الرجوع للاستلقاء الا انه لاحظ تلك الفتاة وهي تحاول الاختباء بيأس بين الشجيرات وتراقب المرأة من مكانها لكن محاولتها هذه فاشلة فأي شخص سيجدها اذا اقترب من الشجرة قليلاً ويبدو ان هذا ماسيحدث إذ ان تلك المرأة كادت تصل للشجرة ، زفر بأنزعاج بسبب هذا الوضع المزعج وهو ينزل من الشجرة ،

 سيلين.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن