رواية ( أشلاء القلوب ) لندى م...

By nadamahmoud67

250K 6.8K 143

كاملة قراءة ممتعة 🙈🙈💞 More

_الفصل الأول _
_ الفصل الثاني _
_ الفصل الثالث _
_ الفصل الرابع _
_ الفصل الخامس _
_ الفصل السادس _
_ الفصل السابع _
_ الفصل الثامن _
_ الفصل التاسع _
_ الفصل العاشر _
_ الفصل الحادي عشر _
_ الفصل الثاني عشر _
_ الفصل الثالث عشر _
_ الفصل الرابع عشر _
_ الفصل الخامس عشر _
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الواحد والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الواحد والثلاثون
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
الفصل الرابع والثلاثون
الفصل الخامس والثلاثون
الفصل السادس والثلاثون
الفصل السابع والثلاثون ( الأخير )
مفاجأة نارية بخصوص الرواية الورقي 🔥🔥

الفصل السادس والعشرون

5.9K 159 2
By nadamahmoud67

(( أشلاء القلوب ))

_ الفصل السادس والعشرون _

كان يقف أمام غرفة الطبيب مستندًا بظهره على الحائط ويضع يده على وجهه ، بخوف وقلق شديد ، أما سارة ومراد كانوا يجلسون على المقاعد الذي أمامه .
تكاد عيناه تذرف الدمع على زوجته ، فلم ينسى انتفاصة صوته وجسده حين رأها ملقية على الأرض ومن حولها الدماء تملأ كل مكان ، لقد حاولت الانتحار ، لا يصدق أنه أوصلها لتلك الحالة المزرية ، التي جعلتها لا تفكر في أي شيء .. لم تفكر بنفسها أو به كيف سيعيش بدونها ، أو كيف سيعيش خيبة الأمل لمرتين وفقدان أحبائه ، ولكنه الآن يدعو االه أن تخرج له سالمة ولا يريد شيء آخر .
خرج الطبيب من الغرفة بعد وقت طويل كان مشحون بالقلق والتوتر فكان أول من سأله هو أُسيد الذي قال بخوف :
_ طمني يادكتور خير

_ بخصوص المدام فهي بخير الحمدلله بس هي واضح أنها أخدت خطبة شديدة جدًا على بطنها وكانت نتيجتها أنها أجهضت الطفل هي كانت حامل في أول أسبوعين ، أما هي فالحمدلله بخير ولحقنا ننقذها

القمه بذلك اللحفظ حجرًا ، وأخبره بفقدانه الثاني لأحد أبنائه ، لا يعرف ما الجرم الذي ارتكبه كي يعاقبه الله عليه بهذا العقاب الصعب ، ولكن مع كل هذا حمدلله وشكره على سلامتها وكان يردد استغفار الله وقول ( الحمدلله ) بهمس في وجهه متألم .
أما سارة فطالعة زوجها وابن عمها بعينان دامعة ومغتاظة ، فقلبها نزف الدماء على ابنة عمتها التي كانت على أعتاب خسارة حياتها وخسرت طفلها فقط ؛ بسببه وبسبب حمقه ، فلم تتمكن من حجب نفسها لتقترب منه وتهتف باستهزاء في صوت باكي :
_ زعلان ليه يا أُسيد ، مش ملاك برضوا وحشة وكانت عايزة تأذي الهانم ليلي ، وبتكدب عليك وهي حرباية ، أنا من رأي متزعلش على حاجة إنت السبب فيها .. عارف ده كله حصل ليه بسبب غبائك

طالعها بدهشة مما تتفوه به ولكن صمت يستمعها للآخر فهتف مراد بغضب بسيط :
_ إيه اللي بتقوليه ده يا سارة ، ياتقعدي ساكتة يا أما ترجعي البيت

_ إنت أكتر واحد المفروض تسمع اللي هقوله ده ، علشان تعرف مين الحرباية اللي بجد

تنهد أُسيد بنفاذ صبر وقال بضيق :
_ سارة أنا مش طايق أسمع أي حاجة سبيني في حالي

_ طبعًا مش طايقين ، هيبقى ليكم مزاج إزاي ، إنتوا بس ليكم مزاج تتعصبوا ، مفيش واحد فيكم كان عنده ذرة ثقة في مراته وأدي النتيجة . ملاك معملتش حاجة واللي قالته صح مرات عمي هي اللي عملت كدا علشان تفرقكم وأهو بسبب غبائك وظلمك ليها ربنا عاقبك بأكتر حاجة نفسك فيها

قال مراد بدهشة :
_ قصدك إيه بظبط ؟!

بدأت تسرد لهم كل شيء بالتفاصيل فترى الصدمة تحتل مركزها على وجه مراد أكثر ، وهو لا يستوعب ما يسمعه ، أن أمه تفعل به شيئًا كهذا .. فهتف بانفعال :
_ إيه اللي بتقوليه ده  !

_ هي دي الحقيقة روان كانت الضحية في الموضوع ده كله ، وإنت كنت طرف تاني ، ولو مش مصدقني روح وأسأل أمك وشوفها هترد وتقولك إيه . تعرفوا والله أنا فرحانة فيكم وفي اللي حصلكم وبذات إنت يا أُسيد

ثم اندفعت من أمامهم منطلقة إلى خارج المستشفى فأشار أُسيد بعينه إلى أخيه أن يلحق بها ، أما هو ففتح باب غرفة زوجته ودلف إلى الداخل وهو منكب على حزنه وشجنه . وجلب أحد المقاعد ليجلس أمامها ويتأمل وجهها الشاحب والضعيف بأسى ثم يمسك بكفة يدها ويقبلها ويهمس بصوت يغالبه البكاء وهو واضعًا رأسه عليها :
_ ليه عملتي كدا يا ملاك ، ليه يا حبيبتي كنتي عايزة تحرميني منك

استكمل بصوت مبحوح وباكي :
_ أنا آسف سامحيني ، عارف إني ظلمتك ومصدقتكيش

أنكب على وجهه يبكي بكاءًا حارًا لأول مرة في حياته .. يبكي كطفل صغير كان سيفقد أمه ، فهو لم يبكي هكذا عندما فقد زوجته ؛ ربما كان بكائه لشعوره بالندم و أنه تلك المرة كان سيخسرها ؛ بسبب حماقته ؛ وأنه لم يصغى لها عندما قالت أنها بريئة ولم تفعل شيء ، فضل سماع معتقداته الخاطئة ورفض سماع صوت قلبه الذي يلح عليه أن يتأكد قبل أن يظلمها ولكنه تجاهل ذلك الصوت واستمع لعقله الذي استند إلى مسلمات خاطئة وغير صحيحة ، وكانت النتيجة مؤلمة له ! .
دقائق وأحس بيدها التي بين يديه تتحرك العها بتلهف ينتظر أفاقتها وأن تفتح عيناها كاملًا ، وكانت ثوانٍ حتى فتحتها وبمجرد أن أتضحت الرؤية أمامها ورأته ، فنزعت يدها عن يده بعنف وهي تقول بنفور شديد منه :
_ ابعد عني  !

تجاهل جملتها الصارمة ومد يده يملس على شعرها من فوق حجابها وهو يقول بحنان :
_ طيب إنتِ كويسة يا حبيبتي

رمقته شرزًا وقالت بقسوة :
_ هكون كويسة طول ما انت بعيد عني ، قوم من جمبي يا أُسيد

غمغم بصوت نادم ونبرة راجية :
_ أنا آسفة يا ملاك ياسمحيني ، عارف إني غلطت معاكي بس غصب عني دي مهما كانت أمي وكنت لازم هدايق

استفزتها أكثر جملته الأخيرة ، فإذا كانت هي أمه فهي أيضًا زوجته ويجب إن يكون بينهم بعض الثقة ، ولكنه أثبت لها أن ليس هناك ما يدعى الثقة بينهم ! . هتفت بجفاء أشد وهي تشيح بوجهها بعيدًا عنه :
_ قولتلك قوم يا أُسيد مش عايزة أشوفك قدامي

تنهد الصعداء بعدم حيلة ونهض ليتجه ويجلس على مقعد آخر بعيدًا عنها ، ويحدق بها بألم نابع من أعماق قلبه ، فهو كان بحاجة إلى معانقتها وأن يشعر بيدها عليه فلمستها تشعره بالراحة والطمأنينة ! .

                                 ***
كانت تجلس أسمى بجوار أمها وتهتف بسخط بسيط :
_ ماما أوعي يكون ليكي إيد في اللي حصل لملاك ؟!

صاحت بها مندفعة :
_ إيد إيه يابت إنتي مجنونة ماهي كانت قدامك وواضح أنها انتحرت بالحبوب اللي أخدتها ، أنا مالي بقى

تسلل الشك في ثناياها ، فهي برغم عدم حبها لها فلا تستطيع أذيتها ، وتراجعت أيضًا عن رغبتها في تفريقهم ، بعد أن رأت سعادة أخيها وحبه لها ، ولا تريد أن تكون السبب في عودة الحزن إلى قلبه من جديد . قالت بترقب :
_ أمممم وياترى ملاك زقتك فعلًا ولا دي كدبة عملاها عشان تخليهم يتخانقوا

_ في دي أنا هقول الحقيقة ، هي معملتش حاجة أنا اللي وقعت نفسي !

هبت واقفة لتصيح بها منفعلة وساخطة :
_ ماما كفاية لو سمحتي مش عايز تحبيها براحتك بس كفاية اللي بتعمليه ده لو مش عشانها عشان أُسيد ، حرام عليكي خليه يفرح شوية بعد كل اللي شافه ، يعني هو ملوش نفس يفرح ولا إيه

_ ياسلام وده من إمتى الحب ده ما على أساس إنك مش طيقاها !

قالت بازدراء :
_ مش بحبها آه بس مش عايزة أفرق ما بينهم عشان شايفة أُسيد مبسوط معاها ، والحق يتقال هي مش وحشة مع حد ودايمًا في حالها ، والمرة دي لو عملتي حاجة يا ماما تاني أنا االب هوقفلك لأني مش هسمحلك تخربي سعادة أُسيد

قبل أن تتجه إلى غرفتها وجدت باب المنزل يُفتح ويدلف منه مراد وسارة ، وكان مراد على وجهه قسمات نفس غاضبة يحدق بأمه شرزًا ، أنا سارة فرمقتها بنظرة متشفية وشيطانية ، فسرعان ما فهمت أنها أخبرته بكل شيء .
قالت أسمى بهدوء :
_ عاملة إيه ملاك يا سارة

_ الحمدلله كويسة أُسيد قاعد معاها ، بس للأسف كانت حامل وأجهضت

رمقت أسمى أمها بنظرة لا تختلف عن أخيها فبسبب أفعالها جعلته يعيش خيبة أمل جديدة ، وهمت بأن تصعد إلى غرفتها في غضب هادر فسمعت صوت سارة وهي تقول مبتسمة :
_ استني يا أسمى عشان تسمعي اللي هيتقال دلوقتي

التفتت لها وحدقتها بتعجب ثم تابعتها وهي تقترب من أمها وتهتف بثقة :
_ ممكن تقولي لينا يا مرات عمي ، روان سقّطت ابنها إزاي وخانت مراد إزاي

بأعين زائغة ومرتعدة حولتهم بين ابنها وابنتها في خوف من ردة فعلهم عندما يكشفوا كل شيء وقالت بشيء من الانفعال وهي تتصنع الجهل :
_ وأنا إيه عرفني إزاي ما تروحي تسأليها هي ، وبعدين إنتي بتتكلمي كدا ليه معايا

_ مراد وأُسيد عرفوا كل حاجة خلاص يا ليلى هانم يعني مفيش مفر ، هتقولي كل حاجة غصب عنك

سار مراد نحوها محملقًا بها بحزن وكأنه يتمنى أن يكون ما قالته سارة خاطئًا ، فهمس بخفوت :
_ الي قالته سارة صح يا ماما ؟!

هزت رأسها بالنفي في رعب وصاحت بارتعاشة صوتها :
_ لا طبعًا أنا معرفش حاجة عن اللي عملته روان صدقني يا مراد

صاح بها في صوت جهوري كالمجنون :
_ متعرفيش إيه ! ، حرام عليكي ياشيخة عملتي كدا ليه ، لو مكنتيش طايقة قعادنا معاكي في البيت كنتي قولتي وأنا كنت هاخد مراتي ونعيش في بيتي لكن تعملي فيا كدا ليه يا أمي ، عملتلك إيه أنا ، مصعبتش عليكي لما كنتي بتشوفيني علطول مدايق بسبب اللي حصل ، لا ومكفكيش إنك خربتي حياتي عايزة تفرقي بين أُسيد وملاك ، إنتي إيه !

لم ينتظر منها سماع أجابتها فقد اندفع إلى غرفته بأعلى وعي تصيح منادية عليه ببكاء حار متوسلة إياه :
_ مراد اسمعني يابني أنا عملت كدا عشانك صدقني يا حبيبي ، مرااااد !

جلست على المقعد وهي تجهش بالبكاء الحار وجسدها ينتفض من فرط البكاء ، فسمعت همس سارة بجانب أذنها تقول :
_ كنتي بتقولي عليا إني مختلفش عن أمي وقادرة زيها وأنا فعلًا كدا ، ولسا كمان معرفوش موضوع ملاك بتاع النهردا اللي أنا متأكدة إنك السبب فيه !

ثم اندفعت إلى أعلى تلحق بزوجها أما أسمى فطالعتها بذهول من ما فعلته ، لا يتسوعب عقلها أنها تفعل كل هذا بهم ، فقد دمرت حياة أبنائها بسبب حقدها وغلها على زوجاتهم ، ولم تفكر سوى في نفسها . فاندفعت نحوها تصيح بها لتتلقى هي نصيبها من ابنتها :
_ إزاي عملتي كدا ، أنا مش مصدقة ! ، حرام عليكي يا ماما روان عملتلك إيه هي ومراد ، ليه بتعملي كدا في ولادك ياشيخة حرام عليكي

هتفت ببكاء عنيف :
_ أسمى أنا عملت كدا عشان مصلحتهم صدقيني

صرخت بها في انفعال :
_ مصلحتهم أن كل واحد فيهم يعيش مع مراته طالما مبسوط معاها مش إنك يبعدوا عنهم ، أحب أقولك إنك مخسرتيش مراد وأُسيد بس لا حتى أنا خسرتيني

                               ***
_ البسي يلا ولمي هدومنا

سمعت تلك الجملة التي انطلقت من بين شفتاه ، وقالها بحزم وهو يستشيط غيظًا فردت هي بهدوء :
_ طيب استنى حتى لما أُسيد وملاك ياجوا ونتطمن على ملاك

صاح بزمجرة :
_ وإنتي فكرك إن أُسيد هيقعد هنا ، حتى هو هياجي ياخد مراته ويروح يقعد في بيته ، يلا يا سارة البسي متنرفزنيش

_ حاضر !

جلس على فراشه وأخرج سيجارة من الدُرج وبدأ يدخن بشراسة بعد أن كان قد أقلع عن التدخين ، فعاد له من جديد في محاولة منه أن يخفف عن نيرانه المتوهجة .
فأكثر ما يعصبه أنه كان ساذج ووقع فريسة لمصيدة أمه فشك بزوجته وخسرها ، فشعوره بالندم كان يدمي قلبه الدماء ويجعله يريد أن يفرغ شحنة غضبه المكتظة بأي شيء أمامه ، ولكنه تمالك نفسه بصعوبة إلى حين انتهت زوجته من ارتداء ملابسها وتجهيز حقيبة ملابسهم ، ثم حمل حقيبتين كانوا ممتلئين بالملابس ونزل بهم الدَرج متجهًا للخارج وكانت هي تتبعه . وبمجرد أن رأته ليلى يحنل حقائب ملابسهم ويستعد للرحيل فاندفعت تهرول نحوه وتمسك بذراعه تتوسله وهي داخل موجة بكاء عنيفة  :
_ لا يامراد متمشيش يابني أبوس إيدك ، أعمل اللي إنت عايزه فيا بس خليك معايا ، سامحني ياحبيبي أنا آسفة

دفع يده عنه بقسوة وهتف بصوت رجولي مخيف :
_ وانا خلاص مش هقدر أقعد معاكي في بيت واحد يا ليلى هانم ، هاخد مراتي ومش هتشوفيني في البيت ده تاني نهائي

_ لا متقولش كدا أنا مقدرش أعيش من غيرك إنت وأخوك صدقني ، طيب أقعد معايا وهوعدك مش هتدخل في أي حاجة تاني بينك وبين مراتك بس خليك معايا يابني متحرمنيش مني

كانت نظرته لها متوجعة ومتألمة وهو يقول بمرارة :
_ زي ما حرمتيني من مراتي وابني هحرمك مني  ، يلا يا سارة !

اندفع إلى الخارج وسارت سارة خلفه تلحق به ، وهو غير مبالي لصراخ أمه وتوسلاتها ، أما أسمى فكانت تتابعه بأعين تهيمان بالدموع من نافذة غرفتها وهو يضع الحقائب في السيارة ويستقل بها مستعدًا للرحيل مع زوجته ؛ زرفت الدموع بحرقة وجهزت نفسها لذلك المشهد حين ينعاد مرة أخرى مع أخيها الآخر ( أُسيد ) .

                                  ***
كان ريان متجه إلى خارج مقر الشركة ليصعد بسيارته وينطلق ، فوقع نظره على " زمردة " التي تسير باتجاه الشارع الرئيسي لكي تستقل ( بتاكسي )  ، فلم يستطيع أن يصيح مناديًا عليها في وسط الشارع فأسرع في خطاه يلحق بها حتى أمسك بذراعها ؛ ليوقفها فأحس برعشة جسدها الشديدة وهي تلتفت خلفها في ارتعاد ورعب جلي ؛ وحين رأته تنفست الصعداء بارتياح بسيط ولكن هتفت بغضب :
_ إيه يا ريان حرام عليك ياخي قلبي كان هيقف

ابتسم ابتسامة بسيطة ثم قال بتعجب :
_ بتعملي إيه هنا ؟

_ عادي كنت جاية أقول لمروان على حاجة وماشية دلوقتي البيت

سمعت نبرته الرجولية التي لم تنساها منذ أول لقاء بينهم وهو يقول بلهجة لا تقبل النقاش :
_ طيب تعالي هوصلك يلا

هتفت باعتراض بسيط في توتر من ردة فعله :
_ لا ملوش لزمة مش عايزة أعطلك أنا هركب تاكسي واروّح

كانت جملته كافية لتعبر عن رده على ما قالته واعتراضه المخيف :
_ هستناكي في العربية يازمردة

زفرت بخنق وسارت خلفه مغلوبة على أمرها ، ثم استقلت بالسيارة بجواره وانطلق قاصدًا منزلهم ، وعم الصمت بينهم في اللحظات الأولى حتى اخترقه قائلًا :
_ إنتي نازلة مخصوص يعني من البيت عشان تقولي الحاجة دي لمروان 

_ لا طبعًا أنا كنت أساسًا في الشغل وأنا جاية عديت عليه

_ إنتي بتشتغلي إيه ؟!

_ مدرسة لغة أنجليزية

طالعها مبتسمًا يتغحصها بتدقيق وكأنه يحتقرها ثم يجيب بجدية مزيفة :
_ لغات يعني وكدا بقى !

لمست نبرة السخرية في صوته فطالعته بقرف وقالت :
_ آه لغات ، إيه مش باين عليا ولا إيه !

استكمل سخريته المزيفة منها وهو يجيبها بإبداعية :
_ أها خالص الصراحة يعني إنتي أخرك تبقي الفرّاشة بتاعت المدرسة 

رأى عيناها التي تحولت إلى جمرة من النار الملتهب ووجها أحمر من فرط الغيظ واندفع نحوه سيل منجرف من الغضب وهي تصيح :
_ فرّاشة في عينك ده أخرك إنت يا عديم الأحترام ، نزلني ياريان اخلص !

انفجر ضاحكًا بشدة على تصديقها السريع لما قاله ، كأنها طفل صغير يستطيع أي شخص أن يستغلها بكلمة . ثم قال من بين ضحكاته :
_ طاب أداهدي خلاص إنتي صدقتي علطول كدا ، ده أنا بهزر معاكي

_ قال فرّاشة قال ، روح أشتغلها إنت ياخويا

أجابها برزانة مبتسمًا :
_ و مالهم الفراشين مش ناس زينا برضوا وبيشتغلوا وياكلوا بعرق جبينهم !

قالت بشيء من الاستهزاء والاستياء :
_ طاب اسكت بقى كدا علشان إنت عصبتني

اتسعت ابتسامته لتصل إلى عيناه ، وهو يحملق بها بنظرته المعتادة ، بات يشعر بالخطر لمجرد قربه منها ، وكأنها مغناطيس يجذبه إليها وهو لا حول له ولا قوة ، ويزيد ذلك الشعور المجهول داخله في كل مرة يراها فيها ، والآن أدرك أنه في دائرة الخطر ويجب عليه أن يتوخى الحذر فيما بعد لأي تصرف سيصدر منه .

                                   ***
في مساء ذلك اليوم .........
فتح باب المنزل ثم سبقها هو في الدخول وهم بإمساك يدها ليساعدها على الدخول ويصطحبها إلى غرفتهم  ؛ فأبعدت يدها عنه في حركة واضحة منها رغبتها في عدم اقترابه منها ، فظهر العبوس على وجهه من جديد و تابعها بعينه وهي تتجه نحو غرفتهم ، ثم أغلق باب المنزل وسار خلفها فوجدها تسطحت على الفراش بتعب ، فكان ردة فعله تلقائية وهو يقول :
_ هجبلك الأكل عشان تاكلي وتاخدي علاجك

هتفت بسخط جلي :
_ مش عايزة منك حاجة يا أُسيد ، وملكش دعوة بيا لو سمحت كل واحد في حاله

هنا وصل صبره إلى آخره فقال بغضب مماثل لها :
_ مفيش حاجة اسمها كل واحد في حاله ، وانا مش بخيرك تاكلي أو لا ده إجبار

_ وانا مش عايزة حاجة منك ياخي إيه ده !

قال بمرارة وصوت متضايق بشدة :
_ إنتي بتعملي كدا ليه يا ملاك ، مش عايزة تفهمي ليه إني مدايق أكتر منك على اللي حصل وإني شكيت فيكي وخليك الوضع يوصل لكدا ، أنا مش زعلان على ابني اللي راح قد ما زعلان إنك شايلة مني بالطريقة دي ومش طايقة لمسة إيدي حتى

هتفت بصوت باكي وأعين دامعة تصنعتها بمهارة :
_ عشان إنت مش متخيل الوجع اللي أنا كنت فيه إمبارح لما خيبت ظني فيك ، تعرف أنا لما أمك رمت نفسها مكنتش خايفة من حاجة عشان واثقة إنك هتكون واثق فيا ومش هتصدق كلامها لكن إنت حتى مكلفتش نفسك تسألني حصل إيه يا ملاك وصدقتها مع إنك عارف أنها بتكرهني ومش بعيد تعملها لأنها مش عايزاني في البيت معاها أصلًا ، قولتلهالك قبل كدا وهقولها تاني أنا مش عايزة أكون عايشة مع واحد معندوش ثقة فيا ، وصدقني مش هسمح لأي حد ياجي عليا أو يهيني حتى لو كان إنت يا أُسيد

توجه وجلس بجوارها ثم أمسك بيدها وقبلها بعشق جارف وتمتم :
_ وانا عمري ما ههينك لأني متجوزتكيش عشان أبهدلك معايا ، اللي حصل ده كان غباء مني وغلطة وندمان عليها فبلاش تكوني إنتي كمان عليا وسامحيني متبقيش قاسية ياملاك

سحبت يدها بهدوء وقالت بعدم أكتراث :
_  أنا مش قاسية أنا بحاول اظهرلك جزء من قسوتك اللي كانت معايا ، وإنت جيت عليا ومش هعدي ده بسهولة ولا هسامحك بسهولة فاهم

لاحت في عيناه نظرة مريرة ، فكلماتها هذه تزيد من نزيف قلبه ، فهو أعلن الأحزان منذ معرفته بخسارته لابنه مجددًا ويحمل فوق أكتافها أعباء لا يستطيع جبل تحملها ، فكان بحاجة إلى حضنها وأن تقف بجواره وتسامحه على ما اقترفه بحقها ، ولكن هيهات فهي لم تعد ملاك الساذجة التي عرفها في بداية الأمر ، تغيرت وأصبحت لا تسامح بسهولة ! .
نهض من جانبها وانحنى ليطبع قبلة مطولة على جبينها هامسًا بأسى :
_ عايزك تعرفي إني هفضل أحبك لأخر نفس فيا وهفضل جمبك ومعاكي لغاية ما تسامحيني ، وأوعي تفتكري إنك لما تحاولي تبعديني عنك هتخليني أكرهك وأبعد عنك لا ده إنتي كدا بتخليني أعاند أكتر 

أشاحت بوجهها للجهة الأخرى في خنق حتى وجدته اندفع إلى الخارج في حزن ، فابتسمت هي بعشق ، كم تمنت أن تعانقه وتخبره بمسامحتها له بعد أن اظهر لها عن ندمه الصادق ، فقد كان أكثر ما يضايقها أنه لم يسمع لها وصدّق ما قالته أمه ، ولكنها كانت تعرف طيبة قلبه وحنانه وإن اقتربت منه وحاولت شرح الموضوع له بهدوء وتفصيل كان من الممكن أن يصدقها ولكن غضبها منه كان يمنعها عن فعل أي شيء ، وبعد ما حدث في الصباح ورأت ندمه وسمعت بكائه الشديد وهو يجلس بجوارها ويمسك بيدها ؛ فانفطر قلبها هي لرؤيتها له وهو في تلك الحالة المزرية وفورًا سامحته على كل شيء ، ولكن ما تفعله الآن فقط حتى يكون عبرة له وأن لا يكررها مجددًا .

                                  ***
وقفت خلفه وهي تراه يجلس على الأريكة ويمسك بيده السيجارة ، التي منذ الصباح لم يتركها من يده ، وكلما تنتهى يخرج واحدة أخرى ؛ فأشفقت بشدة على حالة وندمت لأنها أخبرتهم ، ولكن تعود وتقول بأنهم كانوا سيعرفون الحقيقة لا محال وربما يكون ذلك هو الأفضل لهم .
اقترب منه لتقف بجواره وتسحب من يده السيجارة ثم تطفئها وتقول بضيق :
_ مش كفاية ولا إيه يامراد إنت مخلص يجي علبتين سجاير لغاية دلوقتي  ، وده كله على الريق وإنت مكلتش حاجة من الصبح

_ عايزاني أعمل إيه يعني !

قالت بحنو وابتسامة جميلة :
_ ولا حاجة مدايقش نفسك حصل اللي حصل حصل ومش هتقدر تغيره ، أنا كنت زيك كدا طول الفترة اللي فاتت بسبب اللي حصل معايا بس بعدين عرفت إن كل اللي أنا بعمله ده ملوش لزمة ومش هيغير الماضي وإن ربنا عمره ما هيعمل حاجة وإلا وهو واثق إن هيكون فيها خير ليا حتى لو مكنش فيها هيكون الخير في االي جاي بعديها ، يعني أنا مثلًا عوضني ربنا بيك ، وانت مكنتش تعرف الشر هيجليك منين لو كنت كملت مع روان ، هتفولي أنا مدايق بسبب ماما هقولك برضوا دي في الأول والآخر أمك وادعيلها بالهدايا ، أنا عملت كدا بس مش عشان أخرب علاقتكم أو بمجرد كره أو حقد لا عشان أخليكم تخادوا حذركم وهي تفوق ولما تلاقي نفسها خسرتكم يمكن ترجع عن اللي بتعمله وتتعظ

ترك كل ما قالته وتجاهله ولكن هناك جملة جعلته يندهش وهو يجيبها بدفء :
_ ربنا عوضك عن اللي حصل بيا أنا !!!

ابتسمت بهدوء في خجل بسيط ثم قالت بصدق :
_ أيوة يعني أنا مكنتش هلاقي حد يقبل يتجوزني وحتى لو أتجوزت كنت هحس بالنقص وأنا عايشة مع الراجل ده ، لكن إنت مخلتنيش أحس بده نهائي وبتعاملني بطبيعية جدًا وكأن مفيش حاجة حاصلة معايا وجوازنا كان جواز عادي زي أي أتنين بيتجوزا ، ومخلتنيش أحس حتى بشفقة منك لا بالعكس إنت اتجوزتني وحميتني من كلام الناس وكمان مخليني عايشة معاك ملكة

لاحت الابتسامة أخيرًا على وجهه ، ابتسامة سعادة وحب من كلماتها التي صوبت نحو قلبه واخترقته فجعلته يشتعل بلهيب حبها ، فهو أحبها بصدق وكان يعمل جاهدًا على نسيانها ما حدث وأن يجعلها تعود لحياتها الطبيعية وعندما قالت الآن أنه نجح في ذلك جعلت قلبه يرفف فرحًا . وكان تصرف تلقائي منه أن يمسك بيدها يقبلها ثم يضمها لصدره قائلًا بنبرة عاشقة  :
_ أنا لما أتجوزتك يا سارة مهمنيش اللي حصل أصلًا ولا كان في بالي ، وكان كل همي زي ما قلتي إني أحميكي من كلام الناس وإنك حتى لو حبيتي تطلقي مني بعدين يكون ليكي فرصة إنك تعيشي حياتك ومتحسيش بالنقص زي ما قلتي ، وهمي الأكبر كان إني احاول أنسيكي اللي حصل قدر الإمكان ومخلكيش تحسي إني متجوزك مجرد شفقة وإن جوازي منك كان سببه الأكبر لأني كنت عايزك تكوني جمبي وأعوضك

ابتسمت براحة وهي مستكينة داخل أحضانه ولكن قلبها كان لا يهدأ عن الطرق بشدة وتشعر بجسدها يرتعش من قربه منها ، فهمها قالت له أنها بدأت تعتاد عليه ، فمازال خوفها وقلقها من اقتراب أي رجل منها قائم ولن تستطيع التخلص من ذلك الشعور بسهولة ، ولكنها ستحاول على تخطيه حتى تتمكن من العيش معه بسعادة كأي زوجين .
ابتعدت عنه وقالت برقة ووجه بشوش :
_ أعتقد إنك مش هتعارض دلوقتي لو قلتلك هجبلك الأكل وناكل مع بعض

قال بصوت رجولي جميل ومحب :
_ أعارض إزاي بعد الكلام اللي يفتح النفس اللي قولتيه ده !

ابتسمت بعذوبة ثم اندفعت نحو المطبخ وبدأت بوضع الطعام في الأصحن ، وتنقله إلى مائدة الطعام بالخارج لكي يتشاركوا تناول الطعام باستمتاع ! .

                              ***
في صباح اليوم التالي كان هو قد غادر المنزل قبل استيفاظها وذهب إلى منزلهم ، ودخل من الباب ولم يجد أحد في طريقه فاتجه إلى غرفته بأعلى وفتح الخزانة وأخرج حقائب ملابسهم وبدأ يملأها بملابسه هو زوجته ففتحت أسمى الباب حين سمعت صوت ضجيح بسيط منبعث من الغرفة  وعندما وجدته أخيها يجهز حقائب ملابسهم قالت بحزن :
_ هتمشي إنت كمان ؟!

_ أيوة بعد اللي عملته ماما أنا مش هطمن على ملاك وهو معاها في نفس البيت

قالت بأعين دامعة وصوت يغالبه البكاء :
_ طيب ماما وغلطت معاكم ، إيه ذنبي أنا تسبيوني وتمشوا إنت ومراد ، أنا طبيعي مبقتش أكلم ماما وقاطتعها زيكم هقعد مع مين في البيت

نظر لها بحنو أخوي ثم اقترب منها وضمها إلى صدره وقبل شعرها قائلًا بمداعبة :
_ نسيبك إيه ياهبلة هو احنا روحنا بلد تاني

قالت بعد انفجرت باكية بحرقة :
_ لا أنا متعودتش على غيابكم إنتوا الأتنين ، خليك يا أُسيد عشان خاطري بلاش تمشي

أبعدها عنه ومسح دموعها بأنامله وهو ينحني يقبل جبينها متمتمًا بجدية في نعومة :
_ مش هقدر يا أسمى يا حبيبتي صدقيني ، روحي إنتي لمي هدومك يلا والبسي وتعالي اقعدي معانا

_ لا اقعد معاكم إيه ، مش عايزة ادايقك إنت وملاك ومش هتاخدوا راحتكم في البيت ، ده غير إن هي أصلًا أكيد مش هتحب قعداي معاكم بسبب المشاكل اللي بينا

قال باسمًا  :
_ مشاكل إيه ده ملاك ما هتصدق لما تلاقيكي جيتي واتكلمتي معاها وهتفرح جدًا

هتفت بلهفة في فرح :
_ بجد ! ، أصل أنا بصراحة كنت طبيعي عايزة أعتذرلها عن اللي عملته معاها بس مش عارفة إزاى

_ طيب يلا روحي البسي وأهو يمكن تحنني قلبها شوية عليا لما تتكلمي معاها

تهللت أساريرها وهرولت إلى غرفتها تحضر حقيبتها بسعادة صادقة ، أما هو فجلس على فراشهم مهمومًا يفكر في كل تلك المصائب التي تلقى عليه من كل مكان ولا يعرف كيف يلاحق عليها ، وحتى زوجته أصبحت ضده الآن .
دقائق وكانت أمه تدخل الغرفة وتطالعه بوجه مبتسم قائلة بحنان صادق :
_ أُسيد ، أمال فين ملاك ياحبيبي

حدق بها بحفاء وجمود ليجيب بغيظ :
_ ملاك في بيتي وأنا جيت إخد هدومنا وماشي تاني ، يعني متتخيليش أنا هقعدلك هنا  يوم واحد تاني

نظرت إلى الحقائب المجهزة وعادت بنظرها إليه وهو تقول بمرارة :
_ حتى إنت يا أُسيد عايز تسيبني ، مش كفاية أخوك اللي سابني ومشي

_ أنا مش هقولك إن إنتي السبب في إني خسرت ابني لأني مؤمن وعارف أن ده قضاء ربنا بس هقولك إنك السبب في اللي حصل بيني وبين ملاك ، و هقولك إنك خدعتيني واستغليتي الفرصة علشان تفرقي ما بينا وخلتيني ساذج وغبي

اقتربت منه وامسكت بيده وهي تقول بأعين دامعة :
_ طيب خليك معايا أبوس إيدك يابني ووعد منك هتغير مع ملاك وهعتذر منها عن كل اللي عملته

أجابها ساخرًا في عدم اهتمام :
_ خلاص بقى تعتذري بعد إيه ما اللي حصل حصل ومعادش ينفع الندم ، لازم تستحملي نتيحة أفعالك يا أمي ، أنا بنصحك متحاوليش مع حد فينا لأن مش هتطلعي بفايدة ، وأسمى هتاجي معايا بيتي دلوقتي

جثت على الأرض ودخلت في نوبة بكاء حار ، تندب وتنوح على كل شيء ، فقد خسرت أبنائها الثلاثة ولم يعد بيدها شيئًا لتفعله سوى الجلوس هكذا والبكاء والنواح .

                                ***
وصل إلى منزله بعد دقائق طويلة ورافق شقيقته إلى غرفتها التي ستبقى فيها ، ثم عاد هو إلى غرفته فوجدها مازالت نائمة ،  فبدل ملابسه وتوجه ليمدد جسده بجوارها على الفراش واضعًا قبضتي يديه أسفل رأسه ويحدق بالسقف في شرود ، وكانت ثواني قليلة حتى اندهش بها عندما وجدها غيرت وضعية نومتها وعانقته وواضعة رأسها على صدره ، فطالعها بدهشة واتضح له فيما بعد أنها نائمة ولا تدري بشيء ، فاستغل الفرثصة ولف ذراعه حولها يضمها إليه مبتسمًا .. وزادت دهشته عندما وجدها تهتف بنعاس وهي مغمضة عيناها :
_ أطفي النور يا أُسيد عايزة أكمل نوم

حجب نفسه عن الضحك بصعوبة وهتف :
_ لا مش هطفيه وقومي كفاية  نوم عشان تاكلي و تاخدي علاجك

كانت الإجابة منها بنعاس أكثر كشخص متغيب عن الواقع ولا يشعر بأي شيء :
_ ياعم إنت مالك بيا أصلًا !

قال ضاحكًا بشدة :
_ حتى إنتي ونايمة مش حرماني من إنت مالك دي !!!

هنا فتحت عيناها بدهشة عندما أدركت الوضع وأتضح صوته لها أكثر .........

_ يتبع .........

Continue Reading

You'll Also Like

5.8M 167K 108
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣
1.3M 127K 37
في وسط دهليز معتم يولد شخصًا قاتم قوي جبارً بارد يوجد بداخل قلبهُ شرارةًُ مُنيرة هل ستصبح الشرارة نارًا تحرق الجميع أم ستبرد وتنطفئ ماذا لو تلون الأ...
11.2K 518 18
دراما _ رومانسي _ حزن _خذلان _كره
534 162 7
ماذا يحدث عندما يتجسد الندم بداخلنا ؟ وعندما تتمثل مشاعرنا في الجانب الخطأ ، ماذا يحدث عندما نستيقظ بعد فوات الأوان ؟ تري هل يمكننا إصلاح ما قد أُفسد...