تقود سيّارتها بهدوء ، تُنقّل بصرها بين أسماء لافتات المحِلات هنا و هناك ، رغم الضوء الخافت في الشارع ..يتسلل إلى أذنيها صوتُ الشروعِ في الجريمة الشّنيعة ..
صرخات الضحية المكتومة التي ستلامُ في نهاية المطافِ ..
يدان قذرتان تمسكان بخصرِ شابَّة بريئة ،
تحاول الإفلات من الرجلين ، و حالت يدُ أحدهما من أن توصل صوتها حتى تطلب النجدة من المارّين!
توقف السيارة فجأة ، تنتفض مسرعةً إلى الشابة
و مرافقاها يلحقان بها ..
يهرب الرّجلين ما إن رأوهم يتجهون نحوهم ..
تمسكُ إيفا بالفتاة التي شرعت تبكي بانهيار..
تتبين ملامحها جيداً .." هذه أنتِ .. السيدة إيفا "
" ألستِ تلك النادلة التي قدمت لي الطعام قبل قليل؟ "
"ااا نعم آه أجل ، أشكرك على تخليصي منهم ، كانوا على وشك اغتصابي"
تذرف دموعاً وسط الكلمات .."اشش قد مرّ كل شيء بسلام ، تعالي معي إلى المنزل"
"ماذا !! ماذا تريدين مني؟؟"
" سأعرضُ عليكِ وظيفة لديّ"
" وما هذه الوظيفة ؟ أنا فتاة محترمة ولستُ كمان تظنين"
" من أين أتيتِ بهاته الترّهات ؟ بالطبع وظيفة محترمة"
" أرجو ذلك .. إذن سآتي معكم"
تدخل إيفا إلى المنزل الذي استأجرته حديثاً ..
رغم أنه لم يعجبها على الإطلاق ، ولكنها رفضت الكثير من المنازل .. فاضطرت في نهاية المطاف أن تقبل به .." أحتاج من ينظف هذا البيت و يرتبه ،
لا أودُّ أن تقضي هنا أكثر من ساعتين يومياً"" هل هاته الوظيفة التي تحدثت عنها؟"
"أجل ، ألم تعجبك؟ سيطلعك عابد على الأجر ربما أضعاف ما تكسبينه من العمل في المطعم"
"رائع ، ربما أترك العمل في المطعم من الأساس"
" لا ، لا داعي لتركه "
" ولم ؟ هذا قراري في النهاية!"
"أولاً لأن وجودي في هذا البلد مؤقت ، سأعود
بعدما أنهي أعمالي ، ولا أريدك أن تضيعي وظيفتك .. إضافةً إلى أنه يفيدني وجودك في المطعم"" أها .. اقتنعت .. ولكن هلّا وضحتِ كيف أفيدك بصفتي نادلة؟ "
تدخل إيفا إلى غرفتها تخرج من بين أوراقها ورقة عليها ملامح رجل مرسومة بقلم رصاص ..
" أريدك أن تخبريني لحظة مجيء هذا الرجل إلى المطعم الذي تعملين فيه"
ترى الصورة فتبتلع ريقها ..
" هل تعرفينه ياا؟ "
" دانيا دانيا .. لا أعرفه لكن ملامحه مألوفة ، ربما كان قد قصد مطعمنا سابقاَ "
YOU ARE READING
لها أنتمي (رواية مثلية)
Romanceتقابل الفتاة البسيطة "رسيل" التي تعمل كطاهيةٍ في مطعم في مدينة عربية .. سيدة أعمال عربية الأصل عادت من أمريكا مؤقتاً وخلفها الكثير من الأسرار ، شخصية غامضة ربما تقعان في الحب وتصنعان أسطورتهما!