لها أنتمي (رواية مثلية)

By Rose2000love

86.3K 2.4K 1.3K

تقابل الفتاة البسيطة "رسيل" التي تعمل كطاهيةٍ في مطعم في مدينة عربية .. سيدة أعمال عربية الأصل عادت من أمريكا... More

《1》
《3》
《4》
《5》
《6》
《7》
《8》
《9》
《10》
《11》
《12》
《13》
《14》
《15》
《16》
《17》
《18》
《19》

《2》

7.4K 196 35
By Rose2000love


تقود سيّارتها بهدوء ، تُنقّل بصرها بين أسماء لافتات المحِلات هنا و هناك ، رغم الضوء الخافت في الشارع ..

يتسلل إلى أذنيها صوتُ الشروعِ في الجريمة الشّنيعة ..
صرخات الضحية المكتومة التي ستلامُ في نهاية المطافِ ..
يدان قذرتان تمسكان بخصرِ شابَّة بريئة ،
تحاول الإفلات من الرجلين ، و حالت يدُ أحدهما من أن توصل صوتها حتى تطلب النجدة من المارّين!
توقف السيارة فجأة ، تنتفض مسرعةً إلى الشابة
و مرافقاها يلحقان بها ..
يهرب الرّجلين ما إن رأوهم يتجهون نحوهم ..
تمسكُ إيفا بالفتاة التي شرعت تبكي بانهيار..
تتبين ملامحها جيداً ..

" هذه أنتِ .. السيدة إيفا "

" ألستِ تلك النادلة التي قدمت لي الطعام قبل قليل؟ "

"ااا نعم آه أجل ، أشكرك على تخليصي منهم ، كانوا على وشك اغتصابي"
تذرف دموعاً وسط الكلمات ..

"اشش قد مرّ كل شيء بسلام ، تعالي معي إلى المنزل"

"ماذا !! ماذا تريدين مني؟؟"

" سأعرضُ عليكِ وظيفة لديّ"

" وما هذه الوظيفة ؟ أنا فتاة محترمة ولستُ كمان تظنين"

" من أين أتيتِ بهاته الترّهات ؟ بالطبع وظيفة محترمة"

" أرجو ذلك .. إذن سآتي معكم"

تدخل إيفا إلى المنزل الذي استأجرته حديثاً ..
رغم أنه لم يعجبها على الإطلاق ، ولكنها رفضت الكثير من المنازل .. فاضطرت في نهاية المطاف أن تقبل به ..

" أحتاج من ينظف هذا البيت و يرتبه ،
لا أودُّ أن تقضي هنا أكثر من ساعتين يومياً"

" هل هاته الوظيفة التي تحدثت عنها؟"

"أجل ، ألم تعجبك؟ سيطلعك عابد على الأجر ربما أضعاف ما تكسبينه من العمل في المطعم"

"رائع ، ربما أترك العمل في المطعم من الأساس"

" لا ، لا داعي لتركه "

" ولم ؟ هذا قراري في النهاية!"

"أولاً لأن وجودي في هذا البلد مؤقت ، سأعود
بعدما أنهي أعمالي ، ولا أريدك أن تضيعي وظيفتك .. إضافةً إلى أنه يفيدني وجودك في المطعم"

" أها .. اقتنعت .. ولكن هلّا وضحتِ كيف أفيدك بصفتي نادلة؟ "

تدخل إيفا إلى غرفتها تخرج من بين أوراقها ورقة عليها ملامح رجل مرسومة بقلم رصاص ..

" أريدك أن تخبريني لحظة مجيء هذا الرجل إلى المطعم الذي تعملين فيه"

ترى الصورة فتبتلع ريقها ..

" هل تعرفينه ياا؟ "

" دانيا دانيا .. لا أعرفه لكن ملامحه مألوفة ، ربما كان قد قصد مطعمنا سابقاَ "

"بالطبع هه أنا أعلم ، كنتُ سأتحدث معك في الغد ، ولكن عندما رأيتك و حدث ما حدث ، فضلت أن أخبرك اليوم .. فإذاً هل أنتِ موافقة؟"

"موافقة.. هذا عرضٌ لا يُفوّت .. ولكن كيف سيسمح لي مديري بغيابي ساعتين كاملتين؟"

"دعي الأمر لي .. "

" و ماذا إن مرّ الرجل إلى المطعم في هاته الساعتين بالذات؟ "

" سيكون عابد في المطعم ، لا تتدخلي في عملي ، نفذي و حسب "

" أمركِ .. "

" يمكنك الذهاب الآن ، فليوصلك عابد إلى منزلك ، حتى لا يتكرر ذلك الموقف مجدداً"

" شكراً ، عن إذنكِ"

"لن يعلم أحد بأمر هذا الرجل؟ أليس كذلك يا دانيا؟ و إلا .. تعرفين العواقب..
آه .. أمرٌ أخير ، إذا كنتِ تحبي الشطة مع الطعام فلتضعيها بصحنك و ليس في صحن الآخرين"

ترتفع ضربات قلبها من الخوف ، بسبب وقوف مرافقي إيفا مع سلاحهم شبه المخفي بسترتهم و نبرة إيفا الحادة ..

" آسفة حقاً ، كان تصرّفاً طفولياً .. و أعدك لن يعلم أحد بشيء "

تخرجُ دانيا ، تتنهد إيفا و تمسك تلك الورقة ،
تصرُّ أسنانها و تنظر لملامح الرجل بحقد ..
" عاجلاً أم آجلاً ، ستكون بين يدي ، و أعرف من وراءك أيها الحقير "

تتمدد على السرير ، فيحدثُ صريراً خفيفاً ، جعلها تشتم صانعه .. تقلّب بين صور شابة جميلة في أواخر العقد الثاني من عمرها ..
تتلمس كل صورة بحبّ و ألم .. تنظر إلى عينيها الزرقاوتين ، تسبح في سمائهما ..
و خصل الذّهب الطويلة تزين وجهها البَدر ..
حتى استسلمت أخيراً للنوم..

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

تفتح رسيل عينيها ، تطفئ المنبه ، ثم تنهض من فراشها .. تأخذ حماماً دافئاً ..
تخرج فترى أمها قد جهزت الفطور ، و أبوها ينتظرها .

"ابنتي ، كيف كان عملك البارحة ؟ "

" جيد ، أنا مرتاحة لا تقلق عليّ."

"لم أشأ أن تعملي ، و ترهقي نفسكِ ، فأنا أعمل ليلاً نهاراً لأؤمن لكم كل ما تحتاجونه"

"أبي أنا كبرت ، و يجب أن أعتمد على ذاتي"

"كما تريدين يا عزيزتي"

" هل تريدين أن أوصلك لمكان عملك؟"

"لا داعي ، فربما تكسب توصيلة لأحد ، لا اريد أن أفوتها عليك ، سأذهب مشياً"

"العمل على سيارة أجرة مرهق أكثر مما تتوقعين ، ليتني وجدت عملاً آخر"

"ستجد يوماً ما .. لا تيئس"

" إن شاء الله "

تصل رسيل إلى المطعم ، تلبس اللباس الموحد للطاقم ، و تباشر في عملها بلا تباطؤ أو تقاعس..

عندما يقترب موعد وصول السيدة إيفا ، يستنفر طاقم الطهاة كاملاً ليصنعون ما لذّ و طاب ..

لكن رسيل استلمت الطبق الأساسي "أرز المندي و الدجاج" بطلب من المدير ، قائلاً لها
"أثبتي جدارتك و إن لم يعجب السيدة سوف تطردين من العمل"

بينما كانت تضع التوابل على قطع الدجاج النيء
لتضعها في البراد بعد تغليفها ، مدة ساعتين
لتتشرب النكهة ..
وقفت إلى جانبها دانيا .. تقصّ لها بحماس ما حدث معها البارحة ، دون أن تذكر موضوع الرجل ..

"مع أنك كرهتيها بلا سبب ، انظري كيف أنقذتك و أعطتك وظيفة لا تحلمين بأجرها"

"آه ما زلت لا أطيقها ، او بالأحرى أخاف منها "

لتتذكر في سرها صورة الرجل و تقول في نفسها

" لو تعلم إيفا هاته أنني أعرف من هو الرجل بل حتى أعرف منزله .. ستشنقني ، ولكن من أين لها أن تعلم؟؟ سأماطل في هذا الموضوع ، ربما هي امرأة صاحبة عصابة أو من هذا القبيل .. لا أريد لهذا المسكين و ابنته أن يتورّطوا بها ..
و أيضا لو علمت مكانه سوف تنهي عملها بأسرع وقت و لن أستفيد من وظيفتها التي عرضت علي.. سأكون ذكية و ألعب هاته اللعبة بدهاء"

"هيا إذن يا رسيل ، أنا ذاهبة لمنزلها سأنظف "

"الله معك"

بينما رسيل شاردة تنتظر غليان الماء ، و سلمى
تساعدها في غسل الأرز مرات عدة ..

"آه يا سلمى ، متوترة جداً ، أخشى ألا يعجبها"

"هه ، يا لها من سيدة متكبرة .. ومن هذا الذي قد ذاق طعامك ولم يعجبه !! بل على العكس تماماً .. ستغرم به لا تقلقي .. "

"يا ليت"

" ثم إن من أوهمك أنك وضعتِ الملح ، وقد وضع الشطة هي دانيا الشقية و الآن هي ليست موجودة"

"احم"

يلتفتان سوية نجو اتجاه الصوت لتفزع رسيل قليلاً .. ترى إيفا ماثلة أمامها ..

"السيدة إيفا؟ أنت هنا"

" أعجبني أنك قد سألتِ أحدهم عن اسمي"

"ااه لا لا لم أسأل ، هم ذكروه أمامي"

"إذن أعجبني أنك تذكرتيه"

"ذاكرتي قوية، هذا كل ما في الأمر"

"إذن أعجبتني ذاكرتك القوية"

تضحك رسيل بعفوية ، فتتذكر إيفا فتاتها، كم أن ابتسامتهما متشابهة .. فاقتربت قليلاً

"أتيت لأشكر الطاهية على طعامها البارحة"

"طعامها الذي لم تأكليه؟"

"طعامها الذي أفسدته النادلة ، أشكرها على جهدها و أعتذر من حماقتي عندما رفعت صوتي عليها"

"أعجبني أنك لا ترين مشكلة في الاعتذار"

"طالما أخطأت بحق أحدهم، أعتذر دون تردد"

"جميل"

"ماذا تصنعين الآن، دعيني أساعدك"

"ماذا؟! تساعدينني؟ "

"يا آنسة إيفا لا داعي لذلك، أنا مساعدتها ، اجلسي من فضلك و ارتاحي، سيأتيك الطعام جاهزاً "

"أنا أوجه الكلام ل.. ماذا كان اسمك؟"

"أنا؟ اا رسيل"

" ما معناه؟"

"الماء العذب"

"جميل، اسمك أعجبني .. إذن يا رسيل هل تودين المساعدة؟"

"حقاً لا داعي ، قد شارفنا على الانتهاء بالفعل"

تشردُ إيفا بأسلوب كلامها ، و نظراتها ..
لتنتبه أخيراً و تخرج قبل أن تفتضح نظراتها ..

تبتسم رسيل ، و تكمل عملها و هي تعيد الحوار الذي جرى بينهما مراراً في ذاكرتها ..

مما جعل سلمى تنتبه لها ، فشعرت بالغيرة
كتمتها .. و أكملت عملها هي الأخرى ..

تجلس على الكرسي و أصناف الطعام تغزو الطاولة ..
تأتي رسيل و تحمل الأطباق مع بضع النادلات ..
تبتسم لها إيفا بحنوّ ..

"هذا كل شيء، استمتعي بالطعام رجاءً
أتمنى لك وجبة شهية"

"اجلسي.. ألستِ جائعة؟ "

"ماذا؟ أجلس؟"

" نعم .. فلتتناولي معي الطعام"

"لا لا يجوز ، لا أريد مضايقتك، وأساساً قد تأخرت على المنزل .. و عائلتي تنتظرني لنتناول العشاء سوياً"

"على راحتك"

"عن إذنك .. علي الذهاب"

"انتظري"

تمسك إيفا بملعقة و تتذوق المندي، لتصدر أصوات التلذذ ..

"هل أعجبكِ؟ "

"لا بأس"

"كل هاته الأصوات .. و لا بأس؟"

"أمازحك فحسب، صدقاً كان طعمه أكثر من رائع"

"صحة و هنا"

تعود رسيل بحماس .. تدخل غرفتها دون أن تنتبه على أصوات أمها التي تناديها و تسألها عن يومها ..

تفتح مفكرتها و تكتب ..

" كانت إيفا (حوا) فتاة بسيطة ، في منطقة تعاني من ندرة الماء، يضطر أهلها المشي على أقدامهم و جلب الماء بأوعية من النهر الذي يبعد عنهم مسافة لا بأس بها.

و لكن تلك الشابة، مكحلة العينين، تحتفظ بسر لا تخبره لأي مخلوق ..
كانت تبتعد عن أنظار قومها إذا أرادت جلب الماء من مكان أقرب من النهر بكثير ..
ثم تنادي "يا قوة الماء العذب، أفيضي عليي من الماء"

لتأتي الملاك رسيل تسمع نجواها على بعد أميال، تقطع الجو بجناحيها حتى تصل لمكانها تضرب بفأسها اللامرئي .. ليخرج نبعاً ..

تشرب منه إيفا و ترتوي فيتجدد شبابها ثم تعبئ دلوها .. وتمضي .. فتردم رسيل مكان الأرض فيختفي الماء و تختفي آثار أقدامها ..

كانت الملاك رسيل تعشق إيفا .. و لا تلبي لأي بشري طلبه سواها ..

ولكن إيفا لا تراها .. فقط تشعر بوجودها
و تحدثها عن أحزانها .. "

________________________________
يتبع..

Continue Reading

You'll Also Like

2.6M 38.7K 46
أَيُّهَا المُتمَرد علي عِشْقِي .. عُذْرًا فإنْ كُنْتَ ابنَ آدمِ فأنَا ابْنَةُ حَواء وإنْ كَانتْ شِيمَتُكَ التَّمَرُدُ .. فشِيمَتِي الكِبْرِيَا...
482K 38.8K 15
في عالمٍ يملأهُ الزيف غيمةً صحراويةً حُبلى تلدُ رويدًا رويدًا و على قلقٍ تحتَ قمرٍ دمويْ ، ذئبا بشريًا ضخم قيلَ أنهُ سَيُحيى ملعونًا يفترسُ كلُ منْ ح...
695K 14.9K 44
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...
2.6M 53.7K 75
نتحدث هنا يا سادة عن ملحمة أمبراطورية المغازي تلك العائلة العريقة" التي يدير اعمالها الحفيد الأكبر «جبران المغازي» المعروف بقساوة القلب وصلابة العقل...