《18》

2.4K 87 72
                                    


صوتِك لسا بداني
وإنت بتحاكيني اليوم
رحتي وما ودعتيني
تأخرتي عليي
قلبي مهموم
عبالي شوفك ليش رحتي؟

¤¤¤

- أحذّرك !! إن بدأتِ تأليف القصص هاته من خيالك الواسع وسردها على رسيل سوف أطردكِ هل فهمتِ؟!!

تمد لقمة باتجاه فم إيفا.. قائلة:

- لن أسمح لها بأن تكون لكِ.. أعدك.

تديرُ رأسها، تعبسُ محبطةً من تصرّفاتِ جنين التي تزعجها..  قائلة:

- اخرجي قبل أن أغضب أكثر، وعودي إلى الشركة، مكانك لست هنا كممرضة لي..

تعيدُ اللّقمة إلى الصّحن ببرودٍ ويأس..

- إن كان هذا ما تريدينه سأفعله.. لكن أريد أن أذكرك بشيء، رسيل فتاة فقيرة لا تحبك بل تحب أموالك ونفوذك.. تحبك كي تنتشليها من بؤرة بلدها الذي لم أسمع باسمه في حياتي...

تخرجُ مسرعةً قبل أن تتلقى سِهَامَ ردّ إيفا، تجرّ أذيال الخيبة..

تشدّ على يدها، يحمرّ وجهها الشّاحب، لتلقي بصينية الطعام أرضاً..

يقتحم جوارحها ذلك الألم، من أكثر من مكانٍ بجسدها المتعب..
توالت حينها كل الأفكار السيّئة، ماذا لو كان كلام جنين صحيحاً؟ ماذا لو أنّ رسيل تراجعت عن الهروب؟
تذكرت كيف هي ملقيّة على سرير المشفى بلا حولٍ ولا قوة، لا تستطيع حتى حماية نفسها فما بالك بحماية حبيبتها وهي بعيدة عنها..
كيف ستتخلص من جنين، هي لا تكرهها خاصة أنها تعتبر يدها اليمنى في الشركة..
لا وتستطيع التخلي عنها بهذه السهولة..

ماذا إن انهارت الشركة؟ مئة فكرة  وفكرة..

تدخل الممرضة مسرعة ومعها عابد، بعد أن سمعا صوتاً من غرفتها.. تقول لها إيفا:

- احقني أي شيء في جسدي يخفف هذا الألم حتى لو سمّاً..  وأنت عابد اجلب لي ممرضة خاصّة.

تغمض عينها وتستسلم لذلك المخدّر، تنامُ وآخر ما تفكّر فيه هو صورة رسيل.

_______________________

في الفندق

تسند رسيل رأسها على الأريكة، تبدأ مشاعر الخوف تتسرّب إليها..
ماذا ينتظرها في الغدّ؟ هل هي فعلاً قد نجَت من أهلها ومجتمعها؟ هل الأمر بهذه السهولة؟

يا ترى ما ردة فعلهم، هل يطلقون عليها ألقاب ومسميات قلة الشرف المزعومة؟

كيف إيفا هي الآن.. بكلّ تلك الكسور والرضوض المنثورة في جسدها..

كيف سوف تتحمّل عبء مصاريفها من الآن وحتى السفر، هي ممنونةً لكلٍّ من دانيا وإيفا..

بدأت بالبكاء بلا هوادة، قلبها أضعف من أن يحتمل كل هاته الأعباء..
تأتِ دانيا الّتي كانت تريد النوم، تسمع أنيناً مكتوماً.. تقترب من رسيل.. تربّت على كتفها..

لها أنتمي (رواية مثلية)Where stories live. Discover now