لها أنتمي (رواية مثلية)

By Rose2000love

93.4K 2.5K 1.3K

تقابل الفتاة البسيطة "رسيل" التي تعمل كطاهيةٍ في مطعم في مدينة عربية .. سيدة أعمال عربية الأصل عادت من أمريكا... More

《2》
《3》
《4》
《5》
《6》
《7》
《8》
《9》
《10》
《11》
《12》
《13》
《14》
《15》
《16》
《17》
《18》
《19》

《1》

16.9K 288 152
By Rose2000love


تسحبُ نفَسَاً قسريّاً ..
تتغلغل في أنفها رائحةُ الورد المقتول ..
والحرية المغتصبة ..
و عبير الجوعى المنتظرين بصمت القهر ..
على أعتاب المطعم ..
يتصيدون فتاتَ الطعام المتروك في صحون
من هم أقل سوءاً للحظّ ..هذا إن وُجِد!
تسمع بلا صوتٍ ، فحيح الفساد ..
و سمفونية الكآبة على الوجوه البسيطة ..
تلمحُ ظلاماً من جهلٍ كغمامات تخيّم على العقولِ
إلا من رحمه ربه !
تستشعر برجفة العودة إلى الوراء ..
بفُوبيا اللاّخلاص ..
و الانحشار بين أربع جدران وهمية..
الدين ، القانون ، الأعراف و التقاليد!

تدخل بخطواتها الواثقة ، بمشيةٍ ذكوريّة كما أحَبَّ المجتمع أن يصنفها ..
مباعدةً قليلاً بين رجليها .. لا تخاف!
فما بينهما لا يجعلها عاراً ..
كتفاها العريضان يحملان سترةً سوداء بشموخٍ!
رافعة رأسها قليلاً إلى الأعلى ، فخورةً دون كبر!
و خصلات شعرها القصيرة تتردد فمرّة تلامس ياقةَ سترتها و مرّة ترتفع ، عالقةً بين الوصول واللاوصول!
كمظهرها تماماً للعامّة .. عالقٌ بين أنوثة طاغية محاطةً بهالة ذكورية !
كترددها بين الدخول و عدمه !

بحثت بعينيها عن طاولة فارغة ، لتجد أمامها
صاحب المطعم يستقبلها بنفسه ..
فقد عرف أنها سيدة أعمال عائدة من أمريكا مؤقتاَ ..
فالدولار الأخضر له تأثير مخدر لذيذ يسري
في مخيلة صاحبنا ..

استرخت ضدّ كرسيها .. بجانب النافذة المطلة على الشارع ..
تتلفت الأعين نحوها .. تمتمات غاضبة من الموجودين ..
و ضحكات استهزاء مبعثرة ، كحشراتٍ تلسعُ
وجهها الذي مقتوه بلا سبب ..

"متشبهة بالرجال لعنك الله
في جهنم مصيرك "
تخترق سمعها و هاته المرة قد أحكمت قبضة يدها .. أخذت شهيقاً مرة أخرى لتهدأ ..

" إذن لا تتشبه بالإله و تحكم على مصيري أيها المغفل"
نظر بغضبٍ و غيظِ .. متناولاً طعامه .
و هي تنتظر طلبها ..
و تهز رجلها بضيقٍ من هذا المكان الذي هو جزء من وطنها الذي لطالما خاصمته في الماضي ..

على الطرف المقابل .. تحديداً في مطبخ هذا المطعم ..
تمسك "رسيل" بسكينها بمهارة ..
تقطّع لحم الدجاج بيدٍ ،
و يدها الأخرى تثبت القطعة برقّةٍ و إحكام ..
بأصابعها الرقيقة التي من شدة بياضها يكادُ يرى ما تحتها .. تغطيهما بقفازين من نايلون رقيق ..

تدندنُ ، ترقصُ بحركات هادئة .. مندمجةً
لم تنتبه إلى تلك العيون العاشقة التي تلاحقها
و تراقبها ..

تقترب منها فهي مساعدتها .. و تسألها بصوتٍ
حنون هادئ ..
" هل تودين المساعدة؟ دعيني أقطعها بدلاً منكِ"

"سلمى.. أنا أستمتع بكل شيء أعمله هنا ..
و لكن لو سمحتِ .. تفقدي تلك المعكرونة
هل نضجت ؟ "

" أمرك عزيزتي"

" هذا ليس أمراً ، حاشا أن آمرك"

" طلباتك أوامر"

تبسمت رسيل فكشفت عن لآلئ مخباة مصطفة
في ثغرها ..
وقد اكتنزت وجنتاها و اكتسبتا حمرة طفيفة ..

تهرب خصلة من شعرها العسليّ من قومها المتجمعين داخل ربطة شعرِ .. فتقع على عينها ..
فتشوش رؤيتها ..
تأتي سلمى لتزيحها برفقٍ .. و عشقٍ !

" شكراً سلمى"

يزامن قولها اقتحام نادلة في المطعم..

"انتبهوا فلدينا اليوم ضيف مهم .. يوصيكم المدير بأن تهتموا أكثر به "

" آه كم أمقت توصياته هاته .. فعندي الجميع مهم .. أتقن ما أفعل و حسب"

"رسيل أرجوكِ لا تُتحفينا بفلسفتك هاته! "

تتدخل سلمى مقاطعة إياها ..
" بل أنتِ يا دانيا كفاك استهزاءً "

" و من عيَّنك أنتِ كمحامٍ تدافعين عنها ؟ "

" دعينا ننهي الحديث .. من يكون يا ترى هذا الشخص المهم؟"

" إنها سيدة أعمال قادمة من أمريكا .. أتعلمين ؟ أظنها شاذة لعينة! "

" ماذا ؟ كيف عرفتي؟ "

" حباً بالله اصمتوا !! دعوني أركز ..
يا ربي نسيت هل أضفت الملح أم ليس بعد! "

" لقد أضفتيه أضفتيه " تبتسم دانيا بخبثٍ
و تقول في سرها " لنزعج تلك الساقطة قليلاً"

تجهز رسيل صحن المعكرونة بالدجاج .. كآخر
طبقٍ لليوم .. فقد حان انتهاء دوامها ..

تمسك دانيا بالصحن و تضع عليه من الشطة الحارة...
و تقدمه مع مقبلات على طاولة تلك السيدة ..

تتنهّد " إيفا " و تهمس ..

" وأخيراً قد أتى الطعام ..إذن سوف آكل و أخرج من هذا المطعم اللعين "

تمسك ملعقتها و تضع لقمة بفمها ..
تتجمّد ملامحها ، يحمرّ وجهها ذو البشرة المحيرة بلونها .. بين البياض و السّمار ..

تجعد حاجبيها .. ثم تبدأ بالصراخ غاضبةً ..

" اللعنة! هلّا كنتم بشراً لمرة واحدة في حياتكم و أتقنتم شيئاً واحداً فقط !!
ما هذا الطعم السيء ! "

لتقف رسيل التي كانت قد همت بالخروج .. مقابلةً إياها ...

" هيي أنتِ .. ما به طعامي حتى لا يعجبك يا صاحبة الذوق السيء"

ينهض رجلان بنيتهما قوية جداً كانا على الطاولة المجاورة .. ليقول أحدهما

" هل تعرفين مع من تتحدثي .. احترمي نفسك و إلا بأمرٍ من سيدتي أمسحك من على وجه الأرض"

" عابد عد إلى مكانك ، ألم أقل لكما ألا تقتربا مني إلا حينما أشير لكما؟ "

" ولكن سيدتي هي تقلل من احترامك "

" احترامي لا يقل ولا ينقص ، هي فقط من تقلل احترام ذاتها"

" لماذا لا تعودي من حيث جئتِ فمستواكِ ليس من مستوانا هه! ولا يعجبها طعامنا أيضاً ..
يا سيدة أنا أسكب فيه كل الودّ و الإتقان ..
نطهو بأيادٍ بسيطة .. نكتسب لقمة العيش
بصعوبة بالغة .. و أنتِ هنا تهزئين "

" هل تُسمّين هذا طعاماً !! هيا تذوووقي "

تدفع بلقمةٍ نحو ثغرها .. لم تدرِ ما تفعل .. فتحت فمها و التقطت اللقمة بحرج شديد ..
فهي تحدق بها عينان حالكتان سواداً ..
برموش سوداء كثيفة .. أربكت قلبها ..

سرعان ما أحسّت بسوء الطعم .. و تنافس على وجهها حمرتان ، من استحيائها و من حرّ الشطة المضافة ..

" آه قد عبث أحد بهذا الصحن بعدي .. أؤكد لك
لم أضف هاته الشطة و ظننت أني وضعت ملحاً كافياً ! "

لتمسك إيفا بسترتها و ترتديها .. و تقول "لا عليكِ"
تخرج من المطعم ثم مرافقَيها ..

ضربت رسيل بكفها على رأسها .. فتلمح قهقهة دانيا فعرفت أية لعبة قد حاكَتها قبل قليل ..

أسرع مدير المطعم و لحق بإيفا ..

" سيدتي يشرفني غداً أن تتناولي العشاء لدينا و اتركي الحساب علينا .. سننظم لك سفرة مليئة بالأطعمة.. و أعتذر لك حقاً عما حدث اليوم"

" سأرى غداً .. شكراً "

تسترجع اللحظات التي مضت ،
" غضبت هاته الفتاة بطفولية عندما انتقدت طعامها .. آهٍ وذاك الانزعاج الطفيف الذي أبدته حالما ذاقت اللقمة .. حقاً إنها لطيفة ..
لطيفة و طاهية سيئة .."

تعود رسيل إلى منزلها بعدما وبخها المدير ،
تلحق بها دانيا و تعتذر لها ..

" آسفة لم أظن أن الموضوع سيصل إلى هذا الحد .. لكن السيدة المتعالية إيفا قد بالغت بردة الفعل "

" إذن اسمها إيفا؟ .. لا عليكِ قد نسيت ما حدث بالفعل"

تصل إلى منزلها تفتح الباب ، فتقابل أمها المنتظرة خلفه ..
" ابنتي قلقت عليكِ ، لِمَ تأخرتي؟"

"لاشيء لكن الوجبة الأخيرة تأخرت حتى نضجت هاته المرة "

" هيا خذي حماماً دافئاً و استريحي على سريرك "
" حاضر أمي العزيزة"

تأتي سويعات الليل على رسيل .. تقضُّ مضجعها
تتقلب على السرير ..
تتذكر ملامح "إيفا" و كيف أطعمتها بالقوة ..
غضبها كان لذيذاً و جميلاً ..
" هل هي مثلية يا ترى كما ذكرت دانيا ؟
و ماذا سيفيدني إن علمت ، إذا أنني لم أتعرف ميولي حتى هاته اللحظة ..
و إن يكن ، فلا شيء يمكن فعله في هذا المجتمع! "

تنهض بسرعة .. تُخرِج مفكرة ..
تكتب فيها عنواناً عريضاً ..
أسطورة " حوا و رسيل "

إذن أنتِ قوة الحياة يا إيفا .. و أنا رسيل أي الماء العذب!
تتمتم بشغفٍ ..
"وجعلنا من الماء كل شيء حي"

_______________________________

يتبع ..

" كل عام و أنتم بخير"

ستتضمن البارتات القادمة الأسطورة التي ستكتبها رسيل في مفكرتها إضافة إلى أحداث الواقع بينهما ❤

اكتبوا آراءكم بالتعليقات ، فهي تهمني..

Continue Reading

You'll Also Like

1.5M 66.7K 55
قُلوبهم على جرف الهاوية، مَعقودة خيوطها بين النُور والظَلام، مُتشابكة أرواحهم بشباكٍ قوية؛ ليقعوا جميعًا نحو الهلاك المُغلف بحبٍ. بينهما حرب لن تنتهي...
27.2M 1.1M 70
ساقفل جميع النوافذ التي تؤدي الى التسامح فلا تراجع عن الثأر ..
14.5M 1M 71
صرت اهرول واباوع وراي شفت السيارة بدأت تستدير ناحيتي بمجرد ما يجي الضوء عليه انكشف أمامهم نجريت من ايدي وگعت على شخص ردت اصرخ سد حلگي حيل بعدها أجان...
2.3M 310K 78
اجتماعية رومانسية