《6》

4.6K 139 80
                                    

"أحتاجك"

" سآتي حالاً "

لو طُلب منّي " أنا " كاتبة الرواية أن أنسج قصة من ثلاث كلمات فقط .. وهذا يبدو ضرباً من الجنون ..
لكانت القصة عبارة عمّا طلبته إيفا واستجابت له رسيل بتلقائية ..
لم تفكّر هاته الأخيرة بأيّ شيء، خاصة أن موقفهما الأخير كان محتدماً..
كل ما فعلته هو التّركيز على وِجهتها وهي احتضان كيان إيفا بداخلها أولاً ثم عندما تصل إليها ..

تضطربُ أفكارها ، تتخبط في الغرفة مسرعةً .. حتى ظهرت بمظهرٍ عفويّ جميل..
على ثغرها يتناوب الابتسام مع العبوس ..
ومشاعرها تتذبذب بين القلق والسعادة..

استغربت أمّ رسيل ما يحدث لابنتها، فقبل قليل عادت إلى المنزل يائسة محبطة ..
بسبب رفض مدير المطعم توظيفها مرة أخرى .. والآن تركض مهرولة بين أرجاء الغرف تجهز نفسها؟!

" رسيل! "

ولكن رسيل في عالمٍ آخر كانت تنظر إلى المرآة الصغيرة المعلقة قرب باب المنزل .. تبدو وكأنها تتفحص مظهرها لآخر مرة قبل أن تهمّ بالذهاب ..

"رسيييل! "

" نعم أمي ماذا تريدين؟ "

" إلى أين؟ "

" لن أتأخر .. "

_" رسيل! لا تدعيني أجنّ، أسألك أين وجهتك ؟ "

"أين سأذهب؟ أتسكّع مع صديقاتي"

"كيف تبدّل مزاجك بهذه السرعة؟ "

_"هل من المفروض أن أبكي لأنه لم يوظفني؟ "

" كنتُ سأحادثكِ بموضوعٍ تكلمت به أنا وخالتك .. "

" أنتِ وخالتي؟ يا سلام! لستُ موافقة"

" ماذا ! منذ متى كنتِ بهاته الوقاحة؟
لم تعرفي ما هو الموضوع بعد !! "

" أمي أرجوكِ أخبرتك مراتٍ كثيرة .. إنني لستُ بالعمر المناسب للزواج هيا أنا تأخرت على صديقاتي .. سلام "

"وما العمر المنا ... "

قاطعها صوت اصطدام الباب .. تنهدت بتعبٍ تتمتم بحنقٍ : " الله يصبرني"
ثم دخلت تستلقي في غرفتها.

تبتعد رسيل عن المنزلِ أمتاراً قليلة، فتلمحُ سيّارة سوداء فخمة .. نزل منها رجل، هي تعرفه تماماً ..
أحد حرّاس إيفا !

قال لها بأدبٍ مبالغ فيه :

_ طاب يومك سيدتي .. لقد أرسلتنا السيدة إيفا لنوصلكِ.

_ ويومك أيضاً ..

تصمتُ قليلاً ثم تتابع:

_ كم غريب ..
اليوم تقول لي سيدتي ومن أيام كنت ستمسحني من على وجه الأرض؟

لها أنتمي (رواية مثلية)Where stories live. Discover now