《2》

7.2K 194 35
                                    


تقود سيّارتها بهدوء ، تُنقّل بصرها بين أسماء لافتات المحِلات هنا و هناك ، رغم الضوء الخافت في الشارع ..

يتسلل إلى أذنيها صوتُ الشروعِ في الجريمة الشّنيعة ..
صرخات الضحية المكتومة التي ستلامُ في نهاية المطافِ ..
يدان قذرتان تمسكان بخصرِ شابَّة بريئة ،
تحاول الإفلات من الرجلين ، و حالت يدُ أحدهما من أن توصل صوتها حتى تطلب النجدة من المارّين!
توقف السيارة فجأة ، تنتفض مسرعةً إلى الشابة
و مرافقاها يلحقان بها ..
يهرب الرّجلين ما إن رأوهم يتجهون نحوهم ..
تمسكُ إيفا بالفتاة التي شرعت تبكي بانهيار..
تتبين ملامحها جيداً ..

" هذه أنتِ .. السيدة إيفا "

" ألستِ تلك النادلة التي قدمت لي الطعام قبل قليل؟ "

"ااا نعم آه أجل ، أشكرك على تخليصي منهم ، كانوا على وشك اغتصابي"
تذرف دموعاً وسط الكلمات ..

"اشش قد مرّ كل شيء بسلام ، تعالي معي إلى المنزل"

"ماذا !! ماذا تريدين مني؟؟"

" سأعرضُ عليكِ وظيفة لديّ"

" وما هذه الوظيفة ؟ أنا فتاة محترمة ولستُ كمان تظنين"

" من أين أتيتِ بهاته الترّهات ؟ بالطبع وظيفة محترمة"

" أرجو ذلك .. إذن سآتي معكم"

تدخل إيفا إلى المنزل الذي استأجرته حديثاً ..
رغم أنه لم يعجبها على الإطلاق ، ولكنها رفضت الكثير من المنازل .. فاضطرت في نهاية المطاف أن تقبل به ..

" أحتاج من ينظف هذا البيت و يرتبه ،
لا أودُّ أن تقضي هنا أكثر من ساعتين يومياً"

" هل هاته الوظيفة التي تحدثت عنها؟"

"أجل ، ألم تعجبك؟ سيطلعك عابد على الأجر ربما أضعاف ما تكسبينه من العمل في المطعم"

"رائع ، ربما أترك العمل في المطعم من الأساس"

" لا ، لا داعي لتركه "

" ولم ؟ هذا قراري في النهاية!"

"أولاً لأن وجودي في هذا البلد مؤقت ، سأعود
بعدما أنهي أعمالي ، ولا أريدك أن تضيعي وظيفتك .. إضافةً إلى أنه يفيدني وجودك في المطعم"

" أها .. اقتنعت .. ولكن هلّا وضحتِ كيف أفيدك بصفتي نادلة؟ "

تدخل إيفا إلى غرفتها تخرج من بين أوراقها ورقة عليها ملامح رجل مرسومة بقلم رصاص ..

" أريدك أن تخبريني لحظة مجيء هذا الرجل إلى المطعم الذي تعملين فيه"

ترى الصورة فتبتلع ريقها ..

" هل تعرفينه ياا؟ "

" دانيا دانيا .. لا أعرفه لكن ملامحه مألوفة ، ربما كان قد قصد مطعمنا سابقاَ "

لها أنتمي (رواية مثلية)Where stories live. Discover now