فى المشفى
عائشة بحزن وهى تواسي ابنها.... شد حيلك يا ابنى وإن شاء الله جنا هتقوم بخير ويعوضك خير يا حبيبي
فارس بوجع... يارب يا أمى أنا مش هقدر اعيش من غيرها ثانية واحدة جنا روحي والهوا اللى بتنفسه وحياتي من غيرها مالهاش معنى
سماح بحنية ... لازم تهدى يافارس لأن جنا لما ترجع لوعيها وتعرف انهاخسرت البيبي هتزعل اوى وهتتأثر لازم انت اللى تقويها جنا دلوقتى محتاجاك اكتر من اى وقت يا حبيبي
فارس... انا مش قادر استوعب اللى حصل جنا كانت كويسة والدكتورة كانت بتقول ان مفيش اى مشاكل وأنها والبيبي صحتهم كويسة جدا ومفيش عندها اى مشاكل نهائى ازاى حصل ده كله
سماح بتعجب.... بس كلام الدكتور مختلف اكيد فى حاجة غلط يا فارس الكلام متناقض
فارس... انا حاسس ان فى حد منهم يقصد يكذب عليا بس يا ترى مين وليه بيعمل كده واى غرضه من كل ده
ياسين وهو يدلف إليهم... وانا كمان بقول ان فى حاجة غلط يا فارس ولازم نوصل للحل
تفاجأ الكل من وجوده ثم قال له فضل بحذم ... ايه اللى جابك يا ولد عابد اهنا و مين اللى خبرك اللى حوصل
ياسين... انا عارف ان وجودى مش مرغوب بس انا لازم اتكلم معاك ضرورى يا حج فضل
فضل بشك ... من حديتك واضح ان فى شئ واعر واخبار عفشة خير ان شاءالله
ياسين بثبات... اتفضل نتكلم بعيد يا حج فضل المكان هنا مش مناسب لأى كلام وانت أدرى الناس
فضل... خليك هنا يافارس مع امك وخيتك وانى هعاود على طول
عائشة... انا هاجى معاك يافضل لازم افهم فى اى ومين اللى قاصد يأذى عيالى
فضل... لأ يا ام فارس خليكى اهنا معاهم لحد مانفهم راسنا من رجلينا واضح ان الحديت واعر قوى
فارس... بابا عنده حق ياامى استنى نشوف إللى عند ياسين الأول وبعد كده نقولك كل حاجة
ياسين... متقلقيش يا عمتى كل شئ هيكون تمام
أقتربت سماح من والدتها وامسكت يدها كى تصبرها ورحل الرجال لمعرفة الخبايا والمجهول اللعين
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
*تبا لهذا القلب اللعين فهو مُعذبى وليس ذاك الغريب فاض الدمع من عينى لنعته بالغريب بعد أن كان اقرب الأقربين ، باللهِ لا تلومني وانت الملوم، فانت من قررت الرحيل وتركت لي فقط النحيب ، ما هو سبب هذا العقاب المميت؟! هل الحب الان اصبح جُرم ام الثقة اصبحت كلمه من وحي ونسج الخيال*
فلاش باك
كانت سابحة فى هذا النوم العميق لتستيقظ على صوت هذا الجرس اللعين الذى سيغير حياتها ويحطم قلبها الصغير ظلت تبحث عنه فلم تجده فظنت هذه الحمقاء انه من يقرع هذا الجرس غطت رأسها بإهمال بعد أن ارتدت روبها الناعم وتوجهت لفتح هذا الباب بأبتسامة بلهاء ظنا منها انه هو حبيبها وزوجها ولكن للقدر رأى آخر حين تحولت قسمات وجهها إلى الخجل والاضطراب بعد أن وجدت امراءة فى العقد الرابع من عمرها ومعها رجل او بالاحرى شبيه بالرجال
أميرة بارتباك ... انتم مين وعايزين اى
سوسو بدلع... انا المعلمة سوسو المبدعة للدلع والشخلعة يا عنيا
تيمو بمرقعة ... وانا تيمو صبى المعلمة يا اوختى
أميرة بصدمة... سوسو اى وتيمو اى انتم عايزين اى وجايين هنا ليه
سوسو ببرود... اخرة خدمة الغز علقة ، يعنى مأجره البيت أسبوع وآخرتها كمان بتشتمونا حلو ده يبقى البيت بيت ابونا والغرب بيكروشونا
أميرة بحدة... بيت مين وإيجار اى اطلعى بره انتى والشئ اللى معاكى ده وألا هتصل بالبوليس اى المناظر دى اللى على الصبح
سوسو بردح عالمه...نعم يا عمر بوليس اى يابت البوليس ده يلم اشكالك بتوع الليالى الحمرا انما انا رقاصة ليا سمعة واسم ، و احسن لك لمى عدة الشغل بتاعتك واطلعى بره بدل ماارميكى زى ما انتى لكلاب السكك يالا يابت انجرى من هنا
أميرة بانهيار... انتى اتجننتى انا هتصل بهيثم دلوقتى يوديكم ورا الشمس ياعالم يا ناقصة
سوسو... أعلى مافى خيلك ياقطة
حاولت أميرة مرارا وتكرارا التواصل مع هيثم ولكن عبس وتوترها يزداد وفى النهاية اتصلت على الشركة
السكرتيرة... الو يا فندم
أميرة... عايزة اكلم هيثم ضرورى
السكرتيرة... اسفة يا فندم هيثم بيه سافر من اربع ساعات
أميرة بصدمة.. سافر ! فين ؟! وهيرجع امتى
السكرتيرة... انا اسفة يا فندم معنديش اوامر أبلغ حد بأسرار الشغل
ثم اغلقت الهاتف لتصطدم أميرة بهذا الواقع المريب فجأة شعرت كأن العالم بأسره تخلى عنها أعين هذه الراقصة كانت تشعرها بأنها عارية حاولت أن تختبأ من نظراتها ولكن هيهات وفجأة خطر هذا المنقذ ببالها فالتقطت الهاتف مرة أخرى
أميرة ببكاء... الو .. أدهم
أدهم... أميرة مالك ؟!
أميرة.... تعالى خذنى ابوس ايدك هيثم اتخلى عنى
أدهم بصدمة... قصدك اى انا كنت مسافر من اسبوعين ولسه راجع
أميرة... هفهمك كل حاجة بس تعالى دلوقتى حالا على العنوان ده.....
بعد نصف ساعة وصل أدهم للعنوان المنشود ليجدها بأحد الشقق وامرأة تهينها وهى تبكى بشدة
سوسو... شكلك يابت مش بتفهمي بالذوق تحبى اجيبك من شعرك ولا اقولك اى رأيك اشغلك معايا شكل حلو وتجيبى زبائن عسل
أدهم بحده وهو يدلف .... اخرسي مش عايز اسمع صوتك يا زباله واتكلمى عدل
سوسو بحقارة.... وانت مين يا عنيا انت كمان زبون من زبائن الهانم ولا عابر سبيل والبضاعة عجبتك
أدهم بغضب... لو مكنتيش واحده ست كنت رديت عليكى بطريقة تخليكى تنسي اسمك بس حتى الكلام مع اشكالك مينفعش انتى زباله ولمامة
سوسو بخوف من لهجته... بقولك اى انا مش فاضية لكل ده دى شقتى وعايزاها حالا اتفضل برا انت والسنيورة
أدهم بصدمة ... يعنى اى شقيتك وحضرتك كنتى فين من أسبوع فجأة كده تبقى شقتك واى اللى يثبت
سوسو... كنت مأجرها لواحد ابن عز أسبوع وبما إن انا بحب أوجب وادلع الشباب فأجرتها عادى يعنى بزنس زى مابتقولوا
أميرة بصدمة... قصدك ان هيثم أجرها منك مفروش وأجرها منك انتى
سوسو بدلع... عليكى نور يا قطة هو المحروس ده اللى اسمه هيثم أجرها منى بس الصراحة ايدها برحة عطانى اكتر ما طلبت
لم تستطع أميرة تحمل المزيد من الصدمات لتسقط مغشي عليها لعالم آخر لعلها تهرب من هذا الواقع الأليم ومن هذا الزوج الحقير الذى ضحك عليها بلا اسباب او مبررات وترك لها الأوجاع تحيط بها من جميع الاتجاهات
انتهى الفلاش باك
"جراح الماضى ماهى إلا أداة لتقوية الحاضر "
كانت هذه الكلمات ما هى إلا شعار لها لتجعلها تقوى
رفضت البكاء واحتضنت جنينها وعزمت على التقدم فى الحياة مهما كانت العواقب بل وغدا ستقلب الموازين وستجعل الدمار عنوان لمن أراد بها الذل والمهانة لا تستضعف بنت حواء فلو أرادت اغرقتك فى بئر مظلم ولن تجد النور ابدا
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
من ناحية أخرى كانوا يتكلمون سويا لعلهم يهتدوا إلى الطريق الصحيح لاجتناب مصائب اخرى
ياسين.... انا متأكد من كلامى يا حج فضل إللى حصل مع فارس بنسبة كبير بفعل فاعل مش عادى فى حد ورانا وعايز يضرنا وانا متأكد
فضل... قصدك اى يا ولد عابد ومين تقصد بحديتك
ياسين... انا اسف بس الماضى انت نسيته وهو لسه فاكرك مختار الجمال وابنه عرفوا برجوعك مصر وحاولوا يهاجموك اكتر من مرة و انا كنت بتصدر لهم وخفت اقولك ياحج فضل النار تولع بس مكنتش اعرف ان هيفكروا بالطريقة البشعة دى
فضل بصدمة... واه واه مختار الجمال اه ياولد المنكوب لساتك عايش إياك وكمان عايز تأخذ طار مش طارك
ياسين... انا كان لازم اقولك اول ما عرفت إللى حصل بس انا كنت فاكر انهم اشرف من كده وحربهم هتبقى فى الشغل بس
فضل بضحكة سخرية... متوكد انك ولد عابد
ياسين بعدم فهم.... قصدك اى
فضل وهو يرحل.... روح لابوك وأسأله عن مختار الجمال وكيف كان أُس المصايب من زمان ولساتو كيف ما كان ، وانت يابنى نصيحة منى ابعد عنيهم انت مش زييهم وعضمك طرى
ياسين... انت لسه ما تعرفنى ياحج فضل انا اللى يقرب من حاجة تخصنى اكله بسنانى
أزداد إعجاب فضل بياسين و لكن من بعيد حتى وقت معين هو يريده
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
فى مكتب هيثم الزيات
هيثم بغضب... انت متأكد من اللى انت بتقوله يا فهد
فهد.... اسكندرية مش بعيدة روح واتأكد بنفسك
هيثم... انت عارف يا فهد ان انا غير الكل واللعب معايا مش سهل ولو كلامك طلع غلط محدش هيرحمك من غضبى فلو دى لعبة من الاعيبك احسن لك تراجع عنها
فهد باستفزاز... انت خايف يطلع كلامى صح عشان كده بتهدد يا هيثم وانا فاعل خير وقلت إللى عندى بس شكلك كده معندكش شجاعة تواجه الحقيقة عموما انا عملت إللى عليا وانت حر تصدق ولا لأ دى مشكلتك مش مشكلتى أنا كده دوري انتهى سلام يا هيثم
ثم أغلق الخط بعد أن علم انه وصل إلى مبتغاه ليكون جنون الآخر هو الحل الأمثل فى اعتقاده لم ينتظر ولو قليلا وهرول للثأر من وهم من نسج الشياطين وكأنه كان يريد شئ كى ينفس عن غضبه
خرج من مكتبه مسرعا وطلب من السكرتيرة الخاصة به إلغاء جميع المواعيد و توجه بسيارته نحو المجهول بسرعة كبيرة جدا رحل والغضب يتملكه رغم ان قلبه يرفض كل هذا الكلام اللعين ذهب ولا يعلم هل يريد أن يثبت ظنونه أم يثبت صدق قلبه بدأ بالسير كالمجنون كاد أن يفتعل الكثير من الحوادث ولكن اصراره لكشف الحقيقة جعله يتجنب الحوادث وماهو الا وقت وسيتضح كل شئ المخطئ من الصادق والكل سيعاقب و العقاب سيكون كفيل بهزيمة الكل بلا استثناء
وبعد مرور ساعات قليلة وصل إلى العنوان المنشود بغضب وبركان ثائر وصل ومعه ثُقل الماض ليفتح نيران كادت أن تكون خامدة وبمجرد اللقاء ستهب عواصف نارية وستحرق من فى البر والبحر ولن ينجو احد وأولهم هو
طرقات الباب كانت كفيلة ببث الخوف والقلق بداخلها همت لترى من القادم وبداخلها يأبى أن يتقدم وكأنها تشعر بما سيحدث خطواتها متثاقلة ، بدأت تشعر بصعوبة فى التنفس واضطراب قلبها المرتجف ولكن تقدمت حتى وصلت لهذا الماض الأليم ليختبرها القدر مرة أخرى ويمتحن صبرها فهل ستصمد أم ستنهار أسئلة كثيرة وجوابها خلف هذه الأبواب وها قد حانت اللحظة
ففتحت الأبواب وفتحت معها الدمار......
يتبع......
علياء عادل أبوالعزم